أوجلان يفضح نفاق المجتمع الدولي..ما القصة

عبر باحثون ونشطاء حقوقيون عن استنكارهم لسياسة الصمت التي تمارسها القوي الكبري تجاه ما ترتكبه الدولة التركية من انتهاكات بحق الزعيم الكردي عبد الله أوجلان.
وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالتنا أن ما يتعرض له أوجلان يكشف زيف ما ترفعه المنظمات الدولية من شعارات وما تدعيه من قيم ومبادىء.
ندبة سوداء
ويري هاني الجمل الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية أن “العالم يشهد حالة من المخاض السياسي الذي سوف ينتج عنه العديد من التحولات السياسية والاستراتيجية سواء علي المستوى العالمي او الاقليمي او القومي”.
وقال لوكالتنا “في ظل هذه المتغيرات والصراعات يظل اعتقال القائد عبدالله اوجلان ندبة سوداء في ثوب الحرية الابيض و الذي تتشدق به العديد من المنظمات الانسانية الدولية والاقليمية والتي تصب جم غضبها في حال تعرض بعض اتباع الانظمة السياسية الكبري لاي انتقاد او تحجيم لحريته وهو عكس ما يحدث مع الزعيم التاريخي للكرد عبدالله أوجلان الذي يتعرض لعزلة خانقة ليس فقط لجسده ولكن لافكاره، لافتا إلي أن هناك أكثر من دولة تآمرت على القائد اوجلان لأن في اعتقاله فائدة لها كون فكره يمثل خطورة وعائقاً أمام تحقيق طموحاتها وفرض سياساتها الرأسمالية والاستبدادية التي كانت تخطط للسيطرة على الشرق الاوسط”.
وبحسب الجمل “فقد مورس بحق القائد أوجلان أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي ومنع محاميه من اللقاء به وحتى المنظمات الصحية منعت من زيارته في سجن ايمرالي ومع ذلك انتشر فكره بشكل كبير ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، لافتا أنه ” فمنذ بداية سجنه كان هنالك زيارة لمحاميه فكان يتم نقل توجيهاته عبرهم لذلك اتخذ القرار بمنع المحامين من زيارة السجن وكذلك منعوا عنه الزيارات العائلية”.
واشار إلي أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات وتضييق محاولة لمنع الشعوب المضطهدة من التعرف على فكره للوصول إلى الحرية والديمقراطية معتبرا أن فكر القائد عبد الله اوجلان تجربة فريدة نجحت في ضمان استقرار المناطق الكردية وهو ما اثار حفيظة تركيا والتي بدأت بمحاربة المشروع الديمقراطي لأن محاولاتها في طمس هذا الفكر باءت بالفشل”.
الخوف من أوجلان
وحول سر الصمت الدولي حيال ما يرتكب من انتهاكات بحق القائد عبد الله اوجلان، يؤكد الباحث أن “هناك العديد من الدول الأوربية بجانب امريكا قد شاركت في المؤامرة الدولية على القائد أوجلان وبالتالي فهذه الدول تلتزم الصمت امام ما يتعرض له لانه حارب الأنظمة الرأسمالية والاستبدادية ودائماً يدافع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة وهذا لا يروق للأنظمة التي تتخذ النظام الرأسمالي أساساً لها لذا نراها اليوم صامتة حيال العزلة المشددة علي الرغم من أنها تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لكنها منذ اعتقال القائد أوجلان لم تحرك ساكنا وهذا ما انعكس بشكل سلبي علي المنظمات الحقوقية فهي لا تقوم بعملها و لم تقدم شيء للشعب الكردي خلال سنوات الحرب وهذا ما تقوم به مع مختلف الأزمات لان هذه المنظمات الحقوقية والإنسانية مسيسة وتابعة للدول المتآمرة على القائد أوجلان”.
وتابع : “وهناك تخوفات لهذه الانظمة من إطلاق سراح القائد عبد الله اوجلان لان مشروعه قد يكون حلا للعديد من المشاكل العالقة في الشرق الأوسط لذا فأن المؤامرة الدولية على القائد اوجلان جاءت للسيطرة علي مقدرات الشعوب الطامحة في الحرية ومن هنا فعلى الشعوب أن تكون بيئة حاضنة لفكر القائد عبد الله اوجلان وأن تسع لإطلاق سراحه دون التعويل على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المسيسة وانما الرهان علي الشعوب التواقة للحرية ومنظمات المجتمع المدني المعبرة عن الحراك والعقل الجمعي لكي تكون يداً واحدة حتى إطلاق سراح القائد اوجلان وغيره من المناضلين للحريات ضد السياسيات الرأسمالية”.

نفاق المجتمع الدولي
بدوره، يري أسامة شمس المدير التنفيذي للمجلس المصري العربي لحقوق الإنسان أن “ما تمارسه تركيا من انتهاكات بحق أوجلان يمثل أكبر انتهاك لفكرة حقوق الإنسان من الأساس فكيف برجل تجاوز السبعين أن يتم سجنه إنفراديا مع حرمانه مع لقاء أهله وذويه أو الإجتماع بمحاميه”.
وقال لوكالتنا “سجل تركيا في ملف حقوق الإنسان أصبح متخما بالانتهاكات سواء بحق المعارضين السياسيين أو النشطاء والمدونيين مستنكرا حالة الصمت المريب من المجتمع الدولي تجاه ممارسات نظام أردوغان”.
وأشار إلي أنه “لا يوجد ما يفسر الصمت الدولي على ما يحدث للزعيم الكردي عبد الله أوجلان في سجن امرالي بتركيا سوي أن هناك مصلحة مشتركة تجمع النظام التركي والدول الكبري المستفيدة من إقصاء أوجلان وتغييبه عن المشهد”.
ويعتقد الناشط الحقوقي أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات تكشف أكاذيب ونفاق المجتمع الدولي فبدلا من أن يتحرك الجميع لإطلاق سراح الرجل وتكريمه على فلسفته وأفكاره الداعية للوئام والسلام بين جميع الشعوب والمكونات بالشرق الأوسط يتم غض الطرف عن ما يتعرض له من انتهاكات وهو ما يعد موافقة ضمنية على ما ترتكبه تركيا بحقه ما يؤكد أن القوي الكبري لا تريد للمنطقة السلام أو الاستقرار كما يزعمون بل تريد ابقاء الأوضاع مشتعلة ونشر الفتن والصراعات بين شعوب المنطقة”.
ولفت إلي أن “الغرب الذى يقف وراء دعم الحرب في السودان، ونهب ثروات افريقيا ودعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط لن يسمح لأفكار أوجلان بما تحمله من دعوة للسلام والتأخي والتعايش بين جميع المكونات أن تنتشر وتسود خاصة أنها تهدد استراتيجيتهم في السيطرة على المنطقة وبالتالي يجب ألا نتوقع موقفا إيجابيا من المجتمع الدولي ولا المنظمات الحقوقية العالمية تجاه قضية أوجلان”.
وأكد الناشط المصري أن” الطريق إلي حرية أوجلان يبدأ بنشر أفكاره وتعريف العالم بقضيته والحديث عنه في وسائل الإعلام وتقديم مختصرات لمرافعاته، وتنظيم فعاليات شعبية للدفاع عنه وفضح الانتهاكات بحقه”.

Exit mobile version