ذكري اعتقال أوجلان..حكاية ربع قرن من المؤامرة على زعيم الشعب الكردي

رغم اعتقال المفكر والقائد أوجلان قبل ٢٥ سنة، وازدواجية المعايير الدولية للتفاعل معه ومع القضية الكردية، واستمرار العزلة عليه، لكنه أصبح فلسفة ونظاماً للحياة الحرة وتشاركية الشعوب والمرأة الحرة.

أحمد شيخو

يصادق ٩ أكتوبر ذكرى بداية المؤامرة الدولية على المفكر والقائد عبدالله أوجلان، والتي كانت أكبر عملية لـ”حلف شمال الأطلسي” أو الناتو في تاريخه، وقد شاركت فيها أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا وإسرائيل، والتي وصلت للذروة في ١٥ شباط بخطف واعتقال القائد أوجلان من العاصمة الكينية نيروبي ووضعه وحيداً في جزيرة إمرالي.

عندما نكتب هنا عن المفكرين والقادة الطبيعيين المرتبطين بالشعوب والمجتمعات ومصالحهم، والذين لهم بصمة وتأثير في الحياة، لا بد أن نتذكر الراحل جمال عبد الناصر ومشروعه العربي والأممي، ولا بد من أن نذكر الراحل ياسرعرفات ملحمة النضال الفلسطيني، وكذلك علينا تذكر مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وصموده في المعتقل لحوالي ٢٧ سنة أمام النظام الفصلي العنصري(أبارتهايد)، وكذلك المفكرون، أمثال جمال حمدان ورؤيته وفكره وبوصلته الجغرافية للفهم والتحليل، ومحمد عبده وقاسم أمين وغيرهم الكثيرين، علاوة على الحكماء والنبلاء والرسل الذين ساهموا بفكرهم وسلوكهم وأعمالهم وتوجهاتهم في رفد وبناء الحياة المستقرة الأخلاقية، التي تحقق للإنسان والمجتمعات الحرية والديمقراطية والعدالة والتوازن بين الجوانب المادية والمعنوية.
وكذلك لا بد من أن نذكر مفكري النهضة الأوروبية أمثال لورنزودي ميديشي وفرانشيسكو بتراركا وجاليليو جاليلي وميشيل دي مونتن وغيرهم، مع أهمية ذكرنا بأمثال الحلاج والسهروردي وابن خلدون وابن سينا والفارابي وسعيد النورسي وغيرهم، الذين لو كتبت لهم ولنمو وانتشار أفكارهم وتطبيقها مصيراً مختلفاً، لكنا اليوم في مكان ومسار وموضعية مختلفة الآن في الشرق الأوسط.

المقاربة الدولية غير العادلة للقائد أوجلان

لو أرنا فهم المقاربة الدولية والإقليمية غير العادلة والقرصناوية والخارجة عن كل الأطر القانونية والإنسانية والأخلاقية والدبلوماسية، وازدواجية المعايير للتفاعل والعلاقة مع المفكر وللقائد أوجلان، علينا فهم القضية الكردية وجوهرها وتفاصيلها، وكذلك إدراك علاقة أوجلان بها كمفكر وكقائد ومبدع للسياق النضالي ومشروعات الحل الديمقراطي لها، وكذلك علينا معرفة ماهية الفكر والسلوك والمشاريع التي يطرحه القائد أوجلان لحل قضية الشعب الكردي والشعب الفلسطيني ومختلف القضايا التي يعاني منها شعوب الشرق الأوسط والعالم، بعيداً عن التبعية والمدرسة الاستشراقية أو الهيمنة الفكرية الغربية، وإنما من عمق فهمه وتحليله للتاريخ البشري الشرق الأوسطي والعالمي ومن قيم المجتمع الأساسية والإنسانية والتجددية العلمية المطلوبة ومن أولوية ومصالح المجتمعات والشعوب والإنسان.

ليس هناك معلومة منذ ٣١ شهراً والمؤامرة مستمرة

في 9/ أكتوبر/2023 سنصل للذكرى الـ25 لهذه المؤامرة، والتي مازالت مستمرة بأشكال ونماذج مختلفة، أهمها تجاوز كل القوانين التركية والأوروبية والدولية وقوانين حقوق الإنسان الصادرة عن الجهات والمؤسسات الدولية وكذلك الاتفاقات القانونية الدولية، فمنذ 31 شهراً، ليس هناك أية معلومة عن القائد وحول شروطه وصحته ووجوده ضمن سجن إمرالي، رغم الرفض الكامل وجملة الاعتراضات والمطالبات للمحامين والقانونيين في كردستان وحول العالم، وكذلك للكتلة الشعبية من الشعب الكردي وشعوب المنطقة وغيرهم الكثير من الأحرار في المنطقة وحول العالم، المطالبين بحل القضية الكردية وبحرية القائد أوجلان، كمدخل وسبيل صحيح لتحقيق الاستقرار والأمن في كردستان وتركيا والشرق الأوسط.

أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية والمقاومة

بعد الثورات والانتفاضات الكردية أو الأصح الإبادات التي طبقت من قبل دولة الاحتلال التركية ورعاتها الدوليين لفرض التقسيم والانكار والتصفية من ١٩٢٥ وحتى ١٩٤٠ وفشل تلك الثورات لأسباب عديدة وممارسة المجازر والتصفية العرقية والإبادة الثقافية، ساد في قضية حقوق الشعب الكردي، وخاصة منذ 1940 وحتى 1970 حالة من السكون والانحدار والتلاشي، وخاصة ضمن ما تسمى الدولة التركية القومية التي تبلورت كسلطة أحادية دولتية وكمجتمع نمطي دولتي قومي طوراني تركي، بعد خيانة القادة والسلطات التركية بدعم غربي للالتزامات والحقوق والمكاسب والمعاهدات التي حصل عليها الكرد أثناء حرب الاستقلال(١٩١٩-١٩٢١) في تركيا وفي البرلمان الكبير، قبل أن يحول للبرلمان التركي مع اتفاقية لوزان وتتحور الدولة المتفقة بين مصطفى كمال والعشائر الكردية لدولة لقومية واحدة تركياتية فاشية.
ولكن القائد أوجلان وكما يقال بين أبناء الشعب الكردي ليس في شمال كردستان وتركيا فقط بل في كافة أجزاء كردستان، أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية، روح الصمود والمقاومة والإصرار على الحرية، بدل الاستسلام والخذلان وقبول الهوان والضعف، وقدرة الفهم والتحليل والإدراك، بأن ركز جهده وعمله في بناء الإنسان الكادري أو “الإنسان الكامل” الذي يجسد في نفسه وذاته المجتمعية الكردية الحرة الديمقراطية المرادة، علاوة على تجسيده الحقيقة الكردية التاريخية المقاومة عبر بنائه حزب العمال الكردستاني وثم منظومة المجتمع الكردستاني كأيدولوجية وفكر وسياسية ونظام مجتمعي، قادر على مواجهة التحديات والظروف الصعبة مهما كانت، كمن يحفر بئراً برأس دبوس، كما ورد في كتب القائد أوجلان، وكنظام يقوم الشعب الكردي به بإدارة حياته ووجوده ومطالبه العادلة.

تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في النظام

وما يميز المفكر والقائد أوجلان أنه تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في فكره وعمله وفي حزبه وفي النظام الذي أوجده وفي الحل الديمقراطي لحل القضية الكردية وقضايا الشعوب، فهو ومنظومته الفكرية من المجتمعي الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة ونظامه الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني والدبلوماسي والفني والحقوقي أو الأمة الديمقراطية كنظرية والإدارة الذاتية كتجسيد وتطبيق عيني، أصبح هناك سياقاً ديمقراطياً ونظاماً متكاملاً وشاملاً لحل قضايا الشعوب في الشرق الأوسط والعالم، عبر الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب والأمم.

تجاوز القائد أوجلان في مفهوم المرأة الحرة كهدف وبوصلة ومكسب للمجتمعية الحرة، كل المفكرين والقادة عبر التاريخ

وما يجب أن نركز عليه ونحن نتكلم عن أوجلان كقائد ومفكر وإنسان ورائد من رواد النهضة الشرق الأوسطية، هو مفهوم حرية المرأة وعلم المرأة(الجنولوجيا) وتجسيدها في بناء وعمل وماهية المرأة الحرة وأدوراها وريادتها في المجتمع الأخلاقي والسياسي، والتي نعتقد أنه الموضوع والمكسب الذي يجعل القائد أوجلان فريداً عن كل الموثرين والقادة والمفكرين في التاريخ البشري، بأنه استطاع أن يرشدنا ويدلنا لما هو السبب والمدخل الرئيسي للعبودية والحرية معاً، فكما أن العبودية بدأت مع النيل من المرأة وعطائها ودورها وحضورها في الحياة والمجتمع، فكذلك هي الحرية والحياة الحرة والديمقراطية والعدالة، فالحياة الحرة، تبدأ من عند المرأة وتحريرها وتمكينها وإزالة العوائق المادية والمعنوية أمامها، لتكون حاضرة بزخمها وبفكرها وبتمثليها لجنسها وللمجتمع كاملة، فهي نبع الحياة والحرية إن بنت نفسها وذاتها لتكون ملكاً لنفسها وليس لأبوها أو أخوها أو زوجها أو أبنها، وكيانية حرة في تحرير المجتمع وتدريبه وحمايته، كما في المقاربة والشعار الذي أوجده القائد أوجلان، المرأة، الحياة، الحرية، الذي أصبح شعاراً وسياقاً وتوجهاً عالمياً، لامسناه في ثورة المرأة، الحياة والحرية في شرق كردستان وإيران.

الشخصية والمجتمعية الحرة والديمقراطية عبر ذهنية تشاركية وإرادة حرة

وبوصلة الحل التي أوجدها ونبه لها القائد أوجلان، هي أن نبحث عن الحلول في المجتمعات والذهنيات والثقافات وليس في السلطات والدولتيات والتبعية للمهيمنين الإقليميين والدوليين، وكما كان ماركس بوصلته الاقتصاد ولينين دكتاتورية البروليتارية والدولة القومية رغم أنهم ليس برأسماليين ولكنهم خدموا الرأسمالية باستعمال أدواتها، والبعض من المفكرين والقادة بوصلتهم العرق أو الدين أو الجغرافية أو التاريخ أو الإصلاح والتغيير أوالانقلاب، فمثلا المفكر جمال حمدان كانت ركيزته الجغرافية، ولكن المفكر والقائد أوجلان بوصلته مختلفة وهي المجتمع والإنسان، وانتقاده للكل بما يسمح بأخذ الجوانب المضيئة منهم وتطوريها للأفضل والأرقى بما يخدم بناء الحياة الحرة وتطوريها، وتجنب النقاط والطاقة السلبية فيها، ولذلك قال أوجلان وعمل للمجتمعية والتركيبة الإنسانية الهوياتية المشتركة التي تتجاوز العرق والدين والمذهب واللون وكل الاختلافات الطبيعية والاصطناعية إلى تركيب أوسع وفضاء أشمل بما يستوعب الجميع من الذهنية المشتركة والإرادة الحرة، وهي الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وتنفيذيتها الإدارة الذاتية، وتكامل الثقافات وتعزيز الانتماء الإنساني والخلقي والسياسي، إلى المجتمع الديمقراطي بتغيير الذهنية الأحادية إلى التشاركية المجتمعية النبيلة والحياة الصفرية تجاه المختلف والمعارض إلى الحياة المشتركة والمتكاملة والثقافية، بما يضمن حق الإدارة والحماية لكل خصوصية وشعب ومجتمع في إطار وحدة البلدان والدول الموجودة المفروضة.

من خطف وسجن القائد أوجلان ويفرض العزلة عليه هم من قسموا المنطقة وشعوبها ومارسوا الإبادات

من خطف وسجن المفكر والقائد أوجلان، وقاد المؤامرة، ويفرض العزلة عليه، هم الذين قسموا كردستان بين الدول الأربعة وهم الذين قسموا الشعوب العربية لـ٢٢ دولة عربية، وهم الذين عملوا ويعملون لسد الطريق أمام أية انطلاقة حرة ومستقلة الفكر والقرار أو أية خروج للحركات المجتمعية الأخلاقية والسياسية الحقيقية، وهم الذين أبادوا الأرمن في عام ١٩١٥ ويهجرونه اليوم في أرتساخ(قرباخ) وهم الذين أعدموا المثقفين العرب في بيروت ودمشق عام ١٩١٦، وهم الذين يعطون الضوء الأخضر للعثمانية الأردوغانية الإرهابية لتتدخل ولتجول وتقتل كيفما تشاء، وهم الذين يحاولون إنهاء أية علاقات وتحالفات ديمقراطية بين شعوب المنطقة على أسس الاحترام والاعتراف المتبادل.

القائد أوجلان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل

لقد أخرج أوجلان الشعب الكردي من كونه ورقة ووسيلة ضغط للقوى الهيمنة العالمية، ليكون فاعل مؤثر ورائد لحركة النهضة والديمقراطية والحرية لشعوب الشرق الأوسط والعالم، ولذلك كانت المؤامرة، علاوة على تحريكه للمياه الراكدة الساكنة في صالح الشعوب وتحالفاتهم الديمقراطية في غير صالح قوى الهيمنة العالمية والإقليمية، فقد طرح أوجلان الدبلوماسية الديمقراطية أو دبلوماسية الأمة الديمقراطية المفيدة والخيرة للشعوب والمجتمعات بدل دبلوماسية الدولة القومية التي تخدم السلطات ومصالحهم فقط، بالإضافة إلى عدم خضوع القائد أوجلان وحزبه ونظامه وشعبه وهويته الفكرية والمجتمعية لقوى الرأسمالية العالمية وتوابعهم وأدواتهم الإقليميين، ولذلك وصفوا القائد أوجلان وحزبه ونظامه بـ”الإرهاب” كذباً ونفاقاً ومؤامرةً، بعد تأكدهم من وجود الذاتية والاستقلالية في الفكر والمشروع الذي يطرحه، وأنه غير قابل للخضوع والاستسلام، وخوفهم من ذلك. وكذلك هي حال المنظومة العالمية أو ما تسمى الشرعية الدولية، فهي تعطي الشرعية والقبول لمن يخضع لها وينفذ شروطها ويستسلم لها، والاستسلام في الحالة الكردية أو الشرعية المزيفة هي القبول بتصفية وإنهاء الشعب الكردي في شمال كردستان وتركيا وفي روج هلات كردستان وإيران وفي شمال وشرق سوريا وسوريا، كما يفعله البارزانيون، رغم تشدقهم بغير ذلك، لكن القائد أوجلان كان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل ومازال.

إسلام الشعب والمجتمع وليس إسلام السلطنة والدولة

أما البعد الروحي والمعنوي في حياة الإنسان، بالإضافة إلى البعد التحليلي والمادي، وخاصة لشعوبنا العربية والكردية، فهو يحظى بأهمية كبيرة وفق المنظور الأوجلاني، فالإسلام الديمقراطي أو المجتمعي أي إسلام الشعب والمجتمع والرسول الكريم، إن صح التعبير وليس إسلام السلطنة أو الدولة الخلافة أو العشيرة والقبيلة والسلالة، هو الذي يمكننا أن نركن له ونعتبره صالحاً ومفيداً ومساهماً في الحياة الحرة، لطالما الأخلاق والإحسان والتعاون والتكاتف، هم المعايير والثوابت والسبب الرئيسي لقدوم الأنبياء والرسل، واليوم فإننا لو تمسكنا بقيم وجوهر دستور المدينة المنورة للرسول الكريم رغم كل هذه المدة، يمكننا أن نجد معياراً وعقداً اجتماعياً يحقق اللامركزية والاتحادية والحالة التوافقية والتعايشية بين مختلف التكوينات الاجتماعية، بدل الاحتراب والصراعات التي نشهدها يومياً بسبب سيادة إسلام السلطنة والدولة والمملكة والحكم بدل إسلام الحقيقة والأخلاق للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

القائد أوجلان، فلسفة وأكاديمية وتجربة متكاملة ومشروع حياتي حر لكافة الشعوب والمجتمعات والأمم

وعليه، نقول أن المفكر والقائد أوجلان ومع اعتقاله وأخذه رهينة، كان وهجاً ونوراً وتوحداً في شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” الذي جسده أكثر من حوالي 83 شخصاً الذين قالوا لا للمؤامرة بعملياتهم الفدائية بحرق أنفسهم في كافة أنحاء العالم. واليوم بعد ربع قرن من الاعتقال نجد أن الشمس واشعتها تنور وتضيء لكل الشعوب والمجتمعات والسائرين على دروب الحرية والحق والعدالة والمجتمعية، ومن نفذ وقاد المؤامرة لم يستطع من تحقيق أهدافه في تحييد القائد أوجلان وفكره والسيطرة على الشعب الكردي وشعوب المنطقة، بل أن التحالفات الديمقراطية بين الشعوب وخاصة الشعبين العربي والكردي، تشكلت وبقوة كما في شمال وشرق سوريا وفي منظومة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعبر عن تعبير فعلي وواقعي عن المنظور الأوجلاني للحياة التشاركية وأخوة الشعوب، وتطبيق الأمة الديمقراطية لحد كبير، ولعل صمود ذلك المشروع رغم كل التحديات والظروف الصعبة دلالة على أهميته والتفاف الشعوب حوله. ونزيد فوق ذلك أن المطالبة بالحرية الجسدية للمفكر وللقائد أوجلان هو من أهم مرتكزات ومبادئ ومعايير الوطنية والإنسانية والأخلاقية والثورية والديمقراطية والتقدمية والإسلامية، كما يفعله الكثير من الأحرار من الشعوب العربية والكردية وشعوب المنطقة والعالم، فأوجلان تجاوز البعد الشخصي أو الحزبي أو القومي، وأصبح أيقونة ومدرسة وأكاديمية وفلسفة وتجربة متكاملة ومشروعاً حياتياً محتملاً وممكنا للشعوب والمجتمعات والأمم في مسيرته التي تجاوزت الخمسون سنة.

القائد أوجلان يمثل نظاماً للحياة الحرة وستنتهي المؤامرة بحريته الجسدية

ورغم استمرار المؤامرة بأشكال مختلفة، فإننا نعتقد أنها فشلت مرات عديدة وستفشل بفضل صمود ومقاومة القائد أوجلان أولاً في سجنه وإصراره على ثوابته الإنسانية والأخلاقية وحقوق شعبه وشعوب المنطقة ورؤيته للحياة وفلسفته ومنظومته الفكرية التي يطورها بشكل مستمر، وكذلك بفضل صمود ومقاومة قوات الكريلا(قوات الدفاع الشعبي) الذين يقاومون ببسالة رغم فارق القوة واستخدام دولة الاحتلال التركية للأسلحة المحظورة والكيميائية والنووية التكتيكية، وكذلك فشلت المؤامرة وستفشل المؤامرة بفضل التحالفات الديمقراطية والتكاتف والتلاحم الشعبي والمجتمعي والأممي حول القائد أوجلان وفهم وادارك أفكاره وفلسفته، التي تجاوزت جدران السجن، ليتكلم ويتعرف عليها ويدرسها ويبحث فيها ويطبقها الكثير من الأحرار والأمم والشعوب والجامعات حول العالم، فأوجلان الإنسان والمفكر والقائد، أصبح مدرسة ومنهجاً وأكاديمية ونظاماً للحياة الحرة وأخوة الشعوب وحرية المرأة والإسلام الديمقراطي وستنتهي المؤامرة بتحقيق الحرية الجسدية له وحل القضية الكردية كأّهم مرتكز للاستقرار والأمن وأخوة الشعوب والتنمية في الشرق الأوسط.

أوجلان يفضح نفاق المجتمع الدولي..ما القصة

عبر باحثون ونشطاء حقوقيون عن استنكارهم لسياسة الصمت التي تمارسها القوي الكبري تجاه ما ترتكبه الدولة التركية من انتهاكات بحق الزعيم الكردي عبد الله أوجلان.
وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالتنا أن ما يتعرض له أوجلان يكشف زيف ما ترفعه المنظمات الدولية من شعارات وما تدعيه من قيم ومبادىء.
ندبة سوداء
ويري هاني الجمل الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية أن “العالم يشهد حالة من المخاض السياسي الذي سوف ينتج عنه العديد من التحولات السياسية والاستراتيجية سواء علي المستوى العالمي او الاقليمي او القومي”.
وقال لوكالتنا “في ظل هذه المتغيرات والصراعات يظل اعتقال القائد عبدالله اوجلان ندبة سوداء في ثوب الحرية الابيض و الذي تتشدق به العديد من المنظمات الانسانية الدولية والاقليمية والتي تصب جم غضبها في حال تعرض بعض اتباع الانظمة السياسية الكبري لاي انتقاد او تحجيم لحريته وهو عكس ما يحدث مع الزعيم التاريخي للكرد عبدالله أوجلان الذي يتعرض لعزلة خانقة ليس فقط لجسده ولكن لافكاره، لافتا إلي أن هناك أكثر من دولة تآمرت على القائد اوجلان لأن في اعتقاله فائدة لها كون فكره يمثل خطورة وعائقاً أمام تحقيق طموحاتها وفرض سياساتها الرأسمالية والاستبدادية التي كانت تخطط للسيطرة على الشرق الاوسط”.
وبحسب الجمل “فقد مورس بحق القائد أوجلان أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي ومنع محاميه من اللقاء به وحتى المنظمات الصحية منعت من زيارته في سجن ايمرالي ومع ذلك انتشر فكره بشكل كبير ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، لافتا أنه ” فمنذ بداية سجنه كان هنالك زيارة لمحاميه فكان يتم نقل توجيهاته عبرهم لذلك اتخذ القرار بمنع المحامين من زيارة السجن وكذلك منعوا عنه الزيارات العائلية”.
واشار إلي أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات وتضييق محاولة لمنع الشعوب المضطهدة من التعرف على فكره للوصول إلى الحرية والديمقراطية معتبرا أن فكر القائد عبد الله اوجلان تجربة فريدة نجحت في ضمان استقرار المناطق الكردية وهو ما اثار حفيظة تركيا والتي بدأت بمحاربة المشروع الديمقراطي لأن محاولاتها في طمس هذا الفكر باءت بالفشل”.
الخوف من أوجلان
وحول سر الصمت الدولي حيال ما يرتكب من انتهاكات بحق القائد عبد الله اوجلان، يؤكد الباحث أن “هناك العديد من الدول الأوربية بجانب امريكا قد شاركت في المؤامرة الدولية على القائد أوجلان وبالتالي فهذه الدول تلتزم الصمت امام ما يتعرض له لانه حارب الأنظمة الرأسمالية والاستبدادية ودائماً يدافع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة وهذا لا يروق للأنظمة التي تتخذ النظام الرأسمالي أساساً لها لذا نراها اليوم صامتة حيال العزلة المشددة علي الرغم من أنها تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لكنها منذ اعتقال القائد أوجلان لم تحرك ساكنا وهذا ما انعكس بشكل سلبي علي المنظمات الحقوقية فهي لا تقوم بعملها و لم تقدم شيء للشعب الكردي خلال سنوات الحرب وهذا ما تقوم به مع مختلف الأزمات لان هذه المنظمات الحقوقية والإنسانية مسيسة وتابعة للدول المتآمرة على القائد أوجلان”.
وتابع : “وهناك تخوفات لهذه الانظمة من إطلاق سراح القائد عبد الله اوجلان لان مشروعه قد يكون حلا للعديد من المشاكل العالقة في الشرق الأوسط لذا فأن المؤامرة الدولية على القائد اوجلان جاءت للسيطرة علي مقدرات الشعوب الطامحة في الحرية ومن هنا فعلى الشعوب أن تكون بيئة حاضنة لفكر القائد عبد الله اوجلان وأن تسع لإطلاق سراحه دون التعويل على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المسيسة وانما الرهان علي الشعوب التواقة للحرية ومنظمات المجتمع المدني المعبرة عن الحراك والعقل الجمعي لكي تكون يداً واحدة حتى إطلاق سراح القائد اوجلان وغيره من المناضلين للحريات ضد السياسيات الرأسمالية”.

نفاق المجتمع الدولي
بدوره، يري أسامة شمس المدير التنفيذي للمجلس المصري العربي لحقوق الإنسان أن “ما تمارسه تركيا من انتهاكات بحق أوجلان يمثل أكبر انتهاك لفكرة حقوق الإنسان من الأساس فكيف برجل تجاوز السبعين أن يتم سجنه إنفراديا مع حرمانه مع لقاء أهله وذويه أو الإجتماع بمحاميه”.
وقال لوكالتنا “سجل تركيا في ملف حقوق الإنسان أصبح متخما بالانتهاكات سواء بحق المعارضين السياسيين أو النشطاء والمدونيين مستنكرا حالة الصمت المريب من المجتمع الدولي تجاه ممارسات نظام أردوغان”.
وأشار إلي أنه “لا يوجد ما يفسر الصمت الدولي على ما يحدث للزعيم الكردي عبد الله أوجلان في سجن امرالي بتركيا سوي أن هناك مصلحة مشتركة تجمع النظام التركي والدول الكبري المستفيدة من إقصاء أوجلان وتغييبه عن المشهد”.
ويعتقد الناشط الحقوقي أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات تكشف أكاذيب ونفاق المجتمع الدولي فبدلا من أن يتحرك الجميع لإطلاق سراح الرجل وتكريمه على فلسفته وأفكاره الداعية للوئام والسلام بين جميع الشعوب والمكونات بالشرق الأوسط يتم غض الطرف عن ما يتعرض له من انتهاكات وهو ما يعد موافقة ضمنية على ما ترتكبه تركيا بحقه ما يؤكد أن القوي الكبري لا تريد للمنطقة السلام أو الاستقرار كما يزعمون بل تريد ابقاء الأوضاع مشتعلة ونشر الفتن والصراعات بين شعوب المنطقة”.
ولفت إلي أن “الغرب الذى يقف وراء دعم الحرب في السودان، ونهب ثروات افريقيا ودعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط لن يسمح لأفكار أوجلان بما تحمله من دعوة للسلام والتأخي والتعايش بين جميع المكونات أن تنتشر وتسود خاصة أنها تهدد استراتيجيتهم في السيطرة على المنطقة وبالتالي يجب ألا نتوقع موقفا إيجابيا من المجتمع الدولي ولا المنظمات الحقوقية العالمية تجاه قضية أوجلان”.
وأكد الناشط المصري أن” الطريق إلي حرية أوجلان يبدأ بنشر أفكاره وتعريف العالم بقضيته والحديث عنه في وسائل الإعلام وتقديم مختصرات لمرافعاته، وتنظيم فعاليات شعبية للدفاع عنه وفضح الانتهاكات بحقه”.

Exit mobile version