ماذا يريد كرد إيران من الرئيس الأمريكي الجديد ؟

وكالات _ الشمس نيوز

لم يتوقف النظام الإيراني خلال الأعوام الماضية على تنفيذ عمليات عسكرية ضد الأحزاب واللاجئين الكرد الإيرانيين في العراق، بل وقع اتفاقية أمنية مع العراق في مارس 2023 نصت على تفكيك تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية المتواجدة في العراق منذ عقود وإبعاد مقراتها عن الحدود بين البلدين ونزع أسلحتها ونقلها الى مخيمات خاضعة لإشراف الحكومة العراقية في إقليم كردستان.

ويبلغ عدد الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة عشرة تقريبا، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وأجنحة حزب الكوملة الكردستاني الثلاثة، وحزب الحرية الكردستاني (باك)، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني المعارض في تركيا، وحزب “كومنيست” الإيراني، ومنظمة النضال الكردستاني في إيران وحزب سربستي كردستان وحزب استقلال كردستان.

وتنتظر المعارضة الكردية الإيرانية موقفا أكثر صلابة من الإدارة الأميركية الجديدة تجاه النظام الحاكم في إيران، لإضعافه وقطع أذرعه الممتدة في المنطقة ودعم الشعب الإيراني في نيل الحقوق والحريات.

وتتمركز الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في كردستان العراق منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، إثر القمع الذي مارسه نظام الإيراني بقيادة روح الله الخميني ضدهم عقب سيطرته على الحكم في إيران عام 1979.

لكن وجودهم في كردستان العراق لم يمنع النظام الإيراني من مهاجمتهم واستهدافهم طيلة السنوات الماضية. وتنوعت عمليات الاستهداف ما بين تنفيذ اغتيالات في صفوفهم وقصفهم بالمدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة.

وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن أعداد اللاجئين الكرد الإيرانيين في كردستان العراق بلغ حتى الآن نحو 35 ألفا، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وتعرضت مخيماتهم، في سبتمبر 2022، لهجوم عنيف استخدم خلاله الحرس الثوري الإيراني مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، أسفرت عن مقتل أكثر من 17 شخصا، فيما أشارت مصادر صحية في الإقليم إلى أن أعداد الجرحى تخطى 58 جريحا.

وتسعى الأحزاب الكردية الإيرانية إلى “موقف دولي صارم” من إيران تقوده الولايات المتحدة مشابه للموقف الأمريكي الذي قاد التحالف الدولي عام 2003 لإنهاء نظام رئيس العراق الأسبق صدام حسين.

دور خارجي مؤثر
وبحسب قناة الحرة الأمريكية ، يقول مسؤول ممثلية الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في أربيل، محمد صالح قادري : “إلى جانب الأخذ بنظر الاعتبار مصلحة بلاده، ينبغي على الفائز بالرئاسة الأميركية، سواء كان ترامب أو هاريس، أن يكون قادراً على لعب دور مؤثر في سياسة الخارجية من أجل حل ما يجري من أوضاع معقدة وتحديات في العالم”.

ويرى قادري أن سياسة ترامب، في حال إذا فاز في الانتخابات، “ستكون أكثر فعالية من سياسة بايدن في الضغط على النظام في إيران”، مرجحا أن تحافظ هاريس، إذا فازت، على السياسة نفسها التي اتبعها بايدن تجاه إيران والمنطقة خلال السنوات الأربع الماضية.

ويؤكد قادري على “ضرورة العمل الدولي من أجل إضعاف النظام الإيراني”، معتبرا ذلك “عاملا مهما لتوفير استقرار نسبي لشعوب المنطقة”، وفي الوقت نفسه “تعزيزا للنضال الجماهيري داخل إيران من أجل نيل حقوقها”.

قطع أذرع إيران في المنطقة

ويشير المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية الكردستاني، خليل نادري، أن الكرد بشكل عام والموجودين في إيران يولون الانتخابات الأميركية اهتماما كبيرا، لأنها بحكم الدور الأميركي تجاه قضايا الشرق الأوسط وإيران.

ويضيف نادري “رغم أن السياسة الأميركية شبه ثابتة، لكن إدارة الديمقراطيين مختلفة عن الجمهوريين، فالأول وخاصة خلال عهد الرئيسيين أوباما وبايدن اتسم بالهدوء أمام إيران، لكن الأمر كان مختلفا في زمن الرئيس الجمهوري ترامب لما كان الموقف الأميركي شديدا مع إيران، لذلك النظام في طهران لا يحبذ فوز ترامب”.

ويعتبر نادري أي قرار أميركي متعلق بإيران ستكون له “تأثيرات إيجابية وسلبية” على الكرد و”مستقبل الجغرافيا والشعوب الواقعة تحت الحكم الإيراني”.

ويدعو نادري الإدارة الأميركية المقبلة إلى “قطع أذرع إيران في المنطقة بقراراتها ومواقفها، ودعم نضال الشعب الكردي وشعوب إيران المضطهدة من أجل نيل حقوقها وإسقاط النظام الذي زعزع الأمن والسلام العالميين”.

إنهاء سياسة المساومة

ويقول القيادي في حزب كوملة كادحي كردستان، أمجد حسين بناهي، “نحن في الكوملة ليس من المهم لدينا من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، فالسياسة الخارجية والسياسة الأميركية طويلة الأمد في الشرق الأوسط ثابتة، لكن الرئيس الذي يستطيع إضعاف النظام الإيراني سيكون له انعكاسات إيجابية لا على الكرد والأحزاب الكردية في ايران فحسب، بل على إقليم كردستان أيضا”.

ويلفت بناهي إلى أن الكرد في إيران “ينتظرون من المجتمع الدولي إنهاء سياسة المساومة مع النظام الإيراني”، مشيرا إلى أن “الوقت حان لتتحرك الدول العظمى وفي مقدمتها أمريكا لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي والقضاء على برنامجه الصاروخي ومحاسبته على ما ينفذه من انتهاكات لحقوق الإنسان وتنفيذه الإعدامات ضد الكرد والشعوب الأخرى في إيران طيلة 45 عاما الماضية وعلى تصديره الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم”.

ويضيف “ننتظر من الرئيس الأميركي القادم أن يكون داعما للكرد ولكافة الشعوب في إيران”.

إيران والكرد تاريخ حافل من المؤامرات والدسائس..اغتيال صادق كندي نموذجاً

بقلم/ دجوار أحمد أغا

منذ القديم وحتى عصرنا هذا، والكرد يعملون من أجل العيش المشترك مع بقية الأمم والشعوب التي سكنت منطقة الشرق الأوسط واستوطنت فيها. سواء تلك التي كانت تعيش فيها في البدايات كالفرس، أو تلك التي هاجرت من مناطق سكناها الأصلية وسكنت فيها كالعرب والأتراك. هذه حقيقة وقد أثبتتها التجارب التي جرت مع هذه الأمم والشعوب.
الكرد لعبوا أدواراً رئيسية في الحفاظ على تلك الأمم وشعوبها أمام الأخطار الخارجية التي كانت تحيق بهم، بالإضافة الى أن الكرد كانوا قد سكنوا هذه المناطق ونقصد (جبال طوروس، وزاغروس) منذ الالاف السنين وهناك مواقع أثرية كشفت عن هذا الأمر حيث قطن فيها أجداد الكرد.
إلى جانب أن الكرد قد ساعدوا العرب والأتراك على الاستقرار في المنطقة، (معركة ملاذكرت 1071) نموذجاً. كما أن الكرد دافعوا عن المنطقة وشعوبها في الكثير من المعارك والحروب المصيرية (معركة حطين 1187 ضد الصليبيين بقيادة الكردي صلاح الدين الأيوبي) نموذجاً.
دور الكرد حديثاً
وفي العصر الحديث أيضا، كان للكرد دور مميز وهام في الكثير من القضايا في حياة هذه الشعوب والأمم. وكان لهم دور بارز في الحفاظ على الهوية الوطنية لهذه الشعوب من خلال المشاركة في معاركها الوطنية التحررية (معارك الاستقلال). حيث انتفض الكرد في مواجهة الاحتلال العثماني للبلدان العربية كما شاركوا في ثورات الاستقلال سواء التركية ضد دول الغرب الأوروبية، أو في كلا من العراق ضد الإنكليز، وسوريا ضد الفرنسيين. لا بل حتى كان لهم دور في معظم البلدان التي هاجروا اليها (لبنان، الأردن، فلسطين، مصر، السودان، وغيرها). الكثير من علماء الدين، الزعماء السياسيين، الشعراء والادباء في هذه البلاد هم من الكرد.
إيران
بعد معركة تشالديران 1514 وتحديدا بعد توقيع اتفاقية قصر شيرين سنة 1639 بين العثمانيين والصفويين، تم رسم الحدود بين الطرفين بشكل رسمي وتقسيم كردستان الى قسمين.
القسم الذي وقع تحت سيطرة إيران أي الصفويين، مثلها مثل القسم الأكبر الذي بقي تحت سيطرة تركيا أي العثمانيين، قامت فيها امارات كردية شبه مستقلة خاضعة اسمياً وشكلياً لسلطات فارس ومنها (امارة أردلان وعاصمتها سننداج، امارة موكريان وعاصمتها مهاباد، وامارة الشكاك وعاصمتها أورمية، وامارة برادوست وعاصمتها قلعة دمدم، وغيرها). هذه الامارات لعبت دوراً كبيراً في مساعدة الفرس على أمن واستقرار المنطقة وساهمت في بناء الحضارة وقدمت الكثير من الخدمات الكبيرة للسلطات الحاكمة.
الانتفاضة والثورة
لكن بالمقابل؛ ماذا كان رد هذه السلطات على الجميل الذي قدمه لها الكرد في تاريخها القديم والحديث؟ كأن الردّ أن قامت بالقضاء على هذه الامارات وقمعت الكرد بقسوة مما أدى الى حدوث ثورات وانتفاضات كردية ضد السلطات الفارسية. ولم تهدأ هذه الانتفاضات والثورات حتى الآن.
ربما أهمها كانت ثورة سمكو أغا شكاكي 1920 / 1930، ثورة جعفر سلطان 1925، جمهورية كردستان الديمقراطية التي أعلنت في مهاباد سنة 1946. كانت هذه الثورات ضد نظام الشاه رضا بهلوي. لكن مع مجيء الخميني 1979 وما سماها بالثورة الإسلامية، استبشر الكرد خيراً. لكنهم كانوا أولى ضحايا نظام الخميني، رغم أنهم وقفوا معه وساندوه في اسقاط نظام الشاه!
المؤامرات والدسائس
عندما وصل الخميني الى قناعة تامة باستحالة القضاء عسكرياً على الكرد، لجأ الى الغدر والخداع ومن ثم أشعل فتيل الحرب مع العراق والتي استمرت 8 سنوات وجرت معظم أحداثها فوق أراضي كردستان على طرفي الحدود وكان ضحيتها الكرد. يكفي أن نذكر مجزرة حلبجة التي حدثت في تلك المرحلة السوداء.
بعدها عمد النظام إلى سياسة المكر والحيلة حيث أبدى استعداده للحوار مع قائد ثورة الشعب الكردي في شرق كردستان وقتها د. عبد الرحمن قاسملو وجرت عدة لقاءات للحوار كان أخرها في العاصمة النمساوية فيينا بتاريخ 13 تموز 1989 حيث قامت الاستخبارات الإيرانية بقتل قاسملو ورفيقه بدم بارد والتجأت الى السفارة الإيرانية. ورغم معرفة السلطات النمساوية وقتها .

المناضل الكردي عبد الرحمن قاسملو
اغتيال صادق كندي
بعد اغتيال د. قاسملو، اختار مناضلو الحرية الدكتور صادق شرف كندي قائداً للحزب والحركة، لكن الدسائس والمؤامرات على شعبنا الكردي كانت مستمرة.
بتاريخ 17 أيلول 1992 تم اغتيال الدكتور شرف كندي في وسط العاصمة الألمانية برلين بدم بارد والتجأ القتلة الى السفارة الإيرانية في برلين. مثلها مثل السلطات النمساوية، السلطات الألمانية لم تحرك ساكناً رغم معرفتها بالقتلة.
من هو الدكتور صادق شرف كندي؟
الشقيق الأصغر للشاعر الكردي الكبير هجار موكرياني الذي تكفل برعايته بعد وفاة والدهم. ولد في بوكان سنة 1938 درس المراحل الأولى من تعليمه في مدارس المنطقة، ثم أكمل دراسته في العاصمة طهران التي حصل على الاجازة الجامعية في الكيمياء سنة 1959 من جامعتها.


عاد الى كردستان بعد التخرج حيث درّس في مدارس أورمية ومهاباد حتى 1965. حصل على الدكتوراة في الكيمياء سنة 1972 من جامعة باريس التي وخلال دراسته فيها تعرف على قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران الدكتور الشهيد عبد الرحمن قاسملو الذي كان يُدرّس اللغة والأدب الكردي في جامعة السوربون. انتسب عن طريقه الى الحزب، وفي العام 1978 عين عضوا في اللجنة المركزية وبعد اغتيال الشهيد قاسملو تم انتخابه سكرتيرا عاماً للحزب، حيث بقي حتى تاريخ اغتياله البشع.

Exit mobile version