رأت صحيفة “لو موند” الفرنسية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف بشكل خاص إلى السيطرة على مدينة عين العرب/ كوباني شمال سوريا، التي تقع حاليًا في أيدي الأكراد، وذلك بهدف إنعاش الشعور القومي لدى الناخبين قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو 2023.
واعتبرت ماري جيغو الكاتبة في “لو موند” أنّ أردوغان يأمل بشكل خاص في السيطرة على كوباني، جيث أن احتلال مناطق جديدة في سوريا تتماشى مع الخطة التي أعلنها الرئيس التركي مؤخرا والتي تنص على عودة أكثر من مليون لاجئ سوري من أصل 3.7 مليون تستضيفهم تركيا حاليا، ومزاعم بناء حوالي مائتي ألف منزل في “مناطق آمنة” تقع “بالقرب من الحدود الجنوبية”.
ورأت جيغو أن استقبال السوريين أصبحت قضية انتخابية في تركيا بسبب الصعوبات الاقتصادية المتزايدة، والتي تدفع بالأتراك لرفض استقبال هؤلاء الضيوف كما يسمونهم.
وتستعد تركيا لشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، حيث أعلن أردوغان ذلك قبل أيام قليلة، فيما خطط التوغل عبر الحدود صادق عليها يوم الخميس مجلس الأمن القومي، المكوّن من قادة مدنيين وعسكريين. ولم يتم تحديد موعد بعد ولكن البيان الصحفي الذي صدر بعد الاجتماع لا يترك مجالا للشك “العمليات الحالية والجديدة المزمع تنفيذها تهدف الى تخليص حدودنا الجنوبية من التهديد الارهابي”.
ويتعلق الأمر بالسيطرة على شريط من الأرض بطول أربعمائة وثمانية وخمسين كيلومترًا بين منطقة عفرين التي احتلها الأتراك عام 2018 ، ومدينة القامشلي شرقًا حيث الجيش الروسي الذي لديه هناك قاعدة جوية.
وفي قلب هذا الشريط من الأرض تقع مدينة كوباني، التي استعادتها وحدات حماية الشعب الكردية عام 2014 بعد أن حاصرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وتعرض موقع عسكري تركي قبل عشرة أيام لهجوم بقذائف الهاون انطلق من كوباني، بحسب وزارة الدفاع التركية، التي أمرت بالرد الانتقامي.
ومن خلال إطلاق جيشه لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد السوريون، يأمل أردوغان في انعكاس التداعيات عبر إحياء الشعور القومي للناخبين وفي الوقت نفسه إنقاذ شعبيته المتدهورة قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، وهو موعد نهائي حاسم لا يسمح لأحد أن يقترب منه باعتباره “المرشح المفضل”.
وكانت العمليات العسكرية التركية السابقة في شمال سوريا، قد استخدمت بالفعل لأغراض انتخابية في الماضي، حيث الشعور العام المُعادي للأكراد في تركيا، سواء من السلطة أم من غالبية المعارضة، وذلك بحجة ارتباط المقاتلين الأكراد في سوريا بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والمصنف إرهابياً.
وأعربت الحكومة الأمريكية عن مخاوفها إزاء تأثير العملية العسكرية التركية المحتملة على المدنيين والحرب ضد داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في حال حدوث الهجوم، يمكن أن ينسحب شركاء قوات سوريا الديمقراطية من القتال ضد الجماعات الإرهابية، التي لا تزال تشكل تهديدا.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a3%d9%83%d8%b0%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%86%d8%a9-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82.html