كيف تواجه الإدارة الذاتية تداعيات التقارب بين النظام السوري وتركيا ؟

متابعات _ الشمس نيوز

تعد مسألة العلاقات بين النظام السوري وتركيا أحد العوامل الأساسية التي قد تؤثر بشكل كبير على الوضع في شمال وشرق سوريا، حيث تبرز الإدارة الذاتية الكردية كلاعب رئيسي في هذا الصراع المعقد.

وتسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في شمال وشرق سوريا عبر دعم المعارضة السورية وتقديم الدعم اللوجستي للميليشيات المسلحة.

من جانب آخر، تسعى الإدارة الذاتية الكردية، التي تُعتبر قوىً محورية في مواجهة تنظيم “داعش”، إلى الحفاظ على استقلاليتها وتوسيع نفوذها في ظل غياب الدعم الدولي المستمر.
عند استعادة النظام السوري السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، ومع بدء عملية التقارب بين أنقرة ودمشق، تظهر مجموعة من التساؤلات حول كيفية تأثير هذا التقارب على الوضع القائم في شمال وشرق سوريا.

وبحسب موقع الجيوستراتيجي فإن التأثير المحتمل على الإدارة الذاتية الكردية يمكن تلخيصه في النقاط التالية
أ. الضغط العسكري والسياسي:
إذا ما توصلت تركيا والنظام السوري إلى اتفاق يهدف إلى تحسين العلاقات بينهما، فقد يؤدي ذلك إلى تنسيق أكبر بين الجانبين ضد الأكراد في شمال وشرق سوريا. يثير هذا السيناريو قلقاً كبيراً في أوساط الإدارة الذاتية الكردية التي تعتمد على استقلاليتها وقدرتها على الحفاظ على مصالحها. إن التعاون المحتمل بين تركيا والنظام السوري قد يتضمن تحركات عسكرية أو سياسية تستهدف تقويض سلطتهم وزعزعة استقرار المناطق التي يسيطرون عليها.

ب. التأثير على العلاقات الإقليمية والدولية:
قد تترتب على التقارب بين تركيا والنظام السوري تغييرات في التحالفات الإقليمية والدولية. فبمجرد تحقيق هذا التقارب، قد تجد الإدارة الذاتية الكردية نفسها في موقع أقل قوة على الساحة الدولية. وهذا قد يؤثر على قدرتها في الحصول على دعم دولي، مما يعرضها لمخاطر أكبر في مواجهة التهديدات العسكرية والسياسية.

ج. الآثار الاقتصادية والاجتماعية:
قد تؤدي زيادة الضغط العسكري والسياسي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية. إذا قام النظام السوري وتركيا بفرض حصار أو إجراءات عقابية، فقد يتفاقم الوضع الاقتصادي، مما يؤدي إلى معاناة المدنيين ويعزز التوترات الاجتماعية.

 استراتيجيات الإدارة الذاتية لمواجهة التحديات:
لتجنب الأضرار المحتملة، يتعين على الإدارة الذاتية الكردية أن تعزز علاقاتها مع القوى الدولية الرئيسية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن تسعى إلى بناء تحالفات جديدة في ظل الوضع المتغير. يجب أيضاً أن تسعى الإدارة إلى تبني سياسة مرنة تمكنها من التكيف مع التغيرات السياسية على الأرض.

وفي الختام يمكننا القول : إن إعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا قد تشكل تهديداً كبيراً للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا. يتطلب الوضع الحالي من الإدارة الذاتية أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة وأن تسعى إلى تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية لضمان استمرارية استقرارها ونفوذها في ظل التقلبات السياسية الجارية.

بالصور..عودة أول دفعة من سكان مناطق الإدارة الذاتية العالقين فى السودان

أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم، وصول أول دفعة من مواطنيها العالقين في السودان، على نفقتها، بعد تواصلها المستمر، وجهودها الحثيثة.

وتشهد السودان صراعاً مسلحاً بين الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، التي يترأسها محمد حمدان دقلو، منذ 15 نيسان/إبريل الفائت، حصد حتى الآن أكثر من 900 قتيل وآلاف الجرحى، كما دفع الملايين إلى النزوح واللجوء، فيما تتخوف الأمم المتحدة من أن يمتد فتيل الأزمة إلى دول الجوار.

وبحسب وكالة أنباء هاوار ، تضم الدفعة التي أعادتها الإدارة الذاتية، عبر مطار قامشلو، من 161 شخصاً بينهم أطفال ونساء، من مختلف مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا.

وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ ٢٧ من نيسان المنصرم، عن تشكيل لجنة تأمين عودة مواطني شمال وشرق سوريا العالقين في السودان، بهدف العمل والتنسيق لعودة مواطنيها العالقين داخل حدود السودان كإجراء نحو تأمين الخروج الآمن لهم.

كان في استقبال العائدين الذين تتراوح أعمارهم ما بين العام إلى الـ 60 عاماً، في مدينة قامشلو من أمام المطار، عضو لجنة تأمين عودة مواطني شمال وشرق سوريا العالقين في السودان، مصطفى بالي.

بينما لا يزال هناك أكثر من 1000 مواطناً من شمال وشرق سوريا عالقاً في السودان لحدّ الآن، بحسب مصطفى بالي، وسيتم إعادتهم إلى مناطقهم على دفعات من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

Exit mobile version