أوكرانيا تعلن إسقاط 53 طائرة روسية

 

 

صرحت السلطات المحلية في منطقة كييف في أوكرانيا، الإثنين، أن هجوما شنته روسيا الليلة الماضية بسرب من الطائرات المسيرة أسفر عن إصابة شخص وألحق أضرارا بخمسة منازل هناك.
وذكر حاكم منطقة كييف رسلان كرافتشينكو أن الهجوم لم يسفر عن أضرار بالغة للبنية التحتية في المنطقة المحيطة بالعاصمة.
وأوضح بيان على تطبيق تيليغرام أن القوات الجوية تمكنت من إسقاط 53 من أصل 56 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا إجمالا خلال الهجوم على وسط وشمال وجنوب أوكرانيا.

وكشف الجيش الأوكراني إن وحدات الدفاع الجوي دمرت ما يقرب من 20 طائرة مسيرة كانت متجهة صوب العاصمة كييف نفسها.
وأكد رئيس الإدارة العسكرية سيرهي بوبكو لكييف على تيليغرام: “طائرات مسيرة هجومية أطلقتها روسيا كانت متجهة إلى كييف من عدة اتجاهات وفي مجموعات مختلفة… وفقا لمعلومات أولية، لم يسفر ذلك عن ضحايا أو أضرار في كييف”

 

وذكر شهود من رويتر أن سلسلة من الانفجارات المدوية وقعت فيما بدا أنها أنظمة دفاع جوية نشطة.
وتقصف روسيا أوكرانيا بصواريخ وطائرات مسيرة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 30 شهرا مما يلحق أضرارا كبيرة بشبكة الكهرباء وبنية تحتية مدنية أخرى.
وتقول موسكو إن هجماتها الجوية تستهدف فقط بنية تحتية مهمة للمجهود الحربي الأوكراني.

بين الأوكران والأكراد..كيف أصبحت الشعوب المظلومة ضحية صراع القوى الرأسمالية والإمبريالية؟

تحليل يكتبه الباحث السوري/ سليمان محمود

وما الحربُ إلاّ الرئةُ التي تتنفّسُ منها الرأسماليةُ، ولذا فقد غرّرت أمريكا ومن ورائها أوروبا روسيا على شنّ هذه العملية العسكرية، والتي ستكون ضحاياها كالعادة الشعوبُ التي لا حولَ لها ولا قوّة.
إنه تناطحٌ ما بين القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية، فالرأسماليةُ لا تدومُ وتتطوّرُ إلا بالحروب والصراعات، وما الخسارةُ إلاّ للشعوب فقط.
أوكرانيا ضحيّةٌ جديدةٌ من ضحايا (نظام التفاهة) العالميّ والاحتكارات الرأسمالية، إذ إنّ منظومةَ رأس المال العالمية تعيشُ أزمةً حادة، وبالتالي فإنّ افتعالَ الحروب تشكّلُ شبّاكاً من التهوية على عدّة اتّجاهات.
ها قد بدأتِ الحربُ في أوكرانيا، والاستبداد يضربُ من جديد بقيمِ الحضارة والحريّة والإنسانية، القوّةُ الفاحشة والانتفاخ الذاتي والسلاح الفتّاك والرغبة في استعادة أمجاد الماضي.. هو الخطرُ الأولُ على البشرية قبلَ أيّ تطرّفٍ آخر.
وربّما لا نشطح بالخيال إذا ما قلنا أنّ الشعبَ الأوكراني شبيهٌ بالكرد في قضيتهم، فكلاهما ضحيةُ النفاق الأمريكي والشوفينية الروسية. ومع الأسف ما يزال العالمُ بعيداً جداً عن إيجاد حلولٍ للأزمات والقضايا الراهنة بالطُرق الدبلوماسية، لأنّ قانونَ الغاب هو السائدُ دون الحوار وممارسة السياسة الرشيدة، وذهنيةُ النظام الرأسمالي الحالي لا تقبلُ بحلول الوسط ولا تؤمن بالحرية والديمقراطية.

روسيا بوتين
العمليةُ الروسيةُ بدأت صباحَ الخميس على حدود أوكرانيا بشكلٍ واسع، وعملياتُ نزوحٍ جماعية في مدن شرق أوكرانيا. قالت روسيا في بداية الأزمة الأوكرانية: ” سوفَ نفعلُ ما نريدُ ومتى نريد. ولن تدخلَ أوكرانيا حلفَ الناتو. لن نسمحَ لأحدٍ أن يضعَ شوكةً حتى بالقرب منا، نحنُ القوةُ الأكبر والأعظم في العالم. ” وها هي تفعل.
ربما هدفُ المعركة ليس احتلال أوكرانيا، بمقدار ما يكون لتشكيل خطٍ دفاعيّ على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك لمنع اقتراب حلف الناتو من الأراضي الروسية. المخطّطُ الروسي هدفهُ الأساسي في أوكرانيا هو تغييرُ نظام الحُكم وإزاحة المجموعة الموالية لأوروبا والغرب، وإن فشلتِ الخطةُ سيكون التدميرُ والاحتلال هو الحلّ، فروسيا مستعدّةٌ لمحاربة العالم ولن تسمحَ أن تكون أوكرانيا جبهةً للغرب وخنجراً في خاصرتها.

أمريكا الخاذلة
بدا واضحاً للشعوب والدول- لاسيما بعد انسحابها من أفغانستان وتسليمها العراق لإيران ومواقفها من دول الخليج وصمتها عن احتلال عفرين وسري كانيه في سوريا- أنّ أمريكا دون هيبة كما كانت زمناً، فروسيا البوتينية مستمرةٌ في الدعس على قيمتها، فعلتها في فنزويلا بدعمها لمادورو وفي ليبيا بدعمها لحفتر وفي سوريا بدعمها للنظام الحاكم والآن في أوكرانيا. إنها تكتفي بالمشاهدة، وما عادت لها أية مصداقية من قبل حلفائها. فأمريكا ما حرّكت ساكناً عندما هاجمت تركيا القوات الكردية في عفرين وسري كانية وتل أبيض، تلك القواتُ التي هزمت داعشَ وحاربت الإرهابَ نيابة عن كلّ العالم. وها هي اليوم تخون أوكرانيا وتهديها لبوتين على طبقٍ من ذهب.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d9%8a-2000-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%85%d8%b1%d8%aa.html

الرئيس المعزول ترامب امتدحَ بوتين في تغريدةٍ قائلاً: ” إنه عبقريّ، يستولي على مساحات شاسعة في مقابل عقوباتٍ قيمتها دولاران “، من الواجب والأمانة أن نقولَ أنّ ما تحدّث به الأبله ترامب صحيح، ومن الحقّ أيضاً أن نقول أنه أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز.

تركيا المتأرجحة
قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي. ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا، التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية.. وعلى حبل الناتو- الحليف الاستراتيجي- تارة وحبل الروس وما يربطها بها من اتفاقيات وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارة أخرى، وقد لا تنجو هذه المرة بسهولة، فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة منذ يوم الخميس. إنها تستوردُ 86في المائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، و25 في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ مدةَ شهرٍ فقط، ستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.

أوروبا والغرب الهزيل
من خلال متابعة تصريحات الأوروبيين والإدارة الأمريكية، يبدو لي وكأنه تكرارٌ لمشهد الاحتلال التركي لرأس العين، حيث يظهر التجاهل والتطنيش العالمي في التعامل مع هذا الهجوم من خلال التصريحات المتشابهة والمواقف المتطابقة. الاتحادُ الأوروبي لن يفعل شيئاً وسيفضّل تحاشي الاصطدام مع روسيا، وسيكتفي بالتنديد والوعيد، وأمّا طُرفةُ العقوبات الاقتصادية فقديمةٌ وغير مجديةٍ، إذ من السذاجة أن نؤمن بأنّ العقوبات الاقتصادية ستؤثر على روسيا أو ستوقفها عمّا عزمته، فخلفها إمبراطورية الصين الاقتصادية. أوروبا وحلف الناتو الجبان سيكتفون بالتفرّج وحسب.
الغربُ في حيرةٍ اليوم، فحين اجتاح أردوغان عفرينَ بحجّة حماية الأمن القومي، برّرت أوروبا مواقفها بتفهُّم الأمر وغضّت الأبصار، والآن تزعمُ أنها ستفرضُ عقوباتٍ على موسكو، مع العلم أنّ حجّةَ روسيا أيضاً هي حماية أمنها القومي.
الغربُ منافقٌ في النهاية، ولن يكون له في أوكرانيا غير الخطابات الإعلامية. بوتين يعرف ذلك تماماً.
إنّ هذا الهدوء في التفاعل والصمت المشين للغرب يؤدي بنا إلى عبارة وحيدة لسياسة أوروبا الغربية ألا وهي الضعف وعدم الحيلة. أوروبا الهزيلة وفاقدة الهوية، خاصة بعد افتراق بريطانيا عنها وعدم قدرتها على تقرير مسارها دون واشنطن.
بوتين يعرف حقيقة ذلك ويعتمد في خطواته ومواقفه على قراءة ذكية للوضع الحالي، كلاعب شطرنج محترف. بوتين وأمثاله يستفيدون من الشحن القومي والإنهاك السياسي والعسكري للدول القريبة من حدوده.

سوريا وتداعيات الأزمة عليها
إنّ التوتّرَ الحاصلَ بين روسيا وأمريكا والغرب عموماً، سوف تدفعُ سوريا بعضاً من ثمنه، على الأقلّ من جهة استحالة حلّ أزمتها في المدى المنظور.
حتماً ستشهد سوريا تبعيات هذه الحرب، على اعتبار أنّها مرتبطةٌ بعدّة أجندات، وعلى أرضها لاعبون دوليون كثر (أمريكا- روسيا- تركيا – وإيران ).
وأرى أنه من المستبعد أن تتبّعَ واشنطن سياسةَ الكيد عبرَ وضع شمال وشرق سوريا في مقابل انفصال الإقليمين عن أوكرانيا، لكن هذا في الوقت نفسه لا يمنعنا من التنبؤ أنّ سياسات أمريكا وروسيا ما بعد أوكرانيا لن تكون كما قبلها، فسوريا تلك البلد المتهالك باتت كرقعة شطرنجٍ يتنافس ويتعارك ويتصالح عليها جميعُ الفرقاء حالياً.
ما أظنّه أنّ هذه العملية العسكرية ستزيدُ من دعم قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وذلك في مقابل الروس ومشروعهم الداعم للديكتاتوريات، غير أنه لن يتعدّى أكثر من ذلك، بل يؤكّد لي أن لاحلّ للأزمة السورية في الأفقين القريب والبعيد، إذ لا بدّ من البحث عن حلولٍ ترضي جميعَ الأطراف داخلياً وخارجياً، ودون حروبٍ أخرى.

استدامةُ مظلومية الشعوب
أنا، كسوريٍّ تلظى بنار الحرب لسنوات، ليس لديّ سوى التعاطف مع ضحايا الحروب دوماً، أنا أعرفُ تماماً ما هو شعور الناس في أوكرانيا، أنا الذي شاهدتُ وحشية روسيا في حلبَ والغوطة الشرقية، وتركيا في عفرين، وعشتُ غضّ طرف العالم العاهر ومواقفة المخزية لقضايا الشعوب.
أنا لستُ متعاطفاً مع القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا، بل مع شعبها، الذي أراه يشبهنا نحن الذين جرّبنا مرارة الخذلان وإحساس الغبن.
ربما تكون أوكرانيا بعيدةً عني، وقد لا يكون لي في حربهم ناقةٌ أو جمل، غير أني من العار أن أكون مصفقاً أهبل في مبارياتٍ سخيفة وحروبٍ عبثية، إذ لا فرقَ إنسانياً عندي بين دموع عجوزٍ أوكرانية ودموع أمّ شهيدٍ في قامشلي.
صورٌ مؤلمةٌ من أوكرانيا هذا الصباح، النساء تذهب للملاجئ في أماكن آمنة والرجال إلى القتال. الكلّ يتوادع بحزن ومرارة.
بوتين وأردوغان وترامب وبايدن.. يختبرون فينا توحّشهم وحيوانيتهم، وأنا أختبر فيهم إنسانيتي.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%84%d9%83%d8%b3%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%af%d9%88%d8%ba%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7.html

الحرب بدأت..قوات روسية تدخل أوكرانيا من جميع الجهات

شنت روسيا هجمات من عدة جهات فجر اليوم على أوكرانيا، حيث دخلت القوات البرية الروسية الأراضي الأوكرانية من اتجاهات عدة، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد.
ووفق ما أعلن حرس الحدود الأوكراني، فإن دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.
وبحسب رويترز، قالت أوكرانيا إن روسيا تحرك عتادا عسكريا إليها من القرم، وتنفذ قصفا عبر البلاد، وصولا إلى منطقة لفيف في غرب أوكرانيا.

هجمات إلكترونية وعسكرية
وبحسب الحرة قال مسؤول أوكراني إن بلاده تواجه هجمات إلكترونية مستمرة بلا توقف. وقال مسؤول آخر إن شخصا قتل وأصيب آخر جراء قصف لمنطقة كييف.
وكان بوتين أعلن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد.
وقال بوتين، في كلمة متلفزة لم يعلن عنها مسبقا، قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش: “اتخذت قرار شن عملية عسكرية”، منددا مجددا بـ”إبادة” تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد.

واستند إلى ما وصفه بنداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل، وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها برأيه.
وتوجه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله: “أدعوكم إلى إلقاء السلاح”، مؤكدا أنهم سيتمكنون عندها “من مغادرة أرض المعركة من دون عائق”.
وأكد أنه لا يريد “احتلال” أوكرانيا بل “نزع سلاحها”.
وبعد دقائق من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سمح بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، الخميس، انتشرت المقاطع المصورة والصوتية لانفجارات في عدة مدن أوكرانية.
وأكدت وسائل إعلام ونشطاء أن قوات تابعة للجيش الروسي وصلت لمشارف مدينة خاركوف شرق أوكرانيا، بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية ضد أهداف في هذا البلد.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس لقطات قيل إنها تظهر عسكريين روس في مشارف ثاني أكبر مدن أوكرانيا من حيث عدد السكان.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولينا أن روسيا باشرت “هجوما واسع النطاق” مع ضربات على مدن عدة في البلاد بعد سماع دوي سلسلة من الانفجارات.
وبعد كلمة بوتين، سُمع دوي انفجارات في عدد من المدن الأوكرانية، من بينها العاصمة كييف، حيث أطلقت صفارات الإنذار.

 

Exit mobile version