كشفت وسائل إعلام روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقَّع قانوناً يسمح بتجنيد مرتكبي الجرائم الخطيرة.
وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم الجمعة، إن القانون يستثني المُدانين بارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على أطفال أو الخيانة أو التجسس أو الإرهاب. انتهاء التعبئة
في الوقت نفسه، نقلت الوكالة عن بوتين القول، الجمعة، إن روسيا انتهت من تعبئة 318 ألف فرد للخدمة في القوات المسلحة.
وكان بوتين قد أعلن، في 21 سبتمبر،”تعبئة جزئية” في ظل تعرض قوات بلاده لسلسلة من الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن الخطوة ستشهد استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط للخدمة.
وكان الكرملين قد قال الخميس، إن بوتين أمر بصرف 195 ألف روبل (3200 دولار)، لمرة واحدة، للجنود المتعاقدين وأولئك الذين تم استدعاؤهم للقتال في أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، قالت موسكو إن حملة “التعبئة الجزئية” لنحو 300 ألف من جنود الاحتياط قد انتهت، لكنها أقرت بأن مشاكل شابتها.
احتجاجات
واعتُقل أكثر من ألفي شخص في احتجاجات، وسط حالة استياء عامة بسبب استدعاء رجال للقتال، رغم أنه ينبغي إعفاؤهم لأسباب طبية، وكذلك بسبب افتقارهم إلى أي خبرة عسكرية.
وفي مرسوم نُشر على موقع الكرملين على الإنترنت، الخميس، قال بوتين إن المبلغ يهدف إلى “اتخاذ تدابير إضافية للدعم الاجتماعي للجنود المتعاقدين الذين تم استدعاؤهم، دون الخوض في تفاصيل أخرى.
يُذكر أن الحد الأدنى للأجر الشهري الذي يُعرض على الجنود المتعاقدين هو 160 ألف روبل (2700 دولار)، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط الأجور في روسيا.
تداعيات كثيرة أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل يوم المائة اليوم، آلاف القتلى والجرحى، ودمار هائل، وأزمة غذاء وطاقة عالمية غير مسبوقة.
وبحسب تقارير صحفية فإن التطورات الميدانية على أرض أوكرانيا تسابق التداعيات السياسية عالمياً، وكل المؤشرات توحي إلى أن الحرب طويلة، ولا مؤشرات تؤكد أنها ستنتهي قريباً.
وبحسب اندبندنت عربية، فإنه، في اليوم الـ100 على بدء هذه الحرب، تضيق القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية في دونباس في وقت باتت موسكو تسيطر على “نحو 20 في المئة” من أراضيها بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
منطقة دونباس
وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويبدو أن تكتيك المحدلة الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجاً، يؤتي ثماره.
الرئيس الأوكراني: سننتصر
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة أن بلاده ستنتصر في مقطع فيديو نُشر على انستغرام، في اليوم المئة من الغزو الروسي.
وقال “النصر سيكون حليفنا”، في مقطع الفيديو من أمام مبنى الرئاسة في كييف، وإلى جانبه رئيس الحكومة دينيس شميغال وزعيم الأغلبية البرلمانية ديفيد أراخاميا ورئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك.
وأضاف “ممثلو الدولة هنا ويدافعون عن أوكرانيا منذ مئة يوم”.
بعض النجاح
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، الثالث من يونيو (حزيران)، إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في قتالها ضد الروس في مدينة سيفيرودونتسك، لكن الوضع العسكري العام في منطقة دونباس لم يتغير خلال الساعات الـ24 الماضية، وفي خطاب بالفيديو في وقت متأخر من الليل، شكر زيلينسكي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعهده بإرسال صواريخ، وقال إنه يتوقع أخباراً جيدة بشأن إمدادات الأسلحة من شركاء آخرين.
أضاف زيلينسكي أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014، وأضاف أمام النواب في لوكسمبورغ، “اليوم هناك نحو 20 في المئة من أراضينا تحت سيطرة المحتلين، (أي) نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس”، أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.
ماريوبول جديدة؟
وعلى سبيل المقارنة، كانت القوات الروسية تسيطر قبل الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) على “أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع” من البلاد، وفق زيلينسكي.
وبحسب كييف أيضاً، فإن القوات الأوكرانية تحصّنت خصوصاً في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية (جنوب شرقي البلاد)، التي دُمّر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل (نيسان)، واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بأنها تعتزم جعل سيفيرودونتسك “ماريوبول جديدة”.
100 جندي
وتخسر القوات الأوكرانية يومياً ما قد يصل إلى 100 جندي على ما أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع الموقع الإخباري الأميركي “نيوزماكس” نشرت الأربعاء، وقال الرئيس، “الوضع في الشرق صعب للغاية، نخسر 60 إلى 100 جندي يومياً في القتال بينما يصاب نحو 500”.
وفي جنوب البلاد، يقلق الأوكرانيون من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية، إذ إن موسكو تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتباراً من يوليو (تموز) لضمها.
وتتواصل المعارك والقصف خصوصاً في منطقة خيرسون التي سيطر الروس على جزء منها، وحيث يعاني السكان نقصاً في الأدوية ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وفق كييف.
منطقة لوغانسك
من جهته، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غوداي، صباح الجمعة، “اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك”، وأضاف، “على الرغم من كل تصريحات الروس” ما زالت “تحت العلم الأوكراني”، ولفت إلى أن القوات الروسية “تدمر منذ 100 يوم كل شيء يميز منطقة لوغانسك”، مشيراً إلى أن أكثر من 400 كيلومتر من “الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية” دُمرت، و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو 70 مدرسة و50 داراً للحضانة.
مرتزقة
وأكدت روسيا، في المقابل، أنها أوقفت تدفق “مرتزقة” أجانب يريدون القتال إلى جانب جيش كييف في أوكرانيا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن عدد المقاتلين الأجانب الموجودين في أوكرانيا “تراجع إلى النصف تقريباً”، من 6600 إلى 3500، و”يفضّل عدد كبير منهم مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت”.
الموانئ الأوكرانية
وتحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود ولا سيما مرفأ أوديسا (جنوب) المنفذ الرئيس لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني، من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسين لها في العالم، ويتعذر تصدير ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بسبب حصار روسي ما يزيد احتمال حصول أزمة غذائية عالمية.
حرب استنزاف طويلة المدى
في سياق المواقف، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن على الغرب الاستعداد لـ”حرب استنزاف طويلة المدى” في أوكرانيا، متحدثاً في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد مرة جديدة أن الحلف الأطلسي لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى “مسؤولية” الحلف عن تقديم الدعم لأوكرانيا.
في التحركات، توجه الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، الخميس، إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الجمعة، وفق ما أعلن مكتبه، موضحاً أن هذه الزيارة “تندرج في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا، وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها على الدول الأفريقية خصوصاً”.
وستكون إقامة “ممرات آمنة” لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا في الثامن من يونيو على ما أفادت أنقرة.
استفتاء وعقوبات
وفي تداعيات الحرب الأوكرانية، صوت الدنماركيون بغالبية كبيرة، الأربعاء، في استفتاء لانضمام بلدهم إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الدفاعية بعدما رفضوا ذلك لثلاثة عقود.
وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض سلسلة جديدة من العقوبات لدفع بوتين إلى وقف حربه على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً صديقه المقرب و”الممول” سيرغي بافلوفيتش رولدوغين، وشركة سمسرة في اليخوت العملاقة للأثرياء الروس.
ووافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الخميس، على حزمة عقوبات سادسة بحق موسكو تشمل حظراً نفطياً مع استثناءات، لكنهم تراجعوا عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على اللائحة السوداء، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
انخفضت الليرة التركية 0.4 في المئة أخرى مقابل الدولار، الثلاثاء، لتواصل خسائرها في اليوم السابق وتعود إلى أدنى المستويات التي سجلتها في أواخر ديسمبر الماضي، بعد سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة.
ونزلت الليرة إلى 15.1620 للدولار بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش من 15.09 عند الإغلاق، الاثنين.
وفقدت العملة التركية 13 في المئة من قيمتها هذا العام بالإضافة إلى 44 في المئة فقدتها عام 2021.
وقفز معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 69.97 بالمئة في أبريل، وهو ما تجاوز التوقعات وشكل أعلى مستوى للتضخم في عقدين، مدفوعا بالصراع الروسي الأوكراني وصعود أسعار السلع الأولية بعد انهيار الليرة أواخر العام الماضي.
ومنذ أقل من أسبوع، قال معهد الإحصاء التركي إن أسعار المستهلكين ارتفعت 7.25 في المئة على أساس شهري مقارنة مع توقعات استطلاع أجرته رويترز بارتفاع بنحو ستة في المئة.
وكان من المتوقع أن يبلغ تضخم أسعار المستهلكين 68 بالمئة على أساس سنوي.
وزاد مؤشر أسعار المنتجين المحليين 7.67 بالمئة على أساس شهري في أبريل، مسجلا ارتفاعا سنويا بنسبة 121.82 في المئة.
كشفت وسائل إعلام سورية، بأن قوات «الفرقة 25» التابعة لقوات الحكومة السورية، التي يقودها سهيل الحسن، وتُعرَف بـ«قوات النمر»، واصلت، تدريباتها في وسط سوريا وشمالها الغربي استعداداً إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسانأن (الفرقة 25) بجيش النظام، التي تتلقى الأوامر والتمويل من القوات الروسية، تواصل تدريبات عالية المستوى وسط سوريا وشمال غربيّها، بطلب القوات الروسية.
تدريبات النمر
وبحسب «المرصد السوري»، فإن «الفرقة 25»، بقيادة سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، تجري تدريبات عالية المستوى لليوم الثالث في مناطق إدلب وريف حمص الشرقي وحماة، حيث إن الفرقة التي تجري تدريبات تعتمد عليها القوات الروسية بشكل أساسي في حربها ضمن الأراضي السورية، وممن تجهز عناصرها وقادتها للقتال في أوكرانيا إلى جانب الروس في حال الطلب، في محاولة من قِبل الروس لإرسال رسائل إعلامية للمجتمع الدولي بأن فرقاً عسكرية تابعة لـجيش النظام تستكمل جاهزيتها بتلقي التدريبات للمشاركة في الحرب الروسية – الأوكرانية في حال تصاعدت حدة المعارك والمواجهات، بالتزامن مع عودة ممثلين عن القوى العسكرية السورية الموالية لروسيا من جولة استطلاع في روسيا.
وتضمنت التدريبات عملية إنزال جوي لعناصر الفرقة.
كما رصد المرصد انطلاق المروحيات التدريبية من مطار حميميم في محافظة اللاذقية غرب سوريا، وشارك في التدريبات نحو 700 عنصر سوري، وضباط من القوات الروسية.
وتأتي التدريبات بعد عودة ممثلين عن القوى العسكرية الموالية لروسيا من جولة استطلاع في روسيا.
وكان المرصد قد ذكر فى تقرير له يوم 26 مارس أنه لا تزال المشاركة إلى الجانب الروسي تقتصر على زيارة ممثلين عن الفرقة 25 ولواء القدس الفلسطيني (التابع للجبهة الشعبية – القيادة العامة، بزعامة الراحل أحمد جبريل) وكتائب البعث والفيلق الخامس (الذي أسسته موسكو في ريف درعا) إلى روسيا لاستطلاع الأوضاع هناك، بينما على الأرض لم يشارك أي سوري في القتال الدائر إلى الآن، والشيء ذاته ينطبق على المرتزقة من فصائل الجيش الوطني وغيرهم، الذين أبدوا استعدادهم ورغبتهم في قتال الروس، والوقوف إلى جانب أوكرانيا للحصول على المنفعة المالية».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لوزير الدفاع، سيرغي شويغو، خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن الروسي: «إذا رأيتم أن هناك أشخاصاً يرغبون طوعاً (بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا)، فعليكم إذن مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال».
وقال متحدث باسم «الكرملين» إنه بوسع السوريين الانضمام إلى القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا.
وقال شويغو إن 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا.
وبحسب جريدة الشرق الأوسط فإن وسطاء في دمشق ومناطق الحكومة بدأوا بالترويج لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وضمت قائمة «المرشحين الجدد» نحو 23 ألفاً من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة ضمن ميليشيات «جمعية البستان» التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، ثم جرى حلها في إطار حملة لتفكيك جميع الأذرع السياسية والاقتصادية والعسكرية في «إمبراطورية مخلوف»، ومن «قوات الدفاع الوطني» التي أسهمت إيران في تأسيسها من اللجان الشعبية بدءاً من عام 2012، ثم تراجع دورها مع التدخل العسكري الروسي نهاية 2015، وتراجع العمليات العسكرية في السنتين الماضيتين بين قوات الحكومة والمعارضة.
ونشط «أمراء الحرب» بدمشق وأخواتها الحكومية في توزيع مسودات عقود على شباب.
ويقول العقد: «سبعة آلاف دولار أميركي لكل شخص لمدة سبعة أشهر للعمل في (حماية المنشآت)» بأوكرانيا، والشرط الأول عدم الرجوع إلى سوريا خلال الأشهر السبعة. والشرط الثاني أن الحكومة السورية لا علاقة لها بهذه العقود.
ميليشيات الجولاني
وفى سياق متصل، ذكرت وكالة «سبوتنيك» قبل يومين، أن 87 من المسلحين الأجانب في تنظيمات «حراس الدين» و«أنصار التوحيد» و«هيئة تحرير الشام» الإرهابية غادرت ريف إدلب، شمال غربي سوريا، قاصدة أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة أن المسلحين الذين غادروا إلى أوكرانيا السبت، كانوا دفعتين، ومعظمهم عراقيون وشيشان وتوانسة وفرنسيون.
وكشفت المصادر للوكالة أن جميع أولئك المسلحين كانوا ينتمون إلى «داعش» قبل اندماجهم في تنظيماتهم الجديدة، وأنهم «على المستوى القتالي، يمتلكون خبرة عالية في حرب العصابات».
وتولت «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـتنظيم «جبهة النصرة» في إدلب، نقلهم، يومي الخميس والجمعة، إلى مدينة سرمدا (5 كلم شرق الحدود السورية – التركية)، ليدخلوا بعدها الأراضي التركية يوم السبت، باتجاه أوكرانيا.
وأكدت المصادر أن أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم «النصرة» في إدلب «عقد شخصياً، على مدار الأسبوع الماضي، سلسلة اجتماعات مع متزعمين في تنظيمات مسلحة عدة داخل أحد الجوامع وسط مدينة إدلب، حثهم خلالها على تشجيع الذهاب إلى أوكرانيا ضد القوات الروسية»، وأضافت أن «الجولاني تعهد شخصياً خلال تلك الاجتماعات، بتأمين احتياجات عوائل المسلحين بشكل كامل حتى عودتهم من أوكرانيا».
وركز الجولاني خلال لقاءاته على المسلحين الأجانب في المجموعات المسلحة الناشطة في إدلب، مشدداً على رفضه خروج المسلحين المحليين في الدفعات الحالية للقتال في أوكرانيا.
أدهشت رحلة سلكها الطفل السوري، حسن الخلف (11 سنة)، الشرطة السلوفاكية على الحدود مع أوكرانيا بعدما قطع مسافة بلغت 1500 كيلومتر من مدينة زابوريجيا، جنوب شرقي أوكرانيا، إلى سلوفاكيا حيث تركته عائلته يرتحل وحيداً بسبب ظروف ألمت بها، فاجتاز مسيرة استغرقت قرابة أربعة أيام متواصلة.
شجاعة طفل
وبحسب وسائل إعلام فقد وصل الطفل السوري إلى سلوفاكيا حاملاً كيساً بلاستيكياً وجواز سفر، ومن دون أي مرافق له، بحسبما ذكرت الشرطة السلوفاكية، التي وصفته وفق بيان لها، بـ”الطفل البطل”، إذ لقي إعجابهم، لهدوئه وصبره وقوة احتماله كل هذه المدة الصعبة في ظروف طقس قاسية، ومن دون مرافقة من أي أحد. وبينت الشرطة في بيانها وجود رقم هاتف على كف الطفل ساعد في الوصول إلى أهله.
وأثارت شجاعة الطفل والصور المنشورة له حين وصوله إلى سلوفاكيا، تضامناً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونعتوا الطفل بصفات تجمع بين بـ”الفتى الشجاع” و”صاحب ابتسامة هادئة وإطلالة بريئة”.
ووفق اندبندنت عربية، قال الناشط الحقوقي السوري، رائد الشوفي الذي يعمل على مساعدة مواطنيه النازحين على تخطي مرحلة الحرب الأوكرانية، إن الهاتف المسجل على يد الطفل قد سهل كثيراً على الجهات واللجان التي تستقبل اللاجئين الأوكرانيين. وساعدت الطفل حسن الخلف على إيداعه في ملجأ للأيتام بعد التواصل مع أقربائه لتيسير اللقاء به.
أحوال الجالية السورية بأوكرانيا
ولفت الشوفي إلى “نزوح ما يفوق المليون ومئتي ألف من المدنيين؛ هرباً من لهيب الحرب والمعارك المستعرة إلى سلوفاكيا. وأعمل مع مجموعة من الشبان السوريين على تسهيل هجرة العائلات السورية. والطفل حسن تمكن من الوصول في وقت تقبع فيه عائلات عدة تحت القصف”. وقال، إن “المشرفين السلوفاكيين اعتنوا به، وقدموا له الطعام والمشروبات، التي حزموا مويد منها له في رحلته المقبلة. لقد كسبهم جميعاً بابتسامته وتصميمه”.
وباعتقاد الناشط الشوفي أن “قلة من أفراد الجالية السورية في كييف بقيت في أماكنها، إلا أنه لا توجد إحصائية دقيقة عن العائلات السورية التي فرت من الحرب واتجهت إلى دول حدودية مجاورة كسلوفاكيا”.
من حرب إلى حرب
وتفيد المعلومات الواردة عن أوضاع صعبة تعيشها عائلة الطفل حسن الخلف التي قدمت من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب هناك في 24 فبراير الماضي، فكان على الأم أن ترعى جدة حسن (84 سنة) التي يصعب أن تتحرك، وبالتالي أرسلته وحيداً باتجاه سلوفاكيا. وأطلت والدة حسن في مقطع مصور نشرته الشرطة السلوفاكية تشكرهم فيه على اهتمامهم بطفلها.
وقالت الشرطة السلوفاكية في تدوينة لها على صفحتها الرسمية في موقع “فيسبوك”، إن الطفل “لم يذرف الدموع” بعد كل هذه المسيرة الشاقة، بينما يتواصل تدفق المدنيين من مدينة زابوريجيا خوفاً على أرواحهم من اشتداد المعارك، لا سيما أن المدينة ذاتها تقع بجوار محطة مفاعل نووي، فيما تؤكد وزارة الدفاع الروسية في بيانات تفاديها مواقع المدنيين في حربها ضد الجيش الأوكراني.
في المقابل، أفضت حالة التعاطف مع الطفل السوري إلى استذكار ملايين الأطفال الذين خاضوا أوجاع الحرب والنزوح، ويقبعون في أحوال معيشية تهدد حياتهم، حيث سقط حوالى 12 ألف طفل منذ اندلاع الحرب السورية وفق إحصائيات لمنظمة اليونيسيف، التي حذرت من أن حوالى 90 في المئة من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بزيادة نسبتها 20 في المئة عن العام الماضي.
وتحدث متابعون لرحلة الطفل النازح عن انتقاله لوحده من قطار إلى قطار وسيره على الأقدام لمسافة طويلة من دون أن يشعر بخوف ورهبة الحرب، مشيرين إلى أن “الحرب تصنع رجالاً في أعمار صغيرة، فما بالك بمَن شهد حربين”.
من جهة أخرى، قال كنان ناطور وهو سوري صاحب مقهى في مدينة خاركيف الأوكرانية، إن حال السوريين هناك لا تسر، واصفاً المشهد بكثير من المأساوية، إذ غادرها سكانها وهجر هو المقهى الذي تعب في تأسيسه لتطحنه رحى الحرب.
وتتشابه قصص السوريين الذين فروا من آتون الصراع المسلح الداخلي في بلدهم للعيش بأمان في أوروبا، ليواجهوا أحياناً، لا سيما مَن لجأ منهم إلى أوكرانيا، مصيراً مماثلاً يجبرهم على التغرب مجدداً والفرار. وفي بعض الحالات، لا تكون النهايات سعيدة كما في حال الطفل حسن، إذ سُجلت وفاة ثلاثة سوريين من بينهم سيدة، بسبب البرد على الحدود الأوكرانية – البولندية.
وصل الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأربعاء إلى أنقرة في أول زيارة لرئيس إسرائيلي الى تركيا منذ العام 2007، تهدف الى إعادة الحرارة الى العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من التوتر.
وكانت الزيارة مقرّرة قبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا، وسيلتقي هرتسوغ خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال هرتسوغ في تصريح مقتضب قبيل إقلاع الطائرة من مطار بن غوريون قرب تل أبيب “العلاقات بين إسرائيل وتركيا مهمة لإسرائيل ومهمة لتركيا، وللمنطقة بأسرها”.
وأضاف “شهدت علاقة إسرائيل وتركيا فترات صعود وهبوط ولحظات صعبة في السنوات الأخيرة… سنحاول إعادة بناء العلاقات بطريقة مدروسة وحذرة”.
وفي الأيام الأخيرة دخلت تركيا وإسرائيل بقوة على خط الوساطة بين كييف وموسكو في محاولة لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أسبوعين. ومن المتوقع أن يطغى النزاع الروسي الأوكراني على محادثات الرجلين اللذين سيناقشان أيضاً قضايا ثنائية.
وسيتناول البحث بين هرتسوغ وأردوغان ملف واردات أوروبا من الغاز الذي اكتسب أهمية كبرى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن المجالات ذات الاهتمام لكل من تركيا وإسرائيل الغاز الطبيعي.
وقد قال أردوغان إن الزيارة ستؤذن “بحقبة جديدة” وإن البلدين يمكن أن يعملا معا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا إحياء لفكرة طرحت في البداية منذ أكثر من 20 عاما.
ومن الممكن أن تخفف إمدادات الغاز من منطقة البحر المتوسط اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي أصبح موضوعا ساخنا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من نداءات من القادة الأوروبيين لتقليل اعتماد القارة على الغاز الروسي.
وتعثرت خطط لمد خط أنابيب تحت سطح البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا مع استبعاد تركيا بعد أن أبدت الولايات المتحدة شكوكها في الأمر في يناير.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل قد بلغت أدنى مستوى لها في 2018 عندما طرد البلدان السفيرين في نزاع بسبب قتل القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيا خلال احتجاجات عنيفة على حدود قطاع غزة.
وأدى ذلك إلى توقف مصالحة تدريجية على مدار سنوات في أعقاب خلاف على غارة إسرائيلية عام 2010 على سفينة مساعدات مبحرة إلى غزة أسفرت عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. وتوفي ناشط عاشر أصيب في الحادث عام 2014 بعد أن ظل سنوات في غيبوبة.
وتبادل البلدان الاتهامات بسبب احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة حماس الإسلامية التي تحكم القطاع.
غير أنه رغم أن العلاقات مع إسرائيل ظلت شائكة عملت أنقرة في الآونة الأخيرة على تحسين العلاقات مع عدد من الدول في المنطقة في إطار سياسة بدأت في 2020.
وخلال سنوات العداء استمرت التجارة بين البلدين وبلغت قيمتها 6.7 مليار دولار في 2021 ارتفاعا من خمسة مليارات دولار في العامين 2019 و2020 وفقا للأرقام الرسمية.
أعلنت وزارة البيئة العراقية، الاثنين، عن اتخاذ إجراءات احترازية تحسبا لأي كارثة نووية في أوكرانيا.
وذكر بيان لمركز الوقاية من الإشعاع في الوزارة، نشرته وكالة الأنباء العراقية “واع”، أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات استنادا إلى المهام الرقابية الموكلة للمركز ومع اندلاع النزاعات العسكرية في أوكرانيا.
ويقول المركز إن هذه الإجراءات تأتي نتيجة للقلق الدولي المتزايد من احتمالية تعرض المنشآت النووية الأوكرانية لأي أضرار نتيجة العمليات العسكرية.
وأكد أنه يقوم بما يلزم للوقاية من الإشعاع في جميع محافظات العراق، مشيرا إلى رفع حالة التأهب لقدرات الكشف الإشعاعي والإنذار المبكر.
وقال مدير عام المركز، صباح الحسيني، إن الفرق الفنية التابعة للمركز وضعت في حالة التأهب والاستجابة لأي حادث طارئ”.
وأشار إلى أن ذلك حصل منذ اليوم الأول للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولا سيما بعد الأحداث التي شهدتها محطة تشرنوبل النووية، ومحطة زابوريجيا.
وأثارت العمليات العسكرية نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا، المخاوف من آثار الهجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، وخاصة على محطة زابوريجيا، التي تعتبر أكبر محطة نووية في أوروبا.
وخشية من وقوع كارثة نتيجة الهجمات، توالت الإدانات الدولية لموسكو، فيما تحدثت واشنطن عن تهديد لأوروبا والعالم، بعد أن قالت كييف إن القوات الروسية احتلت المحطة، وإن قصفا مدفعيا روسيا أدى إلى نشوب حريق قربها، فيما تؤكد موسكو أنها غير مسؤولة عنه (القصف).
ولفت إلى أن المركز على تواصل مستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر شبكة نظام معلومات المراقبة الإشعاعية الدولية، ونظام تبادل المعلومات الموحد، لاستقبال المعلومات عن التطورات وتقييمها.
وأضاف الحسيني أنه بناء على بيانات الرصد الإشعاعي لمنظومات الإنذار المبكر المنتشرة في محافظات العراق كافة، والقياسات التي تم إجراؤها باستخدام التقنيات الحديثة للرصد الإشعاعي، من خلال تشغيل منظومة مراقبة الهواء (iCAM)، فإنه ليس هناك أي مؤشر لتلوث إشعاعي في الأجواء العراقية”.
وما الحربُ إلاّ الرئةُ التي تتنفّسُ منها الرأسماليةُ، ولذا فقد غرّرت أمريكا ومن ورائها أوروبا روسيا على شنّ هذه العملية العسكرية، والتي ستكون ضحاياها كالعادة الشعوبُ التي لا حولَ لها ولا قوّة.
إنه تناطحٌ ما بين القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية، فالرأسماليةُ لا تدومُ وتتطوّرُ إلا بالحروب والصراعات، وما الخسارةُ إلاّ للشعوب فقط.
أوكرانيا ضحيّةٌ جديدةٌ من ضحايا (نظام التفاهة) العالميّ والاحتكارات الرأسمالية، إذ إنّ منظومةَ رأس المال العالمية تعيشُ أزمةً حادة، وبالتالي فإنّ افتعالَ الحروب تشكّلُ شبّاكاً من التهوية على عدّة اتّجاهات.
ها قد بدأتِ الحربُ في أوكرانيا، والاستبداد يضربُ من جديد بقيمِ الحضارة والحريّة والإنسانية، القوّةُ الفاحشة والانتفاخ الذاتي والسلاح الفتّاك والرغبة في استعادة أمجاد الماضي.. هو الخطرُ الأولُ على البشرية قبلَ أيّ تطرّفٍ آخر.
وربّما لا نشطح بالخيال إذا ما قلنا أنّ الشعبَ الأوكراني شبيهٌ بالكرد في قضيتهم، فكلاهما ضحيةُ النفاق الأمريكي والشوفينية الروسية. ومع الأسف ما يزال العالمُ بعيداً جداً عن إيجاد حلولٍ للأزمات والقضايا الراهنة بالطُرق الدبلوماسية، لأنّ قانونَ الغاب هو السائدُ دون الحوار وممارسة السياسة الرشيدة، وذهنيةُ النظام الرأسمالي الحالي لا تقبلُ بحلول الوسط ولا تؤمن بالحرية والديمقراطية.
روسيا بوتين
العمليةُ الروسيةُ بدأت صباحَ الخميس على حدود أوكرانيا بشكلٍ واسع، وعملياتُ نزوحٍ جماعية في مدن شرق أوكرانيا. قالت روسيا في بداية الأزمة الأوكرانية: ” سوفَ نفعلُ ما نريدُ ومتى نريد. ولن تدخلَ أوكرانيا حلفَ الناتو. لن نسمحَ لأحدٍ أن يضعَ شوكةً حتى بالقرب منا، نحنُ القوةُ الأكبر والأعظم في العالم. ” وها هي تفعل.
ربما هدفُ المعركة ليس احتلال أوكرانيا، بمقدار ما يكون لتشكيل خطٍ دفاعيّ على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك لمنع اقتراب حلف الناتو من الأراضي الروسية. المخطّطُ الروسي هدفهُ الأساسي في أوكرانيا هو تغييرُ نظام الحُكم وإزاحة المجموعة الموالية لأوروبا والغرب، وإن فشلتِ الخطةُ سيكون التدميرُ والاحتلال هو الحلّ، فروسيا مستعدّةٌ لمحاربة العالم ولن تسمحَ أن تكون أوكرانيا جبهةً للغرب وخنجراً في خاصرتها.
أمريكا الخاذلة
بدا واضحاً للشعوب والدول- لاسيما بعد انسحابها من أفغانستان وتسليمها العراق لإيران ومواقفها من دول الخليج وصمتها عن احتلال عفرين وسري كانيه في سوريا- أنّ أمريكا دون هيبة كما كانت زمناً، فروسيا البوتينية مستمرةٌ في الدعس على قيمتها، فعلتها في فنزويلا بدعمها لمادورو وفي ليبيا بدعمها لحفتر وفي سوريا بدعمها للنظام الحاكم والآن في أوكرانيا. إنها تكتفي بالمشاهدة، وما عادت لها أية مصداقية من قبل حلفائها. فأمريكا ما حرّكت ساكناً عندما هاجمت تركيا القوات الكردية في عفرين وسري كانية وتل أبيض، تلك القواتُ التي هزمت داعشَ وحاربت الإرهابَ نيابة عن كلّ العالم. وها هي اليوم تخون أوكرانيا وتهديها لبوتين على طبقٍ من ذهب.
الرئيس المعزول ترامب امتدحَ بوتين في تغريدةٍ قائلاً: ” إنه عبقريّ، يستولي على مساحات شاسعة في مقابل عقوباتٍ قيمتها دولاران “، من الواجب والأمانة أن نقولَ أنّ ما تحدّث به الأبله ترامب صحيح، ومن الحقّ أيضاً أن نقول أنه أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز.
تركيا المتأرجحة قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي. ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا، التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية.. وعلى حبل الناتو- الحليف الاستراتيجي- تارة وحبل الروس وما يربطها بها من اتفاقيات وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارة أخرى، وقد لا تنجو هذه المرة بسهولة، فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة منذ يوم الخميس. إنها تستوردُ 86في المائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، و25 في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ مدةَ شهرٍ فقط، ستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.
أوروبا والغرب الهزيل
من خلال متابعة تصريحات الأوروبيين والإدارة الأمريكية، يبدو لي وكأنه تكرارٌ لمشهد الاحتلال التركي لرأس العين، حيث يظهر التجاهل والتطنيش العالمي في التعامل مع هذا الهجوم من خلال التصريحات المتشابهة والمواقف المتطابقة. الاتحادُ الأوروبي لن يفعل شيئاً وسيفضّل تحاشي الاصطدام مع روسيا، وسيكتفي بالتنديد والوعيد، وأمّا طُرفةُ العقوبات الاقتصادية فقديمةٌ وغير مجديةٍ، إذ من السذاجة أن نؤمن بأنّ العقوبات الاقتصادية ستؤثر على روسيا أو ستوقفها عمّا عزمته، فخلفها إمبراطورية الصين الاقتصادية. أوروبا وحلف الناتو الجبان سيكتفون بالتفرّج وحسب.
الغربُ في حيرةٍ اليوم، فحين اجتاح أردوغان عفرينَ بحجّة حماية الأمن القومي، برّرت أوروبا مواقفها بتفهُّم الأمر وغضّت الأبصار، والآن تزعمُ أنها ستفرضُ عقوباتٍ على موسكو، مع العلم أنّ حجّةَ روسيا أيضاً هي حماية أمنها القومي.
الغربُ منافقٌ في النهاية، ولن يكون له في أوكرانيا غير الخطابات الإعلامية. بوتين يعرف ذلك تماماً.
إنّ هذا الهدوء في التفاعل والصمت المشين للغرب يؤدي بنا إلى عبارة وحيدة لسياسة أوروبا الغربية ألا وهي الضعف وعدم الحيلة. أوروبا الهزيلة وفاقدة الهوية، خاصة بعد افتراق بريطانيا عنها وعدم قدرتها على تقرير مسارها دون واشنطن.
بوتين يعرف حقيقة ذلك ويعتمد في خطواته ومواقفه على قراءة ذكية للوضع الحالي، كلاعب شطرنج محترف. بوتين وأمثاله يستفيدون من الشحن القومي والإنهاك السياسي والعسكري للدول القريبة من حدوده.
سوريا وتداعيات الأزمة عليها
إنّ التوتّرَ الحاصلَ بين روسيا وأمريكا والغرب عموماً، سوف تدفعُ سوريا بعضاً من ثمنه، على الأقلّ من جهة استحالة حلّ أزمتها في المدى المنظور.
حتماً ستشهد سوريا تبعيات هذه الحرب، على اعتبار أنّها مرتبطةٌ بعدّة أجندات، وعلى أرضها لاعبون دوليون كثر (أمريكا- روسيا- تركيا – وإيران ).
وأرى أنه من المستبعد أن تتبّعَ واشنطن سياسةَ الكيد عبرَ وضع شمال وشرق سوريا في مقابل انفصال الإقليمين عن أوكرانيا، لكن هذا في الوقت نفسه لا يمنعنا من التنبؤ أنّ سياسات أمريكا وروسيا ما بعد أوكرانيا لن تكون كما قبلها، فسوريا تلك البلد المتهالك باتت كرقعة شطرنجٍ يتنافس ويتعارك ويتصالح عليها جميعُ الفرقاء حالياً.
ما أظنّه أنّ هذه العملية العسكرية ستزيدُ من دعم قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وذلك في مقابل الروس ومشروعهم الداعم للديكتاتوريات، غير أنه لن يتعدّى أكثر من ذلك، بل يؤكّد لي أن لاحلّ للأزمة السورية في الأفقين القريب والبعيد، إذ لا بدّ من البحث عن حلولٍ ترضي جميعَ الأطراف داخلياً وخارجياً، ودون حروبٍ أخرى.
استدامةُ مظلومية الشعوب
أنا، كسوريٍّ تلظى بنار الحرب لسنوات، ليس لديّ سوى التعاطف مع ضحايا الحروب دوماً، أنا أعرفُ تماماً ما هو شعور الناس في أوكرانيا، أنا الذي شاهدتُ وحشية روسيا في حلبَ والغوطة الشرقية، وتركيا في عفرين، وعشتُ غضّ طرف العالم العاهر ومواقفة المخزية لقضايا الشعوب.
أنا لستُ متعاطفاً مع القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا، بل مع شعبها، الذي أراه يشبهنا نحن الذين جرّبنا مرارة الخذلان وإحساس الغبن.
ربما تكون أوكرانيا بعيدةً عني، وقد لا يكون لي في حربهم ناقةٌ أو جمل، غير أني من العار أن أكون مصفقاً أهبل في مبارياتٍ سخيفة وحروبٍ عبثية، إذ لا فرقَ إنسانياً عندي بين دموع عجوزٍ أوكرانية ودموع أمّ شهيدٍ في قامشلي.
صورٌ مؤلمةٌ من أوكرانيا هذا الصباح، النساء تذهب للملاجئ في أماكن آمنة والرجال إلى القتال. الكلّ يتوادع بحزن ومرارة.
بوتين وأردوغان وترامب وبايدن.. يختبرون فينا توحّشهم وحيوانيتهم، وأنا أختبر فيهم إنسانيتي.
كشفت وسائل إعلام عن احباط مؤامرة روسية لاغتيال الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وقال أحد كبار مسؤولي الأمن في أوكرانيا إن القوات الأوكرانية أحبطت مؤامرة لاغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، المتواجد في مجمع حكومي يخضع لحراسة مشددة في العاصمة كييف.
وفي إفادة صحفية عبر موقع تلغرام، نقلها موقع (أكسيوس) قال أوليكسي دانيلوف إن وحدة من القوات الخاصة الشيشانية، كانت وراء المؤامرة وتم “القضاء عليها” لاحقا.
وأضاف دانيلوف “نحن ندرك جيدا العملية الخاصة التي كان من المقرر أن يقوم بها أتباع قديروف مباشرة من أجل القضاء على رئيسنا”.
وكان زعيم منطقة الشيشان الروسية، رمضان قديروف، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال، الثلاثاء، إن جنديين من الشيشان قتلا في أوكرانيا وأصيب ستة.
وأوضح دانيلوف أن أفرادا من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، لا يدعمون الحرب، أبلغوا السلطات الأوكرانية بشأن المؤامرة.
والثلاثاء، قال زيلينسكي إن على روسيا “التوقف أولا عن قصف الناس” قبل أن تحرز محادثات السلام أي تقدم.
زيلينسكي يدعو لفرض حظر طيران
وفي مقابلة مشتركة مع رويترز و(سي.إن.إن)، حث زيلينسكي أيضا أعضاء حلف شمال الأطلسي على فرض منطقة حظر طيران لوقف القوات الجوية الروسية، وهو أمر يستبعده التحالف العسكري.
وقال زيلينسكي، الذي تحدث أيضا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن لنصف ساعة عبر الهاتف، إن القصف المدفعي الذي تتعرض له خاركيف، التي يسكنها 1.5 مليون نسمة، يصل إلى حد “إرهاب دولة”.
وفي خطاب مؤثر إلى البرلمان الأوروبي عبر رابط فيديو، الثلاثاء، بعد يوم من توقيعه طلبا رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حث زيلينسكي التكتل على إثبات وقوفه إلى جانب أوكرانيا.
وقال: “أثبتوا أنكم لن تتركونا وحدنا. أثبتوا أنكم أوروبيون بالفعل، وعندها ستنتصر الحياة على الموت وسينتصر النور على الظلام”.
وأشار زيلينسكي إلى أن كييف لا تزال الهدف الرئيسي. ويحتمي بعض سكان كييف في محطات مترو الأنفاق ليلا. وهناك طوابير طويلة من أجل الحصول على الوقود وبعض المنتجات تنفد من المتاجر.
مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع مصورة لعناصر بالجيش الروسي وهم يمارسون عمليات تعفيش فى أوكرانيا.
عملية التعفيش التى اشتهرت بها قوات النظام السوري أثناء هجماتها على المدن والأحياء السورية، والتي تعني سرقة كافة محتويات تلك الأحياء والأسواق بما غلا ثمنه أو رخص.
ووثّقت عدسات الناشطين الأوكرانيين عمليات التعفيش التي يقوم بها الجيش الروسي للمنازل والمحلات التجارية وكذلك البنوك منذ بدءِ الغزو الروسي في مشهد يتطابق إلى حد كبير مع مشاهد تحمل بصمات نظام أسد، ربيب الاحتلال الروسي.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعفيش الجنود الروس لأحد المحلات التجارية بسرقة المواد الغذائية وغيرها من داخل المتجر الذي خلا من أصحابه بسبب المعارك الدائرة، إضافة لتسجيل آخر يوضح سرقة محلات تجارية بمنطقة أخرى.
كما أظهرت التسجيلات سرقة عدد من الجنود الروس للبنوك الأوكرانية، عبر حمل الخزنة المليئة بالنقود من داخل البنك ونقلها إلى خارجه، مستغلّين خلوَّ تلك الأحياء والأسواق من سكانها.
والخميس الماضي، أطلقت روسية عملية عسكرية لغزو أوكرانيا باستخدام أكثر من 150 ألف عسكري وآلاف الدبابات والمدرّعات من عدة محاور في شرق البلاد والجنوب الشرقي، وسط تنديد دولي كبير وعقوبات مالية واقتصادية على البنوك الروسية وشخصيات مقرّبة من الرئيس بوتين.
ولاقت العملية الروسية تنديداً دولياً واسعاً مترافقاً مع دعم عسكري وسياسي لكييف، فيما فشل مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار يُدين موسكو، حيث امتنعت ثلاث دول عن التصويت هي: الصين والهند والإمارات، في حين استخدمت روسيا “الفيتو” لإبطال مشروع القرار الذي يُدين الهجمات الروسية ويطالب موسكو بالانسحاب الفوري من أوكرانيا.