أكدت تقارير صحفية أن البرلمان الأوروبي صوت، اليوم الأربعاء، على نص يصف روسيا بأنها “دولة راعية للإرهاب” على خلفية الحرب في أوكرانيا، داعيا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه.
وبحسب وسائل إعلام تم إقرار النص في ستراسبورغ بأغلبية 191 صوتا مقابل معارضة 58 صوتا وامتناع 44 عن التصويت، وصف النواب الأوروبيون “روسيا بانها دولة راعية للإرهاب ودولة تستخدم وسائل إرهابية”.
وقال إن الضربات العسكرية التي تنفذها موسكو في أوكرانيا “تنتهك القانون الدولي”، هو ما سبق وأن نفته روسيا مرارا قائلة إن عمليتها العسكرية لحماية المدنيين في الأقاليم الشرقية.
والخطوة رمزية إلى حد كبير إذ ليس لدى الاتحاد الأوروبي إطار عمل قانوني يدعم ذلك.
يبدو أن الغزو الروسي على أوكرانيا، لا يعتمد على “القوة العسكرية” فقط، لكنه يلجأ أيضا إلى أساليب مختلفة للضغط على الغرب والوصول إلى أهداف ما تطلق موسكو عليه اسم “حملة عسكرية في أوكرانيا”.
وبحسب وسائل إعلام فقد تحدث أستاذ التاريخ بجامعة يل الأميركية، تيموثي سنايدر، عن “المخطط” الروسي، مؤكداً أن حصار قوات موسكو لـ”البحر الأسود” يهدف إلى خلق حالة من عدم الاستقرار داخل الاتحاد الأوروبي أيضا.
وقال سنايدر في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر”، إن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهدف لتجويع أوروبا، وتوليد أزمة لاجئين”.
وحذر من استمرار الحصار الروسي، “الذي قد يتسبب في تعفن عشرات ملايين الأطنان من المواد الغذائية داخل الصوامع الأوكرانية”، ما سيؤدي لحالة جوع عالمية.
Russia is planning to starve Asians and Africans in order to win its war in Europe. This is a new level of colonialism, and the latest chapter of hunger politics. 16/16
وأشار إلى أن روسيا لديها “خطة” يستعد فيها بوتين “لتجويع كثير من دول العالم النامي كمرحلة مقبلة من حربه”.
وفي توقعه لأهداف خطة الرئيس الروسي، قال “المجاعة العالمية هي الخلفية الضرورية لحملة الدعاية الروسية ضد أوكرانيا”، معتبرا أن موسكو تسعي للترويج إلى أن “كييف السبب في خلق تلك الأزمات”.
ويبدو أن الأهداف التي تحدث عنها أستاذ التاريخ، تتحقق على أرض الواقع، فقد تسبب الحصار الروسي على أوكرانيا في تهديد لإمدادات الغذائية العالمية، وفي الوقت ذاته تتسارع موجات نزوح الأوكرانيين من البلاد بسبب الغزو الروسي.
وتسببت الحرب المستمرة في إغلاق موانئ البحر الأسود في أوكرانيا، مما يهدد الإمدادات الغذائية، وأدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة.
أزمة جوع عالمية
ووفقا لـ رويترز، قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن ما يصل إلى 19 مليون شخص إضافي في العالم قد يواجهون جوعا مزمنا خلال العام المقبل بسبب انخفاض صادرات القمح والأغذية الأخرى.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، “إذا لم نتمكن بسبب الحصار الروسي من تصدير موادنا الغذائية، التي صارت الأسواق العالمية في أمس الحاجة إليها، فسيواجه العالم أزمة غذاء حادة وشديدة ومجاعة في العديد من بلدان آسيا وأفريقيا”.
وقال نائب وزير الزراعة الأوكراني، السبت، إن ما يصل إلى 300 ألف طن من الحبوب تم تخزينها على الأرجح في مستودعات بميناء ميكولايف المطل على البحر الأسود والتي تقول كييف إن القصف الروسي دمرها، الأسبوع الماضي.
وتتهم أوكرانيا والغرب موسكو باستخدام إمدادات الغذاء كسلاح، وتقول روسيا إن الألغام الأوكرانية المزروعة في البحر والعقوبات الدولية المفروضة عليها هي السبب في تعطيل الصادرات.
وكانت أوكرانيا تصدر ما يصل إلى ستة ملايين طن من الحبوب شهريا قبل الغزو الروسي لها يوم 24 فبراير والذي تصفه روسيا بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
ووفقا لـ رويترز تراجعت الكميات منذ ذلك الحين لنحو مليون طن بعد أن أُجبرت أوكرانيا، التي كانت عادة ما تصدر أغلب بضائعها عن طريق الموانئ البحرية، على نقل الحبوب بالقطارات إلى حدودها الغربية أو عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب.
موجة نزوح عالمية
وفقا لـ”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، فقد تسببت حرب أوكرانيا في واحدة من أكبر أزمات النزوح البشري في العالم اليوم.
وتم تسجيل ما لا يقل عن 4.8 مليون لاجئ من أوكرانيا في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك أولئك الذين عبروا أولا إلى البلدان المجاورة ثم انتقلوا بعد ذلك، حسب بيانات المفوضية.
لكن العدد الإجمالي للذين فرّوا من أوكرانيا أكبر من ذلك بكثير، إذا عبر حدود أوكرانيا أكثر من 7,3 مليون شخص ولم يعودوا إليها، حتى 7 يونيو.
وبحسب الأمم المتحدة، فان 90% من الأوكرانيين الذين فرّوا إلى الخارج هم نساء وأطفال كون الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما مجبرين على البقاء لأن قد يتم تجنيدهم لمحاربة القوات الروسية.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 8 ملايين أوكرانيين قد نزحوا داخليا بسبب الحرب، وفقا لـ”فرانس برس”.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، غادر أكثر من 1,1 مليون شخص أوكرانيا إلى روسيا ونحو 17 ألف شخص إلى بيلاروس حليفة موسكو، منذ 24 فبراير، ولا توجد أرقام عن عدد العائدين إلى أوكرانيا من هذين البلدين.
أدهشت رحلة سلكها الطفل السوري، حسن الخلف (11 سنة)، الشرطة السلوفاكية على الحدود مع أوكرانيا بعدما قطع مسافة بلغت 1500 كيلومتر من مدينة زابوريجيا، جنوب شرقي أوكرانيا، إلى سلوفاكيا حيث تركته عائلته يرتحل وحيداً بسبب ظروف ألمت بها، فاجتاز مسيرة استغرقت قرابة أربعة أيام متواصلة.
شجاعة طفل
وبحسب وسائل إعلام فقد وصل الطفل السوري إلى سلوفاكيا حاملاً كيساً بلاستيكياً وجواز سفر، ومن دون أي مرافق له، بحسبما ذكرت الشرطة السلوفاكية، التي وصفته وفق بيان لها، بـ”الطفل البطل”، إذ لقي إعجابهم، لهدوئه وصبره وقوة احتماله كل هذه المدة الصعبة في ظروف طقس قاسية، ومن دون مرافقة من أي أحد. وبينت الشرطة في بيانها وجود رقم هاتف على كف الطفل ساعد في الوصول إلى أهله.
وأثارت شجاعة الطفل والصور المنشورة له حين وصوله إلى سلوفاكيا، تضامناً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونعتوا الطفل بصفات تجمع بين بـ”الفتى الشجاع” و”صاحب ابتسامة هادئة وإطلالة بريئة”.
ووفق اندبندنت عربية، قال الناشط الحقوقي السوري، رائد الشوفي الذي يعمل على مساعدة مواطنيه النازحين على تخطي مرحلة الحرب الأوكرانية، إن الهاتف المسجل على يد الطفل قد سهل كثيراً على الجهات واللجان التي تستقبل اللاجئين الأوكرانيين. وساعدت الطفل حسن الخلف على إيداعه في ملجأ للأيتام بعد التواصل مع أقربائه لتيسير اللقاء به.
أحوال الجالية السورية بأوكرانيا
ولفت الشوفي إلى “نزوح ما يفوق المليون ومئتي ألف من المدنيين؛ هرباً من لهيب الحرب والمعارك المستعرة إلى سلوفاكيا. وأعمل مع مجموعة من الشبان السوريين على تسهيل هجرة العائلات السورية. والطفل حسن تمكن من الوصول في وقت تقبع فيه عائلات عدة تحت القصف”. وقال، إن “المشرفين السلوفاكيين اعتنوا به، وقدموا له الطعام والمشروبات، التي حزموا مويد منها له في رحلته المقبلة. لقد كسبهم جميعاً بابتسامته وتصميمه”.
وباعتقاد الناشط الشوفي أن “قلة من أفراد الجالية السورية في كييف بقيت في أماكنها، إلا أنه لا توجد إحصائية دقيقة عن العائلات السورية التي فرت من الحرب واتجهت إلى دول حدودية مجاورة كسلوفاكيا”.
من حرب إلى حرب
وتفيد المعلومات الواردة عن أوضاع صعبة تعيشها عائلة الطفل حسن الخلف التي قدمت من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب هناك في 24 فبراير الماضي، فكان على الأم أن ترعى جدة حسن (84 سنة) التي يصعب أن تتحرك، وبالتالي أرسلته وحيداً باتجاه سلوفاكيا. وأطلت والدة حسن في مقطع مصور نشرته الشرطة السلوفاكية تشكرهم فيه على اهتمامهم بطفلها.
وقالت الشرطة السلوفاكية في تدوينة لها على صفحتها الرسمية في موقع “فيسبوك”، إن الطفل “لم يذرف الدموع” بعد كل هذه المسيرة الشاقة، بينما يتواصل تدفق المدنيين من مدينة زابوريجيا خوفاً على أرواحهم من اشتداد المعارك، لا سيما أن المدينة ذاتها تقع بجوار محطة مفاعل نووي، فيما تؤكد وزارة الدفاع الروسية في بيانات تفاديها مواقع المدنيين في حربها ضد الجيش الأوكراني.
في المقابل، أفضت حالة التعاطف مع الطفل السوري إلى استذكار ملايين الأطفال الذين خاضوا أوجاع الحرب والنزوح، ويقبعون في أحوال معيشية تهدد حياتهم، حيث سقط حوالى 12 ألف طفل منذ اندلاع الحرب السورية وفق إحصائيات لمنظمة اليونيسيف، التي حذرت من أن حوالى 90 في المئة من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بزيادة نسبتها 20 في المئة عن العام الماضي.
وتحدث متابعون لرحلة الطفل النازح عن انتقاله لوحده من قطار إلى قطار وسيره على الأقدام لمسافة طويلة من دون أن يشعر بخوف ورهبة الحرب، مشيرين إلى أن “الحرب تصنع رجالاً في أعمار صغيرة، فما بالك بمَن شهد حربين”.
من جهة أخرى، قال كنان ناطور وهو سوري صاحب مقهى في مدينة خاركيف الأوكرانية، إن حال السوريين هناك لا تسر، واصفاً المشهد بكثير من المأساوية، إذ غادرها سكانها وهجر هو المقهى الذي تعب في تأسيسه لتطحنه رحى الحرب.
وتتشابه قصص السوريين الذين فروا من آتون الصراع المسلح الداخلي في بلدهم للعيش بأمان في أوروبا، ليواجهوا أحياناً، لا سيما مَن لجأ منهم إلى أوكرانيا، مصيراً مماثلاً يجبرهم على التغرب مجدداً والفرار. وفي بعض الحالات، لا تكون النهايات سعيدة كما في حال الطفل حسن، إذ سُجلت وفاة ثلاثة سوريين من بينهم سيدة، بسبب البرد على الحدود الأوكرانية – البولندية.
قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن حظر واردات النفط الروسية، مشددا العبء على الاقتصاد الروسي في رد على غزو موسكو لأوكرانيا.
وجاء القرار بعد تصويت مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، على قانون يشرّع حظر استيراد الطاقة من روسيا، في تصعيد جديد بالعقوبات الأميركية على موسكو بعد إعلان الأخيرة الحرب على أوكرانيا.
حظر النفط والفحم والغاز
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مناشدات من الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى المسؤولين الأميركيين والغربيين بقطع الواردات التي كانت تشكل إغفالا صارخا للعقوبات الضخمة التي فرضت على روسيا بسبب الغزو.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن قرار حظر النفط الروسي سيشمل الفحم الحجري والغاز الطبيعي المسال.
وأبقت صادرات الطاقة على التدفق الثابت للنقد إلى روسيا بالرغم من القيود الشديدة المفروضة على قطاعها المالي.
وكان البيت الأبيض قد قال إن بايدن يعتزم التحدث صباح الثلاثاء ليعلن “إجراءات لمواصلة محاسبة روسيا على حربها غير المبررة والتي لم تنتج عن استفزاز على أوكرانيا”.
وتتصرف الولايات المتحدة بمفردها في هذا الصدد، ولكن بالتشاور الوثيق مع الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل أكبر على إمدادات الطاقة الروسية.
وتعتمد أوروبا بشدة على روسيا في النفط الخام والغاز الطبيعي، لكنها أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة حظر المنتجات الروسية.
بينما تعتمد الولايات المتحدة بدرجة أقل بكثير على الخام والمنتجات النفطية من روسيا، لكن فرض حظر سيساهم في دفع الأسعار لمزيد من الصعود والإضرار بالمستهلكين الأميركيين الذين يعانون بالفعل أسعارا عند مستويات تاريخية مرتفعة في محطات الوقود.
أعلنت المخابرات العسكرية البريطانية، الأحد، أن القوات الروسية تستهدف المناطق المأهولة في أوكرانيا، وأن شدة المقاومة تبطئ التقدم الروسي.
ونقلت رويترز عن المخابرات العسكرية البريطانية قولها: “ما زال حجم وقوة المقاومة الأوكرانية يشكلان مفاجأة لروسيا”.
وأضافت أن روسيا ردت باستهداف المناطق المأهولة في العديد من المواقع من بينها خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول.
وأوضحت المخابرات البريطانية أن روسيا لجأت في السابق إلى أساليب مماثلة في الشيشان عام 1999 وسوريا عام 2016 عندما استخدمت الذخائر الجوية والأرضية في هجماتها.
ونفت روسيا مرارا استهداف المناطق المدنية الأوكرانية.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية، الأحد، عن سقوط ضحايا مدنيين بقصف روسي على مدن غرب العاصمة كييف.
وقالت إن القصف طال مدن “زيتومير” Zhytomyr، و”كوروستين” Korosten، و”وأوفروش” Ovruch.
وأكدت أن “القصف أدى إلى تدمير وتضرر عشرات البيوت، وأن هناك ضحايا بين السكان المدنيين”.