قسد: تركيا تسعي لتحرير معتقلي داعش بمخيم الهول

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية- قسد، أن الطيران الحربي التركي استهدف قوى الأمن الداخلي المسؤولة عن حماية مخيم الهول.
وقال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، في تغريدة على تويتر، اليوم الأربعاء إن “الطيران الحربي التركي يستهدف قوى الأمن الداخلي المسؤولة عن حماية مخيم الهول”.

المخيم الواقع في أقصى محافظة الحسكة، يؤوي أكثر من 50 ألف شخص، نصفهم تقريباً من العراقيين وبينهم 11 ألف أجنبي.
وأشار فرهاد شامي إلي أنه نتيجة للقصف تمكن بعض عائلات داعش من الفرار من المخيم، مستطرداً أن قوات قسد تطاردهم في الوقت الحالي”.

انطلاق عملية المخلب-السيف 

يذكر أن وزارة الدفاع التركية، أعلنت في وقت متأخر من ليل السبت شن عملية “المخلب-السيف” الجوية في إقليم كردستان وشمالي سوريا.
وبحسب وكالة فرانس برس، قال فرهاد شامي إن “الطيران التركي استهدف بخمس ضربات قوى الأمن الداخلي (الآسايش) داخل المخيم”.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الضربات استهدفت مواقع القوات المسؤولة عن حماية المخيم في محيطه، “ما أثار حالة من الفوضى في صفوف قاطنيه”.
في وقت سابق، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن مساعيهم الأساسية تتركز حالياً على “خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري”، داعياً روسيا والولايات المتحدة إلى الإيفاء بالتزاماتهما والعمل على خفض التصعيد في شمال سوريا.

روسيا تتبرأ من الهجوم التركي
وكان أليكساندر لافرينتييف ممثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا، قد أعلن في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، أن العملية العسكرية التركية الأخيرة التي استهدفت روجآفاي كردستان، جرت بدون موافقة روسيا عليها.

الخارجية الأمريكية تعلن رفضها التحركات التركية
بدورها أكدت وزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة تواصل موقفها المعارض لأي عمل عسكري في سوريا والعراق، يؤدي إلى “زعزعة استقرار المنطقة”.
في السياق، قالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، إن العمليات العسكرية التركية، تشكل تهديداً على أهدافهم المشتركة، من بينها “الحرب المستمرة ضد داعش وضمان عدم ظهوره مجدداً وإزالة تهديداته في المنطقة”.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d8%a2%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d9%81-%d8%a8%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%82%d9%81%d8%b2%d9%88%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%81%d8%a7%d8%aa-%d8%b2%d9%84%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%82%d9%88%d8%a9-6-%d8%af%d8%b1.html

 

داعش المستفيد الأكبر..مخاوف أمريكية من توغل تركي محتمل بشمال سوريا

يشعر حلفاء الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بقلق متزايد من عزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة في المنطقة، محذرين من أن ذلك قد يشجع ويقوي التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وخاصة تنظيم داعش.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن الإثنين، أن بلاده ستشن قريبا عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كلم على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.
وعلى الرغم من تأكيد مجلس الأمن القومي التركي أن أي عمل عسكري “لن يستهدف سلامة أراضي جيراننا وسيادتهم بأي شكل من الأشكال”، إلا أن مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قالوا إن التوغل التركي قد يؤدي إلى “كارثة”، وفقا لموقع “فويس أوف أميركا” .
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من قيادة “قسد” أن أي عملية عسكرية تركية “ستحول تركيزنا نحو مواجهتها، لأن الدفاع عن أراضيك أولوية أعلى بكثير من محاربة داعش في المناطق غير الكردية”.
وتابع المصدر أن العملية التركية “ستعرقل حراسة الآلاف من أسرى داعش والعمليات الأسبوعية الجارية ضد التنظيم في المنطقة”.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالحديث مع وسائل الإعلام، أن “السجون التي تضم عناصر داعش ستكون أكثر عرضة لمحاولات الهروب من الآن”.
كما أعرب مسؤولون أكراد آخرون عن قلقهم بشأن ضمان أمن عشرات السجون في شمال شرق سوريا، والتي تضم حاليا حوالي 10000 من مقاتلي داعش، مشيرين إلى أن بعض هذه السجون موجودة في مناطق قد تستهدفها القوات التركية.
وقالت ممثلة قوات سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، سينام محمد، لـ”فويس أوف أميركا” إن “مهمة تأمين السجون ليست مهمة صغيرة”.
وأضافت أنه في حال شنت تركيا عمليات عسكرية في شمال شرق سوريا فإن “مقاتلي داعش سيكونون في وضع أفضل وقد يتمكنون من تحرير مقاتليهم من السجون”.
ويحذر مسؤولون أكراد آخرون من أن تنظيم “داعش” يزداد قوة، مستشهدين بذلك بالعملية التي نفذها التنظيم قبل أربعة أشهر واستمرت أسبوعا في محاولة منهم لتحرير مئات المعتقلين في سجن بمدينة الحسكة.

ويشير الموقع إلى أن المسؤولين الأكراد تواصلوا مع الولايات المتحدة للتعبير عن مخاوفهم من التوغل التركي المحتمل، وهي رسالة تردَّد صداها في واشنطن.
وحذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكدة أن من شأن مثل هكذا تصعيد أن يعرض للخطر أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” إزاء هذا الإعلان. وأضاف “ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة”.
كما أعرب المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، مؤخرا عن قلق الولايات المتحدة “البالغ بشأن إعلان أنقرة عن نيتها زيادة نشاطها العسكري في شمال سوريا”.
وأضاف كيربي للصحفيين أن هذا الأمر “يمكن أن يؤدي إلى ابعاد عناصر قوات سوريا الديمقراطية عن القتال ضد داعش”.
ولدى الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 900 جندي في سوريا لدعم العمليات ضد داعش.
وخلصت تقييمات الولايات المتحدة للتوغل التركي السابق في شمال سوريا في عام 2019، إلى أن الهجوم سمح لـ 200 معتقل انتموا لتنظيم داعش بالفرار ومن المحتمل أن يمنح التنظيم الإرهابي “الوقت والمكان” للتعزيز والنمو.
ومنذ 2016 شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سوريا لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة في حملتها ضد تنظيم داعش.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a3%d9%83%d8%b0%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%86%d8%a9-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82.html

قتلت 70 مدنياً .. واشنطن تتبرأ من غارة الباغوز: لا تنتهك قانون الحرب

اعتبرت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، أن الغارة الجوية التي نفذتها على بلدة الباغوز شمال شرقي سوريا، عام 2019، وتسببت بمقتل عشرات المدنيين، “ليست انتهاكاً لقانون الحروب”.
يأتي هذا بعد أن انتهى تحقيق أشرف عليه قائد القوات البرية الأمريكية، الجنرال مايكل جاريت، حول الخسائر في صفوف المدنيين، جراء القصف الجوي الذي نفذته الولايات المتحدة، بذريعة دعم قوات سوريا الديمقراطية .
وزعم جاريت في التقرير أن الهجوم تم تنفيذه “بما يتماشى مع قواعد الاشتباك”، وأنه لم يتم التوصل إلى وجود انتهاك لقانون الحروب.
ورداً على أسئلة الصحفيين حول عدم معاقبة المسؤولين عن الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصاً، قال متحدث البنتاغون جون كيربي: “على الأقل نخرج أمامكم هنا ونتحدث عن الخسائر في صفوف المدنيين، لا يمكنكم سماع ذلك من وزارة الدفاع الروسية”.
كما أضاف المسؤول الأمريكي أنهم لا يسعون لشرعنة شيء عبر المقارنة مع روسيا، وذلك رداً على سؤال من مراسل الأناضول، حول جدوى الحديث عن خسائر المدنيين دون محاسبة المسؤولين، وفيما إذا كانت المقارنة مع ما ترتكبه روسيا في أوكرانيا محاولة لشرعنة مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال على يد الولايات المتحدة.
وجدد كيربي الإشارة إلى أن التقرير خلص إلى “عدم وجود انتهاك لقانون الحروب، وأنه ما من داع لتحميل مسؤولية ما حدث على شخص ما بصورة فردية”، كما لفت إلى أنهم حزينون على الضحايا، وأنهم قدموا اعتذاراً بهذا الخصوص.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت، في تقرير، أن القوات الجوية الأمريكية نفذت غارة يوم 18 مارس 2019 على مخيم يضم عوائل مقاتلي تنظيم داعش في منطقة “الباغوز” بمحافظة دير الزور، أدت إلى مصرع قرابة 70 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%81%d9%89-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%82.html

قانون نوبك..هل تنوي واشنطن معاقبة السعودية بعد أزمة أسعار النفط ؟

أقرت لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، مشروع قانون من شأنه أن يعرض الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاءها للمساءلة بموجب قوانين مكافحة الاحتكار، وذلك لتنسيقها خفضا في الإمدادات بما يرفع أسعار النفط العالمية.
ويهدف مشروع قانون (لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط) المعروف اختصارا باسم (نوبك) إلى حماية المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة من الارتفاعات المتعمدة في أسعار البنزين وزيت التدفئة، لكن بعض المحللين يحذرون من أن تطبيقه قد يكون له بعض التداعيات الخطيرة غير المقصودة.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن مشروع القانون:
ما هو مشروع قانون نوبك؟
مشروع قانون نوبك، المقدم من الحزبين الرئيسيين، سيدخل تعديلات على قانون مكافحة الاحتكار الأميركي، لإلغاء الحصانة السيادية التي تحمي أوبك وشركات النفط الوطنية في دولها الأعضاء من الدعاوى القضائية.

وإذا أصبح نوبك قانونا ساريا، سيكون بمقدور المدعي العام الأميركي مقاضاة أوبك أو أعضائها -مثل السعودية- أمام محكمة اتحادية.

كما سيمكنه كذلك مقاضاة منتجين آخرين متحالفين مع أوبك -مثل روسيا- يعملون مع المنظمة على خفض الإمدادات ضمن ما يعرف باسم مجموعة أوبك+.

ولم يتضح كيف يمكن لمحكمة اتحادية تنفيذ أحكام قضائية لمكافحة الاحتكار على دولة أجنبية.

لكن العديد من المحاولات لسن قانون نوبك على مدى أكثر من 20 عاما أثارت قلق السعودية، الزعيم الفعلي لأوبك، مما دفعها لممارسة ضغوط قوية في كل مرة تُطرح فيها نسخة عن هذا القانون، بحسب ما تقول وكالة رويترز.

وبعد أن أقرت اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ أحدث نسخة من مشروع القانون، الخميس، بتأييد 17 عضوا مقابل رفض أربعة، يتعين إقراره من قِبل مجلسي الشيوخ والنواب، ثم يوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونا ساريا.

ولم يوضح البيت الأبيض ما إذا كان بايدن يؤيد مشروع القانون، ولم يتضح ما إذا كان يحظى بتأييد كاف في الكونغرس للوصول إلى هذه المرحلة.

ما الذي تغير الآن؟
فشلت النسخ السابقة عن مشروع قانون نوبك بسبب مقاومة مجموعات داخل قطاع الطاقة في الولايات المتحدة مثل معهد البترول الأميركي.

لكن الغضب تنامى في الفترة الأخيرة داخل الكونغرس من ارتفاع أسعار البنزين الذي أسهم في وصول التضخم إلى أعلى مستوياته في عقود، مما يزيد من فرص نجاح سن القانون هذه المرة.

وتجاهلت أوبك مطالب الولايات المتحدة وحلفائها بزيادة ضخ النفط بأكثر من الزيادة التدريجية التي تطبقها المنظمة، في ظل ارتفاع الأسعار الشديد مع خروج المستهلكين على مستوى العالم من قيود جائحة فيروس كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا.

وقد تشهد روسيا، التي عادة ما تنتج نحو عشرة في المئة من النفط العالمي، انخفاضا في إنتاج الخام بنسبة 17 في المئة هذا العام بسبب عقوبات غربية.

انتكاسة محتملة
قال بعض المحللين إن الإسراع بسن القانون قد يؤدي إلى انتكاسة غير مقصودة تشمل إمكانية أن تتخذ دول أخرى خطوات مماثلة ضد الولايات المتحدة لخفضها إمدادات منتجات زراعية لدعم الزراعة المحلية على سبيل المثال.

وقال مارك فينلي، الزميل بمعهد “بيكر” بجامعة “رايس”، المختص بشؤون الطاقة والنفط العالمية، والمحلل والمدير السابق بوكالة المخابرات المركزية: “إنها لخطوة سيئة أن تضع السياسات وأنت في حالة غضب”.

وقد ترد دول أوبك بأشكال أخرى.

ففي 2019، على سبيل المثال، هددت السعودية ببيع نفطها بعملات غير الدولار إذا ما أقرت واشنطن نسخة سابقة عن مشروع قانون نوبك.

ومن شأن ذلك تقويض وضع الدولار كعملة احتياط رئيسية في العالم، مما يخفض من نفوذ واشنطن على التجارة العالمية ويضعف من قدرتها على فرض عقوبات على دول أخرى.

وقد تقرر المملكة كذلك شراء، ولو بعض أسلحتها من دول غير الولايات المتحدة، مما يضر بتجارة رائجة لشركات الدفاع الأميركية.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن للسعودية وغيرها من الدول المنتجة للنفط أن تقلص الاستثمارات الأميركية فيها أو حتى ترفع أسعار بيع النفط للولايات المتحدة مما يقوض الهدف الأساسي لسن القانون.

وقال بول سوليفان، محلل شؤون الشرق الأوسط، والزميل غير المقيم بمركز الطاقة العالمي في المجلس الأطلسي، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون بالفعل تحديات كبرى في تأمين إمدادات من الطاقة يعوّل عليها.

وأضاف “آخر ما نحتاج لفعله هو إلقاء قنبلة على هذا”.

معارضة قطاع النفط الأميركي
أبدى معهد البترول الأميركي، وهو أكبر تكتل في قطاع صناعة النفط في الولايات المتحدة، اعتراضه على مشروع قانون نوبك، قائلا إنه قد يضر بمنتجي النفط والغاز في الداخل.

ومن مخاوف القطاع أن يؤدي مشروع قانون نوبك في نهاية المطاف إلى زيادة إنتاج أوبك عن حاجة السوق مما قد يخفض الأسعار بدرجة تجد معها شركات الطاقة الأميركية صعوبة في تعزيز الإنتاج.

ولدى السعودية ودول أخرى من أعضاء أوبك بعض من أرخص الاحتياطيات النفطية وأسهلها في الاستخراج.

قالت مجموعة “كلير فيو إنرجي بارتنرز” البحثية في مذكرة، إن أي ضخ إضافي للنفط من منتجي أوبك، حتى في وقت تهيمن عليه المخاوف من نقص إمدادات روسيا، “قد يجمد أنشطة الحفر في الولايات المتحدة مما قد يعرض للخطر أمن الطاقة المحلي وكذلك انتعاش الاقتصاد المحلي”.

 

52 يوم من القتال..كيف غيرت حرب أوكرانيا النظام العالمي وسياسات الدول؟

تناولت صحيفة “واشنطن بوست” ما حمله الاجتياح الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، من تداعيات غيرت ملامح العالم في فترة وجيزة، ودفعت بلداناً عدة إلى إعادة النظر في مواقفها القائمة منذ عقود، مع ما يشكله من تهديد مباشر للاقتصاد العالمي.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء الاجتياح العسكري للجارة أوكرانيا، تساقطت القذائف والصواريخ على المدن الأوكرانية، مع انتشار الجيش الروسي على امتداد الحدود، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة تحولت إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


وأضافت أن الصور الشنيعة للقتل والتعذيب، بما في ذلك المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في إحدى المدن التي كانت ترزح تحت الاحتلال الروسي، تسببت بصدمة بمختلف أنحاء العالم، موضحة أن بوتين تم وصفه بمجرم حرب، بينما اتهم عدد من القادة الغربيين روسيا بارتكاب “الإبادة الجماعية”.

 

غير أن “واشنطن بوست” توقفت بشكل أكبر عند تداعيات حرب بوتين التي تتجاوز أوكرانيا، موضحة أنها دفعت عدة بلدان إلى إعادة النظر في مواقفها التقليدية بالتزام الحياد أو سياستها بخصوص استقبال اللاجئين، مع تهديدها استقرار الاقتصاد العالمي.
وبحسب الصحيفة فقد حملت فترة أقل من شهرين على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا تحولات عالمية كبيرة لخصتها كما يلي:

استقبال حار للنازحين الأوكرانيين
قالت “واشنطن بوست” إن 4.6 ملايين مواطن أوكراني غادروا بلادهم، الجزء الأكبر منهم نزح إلى البلدان المجاورة كبولندا ورومانيا.

وأوضحت أن البلدان التي استقبلتهم كانت متشددة في السابق في فتح حدودها أمام نازحين آخرين، مضيفة أنه للتعامل مع تدفق اللاجئين الأوكرانيين، وضع القادة الأوروبيون خارطة طريق جديدة، عززت التوافق السياسي وسرعت عملية استقبال الأوكرانيين.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه حتى اليابان، البعيدة جغرافيا، تحركت لاستقبال 400 شخص من المرحلين الأوكرانيين، في خطوة غير مسبوقة من جانب طوكيو التي عرفت تاريخيا برفضها استقبال طالبي اللجوء.

وذكرت “واشنطن بوست” أن الاستقبال الحار الذي خصص للاجئين الأوكرانيين أثار الدهشة، حيث أشار أخيراً المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى أن بلدانا مثل أثيوبيا واليمن لم تتلق “ولو جزءا ضئيلا” من الاهتمام الذي خصص لأوكرانيا.

إعادة النظر في عدم الاصطفاف السياسي
بحسب تقرير “واشنطن بوست” فإن عدداً من البلدان التي شاركت في فرض العقوبات الغربية على روسيا على خلفية الحرب بأوكرانيا كانت إما تعرف تقليدياً بأنها تتبنى الحياد السياسي، أو كانت لديها علاقات اقتصادية وثيقة مع الأوليغارش الروس.

وكمثال على ذلك، قالت الصحيفة إنه بعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت سويسرا أنها ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو، وهو تحول لافت عن مبدأ الحياد الذي التزمت به طويلا. وأضافت أن إمارة موناكو، ملاذ كبار الأغنياء الروس، تحركت كذلك وجمدت أصول الأوليغارش الروس بما يتماشى مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

الشأن نفسه شمل سنغافورة، التي أوضحت “واشنطن بوست” أنها قامت بما اعتبرته خطوة “غير مسبوقة لحد ما” بفرض عقوبات على دولة أخرى دون وجود قرار لمجلس الأمن الأممي في هذا الخصوص.

الإخراج المتواصل للاقتصاد الروسي من العولمة
ارتباطاً بالعقوبات الدولية، قالت “واشنطن بوست” إنه بعد سقوط جدار برلين بدأ الروس يقبلون على المنتجات الغربية مثل ماكدونالدز للوجبات السريعة. وأضافت أن ردة الفعل الدولية على قيام بوتين بضم شبه جزيرة القرم في العام 2014 شكلت بداية لعزل المجتمع والاقتصاد الروسي عن العالم الغربي، موضحة أن الغزو الذي بدأ في 24 فبراير سرع ذلك أكثر.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه تحت ضغط حكومات بلدانها والمستهلكين، قامت الشركات والمنظمات الكبرى بنقل أنشطتها من بلاد بوتين، أو وقفها كليا، ما يحرم المواطنين الروس من الحصول على عدة منتجات استهلاكية. الأمر نفسه شمل المواعيد الرياضية الدولية والمؤسسات الثقافية البارزة التي قطعت العلاقات مع المشاركين الروس.

ارتفاع صاروخي لموازنة الدفاع في ألمانيا
ذكر تقرير “واشنطن بوست” أنه رغم كونها أكبر اقتصاد بأوروبا وعضوا نافذا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التزمت ألمانيا بالحذر بشأن فرض وجودها على الساحة الدولية. وأضاف أنه بعد الحرب الباردة، قامت برلين بتطوير علاقات وثيقة مع موسكو على الصعيد الاقتصادي وفي مجال الطاقة.

وأوضحت الصحيفة أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع ألمانيا إلى تغيير وجهتها. ففي أواخر فبراير/ شباط الماضي، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن حكومته سترفع بشكل كبير الموازنة المخصصة للدفاع. كما أعطى الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أسابيع فقط على موجة السخرية التي رافقت عرض بلاده إرسال خوذ واقية إلى كييف.

وبلغة الأرقام، ذكرت “واشنطن بوست” أنه تم ضخ 110 مليارات دولار بمخصصات الجيش الألماني، ما يمثل الضعف عما تلقاه في العام السابق.

تهديد لمصادر العيش العالمية
لفت تقرير “واشنطن بوست” إلى أنه قبل الحرب، كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر دولي للذرة والقمح، فيما روسيا أكبر مصدر عالمي للنفط إضافة لكونها من كبار المزودين بالأسمدة. وكان من تداعيات الحرب، ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية عالميا، ما يهدد وفق الصحيفة، الأمن الغذائي ويقوض جهود تخفيف وطأة الفقر في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن 41 مليون شخص بغرب ووسط أفريقيا قد يتضررون بفعل أزمة الغذاء هذا العام، في ظل الأسعار الأكثر ارتفاعا منذ عدة عقود لمواد مثل الحبوب، والطاقة، والأسمدة.

وأضاف تقرير “واشنطن بوست” أن منظمة التجارة العالمية توقعت الثلاثاء تراجع النمو العالمي إلى 2.8 بالمائة مقارنة بنسبة 4.1 بالمائة قبل الحرب، قائلة إن النزاع وجه “ضربة قوية” للاقتصاد العالمي. وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء يرون أنه كلما طالت الحرب، كلما كانت التداعيات أكبر فأكبر.

سيناريو الغوطة.. تقارير أمريكية عن استعداد روسيا شن هجوم كيماوي في أوكرانيا

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولون أميركيون وأوروبيون، قولهم إن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن روسيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة كيماوية ضد الأوكرانيين، بعد فشلها في السيطرة على المدن.
وبحسب الصحيفة أكد المسؤولون أن المعلومات الاستخباراتية، التي رفضوا الإفصاح عنها، أشارت إلى استعدادات محتملة من قبل روسيا لنشر ذخائر كيميائية، وحذروا من أن الكرملين قد يسعى لشن حملة “كاذبة” يحاول فيها إلقاء اللوم على الأوكرانيين أو ربما الحكومات الغربية.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي زعمت فيه موسكو بأن “أوكرانيا تدير بدعم من الولايات المتحدة مختبرات أسلحة بيولوجية سرية”، وهو ما رفضته واشنطن، ووصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأن “هراء كامل” و”أكاذيب صريحة”.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن كييف أدارت شبكة من 30 مختبرا تجري “تجارب بيولوجية خطيرة للغاية” وتهدف إلى نشر “مسببات الأمراض الفيروسية” من الخفافيش إلى البشر.
وأضاف نيبينزيا باللغة الروسية إن مسببات الأمراض تشمل الطاعون والجمرة الخبيثة والكوليرا وأمراضا قاتلة أخرى، بدون تقديم أي دليل. وتابع أن “تجارب تجرى لدراسة انتشار أمراض خطيرة باستخدام طفيليات نشطة مثل القمل والبراغيث”.
وكانت واشنطن وكييف قد نفيتا وجود مختبرات تهدف إلى إنتاج أسلحة بيولوجية في البلاد.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، خلال الجلسة إن الأمم المتحدة “لا علم لديها بأي برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا”.
أما السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد فقد اتهمت روسيا بأنها تستخدم مجلس الأمن للتفوه “بسلسلة من نظريات المؤامرة الجامحة وغير المسؤولة التي لا أساس لها على الإطلاق”. وقالت “اسمحوا لي بأن أضعها بشكل دبلوماسي: هذا هراء بالكامل. لا يوجد ولو ذرة من الأدلة الموثوقة بأن أوكرانيا لديها برنامج أسلحة بيولوجية”.
من جهتها قالت ليندا توماس-غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن بلادها ساعدت أوكرانيا في تشغيل مرافق صحة عامة تكشف عن أمراض مثل كوفيد-19. وأوضحت “هذا عمل تم إنجازه بفخر ووضوح وبصورة علنية. هذا العمل يتعلق بحماية صحة الناس ولا علاقة له على الإطلاق بالأسلحة البيولوجية”.

وقالت أوليفيا دالتون، المتحدثة باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، في وقت متأخر من يوم الخميس: “هذا بالضبط هو نوع الخداع الذي حذرنا من أن روسيا قد تلجأ إليه لتبرير هجوم بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية”. لن نسمح لروسيا بالتلاعب بعقول العالم أو استخدام مجلس الأمن كمكان للترويج لمعلوماتها المضللة”.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن أي استخدام للغازات السامة في أوكرانيا من شأنه أن ينتهك معاهدة دولية عمرها عقود تحظر هذه الأسلحة، ويمثل منعطفا خطيرا في الهجوم العسكري الروسي المستمر منذ أسبوعين ضد جارتها.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%af%d8%b9%d8%a7-%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85%d9%87%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a8.html

وأشارت إلى أن موسكو، التي كانت تمتلك مخزونات ضخمة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية خلال الحرب الباردة، استخدمت غازات أعصاب محظورة في محاولتي اغتيال على الأقل لمعارضين روسيين في السنوات الثلاث الماضية.
وقال مسؤول أوروبي عن احتمالات هجوم كيماوي روسي “إنه أكثر من مجرد مصدر قلق ملح. من الواضح أنه يوجد تهديد متزايد”.
وأضاف مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أن روسيا “تعد لهجوم كيماوي أو بأسلحة بيولوجية”.

سيناريو الغوطة

خلال الحرب الأهلية السورية، قدمت روسيا غطاء دبلوماسيًا ومساعدة لوجستية لبشار الأسد عندما استخدمت قوات الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.
تضمنت هذه الأسلحة غازات أعصاب متطورة وفتاكة للغاية، بالإضافة إلى مركبات صناعية عادية مثل الكلور. وفي أسوأ هجوم في أغسطس 2013، تسرب غاز السارين القاتل إلى الأقبية التي تستخدمها العائلات السورية كملاجئ من القنابل، في الغوطة شرق دمش، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1400 شخص.

وغالبًا ما كانت هجمات النظام السوري مصحوبة بمزاعم كاذبة – يكررها المسؤولون الروس مرارًا وتكرارًا – تشير إلى أن المعارضة كانت وراء الهجمات.
ووفقًا لمسؤول الناتو الذي وصف القلق المتزايد بشأن الهجمات الكيماوية المحتملة في أوكرانيا، فإن القلق ينبع من “معلومات استخباراتية جديدة، وكذلك التكتيكات الروسية في الحرب”.
وذكر المسؤول أن هذه التكتيكات تبدأ بقصف مكثف وتدمير للمدن ثم استخدام أسلحة كيماوية لتقل المقاتلين في المخابئ، ثم إنكار ذلك.

وامتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق على هذه المعلومات. وقال مسؤول دفاعي كبير إن الحكومة الأوكرانية لم تطلب معدات وقائية للدفاع ضد هجوم كيماوي.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html

بين الأوكران والأكراد..كيف أصبحت الشعوب المظلومة ضحية صراع القوى الرأسمالية والإمبريالية؟

تحليل يكتبه الباحث السوري/ سليمان محمود

وما الحربُ إلاّ الرئةُ التي تتنفّسُ منها الرأسماليةُ، ولذا فقد غرّرت أمريكا ومن ورائها أوروبا روسيا على شنّ هذه العملية العسكرية، والتي ستكون ضحاياها كالعادة الشعوبُ التي لا حولَ لها ولا قوّة.
إنه تناطحٌ ما بين القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية، فالرأسماليةُ لا تدومُ وتتطوّرُ إلا بالحروب والصراعات، وما الخسارةُ إلاّ للشعوب فقط.
أوكرانيا ضحيّةٌ جديدةٌ من ضحايا (نظام التفاهة) العالميّ والاحتكارات الرأسمالية، إذ إنّ منظومةَ رأس المال العالمية تعيشُ أزمةً حادة، وبالتالي فإنّ افتعالَ الحروب تشكّلُ شبّاكاً من التهوية على عدّة اتّجاهات.
ها قد بدأتِ الحربُ في أوكرانيا، والاستبداد يضربُ من جديد بقيمِ الحضارة والحريّة والإنسانية، القوّةُ الفاحشة والانتفاخ الذاتي والسلاح الفتّاك والرغبة في استعادة أمجاد الماضي.. هو الخطرُ الأولُ على البشرية قبلَ أيّ تطرّفٍ آخر.
وربّما لا نشطح بالخيال إذا ما قلنا أنّ الشعبَ الأوكراني شبيهٌ بالكرد في قضيتهم، فكلاهما ضحيةُ النفاق الأمريكي والشوفينية الروسية. ومع الأسف ما يزال العالمُ بعيداً جداً عن إيجاد حلولٍ للأزمات والقضايا الراهنة بالطُرق الدبلوماسية، لأنّ قانونَ الغاب هو السائدُ دون الحوار وممارسة السياسة الرشيدة، وذهنيةُ النظام الرأسمالي الحالي لا تقبلُ بحلول الوسط ولا تؤمن بالحرية والديمقراطية.

روسيا بوتين
العمليةُ الروسيةُ بدأت صباحَ الخميس على حدود أوكرانيا بشكلٍ واسع، وعملياتُ نزوحٍ جماعية في مدن شرق أوكرانيا. قالت روسيا في بداية الأزمة الأوكرانية: ” سوفَ نفعلُ ما نريدُ ومتى نريد. ولن تدخلَ أوكرانيا حلفَ الناتو. لن نسمحَ لأحدٍ أن يضعَ شوكةً حتى بالقرب منا، نحنُ القوةُ الأكبر والأعظم في العالم. ” وها هي تفعل.
ربما هدفُ المعركة ليس احتلال أوكرانيا، بمقدار ما يكون لتشكيل خطٍ دفاعيّ على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك لمنع اقتراب حلف الناتو من الأراضي الروسية. المخطّطُ الروسي هدفهُ الأساسي في أوكرانيا هو تغييرُ نظام الحُكم وإزاحة المجموعة الموالية لأوروبا والغرب، وإن فشلتِ الخطةُ سيكون التدميرُ والاحتلال هو الحلّ، فروسيا مستعدّةٌ لمحاربة العالم ولن تسمحَ أن تكون أوكرانيا جبهةً للغرب وخنجراً في خاصرتها.

أمريكا الخاذلة
بدا واضحاً للشعوب والدول- لاسيما بعد انسحابها من أفغانستان وتسليمها العراق لإيران ومواقفها من دول الخليج وصمتها عن احتلال عفرين وسري كانيه في سوريا- أنّ أمريكا دون هيبة كما كانت زمناً، فروسيا البوتينية مستمرةٌ في الدعس على قيمتها، فعلتها في فنزويلا بدعمها لمادورو وفي ليبيا بدعمها لحفتر وفي سوريا بدعمها للنظام الحاكم والآن في أوكرانيا. إنها تكتفي بالمشاهدة، وما عادت لها أية مصداقية من قبل حلفائها. فأمريكا ما حرّكت ساكناً عندما هاجمت تركيا القوات الكردية في عفرين وسري كانية وتل أبيض، تلك القواتُ التي هزمت داعشَ وحاربت الإرهابَ نيابة عن كلّ العالم. وها هي اليوم تخون أوكرانيا وتهديها لبوتين على طبقٍ من ذهب.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d9%8a-2000-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%85%d8%b1%d8%aa.html

الرئيس المعزول ترامب امتدحَ بوتين في تغريدةٍ قائلاً: ” إنه عبقريّ، يستولي على مساحات شاسعة في مقابل عقوباتٍ قيمتها دولاران “، من الواجب والأمانة أن نقولَ أنّ ما تحدّث به الأبله ترامب صحيح، ومن الحقّ أيضاً أن نقول أنه أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز.

تركيا المتأرجحة
قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي. ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا، التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية.. وعلى حبل الناتو- الحليف الاستراتيجي- تارة وحبل الروس وما يربطها بها من اتفاقيات وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارة أخرى، وقد لا تنجو هذه المرة بسهولة، فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة منذ يوم الخميس. إنها تستوردُ 86في المائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، و25 في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ مدةَ شهرٍ فقط، ستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.

أوروبا والغرب الهزيل
من خلال متابعة تصريحات الأوروبيين والإدارة الأمريكية، يبدو لي وكأنه تكرارٌ لمشهد الاحتلال التركي لرأس العين، حيث يظهر التجاهل والتطنيش العالمي في التعامل مع هذا الهجوم من خلال التصريحات المتشابهة والمواقف المتطابقة. الاتحادُ الأوروبي لن يفعل شيئاً وسيفضّل تحاشي الاصطدام مع روسيا، وسيكتفي بالتنديد والوعيد، وأمّا طُرفةُ العقوبات الاقتصادية فقديمةٌ وغير مجديةٍ، إذ من السذاجة أن نؤمن بأنّ العقوبات الاقتصادية ستؤثر على روسيا أو ستوقفها عمّا عزمته، فخلفها إمبراطورية الصين الاقتصادية. أوروبا وحلف الناتو الجبان سيكتفون بالتفرّج وحسب.
الغربُ في حيرةٍ اليوم، فحين اجتاح أردوغان عفرينَ بحجّة حماية الأمن القومي، برّرت أوروبا مواقفها بتفهُّم الأمر وغضّت الأبصار، والآن تزعمُ أنها ستفرضُ عقوباتٍ على موسكو، مع العلم أنّ حجّةَ روسيا أيضاً هي حماية أمنها القومي.
الغربُ منافقٌ في النهاية، ولن يكون له في أوكرانيا غير الخطابات الإعلامية. بوتين يعرف ذلك تماماً.
إنّ هذا الهدوء في التفاعل والصمت المشين للغرب يؤدي بنا إلى عبارة وحيدة لسياسة أوروبا الغربية ألا وهي الضعف وعدم الحيلة. أوروبا الهزيلة وفاقدة الهوية، خاصة بعد افتراق بريطانيا عنها وعدم قدرتها على تقرير مسارها دون واشنطن.
بوتين يعرف حقيقة ذلك ويعتمد في خطواته ومواقفه على قراءة ذكية للوضع الحالي، كلاعب شطرنج محترف. بوتين وأمثاله يستفيدون من الشحن القومي والإنهاك السياسي والعسكري للدول القريبة من حدوده.

سوريا وتداعيات الأزمة عليها
إنّ التوتّرَ الحاصلَ بين روسيا وأمريكا والغرب عموماً، سوف تدفعُ سوريا بعضاً من ثمنه، على الأقلّ من جهة استحالة حلّ أزمتها في المدى المنظور.
حتماً ستشهد سوريا تبعيات هذه الحرب، على اعتبار أنّها مرتبطةٌ بعدّة أجندات، وعلى أرضها لاعبون دوليون كثر (أمريكا- روسيا- تركيا – وإيران ).
وأرى أنه من المستبعد أن تتبّعَ واشنطن سياسةَ الكيد عبرَ وضع شمال وشرق سوريا في مقابل انفصال الإقليمين عن أوكرانيا، لكن هذا في الوقت نفسه لا يمنعنا من التنبؤ أنّ سياسات أمريكا وروسيا ما بعد أوكرانيا لن تكون كما قبلها، فسوريا تلك البلد المتهالك باتت كرقعة شطرنجٍ يتنافس ويتعارك ويتصالح عليها جميعُ الفرقاء حالياً.
ما أظنّه أنّ هذه العملية العسكرية ستزيدُ من دعم قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وذلك في مقابل الروس ومشروعهم الداعم للديكتاتوريات، غير أنه لن يتعدّى أكثر من ذلك، بل يؤكّد لي أن لاحلّ للأزمة السورية في الأفقين القريب والبعيد، إذ لا بدّ من البحث عن حلولٍ ترضي جميعَ الأطراف داخلياً وخارجياً، ودون حروبٍ أخرى.

استدامةُ مظلومية الشعوب
أنا، كسوريٍّ تلظى بنار الحرب لسنوات، ليس لديّ سوى التعاطف مع ضحايا الحروب دوماً، أنا أعرفُ تماماً ما هو شعور الناس في أوكرانيا، أنا الذي شاهدتُ وحشية روسيا في حلبَ والغوطة الشرقية، وتركيا في عفرين، وعشتُ غضّ طرف العالم العاهر ومواقفة المخزية لقضايا الشعوب.
أنا لستُ متعاطفاً مع القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا، بل مع شعبها، الذي أراه يشبهنا نحن الذين جرّبنا مرارة الخذلان وإحساس الغبن.
ربما تكون أوكرانيا بعيدةً عني، وقد لا يكون لي في حربهم ناقةٌ أو جمل، غير أني من العار أن أكون مصفقاً أهبل في مبارياتٍ سخيفة وحروبٍ عبثية، إذ لا فرقَ إنسانياً عندي بين دموع عجوزٍ أوكرانية ودموع أمّ شهيدٍ في قامشلي.
صورٌ مؤلمةٌ من أوكرانيا هذا الصباح، النساء تذهب للملاجئ في أماكن آمنة والرجال إلى القتال. الكلّ يتوادع بحزن ومرارة.
بوتين وأردوغان وترامب وبايدن.. يختبرون فينا توحّشهم وحيوانيتهم، وأنا أختبر فيهم إنسانيتي.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%84%d9%83%d8%b3%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%af%d9%88%d8%ba%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7.html

Exit mobile version