الإعلامي وعد محمد يكتب : الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق هو الحل الأمثل للأزمة السورية

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تعيش البلاد في حالة من الفوضى والانقسام السياسي والجغرافي. بين قوى محلية وإقليمية ودولية، أصبح مستقبل سوريا مرتبطاً بمعادلات معقدة تتطلب حلولاً مدروسة وخطوات جادة لتحقيق الاستقرار.

في هذا السياق، يبرز الحوار بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية في دمشق كخيار استراتيجي ضروري لحل الأزمة السورية المتشابكة.
إن هذا الحوار، إلى جانب التنسيق بين قوات الجيش السوري والإدارة الذاتية لمواجهة الاحتلال التركي، يشكل الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.

*الحاجة إلى الحوار كضرورة وطنية:
في ظل تعقيدات المشهد السوري، لم يعد هناك خيار إلا الحوار الداخلي كوسيلة رئيسية لتحقيق حل مستدام.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تمثل جزءاً مهماً من الأراضي السورية، تُعَدّ قوة فعلية على الأرض وتمثل شريحة واسعة من الشعب السوري بمكوناته العرقية والدينية المتعددة. في المقابل، الحكومة السورية في دمشق تسعى إلى استعادة السيطرة على كامل التراب السوري.
إن الحوار بين الطرفين هو السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والعمل سوياً على بناء سوريا موحدة.

يجب أن ينطلق هذا الحوار من مبدأ الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مع احترام خصوصيات المناطق المختلفة.
الإدارة الذاتية حققت إنجازات على الأرض في إدارة مناطقها، وتحقيق الاستقرار النسبي في ظل ظروف الحرب المستمرة. ومن جهة أخرى، الحكومة السورية يجب أن تعترف بأهمية هذه الإدارة المحلية وقدرتها على المساهمة في إعادة إعمار البلاد وإرساء الاستقرار.

*التنسيق العسكري لمواجهة الاحتلال التركي

بالإضافة إلى أهمية الحوار السياسي، يجب أن يترافق هذا الحوار مع تنسيق عسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية لمواجهة التهديدات الخارجية، وعلى رأسها الاحتلال التركي. تركيا، التي دخلت الأراضي السورية بذريعة حماية أمنها القومي، تنفذ سياسات توسعية تسعى من خلالها إلى السيطرة على مناطق استراتيجية داخل سوريا، متسببة في نزوح مئات الآلاف من السوريين وتغيير ديموغرافية المنطقة.

الاحتلال التركي يمثل خطراً كبيراً ليس فقط على المناطق الشمالية الشرقية، بل على سيادة سوريا كاملة. ولذلك، من الضروري أن تتحد القوات السورية في مواجهة هذا الاحتلال، وأن تعمل الإدارة الذاتية بالتنسيق مع الجيش السوري لاستعادة المناطق المحتلة وطرد القوات التركية. إن أي انتصار على تركيا سيعزز الوحدة الوطنية ويعيد للسوريين الأمل في استعادة أراضيهم وبناء مستقبل مشترك بعيداً عن التدخلات الخارجية.

*الحوار الحل الأمثل للأزمة السورية

في ظل انعدام الحلول الدولية الفاعلة وتضارب مصالح القوى الكبرى، يبقى الحل الأمثل للأزمة السورية هو حل داخلي نابع من إرادة السوريين أنفسهم.
الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق هو خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث يمكن لهذا الحوار أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع تشمل جميع القوى السياسية والعسكرية الفاعلة في سوريا.

من خلال هذا الحوار، يمكن تحقيق توافقات حول شكل الدولة المستقبلية، مع الحفاظ على حقوق جميع المكونات
الإدارة الذاتية، بما تمتلكه من خبرات في إدارة شؤون المنطقة، يمكن أن تساهم في دعم عملية إعادة الإعمار وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين. وبالتعاون مع الحكومة السورية في دمشق يمكن خلق نموذج جديد لإدارة البلاد يعتمد على اللامركزية، مع المحافظة على وحدة الدولة وسيادتها.

*التصدي للأطماع الخارجية والحفاظ على السيادة

تركيا، التي تسعى إلى استغلال الأزمة السورية لتعزيز نفوذها في المنطقة، لا تستهدف فقط المناطق التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية، بل تسعى لفرض أجندتها السياسية على سوريا بأكملها. إن مواجهتها تتطلب موقفاً سورياً موحداً، يبدأ بالحوار بين السوريين أنفسهم وينتهي بتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لطرد الاحتلال وإعادة الأراضي إلى سيطرة الشعب السوري.

في هذا السياق، الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق لا يخدم فقط مصالح الطرفين، بل يخدم مصلحة سوريا ككل. فتح قنوات الحوار والتعاون العسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية هو الخطوة الأولى نحو مواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد مستقبل البلاد.
هذا الحوار ليس مجرد خيار، بل ضرورة وطنية لضمان وحدة سوريا وسيادتها.

داعش المستفيد الأكبر..مخاوف أمريكية من توغل تركي محتمل بشمال سوريا

يشعر حلفاء الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بقلق متزايد من عزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة في المنطقة، محذرين من أن ذلك قد يشجع ويقوي التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وخاصة تنظيم داعش.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن الإثنين، أن بلاده ستشن قريبا عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كلم على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.
وعلى الرغم من تأكيد مجلس الأمن القومي التركي أن أي عمل عسكري “لن يستهدف سلامة أراضي جيراننا وسيادتهم بأي شكل من الأشكال”، إلا أن مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قالوا إن التوغل التركي قد يؤدي إلى “كارثة”، وفقا لموقع “فويس أوف أميركا” .
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من قيادة “قسد” أن أي عملية عسكرية تركية “ستحول تركيزنا نحو مواجهتها، لأن الدفاع عن أراضيك أولوية أعلى بكثير من محاربة داعش في المناطق غير الكردية”.
وتابع المصدر أن العملية التركية “ستعرقل حراسة الآلاف من أسرى داعش والعمليات الأسبوعية الجارية ضد التنظيم في المنطقة”.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالحديث مع وسائل الإعلام، أن “السجون التي تضم عناصر داعش ستكون أكثر عرضة لمحاولات الهروب من الآن”.
كما أعرب مسؤولون أكراد آخرون عن قلقهم بشأن ضمان أمن عشرات السجون في شمال شرق سوريا، والتي تضم حاليا حوالي 10000 من مقاتلي داعش، مشيرين إلى أن بعض هذه السجون موجودة في مناطق قد تستهدفها القوات التركية.
وقالت ممثلة قوات سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، سينام محمد، لـ”فويس أوف أميركا” إن “مهمة تأمين السجون ليست مهمة صغيرة”.
وأضافت أنه في حال شنت تركيا عمليات عسكرية في شمال شرق سوريا فإن “مقاتلي داعش سيكونون في وضع أفضل وقد يتمكنون من تحرير مقاتليهم من السجون”.
ويحذر مسؤولون أكراد آخرون من أن تنظيم “داعش” يزداد قوة، مستشهدين بذلك بالعملية التي نفذها التنظيم قبل أربعة أشهر واستمرت أسبوعا في محاولة منهم لتحرير مئات المعتقلين في سجن بمدينة الحسكة.

ويشير الموقع إلى أن المسؤولين الأكراد تواصلوا مع الولايات المتحدة للتعبير عن مخاوفهم من التوغل التركي المحتمل، وهي رسالة تردَّد صداها في واشنطن.
وحذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكدة أن من شأن مثل هكذا تصعيد أن يعرض للخطر أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” إزاء هذا الإعلان. وأضاف “ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة”.
كما أعرب المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، مؤخرا عن قلق الولايات المتحدة “البالغ بشأن إعلان أنقرة عن نيتها زيادة نشاطها العسكري في شمال سوريا”.
وأضاف كيربي للصحفيين أن هذا الأمر “يمكن أن يؤدي إلى ابعاد عناصر قوات سوريا الديمقراطية عن القتال ضد داعش”.
ولدى الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 900 جندي في سوريا لدعم العمليات ضد داعش.
وخلصت تقييمات الولايات المتحدة للتوغل التركي السابق في شمال سوريا في عام 2019، إلى أن الهجوم سمح لـ 200 معتقل انتموا لتنظيم داعش بالفرار ومن المحتمل أن يمنح التنظيم الإرهابي “الوقت والمكان” للتعزيز والنمو.
ومنذ 2016 شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سوريا لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة في حملتها ضد تنظيم داعش.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a3%d9%83%d8%b0%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%86%d8%a9-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82.html

Exit mobile version