يشهد العالم الكثير من التطورات العسكرية على كافة الجبهات المشتعلة، سواء على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية التي تجاوزت العامين في ظل تقدم روسي متسارع على الجبهة الأوكرانية مقابل تراجع كبير للقوات الأوكرانية، وخسائر متتالية في صفوفها، بالتزامن مع تراجع زخم الدعم السياسي والشعبي في أوكرانيا خاصةً، والقارة الأوروبية عامةً للقيادة الأوكرانية وسياساتها.
ويأت التراجع الأوكراني في الحرب مع روسيا، بالتوازي مع تقارير تتحدث عن مشاركة قوات عسكرية أوكرانية في الصراعات المسلحة بإفريقيا مثل السودان وعدّة دول أفريقية وذلك باتفاق ضمني مع واشنطن وفق ما أكدته تقارير صحفية أمريكية.
ووثقت وسائل إعلام في مارس الماضي، وجود القوات الأوكرانية في السودان والصومال وهو ما أثار ضجة كبيرة، ووضع قادة كييف أمام موقف محرج ، خاصة بعد إعلان الرئيس الأوكراني زيلنسكي الحاجة إلى تجنيد مئات الآلاف من الاحتياط حينها. لتصدر لاحقاً بعض التصريحات الرسمية عن مسؤولين أوكران تؤكد وجود قوات أوكرانية في السودان بحجة قتال ” العدو الروسي” في أفريقيا، حسب قولهم.
وإتساقا مع مشاركة القوات الأوكرانية في الصراعات بإفريقيا، أعلنت وسائل إعلام السبت 27 يوليو الجاري، سقوط 20 قتيل في صفوف الجيش المالي إثر كمين نصبته جماعات إرهابية ومتمردين من حركتي الأزاود والطوارق، الذين ينتشرون شمال البلاد، وذلك أثناء تقدم قوات الجيش لتحرير بلدة تينزاوتين، قرب الحدود الجزائرية، من الجماعات الإرهابية. كما انتشرت كثير من الصور والفيديوهات التي توثق ضحايا الجيش المالي، بالتزامن مع معلومات حول سقوط عناصر من مجموعة “فاغنر” الروسية في الهجوم أيضاً.
وتم تداول صور وفيديوهات توثق وجود مرتزقة أوكران يقاتلون إلى جانب الجماعات الإرهابية في مالي ويدعمون متمردي حركة الطوارق، حيث ظهر في إحدى الصور عنصر وهو يرتدي البزة العسكرية الأوكرانية وعليها شعار القوات الأوكرانية.
وتحدثت تقارير أن الانفصاليين الطوارق تم نقلهم إلى أوكرانيا وتدريبهم على تشغيل طائرات بدون طيار من طراز FPV ، مما يشير إلى تعاون وثيق بين القوات الأوكرانية والحركات الانفصالية في مالي.
وبحسب مراقبون، فإن توثيق وجود القوات الأوكرانية في الصومال والسودان سابقاً، يعزز بشكل كبير صحة المعلومات حول وجودهم في مالي، خاصة أن رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، قد أكد في وقت سابق، وجود القوات الأوكرانية في أفريقيا وهو ما يعني أن واشنطن حوّلت القوات الأوكرانية وعلى رأسها زيلينسكي لمجموعة من المرتزقة تنفذ أجندات أمريكا، وتقاتل لتحقيق مصالح القوى الغربية في كل بقاع العالم، كما يتم استنزافها في حرب بلا معنى أو جدوى مع الجارة الروسية، دون الاكتراث لمصير الشعب الأوكراني.
كان موقع يو ريبورتر “EU Reporter” الإخباري الأوروبي، قد نشر في شهر أبريل الماضي مقالاً حول وجود قوات خاصة أوكرانية في السودان. وأشار الموقع إلى أن “قناة المعلومات” التلفزيونية الفرنسية، بثت لقطات من العمليات القتالية التي قامت بها القوات الخاصة الأوكرانية في السودان.
كما نشرت شبكات تواصل ووسائل إعلام محلية وعالمية، مثل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، و”سي ان ان” الأمريكية، وموقع “الايكونمست”، والغارديان، وصحيفة “وول ستريت جورنال” وبعض المواقع التركية والعربية، في وقت سابق تقارير ومعلومات توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، قد أكد في وقت سابق، صحة هذه المعلومات، حيث أشار أن قواته تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، مضيفًا أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان “، وبأن “الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على “العدو الروسي” في كل مكان”.
كما سبق وأعلن النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو في حوار مع شبكة سي ان ان الأمريكية، في فبراير شباط الماضي، استعداد كييف للقتال مع واشنطن في أي بقعة من العالم.
في السياق ذاته، أفاد موقع “يو ريبورتر” إلى أنه هناك بالفعل تقارير عن وجود قوات خاصة أوكرانية في الصومال أيضاً. حيث تم رصد الأوكرانيين عدة مرات في مقديشو من قبل شهود عيان. كما ظهرت صواريخ جافلين أمريكية الصنع في السوق السوداء للأسلحة في الصومال بعد وصول الوحدات العسكرية الأوكرانية.
وأشار الموقع، إلى شركة الأمن الأمريكية الخاصة Bancroft Global Development التي تنشط في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمن هي التي تشرف على أنشطة الأوكران هناك.
ونشرت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر عسكرية صومالية، أنباء عن تحطم طائرة تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي “أتميس”، في مارس الماضي، في مطار “جوهر” شمالي العاصمة مقديشو، أثناء هبوطها. وبحسب شهود عيان، فقد كان على متن الطائرة ضابطان أوكرانيان لم يُعرف مصيرهم، كما شُوهد إلى جانب حطام الطائرة صندوق يحمل سلاح “جافلين”. وبحسب مصادر محلية صومالية، فقد شاركت القوات الأوكرانية في محاربة إرهاب “حركة الشباب” في الصومال.
وبحسب بعض المراقبين والخبراء فإن التواجد الأوكراني في السودان والصومال ليس محض صدفة، إنما تواجد ممنهج ومتفق عليه مع واشنطن، مقابل استمرار دعمها لكييف، كما أن هذا التواجد مرشح للتوسع، وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت السودان محطة انطلاق للقوات الأوكرانية للانتشار في عدة دول أفريقية حيث يبدو واضحا أن الصراع الروسي الأمريكي قد انتقل بشكل كامل إلي القارة الإفريقية.
الجبهة الأوكرانية
الغريب في الأمر، أن التواجد العسكري الأوركاني في إفريقيا يأت فى ظل عجز كييف عن توفير مقاتلين على الجبهة الروسية.
كانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، قد أوردت تقرير لها في شهر مارس الماضي حول حاجة أوكرانية لحشد 500 ألف مقاتل على الجبهة الروسية.
وبحسب الصحيفة، فإن التعبئة من المفترض أن تشمل كل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 –60 عام. إلى جانب ذلك، أكدت الصحيفة حينها بأنه وفقاً للإحصائيات فإن غالبية الرجال الأوكرانيين غير مستعدين للقتال، فبحسب الاستطلاعات 48 % منهم غير مستعدين، بينما 34 % فقط أبدوا استعدادهم، والباقي رفضوا حتى الإجابة عن السؤال.
وطرحت الصحيفة تساؤل حول هدف أوكرانيا من تحشيد هذا العدد في الوقت الذي تشير فيه تقديرات الخبراء، إلى أن كييف بحاجة لـ 330 ألف مقاتل لتغطية حاجة الجبهة.
إضافة لما سبق، كانت وزارة العدل الأوكرانية قد أعلنت بوقت سابق، عن نيّة سلطات كييف تجنيد آلاف السجناء لديها بمن فيهم القتلة والمجرمين، والزج بهم في الحرب. ووفقاً لوزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا، فإن كييف عفت في السابق عن 300 سجين من أجل إرسالهم للقتال على الجبهة، وهذا ما يخالف القوانين والأعراف الدولية ويطرح كثير من التساؤلات عن خطط كييف من وراء ذلك.
وبحسب خبراء فإن القيادة الأوكرانية تنتهج سياسة مدمرة تتلخص بإرسال المقاتلين المحترفين لديها للقتال كمرتزقة خارج الحدود والزج بالمرضى والشباب عديمي الخبرة والسجناء للموت في الحرب مع روسيا.
وفي النهاية تدفع إفريقيا وشعوبها ثمن الصراع الروسي الأمريكي الذي تجند من أجله المرتزقة من كل مكان ليقاتلوا ويحرقوا الأرض الإفريقية وينهبوا ثروات الشعوب الإفريقية وكأنه قد قدر لنا نحن الأفارقة أن نعيش دوما ف صراعات وندفع أثمان معارك ليس لنا فيها ناقة ولا جمل.
بقلم د. سامي عمار
غزة تتصدر المشهد، ومر أكثر من شهرين من القصف العشوائي والاجتياح البري في غزة ولم تنجح إسرائيل في العثور على رهائنها مما يعني فشل الموساد والشاباك في معرفة مكانهم علاوة على أن طوفان الأقصى كان مفاجأة مما يشكك في قدرات الأجهزة الإسرائيلية التي طالما نظر إليها علي أنها نافذة في كل مكان ومجهزة بأبرع الجواسيس والتكنولوجيا، فكيف ستبدو إدارة القطاع بعد الحرب؟
ومع سقوط آلاف الشهداء في غزة، ستصبح الإجابة على هذا السؤال صعب للغاية خاصة مع الفصل الجغرافي بين القطاع والضفة ذلك الأمر الذي يفرض تحدياً للسلطة الفلسطينية لبسط إدارتها هناك، وكذلك لوجود أو دور إسرائيلي في إدارة القطاع الذي قد يشهد أجيالاً مستقبلية ناقمة علي إسرائيل وربما إنتقامية!وتطورت المظاهرات المُدينة للعدوان على غزة لتزيد الشعارات المعادية للسامية حول العالم بنسبة تقارب ما كانت عليه قبيل الحرب العالمية الثانية مما يعني خروج جيل جديد لا يرى إسرائيل دولة بُنيت لحماية اليهود المشتتين فحسب، بل دولة احتلال تقوم بالتطهير العرقي بتغطية إعلامية غربية خاصة في الولايات المتحدة المنهكة من دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا التي أرجح فوزها في هذه الحرب من أول يوم نظراً لما تمتلكه من إمكانيات عسكرية هائلة وحلفاء لا يستهان بهم خارج الكتلة الغربية.
ومع تصريحات الإعلام الأمريكي بإقتراب نضوب سيل المال المُضخ لتسليح اوكرانيا خاصةً بعد فشل الهجوم المضاد، أعتقد أن نصر روسيا بات يلوح بالأفق، والتي بدت “عدو الجميع” في العالم الغربي مع انقلاب أغلب دوله ضدها، عدا قلة قليلة!
الجنائية الدولية
وأمام معبر رفح يوم 29 أكتوبر، وقف كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مدلياً بتصريحات لحتمية التحقيق وجمع الأدلة من مستشفى المعمداني والقطاع وتقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة الدولية، وهي الواقعة الأولى بتاريخ القضية الفلسطينية ورغم امتناع تل ابيب عن التوقيع على ميثاق روما المنشئ للمحكمة، إلا أن انضمام السلطة الفلسطينية للمحكمة عام 2015 وقرار المحكمة عام 2021 بشمول كل الأراضي المحتلة بإختصاصها يعتبر صفعة قوية على وجه تل أبيب وفق ما قاله ساستها أنفسهم حينها، ويعطي الصلاحية القانونية للمحكمة للتحقيق بقطاع غزة الذي قد يتحول أبنائه لجيل انتقامي مستقبلاً.
ورغم محاولة واشنطن اتهام إيران بتورطها في هجوم 7 أكتوبر فيما سُمي بطوفان الأقصى، إلا أن الخارجية الإيرانية نفت، ويعتبر التقارب الإيراني العربي أكبر مخاوف إسرائيل نظراً لما تمثله من خطورة شديدة على خريطة التحالفات أو بالأحرى الأصدقاء والأعداء وتوزان القوة بالمنطقة كما رسمتها وهندستها واشنطن لعقود والتي تضع “إيران” في قائمة الأعداء أو بالأحرى عدو الجميع اليوم بالشرق الأوسط مما دفع بعض دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل أملاً في مشاركتهم الجهد الدفاعي ضد طهران، وإذا تم تصعيد هذا التقارب إلى صلح عربي إيراني أو بالأحرى سني شيعي، ستتوفر بيئة أثمر لتسوية صراعات عدة بالمنطقة مثل تلك المشتعلة في سوريا واليمن والتي مثلت تهديداً مباشراً للأراضي السعودية التي شهدت هجمات حوثية بالطائرات المسيرة في العمق السعودي، ومن ثم قد تقف إسرائيل حينها أمام تكتل هائل، وقد تتبدل الكراسي مع إيران لتصبح “عدو الجميع غداً”.
وبمفترق الطرق بذلت الصين جهوداً للوساطة وإذابة الجليد بين إيران والسعودية تكللت بزيارة وزير خارجية السعودية لطهران في يونيو 2023 بعد قطيعة دبلوماسية طويلة وتلاها تصريحات مصرية تسير في ذات الاتجاه من رفع مستوى العلاقات مع طهران والسماح للسياحة الإيرانية بالقدوم لمصر، لكن على الدول العربية توخي الحذر من التقارب مع إيران والتي تحمل بيدها طموحاً طائفياً وخيوط اللعبة السياسية والعسكرية بمناطق عدة!
ورغم طلب السعودية وقف إطلاق النار في غزة والتي لوحت لمساومة الغرب على برنامج تسليح نووي لردع طهران نووياً، إلا أن تعنت إسرائيل وتجاهل طلب السعودية حول أمل تل أبيب في توقيع إتفاقية السلام إلى مكسب صعب المنال أو يبدو أنه ذهب مع الريح، وهو بلا شك سيكون أحد أكبر الخسائر الاستراتيجية لإسرائيل التي قد تغدو عدو الجميع غداً.
الموقف الصيني
والمثير للاهتمام، تصريحات الصين المتزايدة حول الأزمة في غزة رغم تمسكها بمواقف هامشية تجاه قضايا الشرق الأوسط والاكتفاء بمشاريع اقتصادية متوسعة، وقد تدل تلك التصريحات على بداية إدراك صناع القرار الصينيين للمكانة التي وصلت لها بلدهم كقوة عظمي تناطح أمريكا، وعليها مسئولية للتدخل في أحد أعقد مشاكل الأمن الدولي.
لذا صعود الصين كقوة عظمي قد يفرض صعوبة لإسرائيل الحليف الاقليمي الموثوق لأمريكا التي تعد بدورها منافساً للصين، وقد يخلق مساحة حقيقية لتحرك العرب لتحقيق مكاسب إقليمية استراتيجية إذا فطنت القيادات العربية فرص الاستثمار في الخلاف الصيني الأمريكي، علي غرار الحرب الباردة مع السوفييت التي كانت مثمرة للعديد من الحكومات العربية حينما وفرت مساحة حركة كبيرة في التجارة والتسليح بين واشنطن وموسكو علي سبيل المثال لا الحصر، فهل ترث الصين لقب عدو الجميع من الإتحاد السوفيتي الذي عاداه الغرب وحاولوا احتوائه وسجنه خلف الستار الحديدي بشرق ووسط أوروبا، وهي سياسات أشبه بما يحدث اليوم مع بكين من تصريحات تدفع نحو ذات السيناريو من حتمية العداء والمواجهة بين بكين وواشنطن وحلفائها من خلفها.
والمجتمع الدولي برمته يتذكر أن ميلاد إسرائيل كان رهن تسويات ومخلفات حرب عالمية ثانية فرضت خرائط وحدود ليومنا هذا رغم حدوث تعديلات بالحرب الباردة بين دول اتحدت مثل ألمانيا وفيتنام وأخرى انشطرت مثل الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، والجدير بالذكر أن حدود الدول ديناميكية وليست ثابتة بل هي وليدة الظروف السياسية والأمنية للدولة ومحيطها الإقليمي وتتفاعل معها لتصبح قابله للتمدد والإنكماش في أي وقت، وحينما تمتلك القوة لا تتردد في استخدامها لتوسيع حدودها وحينما يتملكها الوهن قد تخسر أراضيها، ولم تبقي أمة على حدودها أكثر من قرن، وتظل استمرارية إسرائيل رهن نظام دولي متغير تسيطر عليه قوى ترى جدوى وجودها!
فهل تصاب إسرائيل بلعنة العقد الثامن التي لاحقت سابقتها، أم تتدارك أهمية وجود دولة فلسطينية ومدى توقف أمنها على وجود الأخيرة، ومَن يصبح عدو الجميع غداً؟
أكدت تقارير صحفية أنه من المرجح أن تعلن الولايات المتحدة، الجمعة، إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا ستتضمن ذخائر عنقودية لأول مرة وفقا لمسؤولين عسكريين أميركيين تحدثوا لوسائل إعلام عدة بينها “سي إن إن” و “رويترز” و “أسوشيتد برس”.
وبحسب وكالات الأنباء تهدف الخطوة وفقا للمسؤولين، الذين اشترطوا عدم نشر هوياتهم، لمساعدة أوكرانيا في محاربة الغزو الروسي، وستأتي كجزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار.
ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة غضب بعض حلفاء واشنطن، مثل ألمانيا، وجماعات حقوق الإنسان، التي طالما عارضت استخدام القنابل العنقودية.
لكن المؤيدين للإجراء يجادلون بأن روسيا تستخدم بالفعل السلاح المثير للجدل في أوكرانيا وأن الذخائر التي ستوفرها الولايات المتحدة لها معدل تفجير منخفض، مما يعني أنه سيكون هناك عدد أقل بكثير من القنابل غير المنفجرة التي يمكن أن تؤدي إلى وفيات غير مقصودة في صفوف المدنيين.ما هي القنابل العنقودية؟
الذخائر العنقودية، وتسمى أيضا القنابل العنقودية، عبارة عن عبوات تحمل عشرات إلى مئات القنابل الصغيرة، والمعروفة أيضا باسم الذخائر الصغيرة. يمكن إسقاط العبوات من الطائرات أو إطلاقها من الصواريخ أو إطلاقها من المدفعية أو المدافع البحرية أو قاذفات الصواريخ.
تنفتح العبوات على ارتفاع محدد، اعتمادا على منطقة الهدف المقصود، وتنتشر القنابل الصغيرة فوق تلك المنطقة.
يتم دمجها بواسطة جهاز توقيت لتنفجر بالقرب من الأرض أو عند ارتطامها بها، مما يؤدي إلى نشر الشظايا المصممة لقتل الأفراد أو تدمير المركبات المدرعة والدبابات.
نوع القنابل العنقودية التي ستمنح لأوكرانيا؟
تمتلك الولايات المتحدة مخزونا من الذخائر العنقودية المعروفة باسم الذخائر العنقودية “DPICM”، أو الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض، والتي لم تعد تستخدمها بعد التخلص التدريجي منها في عام 2016.
يمكن إطلاق هذا النوع من القنابل من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، مع كل عبوة تحمل 88 قنبلة صغيرة.
يبلغ مدى كل قنبلة صغيرة قاتلة حوالي 10 أمتار مربعة، لذلك يمكن أن تغطي العبوة الواحدة الواحدة مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع، اعتمادا على الارتفاع الذي تنطلق منه القنابل الصغيرة.
يمكن للقنابل الصغيرة اختراق الدروع المعدنية، ويؤكد خبراء أن 10 قنابل صغيرة قادرة على تدمير مركبة مدرعة، فيما يمكن إعطاب أسلحة المركبات المدرعة بقنبلة صغيرة واحدة.
لماذا تثير القنابل العنقودية الجدل؟
وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر فإن ما بين 10 في المئة إلى 40 في المئة من الذخائر لا تنفجر بعد إطلاقها مما يعني أنها ستبقى في المنطقة المستهدفة وربما تؤدي لخسائر في صفوف المدنيين مستقبلا، وهو ما حصل فعلا في عدة أماكن حول العالم.
لا يعد استخدام القنابل العنقودية في حد ذاته انتهاكا للقانون الدولي، لكن عدم اتخاذ الاحتياطات لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، يمكن أن يكون انتهاكا.
انضمت أكثر من 120 دولة إلى اتفاقية تحظر استخدام القنابل العنقودية، والتي وافقت على عدم استخدام أو إنتاج أو نقل أو تخزين الأسلحة وإزالتها بعد استخدامها. ولم توقع الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا على هذه الاتفاقية.
توقيت الخطوة
يمكن أن تساعد القنابل العنقودية أوكرانيا على تدمير المزيد من الأهداف الروسية بعدد أقل من الذخائر.
ويشير خبراء إلى أن الولايات المتحدة تمتلك كميات كبيرة من هذه القنابل في مخازنها ويمكن توفيرها بسرعة.
في رسالة أرسلت في مارس 2023 من قبل أعضاء جمهوريين في الكونغرس إلى البيت الأبيض ذكرت إن الولايات المتحدة قد يكون لديها ما يصل إلى 3 ملايين من الذخائر العنقودية المتاحة للاستخدام، وحثت إدارة الرئيس جو بايدن على إرسال الذخائر لتخفيف الضغط على إمدادات الحرب لأوكرانيا.
من يستخدمها حاليا؟
استخدمت القوات الروسية القنابل العنقودية في أوكرانيا في عدد من المناسبات، وفقًا لمسؤولين حكوميين أوكرانيين. وقالت جماعات حقوقية إن أوكرانيا استخدمتها أيضا.
خلال الأيام الأولى للحرب، كان هناك استخدام متكرر للقنابل العنقودية من قبل روسيا وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، بما في ذلك هجوم استهدف روضة أطفال في مدينة أوختيركا شمال شرق أوكرانيا.
كذلك عثر على ذخائر عنقودية في هجمات استهدفت خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا.
يبدو أن هناك من لا يريد للحرب الروسية الأوكرانية أن تضع أوزارها فكلما اقتربت نار من الخمود صب فوقها مزيدا من البنزين، لتشتعل أكثر وأكثر وهو الأمر المتوقع خلال الأيام المقبلة خاصة بعد إعلان موسكو استهداف مسيرات أوكرانية لمبني الكرملين فى محاولة لاغتيال بوتين، وهو ما نفته كييف بشدة..ويبقي السؤال من وراء محاولة اغتيال بوتين وما سيناريوهات الحرب بعد هذه العملية ؟
وأعلنت روسيا الأربعاء 3 أيار / مايو إسقاط طائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أطلقتهما أوكرانيا.
ووصف بيان للكرملين هذه العملية بأنها “عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية”.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، يوم الخميس 4 أيار إن الولايات المتحدة تدعم “بدون شك” الهجوم المزعوم، مضيفا بحسب وسائل إعلام”القرارات بشأن مثل هذه الهجمات لا تُتخذ في كييف، ولكن في واشنطن”.
تهديد روسي
ودعا الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف إلى “تصفية” الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بالمقابل،
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة 5 أيار 2023، أن بلاده تعتزم الرد بخطوات ملموسة على الهجوم الذي استهدف مبنى الرئاسة “الكرملين” بطائرات مسيرة.
وصف لافروف الهجوم على الكرملين بأنه “دنيء وعدواني”، مبيناً أن “إرهابيي كييف لا يمكنهم فعل ذلك دون علم أسيادهم”، على حد قوله، وأكد أن موسكو سترد بخطوات ملموسة على هجوم الكرملين.نفي أوكراني وأمريكي
من جانبها، نفت الرئاسة الأوكرانية أي علاقة لكييف بالهجوم الذي أعلنت عنه موسكو.
وقال الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، إن بلاده لم تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو العاصمة الروسية موسكو، مؤكدا أن الجيش يقاتل فقط على الأراضي الأوكرانية.
و خلال مؤتمر صحفي للرئيس الأوكراني مع قادة دول شمال أوروبا في العاصمة الفنلندية هلنسكي، اعتبر زيلينيكسي إن “بوتين يحتاج إلى تحفيز شعبه، لأنه لم يحقق انتصارات”.
كما فسر مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك الاتهامات الروسية على أنها مؤشر للاستعداد لـ”استفزاز واسع النطاق من قبل روسيا خلال الأيام القادمة”، بحسب وسائل إعلام.
بدورها، نفت الولايات المتحدة الادعاءات الروسية بأن واشنطن دبرت هجوما مزعوما على الكرملين بغية اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.
ووصف جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، الأمر بأنه “ادعاء سخيف”.
وبحسب مراقبون فإن اغتيال بوتين ليس بالعملية السهلة التي يمكن تنفيذها عن طريق استهداف الكرملين بطائرات مسيرة خاصة فى ظل ما تمتلكه روسيا من إمكانيات تقنية وأجهزة تشويش لحماية زعيمها وقيصرها.
سيناريوهات العملية
ويري شريف سمير الكاتب والمحلل السياسي المصري أنه ليس من السهل التخلص من رجل شديد المراس كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال لوكالتنا “بوتين شخصية سياسية ذو كاريزما زعيم وعقل رجل مخابرات بامتياز، وهذا النوع من البشر يصعب اختراق حواجزه واصطياده برصاصة اغتيال أو قصفه بطائرة مسيرة”
وتابع ” حادث الكرملين يضع أمامنا عدة سيناريوهات تتخذ مسارات قد تحدد مستقبل الحرب علي أوكرانيا ومصيرها بحلول الصيف الملتهب”.
وبحسب الباحث المصري فإن “السيناريو الأول تتجه فيه أصابع الاتهام مباشرة إلي الخصم الأوكراني باعتباره المتضرر الرئيسي من الغزو علي مدار أكثر من عام ونصف، ويسعي الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلي الحصول علي دور البطولة في مشهد نهاية أحلام القيصر الروسي .. ورغم نفي كييف لهذا الاتهام، إلا أن الشبهات تحوم دائما حول نظام زيلينسكى إذا ما تعلق الأمر بأية محاولة للإطاحة ببوتين وتحرير القارة البيضاء بأسرها من قبضته العسكرية وامتلاكه مفاتيح الطاقة والغاز” !
ونوه إلي أن “السيناريو الثاني محوره العدو الأمريكي اللدود الذي هدد الدب الروسي مصالحه وأجهض مشروعاته السياسية والاقتصادية في أوروبا ، وقد تخطط المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” بالتنسيق مع وزارة الدفاع “البنتاجون” لإنهاء حياة لاعب الشطرنج القديم ببنادق عملاء وجواسيس أوروبا، لاسيما وأن بوتين العنيد لايتخلي عن توسعاته ويستهدف الاستيلاء علي كل دول الجوار لتعويض خسائر الماضي معتمدا علي قوة الحليف الصيني من ناحية، وانقسام الكتلة الغربية وتصدع الاتحاد الأوروبي من ناحية أخري .. ولاتتردد واشنطن في فعل أي شئ لوقف الزحف الروسي بخطوة “كش مات” .. حتي وإن اقتضي الأمر إصدار التعليمات بالقتل الصريح .. من وراء الستار!!
السيناريو الأقرب
ويرجح الباحث المصري “فكرة السيناريو الثالث في قصة محاولة اغتيال بوتين وهو استخدام القيصر الروسي ذكاؤه وخبث خلفيته الاستخباراتية في تأليف واقعة محاولة الاغتيال ورسم مشهد محبوك سياسيا حول ملابساتها لدعم مبرراته في استئناف الغزو الروسي لأوكرانيا وتصعيد طبول الحرب لاستكمال ما بدأه ..معتبرا إن “إتقان التمثيلية كفيل بتغذية النزعة الانتقامية داخل بوتين ليواصل العمليات العسكرية ويستعين علي نطاق واسع بأحدث الأسلحة والذخائر بدعم صيني لحسم المعركة الكبري”.
بوتين المستفيد الأكبر
وأكد سمير أن “الانشغال بهذه الاحتمالات والإجابة عما هو أقربها إلي الصواب قد يفيدنا فقط في معرفة من أطلق الرصاص علي بوتين ولكنه لن يثني الزعيم الروسي عن المضي قدما في مخططه الساعي لتمزيق القارة العجوز، لافتا إلي أنه بغض النظر عن الفاعل الحقيقي، فإن الحادث سيجعل الأيام القادمة تحمل تصعيد كبير فى الحرب الروسية الأوكرانية خاصة مع إصرار بوتين مواصلة الحرب وتحقيق أهدافه بغض النظر عن حجم الضحايا أو الخسائر .
وشدد الباحث المصري على أن بوتين هو المستفيد الأكبر من الحادث حيث سيسعي لتعزيز موقفه ونزعته العدوانية فى الحرب واستغلال الموقف أحسن استغلال.
الصين وصناعة السلام
واستبعد فكرة حدوث سلام بين روسيا وأوكرانيا فى القريب العاجل برعاية صينية خاصة بعد الحادث الأخير مشددا على أن فرص السلام ضعيفة جدا أمام أطماع وطموحات بوتين الذى لن يتورع عن استغلال حادث الكرملين فى مواجهة أى أصوات داخلية أو خارجية تطالب بوقف الحرب.
واعتبر الباحث المصري أن ما تبديه الصين من رغبة وما تقوم به من لقيادة عملية سلام بين موسكو وكييف مجرد موقف شكلي وغير جدي غرضه اثبات الوجود الصيني فى المشهد فقط، مشددا على أن الصين فى الأساس تدعم روسيا فى مواجهة المصالح الأمريكية والغربية.
كشفت تقارير صحفية عن مخطط كانت تنوي القوات الأوكرانية تنفيذه ضد مواقع انتشار القوات الروسية وقوات مجموعة “فاغنر” داخل الأراضي السورية.
ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست” فإن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية وضعت خططاً لشن هجمات سرية على القوات الروسية في سوريا بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك وفق ما ورد في وثيقة، قالت إنها مسرّبة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وهو ما نفاه ناطق بإسم قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر بوقف هذه الخطط في كانون الأول الماضي، لكن الوثيقة المسربة التي تستند إلى معلومات استخباراتية تم جمعها اعتباراً من 23 كانون الثاني، تحدد بالتفصيل كيف تقدمت هذه الخطط، وكيف يمكن أن تستمر إذا قررت أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية إعادة إحياءها.
وتوضح الوثيقة التي تحمل علامة ( HCS-P)، مما يشير إلى أن بعض المعلومات مستمدة من مصادر بشرية، بالتفصيل كيف يمكن لضباط “مديرية الاستخبارات الرئيسية”، وهي جهاز الاستخابرات العسكرية التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية، التخطيط لهجمات يمكن التملص من المسؤولية عنها، بشكل من شأنه تجنب توريط الحكومة الأوكرانية نفسها.
وتذكر الوثيقة أنه خلال التخطيط لهذه الهجمات في كانون الأول، فضّل ضباط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ضرب القوات الروسية باستخدام طائرات مسيرة، وبدء ضربات “صغيرة”، وقصر ضرباتهم فقط على قوات مجموعة “فاغنر”.
وزعمت الوثيقة أن الضباط الأوكرانيون بحثوا تدريب عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لضرب أهداف روسية وإجراء “أنشطة غير محددة”، مباشرة “جنباً إلى جنب مع هجمات الطائرات المسيرة”.
وكما زعمت الوثيقة المسربة بأنه أثناء التخطيط في الخريف الماضي، طلبت “قوات سوريا الديمقراطية” أنظمة دفاع جوي وتدريب عناصرها، وضمان أن دورها سيبقى سراً، مقابل دعم العمليات الأوكرانية، كما أن “قسد” رفضت شن ضربات على المواقع الروسية انطلاقاً من المناطق الكردية.أول تعليق لـ قوات سوريا الديمقراطية
وعلق فرهاد شامي، المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، قائلاً إن “الوثائق التي تتحدثون عنها فيما يتعلق بقواتنا ليست حقيقية. لم تكن قواتنا أبداً طرفاً في الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأخبرت “واشنطن بوست” وزارة الدفاع الأميركية أنها ستنشر هذه الوثيقة، ولم تتلق رداً للتعليق عليها، كما رفض الميجور جنرال كيريلو بودانوف، رئيس المديرية الرئيسية للاستخبارات في أوكرانيا التعليق على هذه الوثيقة.
ويات الحديث عن الوثيقة الأمريكية فى وقت تعاني فيه واشنطن من تحول بعض الدول العربية ناحية موسكو والصين، وتمدد قوات فاغنر الروسية فى إفريقيا وصناعة كونفيدرالية مناوئة للغرب كما وصفتها وسائل إعلام أمريكية.
تداعيات كثيرة أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل يوم المائة اليوم، آلاف القتلى والجرحى، ودمار هائل، وأزمة غذاء وطاقة عالمية غير مسبوقة.وبحسب تقارير صحفية فإن التطورات الميدانية على أرض أوكرانيا تسابق التداعيات السياسية عالمياً، وكل المؤشرات توحي إلى أن الحرب طويلة، ولا مؤشرات تؤكد أنها ستنتهي قريباً.
وبحسب اندبندنت عربية، فإنه، في اليوم الـ100 على بدء هذه الحرب، تضيق القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية في دونباس في وقت باتت موسكو تسيطر على “نحو 20 في المئة” من أراضيها بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
منطقة دونباس
وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويبدو أن تكتيك المحدلة الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجاً، يؤتي ثماره.
الرئيس الأوكراني: سننتصر
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة أن بلاده ستنتصر في مقطع فيديو نُشر على انستغرام، في اليوم المئة من الغزو الروسي.
وقال “النصر سيكون حليفنا”، في مقطع الفيديو من أمام مبنى الرئاسة في كييف، وإلى جانبه رئيس الحكومة دينيس شميغال وزعيم الأغلبية البرلمانية ديفيد أراخاميا ورئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك.
وأضاف “ممثلو الدولة هنا ويدافعون عن أوكرانيا منذ مئة يوم”.
بعض النجاح
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، الثالث من يونيو (حزيران)، إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في قتالها ضد الروس في مدينة سيفيرودونتسك، لكن الوضع العسكري العام في منطقة دونباس لم يتغير خلال الساعات الـ24 الماضية، وفي خطاب بالفيديو في وقت متأخر من الليل، شكر زيلينسكي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعهده بإرسال صواريخ، وقال إنه يتوقع أخباراً جيدة بشأن إمدادات الأسلحة من شركاء آخرين.
أضاف زيلينسكي أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014، وأضاف أمام النواب في لوكسمبورغ، “اليوم هناك نحو 20 في المئة من أراضينا تحت سيطرة المحتلين، (أي) نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس”، أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.
ماريوبول جديدة؟
وعلى سبيل المقارنة، كانت القوات الروسية تسيطر قبل الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) على “أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع” من البلاد، وفق زيلينسكي.
وبحسب كييف أيضاً، فإن القوات الأوكرانية تحصّنت خصوصاً في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية (جنوب شرقي البلاد)، التي دُمّر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل (نيسان)، واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بأنها تعتزم جعل سيفيرودونتسك “ماريوبول جديدة”.
100 جندي
وتخسر القوات الأوكرانية يومياً ما قد يصل إلى 100 جندي على ما أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع الموقع الإخباري الأميركي “نيوزماكس” نشرت الأربعاء، وقال الرئيس، “الوضع في الشرق صعب للغاية، نخسر 60 إلى 100 جندي يومياً في القتال بينما يصاب نحو 500”.
وفي جنوب البلاد، يقلق الأوكرانيون من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية، إذ إن موسكو تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتباراً من يوليو (تموز) لضمها.
وتتواصل المعارك والقصف خصوصاً في منطقة خيرسون التي سيطر الروس على جزء منها، وحيث يعاني السكان نقصاً في الأدوية ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وفق كييف.
منطقة لوغانسك
من جهته، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غوداي، صباح الجمعة، “اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك”، وأضاف، “على الرغم من كل تصريحات الروس” ما زالت “تحت العلم الأوكراني”، ولفت إلى أن القوات الروسية “تدمر منذ 100 يوم كل شيء يميز منطقة لوغانسك”، مشيراً إلى أن أكثر من 400 كيلومتر من “الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية” دُمرت، و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو 70 مدرسة و50 داراً للحضانة.
مرتزقة
وأكدت روسيا، في المقابل، أنها أوقفت تدفق “مرتزقة” أجانب يريدون القتال إلى جانب جيش كييف في أوكرانيا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن عدد المقاتلين الأجانب الموجودين في أوكرانيا “تراجع إلى النصف تقريباً”، من 6600 إلى 3500، و”يفضّل عدد كبير منهم مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت”.
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d9%8a-2000-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%85%d8%b1%d8%aa.html
الموانئ الأوكرانية
وتحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود ولا سيما مرفأ أوديسا (جنوب) المنفذ الرئيس لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني، من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسين لها في العالم، ويتعذر تصدير ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بسبب حصار روسي ما يزيد احتمال حصول أزمة غذائية عالمية.
حرب استنزاف طويلة المدى
في سياق المواقف، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن على الغرب الاستعداد لـ”حرب استنزاف طويلة المدى” في أوكرانيا، متحدثاً في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد مرة جديدة أن الحلف الأطلسي لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى “مسؤولية” الحلف عن تقديم الدعم لأوكرانيا.
في التحركات، توجه الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، الخميس، إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الجمعة، وفق ما أعلن مكتبه، موضحاً أن هذه الزيارة “تندرج في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا، وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها على الدول الأفريقية خصوصاً”.
وستكون إقامة “ممرات آمنة” لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا في الثامن من يونيو على ما أفادت أنقرة.
استفتاء وعقوبات
وفي تداعيات الحرب الأوكرانية، صوت الدنماركيون بغالبية كبيرة، الأربعاء، في استفتاء لانضمام بلدهم إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الدفاعية بعدما رفضوا ذلك لثلاثة عقود.
وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض سلسلة جديدة من العقوبات لدفع بوتين إلى وقف حربه على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً صديقه المقرب و”الممول” سيرغي بافلوفيتش رولدوغين، وشركة سمسرة في اليخوت العملاقة للأثرياء الروس.
ووافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الخميس، على حزمة عقوبات سادسة بحق موسكو تشمل حظراً نفطياً مع استثناءات، لكنهم تراجعوا عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على اللائحة السوداء، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%ac%d8%ab%d8%ab-%d9%81%d9%89-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d9%86%d8%aa%d8%b3%d8%ae-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d8%ad%d9%84%d8%a8-%d8%a7.html
استهدف قصف روسي، السبت، مصنعا عسكريا ينتج دبابات في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
و بحسب وكالة فرانس برس أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها استهدفت مصنعا للمعدات العسكرية في كييف غداة تحذير القوات الروسية من أنها ستكثف هجماتها على العاصمة الأوكرانية.
وينتشر عدد كبير من الجنود ورجال الشرطة في الموقع، حيث يمنعون الوصول إلى المجمع الذي يتصاعد منه الدخان.
وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إنه ليس لديه معلومات عن ضحايا، بحسب الوكالة.
وقالت الوزارة في بيان على “تلغرام” إن “صواريخ جو-أرض بعيدة المدى وعالية الدقة دمرت مباني إنتاجية لمصنع أسلحة في كييف”.
ودفع تدمير أوكرانيا للسفينة الحربية الروسية “موسكفا” قرب سواحل البحر الأسود، الخميس، موسكو إلى تهديد أوكرانيا بهجمات مكثفة، وادعت أنها دمرت بالفعل مصنعا للصواريخ المضادة للسفن قرب العاصمة كييف.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف: “هاجمنا بصواريخ كاليبر البحرية عالية الدقة وبعيدة المدى منشأة عسكرية في ضواحي كييف”.
وأضاف أنه “نتيجة للهجوم على مصنع Zhulyansky Vizar (…) تم تدمير ورش إنتاج وإصلاح أنظمة الصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى المضادة للطائرات، وكذلك الصواريخ المضادة للسفن”.
وأشار إلى أن “عدد وحجم الهجمات الصاروخية على الأهداف في كييف سيتم تكثيفها”.
https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af.html
كشف تقرير غربي عن هوية القائد الجديد للعمليات الروسية في أوكرانيا بعدما تم تعيينه من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة منه لتحقيق نصر قريب بالحرب المتعثرة، ليتبين أن له سوابق إجرامية وانتهاكات بحق المدنيين في سوريا، وأنه من أصدر الأمر بارتكاب مذبحة محطة القطارات في أوكرانيا يوم أمس الجمعة.
ونقل تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مسؤول غربي، لم تذكر اسمه، أن روسيا أعادت تنظيم قيادة الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى تولي جنرال يملك خبرة كبيرة في معارك سوريا قيادة العمليات.
وقالت “بي بي سي” إن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، يقود الحرب الآن.
وأشار المصدر لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن “الضرورة السياسية” للقيادة الروسية تسود على العسكرية. ووفقاً له، تريد موسكو أن تنجح بحلول 9 أيار/مايو المقبل في الحرب، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد بالنصر في الحرب الوطنية العظمى.
ووفقاً لبعض التقارير، يوجد لدى روسيا أقل بقليل من 100 مجموعة كتيبة تكتيكية متاحة لمواصلة الأعمال العدائية ضد المدنيين وستكون تحت إشراف الجنرال دفورنيكوف.
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html
وفي وقت سابق، ذكرت بي بي سي أن واحداً من كل خمسة من القتلى العسكريين الروس المؤكدين في أوكرانيا لديه رتبة ضابط، في حين لاحظ الخبراء والجنرالات الغربيون مراراً وتكراراً أن سبب “الخسائر الفادحة بين كبار الضباط والفشل أثناء الهجوم” هو عدم وجود قيادة موحدة، وهو ما دعا بوتين لتعيين الجنرال دفورنيكوف قائداً جديداً للعمليات في أوكرانيا.
قتل الآلاف في سوريا
وحسب موقع “هندستان نيوز هوب” فإن الجنرال دفورنيكوف قاد القوات الروسية في سوريا من أيلول 2015 حتى حزيران 2016، وخلال قيادته قام الطيران الروسي بأكثر من 9000 طلعة جوية، وقامت بقصف وترويع المدنيين في 400 منطقة، بما فيها مدينة تدمر والغوطة وأغلب مناطق سوريا.
ويُعرف دفورنيكوف بأنه أول ضابط رفيع المستوى ترسله روسيا إلى سوريا في عام 2015. بعد نجاحه في سوريا، حصل ألكسندر دفورنيكوف على جائزة “البطولة” في عام 2016 وتم تعيينه لاحقاً كقائد إقليمي للمنطقة الجنوبية في روسيا.
ويُعتقد أن الجنرال دفورنيكوف قد كلف من قبل بوتين بعد انسحاب روسيا من كييف والمدن المحيطة بها وتحول الحرب على دونباس. وتشير التقديرات إلى أن قائد الحرب سيكون دفورنيكوف في الأيام والتي ستشتد حول دونيتسك ولوهانسك.
وقالت السلطات الأوكرانية إن 52 شخصاً قتلوا و109 آخرين أصيبوا في هجوم صاروخي روسي استهدف محطة القطار في مدينة كراماتورسك شرق أوكرانيا، حيث كان آلاف الأشخاص ينتظرون إجلاءهم. ومن جانبها تنفي موسكو التورط في الهجوم.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم على كراماتورسك في إقليم دونيتسك بشرق البلاد بأنه هجوم متعمد على المدنيين. فيما قدر رئيس بلدية المدينة عدد من كانوا متجمعين هناك وقت الهجوم بنحو 4000 شخص.
وبالرغم من نفي مصادر غربية تنفيذ روسيا للهجوم، إلا أن صحيفة “حرييت” التركية ذكرت أن الأمر بالهجوم صدر عن دفورنيكوف.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%ac%d8%ab%d8%ab-%d9%81%d9%89-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d9%86%d8%aa%d8%b3%d8%ae-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d8%ad%d9%84%d8%a8-%d8%a7.html
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%88%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9.html
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن هناك تقارير عن قيام نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوضع مستشاريه قيد الإقامة الجبرية، مؤكدا إحباط محاولات موسكو لاستخدام الطاقة كسلاح.وقال بايدن في كلمة بشأن إجراءات إدارته للتحكم في أسعار الوقود “قررت إطلاق مليون برميل يوميا من الاحتياطي الاستراتيجي لمدة 6 أشهر”.
وأضاف بايدن أن خطته “تهدف إلى وقف الأذى الذي يسببه ارتفاع أسعار الطاقة للأسر الأميركية”، مبينا أن “الحرب الروسية على أوكرانيا ساهمت في زيادة أسعار الوقود”.
واتهم بايدن شركات النفط الأميركية بالاستمتاع بتحقيق أرباح قياسية بينما يدفع الأميركيون أسعار بنزين مرتفعة”، وقال إنه يتعين على الشركات استخدام الأموال لإنتاج المزيد من النفط أو إعادة تشغيل الآبار المعطلة بدلا من الدفع للمستثمرين.
وتابع الرئيس الأميركي أن “هذا ليس الوقت المناسب لتحقيق أرباح قياسية، لقد حان الوقت لإعلاء مصلحة بلدكم”.
وشدد أيضا أنه سيفعل كل شيء للتخلص من الحاجة للطاقة والمواد الأولية القادمة من روسيا والصين.
وذكر بايدن أن “هناك تقارير عن أن بوتين وضع بعض مستشاريه في الإقامة الجبرية، ولكن لا تأكيد لذلك”، مؤكدا العمل “على إحباط خطط بوتين في استخدام الطاقة كسلاح بيده”.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6-%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%af%d8%b1.html
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7.html
بقلم دكتور/ سامي عمار“ستظل أوكرانيا الدولة الوحيدة دون إسرائيل التي يشغل بها منصب رئيس الدولة والحكومة يهوديان!”
جملة ساطعة سَطر بها أندرو هيجينز مقالته في نيويورك تايمز عام 2019 إشارةً لفوز زيلينسكي بمنصب رئيس الدولة، الذي حظي بمسميات عدة مثل خادم الشعب أو أول يهودي يرأس البلاد.
وفي مقالة أخرى بعنوان عريض “القِرم لنا” بصحيفة “سفوبودنايا بريسا” عام 2018، أثار فيكتور سوكيركو جدلاً تاريخياً لعلاقة اليهود بأوكرانيا والقِرم تحديداً التي تحظي بقصة قديمة تتعلق بإقامة وطن قومي لليهود بها كبديل لدولة فلسطين، حينما لعب الزعيم السوفيتي ستالين دوراً لتفادي إقامة دولة إسرائيل في القِرم لتجنب غضب القوميات إذا كانت مرشحة بقوة أن تكون وطناً لهم، لكن دعمه للمستوطنات اليهودية بالمال والسلاح لتوطين اليهود بفلسطين كان أكبر ليسهل عملية قيام الدولة العبرية بها وإرضاء حلفاءه في الحرب ضد هتلر.
بالأمس القِرم واليوم أوكرانيا كاملة، ومع إضافة النازيون للخطاب الروسي بات الأمر محل جدل، ففي مقالته بوول ستريت جورنال في 2 مارس، قال ياروسلاف تروفيموف أن الرئيس الروسي يبرر حربه بأوكرانيا بقمع النازية مدعياً أن حكومتها تحت سيطرة مجموعة نازية برعاية أمريكية وهي تُعتبر إهانة لليهود وقاداتهم عالمياً وأيضاً لذكرى الهولوكوست على حد وصفه.
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%ae%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%aa%d8%b5%d9%84-%d9%84%d9%80-10-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1.html
ولا أحد ينسى أن زيلينسكي كان السبب المباشر في محاكمة عزل ترامب من الرئاسة الأمريكية بعد تسريب مكالمة هاتفية معه لفتح تحقيق فساد هانتر بايدن ابن الرئيس الحالي بايدن الذي يعمل لدى شركة طاقة بأوكرانيا، ويحتمل دعم بايدن لزيلينسكي في تدشين نزاع عسكري مع روسيا يأتي انتقاماً من الجمهوريين الذين حاولوا تشويه سمعة بايدن بالتآمر مع زيلينسكي علاوة على اتهام موسكو بالتلاعب بالانتخابات نفسها!
هل هي تصفية حسابات أم أن لليهود وجماعات الضغط بواشنطن دوراً ومصالح في إشعال تلك الحرب؟
ففي لقاء بثته قناة إسرائيل 24 مع جدعون غريف المؤرخ بمعهد “شيم عولام” ببرنامج “المدار الثاني.. النازيون الجٌدد في أوكرانيا عصب الجيش الوطني وذريعة بوتين لشن الحرب”، أكد غريف دمج حكومة كييف نازيون جدد عدة بمناصبها مما يشكل خطر وكابوس كبير لما تحمله النازية من أفكار مدمرة، بل ويلمح لوجود علاقة مع اليهود!
وإن كان البعض يسند تلك الحرب لرفض روسيا ضم أوكرانيا للناتو لوقوعها مباشرة على حدودها الجغرافية التي تسمح بوصول أي صاروخ أمريكي إلى موسكو في خمسة دقائق، لكن ذلك لا يمثل الحقيقة الدقيقة لأن الناتو بالفعل ضم جمهوريات البلطيق الثلاثة الملاصقة مباشرة لروسيا عام 2004 أي بعد أربع سنوات من وصول بوتين للرئاسة لكنه لم يشن حرباً عليهم كما يحدث اليوم بأوكرانيا رغم أن المسافة بينهم وبين موسكو تمثل ذات المسافة بين أوكرانيا وموسكو.
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7.html
لذا لابد من طرح تساؤل عن البعد الأيديولوجي للحرب على أوكرانيا التي تشكل جزء أصيل من تاريخ نشوء وتطور الأمة الروسية منذ فترة أمراء كييف بل كانت عاصمة روسيا لفترة قبل انتقالها لموسكو!
وإذا بحثنا بين صفحات الماضي، سنجد أن زيلينسكي أول رئيس يهودي لأوكرانيا بالفعل، لكن ليس أول يهودي يشغل منصب رفيع هناك، بل سبقه يوخيم زفياليسكي الذي شغل منصب رئيس وزراء بالفترة 1993-1994 مع تولي ليونيد كرافشوك رئاسة أوكرانيا المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ثم تلاه جرويسمان الذي شغل المنصب بالفترة 2016-2019 مع رئاسة بورشينكو.
والمثير للجدل أن عدد اليهود في أوكرانيا مُعلن لكن غير محدد فالبعض يقول انهم ما بين 120 ألف – 400 ألف نسمة والبعض قال انهم 200 ألف، فكيف نجح زيلينسكي الممثل الكوميدي بالانتخابات الرئاسية علماً بأن تاريخه يخلو من الخبرات السياسية كما أن أعماله الفنية لا تشكل رصيدا كبيراً!
ومع دعوات زيلينسكي للشعوب الغربية بإرسال مقاتلين متطوعين للقتال ضد روسيا مما يعكس وجود نقص بشري في أعداد جيشه وكذلك ترحيب بوتين بمقاتلين من الشرق الأوسط، تتجلى أمامنا صورة أفغانستان جديدة مع مد إرهابي جديد على أبواب أوروبا وموجات تهديد قد لا تنتهي.
بل يدفع هذا المشهد لاحتمال حدوث أكبر كابوس يراود الغرب برمته وهو (هجوم نووي إرهابي) خاصة مع وجود مواد مشعة ومفاعلات نووية مهمة بتكنولوجيا سوفيتية على الأراضي الأوكرانية التي شكلت السيطرة عليها هدفاً أساسياً للقوات الروسية وفق تصريح سيرجي لافروف عشية الهجوم على مفاعل تشيرنوبل وزاباروجيا.
ورغم تشكيك البعض في تصريحات بوتين بمواجهة النازيون الجُدد في الحرب الدائرة حيث يبرروا ذلك باعتياده وصف أعدائه بالنازية والفاشية كأداة لحملات الدعاية الروسية “بروباجندا”!
حرب مستعرة مستمرة، وعلاقة غامضة بين محاور الأزمة الثلاثة “اليهود والنازيون الجدد والقوميون”، فالنازيون والقوميون متقاربون حيث تجمعهم كراهيتهم لروسيا وإرثها القيصري، أما اليهود والنازيون لا يزالوا محل تساؤل كبير، هل يوجد تحالف غير مُعلن بينهم؟
اليوم تساؤلات وغداً إجابات.. وما خفي كان أعظم!
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7.html