في فجر يوم الأحد، شهد سجن صيدنايا العسكري، أحد أفظع السجون في سوريا، تحولاً تاريخياً. بعد سنوات من المعاناة والتعذيب، فتحت أبواب السجن لتطلق العنان لآلاف المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة خلف قضبانه. هذا الحدث الذي طال انتظاره يمثل انتصاراً للإرادة البشرية وعلامة فارقة في تاريخ الثورة السورية.
وقال المرصد «فتحت أبواب سجن صيدنايا… أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية طوال حقبة حكم النظام، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشديدة من شتى أشكال التعذيب الوحش»”. وأعلنت فصائل المعارضة عبر موقع تلغرام “نزفّ إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا”.
كشفت مصادر مطلعة بالمعارضة السورية عن الملامح الأولية والأفكار التي تنوي تنفيذها في إدارة سوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد .
وأكد المصدر في تصريحات خاصة لـ الشمس نيوز أن الاجتماعات متواصلة ومستمرة بين القيادات بالداخل والخارج من أجل وضع الترتيبات النهائية لاستلاك مفاصل البلاد والمؤسسات الحكومية.
وقال المصدر أن الإدارة العسكرية التي قادت عملية تحرير البلاد لن تتدخل في إدارة البلاد ولن يكون لها دور في المؤسسات المدينة، لافتا إلي أنه سيتم تشكيل إدارة مدنية تتكون من وجهاء كل محافظة تتولي الإشراف ومراقبة عمل المؤسسات القائمة.
وأشار إلي أنه لن يتم الإطاحة بالإدارات الحكومية القائمة حاليا بل سيتم مراقبة الأداء من جانب الإدارة المدنية التي يقودها وجهاء المحافظات وتقويم الخلل في الأداء ومراجعته مع المسؤولين عنه وحال عدم الاستجابة لملاحظات الإدارة المدنية وعلاج الخلل والقصور يتم اتخاذ إجراء ضد المسؤول عن هذا الخلل.
ولفت إلي أن الأمور قد تسير على ذلك المنوال لمدة شهرين أو ثلاثة ليتم بعدها تشكيل حكومة جديدة تتولي الدعوة لانتخابات.
التليفزيون السوري يعلن سقوط نظام الأسد
وأعلن التليفزيون السوري، اليوم الأحد، سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وانتصار «الثورة السورية العظيمة».
وبث التليفزيون السوري الرسمي صورة كتب عليها «انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم».
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، بث التليفزيون الرسمي السوري مقطعا مصورا للمعارضة السورية أعلنت فيه إسقاط نظام بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين من السجون.
هروب الأسد
وغادر الرئيس السوري بشار الأسد دمشق مع دخول قوات المعارضة إلى العاصمة، فيما أعلنت المعارضة السورية في بيان على شاشة التليفزيون الرسمي، اليوم الأحد، أنها «حررت» دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «رويترز» إن قيادة الجيش أبلغت ضباطها بأن حكم «الأسد» انتهى بعد هجوم خاطف شنه مقاتلو المعارضة.
أعلن التليفزيون السوري، اليوم الأحد، سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وانتصار «الثورة السورية العظيمة».
وبث التليفزيون السوري الرسمي صورة كتب عليها «انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم».
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، بث التليفزيون الرسمي السوري مقطعا مصورا للمعارضة السورية أعلنت فيه إسقاط نظام بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين من السجون.
قائد عمليات فتح دمشق يظهر على التليفزيون
في سياق متصل، دعا قائد ما يسمى «عمليات فتح دمشق» أنس الصلخدي، الموظفين والمسؤولين في المؤسسات الحكومية والخدمية إلى استئناف مهامهم لضمان استمرار العمل فيها، مؤكدا أن فصائل المعارضة المسلحة «يد واحدة مع الجميع»، وأنها «لن تتعامل مع الناس بطريقة آل الأسد».
وقال «الصلخدي» في أول ظهور عبر التليفزيون السوري الرسمي عقب سيطرة فصائل المعارضة عليه: «نوجه رسالة لجميع الطوائف السورية: سوريا للجميع بدون استثناء ولن نتعامل مع الناس بطريقة آل الأسد ونحن مع الجميع».
هروب الأسد
وغادر الرئيس السوري بشار الأسد دمشق مع دخول قوات المعارضة إلى العاصمة، فيما أعلنت المعارضة السورية في بيان على شاشة التليفزيون الرسمي، اليوم الأحد، أنها «حررت» دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «رويترز» إن قيادة الجيش أبلغت ضباطها بأن حكم «الأسد» انتهى بعد هجوم خاطف شنه مقاتلو المعارضة.
أكد التلفزيون الإيراني، الأحد، اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق، وذلك عقب إعلان فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على العاصمة السورية ومغادرة الرئيس بشار الأسد للبلاد.
وقال إن “السفارة الإيرانية في العاصمة السورية اقتحمت بعد سيطرة مسلحين على دمشق”.
العراق يخلى سفارته في دمشق
وفي السياق ذاته، أخلى العراق سفارته في سوريا ونقل موظفيها إلى لبنان، بعد ساعات سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) الخبر، الأحد، من دون أن تتطرق لأسباب الخطوة.
وكانت تقارير صحفية قد تحدث السبت، عن بدء إيران إجلاء عسكرييها وموظفي بعثتها الدبلوماسية وعائلاتهم، فضلا عن المدنيين الإيرانيين من سوريا.
وأفادت التقارير أن عملية الإجلاء تتم جزئيا عبر رحلات جوية إلى طهران، وكذلك على الطرق البرية إلى لبنان والعراق، وعبر ميناء اللاذقية السوري.
وأعلنت فصائل من المعارضة السورية، فجر الأحد، “تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد”، وذلك في بيان مقتضب على التلفزيون الرسمي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة “رويترز” أعلنا الأحد، أن الأسد “غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة”.
تضاربت الأنباء حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أفادت مصادر بأن الطائرة التي أقلّته تحطمت، وسط معلومات أخرى عن اختفائها.
وأفاد موقع لتتبع الطائرات بأن طائرة سورية يُشتبه في أنها تقلّ الأسد، غادرت مطار دمشق الدولي، قبل دخول المعارضة.
اختفت قرب حمص
ووفقًا لموقع «فلايت رادار- Flight radar» لتتبّع الطائرات، فإن«الطائرة حلقت باتجاه الشمال الغربي، ثم انعطفت قرب حمص واختفت».
بدوره، ذكر برنامج الاستخبارات مفتوحة المصدر «OSINT defender»، أن «شائعات تفيد بأن الطائرة IL-76 الّتي تقل الأسد، إما تحطمت أو قامت بهبوط اضطراري غرب حمص، بعد إقلاعها في وقت سابق من مطار دمشق الدولي»، موضحًا أن «الطّائرة هبطت على ارتفاع 1600 قدم، قبل أن تختفي من شاشات الرّادار».
سقوط طائرة الأسد
من جانبها، أفادت منصات إخبارية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، صباح الأحد، بسقوط الطائرة التي كانت تحمل الأسد.
ونقلت المصادر أن «هناك مؤشرات أولية لكنها غير مؤكدة على أن الطائرة التي تحمل بشار الأسد يبدو أنها تحطمت أو هبطت بشكل اضطراري في مكان مجهول».
اهتمت العديد من التقارير الصحفية بالبحث حول مصير بشار الأسد رئيس النظام السوري في ظل الانتصارات التي تحققها فصائل المعارضة السورية المسلحة على حساب قوات جيش النظام الذي ينسحب من المدينة تلو الأخري.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية نقلا عن مصدر، اليوم السبت، إن الرئيس السوري بشار الأسد ليس موجودا في العاصمة دمشق.
كما أكدت الشبكة بحسب المصدر أن «الحرس الرئاسي السوري لم يعد منتشرا في مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد ما يعزز التكهنات بمغادرته دمشق».
وقال المصدر إن «المعارضة لا تملك معلومات استخباراتية مؤكدة عن مكان وجود الأسد وتواصل بحثها عنه»، وذلك مع استمرار هجوم الفصائل المسلحة السورية.
الأسد بين طهران وموسكو
و أفادت صحيفة بيلد الألمانية بأن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد لجأت إلى روسيا.
بدورها، قالت وكالة “بلومبيرج” نقلا عن مصادر مطلعة، اليوم السبت، أنه من المحتمل أن يكون الأسد في العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت الوكالة إلي أن هناك محاولة أخيرة للرئيس السوري بشار الأسد للبقاء بالحكم عبر مبادرات غير مباشرة مع واشنطن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وكشفت المصادر، أن الأسد مستعد لاتفاق يتيح له التمسك بالمناطق الباقية تحت سيطرته أو ضمان خروجه الآمن، لافتين إلى أنه يقترح سن دستور جديد وإجراء محادثات مع المعارضة السياسية.
وذكرت المصادر أن بعض المليشيات العراقية المدعومة من طهران عادت إلى بلادها بعد تنازل النظام عن دير الزور.
ونقلت الوكالة عن سيرجي ماركوف، المستشار السياسي المقرب من الكرملين، إن الرئيس الأسد في خطر كبير.
موعد سقوط نظام بشار الأسد
وفي نفس السياق، أكد خمسة مسؤولين أمريكيين لشبكة «CNN» أن مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن، الذين يراقبون السرعة الملحوظة لتقدم المتمردين السوريين، يرون بشكل متزايد إمكانية سقوط نظام بشار الأسد في غضون أيام.
وحذّر المسؤولون من عدم وجود تقييم رسمي بشأن مصير الأسد، وأن وجهات النظر متباينة قائلين إن زواله ليس نتيجة محسومة.
وقال مسؤول أمريكي كبير: «الإجماع الناشئ هو أن هذا سيناريو معقول بشكل متزايد».
واتفق مسؤولان آخران على أن النظام قد يسقط بحلول نهاية الأسبوع.
وقال أحدهما: «ربما بحلول نهاية الأسبوع المقبل يكون نظام الأسد قد فقد أي مظهر من مظاهر السلطة».
وأضاف المسؤول: «الشيء الوحيد الذي قد يؤخر تقدم المتمردين هو انقلاب منظم جيدًا وإعادة التنظيم، لكن رجال الأسد قاموا بعمل جيد في خنق أي منافسين محتملين».
الرئاسة السورية تنفي هروب بشار الأسد
وفي وقت سابق من اليوم، أكد مكتب الرئاسة السورية اليوم السبت، أن الرئيس السوري بشار الأسد يواصل عمله من العاصمة دمشق.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة السورية: “نؤكد أن الرئيس السوري يواصل عمله وأداء مهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق”.
ونفى البيان الشائعات التي تم تداولها حول مغادرة الأسد لدمشق أو قيامه بزيارات قصيرة إلى دول أخرى.
كما رفض المسؤولون الإيرانيون التقارير التي تفيد بأن حليفهم الرئيس السوري بشار الأسد فر من البلاد، على الرغم من التقارير التي تفيد بأنه غير موجود في أي مكان في دمشق.
وقال يعقوب رضا زاده، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، السبت، وفقًا لقناة «Press TV»، «إن الأخبار التي تفيد بأن الأسد وعائلته غادروا سوريا غير صحيحة».
نشرت وكالة أنباء النظام السوري بيانا نفت فيه ما تردد بشأن مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق والتوجه لدولة أخرى بعد سيطرة الفصائل المعارضة على مدن سورية كبرى.
وقال النظام السوري في بيان نشره عبر وكالة سانا الرسمية، السبت، “تنشر بعض وسائل الإعلام الأجنبية شائعات وأخباراً كاذبة حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، أو زيارات خاطفة لدولة أو أخرى”.
وأضاف البيان “رئاسة الجمهورية العربية السورية تنفي كل تلك الشائعات وتنوه إلى غاياتها المفضوحة وتؤكد أنها ليست بجديدة، بل سبق أن اتبعت تلك الوسائل هذا النمط من محاولات التضليل والتأثير على الدولة والمجتمع السوري طيلة سنوات الحرب الماضية”.
وتابع “كما تؤكد رئاسة الجمهورية العربية السورية أن السيد الرئيس يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق. وتشدد على أن كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس الأسد تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري”.
يأتي ذلك وسط سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدن كبرى في البلاد واقترابها من دمشق بكيلومترات قليلة.
تطويق دمشق
وقالت فصائل المعارضة المسلحة في بيان رسمي، السبت، إنها بدأت تنفيذ المرحلة الأخيرة من “تطويق” العاصمة السورية دمشق، وجاء ذلك على لسان الناطق باسم “إدارة العمليات العسكرية”، حسن عبد الغني.
وفي منشور على تلغرام، قال عبد الغني: “قواتنا تتمكن من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، ويستمر الزحف نحو العاصمة”.
من جهته، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بـ”انسحاب قوات النظام من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين.”
وأضاف أن “القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية” في ريف دمشق والذي يبعد حوالى 25 كيلومترا عن العاصمة.
الدفاع السورية تنفي
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع السورية أن “لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق”.
وقال مصدر إعلامي من دمشق لموقع “الحرة” إن مقاتلي الفصائل دخلوا منطقة المعضمية الواقعة في ضواحي العاصمة السورية دمشق.
وأوضح أن دخول المقاتلين جاء من اتجاه الجنوب، وبعدما وسعت الفصائل سيطرتها انطلاقا من محافظة درعا وباتجاه مناطق الريف الجنوبي والغربي لدمشق.
ويأتي التقدم باتجاه دمشق بالتزامن مع مواجهات تخوضها الفصائل في محيط حمص، سعيا للسيطرة عليها، وهي الواقعة وسط البلاد.
وهذه المرة الأولى التي تخترق فيها فصائل المعارضة حدود العاصمة دمشق، منذ عام 2018.
وفي المقابل أعلنت وزارة دفاعه صباح السبت الانسحاب من محافظتي درعا والسويداء، واتخذت ذات الإجراء ظهر اليوم في محافظة القنيطرة.
كشفت تقارير عراقية عن دخول العشرات من جنود النظام السوري للأراضي العراقية عبر معبر القائم- ألبوكمال بعد فرارهم من المعارك الجارية في سوريا بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر من محافظة الأنبار غربي العراق إن الجنود ينتمون لقوات الحرس الجمهوري السوري وقد سلموا أنفسهم مع أسلحتهم ومعداتهم إلى القوات العراقية.
وقال مسؤول عراقي أمني بحسب وكالة فرانس برس إن “عدد الجنود السوريين الذين دخلوا العراق بلغ ألفين من عناصر بين ضابط وجندي”، لافتا إلى أن “دخولهم جاء بالاتفاق مع +قوات سوريا الديموقراطية+ (قسد) وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة” رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار مسؤول آخر إلى أن من بين هؤلاء “الفارّين من الجبهة جرحى نقلوا إلى مستشفى القائم لتلقي العلاج”.
وتداول ناشطون عراقيون مقاطع مصورة قالوا إنها تظهر لحظة دخول الجنود السوريون للأراضي العراقية.
هجوم فصائل المعارضة
وكانت هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية من قبل واشنطن وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 نوفمبر هجوما على القوات الحكومية انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة وصولا إلى حلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد.
وواصلت فصائل المعارضة تقدّمها لتسيطر بعد أيام على حماة (وسط)، واقتربت من حمص (وسط).
كذلك فقدت القوات الحكومية السورية، الجمعة، السيطرة على مدينة درعا، مهد حركة الاحتجاجات السورية الشعبية التي اندلعت في العام 2011 ضد حكم الرئيس بشار الأسد، في ضربة جديدة لها في خضم التطورات المتسارعة والمفاجئة المتواصلة منذ أسبوع.
أعلن حسن عبد العني الناطق باسم “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لفصائل المعارضة السورية المسلحة في بيان رسمي إنها بدأت تنفيذ المرحلة الأخيرة من “تطويق” العاصمة السورية دمشق.
وفي منشور على تلغرام، قال عبد الغني: “قواتنا تتمكن من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، ويستمر الزحف نحو العاصمة”.
جدل بشأن انسحاب النظام السوري
من جهته، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بـ”انسحاب قوات النظام من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين.”
وأضاف أن “القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية” في ريف دمشق والذي يبعد حوالى 25 كيلومترا عن العاصمة.
شدد وزير الدفاع السوري علي محمود عباس، اليوم الخميس، على أن ما حدث في مدينة حماة هو «إجراء تكتيكي مؤقت». وقال، في بيان مصور، إن القوات السورية ما زالت في محيط رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد.
وأوضح عباس بعد سيطرة الفصائل السورية المسلحة اليوم على مدينة حماة، أن «إعادة تموضع قواتنا خارج حماة كان لحماية المدنيين»، مضيفاً أن قوات الجيش «على أتم الجاهزية لأداء واجباتها».
وأشار وزير الدفاع السوري إلى أن قوات الجيش تخوض «معركة شرسة مستمرة»، تعمل فيها «على استخدام أساليب مناسبة للقتال من كر وفر».
ولفت إلى أن «هناك حملة تضليلية ضد القوات المسلحة لنشر الفوضى»، وأن الفصائل المسلحة «قد تنشر فيديوهات مفبركة لبيانات الجيش».
وشدد عباس قائلاً: «نحن في وضع ميداني جيد… وقادرون على تجاوز التحديات الميدانية مهما اشتدت». وأضاف «لن نتهاون في إعادة الأمن للمناطق التي سيطر الإرهابيون عليها».
السيطرة على حماة
سيطرت الفصائل السورية المسلحة، الخميس، على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب وإدلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.
وتعد حماة مدينة استراتيجية في عمق سوريا، وتربط حلب بدمشق.
وأقر الجيش السوري، في بيان، بخسارة المدينة، وتموضع قواته خارجها، أعلنت الفصائل المسلّحة السورية بعد دخولها المدينة الواقعة في وسط سوريا، أنها أخرجت مئات السجناء من السجن المركزي الذي اقتحمته أيضاً، وفق ما أكد أحد قادتها العسكريين.
وقال القيادي حسن عبد الغني، من إدارة عمليات الفصائل، على تطبيق «تلغرام»: «قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحرّرت مئات الأسرى المظلومين منه»
وقال الجيش السوري، في بيان: «على مدى الأيام الماضية، خاضت قواتنا المسلحة معارك ضارية لصدّ وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية التي شنّتها التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة من مختلف المحاور، وبأعداد ضخمة، مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكري، ومستعينة بالمجموعات الانغماسية».
وأضاف: «خلال الساعات الماضية، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم». وأشار إلى «الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة».
أول تعليق للجولاني بعد سقوط حماة
من جهته، قال زعيم «هيئة تحرير الشام » أبو محمّد الجولاني في مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق «تلغرام»، إنه «لا ثأر» بعد دخول الفصائل المسلحة إلى مدينة حماة.
وخاطب الجولاني أهالي المدينة بالقول: «أبشّركم بأن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول إلى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاماً». وأضاف: «أسال الله أن يكون فتحاً لا ثأر فيه».
عزل حمص
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن طائرات حربية شنت نحو 10 غارات استهدفت أطراف مدينة الرستن الشمالية في ريف حمص، وقرب الجسر الرئيسي الذي يصل حماة بحمص، بعد دخول مجموعات من المسلحين إلى كتيبة تقع عند أطراف مدينة الرستن وسحب آليات عسكرية وذخائر منها.
كذلك أفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية بأن طائرات حربية روسية قامت بتدمير جسر الرستن الذي يصل مدينة حماة بمدينة حمص لإيقاف تقدم الفصائل المسلحة.
ونزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية في مدينة حمص بوسط سوريا، بعيد إعلان الجيش السوري انسحابه من حماة. وأفاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بنزوح جماعي «مع توجه عشرات الآلاف إلى مناطق الساحل السوري، خشية تقدم الفصائل إليها». وتقع حمص على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب مدينة حماة.
أكثر من 280 ألف نازح
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في منشور على منصة «إكس»، اليوم الخميس، إن احتدام القتال في شمال غرب سوريا أدى إلى نزوح أكثر من 280 ألف شخص.
وفي سياقٍ متصل، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن الاتصالات انقطعت في مدينة حلب بشمال سوريا، الخميس، بسبب هجمات «إرهابية».
وبدأت «هيئة تحرير الشام» وفصائل مسلحة متحالفة معها، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، هجوماً مباغتاً ضد الجيش السوري في شمال سوريا، تمكنت بموجبه من التقدم سريعاً في مدينة حلب؛ ثاني أكبر مدن البلاد وريفها الغربي، وصولاً إلى شمال محافظة حماة (وسط) المجاورة.