مع استمرار التصعيد في غزة ،قصفت إسرائيل مناطق في شمال ووسط قطاع غزة بالدبابات والطائرات، الجمعة، مما أدى إلى مقتل 14 فلسطينيا على الأقل، حسب مسعفين.
وتقدمت الدبابات الإسرائيلية أكثر شمال غربي رفح قرب الحدود مع مصر، مع استمرار القتال مع حركة حماس في القطاع المدمر، حتى مع احتدام الصراع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على حدود البلدين.
وذكر مسؤولون في قطاع الصحة في غزة أن قصف الدبابات الإسرائيلية أسفر عن مقتل 8 وإصابة آخرين في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، كما قتل 6 آخرون في غارة جوية على منزل بمدينة غزة.
معركة رفح
وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات منذ مايو، توغلت الدبابات في المنطقة الشمالية الغربية بدعم من الطائرات، بحسب السكان.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات في المناطق الشرقية من المدينة، حيث فجرت القوات الإسرائيلية عدة منازل.
وقالت حماس في بيان إن جناحها العسكري “يخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة شرق حي التنور بمدينة رفح”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في رفح قتلت في الأسابيع الماضية مئات المسلحين الفلسطينيين، ووجدت أنفاقا ومتفجرات ودمرت بنى تحتية عسكرية.
وكان مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على الشريط الحدودي الجنوبي بين رفح ومصر محور اهتمام جهود دولية، لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وحاولت الولايات المتحدة والوسيطان قطر ومصر لأشهر التوصل لهدنة، لكن الجهود فشلت في التقريب بين إسرائيل وحماس للتوصل لاتفاق نهائي.
وهناك عقبتان رئيسيتان، هما مطلب إسرائيل بإبقاء قواتها في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، والتفاصيل الخاصة بتبادل الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.
أكدت تقارير إسرائيلية رغبة تل أبيب في الدخول فى هدنة جديدة مع حركة حماس بوساطة أجنبية من أجل استعادة بقية أسراها.ونقلت وسائل إعلام مساء اليوم الثلاثاء عن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، قوله إن إسرائيل مستعدة للدخول في هدنة أخرى بوساطة أجنبية في غزة من أجل استعادة المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، وتمكين وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وبحسب بيان رسمي لمكتبه، قال هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه شرفياً إلى حد كبير، أمام حشد من السفراء: “إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى والمزيد من المساعدات الإنسانية من أجل تمكين إطلاق سراح الرهائن”.
كما زعم أن “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق (زعيم حماس يحيى) السنوار وقيادات حماس (الآخرين)”.
حماس تعلق على طلب إسرائيل
من جانبها، أعلنت حركة حماس رفضها أى مفاوضات دون وقف العدوان, وأكد باسم نعيم القيادي الكبير في حركة حماس أن الحركة ترفض إجراء مفاوضات بشأن تبادل المحتجزين خلال الحرب الإسرائيلية، لكنها منفتحة على أي مبادرة لإنهائها.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكد القيادي الحمساوي في بيان له أنه “لا تفاوض حول الأسرى قبل وقف العدوان، ومنفتحون أمام أي مبادرة تخفف العبء عن شعبنا”.
كما اعتبر باسم نعيم أن “النظام الإسرائيلي الفاشي فشل في تحقيق كل أهدافه، ونحن لن نتخلى عن أرضنا”، مشدداً على أن “الإدارة الأمريكية متواطئة في الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا”.
وكانت “حماس” قد أكدت، يوم الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول، في تصريحات لنائب رئيسها في قطاع غزة خليل الحية، أنه “لا حديث عن صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل قبل انسحاب الأخيرة من قطاع غزة، ووقف شامل لإطلاق النار”.
في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، قال الحية: “نريد وقف إطلاق نار شاملاً، وانسحاب كل قوات الاحتلال (الإسرائيلي) من غزة، ثم نتحدث عن ملف الأسرى، كما أننا نريد وحدة لشعبنا في غزة والضفة”.
لقاء ثلاثي في وارسو
تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد، من إعلان وسائل إعلام عبرية، عن اجتماع أمريكي إسرائيلي قطري في العاصمة البولندية وارسو، لبحث “الخطوط العريضة” لصفقة تبادل أسرى جديدة بين تل أبيب وحركة “حماس” الفلسطينية.
القناة “12” الإسرائيلية، قالت الإثنين، إن “رئيس الموساد ديفيد برنياع، يجتمع مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، في إحدى العواصم الأوروبية في هذا الوقت”.
كما أضافت: “تشير التقديرات إلى أن الثلاثة يناقشون الخطوط العريضة الجديدة التي من شأنها أن تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات، من أجل إطلاق سراح رهائن إضافيين”.
القناة الإسرائيلية أوضحت أنه “وبحسب تقارير، فقد تم تداول أفكار بين الوسطاء وحماس في الأيام الأخيرة”، دون ذكر تفاصيل أكثر بشأن فحوى تلك الأفكار، كما تقول إن هناك 129 أسيراً إسرائيلياً في غزة.
وتطالب “حماس” بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الأسرى الإسرائيليين في غزة.
طوفان الأقصي
يشار إلى أنه رداً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوم “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت “حماس” نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت 18 ألفاً و800 شهيد و51 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصائية نشرت الجمعة الماضي، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”،اليوم الأحد أنها استهدفت 180 آلية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام العشرة الأخيرة، مؤكدة أنها نفذت العديد من العمليات النوعية ضد قواتها. وفي كلمة مسجلة أعلن “أبو عبيدة”.الناطق بإسم كتائب الشهيد عزالدين القسام إن عناصر المقاومة تمكنت “من التصدي لقوات العدو المتمركزة في محاور ما قبل الهدنة أو بعدها خلال الأيام العشرة الماضية من العدوان”مشدداً على أن عمليات المقاومة “نجحت في إيقاع عدد كبير من القتلى بين صفوف العدو، وعاد معظم مجاهدونا بسلام”.
كما أوضح بهذا الخصوص قائلاً: “نفذنا عدة عمليات نوعية ضد القوات الغازية تنوعت بين نصب الكمائن ومواجهتها بالأسلحة الرشاشة والعبوات المضادة للأفراد”.
“لا يتجرع سوى الخيبة”
أبو عبيدة، كشف أيضاً أن “العدو فشل في شمال القطاع وجنوبه وسيفشل أكثر كلما استمر عدوانه وانتقل إلى مناطق أخرى في القطاع”
كذلك، أوضح أن “العدو الصهيوني النازي يواصل عدوانه الهمجي ضد شعبنا، مستهدفاً الانتقام الأعمى من المدنيين، وخاصة النساء والأطفال”.
ثم زاد موضحاً أن “ما يحققه العدوان هو التدمير والقتل العشوائي ولا يتجرع سوى الخيبة، وسيفشل أكثر كلما استمر عدوانه، وكلما استمرت حربه كثرت هزائمه وخسائره، وسيتواصل تكبيده من الخسائر في كل يوم من العدوان”.
وسلط أبوعبيدة الضوء في كلمته على عجز إسرائيل عن الوفاء بوعودها “الكاذبة” بعد أن عجزت عن تحرير “ولو واحد من أسراها في القطاع”.
إذ صرح أبوعبيدة بهذا الخصوص قائلاً: “إننا نقول لجمهور العدو ولكل من يهمه الأمر في العالم، لا نتنياهو ولا العجوز غالانت يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون صفقة تبادل مع القسام”.
ثم أردف: “لقد أثبتت هذه المعركة وغيرها من المعارك هذه الحقيقة”.
بخصوص المقاومة، قال أبوعبيدة “إن تكرار العدو كلام القضاء على المقاومة في غزة هو للاستهلاك المحلي واسترضاء لنزوات اليمين المتطرف المتعطش للدماء”.
قبل أن يتساءل: “هل استطاع أن يقضي عليها في الضفة والقدس التي تتسع فيها المساعدة والدعم للمقاومة”.
وبعث أبو عبيدة رسائل طمأنة لأنصار المقاومة وقال: “مجاهدونا بخير وصفوفهم قوية ومتماسكة، ولا يزال الكثير منهم ينتظرون دورهم في القتال”.
قتلى الاحتلال
قبل ساعات قليلة من كلمة أبو عبيدة، أعلنت القسام، أن مقاتليها أجهزوا على 10 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في منطقة الفالوجا شمالي قطاع غزة، بينما كذّبت “حماس” مشاهد زعمت إسرائيل أنها لاستسلام عناصر من مقاتلي كتائب القسام.
إذ تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للتوغل العسكري البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة بقوات الاحتلال، خاصة في شمال القطاع الذي يشهد قتالاً عنيفاً منذ أيام، واعترف الاحتلال بمقتل المئات من جنوده منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حسب ما أوردته كتائب القسام على قناتها في “تليغرام”، فإن المجاهدين استهدفوا آليتين صهيونيتين بقذائف “الياسين 105” في جباليا شمالي قطاع غزة، وتمكنت عناصر كتائب القسام من الإجهاز على قناص صهيوني في منطقة الفالوجا شمالي قطاع غزة.
كما أعلنت كتائب القسام، صباح الأحد، استهداف دبابة ميركافا صهيونية في تل الزعتر شمالي قطاع غزة بقذيفة “الياسين 105″، واستهداف قوة خاصة راجلة بعبوة أفراد “رعدية” في جباليا، واستهداف قوة خاصة كانت متحصنة داخل مبنى بقذيفة أفراد غربي مخيم جباليا.
حقيقة استسلام عناصر كتائب القسام
من جهة أخرى، قالت حماس إنَّ عرض الاحتلال صوراً ومشاهد لمواطنين مدنيين عُزَّل في غزة، بعد احتجازهم ووضعه أسلحة بجانبهم، “ما هو إلا فصل من فصول مسرحية مكشوفة وسخيفة، دأب الاحتلال على فبركتها من أجل صناعة نصر مزعوم على رجال المقاومة”.
كما أضافت حركة المقاومة الإسلامية، في بيان لها الأحد، أن رجال المقاومة “يخرجون للعدو من حيث لا يحتسب ويُثخنون في جنوده وضباطه كل يوم، ويتصدون لتوغلاته في كل محاور القتال”.
حماس قالت في البيان أيضاً: “رجال المقاومة يواصلون قصف مستوطنات العدو، ولا يعرفون الاستسلام أو الانكسار، وشعارهم الدائم: وإنه لَجهادٌ.. نصرٌ أو
فيما اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول، بمقتل 5 جنود وضباط وإصابة 12 آخرين بجروح خطيرة في معارك غزة، ليرتفع إجمالي قتلاه في القطاع إلى 102 قتيل منذ بداية التوغل البري، و425 منذ عملية طوفان الأقصى.
بحسب بيان للجيش، فإن “5 جنود وضباط قتلوا في معارك بقطاع غزة، 4 منهم جنوبي القطاع”، مشيراً إلى إصابة 12 ضابطاً وجندياً بجروح خطيرة في المعارك”.
البيان الإسرائيلي أضاف أن “من ضمن قتلى اليوم ابن شقيقة رئيس الأركان السابق وعضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت، بعد مقتل نجله قبل يومين”.
كشف مسؤول طبي فلسطيني عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي للقنابل الحارقة في هجومه على قطاع غزة.ونقلت وسائل إعلام اليوم السبت عن منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة، قوله إن “الاحتلال الإسرائيلي قصف مراكز إيواء في شمالي غزة بقنابل دخانية وحارقة، تسببت بحالات اختناق وحروق غير مسبوقة”.
وبحسب وكالة الأناضول، أضاف المسؤول الصحفي في غزة، أن “الاحتلال يرتكب مجازر في شمال غزة. أوقع العديد من القتلى والجرحى”.
وطالب البرش “جميع الشركاء بالعمل الصحي لإقامة نقاط طبية وعيادات متنقلة”مشيرا إلي أن “الاحتلال قصف مراكز إيواء في شمالي غزة بقنابل دخانية وحارقة، أثرت في الناس، وتسببت لهم بحالات اختناق وحروق غير مسبوقة”.
وتابع: “عالجنا الليلة الماضية أكثر من 100 حالة اختناق وحرق”، لافتاً إلى أن “هذه الإصابات (الناجمة عن القنابل الحارقة) لم تمر علينا بالسابق ولم نرَ مثلها”.
فيما أشار البرش إلى “ارتفاع معدل الأمراض المعدية والمنقولة”، مبيناً أن “هناك زيادات كبيرة في حالات مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والجلدية، وهناك تفشٍّ بالتهابات الكبد”، مضيفاً أن “مرضى الثلاسيميا والأمراض التخصصية المختلفة لا يجدون علاجاً لها، كذلك الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة، في ظل محاصرة الاحتلال مستودعات الأدوية ومنعه الدخول إليها وإحضار التطعيمات والأدوية اللازمة”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفاً و487 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
فشل مجلس الأمن
يأتي هذا بعد أن أخفق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو)، حيث أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي معارضتها وقفاً فورياً لإطلاق النار بقطاع غزة.
في الوقت نفسه قال مسؤولان أمريكيان، أحدهما حالي والآخر سابق، إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا الإسرائيلية؛ لاستخدامها في قتال حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
كان مجلس الأمن، وتحت ضغط من الأمين العام للأمم المتحدة، قد انعقد للبت في دعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية” بغزة، في حين وصل وفد “قمة الرياض” إلى واشنطن لاستكمال جولته الداعية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من شهرين على القطاع.
ووجّه أنطونيو غوتيريش رسالةً إلى مجلس الأمن، استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود، وهو ما أثار حفيظة إسرائيل.
وكتب في رسالته أنه “مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدٍّ أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام؛ بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل من المستحيل (تقديم) مساعدة إنسانية، حتى لو كانت محدودة”.
بقلم/ د.دانييلا القرعان
بلغة بسيطة، بعيداً عن الإنشاء والبلاغة، تلتقي القيادة الرسمية مع الإرادة الشعبية في الأردن، فالأردن قيادة وحكومة وشعباً وقفا ويقفا دائماً مع الحق العربي أينما كان، ويتجلى ذلك في جميع القضايا التي تهدد وجود الأمة العربية والتي على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي المتمثل بالقضية الفلسطينية، ويعتبر الأردن من أكثر الدول تأثراً بهذه القضية بسبب وحدة الجغرافيا والتاريخ والمصير، إضافة لمسؤولياته المناطة بالرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هذا الموقف الموحد للقيادة والحكومة والشعب عبرت عنه رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في كافة المحافل الدولية والإقليمية ودعمها ونصرها الشعب الأردني بكل توجهاته وأطيافه وخاصة منذ اليوم الأول للحرب الأخيرة على غزة، والتي صادفت في 7 من أكتوبر لعام 2023 والتي تتمثل بضرورة وقف الحرب أولاً والكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تصنف على أنها “جرائم حرب”.
وقد لفت رئيس الوزراء الأردني دولة بشر الخصاونة في تصريح له أمام مجلس النواب من فترة قريبة الى هذا التوجه حيث قال أنه لا توجد خطوط فاصلة بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي في الأردن فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بسيادة غير منقوصة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، فالحل السياسي الذي يتمسك به الأردن على الدوام هو حل الدولتين، والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الرسمي والوحيد عن الشعب الفلسطيني.
الموقف الأردني
وبالتالي، فإن الموقف الأردني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في معركة طوفان الأقصى يتجلى بأنه الأكثر اتزاناً، فالدعوة إلى وقف التصعيد تعد خطاباً مقبولاً لدى الشارع الأردني كما هو لدى المجتمع الدولي على حد سواء، وقد أكد الشارع الأردني بعفويته الصادقة على أهمية بناء حالة وطنية مشتركة في توحيد الموقف الوطني من دعم المقاومة الفلسطينية من قبل كافة الأحزاب والنقابات والعشائر الأردنية، وقد قدمت الحكومة الأردنية دعمها اللامتناهي تجاه أهل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الى أبعد الحدود، والذي يتمثل بوجود مستشفى عسكري ميداني أردني في غزة، ويعد أول مستشفى عربي يتم إنشائه بتوجيهات ملكية سامية منذ العدوان الأول الواسع على قطاع غزة والذي بدأ في السبع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 واستمر 23 يوما حتى الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) من عام 2009، وبعد انتهاء العدوان بنحو 10 أيام، بدأ المستشفى عمله في غزة كأول مستشفى عربي في القطاع. وتشرف الحكومة الأردنية أيضا على جمع التبرعات وترسل المساعدات عبر هيئة إغاثة ملكية بمستوى رفيع ذات موثوقية من خلال الشقيقة مصر لإدخالها عبر معبر رفح.
كما تقوم على الصعيد السياسي بحشد الطاقات والجهود بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء للعمل على وقف إطلاق النار وترتيب ممرات إنسانية لعبور المساعدات وخروج الجرحى للعلاج، وهذا الأمر جعل المواطن الأردني يشعر بارتياح كبير فيما يتعلق بموقف دولته الثابت تجاه القضية الفلسطينية التي لا تتوانى بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية، ونؤكد هنا على أن حالة الانسجام بين الموقف الرسمي والشعبي منحت صناع القرار وهي مؤسسة العرش كذلك ارتياحاً أكبر ومساحة أوسع كي تنشط بالعمل السياسي، وبالوقت نفسه، منحت القاعدة الشعبية الحرية المطلقة في التعبير عن الرأي المتمثل السماح في تنظيم المسيرات والمظاهرات والوقفات اليومية في الساحات العامة وأمام السفارات والممثليات الدولية سواء في العاصمة الأردنية أو باقي المحافظات الأخرى.
تحركات دبلوماسية
كما أتت مشاركة الأردن في مؤتمر القاهرة للسلام، ومؤتمر القمة العربية الإسلامية المنعقدتين في الرياض في الحادي عشر من نوفمبر لترسخ هذا التلاحم بين القيادة والشعب، وقد أجمع الجميع على أن كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وضعت الأصبع على الجرح حيث أشار جلالته الى جهود الأردن في وقف العدوان وفي دعم الأهل، ولعل جزئية المهام التي يقوم بها المستشفى الميداني العسكري العامل في غزة وإصرار الأردن باستمراره في تقديم خدمات الرعاية الصحية للأهل وتوصيل المساعدات واللوازم الطبية والاحتياجات بشتى الطرق بما فيها طريقة الإنزال المظلي عبر طائرات سلاح الجو الملكي الأردني لخير دليل على هذه الجهود التي تتم على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات والخطابات، ولعل اخر الجهود الميدانية تبرع جلالة الملك من فترة أيام فقط بحاضنات للأطفال لبعض مستشفيات غزة حيث ينم هذا على شعور القيادة الأردنية بخطورة الوضع الصحي لأطفال غزة على وجه التحديد.
مجددا يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أن ما يتفوه به هو بلسان أردني هاشمي عروبي، ويكرر جلالته بكل صلابة أن الأردن كان وسيبقى الداعم الأول والناصر للقضية الفلسطينية، وهو صمام الأمان لتأسيس دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن الحل السياسي دائما هو ما يفضي الى نتيجة. بحث وقف الحرب على غزة، والأحداث الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الممرات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، وحفظ الأرواح، وفشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في مواجهة خرق القانون الدولي وازدواجية المعايير، سببا لانعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، ومؤتمر القاهرة للسلام والتي يشارك فيها قادة الدول وزعمائها. جلالة الملك يبهرنا دائما في خطاباته التي يلقيها في كل المحافل الدولية والإقليمية أنها تأتي بالصميم، لكن خطابة اليوم أمام زعماء الدول العربية والإسلامية في كل المحافل الدولية والاقليمية كان ذات طابع خاص ويتماز بأهمية عباراته المبطنة التي تحمل في ثناياها الكثير من الكلام والرسائل.
تصريحات ملكية
“منطقتنا العربية قد تصل الى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطال نتائجه للعالم كله، إذا لم يتم وقف الحرب البشعة الدائرة الآن في قطاع غزة تحديدا”، بهذه العبارة التي تحمل في كل كلمة منها الكثير من الألفاظ والرسائل يفتتح جلالة الملك حديثه في كل مكان، ويركز الى أن العالم أجمع قد يصل الى صدام كبير لا ينتهي إذا لم يكن هناك مساعي حقيقية لوقف صنبور الدم في قطاع غزة.
سبعة عقود والشعب الفلسطيني يعيش مأساة حقيقية لا تتوقف، قتل وتهجير واستيلاء ومجازر جماعية وجدران العزل وهدم للبنية التحتية، وطمس للهوية الفلسطينية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى الحقوق المشروعة، وسياسية التهجير لسكان الضفة الغربية وقطع غزة، كل ذلك وما يحدث الآن ليس وليد اللحظة أو بمحض الصدفة وإنما هو امتداد لسبعة عقود عاشها الشعب الفلسطيني يوما بيوم بكوارث إنسانية ووحشية غالبية ضحاياها المدنيون الأبرياء. هذا الحديث كان امتدادا لأمر في غاية الأهمية والخطورة عندما تحدث جلالة الملك عن ” عقلية القلعة ” ويقصد بها جلالته العقلية الإسرائيلية التي تريد تحويل غزة الى مكان غير قابل للحياة، وهذه العقلية ” عقلية القلعة” هي امتداد لسبعة عقود مارس فيها الاحتلال الإسرائيلي بهذه العقلية الوحشية أبشع الجرائم والتي ترتقي الى جرائم حرب، ويريد بهذه العقلية التي يتبناها ويفكر بها الاحتلال الإسرائيلي الى تحويل غزة وهو الهدف المحدد له الآن الى جحيم لا يطاق، من حيث استهداف المساجد والكنائس والمستشفيات، وقتل الأبرياء المدنيين والأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة، وحتى الأطفال والشيوخ والنساء.
” عقلية القلعة” كما اسماها جلالة الملك عقلية لا تريد السلام ولا وقف نزيف الدماء، وهذه العقلية التي مارس من خلالها الاحتلال كل ما يتجاوز ويخالف القانون الدولي الإنساني والمنظمات الدولية وحقوق الانسان والتي ترتقي الى جرائم حرب يجب ان يحاسب عليها.
جلالته في كل خطاباته التي تكون أساسها القضية الفلسطينية يتحدث عن حل الدولتين وهو السبيل الأمثل لإحلال السلام، ودائما يوجه جلالته تساءل مهما لكال العالم تزامنا مع حرب 7 أكتوبر على قطاع غزة، هل كان على العالم أن ينتظر هذه المأساة الإنسانية المؤلمة والدمار الرهيب حتى يدرك أن السلام العادل الذي يمنح الاشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة من عقود؟ بهذا التساؤل لخص جلالته أهم المرتكزات التي يجب الاهتمام بها للوصول الى حل عادل وشامل لكلا الطرفين وهو حل الدولتين، غير ذلك ستبقى الأمور وتزيد تصعيدا دمويا أكثر من الآن.
جلالة الملك المعظم لم يتوانى للحظة عن اتهام المجتمع الدولي بالتقصير والفشل في انصاف الشعب الفلسطيني ونيله لحقوقه المشروعة، وفشلهم في ضمان حقوق الفلسطينيين في الكرامة وتقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكأن جلالته يلقي اللوم والتقصير على كل الزعماء والقادة الذين يقودان المجتمع الدولي في تحديد مصير الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع إبادة جماعية على مر التاريخ. جلالته يؤكد أنه لا يمكن السكوت على ما يواجه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة وتمنع وصول العلاج، بل أكد جلالته أيضا أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، وشدد على انه لا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة، فهذا السلوك هو جريمة حرب يجب ان يدينها كل العالم، وتحدث جلالته عن الدور الأردني في ارسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.
لقد كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة انتصارا للقيم الإنسانية، وانحيازا للحق في الحياة والسلام، وإجماعا عالميا برفض الحرب، وهو قرار جاء بجهد عربي مشترك، وهذا القرار يجب أن يكون خطوة أولى لنعمل معا لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولا وفورا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف، وإلا فإن البديل هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي، وتحدث جلالته على أن قيم الإسلام والمسيحية واليهودية وقيمنا الإنسانية المشتركة لا تقبل قتل المدنيين أو الوحشية التي تمثلت أمام العالم خلال الأسابيع الماضية من قتل ودمار. ولا يمكن أن نقبل أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان. ونقول للعالم كله، ولكل مؤمن بالسلام وبكرامة البشر مهما كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم، إن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها.
حماس والأنظمة العربية
سأتحدث هنا في نقطة مهمة، للأسف بعض الأنظمة العربية تقدم خلافها مع “حماس” على موقفها من الحرب على قطاع غزة، وهذا خطأ استراتيجي؛ لأن القاعدة تقول أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً أولاً ثم لاحقاً أعمل جاهدا على حل خلافك مع حماس “إن وجد” ضمن البيت الواحد. لذلك إذا كنا اليوم تتفق أو تختلف مع حماس فهذه هي السياسة، لكن عليك اليوم أن تقدم مصلحة الأمة على مصلحتك الداخلية وأن ترتقي بخلافاتك مع الأخرين بحسب الأوليات. أغلبية الشعوب العربية اليوم يهمها أمر المقاومة بغض النظر عن مصدرها، فهي تقف مع حماس حين تقاوم العدو الصهيوني، ولا تقف معها حين تختلف مع فصيل آخر يشبهها، وتقف مع حزب الله حين يقاوم العدو الصهيوني في الجنوب، ولا تقف معه إذا تدخل في حرب جانبية أخرى، وهكذا. الحل الآن تكاتف الجهود لوقف الحرب على غزة حالاً وإنقاذ الابرياء، أما باقي الأمور يمكن أن تحل لاحقاً بروية ضمن اللعبة السياسية.
باختصار، إن معركة طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية من جديد، وجعلتها تحتل الصدارة مرة أخرى لدى المجتمع الدولي، وبغض النظر عن الخلافات العربية العربية، أو العربية الإسرائيلية، فهي أعطت زخماً عربياً جديداً لإحياء مبادرة السلام العربية وجهود القيادة الهاشمية في إقامة السلام الدائم والعادل في منطقة الشرق الأوسط.
أكدت المملكة الأردنية نجاحها في توصيل مساعدات طبية إلى المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة وذلك في وقت تعاني فيه جميع مستشفيات القطاع بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، بالتزامن مع سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.وعبر حسابه على منصة إكس، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليل الأحد/الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جواً، إلى المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
وقال العاهل الأردني: “بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة، في منتصف هذه الليلة، من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جواً للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة”.
أضاف الملك أن “هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة”، وتابع: “سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين”.
من جانبه، صرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، “أنه وبتوجيهات ملكية سامية، قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي هذا اليوم بإنزال مساعدات طبية عاجلة في ساعات الليل بواسطة مظلات، للمستشفى الميداني الأردني غزة/76، والذي أوشكت إمداداته على النفاد نظراً لتأخر إيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح”، بحسب بيان الجيش على الموقع الرسمي.
أضاف المصدر نفسه: “تؤكد القوات المسلحة أن المستشفى مستمر في عمله رغم ما يعانيه من نقص حاد في الإمدادات، ويقوم بدوره الإنساني للتخفيف من معاناة الأهل في القطاع”.
كان الملك عبد الله الثاني قد وجّه في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بإبقاء المستشفى الميداني في قطاع غزة، رغم خروجه عن الخدمة وتعرضه لأضرار، من جراء القصف الإسرائيلي.
تأسس المستشفى الميداني في غزة عام 2009، ويتبع للجيش الأردني، ويستقبل من 1000 إلى 1200 مريض يومياً، ويُدار المستشفى من خلال طواقم طبية وفنية وإدارية تبدل كل 3 أشهر بطاقم جديد، كما يزود المستشفى مع بداية كل مهمة بالمستلزمات الطبية والعلاجية لإدامة عمله، كونه يقدم خدماته بشكل مجاني.
وأعلن الأردن، الأسبوع الماضي، أنه استدعى سفيره لدى إسرائيل، وطلب من السفير الإسرائيلي البقاء خارج البلاد، وذلك احتجاجاً على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، قائلاً إن الهجمات تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية.
الصحة الفلسطينية تناشد العالم
يأتي هذا فيما أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة، ليل الأحد/الإثنين، أن قطاع غزة بات في أمس الحاجة إلى مستشفيات ميدانية في ظل ارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 24 ألفاً.
الوزيرة قالت في منشور على فيسبوك، إن هناك “أكثر من 24 ألف جريح في غزة، ونحتاج لمستشفيات ميدانية.. ونناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل لفتح معبر رفح”.
أضافت الكيلة: “51 عيادة من أصل 72 في غزة خرجت عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الوقود. وضع القطاع الصحي كارثي في غزة، والادعاءات الإسرائيلية بشأن مشافي غزة هدفها خلق الأعذار للاستهداف”.
كانت الوزيرة قد حذرت، مساء السبت الماضي، من كارثة داخل المستشفيات في قطاع غزة، حيث يلفظ العديد من الجرحى أنفاسهم الأخيرة، نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية ونقص الوقود.
كما أوضحت أن انتهاكات الاحتلال بحق القطاع الصحي في غزة تسببت في استشهاد أكثر من 150 كادراً صحياً، وتدمير 27 سيارة إسعاف، إضافة إلى خروج 16 مستشفى و32 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عن الخدمة.
الكيلة أكدت أيضاً أن استمرار الاحتلال في قصف محيط وبوابات المستشفيات يهدف إلى ترهيب الكوادر الطبية وإجبارها على ترك مرضاها ومغادرة المستشفيات.
ولليوم الـ31 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي “حرباً مدمرة” على غزة، قتل فيها 9770 شهيداً فلسطينياً، منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفاً آخرين، كما قتل 153 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على خلفية عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس فجر السبت7 أكتوبر، تتجدد المخاوف من انزلاق المنطقة لخطر حرب إقليمية تهدد ما بقاء من استقرار الشرق الأوسط خاصة في ظل إعلان إيران أن كل الخيارات أصبحت مفتوحة بالتزامن مع عمليا يشنها حزب الله وتهديدات لميليشيات عراقية باستهداف الأمريكان ببلاد الرافدين في ظل دعم مفتوح من واشنطن والغرب لتل أبيب .. فما ينتظر المنطقة، وهل نحن على أعتاب حربا إقليمية ؟فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كانت المنطقة على موعد مع صراع عسكري وأزمة جديدة بعد ان أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وما بين عاصفة الأقصي، والسيوف الحديدية سقط الالاف الضحايا والمصابين خاصة من الجانب الفلسطيني في ظل استهداف إسرائيل للمدنيين والأطفال.
يأتي هذا وسط مخاوف من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية خاصة بعد أن تورط قوي دولية وإقليمية في الصراع، حيث أعلنت واشنطن صراحة وقوفها بجانب تل أبيب، وأرسلت الولايات المتحدة هذا الأسبوع مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة، وهددت طهران بشكل مباشر.
كل الاحتمالات واردة
من جانبها، أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها أمير عبد اللهيان أن كل الاحتمالات واردة في المنطقة مع استمرار جرائم الحرب في غزة.
فيما قال موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مصدرين دبلوماسيين مطلعين أن إيران أرسلت رسالة إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة، أكدت فيها أنها لا تريد المزيد من التصعيد، ولكن سيتعين عليها التدخل إذا استمر الهجوم على غزة.
ونقل الموقع الأمريكي عن وزير الخارجية الإيراني قوله بأن إيران لا تريد أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية، ولكن إذا استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية وخاصة إذا نفذت إسرائيل وعدها بشن هجوم بري على غزة فسيتعين على إيران الرد، بحسب المصادر.
وكانت كتائب حزب الله العراقي وفصائل شيعية أخرى قد هددت بضرب القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة في حال أي تدخل عسكري أميركي دعما لإسرائيل في الحرب مع حماس.
كما أعلن حزب الله السبت 14 تشرين الأول أنه هاجم 5 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا بصواريخ موجهة وقذائف مورتر.
بالتزامن مع هذا التوتر، تصاعدت التحذيرات من لجوء إسرائيل لتهجير سكان قطاع غزة وشن عملية عسكرية برية ضد القطاع، وهو أمر حذرت منه الأمم المتحدة عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول الذى اعتبر إنّ نقل سكان قطاع غزة عبر منطقة حرب إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن “أمر خطير للغاية وببساطة غير ممكن”.
خطر التهجير
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طالب المدنيين في مدينة غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى الانتقال جنوباً خلال 24 ساعة، في إشارة إلى أن إسرائيل قد تشن غزواً برياً قريباً وذلك بالتزامن مع استمرار القصف الجوي.
من جانبها حذرت الأردن من خطورة تهجير سكان القطاع، واعتبر وزير خارجيتها أيمن الصفدي أن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو “الهاوية”.
وبحسب مراقبون فإن الأوضاع في غزة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة، خاصة في حال إقدام إسرائيل على تنفيذ إجتياح بري للقطاع وتهجير سكانه.
وتري الأكاديمية والباحثة الفلسطينية د.سنية الحسيني أن”الوضع حرج للغاية خاصة في ظل تهديد إسرائيل بترحيل ٢مليون فلسطيني من غزة في محاولة لتكرار نكبة عام 48 معتبرة أن هذا أشبه بالجنون”.
وقالت لوكالتنا “اذا لم بضغط العالم العربي والمجتمع الدولي لوقف هذه الجريمة الإسرائيلية فقد تسقط المنطقة في أتون حرب مدمرة”.
دلالات التوقيت
وحول توقيت عملية طوفان الأقصي، تري الباحثة الفلسطينية أن “حماس اختارت التوقيت بعناية، واستفادت من خدعة حرب عام ١٩٧٣ التي حققت فيها مصر اختراق مهم، كما أن حماس عندما أقدمت على توتير حدود غزة قبل أسابيع من العملية، ثم موافقتها على التهدئة، كان جزء من هذه الخطة”.
وبحسب الباحثة فإن “توقيت العملية راعي بشكل كبير التطورات الاقليمية والدولية وحتى الأوضاع الداخلية بإسرائيل، لافتة إلي أنه بالنظر للتطورات الدولية نجد أن حرب أوكرانيا أعطت الانطباع بانشغال الولايات المتحدة والغرب بها، مما يحد من تركيز واشنطن على مناطق أخرى من العالم وهو ما سعت حماس لاستغلاله”.
وتابعت : “على الصعيد الإقليمي، وهو عامل يترتب على الجانب الدولي، فقد شهد الإقليم عدد من المواقف التي تدعم تراجع مكانة الولايات المتحدة في المنظومة الدولية، كتراجع واشنطن عن مواقفها المنتقدة للسعودية، وموقف المملكة الجرئ الذي رفض الاستجابة للمطالب الامريكية، وتوسيع تحالفاتها لتشمل الصين وروسيا، فضلا عن المصالحة السعودية الإيرانية، والتي حسنت من مكانة إيران في المنطقة، وكذلك نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، والتي نتج عنها الافراج عن جزء من أموال ايران المجمدة”.
وأشارت إلي أنه “بالنظر للداخل الإسرائيلي، وكما يلاحظ الجميع منذ وصول حكومة نتنياهو للسلطة تعاني من مشكلة داخلية، انعكست في التظاهرات المستمرة الرافضة لتوجهات الحكومة اليمينية الدينية، كما ساعد التخبط السياسي الداخلي لاسرائيل، واضطراب علاقة نتنياهو مع بايدن بسبب التعديلات القضائية، لاعطاء انطباع أن هناك أزمة في إسرائيل وهو ما سعت حماس لاستغلاله”.
وتري الباحثة الفلسطينية أنه “مع هذه العوامل الدولية والاقليمية والاسرائيلية، والتي تمثل نقطة تحول مهمة، وإن لم تكن مكتملة الملامح، جاء العامل الداخلي الفلسطيني ليحسم فكرة العملية خاصة في ظل حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون من ممارسات حكومة نتنياهو المتطرفة وتصاعد القمع الرسمي من قبل الاحتلال بشكلٍ كبير ضد الفلسطينيين في الفترة الاخيرة، تصاعد أزمة الاستيطان، سواء من حيث زيادة المساحة، وعدد المستوطنيين، وتسليح وعنف المستوطنيين”
وتضيف :” أهم نقطة عززت فكرة القيام بالعملية هو تطاول الاحتلال ومستوطنيه مؤخراً وبشكل بالغ على المقدسات الإسلامية، والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المستوطنيين واستباحته بطريقة مستفزة، بالإضافة إلى إقدام جيش الاحتلال على الاعتداء على الفلسطينيات في المسجد الاقصى ورحابه، بصورة تستفز أي إنسان يمتلك نخوة وكرامة، وهو ما شددت عليه حركة حماس مرارا وتكراراً.”
الدور الإيراني والأمريكي
وحول الدور الإيراني في العملية، تعتقد الباحثة الفلسطينية أن “العملية كانت سرية للغاية، ولم تكن معلوماتها متاحة إلا لقلة، وهو ما ضمن عنصر المفاجأة فيها، لافتة في الوقت نفسه إلي أن ايران وحزب الله حلفاء معلنين للحركة، ويمكن أن يكون هناك تفاهمات على الفكرة العامة، وردود الأفعال، لكن ليس بشكل محدد”.
وتري د.سنية أن “تدخل أمريكا في الحرب وإرسال بوارج يحمل دلالة معروفة هي استمرار التزام واشنطن بوجود إسرائيل بشكل صارخ وعلى حساب كل دول المنطقة، والتصريحات الامريكية الاخيرة خلال التطورات الميدانية تؤكد ذلك، معتبرة في الوقت نفسه أن “التدخل الاميركي لم يأت فقط لابراز الدعم المطلق لاسرائيل فقط، وانما جاء كرسالة لردع حزب الله من التدخل لنصرة حركة حماس، وليس بهدف التدخل الفعلي في هذا الهجوم”.
وتضيف: ” أرادت اسرائيل أن تقول لحزب الله أن تدخلها في هذه اللحظات يعني أنها ستواجه رداً امريكيا وليس إسرائيليا فقط، وتم التهديد بتدمير لبنان، لتذكير الحزب بحرب ٢٠٠٦، خصوصا في ظل الضغوط الحالية في لبنان. كما أن حزب الله يتدخل بشكل مضبوط أيضا ليرسل رسالة رادعة للاحتلال، بأن الحركة جاهزة للتصعيد، في حال اقدام الاحتلال على اجتياح غزة برياً.”
أما عن السيناريوهات المتوقعة، ومدي إمكانية تطور الصراع لحرب اقليمية، أكدت الباحثة الفلسطينية أنه “لا أحد يستطيع أن يتوقع نشوب حرب اقليمية، لكن التوترات الحالية خطيرة، ومن المعروف أنه في مثل هذه الظروف، وحتى في حال عدم رغبة الاطراف بالذهاب لحرب إقليمية، الا أنها ممكن أن تندلع نتيجة سوء تقدير أو خطأ في التصرف”.
مرحلة جديدة
لكن الأكاديمي الإماراتي د. سالم الكتبي المتخصص في العلاقات الدولية يستبعد فكرة حدوث حرب إقليمية مؤكدا أن ليس هناك دول مستعدة للتضحية بنفسها لأجل منظمات إرهابية بحسب وصفه”.
وقال الكتبي لوكالتنا: “الشرق الأوسط يتجه لمرحلة جديدة تتغير فيها موازين قوى وتخرج قوى جديدة، معتبرا أن المرحلة الحالية هي حد السيف مابين التبجح بالبطولات ومابين الإقدام على الانتحار”.
وأوضح: “نعيش مرحلة تفجير الوضع الاستراتيجي مسبقا، ومحاولة إدخال المنطقة العربية في أتون حرب المتسبب والرابح فيها ايران على كل الاصعدة، لافتا في الوقت نفسه إلي أن هذا المخطط ينتظره الفشل والمرحلة الجديدة ستشهد مسح تنظيمات أو قيادتها من الموجود وبالتالي تفقد ايران جزء من اذرعها في المنطقة”.
وحول الدور الإيراني في العملية، أكد الخبير الإماراتي أن “تصريحات قادة حماس متضاربة، والحركة فشلت أن تبرر العملية التي أدخلت غزة في حرب دموية، معتبرا أن حماس مجرد أداة وضعت لتنفيذ أجندة لكن المفاجأة كانت أكبر من المتوقع والكل الأن يتبرىء من الاخر”.
وتابع : “حتى حزب الله وحركة أمل يعلمون أنه سيتم محوهم فعليا ومايقومون به فقط لرفع المعنويات، ولكن عموما لننتظر النتائج وهل فعلا سيكون رد الفعل بذاك القدر من القوة، الايام حبلى والتقديرات كثيرة”.
كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن إطلاق كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.وفي كلمة تليفزيونية، بثتها قناة الأقصي قال محمد الضيف القائد العسكري لكتائب القسام، “نعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت ٥ آلاف صاروخ وقذيفة”.
وأضاف “العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل”.
وتابع الضيف أن “الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدونا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه”.
وأكد “بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها”.
وشدد الضيف على أن قيادة “القسام” قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، “وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، داعيا المسلمين للزحف نحو فلسطين للمشاركة في الجهاد وتحرير المسجد الأقصى”.
ووجه الضيف رسالته للمقدسين وأهالي الداخل المحتل، وقال: “أهلنا في القدس اطردوا المحتلين واهدموا، الجدران ويا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدام المحتلين”.
وفي سياق متصل، أظهرت مقاطع فيديو التُقطت السبت، تسلل مسلحين من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، بجانب ما خلفته آلاف الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس، على إسرائيل.
https://twitter.com/TreyYingst/status/1710513255716663782
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي “حالة التأهب للحرب”، في أعقاب الهجمات التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية. وتوعد الحركة بـ”ثمن باهظ”.
من جانبها، أكدت نجمة داود الحمراء (خدمة الإسعاف الإسرائيلي)، السبت، بأن 22 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الهجوم المباغت الذي تنفذه حركة حماس الفلسطينية منذ الفجر.
https://twitter.com/id7p_/status/1710600422560252008
وقال متحدث باسم نجمة دواد الحمراء، إن هناك أكثر من 70 شخصا أصيبوا بجروح خطيرة، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، التي ذكرت أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع.
فيما كشفت يديعوت أحرونوت عن نقل أكثر من 250 جريحا إلى المستشفيات بعضهم في حالة خطيرة للغاية.
وقتل رئيس المجلس الإقليمي للمناطق الحدودية الإسرائيلية شمال شرق قطاع غزة، خلال تبادل لإطلاق النار مع مسلحين قدموا من الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلن المجلس.
وقال المجلس الإقليمي “شاعر هنيغف” في بيان: “قتل رئيس المجلس الإقليمي عوفير ليبشتاين، خلال تبادل إطلاق نار مع إرهابيين”.
وتنفذ حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات، السبت، تضمن عبور مسلحين السياج الحدودي وإطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة.
ومع سماع دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها ومدينة القدس، قالت إسرائيل إنها تعيش “حالة حرب”، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية “السيوف الحديدية”، ردا على الهجوم الفلسطيني الذي أدانه المجتمع الدولي.
وأظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي قيام شباب الفصائل الفلسطينية بخطف أسرى إسرائيليين من المستوطنات ونقلهم إلى داخل قطاع غزة على دراجات نارية.
وكشفت مشاهد جديدة من شوارع غزة بعد الاستيلاء على “جيب “عسكري إسرائيلي قيام المئات من الفلسطينيين بمرافقتها خلال جولتها في القطاع وسط هتافات حماسية وفرحة عارمة بغنيمة المعركة التي ما تزال مشتعلة.
https://twitter.com/HShaqrah/status/1710597248541700490
كما أعلنت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن المقاومة الفلسطينية أسرت 35 إسرائيلياً حتى الآن، وذلك بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية بشكل مباغت ضد الاحتلال، فيما أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية “السيوف الحديدية” في قطاع غزة رداً على المقاومة.
نتنياهو يتوعد
وقال نتانياهو في بيان: “شنت حماس هذا الصباح هجوما إجراميا مباغتا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها”. وأضاف: “أمرت بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط، ونرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو، سيدفع العدو ثمنا غير مسبوق” معلنا أن بلاده في حالة حرب.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض قتالا “على الأرض” ضد مسلحين فلسطينيين في مناطق محيطة بقطاع غزة، بعد تسلل هؤلاء “بالمظلات” بحرا وبرا، مؤكدا وقوع قتلى.
وقال المتحدث باسم الجيش، ريتشارد هيخت، خلال إيجاز صحفي: “كانت عملية برية مزدوجة تمت من خلال طائرات مظلية عبر البحر والأرض”.
وأضاف: “نحن نقاتل في الوقت الحالي، نقاتل في مواقع معينة في محيط قطاع غزة… قواتنا تقاتل الآن على الأرض” في إسرائيل.
وفي الجانب الآخر، ذكرت وكالة الأنباء التابعة للسلطة الفلسطينية (وفا) أن 5 فلسطينيين قتلوا في قطاع غزة، بنيران القوات الإسرائيلية.
أعلن الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش، مساء اليوم الثلاثاء، تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام في السجون الإسرائيلية، بعد 141 يوماً قضاها فى الإضراب رفضا لاعتقاله الإداري، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه قريباً.
وبحسب وسائل إعلام، أعلنت مصادر فلسطينية أن النيابة العسكرية الإسرائيلية وافقت على الإفراج عن “أبو هواش” (40 عاماً) في 26 فبراير.
من جانبه، قال مستشار هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، حسن عبد ربه، إن الاتفاق ينص على الإفراج عن أبو هواش مع انتهاء أمر اعتقاله الإداري الحالي يوم 26 فبراير.
وعمّت احتفالات ساحة منزل الأسير أبو هواش في مدينة دورا غرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مع إطلاق ألعاب نارية، ووسط هتافات تشيد بصموده وانتصاره على السجان.
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عبد اللطيف القانوع: “انتصار أبو هواش على السجان الصهيوني هو امتداد لصمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني”.
وأضاف القانوع في بيان، أنه انتصار جديد يسجله الأسير هشام أبو هواش ليؤكد مجدداً على قدرة شعبنا الفلسطيني وأسراه البواسل على الانتصار في كل معركة يخوضونها مع الاحتلال”.
وكانت السلطة والفصائل الفلسطينية قد حملتا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة “أبو هواش”، فيما عمّت الأراضي الفلسطينية فعاليات تضامنية معه.
كان إضراب “أبو هواش” عن الطعام قد أثار تحذيرات واسعة محلية وعربية من احتمال وفاته في أي لحظة.
50 أسيرا فلسطينيا يبدأون إضرابا مفتوحا فى السجون الاسرائيلية
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أفادت هيئة شؤون الأسرى بأن 50 أسيراً في السجون الإسرائيلية سيباشرون الليلة إضراباً مفتوحاً عن الطعام، تضامناً مع “أبو هواش”.
فيما أضافت هيئة شؤون الأسرى، في بيان، أن الهيئة القيادية لحركة الجهاد الإسلامي في السجون ستكون على رأس إضراب الأسرى.
يشار إلى أن إسرائيل كانت قد اعتقلت الأسير أبو هواش في 27 أكتوبر 2020، وحوّلته إلى الاعتقال الإداري، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تصل إلى 6 شهور قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.
يذكر أنه قبل “أبو هواش”، تمكّن أيضاً أكثر من أسير فلسطيني من انتزاع حريتهم من سجون إسرائيل، عبر سلاح “الأمعاء الخاوية” (الإضراب عن الطعام).
جدير بالذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية ديسمبر الماضي، بلغ نحو 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
إقرا أيضا