تحذيرات من كارثة كبيرة تهدد سوريا والعراق وإيران

كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع احتمالية حدوث الجفاف في سوريا والعراق بأكثر من 25 مرة في ظل الاحترار المناخي الناجم “بشكل رئيسي” عن حرق البترول والغاز والفحم الذى أدي إلى “جفاف حاد” ومتواصل في السنوات الأخيرة في العراق وسوريا وإيران.
وبحسب وسائل إعلام، قالت دراسة لشبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” (WWA) التي تعنى بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغير المناخي، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي قد “زادت من احتمالية حدوث الجفاف، أكثر بـ25 مرّة في سوريا والعراق، و16 مرة في إيران”.
وتتحدث الدراسة أيضا عن دور “سنوات من النزاع وعدم الاستقرار السياسي” في شل قدرة البلدان على مواجهة الجفاف ما تسبب “بكارثة إنسانية”.، لافتة إلي أنه في ظل الظروف الحالية، يزداد خطر أن تتحول فترات الجفاف هذه إلى أمر اعتيادي، وأن تأتي على الأقل مرة في كل عقد.
ويشرح خبراء هذه الشبكة أن “الجفاف ما كان ليحدث لولا التغير المناخي الناجم أساسا عن حرق النفط والغاز والفحم”.
وتغطي هذه الدراسة الفترة الممتدة بين يوليو 2020 ويونيو 2023، في منطقتين كانتا معرضيتين كثيرا لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سوريا والعراق.
ويشير البيان الذي نشر إلى جانب الدراسة إلى أن “هاتين المنطقتين تشهدان حاليا جفافا حادا وفقا للمقياس الأميركي لرصد الجفاف”.
وتوضح الدراسة أن “التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري قد زاد من حدة هذا الجفاف، ولو كانت حرارة العالم أقل بـ1,2 درجة” مئوية، أي ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، “ما كان الأمر ليكون بهذه الحدة”.
وتقول فريدريك أوتو عالمة المناخ في معهد غرانثام من إمبريال كولدج في لندن إن “بعد معدل أمطار وحصاد جيدين في 2020، مرت ثلاث سنوات كانت الأمطار فيها ضعيفة ودرجات الحرارة عالية، ما أدى إلى جفاف كانت له تداعيات قاسية على إمكان الحصول على المياه (…) للزراعة”.

“لست متفائلا”
وخلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، دعا عالم المناخ محمد رحيمي من جامعة سمنان الإيرانية، إلى إدارة أفضل للموارد.
وقال “في منطقتنا، لم نحظَ يوما بأمطار كثيرة وهذا أمر عادي. لكن ما هو جديد، ارتفاع درجات الحرارة”.

وتابع الخبير المشارك في هذه الدراسة “نفقد جزءا كبيرا من الأمطار بسبب التبخر، وإذا ما ارتفعت الحرارة أكثر في السنوات المقبلة، بإمكاننا توقع المزيد من التبخر ونتح النبات”.
ويضيف “لست متفائلا جدا للمستقبل”.
في العراق الذي يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، وكذلك في سوريا التي دمرتها الحرب، غالبا ما يلمس مراسلو فرانس برس تداعيات التغير المناخي والجفاف اللذين يطالان خصوصا أكثر المجتمعات فقرا.
وقد تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة في البلدين لا سيما في المناطق التي كانت سابقا غنية بالقمح. فضلا عن ذلك، أثر تراجع منسوب الأنهار وتلوّثها كذلك على مهنة صيد الأسماك.

“أزمة مياه”
وحتى سبتمبر 2022، تسبب الجفاف بنزوح نحو مليوني شخص في سوريا ممن يعيشون في المناطق الريفية، وفق الدراسة. في إيران، يتسبب نقص المياه بـ”توترات” مع الدول المجاورة، كما أن تدني المحاصيل أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
وفي العراق حيث يبلغ عدد النازحين جراء التغير المناخي عشرات الآلاف، يرتفع كذلك مستوى التوترات الناجمة عن توزع المياه. ففي البلد الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، يعيش عراقي من كل خمسة في منطقة تعاني من نقص المياه، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وتقف خلف “أزمة المياه المعقدة” هذه في الشرق الأوسط، الكثير من العوامل التي يلعب الإنسان دورا بها: أساليب ري قديمة، نمو سكاني سريع، لكن أيضا “محدودية في إدارة ملف المياه وفي التعاون الإقليمي” لا سيما في ما يخص إدارة السدود وتفاوت مستوى مياه الأنهر في دول المنبع ودول المصب.
أما بالنسبة لفترات الجفاف الطويلة، فهي لن تكون بعد اليوم “حدثا نادرا”، بحسب الخبراء، إذ أن مواسم الجفاف “قد تحل على الأقل مرة كل عشر سنوات في سوريا والعراق، ومرتين كل عشر سنوات في إيران”.
ويحذر الخبراء أن فرضية حدوث الجفاف قد تتضاعف “في حال ازداد الاحترار العالمي بدرجتين إضافيتين عما كان عليه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما قد يحصل في العقود المقبلة ما لم يتم التخلي سريعا عن الوقود الأحفوري”.

مسؤول عراقي : كارثة كبيرة تقترب من بلادنا ..تفاصيل

كشفت تصريحات رسمية جديدة عن حجم الكارثة التي تنتظر العراق جراء التغييرات المناخية، وحذر مستشار وزارة الموارد المائية العراقية طه درع، اليوم الجمعة، من أن بلاده مقبلة على “شح مياه كبير”.

وبحسب وكالة الأنباء العراقية، قال درع إن مخزون المياه في السدود والخزانات هو الأقل “في تاريخ الوزارة”.

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجه بأن يكون ملف المياه في أولوية المباحثات مع دول الجوار.

وأكد أن الوزارة تعكف على مكافحة التجاوزات التي تتسبب في هدر كبير للمياه، بما في ذلك عشرات الدونمات المغطاة ببحيرات الأسماك، مشيرا إلى وجوب تقنين الخطة الزراعية بناء على المتوافر من الخزين المائي.

يشار إلى أن أزمة شح المياه في العراق وصلت إلى حد تحذير وزارة البيئة من أنها تسبَّبت في “كارثة” للتنوع الإحيائي في البلاد، خاصة في الأنهار ومنطقة الأهوار الشهيرة بطبيعتها الخلابة.

وتكالب على العراق تغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، مع قلة سقوط الأمطار، مع النشاط البشري الجائر في استخدام المياه، مع تلويث المياه بمخلفات الصناعة والصرف الصحي، إضافة إلى الاضطرابات السياسية، في ظهور أزمة شح مياه غير مسبوقة في بلد النهرين الشهيرين، دجلة والفرات.

 

تابعوا أخبار الشمس نيوز على جوجل نيوز

نزوح قسري..سكان ديالي العراقية يهجرون منازلهم بسبب الجفاف

كشفت تقارير صحفية عن معاناة أهالي وسكان مدينة ديالي العراقية من موجة جفاف تضرب المدينة.
وبحسب وسائل إعلام،اضطرت عدة عائلات عراقية إلى النزوح القسري من بلدة في محافظة ديالى، شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، بسبب موجة الجفاف التي تعانيها، وانعدام مياه الشرب، الأمر الذي يعكس تطوراً خطيراً لتفاقم أزمة المياه في المحافظة.
وتعدّ محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران الأكثر تضرّرا من بين المحافظات العراقية الأخرى، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، ما نتج عنه انخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى إلى ما يزيد عن 90 بالمائة، ودفع وزارة الزراعة العراقية إلى استثنائها من الخطة الزراعية بشكل كامل، كما تسبب ذلك بتعطل الكثير من مشاريع مياه الشرب.
وسجّلت المحافظة خلال اليومين الأخيرين، أولى موجات النزوح القسري، بسبب الجفاف وحرمان بعض المناطق من مياه الشرب، وقال النائب السابق عن المحافظة، فرات التميمي، إنّه “تم رصد نزوح بعض العائلات من قرى جنوب بلدة بلدروز بسبب تعذر وصول مياه الشرب إليها”، مبينا في تصريح صحفي له، ليلة أمس الخميس، أن “هذه الموجة مثار قلق، وهناك مخاوف من تفاقمها خلال الأشهر المقبلة”.
وحذر من “إهمال ملف توفير المياه للمحافظة”، مؤكدا أن “ملف الجفاف لا يحظى بالاهتمام، على الرغم من خطورته، وعدم وجود بدائل وحلول لفك أزمة المياه”.
وشدد على “ضرورة أن يكون هناك تحرك من قبل الجهات ذات العلاقة، لتفادي كارثة الجفاف، لا سيما مع موسم الصيف، وأن يكون هناك سعي لإيجاد حلول بديلة لإيصال المياه إلى المناطق التي حرمت منها”.

سدود إيران تهدد العراق
وكان محافظ ديالى مثنى التميمي قد كشف، الشهر الماضي، عن قيام الجانب الإيراني بإنشاء 8 سدود جديدة على نهر سيروان (أحد روافد نهر دجلة)، تسببت بانخفاض مدخلات سد دربندخان بنسبة 90 بالمائة، والذي تعتمد عليه المحافظة بتوفير جزء كبير من مياهها.
من جهته، حذّر مسؤول في دائرة الموارد المائية بالمحافظة من اتساع موجة النزوح لتشمل بلدات أخرى تعاني حرمانا تاما من المياه.
وبحسب صحيفة “العربي الجديد” قال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “توقف مشاريع تحلية المياه لا ينحصر في بلدة بلدروز فقط، بل إن هناك مناطق عدة تقع على ضفاف نهر خريسان حرمت من مياه الشرب بشكل تام، فضلا عن قرى أخرى جنوبي بلدة الخالص تعاني المشكلة نفسها”، مبينا أن “الحلول أصبحت خارج قدرة إدارة المحافظة وحتى وزارة الموارد المائية”.
وأكد أن “الملف يحتاج إلى معالجة حكومية من خلال عقد تفاهمات مع إيران لفتح المياه بأنهر المحافظة، أو اللجوء إلى المؤسسات الدولية وتقديم شكوى ضدها للحصول على مستحقات العراق من المياه”، موضحا أن “موجة النزوح ستأخذ بالاتساع في عدد من مناطق المحافظة، في ظل عدم توفر حلول”.
ولجأت المحافظة، أخيرا، إلى معالجات مؤقتة لإيصال المياه إلى بعض المناطق، من بينها حفر الآبار وشق مجارٍ جديدة لبعض الأنهار التي لم تنخفض نسبة المياه فيها بشكل كبير، وتحويلها إلى التي جفت أو أوشكت على الجفاف، لأجل تحلية المياه الصالحة للشرب، إلا أنها لم تستطع أن تغطي جميع المناطق.

وكان مسؤول في إدارة محافظة ديالى قد كشف الشهر الماضي، أن الجفاف تسبب بتعطيل أغلب مشاريع تصفية المياه التي تعتمد عليها مناطق المحافظة بالحصول على مياه الشرب، وحذر من موجة نزوح في حال عدم توفر مياه الشرب لمناطق المحافظة.
وخلال الفترة الأخيرة، لجأ أغلب أهالي المحافظة إلى حفر آبار صغيرة في باحات منازلهم، بغية الحصول على المياه، إلا أن أغلب تلك الآبار لم تكن صالحة للاستهلاك البشري.
وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما جرى استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل بسبب موجة جفاف غير مسبوقة، تعانيها البلاد نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، فيما لوحت الحكومة العراقية، مرات عدّة، باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران وفقا لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها (الحكومة) لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2021/11/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%ad-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87.html

جفاف وأزمات مياه وفقر .. هل تتحول سوريا ما بعد الحرب لـ أرض لا تصلح للحياة ؟

حذرت تقارير دولية من أزمات خطيرة يواجها ملايين السوريين في مختلف المناطق مع اقتراب بداية العام الـ 11 على الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وبحسب موقع “صوت أميركا” فإن معظم المناطق السورية تعاني من عدم توفر كميات كافية من المياه الصالحة للشرب مما أدى لانعدام الأمن الغذائي وتراجع سبل العيش ودفع المزيد للهجرة بحثاً عن سبل أفضل للحياة.

العطش يهدد ملايين السكان بشمال وشرق سوريا
وفى أكتوبر الماضي، أكد مجلس الأمن الدولي أن ملايين السكان في شمال وشرق سوريا من عدم وجود إمدادات كافية من المياه الصالحة للشرب، لأسباب بيئية جراء ظروف فرضها الصراع الطويل.
كما أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها مطلع سبتمبر، إن 5.5 مليون سوري أضحوا بحاجة إلى إمدادات المياه الحيوية بعد تناقص مستويات نهر الفرات منذ يناير الماضي.
وحذر التقرير الأممي من وجود ظروف شبيهة بالجفاف في شمال وشرق سوريا في ظل قلة المياه التي تتدفق إلى النهر من المنبع في تركيا، بالإضافة إلى شح الأمطار وارتفاع معدل درجات الحرارة.

الجفاف يهدد بتوترات شديدة بالشرق الأوسط
ويري ستيفن جوريليك، الباحث في معهد وودز للبيئة بجامعة ستانفورد ومدير مبادرة المياه العذبة العالمي إن خطورة الوضع في سوريا تُعزى إلى حد كبير إلى تأثير تغير المناخ في المنطقة.
وقال جوريليك إن موجات الجفاف تحدث بانتظام في المنطقة المعروفة بمناخها شبه الجاف بشكل طبيعي قبل أن تتفاقم الأمور بسبب التغيرات المناخية الأخيرة.
وحذر الباحث الدولي من تعرض العديد من دول الشرق الأوسط لتوترات قد تمتد لفترات طويلة من الزمن جراء قلة المياه.
وإلى جانب العوامل المناخية تسببت أنظمة إمدادات المياه في تضاءل وصول المدنيين إلى المياه بحسب تقارير دولية.

50% من محطات المياه السورية لا تعمل
واستشهد تقرير الأمم المتحدة بحال محطة مياه علوك في شمال شرق سوريا التي تعرضت لإغلاق متكرر وضعف القدرة التشغيلية ما تسبب بمنع وصول المياه إلى حوالي 500 ألف شخص مدينة الحسكة، شمالي البلاد، والمنطقة المحيطة بها.
نفس الأمر ينطبق على محطة مياه الخفسة، التي تزود حلب بالمياه القادمة من نهر الفرات، ومحطة ضخ المياه القريبة من عين البيضاء بالرقة، والتي تزود ما يقدر بنحو 184 ألف شخص بالمياه.
وبحسب رولا أمين كبيرة مستشاري الاتصالات والمتحدثة باسم المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن 50 % من محطات معالجة المياه والصرف الصحي المسؤولة عن إمدادات المياه الصالحة للاستهلاك البشري في سوريا لا تعمل.
وأشارت المسؤولة الدولية إلى أن الوضع الحالي بسوريا يختلف شكل جذري عن عام 2011، وقت بداية الصراع بين النظام والمعارضة، إذ كان أكثر من 90٪ من السكان يحصلون على المياه الصالحة للشرب.

توقعات بموجة هجرة جديدة من سوريا
وتسببت أزمة نقص المياه وندرتها في مشاكل اقتصادية كبيرة حيث ألحقت أضرارا بالغة بالمحاصيل وقلصت فرص الحصول على الغذاء ورفعت بشكل كبير أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
و بحسب دراسات الأمم المتحدة تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي وهو رقم قابل للزيادة بشكل كبير خاصة أن معدلات سوء التغذية، سيزداد سوءًا مع الجفاف.
وبحسب التقارير الدولية فإن الحاجة إلى الماء والغذاء والإمدادات الأساسية، قد تدفع الأشخاص النازحين بالفعل إلى الهجرة مرة أخرى.
وتعتقد رولا أمين أن الأزمة ستزداد سوء، وستؤدي إلى نزوح، وتضعف قدرة السكان على الاستمرار في معيشتهم.
وتؤكد المتحدثة باسم المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن أزمة المياه سوف تكون عقبة أخرى أمام السوريين لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد عقود من الصراع.
وتهدف خطة الأمم المتحدة الحالية لمعالجة أزمة المياه في سوريا إلى ضمان حصول 3.4 مليون شخص على المياه الصالحة للشرب من خلال إعادة تأهيل محطات وإمدادات المياه وتحسين معالجة المياه.
وشددت رولا أمين على حاجة سوريا إلى حلول مستدامة وطويلة الأجل لتلبية الاحتياجات المتزايدة لشعبها عبر الاستثمار في المشاريع التي من شأنها أن تساعد في التخفيف من تأثير أزمة المياه، لافتة إلى أن هذا لا يحدث في غضون شهر أو ثلاثة أشهر.
وتري المسؤولة الأممية أن الناس في تلك المناطق السورية باتوا يشعرون بالضيق والتعب، بسبب تفشي البطالة وقلة المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن هذا لا يترك أمامهم سوى خيارات قليلة للنجاة، وبالتالي فإن الكثير منهم سوف يسعى إلى الهجرة والخروج من البلاد.

إقرا أيضا

لصرف انتباه الناخبين.. هل تدفع أزمة الليرة أردوغان لـ شن حرب جديدة ؟

فى ظل موقف أمريكي ضعيف..هل يقود الانفتاح العربي على دمشق لإسقاط قانون قيصر؟

بسبب تركيا.. موجة جفاف تضرب سوريا وتحذيرات دولية من مجاعة

واصلت مظاهر التغير المناخي ظهورها بالشرق الأوسط، حيث أكدت تقارير صحفية سورية حدوث جفاف في مياه سد الدويسات غرب البلاد.
وبحسب وكالة فرانس برس فقد جفت مياه سد الدويسات في منطقة دركوش بمحافظة إدلب على خلفية تراجع مستوى الأمطار وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه.

جفاف سد الدويسات بإدلب
وأكد ماهر الحسين المهندس المسؤول عن السد الذي تم إنشائه من في عام 1949 بمحافظة إدلب أصابه الجفاف أول مرة من جرّاءِ تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه.
وكشف المسؤول السوري أنه بعد جفاف السد أصبح بالإمكان السير على الأقدام في جسم البحيرة، مشيرا إلى أن قارب كان يستخدمه السكان للتنقل بين ضفتي البحيرة، كان قد غرق فيها وعاد للظهور مؤخرا بعد جفاف مياهها.
وأصبحت البحيرة التي كانت على السد أشبه بمستنقع صغير تحيط به أراض متشققة وأشجار يابسة وبقايا هياكل عظمية لحيوانات.
ووفقا لبيانات البنك الدولي فإن بحيرة سد الدويسات يفترض أن تخزن 3,6 ملايين متر مكعب من المياه التي وتستخدم بشكل أساسي لري المنطقة الزراعية المجاورة.

صور فضائية تظهر انخفاض منسوب سد الفرات
ووفق الخبراء فإن سوريا عدّ البلد الأكثر عرضة لخطر الجفاف في حوض المتوسط.
وفى أغسطس من العام الجاري أظهرت صور فضائية انخفاضا خطيرا في منسوب نهر الفرات في سوريا.
وتراجع منسوب المياه في سد الفرات بنحو خمس أمتار منذ ديسمبر الماضي.
وحذر مراقبون من حدوث انخفاض تاريخي ومرعب بمياه الفرات يؤدي إلى الوصول لما يعرف بـ المنسوب المَيِّت وفق المصطلح الذي استخدمه مدير سد تشرين منذ 13 عاما حمود الحماديين.

الجفاف قادم لا محالة في سوريا
وحذرت منظمة “باكس” للسلام الهولندية غير الحكومية من أن الجفاف قادم لا محالة في سوريا، مؤكدة أن صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر التراجع السريع في النمو الزراعي الصحي في كل من سوريا وتركيا.
وأشارت المنظمة الهولندية لجفاف نهر الخابور أحد روافد نهر الفرات في سوريا، بعد قيام القوات المدعومة من تركيا باجتياح شمال سوريا منذ عامين، حسب قناة الحرة الأمريكية.
ويتوقع فابريس بالانش وهو خبير دولي متخصص في الشأن السوري أن تواجه سوريا جفافا قد يستمر سنوات لم تشهده منذ آخر موجة جفاف فيها بين العامين 2005 و2010، لافتا إلى أن سوريا كلها ستشهد نقصا في الغذاء، وسيكون عليها أن تستورد كميات ضخمة من الحبوب.

تحذيرات من انقطاع الكهرباء والمياه عن ملايين السكان بسوريا
وبحسب الخبراء فإن تراجع منسوب المياه قد يؤدي إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين السكان، ويزيد من معاناة الشعب السوري الذي استنزفه النزاع والانهيار الاقتصادي.

الجفاف يضرب سوريا
الجفاف يضرب سوريا

وحذر أحد مهندسي سد الفرات من أنه إذا استمر الوضع على هذا الحال، من المحتمل أن نوقف توليد الكهرباء، وأن يتم فقط تغذية المخابز والمطاحن والمستشفيات.
كما تسبب التراجع في منسوب المياه لتوقف محطات ضخ مياه عدة عن العمل، وهو ما يهدد بارتفاع معدل التلوث ويعرض الثروة السمكية للخطر.

قسد: جفاف المياه جريمة ضد الإنسانية
وفى تصريحات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز البريطانية، اعتبر، آرام حنا، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن ما يحدث في سوريا من جفاف للمياه هو جريمة ضد الإنسانية، ولا أحد يحاول منعها.
وأشار إلى أن الصراع المحلي ليس سوى أحد أسباب أزمة المياه وجفاف نهر الخابور أحد روافد نهر الفرات، الذي يمر عبر العراق وسوريا، وينعكس على الأرض التي تعرف باسم بلاد ما بين النهرين، مهد الحضارة.

تحذيرات دولية من موجة جفاف تضرب سوريا والعراق
وكان تحالف لعدد من وكالات الإغاثة قد أعلن في أغسطس الماضي أن 5 ملايين شخص في سوريا و7 ملايين في العراق فقدوا الوصول إلى المياه.
وأشار التقرير إلى انه في كلا البلدين، ينهار إنتاج القمح، الذي هو جوهر الزراعة بالنسبة للسكان الذين يشكل الخبز، غذاءهم الأساسي.
وبحسب تقرير لصحيفة إندبندنت عربية دعت منظمة دولية منها منظمة إغاثة الطفولة “سايف ذا تشيلدرن” إلى زيادة التمويل الإنساني لسوريا بشكل عاجل بسبب الجفاف، مؤكدة أن الملايين لم يتمكنوا من الحصول على المياه الصالحة للشرب هذا العام.
وكشفت منظمة “Mercy Corps”، إن نقص مياه الشرب النظيفة في تلك المناطق أدى إلى إصابة عشرات الآلاف بالإسهال الحاد هذا الصيف، كما سجلت 7 وفيات جراء الغرق بين أشخاص سقطوا في قنوات الري أثناء محاولتهم العثور على المياه.

 تركيا وراء الجفاف بسوريا والعراق
وأعلنت تركيا أنها تعاني أيضاً من أزمة مياه، لكن البيانات التي جمعت عن طريق المراقبة دحضت هذه المزاعم، إذ وفقاً وبحسب صحيفة اندبندنت العربية فإنه بالتزامن مع اقتراب وصول سدا الطبقة وتشرين لـ “المستوى الميت” فإن مستويات المياه في أعلى المنبع في بحيرة أتاتورك التركي آخذة في الارتفاع وهو ما يكشف زيف مروده تركيا حول تعرضها لأزمة مياه ويؤكد دورها في الجفاف بسوريا.
وقت سابق اتهم مسؤول سوري تركيا بخرق الاتفاقية الموقعة مع سوريا حول توزيع حصص مياه نهر الفرات وسطوها على كميات كبيرة من المياه لاستثمارها في الداخل التركي وهودي أدي إلى جفاف نهر الخابور وروافده حسب تقرير آر تي العربية.

أحد سدود تركيا العملاقة التى تهدد سوريا والعراق بالعطش
أحد سدود تركيا العملاقة التى تهدد سوريا والعراق بالعطش

وأقامت تركيا 5 سدود عملاقة على نهر الفرات في إطار مشروع الغاب الذي بدأت العمل فيه في سبعينيات القرن الماضي وما زال العمل جار في سدين أخرين.
ومن بين السدود المقامة على النهر سد أتاتورك العملاق الذي انتهت من العمل به عام 1990. وتبلغ الطاقة التخزينية لبحيرة السد 48 مليار متر مكعب.

 

إقرا أيضا

مستعدون للتفاوض مع تركيا وهذا موقفنا من العمال الكردستاني.. ماذا قالت إلهام أحمد بندوة معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى..فيديو

أحمد حسون مفتي دمشق: سوريا ذكرت في القران واللاجئين في أسفل سافلين..فيديو

Exit mobile version