نزوح قسري..سكان ديالي العراقية يهجرون منازلهم بسبب الجفاف

كشفت تقارير صحفية عن معاناة أهالي وسكان مدينة ديالي العراقية من موجة جفاف تضرب المدينة.
وبحسب وسائل إعلام،اضطرت عدة عائلات عراقية إلى النزوح القسري من بلدة في محافظة ديالى، شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، بسبب موجة الجفاف التي تعانيها، وانعدام مياه الشرب، الأمر الذي يعكس تطوراً خطيراً لتفاقم أزمة المياه في المحافظة.
وتعدّ محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران الأكثر تضرّرا من بين المحافظات العراقية الأخرى، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، ما نتج عنه انخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى إلى ما يزيد عن 90 بالمائة، ودفع وزارة الزراعة العراقية إلى استثنائها من الخطة الزراعية بشكل كامل، كما تسبب ذلك بتعطل الكثير من مشاريع مياه الشرب.
وسجّلت المحافظة خلال اليومين الأخيرين، أولى موجات النزوح القسري، بسبب الجفاف وحرمان بعض المناطق من مياه الشرب، وقال النائب السابق عن المحافظة، فرات التميمي، إنّه “تم رصد نزوح بعض العائلات من قرى جنوب بلدة بلدروز بسبب تعذر وصول مياه الشرب إليها”، مبينا في تصريح صحفي له، ليلة أمس الخميس، أن “هذه الموجة مثار قلق، وهناك مخاوف من تفاقمها خلال الأشهر المقبلة”.
وحذر من “إهمال ملف توفير المياه للمحافظة”، مؤكدا أن “ملف الجفاف لا يحظى بالاهتمام، على الرغم من خطورته، وعدم وجود بدائل وحلول لفك أزمة المياه”.
وشدد على “ضرورة أن يكون هناك تحرك من قبل الجهات ذات العلاقة، لتفادي كارثة الجفاف، لا سيما مع موسم الصيف، وأن يكون هناك سعي لإيجاد حلول بديلة لإيصال المياه إلى المناطق التي حرمت منها”.

سدود إيران تهدد العراق
وكان محافظ ديالى مثنى التميمي قد كشف، الشهر الماضي، عن قيام الجانب الإيراني بإنشاء 8 سدود جديدة على نهر سيروان (أحد روافد نهر دجلة)، تسببت بانخفاض مدخلات سد دربندخان بنسبة 90 بالمائة، والذي تعتمد عليه المحافظة بتوفير جزء كبير من مياهها.
من جهته، حذّر مسؤول في دائرة الموارد المائية بالمحافظة من اتساع موجة النزوح لتشمل بلدات أخرى تعاني حرمانا تاما من المياه.
وبحسب صحيفة “العربي الجديد” قال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “توقف مشاريع تحلية المياه لا ينحصر في بلدة بلدروز فقط، بل إن هناك مناطق عدة تقع على ضفاف نهر خريسان حرمت من مياه الشرب بشكل تام، فضلا عن قرى أخرى جنوبي بلدة الخالص تعاني المشكلة نفسها”، مبينا أن “الحلول أصبحت خارج قدرة إدارة المحافظة وحتى وزارة الموارد المائية”.
وأكد أن “الملف يحتاج إلى معالجة حكومية من خلال عقد تفاهمات مع إيران لفتح المياه بأنهر المحافظة، أو اللجوء إلى المؤسسات الدولية وتقديم شكوى ضدها للحصول على مستحقات العراق من المياه”، موضحا أن “موجة النزوح ستأخذ بالاتساع في عدد من مناطق المحافظة، في ظل عدم توفر حلول”.
ولجأت المحافظة، أخيرا، إلى معالجات مؤقتة لإيصال المياه إلى بعض المناطق، من بينها حفر الآبار وشق مجارٍ جديدة لبعض الأنهار التي لم تنخفض نسبة المياه فيها بشكل كبير، وتحويلها إلى التي جفت أو أوشكت على الجفاف، لأجل تحلية المياه الصالحة للشرب، إلا أنها لم تستطع أن تغطي جميع المناطق.

وكان مسؤول في إدارة محافظة ديالى قد كشف الشهر الماضي، أن الجفاف تسبب بتعطيل أغلب مشاريع تصفية المياه التي تعتمد عليها مناطق المحافظة بالحصول على مياه الشرب، وحذر من موجة نزوح في حال عدم توفر مياه الشرب لمناطق المحافظة.
وخلال الفترة الأخيرة، لجأ أغلب أهالي المحافظة إلى حفر آبار صغيرة في باحات منازلهم، بغية الحصول على المياه، إلا أن أغلب تلك الآبار لم تكن صالحة للاستهلاك البشري.
وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما جرى استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل بسبب موجة جفاف غير مسبوقة، تعانيها البلاد نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، فيما لوحت الحكومة العراقية، مرات عدّة، باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران وفقا لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها (الحكومة) لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2021/11/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%ad-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87.html

غطت 6 محافظات.. عاصفة ترابية تضرب العراق واختناق مئات المواطنين..فيديو

سجلت العراق اليوم الخميس 5 مايو 2022 أكثر من ألف حالة اختناق؛ بسبب عاصفة ترابية تضرب مناطق في وسط وجنوب البلاد منذ ليل الأربعاء.
وأعلنت السلطات تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطارات بغداد والنجف والسليمانية، بسبب سوء الأحوال الجوية.
ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية،غطّى الغبار ستّ محافظات عراقية منذ ليل الأربعاء، بينها العاصمة بغداد، ومحافظات الأنبار وكركوك والنجف الأشرف وكربلاء وصلاح الدين، في الوسط والجنوب، التي استيقظ سكانها على طبقات سميكة من الغبار البرتقالي تغطّي منازلهم.

1000 حالة اختناق بالعراق
و نقلت وكالة الأنباء العراقية عن أنس قيس مدير إعلام صحة محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق والحدودية مع سوريا، تسجيل نحو 700 حالة اختناق، كما سجلت النجف أكثر من 100 حالة اختناق نتيجة العاصفة الترابية”، كما أعلنت دائرة الصحة في المحافظة الواقعة في جنوب العراق، فضلاً عن 332 حالة في صلاح الدين الواقعة في وسط العراق، و100 حالة في الديوانية في الجنوب.

ودعت السلطات الصحية في محافظتي الأنبار وكركوك في الشمال السكان إلى عدم الخروج من منازلهم، كما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
وتداولت مواقع محلية صوراً وفيديوهات وثّقت المدن التي تعرضت لعاصفة؛ إذ بدت برتقالية اللون مع كمية كبيرة من التراب تغطي الأرض.

كما يتوقّع أن تنحسر العاصفة الترابية تدريجياً خلال يوم الخميس، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية عامر الجابري، مرجحاً في حديث لوكالة الأنباء العراقية استمرار هبوب العواصف الترابية خلال شهر مايو.

التغير المناخي
تكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر. وأدّت آخرها إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين بسبب انعدام الرؤية.

يعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وحذر البنك الدولي في نوفمبر الماضي من انخفاض بنسبة 20% في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

أيام مغبرة
وحذر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى “272 يوماً في السنة لفترة عقدين”. ورجح “أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050”.
وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d9%8a%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%87%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9.html

الأسوء لم يأت بعد..الكارثة العالمية بعد كورونا وأوكرانيا!

بقلم الدكتور/ سامي عمار

يُحكى أن شعوب الانكا والمايا في أمريكا الوسطى اعتادت تقديم قرابين بشرية في طقوس دموية تنظمها بشكل ممنهج خلال احتفالات عامة من أجل نزول المطر، ورغم غزو الإسبان، إلا أنهم كانوا بالفعل على وشك التلاشي بسبب موجات الجفاف المتتالية التي ضربت منطقة الكاريبي لعقود.

وظل المناخ سيد الأسباب في استنبات الحضارات أو بمعني أدق التجمعات البشرية سواء كانت متقدمة أو متخلفة بمعايير زمانها.

وفي القرن 18، استيقظت البشرية على ثورة صناعية سببت ثراء وراحة الانسان لكن معدلات ثاني أكسيد الكربون باتت كارثية مع الاعتماد على الفحم مما قاد لتأزم الاحتباس الحراري العالمي خاصة مع تأخر الدول في استشعار الخطر.
ورغم تبعات وباء كورونا وحرب أوكرانيا، إلا أن هناك أزمة أكبر بكثير تلوح بالأفق تنتظر عالمنا، فمع ذوبان الجليد في المناطق القطبية المتجمدة سيرتفع مستوى البحر مما يعرض الأراضي المنخفضة للغرق حتماً مثل هولندا التي أنفقت أموال طائلة لتجنب مصير غرق أراضيها المنخفضة تحت مياه الأطلسي على غرار المدن الإيطالية التي تغرق أجزاء من مدنها تحت مياه البحر المتوسط مثل فلورنسا مما دفعها لدفع المليارات للمواطنين فقط لعدم النزوح منها بسبب الغرق، ويوجد تنبؤات بغرق دولاً بأكملها مثل المالديف، وفي مصر تعتبر منطقة الدلتا والساحل الشمالي مهدده بنفس المصير مما سيعرض الأراضي الزراعية للبوار بسبب المياه المالحة في عصر تكافح فيه الحكومة المصرية لتوسيع الرقة الزراعية بمشاريع ملياريه التي تآكلت بالفعل بسبب البناء المخالف عليها، وإن كانت “الدلتا الجديدة” بارقة أمل إلا أن الغرق سيزيد الضغوط على موارد مصر المائية وأمنها الغذائي.
والملفت للانتباه تصريحات الرئيس بوتين منذ أيام عن خطة لتطوير طرق النقل بالقطب الشمالي بما يُعرف “بممر الشمال” كبديل لقناة السويس وهي فكرة قديمة إلا أن الجليد بالشتاء يشل حركة التجارة، ومع انتقال تنافس الناتو وروسيا على مناطق النفوذ الجيوسياسي والجيواستراتيجي للشمال والتغير المناخي، سيصبح ممر الشمال حقيقي مع تشغيله بالصيف والشتاء، مما يمثل مأزق خطير لقناة السويس!

وعلاوة على هذا، ستتكرر موجات الحرارة المرتفعة كل ١٠ سنين رغم تكرارها بالماضي كل ٥٠ سنة، وستؤثر بالسلب على أغلب سكان العالم في الدوام بالعمل وهو ما حدث بالفعل في اليونان العام الماضي حينما منحت أجازه لموظفيها بسبب موجة الحر الشديدة، وتكرارها سيتسبب في موجات جفاف واسعة في عدة دول خاصة المتاخمة للمناطق الصحراوية مثل الصحراء الكبرى الأفريقية وكذا أزمات مياه خانقة وموجات نزوح بشرية ضخمة، مما يعيد للأذهان ما حدث بدارفور من اقتتال طاحن كان سببه المباشر الشح المائي وتراجع المراعي مع موجات الجفاف المتتالية، وتعتبر بحيرة أرال بآسيا الوسطى نموذج صارخ حيث جفت مياهها في فترة قياسية وظلت مراكب الصيادين على أرض البحيرة الجافة في مشهد مروع التي كانت يوماً تعج بالصيادين والأسماك.

ولا يعتبر حوض نهر النيل في منأى من هذا السيناريو المفزع، بل كانت إدارة المياه بفترة الجفاف الممتد نقطة شديدة المحورية في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، ومن سنوات عدة دخلت مصر بتصنيف الشح المائي، أما السودان وإثيوبيا فقد عانتا ويلات الحروب بسبب الجفاف الذي دفع القبائل للقتال من أجل الآبار بل ومطالبة أقاليم انفصالية بالاستقلال مع شح الماء والموارد.
هذا بجوار الاضطرابات البيئية كالفيضانات وحرائق الغابات التي ستصبح أقل توقعاً وأكثر عنفاً، وخسائر مالية ضخمة بالدول التي لديها مشاريع يعتبر استقرار ودفء المناخ عامل تميز كما حدث بتركيا واليونان بالصيف الماضي حينما دمرت حرائق الغابات منتجعات فاخرة.

وكذلك سيحدث عدم انتظام للنشاط الزراعي مع فقدان القدرة على زراعة المحاصيل التي تعطي بعض الدول ميزة عن أخرى بسبب مناخها، وسيضطر أغلبهم لتغيير محاصيله لتتناسب مع ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.

ولا شك أن الأمراض ترتبط بالمناخ الذي يوفر لها البيئة الحاضنة والمحفزة للتحول إلى وباء، وكثير من الفيروسات والجراثيم التي لا تمثل تهديد الآن قد تتحول بفضل توفر مناخ مختلف لأوبئة عالمية، ففي الماضي كان تكرار الأوبئة يحدث خلال فترات متباعدة قد تصل لقرون مثل الطاعون أو الموت الأسود تلك الجرثومة التي ضربت العالم خلال قرون متباعدة وقد تنكمش تلك الفترة لتصبح سنوات بفضل التغير المناخي! ومع زيادة تلوث الهواء ستزيد الأمراض ذات الصلة مثل أمراض الرئة وهو ما سيؤثر حتماً بالقوة الإنتاجية لدى الانسان بالمستقبل.

ولن تكون البنية التحتية في مأمن من تبعات الأزمة، ففي ألمانيا توقفت حركة القطارات بالصيف مع تمدد قضبان الحديد، وتعطلت شبكات الكهرباء ببعض الدول بسبب موجات الحرارة المرتفعة التي لا تتحملها شبكة الكهرباء، وللتكيف مع الوضع الجديد ستضر الحكومات لإنفاق تريليونات الدولارات مما يعني ضغوط اقتصادية أشد على شعوبها للنجاة من الكارثة العالمية القادمة!

ورغم تسابق الدول لتحقيق الحياد الكربوني، إلا أن السؤال لم يعد كيف بل مَن سينجح في التكيف والبقاء؟

إقرا أيضا

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8f%d8%af%d8%af-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/04/%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d9%87-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82.html

داعش ليس الخطر الوحيد.. تغير المناخ التهديد الأكبر بـ شمال وشرق سوريا

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن النزاع المسلح وانتشار تنظيم داعش ليس الخطر الأكبر الذى يهدد منطقة شمال شرق سوريا.
وأكدت فى تقرير لها إن تغير المناخ وجفاف الأنهار بالمنطقة أدي إلى جعل الاستقرار أكثر خطورة بعدما بات الخبز اليومي صعب المنال في شمال شرق سوريا.

طوابير الحسكة
وأشارت إلي الطوابير التي تتجمع أمام مخبز قديم في الحسكة، من أجل الحصول على أكياس الخبز المدعوم ، الذي يباع بنحو ربع سعر السوق.
ويعتمد المخبز على الآلات القديمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الحرب، وعلى حبوب الذرة التي جعلت من الطحين الملقى في أوعية الخلط أصفر اللون بدلا من أبيض.
ونقلت عن مدير مخبز الحسكة قوله أن تجربة خلط الطحين بحبوب الذرة بدأت قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، وذلك لتجنب نقص الخبز.

https://alshamsnews.com/2021/11/%d8%ac%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%88%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%8a%d8%a7%d9%87-%d9%88%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%b3.html

وسخر أحد المزارعين ويدعى خضر شعبان (48 سنة)، وهو مزارع حبوب بالقرب من بلدة الشدادي، قائلا “نحن كنا نطعم الذرة للدجاج.. أصبحنا نأكلها اليوم”.
وبعد عقد من الحرب، تضاعفت أسعار سلة الخبز بسوريا بسبب الجفاف الذي طال أمده في المنطقة بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم، والاقتصاد المدمر والبنية التحتية المدمرة وزيادة الفقر.

تحذيرات من مجاعة بسوريا

وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قد أعلن في الصيف الماضي، أن ما يقرب من نصف السكان في جميع أنحاء سوريا، أفاد ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع هذا العام.
وتسببت الأزمة الإقتصادية فى ترك المزارعون العديد من حقول الأرض الحمراء غير قادرين على شراء البذور أو الأسمدة أو الوقود لتشغيل مضخات المياه لتعويض انخفاض هطول الأمطار في السنوات السابقة.
وفقا لما نقله التقرير عن المزارعين والمسؤولين الحكوميين ومنظمات الإغاثة فإن القمح بات أقل جودة ويباع بسعر أقل بكثير مما كان عليه قبل الجفاف الحالي قبل عامين.
وبحسب نيويورك تايمز تقوم المنطقة شبه المستقلة في شمال شرق سوريا، والتي تحتاج بشدة للحصول على السيولة وعلاقات مستقرة مع دمشق، ببيع الكثير من محصولها من القمح للحكومة السورية، مما يترك القليل لسكانها.

مات هول، المحلل الإستراتيجي في منظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، يري أن مشكلة تغير المناخ مقترنة بمشاكل أخرى، لذا فهي ليست مجرد شيء واحد.

ونقلت نيويورك تايمز عن هول قوله “هناك حرب وعقوبات والاقتصاد مدمر، لا يمكن للمنطقة أن تتحمل الأزمة عن طريق استيراد القمح لأنها لم تعد تملك المال”.
ومنذ آلاف السنين، رعى نهر الفرات وأكبر رافده، نهر الخابور، الذي يمر عبر محافظة الحسكة، بعض أقدم المستوطنات الزراعية في العالم، لكن الأنهار تجف.
وبحسب وكالة ناسا الأميركية، التي تدرس تغير المناخ ، فإن الجفاف الذي بدأ في عام 1998 هو الأسوأ الذي شهدته بعض أجزاء الشرق الأوسط منذ تسعة قرون.

وخلال العامين الماضين، شهدت شمال شرق سوريا، جفافا حادا أتى وفق منظمات إنسانية، على مساحات زراعية واسعة تعتمد أساسا على مياه الأمطار، في بلد يعاني 60 في المئة من سكانه من انعدام الأمن الغذائي.
و بحسب فرانس برس، توقعت الأمم المتحدة أن يتراجع إنتاج الشعير 1,2 مليون طن العام الحالي، ما يصعب تأمين العلف للحيوانات خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتري نيويورك تايمز أن الفقر المدقع وانعدام الفرص في جميع أنحاء المنطقة، ساهما في انضمام بعض الشباب إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
كما يري مات هول المحلل الإستراتيجي في منظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية إن المظالم التي تفاقمت بسبب تغير المناخ هي نفسها التي تدفع بخيبة الأمل والتجنيد من قبل داعش.
وبحسب هول فقد أدى الجفاف المستمر أيضا إلى دفع العائلات من المزارعين للهجرة إلى المدن حيث توجد المزيد من الخدمات ولكن حتى فرص أقل لكسب العيش.
وهناك سدان أساسيان على نهر الفرات هما سد تشرين في ريف حلب الشمالي، وسد الطبقة حيث تقع بحيرة الأسد الضخمة في ريف الرقة الشرقي.
يغطي السدان 90 في المئة من حاجات شمال شرق سوريا من الكهرباء، بما فيها التيار اللازم لمحطات ضخ المياه. ويهدد تراجع منسوب المياه اليوم عملهما أيضا.
و وفقا لفرانس برس، يحذر مدير سد تشرين منذ 13 عاما حمود الحماديين من “انخفاض تاريخي ومرعب” في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999.
وتراجع منسوب المياه في السد خمسة أمتار منذ ديسمبر الماضي، وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى ما وصفه الحماديين بـ”المنسوب الميت”، ما يعني أن تتوقف عن العمل.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2021/12/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9.html

 

https://alshamsnews.com/2021/12/%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d9%81%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%b7%d8%b4%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d8%a3%d9%83%d8%a8%d8%b1.html

 

Exit mobile version