احتلها الحشد الشعبي وطرد أهلها..”جرف الصخر” معقل الميليشيات الشيعية بالعراق

رغم مرور أكثر من 10 سنوات على تحرير مدينة جرف الصخر التي تقع على بعد نحو 60 كلم جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد، من تنظيم داعش الإرهابي آلا أن أهلها مازالوا ممنوعين من العودة إليها.

وتعتبر جرف الصخر من المناطق ذات الغالبية السنية في العراق وتتبع إداريا محافظة بابل،  وتمتد من عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار شمالا وصولا إلى الحلة مركز محافظة بابل جنوبا وكربلاء، ومن الجهة الشرقية تتصل بمناطق اليوسفية واللطيفية والمحمودية (المعروفة سابقاً بمثلث الموت) التابعة لبغداد، أما من جهة الغرب فهي مفتوحة على صحراء الأنبار.

ينتمي معظم سكان جرف الصخر إلي عشائر الجنابيين الذين كانوا محل ثقة صدام حسين في فرق الاغتيالات وفرق مهام المخابرات الخاصة والمكتب العسكري لحزب البعث الذي كان يرأسه علاء الدين الجنابي أحد المقربين من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

بين القاعدة وداعش

بعد الغزو الأمريكي للعراق، تحولت المنطقة إلى أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة وكانت منطلقا لمهاجمة القوات الأميركية والحكومية في جنوب بغداد وبابل وكربلاء، والمسؤولة عن تنفيذ التفجيرات الكبيرة المنظمة في بغداد.

في 2010 أصبحت جرف الصخر عاصمة ولاية الجنوب لتنظيم داعش، ومن هناك استمرت المفخخات والانتحاريون وقذائف الهاون بضرب التجمعات المدنية في المسيب والاسكندرية والحلة وكربلاء وبغداد.

وبعد سقوط الموصل في يد داعش 2014، كان التنظيم داعش يعتبر جرف الصخر هي بوابة إكمال فتوحاته في العراق لإسقاط بغداد وبابل وكربلاء والنجف وصولا إلى البصرة، حسب ما أعلنه محمد العدناني المتحدث بإسم التنظيم بعد سقوط الموصل بأيام، لذلك قام التنظيم بالدفع بمئات المقاتلين إلى القرى والأرياف والقصبات التابعة لناحية جرف الصخر تمهيدا للهجوم الكبير على بغداد والحلة وكربلاء، خصوصا أن الأنظار كانت تتجه إلى احتمال تعرض بغداد للهجوم من جهة مناطق التاجي وأبو غريب القريبة من المطار حيث تتواجد هناك أفضل الوحدات القتالية العراقية.

وفي خريف 2014، تحولت بلدة جرف الصخر إلى ساحة معارك بين قوات الأمن العراقية، المدعومة بميليشيا الحشد الشعبي من جهة، ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى.

تحرير أم تهجير

وفي أواخر أكتوبر من عام 2014، أصبحت جرف الصخر ضمن قائمة المناطق العراقية المحررة من داعش، لكن تزامن ذلك مع تهجير للسكان على يد قوات الحشد الشعبي رغم الإعلان بشكل رسمي تحرير المدينة من التنظيم الإرهابي.

ومنذ عام 2014، بدأ سكان جرف الصخر بالخروج منها تحت ضغط السلاح، حتى خلت تماما منهم بحلول عام 2017، نفس العام الذي أعلن فيه العراق دحر تنظيم داعش.

ومنذ ذلك الحين، تسيطر فصائل تابعة للحشد الشعبي العراقي، وأخرى تابعة للميليشيات، على منطقة جرف الصخر بشكل شبه كامل، وأطلقوا عليها اسم “جرف النصر”، بعدما غادر أهالي المنطقة الزراعية الخصبة مساكنهم، نتيجة العمليات العسكرية.

ورغم مرور 10 سنوات على تحرير المنطقة من داعش، مازال أهالي جرف الصخر ممنوعين من العودة لمزارعهم ومنازلهم، كما تم استثنائهم من إعلان وزارة الهجرة والمهجرين العراقية الصادر 2022 بأنه ستتم إعادة كل النازحين إلى مناطقهم المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

ووفق قاعدة البيانات الرسمية التي نشرتها وسائل إعلام عراقية، يوجد 7500 عائلة نازحة من جرف الصخر.

ومنذ سيطرة الميليشيات على تلك المنطقة، لا يُعرف ماذا يدور بداخلها، حيث أنها محاطة بالسرية التامة، وهو ما دفع إلى تداول كثير من الشائعات حول ما تحتويه القاعدة المحصنة التابعة للميليشيات.

وكان تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عام 2014  قد ذكر إنه “بعد 4 أشهر من المعارك بين تنظيم داعش والجيش العراقي، تدفق نحو 10 آلاف من رجال الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة إلى منطقة جرف الصخر، وذلك حسبما أعلن لهادي العامري قائد فيلق بدر المدعوم من إيران والذي نسق العملية”.

تدفق الميليشيات الشيعية على جرف الصخر تزامن مع عملية تهجير واسعة النطاق لسكان المنطقة، حيث تراوحت الأرقام تتراوح بين 130 ألف، إلى 150 ألف نسمة تم تهجيرهم بحسب بيانات مركز جنيف الدولي للعدالة في سويسرا.

دولة داخل الدولة

ذكر تقرير لمعهد دراسات الحرب الأميركي، أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران أخلت جرف الصخر من سكانها، وطوقتها منطقة مغلقة، ومنعت الدخول إليها وغيرت اسمها لـ”جرف النصر”.

وحسب قناة الحرة الأمريكية فقد اعتبر مايكل نايتس، الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن “ما هو مهم جدا في جرف الصخر، أنها كبيرة، ولا يسمح لقوات الأمن العراقية بدخولها، المنطقة ضاعت وصارت كثقب أسود في العراق، جزء منه تسيطر عليه إيران، ولا أحد في البلاد يمتلك السلطة لاستعادتها”.

ليس قوات الأمن العراقية فقط الغير مسموح لها بدخول المدينة فالأمر يمتد لأكبر قيادات الدولة العراقية، فبحسب الإعلامي العراقي، مهند الغزي، فإن” جرف الصخر أصبح عبارة عن قاعدة محصنة لا يستطيع أحد دخولها، حتى رؤساء الوزراء لا يستطيعون دخول المنطقة”، بحسب قوله.

دولة جرف الصخر كما يمكن وصفها تؤكدها تصريحات أحد منسوبة لرئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أعلن فيها إن “جرف الصخر الآن معسكر.. معسكر للفصائل المسلحة، ولا أحد قادر على دخولها”.

وهو نفس ما أعلنه رئيس الحكومة العراقية الأسبق، إياد علاوي، في تصريحات متلفزة، ما إن “جرف الصخر أصبحت مستقلة فيها معامل ومصانع ومعتقلات”.

لهذا احتلتها الميليشيات

سطوة الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق تكشفها أكثر تصريحات رئيسة لجنة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المعنية بالاختفاء القسري، باربرا لوشبيهلر، حيث ذكرت بحسب بحسب وسائل إعلام أنه “أحيانا يخرج الأشخاص الذين يتحكمون في المنطقة لنقل ميليشيات معينة، ويهددون علنا أي مسؤول عراقي ‘إذا اقتربت من المكان ستندم’، وهذا يعني أن الناس خائفون جدا من الذهاب إلى جرف الصخر، أو حتى التعامل مع هذا الملف”.

وفق الكثير من التقارير فقد أصبحت جرف الصخر”قاعدة عسكرية إيرانية” داخل العراق نظرا لسيطرة الميليشيات الموالية لطهران عليها بشكل كامل.

اهتمام الميليشيات الإيرانية بجرف الصخر دون غيرها من مدن العراق يرجع بحسب خبراء إلى المكانة العسكرية والاستراتيجية لهذه المنطقة التي يوجد بها ثلاث منشآت مهمة وأبنية كاملة جاهزة مخصصة للأمور العسكرية، كما إن المنطقة المجاورة لجرف الصخر كانت مركز المجمع الصناعي العسكري في عهد صدام حسين، وبالتالي كانت موقعا للمنشآت، الخاصة باختبار القذائف والصواريخ إضافة لتوافر الخدمات والمرافق، كالهرباء، والصرف الصحي وكل الخدمات، التي يجعل المنطقة أشبه بالمعسكر المتكامل.

وكان المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة، ناجي حرج قد ذكر في تصريحات صحفية: “المعلومات لدينا هي أنه استخدمت بعض المصانع القديمة، التي كانت تابعة للدولة قبل عام 2003، وأنه يجري التعاون مع الحرس الثوري الإيراني في كل هذه القضايا، مشددا على أنه عندما لا يسمح لأي مسؤول عراقي بالذهاب إلى جرف الصخر، والتجول في جرف الصخر، وعندما لا يسمح للأهالي بالعودة، إذاً هنالك أمر خطير جدا يجري إخفاؤه”.

كما تحتوي المنطقة بحسب مايكل نايتس، زميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على منشآت ضخمة تحت الأرض محصنة ضد الهجمات العسكرية، وبالإمكان إخفاء الكثير داخل تلك الأنفاق الكبيرة كمراكز تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ”.

هذه الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لجرف الصخر ربما كانت نقمة على أهالي المدينة الذين يبدو انه كتب عليهم البقاء نازحين داخل وطنهم ، خاصة أن الميليشيات ومن خلفها، إيران، لا تبدي أي نية للجلاء عن المنطقة على الأقل في المستقبل القريب.

لمواجهة الاحتجاجات | إيران تستعين بـ ميليشياتها بلبنان والعراق وسوريا

أكدت تقارير صحفية أن إيران قررت سحبت عناصر من ميليشياتها المتواجدة بسوريا لمواجهة المظاهرات داخل أراضيها.
وبحسب موقع “إنتليجنس أونلاين” الاستخباراتي أن النظام الإيراني سحب جزءاً من ميليشياته الموجودة لدعم حكومة ميليشيا أسد في سوريا، وذلك لمواجهة الاحتجاجات المدنية المتصاعدة في المناطق التي تشهد توترات أمنية.
وقال الموقع في تقرير نشره، الجمعة، إن ميليشيا الحرس الثوري تواجه صعوبات في إيران، حيث بدأ النظام بمراجعة إعادة انتشار الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق وحتى لبنان من أجل تكييفها مع الأوضاع المتصاعدة في المناطق الإيرانية التي تشهد توترات.
وأشار الموقع إلى أن قائد ميليشيا فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إسماعيل قاآني، اضطر إلى تعزيز أجهزته العسكرية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المستمرة، وذلك من خلال إعادة بعض رجال ميليشياته المنتشرين في سوريا، حيث لم تعد جبهات القتال هناك الآن بحاجة إلى تلك الميليشيات المسلحة.
ولفت إلى أن مجموعات كاملة من ميليشيات لواء “زينبيون” ولواء “فاطميون” التي تتكون من عناصر شيعة ينحدرون من باكستان وأفغانستان عادت إلى أكثر محافظات إيران توتراً، وهما سيستان وبلوشستان.
وفي هذا الصدد، بيّن الموقع أن إيران سيّرت رحلات طيران من دمشق إلى طهران عبر شركتي “ماهان إير” و”إيران إير” الإيرانيتان من أجل نقل عناصر تلك الميليشيات.

الحشد الشعبي

والأمر نفسه وفق ما قال الموقع حصل مع عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي التي تم نقل عناصرها براً إلى إيران، فيما تم نقل عناصر ميليشيا حزب الله من بيروت إلى طهران بواسطة طائرات شركة القطاع الخاص “ميراج” الإيرانية.
ووفقاً لمعلومات الموقع، فقد تبرعت زينب سليماني، ابنة زعيم ميليشيا فيلق القدس النافق قاسم سليماني الذي قُتِل في يناير 2020، بمبلغ 2.5 مليون دولار؛ لتشجيع مقاتلي ميليشيا حزب الله على الانضمام إلى فيلق الحرس الثوري.
إلى ذلك، فإن خلية مؤلفة من أعضاء النظام الإيراني المؤيدين لسياسات متشددة، لا تزال تعمل على تنسيق الرد العسكري على الاحتجاجات.
ويرأس هذه الخلية حسين سلامي، المسؤول عن الحرس الثوري، وتضم أيضاً وزير الداخلية أحمد وحيدي، ووزير المخابرات إسماعيل الخطيب، وقائد ميليشيا الباسيج غلام رضا سليماني، وقائد القوات الخاصة في الشرطة حسين كرمي، وكذلك رئيس شرطة الآداب البائدة محمد رستمي تشيشمة غاتشي.
إلا أنه وبالرغم من التماسك في قمة التسلسل الهرمي للنظام الإيراني، فإن بعض الشخصيات داخل هذا النظام بدأت بالحديث لصالح المتظاهرين، وكان منهم شخصيات من داخل المؤسسة الدينية منها الرئيس السابق محمد خاتمي، ورجل الدين البارز آية الله، جواد العلوي البروجردي، والإمام السني مولوي عبد الحميد.

تشكيك بالرواية
وخلافاً لما تناقلته وسائل الإعلام الغربية حول انسحاب تلك الميليشيات، كشفت مصادر خاصة بحسب موقع أورينت حقيقة انسحابها، مؤكدة أن تلك الميليشيات تعمّدت إجراء تحركات وتنقلات في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الغارات الإسرائيلية على مناطق سيطرة أسد.

وقالت مصادر خاصة بحسب أورينت، إن الميليشيات الإيرانية غيّرت في الأسابيع القليلة الماضية من مواقع تمركزها، ونقلت عناصر ومستودعات للذخيرة والسلاح إلى مواقع جديدة، كما قامت بتعزيز نقاط خشية استهدافها.
أكدت المصادر أنه بالتوازي مع تلك التحركات عززت الميليشيات الإيرانية نقاط انتشارها جنوب دمشق، ولا سيما في السيدة زينب وبعض تلال صحنايا، حيث تم نقل شحنات كبيرة من الأسلحة تحوي صواريخ وأجهزة مراقبة وغيرها.
ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، عملت إيران على تجنيد عشرات الميليشيات من مقاتلين محليين وأجانب للقتال إلى جانب حليفها الأسد في سوريا، تحت شعارات حماية المراقد المقدسة، إلا أنها في الحقيقية عمدت إلى تلك السياسة لتقوية تدخلاتها في المنطقة العربية تحقيقاً لمصالحها.
وخسرت ميليشيات إيران مئات العناصر والقياديين من صفوفها خلال مشاركتها في الحرب السورية في السنوات الماضية، كان من أبرزهم قائد ميليشيا فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020.

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a2%d9%85%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a5%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%8a%d8%b1.html

جرائم”أبو غريب” تعود لـ العراق..تفاصيل جريمة تعذيب بشعة تهز كركوك

يبدو أن جرائم التعذيب التي شهدها سجن أبو غريب فى العراق خلال فترة الاحتلال الأمريكي ما زالت عالقة فى أذهان بعض القيادات الأمنية والسياسية.
ومازال التعذيب فى مراكز الاحتجاز الشرطية وسيلة للانتقام وتصفية الحسابات والخلافات في ظل انتشار الميليشيات المسلحة وغياب القانون.
وكشفت وسائل إعلام دولية عن جريمة تعذيب تعرض لها شاب عراقي من محافظة كركوك علي يد ضباط بالشرطة الاتحادية ما أدي لفقده غالبية أصابع يديه.
وبحسب وسائل إعلام، ينتظر حسن محمد، وهو شاب عراقي من محافظة كركوك، أن تنصفه الحكومة العراقية بمحاسبة ضباط الشرطة الاتحادية الذين عذبوه أثناء فترة احتجازه.

مأساة حارس آمن
ووفقا لقناة الحرة ، لم يكن حسن يعلم أن تنفيذه لواجبه كحارس في المنطقة الصناعية بمحافظة كركوك، سيتسبب بسجنه لأكثر من سنة، وتعرضه إلى تعذيب شديد مازال يعاني آثاره النفسية والجسدية.


وقال حسن: “أثناء فترة حراستي في المنطقة الصناعية يوم 21 تموز (يونيو) 2021، حاول رجل يرتدي ملابس مدنية كسر قفل باب إحدى المحلات لأخذ قطع غيار خاصة بزجاج السيارات لكنني منعته، فأبى وأبلغني أنه منتسب في استخبارات الحشد الشعبي، وسجل اسمي لديه، وبعد مرور ستة أيام على الحادثة داهمت قوة من الشرطة الاتحادية المنطقة واعتقلتني، ونُقلت إلى استخبارات الفرقة الخامسة من الشرطة الاتحادية”.

انتقام الحشد الشعبي
ويشير إلى تفاجئه عند بدء التحقيق بأنه معتقل بتهمة “الانتماء لتنظيم داعش” وخلال الأيام الخمسة الأولى من التحقيق، حقق معه ضابطان برفقتهما الرجل الذي تشاجر معه.
يضيف حسن: “خلال الأيام الـ 21 الأولى من اعتقالي، كانوا يعذبونني بشتى الوسائل، استخدموا معي الضرب المبرح والصدمات الكهربائية والخنق بكيس نايلون والغرق عبر توجيه خرطوم ماء عالي التدفق نحو وجهي، وتعليقي من يدي من الخلف لفترات زمنية طويلة، كما أجبروني تحت هذا التعذيب على الاعتراف بأنني إرهابي”.
ويؤكد أنه عندما عُرض على القاضي لمحاكمته أنكر انتماءه لداعش أو أي جماعة إرهابية أخرى، وبيّن للقاضي أن الاعترافات التي أدلى بها في التحقيق انتُزعت منه بالقوة.

كما منعت الشرطة حسن من الحديث إلى والديه وعائلته في المحكمة، لذلك سجل والده شكوى ضد الشرطة الاتحادية بعد معرفته بتعرض ابنه للتعذيب، بعد أن شاهد آثار الحرق على أصابعه في المحكمة، لكن شكواه لم تمنع المحققين من مواصلة تعذيب حسن!
يمضي حسن بالقول: “بعد جلستين من المحاكمة عاودوا تعذيبي لمدة 16 يوماً، وهددوني بأنهم سيكثفون من التعذيب ويستخدمون وسائل أبشع إذا لم أعترف بأني إرهابي في الجلسة المقبلة من المحاكمة”.

تفاصيل التعذيب
“كانوا يعلقونني يوميا من يديَّ إلى الخلف تحت الشمس من الساعة 11 صباحا حتى وقت الغروب، وكنت أفقد الوعي من شدة الإعياء، وفي المساء يرمونني في الزنزانة بين المساجين والذين بدورهم يعتنون بي ويطعمونني في وقت كنت مريضا جدا وفاقدا الوعي”، يتابع حسن.
ويبيّن “: عندما بدأت الغرغرينا تنخر أصابعي ويديَّ اضطرت إدارة السجن لنقلي إلى المستشفى، وأبلغوا الطبيب أن حروق يدي ناجمة عن الاحتراق بالشاي الساخن، لكن الطبيب لم يصدق روايتهم وأبلغهم أنه يجب إجراء عملية لبترهما بعد يومين وإلا ستمتد الغرغرينا إلى باقي أجزاء جسدي”.

مقايضة وابتزاز
أجرى حسن العملية الجراحية وفقد غالبية أصابعه وأجزاءً من كفيه، وأثناء تواجده في المستشفى زاره أحد المحققين وطلب منه التنازل عن شكواه وسحب الدعوى مقابل الإفراج عنه وترتيب راتب رعاية اجتماعية له، لكن حسن رفض.
يقول: “بعد عدة أيام جاء إلى المستشفى أحد مدراء الشرطة الاتحادية، وسمعته وهو يبلغ الحرس أن يساعدوني على الفرار كي تنقلب الدعوة ضدّي”.
بعد انتهاء مدة بقائه في المستشفى، نُقل حسن إلى مقر الاستخبارات العامة في كركوك ليُحتجز فيها قبل أن يحكم عليه مطلع العام الجاري بالسجن لمدة ست سنوات.
يقول حسن: “نقلوني إلى السجن في بغداد وبعد مضيّ شهرين أفرج عني في محكمة التميز وأعادوني إلى كركوك، لكن عندما وصلت كركوك أبلغوني بوجود دعوة أخرى ضدي تعود لعام 2016 بتهمة الإرهاب، لكن هذه الدعوة كانت منتهية في وقتها لعدم إثبات التهمة، إلا أنهم فعّلوها ضدي مرة أخرى، وسجنتُ على أثرها مجددا لمدة ثلاثة أشهر في كركوك”.

ضغوط عشائرية
أثناء تواجده في السجن، تعرض والده لضغوطات من قبل ضباط التحقيق عبر شيوخ ووجهاء عشائر لعقد صلح عشائري معهم مقابل عدم التعرض لابنه مجددا، لذلك اضطر والده إلى القبول بالصلح وتنازل حسن عن حقه الشخصي خوفاً من أن يتعرض مجددا هو أو أحد افراد عائلته للاعتقال إذا لم يخضع لهم، وعلى أثره أفرج عنه في 28 يونيو الماضي.
وكان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، دعا في 11 نوفمبر الحالي، كل من تعرض للتعذيب إلى تقديم شكوى لدى مستشار رئيس الوزراء لحقوق الإنسان.

وقال المكتب في بيان: “بناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ولأهمية توفير جميع الضمانات القانونية للمتهم أثناء مراحل التحقيق، ومنها عدم انتزاع الاعترافات منه بالإكراه أو قسراً، وفقا لما جاء بالمادة (19- خامسا) من الدستور. لذا نهيب بمن تعرض لأي صورة من صور التعذيب، أو الانتزاع القسري للاعترافات، بتقديم شكواه إلى مستشار رئيس مجلس الوزراء لحقوق الإنسان”.
ودفعت هذه الدعوى حسن إلى إثارة قضيته مجددا للحصول على حقوقه، منتظراً تحركاً حكومياً لمحاسبة الضباط الذين عذبوه.

اتصال مكتب رئيس الحكومة
ويكشف حسن أن مستشار رئيس الوزراء لشؤون حقوق الإنسان، اتصل به مساء الثلاثاء الماضي (اكتفى بذكر اللقب دون الاسم)، وأبلغه أنهم “سيخصصون له راتب رعاية اجتماعية”.

“أجبته، إذا كان راتب الرعاية الاجتماعية يكفي لمعيشة 8 أشخاص سأقبل به، فأبلغني أنهم سيحاولون تسجيلي كضحية من ضحايا الإرهاب”، يبيّن حسن.
وعما إذا كانت الحكومة ستعاقب الضباط المتهمين بتعذيبه، يؤكد حسن: “قال لي مستشار رئيس الوزراء أنني تنازلت عن حقي الشخصي، والضباط نالوا جزاءهم وحُكموا بالسجن 9 أشهر، لكنني أبلغته أن هذه المعلومات غير صحيحة، وأن أحد الضباط نال ترقية ولم يتم عقابهم”.

موضوعات متعلقة

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%ae%d8%b7%d9%81%d9%87-%d9%85%d8%ac%d9%87%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%80-%d8%af%d8%b1%d8%b9%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b0%d9%8a%d8%a8-%d8%b7%d9%81%d9%84-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%80.html

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%aa%d8%b9%d8%b0%d9%8a%d8%a8-%d9%88%d8%ad%d8%b4%d9%8a-%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d9%8a%d8%b4%d8%b9%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b6%d8%a8-%d8%a8%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81.html

إقليم كردستان : حزب الله وراء الهجوم الأخير على أربيل

أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق أن الطائرة المسيرة المفخخة التي استهدف مدينة أربيل، الأربعاء، موجهة من قبل كتائب حزب الله في بلدة التون كوبري (جنوبي شرق أربيل).
وأضاف بيان المجلس أن هذا الهجوم يأتي استمرارا للهجمات التي نفذت للضغط على إقليم كردستان، وأشار إلى أنه “بعد الهجوم أفادت عدة مواقع رسمية تابعة لقوة إقليمية، باستهداف سيارة للموساد الإسرائيلي ومقتل شخص واحد”.
ووصف المجلس هذه الأقوال بالأكاذيب التي لا تمر على أهالي أربيل والمنطقة الذين شاهدوا مكان الهجوم ونوعه وتداعياته بأعينهم.

ضحايا هجوم حزب الله على أربيل
وأكد أن إقليم كردستان لن يكون أبدًا في موقف يهدد الدول الإقليمية، مطالبا هذه الدول باحترام سيادة الإقليم وشعبه.
كان ثلاثة أشخاص أصيبوا خلال الساعات الماضية، بجروح بهجوم طائرة مسيّرة وقع على طريق سريع رئيسي في محيط مدينة أربيل، كما أسفر عن أضرار مادية في السيارات أيضاً.
والموقع الذي انفجرت فيه المسيّرة يبعد ثلاثة كيلومترات من مبنى جديد للقنصلية الأميركية لا يزال قيد الإنشاء، كما يبعد مئات الأمتار من قنصلية دولة الإمارات العربية المتحدّة ومقر أمني تابع لقوات الأسايش، أي قوات الأمن الداخلي في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال العراق.
وذكر البيان أن “طائرة مسيرة مفخخة انفجرت عند الساعة 9:35 مساء على طريق بيرمام في أربيل”. وأضاف “أدى ذلك إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة، فيما تعرّض مطعم وعدة سيارات لأضرار مادية”.

هجمات مماثلة
وشهدت أربيل في العام الأخير عدّة هجمات مماثلة، غالبيتها لم تتبنها أي جهة.
ومطلع مايو، سقطت ستة صواريخ كاتيوشا في منطقة مجاورة لمصفاة نفط في محافظة أربيل، كما استُهدفت المصفاة نفسها الواقعة على بعد حوالى 20 كيلومتراً شمال غرب أربيل، ومطلع أبريل بهجوم بثلاثة صواريخ كاتيوشا، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.
لكن الهجوم الأعنف كان بـ12 صاروخاً باليستياً تبناه الحرس الثوري الإيراني، على أهداف في أربيل في كردستان العراق، قال إنه استهدف “مركزاً استراتيجياً إسرائيليا”، فيما تنفي سلطات الإقليم باستمرار وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها.
وأدّى هذا الهجوم إلى أضرار كبيرة بمنزلٍ للشيخ باز كريم، المدير التنفيذي لشركة كار، وهي شركة نفطية كبرى.
كذلك، شهدت البلاد مطلع العام تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وغالباً ما تُنسب هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

ما هي كتائب حزب الله؟
تعد هذه الكتائب هي الميليشيا الرئيسية في العراق، وتعمل تحت القيادة المباشرة لإيران وتنشر مجموعة واسعة من الخلايا المسؤولة عن العمليات الحركية والإعلامية والاجتماعية، بعضها ممول من الدولة العراقية، بحسب موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
تشكّلت من اندماج “جماعات خاصة” يديرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في الفترة 2005-2007. وأدرجتها الولايات المتحدة في عام 2009 ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية العالمية الخاضعة لإدراج خاص” لمهاجمتها القوات الأمريكية وزعزعة استقرار العراق.
وبحسب المعهد، هي الفصيل الأكثر نفوذاً في قوات الحشد الشعبي العراقية، وتسيطر على الإدارات الرئيسة (رئاسة الأركان، والأمن، والاستخبارات، والصواريخ، والأسلحة المضادة للدروع).
وأكد المعهد أنه توجد أدلة موثقة تظهر أن كتائب حزب الله تنفّذ إجراءات محددة بموجب تعليمات فيلق القدس أو توجيهاته أو تحت سيطرته. كما تزودها طهران بالمساعدة المالية والعسكرية وتشاطر معها المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن المساعدة في اختيار قيادتها ودعمها والإشراف عليها.
وتدير هذه الكتائب “مجلس شورى” يتألّف من 5 إلى 7 أعضاء، بمَن فيهم “مراقب” خارجي من فيلق القدس أو حزب الله اللبناني. وتشغل الألوية 45 و46 و47 التابعة لقوات الحشد الشعبي التي تموّلها الدولة.

ذات صلة 

https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a8%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%af%d9%87%d9%88%d9%83-%d8%a5%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%a1-600-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a5%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa.html

https://alshamsnews.com/2022/06/%d8%a5%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%b4%d8%ae%d8%b5-%d9%81%d9%89-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%82%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a.html

من سيدنا أدم لـ سليماني والمهندس..الحشد الشعبي يعلن قيامة الأرض فى البصرة

نظمت هيئة الحشدد الشعبي بالعراق، عرضا مسرحيا حمل إسم قيامة الأرض وذلك فى مقر تابع للحشد في مدينة البصرة العراقية .
وبحسب وكالة فرانس برس يستعرض العمل ما تقول هذه الفصائل القريبة من إيران إنها إنجازات حققتها في السنوات الماضية، وذلك في إطار ما أطلق عليه مخرج العمل، الإيراني سعيد إسماعيلي، “حربا باردة”.
يبدأ العرض الذى تم تنظيمه فى إحدى ساحات البصرة في جنوب العراق، مع إعلان أحدهم “هيئة الحشد الشعبي تقدّم”…. “عمل مشترك بين الفنانين العراقيين والإيرانيين”، يستعرض قصة آدم إلى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.
ويشارك فى العرض الذى يمتد على مدى ساعتين، نحو 140 ممثلاً مستعرضين أحداثا تاريخية بارزة في الدين الإسلامي في “أضخم عرض مسرحي في العراق: قيامة الأرض”، بحسب إعلان ترويجي للمسرحية خطّ على جدران شوارع المدينة.
ومن المعروف أن الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة، قد تأسس في العام 2014 إثر فتوى من المرجع الشيعي الديني الأعلى آية الله علي السيستاني حضت العراقيين على القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وشارك مقاتلو الحشد إلى جانب القوات العراقية في معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، انتهت بهزيمته في العام 2017. ويعتبر الحشد الشعبي جزءا لا يتجزأ من القوات العسكرية العراقية الرسمية.

نفوذ سياسي كبير لـ الحشد الشعبي بالعراق

وأكتسب الحشد خلال السنوات الماضية، نفوذا وأصبح لاعباً لا يمكن تفاديه في السياسة، ودخل نواب ممثلون له البرلمان للمرة الأولى في العام 2018.
ويتهم قطاع كبير من العراقيين الحشد الشعبي بالتبعية لإيران وبالمسؤولية عن القمع الدامي الذي تعرضت له الانتفاضة الشعبية ضد الفساد التي قامت في أكتوبر 2019.
وتملك هيئة الحشد الشعبي قنواتها التلفزيونية الخاصة، وتنتج أفلاماً ومسلسلات، ولها فرق رياضية خاصة، لا سيما فريق لكرة السلة وفريق لكرة القدم.
يبدأ العرض في باحة مفتوحة تابعة لمقر للحشد، تتوالى أمام أنظار المشاهدين، وسط مؤثرات خاصة وانفجارات وأحصنة وجمال، أحداث تاريخية تعود الى آلاف السنين.
معظم الممثلين المشاركين في العرض عراقيون من طلاب معهد الفنون الجميلة، لكن هناك مقاتلين من الحشد يلعبون دور المقاتلين في المسرحية.

تفاصيل العرض المسرحي قيامة الأرض
وتبدأ القصة بظهور لـ شخصية النبي آدم وسط دخان أبيض وتحت شجرة الثمرة المحرمة، ثمّ يظهر نوح معتلياً سفينته.

ويمرّ العرض على واقعة الطف التي قتل فيها الإمام الحسين، حفيد الرسول محمد، في كربلاء في العام 680 على أيدي جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
ومن الدين ينتقل العرض سريعا إلى العراق المعاصر الذي مزقته الحروب.
في هذا الجزء، يبرز فصل المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مع أصوات إطلاق نار وانفجارات، ورايات الجهاديين السوداء ورجال ملتحين مسلحين في مواجهة مقاتلي الحشد.
وتنتهي المسرحية بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في يناير 2020 بضربة طائرة بدون طيار أميركية في مطار بغداد.
بعد ذلك، يخرج على المسرح مقاتلون من الحشد رافعين نعشي القائدين وصورتين لهما وأخرى للخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية.

إقرأ أيضا

مقتدي الصدر يطالب بـ تصفية الحشد الشعبي وحل الميليشيات المسلحة

فى ذكرى سليماني..هجوم بمسيرتين مفخختين على قاعدة عسكرية في مطار بغداد

هنا كركوك.. الشمس نيوز في قدس الأكراد.. كيف ينظر أهالي المدينة لأحداث 16 أكتوبر في ذكراها الرابعة ؟

انتخابات العراق تقترب من العراك..قوى شيعية تهدد باللجوء لـ القوة وتحذيرات من وقوع كارثة

Exit mobile version