نظرية “Let Them”: سر الراحة النفسية وقبول الحياة

سارة مجدي
أنا دايمًا كنت بعاني من قلق شديد وتعلق للسيطرة على أي حاجة في حياتي..بحاول اعمل الصح و افضل مركزة علي النتيجة..يعني اشتغل واعمل اللي عليا و احسن حاجة و استني ترقية، اعامل شخص بشكل كويس و استني نتيجة معينة انه مثلاً يقدرني و يعاملني بطريقة في خيالي..
قضيت سنين بحاول اسيطر وعشان أوصل لمرحلة التسليم وان مش هقدر اتحكم في حاجة، بقع وأقوم زي طفل لسه بيتعلم المشي..
حاولت أتعلم وأدرب نفسي، وكنت بنجح أوقات وأوقات لأ. فكرة إني مش محبوبة أو مش مقبولة عند شخص كانت عاملة زي إحساس تقيل فوق صدري زي الجبل، وخلتني أتعامل مع مواقف كتير بطريقة أسوأ بسبب إني بحاول دايمًا أرضي الناس. ودي حاجة مش فخورة بيها خالص.

في مرة شفت فيديو صدفة على الإنستجرام لكاتبة اسمها ميل روبينز. الفيديو كان عن حاجة اسمها نظرية “Let Them”، ولما شفت الفيديو حسيت إنه لمسني جدًا. النظرية دي علقت في دماغي بطريقة مش عارفة أنساها، ومن وقتها غيرت حياتي تمامًا..

إيه هي نظرية “Let Them”؟

ميل روبينز شرحت النظرية بطريقة بسيطة جدًا، وقالت: “لو أصحابك مش عازمينك على الغدا الأسبوع ده… سيبهم.
لو الشخص اللي معجبة بيه مش عايز يدخل في علاقة جدية… سيبيه.” الموضوع شكله بسيط جدًا في الأول، بس لما تفكر فيه بجد، مش سهل في التطبيق، خصوصًا لو كنت زيي..

إزاي بتصنع مشاكلك بإيديك؟ الحقيقة الصادمة لقانون الانعكاس!

الفكرة الأساسية إننا بنضيع وقت ومجهود كبير عشان نحاول نخلي الناس يتصرفوا بالطريقة اللي إحنا عايزينها.
النظرية بتقول إنك تسيبهم يتصرفوا على طبيعتهم. الناس هتبان على حقيقتهم من خلال تصرفاتهم، وانت مش محتاج تعمل حاجة غير إنك “تسيبهم”. القرار اللي بجد بيكون عندك هو إنت هتتصرف إزاي تجاه ده.

النظرية دي بتشتغل إزاي؟

غلوريا زانغ، معالجة نفسية ومقدمة برنامج “The Inner Child Podcast”، قالت إن النظرية دي بتخلينا نتحرر من مسؤولية إننا نحاول نسيطر على حاجات برا نطاق تحكمنا. وأكدت إنك عمرك ما تقدر تجبر حد يتصرف بطريقة مش عايزها. ولو حاولت، النتيجة دايمًا هتكون خوف وزعل أكتر.
الكلام ده لمسني جدًا، خصوصًا إني قضيت وقت طويل في حياتي بفكر في قراراتي بناءً على رد فعل الناس، وده خلاني أنسى أنا أصلاً عايزة إيه.
الفكرة بسيطة جدًا: مش هتقدر تتحكم في الناس، لا أفعالهم ولا كلامهم ولا تصرفاتهم. الحاجة الوحيدة اللي تقدر تتحكم فيها هي انت.

اتعلم تسيب الناس يبقوا هما “نفسهم”

اتعلمت إني لازم أقبل الناس على حقيقتهم، سواء كانوا زي ما بحبهم أو لا. دايمًا كنت حاسة بضغوط إني أعيش بالشكل اللي الناس متوقعاه مني، وده خلاني أطبق نفس الضغط على الناس اللي حواليا.
بقيت أسأل نفسي سؤال مهم: “هل أنا بتعامل مع الشخص ده على حقيقته، ولا على الصورة اللي أنا عايزاها؟” لو الإجابة إن ده عن الصورة اللي في دماغي، بعرف إن ده وقت إني أعيد التفكير في نفسي.
كل ما أركز أكتر على قبول الناس كما هما، بشوفهم وبشوف نفسي بوضوح أكتر… حتى لو ده معناه إن الحقيقة مش دايمًا جميلة.

إزاي النظرية غيرت علاقاتي؟

أي نمو أو تطور بيجي دايمًا مع إحساس بعدم الراحة، وده مش حاجة جديدة. لما بواجه حقيقة أي شخص زي ما هو، بقدر أعمل قرارات أوعى عن نفسي وعن نوعية الناس اللي أنا عايز أحيط نفسي بيهم. نظرية “Let Them” أجبرتني أركز على نفسي: إزاي بتعامل مع المواقف اللي بتضغطني، وإيه أنماط التفكير اللي بتتكرر عندي، والمناطق اللي محتاجة تحسين وتطوير.
روبينز بتسمي ده “حماية السلام العاطفي”، والنظرية كمان بتخليني أبعد عن التدخل في حياة الناس وأركز أكتر على حياتي. أنا مش مثالية، بس بقيت أسمح لنفسي أغلط، وأسيب اللي حواليا يغلطوا هم كمان. ببطّل أحاول أسيطر على آراء الناس وقراراتهم. والأهم من كل ده، بقيت أقبل الحياة على حقيقتها، في كل نواحي حياتي.

بين الحب والزواج..ما علاقة الجزمة بـ الاكس

 

و ساعات بضعف و بحاول أقول اللي كنت متوقعاه من الشخص اللي خذلني..بس برجع افكر نفسي ان الشخص التاني اختار الاختيار ده بناء علي تفكيره و تقديره ومش هقدر اغير ده حتي لو واجعني..فبسيبه. بسيب الشخص يتصرف زي ما هو بيتصرف و بفكر نفسي مش هينفع اخلي شخص يحبني او يعمل اللي بحبه و هو مش عايز..لان في الاخر ده هيأذي مشاعري انا..و الشخص لو مش مقرر يتغير او يعمل اللي يفرحني أنا اللي هزعل و هتضغط.

 

الحقيقة إن تطبيق نظرية “Let Them” مش سهل، لكنه مريح لقلبك.

دايماً بفكر نفسي أقبل الناس زي ما هما بدل ما أحاول أغيرهم وده خلاني أتحرر من حمل ثقيل، وبدأت أشوف الحياة بمنظور جديد. مفيش حاجة أحسن من إنك تلاقي السلام جوا نفسك، وتدرك إن قوتك الحقيقية في اختيار ردود أفعالك، مش في التحكم في حياة الآخرين.

أنا لسه بتعلم، ولسه بغلط، لكن لأول مرة في حياتي بحس إني خفيفة… مش مجبرة أثبت حاجة لحد، مش مجبورة أعيش على توقعات الناس. بعيش لحظاتي بحقيقتها، وأدي نفسي وللي حواليا المساحة نكون زي ما إحنا. وفي ده، لقيت نوع من الحرية ماكنتش فاكرة إنها موجودة.
فلو كنت بتدور على طريقة تريح قلبك وتخفف عنك، جرب إنك تسيب الأمور تمشي بطبيعتها… وسيبهم. أوقات كتير، ده بيكون أكبر هدية ممكن تقدمها لنفسك.

 

الفوضى الخلاقة: معارك عربية بين الإنهيار والصمود

بقلم: بهجت العبيدي

في ظل عالم يموج بالأزمات والتحولات السياسية، طُرحت نظرية الفوضى الخلاقة كأداة استراتيجية استخدمتها القوى الكبرى لإعادة صياغة المنطقة العربية وفق مصالحها الخاصة. ورغم الجدل الذي أثارته، فإن آثارها المباشرة كانت واضحة في عدد من الدول العربية التي عصفت بها رياح هذه النظرية، والتي لم تكن مجرد أفكار نظرية بل تطبيقات عملية هدفت إلى تفكيك المجتمعات وإعادة تشكيلها وفق قوالب جديدة.

بلاد الرافدين بلا روافد.. والـ “Gap” التركي السبب

ترجع جذور مصطلح الفوضى الخلاقة إلى الفيلسوف اليهودي برنارد لويس، الذي رأى في الفوضى وسيلة لإعادة بناء المجتمعات بما يخدم المصالح الكبرى للقوى العالمية. وقدمت هذه النظرية نفسها كحالة من الاضطراب المتعمد الذي يُحدث تغييرات جذرية في بنية المجتمعات. وبالنسبة للشرق الأوسط، كان الهدف المعلن من هذه الفوضى نشر الديمقراطية كوسيلة لمواجهة “التطرف الديني”، إلا أن التطبيق العملي للنظرية أدى إلى انهيار دول واندلاع صراعات دموية تركت شعوب المنطقة في حالة من التمزق.

الفوضى الخلاقة في الدول العربية

كانت ليبيا أحد أبرز مسارح الفوضى الخلاقة، حيث أدى التدخل الدولي للإطاحة بنظام معمر القذافي إلى انهيار الدولة. ومع غياب مؤسسات قوية تحمي البنية الاجتماعية والسياسية، تحولت البلاد إلى ساحة صراع بين الميليشيات المسلحة، وأصبحت مسرحًا لتدخلات إقليمية ودولية.

لم يكن العراق بعيدًا عن تطبيق هذه النظرية. فبعد الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003، تفككت مؤسسات الدولة، وسادت حالة من الفوضى. اتسعت الصراعات الطائفية، وأصبح العراق نموذجًا مأساويًا لفقدان الأمن والاستقرار، حيث فشلت كل محاولات إعادة البناء في ظل التجاذبات الإقليمية والصراعات الداخلية.

وشهد اليمن أيضًا موجة عارمة من الاضطرابات، حيث استغلت نظرية الفوضى الخلاقة الخلافات الداخلية لتحويل البلاد إلى ساحة حرب متعددة الأطراف. انهيار الدولة المركزية، تصاعد الصراعات القبلية والطائفية، وتحول اليمن إلى أزمة إنسانية مستمرة، كانت كلها نتائج مباشرة لهذه السياسة.

أما في السودان، فقد أظهرت الأحداث الأخيرة كيف يمكن للفوضى السياسية أن تتطور إلى صراعات دموية. فبعد عقود من الانقسام والاضطرابات، دخل السودان في حلقة مفرغة من النزاعات، حيث ساهم غياب الرؤية السياسية الموحدة وضعف المؤسسات الوطنية في تحويله إلى نموذج آخر للفوضى الخلاقة.

ولقد وصلت الفوضى الخلاقة إلى ذروتها في سوريا، حيث تحولت انتفاضة شعبية إلى حرب شاملة تعددت أطرافها. التدخلات الدولية، وانقسام المعارضة، وصراع المصالح الإقليمية، كل ذلك ساهم في تحويل البلاد إلى ساحة حرب كارثية. ومع تدمير المدن، وتشريد الملايين، وتحول سوريا إلى ملعب لقوى إقليمية ودولية، أصبحت البلاد شهادة حية على الكلفة الباهظة للفوضى الخلاقة.

التجربة المصرية

وسط هذا المشهد المضطرب، برزت التجربة المصرية كحالة مغايرة أثبتت أن الوعي الشعبي والتحام مؤسسات الدولة يمكن أن يكونا حصنًا منيعًا أمام مخططات الفوضى. فمع اندلاع ثورة 30 يونيو 2013، لعب الجيش المصري دورًا محوريًا في الحفاظ على الدولة ومنعها من الانزلاق نحو الفوضى. ولم يكن الجيش وحده العامل الحاسم، بل كان المثقفون والمفكرون المصريون في طليعة المواجهة الفكرية، حيث ساهموا في توعية الشعب بمخاطر انهيار الدولة.

لقد قدمت مصر نموذجًا متكاملًا في مواجهة الفوضى الخلاقة، حيث تعاونت القيادة السياسية مع الجيش ومؤسسات الدولة لحماية البلاد من الانهيار. هذا التحالف بين الشعب والمؤسسات الوطنية أثبت أن الوقوف صفًا واحدًا أمام محاولات زعزعة الاستقرار كفيل بإفشال أي مخططات تهدف إلى نشر الفوضى.

ولإجهاض مخططات الفوضى الخلاقة هذه، يجب أن تدرك الشعوب والدول العربية أن الوقاية خير من العلاج، وأن بناء الحصانة الوطنية يتطلب رؤية شاملة تعتمد على عدة ركائز. أولًا، يجب تعزيز المؤسسات الوطنية لتكون قادرة على مواجهة الأزمات، عبر تطوير البنية الإدارية والأمنية للدولة وإبعادها عن الاستقطابات السياسية أو الأيديولوجية. ثانيًا، يجب ترسيخ ثقافة الحوار والاعتدال داخل المجتمعات، والتأكيد على قيم المواطنة التي تضمن أن تكون الولاءات للوطن وليس للطوائف أو الجماعات.

ثالثًا، يلعب التعليم دورًا رئيسيًا في بناء وعي الأجيال الجديدة، لذا يجب التركيز على تطوير المناهج التي تغرس قيم التفكير النقدي والوحدة الوطنية. رابعًا، لا بد من وجود إعلام واعٍ يكون قادرًا على كشف المؤامرات وتقديم خطاب يرفع الوعي العام بمخاطر الانزلاق إلى الفوضى. كما أن التعاون الإقليمي بين الدول العربية يعد ضروريًا لتشكيل جبهة موحدة ضد التدخلات الخارجية التي تستغل نقاط الضعف. وأخيرًا، فإن الاستثمار في الشباب باعتبارهم طاقة المستقبل، عبر توفير فرص العمل وتشجيعهم على المشاركة السياسية، هو الضمانة الحقيقية لحماية المجتمعات من أي محاولة لزعزعة استقرارها.

إذا تمكنت الشعوب والدول العربية من العمل وفق هذه الركائز، فإنها لن تكتفي بإفشال خطط الفوضى الخلاقة فحسب، بل ستفتح أبوابًا جديدة لبناء مستقبل مستقر ومزدهر للأجيال القادمة.

إزاي بتصنع مشاكلك بإيديك؟ الحقيقة الصادمة لقانون الانعكاس!

سارة مجدي

في علم النفس، قانون الانعكاس بيقول إن الإنسان زي المراية، حياته بتعكس أفكاره ومشاعره وأفعاله. بمعنى إن اللي بتحس بيه أو بتفكر فيه، بيترجم لطريقة تصرفك، واللي بدوره بيجذب نفس الطاقة من العالم اللي حواليك. لو كنت مليان سلبية وغضب، هتلاقي إن المواقف والأشخاص اللي بتقابلهم غالبًا بيعكسوا المشاعر دي. ولو كنت مليان إيجابية وتقبل، هتلاقي إن حياتك هتتغير للأحسن..
في كتير مش بيصدقوا في علم النفس أو قوانينها، ولا أنا كنت بصدق أنا جربت اصدق على سبيل التجربة و الفضول..قلت لنفسي مش جايز حياتي تتغير؟ هخسر ايه ؟ و أغنية الفنان محمود العسيلي في الخلفية “ما هي كده كده بايظة” و قلت اجرب ..
جالي وقت في حياتي و كان جوايا غضب و خذلان من أشخاص و مواقف و شغل مش متقدرة فيه..و فضلت مكاني، وكل حاجة مش حباها موجودة مكنش قدامي حل الا انا اجرب..

تعالوا نعرف حدوتة نور الأول!

في يوم من الأيام، نور كان واقف على شاطئ البحر وقت الغروب. الموج كان بيطلع وينزل قدامه، والسكون حوالين المكان كان بيحسسه بغربة غريبة. نور كان بيمر بفترة صعبة في حياته، مليانة إحباط وتوتر. كل حاجة حواليه كانت بتضغط عليه، شغله مش مستقر، علاقاته مع أصحابه وأهله متوترة، وحتى صحته النفسية مش في أحسن حالاتها.
وقف قدام البحر وقال بصوت واطي كأنه بيكلم نفسه:

“ليه كل حاجة ضدي؟ ليه الدنيا مش ماشية زي ما أنا عايز؟”

في اللحظة دي، شاف راجل كبير في السن، قاعد قريب منه، باصص للمية وكأنه بيفكر في حاجة عميقة. الراجل لاحظ نظرات نور الثقيلة وقال له بابتسامة هادية:

“شايف البحر ده؟”
نور استغرب السؤال ورد بحذر:

“أيوة، شايفه… ليه؟”
الراجل أشار بإيده على الموج وقال:

“الموج ده بيعكس كل حاجة بتحصل حواليه. لو رميت حصى في المية، هتعمل دوائر ترجع لك. ولو حطيت إيدك بهدوء، المية تبقى هادية. حياتنا زي المية دي. اللي بتبعثه للعالم، بيرجع لك.”
نور بص للمية، لكنه ما فهمش الفكرة بشكل كامل. سأل الراجل:

“تقصد إيه؟ يعني أنا السبب في اللي بيحصل لي؟”
الراجل ابتسم وقال:

“مش بتلوم الظروف ولا الناس؟ كل حاجة بنحس بيها أو بنعملها بتنعكس علينا. لو فكرت في اللي ناقصك طول الوقت، هتفضل حاسس بالنقص. لو شفت كل حاجة سلبية، هتلاقي الدنيا كلها سودا. لكن لو بدأت تغير جواك، هتلاقي اللي حواليك بيتغير.”
نور فضل ساكت شوية، كان كلام الراجل بيحرك حاجة جواه. سأل:

“طب يعني أعمل إيه؟ أغير إزاي؟”
الراجل قام وأخد خطوة ناحية البحر، ونور تبعه. الراجل قال:

“جرب تبدأ بحاجة بسيطة. زي البحر ده، حاول تكون هادي. لو حد زعلك، بدل ما ترد بنفس السلبية، رد بابتسامة، سامح او متسامحش متردش حتي.
لو حسيت انك مضايق، فكر في حاجة واحدة حلوة حصلت لك او قدام عنيك في حاجة حلوة انت اصلاً مش شايفها. التغيير مش بيحصل في يوم وليلة، لكنه يبدأ بخطوة واحدة حتى لو صغيرة.”
نور بدأ يفكر في كلام الراجل، وهو راجع بيته قرر يجرب. من اليوم ده، بدأ يغير الطريقة اللي بيشوف بيها نفسه والدنيا. لما كان يواجه مشكلة، بدل ما يغرق في السلبية، كان بيفكر: “إيه اللي ممكن أعمله عشان أغير الوضع..أو اغير اللي حاسه ازاي؟”
مع الوقت، نور لاحظ إن حياته بتتحسن. علاقاته بقت احسن، شغله بقى مستقر أكتر، وحتى هو نفسه بقى مرتاح. نور فهم إن البحر كان بيعلمه درس بسيط:
الدنيا بتعكس اللي جواك، زي المية اللي بتعكس السما. لو حطيت جواك نور، الدنيا كلها هتنور معاك.

قانون الانعكاس باختصار بيقول إن حياتنا ومشاعرنا وأفكارنا بتعكس اللي جوانا. يعني، اللي بنشوفه في الناس أو في المواقف حواليك، غالبًا بيكون انعكاس لحاجة فيك أنت، سواء حاجة إيجابية أو سلبية.

 

إزاي ده بيأثر علينا؟

1. مشاعرك هي المراية
لو حد بيزعلك أو بيضايقك، جرب تسأل نفسك: “هل اللي بيعمله بيعكس حاجة أنا مش عاجباني في نفسي؟” مثلًا، لو انت بتشوف حد أناني وبتضايق منه جدًا، ممكن تكون دي صفة عندك بتحاول تهرب منها أو تتجاهلها؟ لو حد بيعمل حاجة بتضايقك اكتر من مرة ؟ هل الموقف ده اتكرر معاك قبل كده ؟ اسأل نفسك ايه اللي كنت محتاجه زمان ومحصلش و اتضايقت اوي عشان غالباً انت مشاعرك لسه مخزنها تجاه الموقف ده بالتحديد..خد مسؤولية انك تغير احساسك اللي جوه قبل ما تحاول تغير الشخص اللي بيضايقك..

2. العلاقات انعكاس للذات
العلاقات اللي بتدخلها بتعكس حالتك الداخلية. لو كنت في حالة رضا وسلام داخلي، هتلاقي نفسك بتنجذب لناس بيقدروا ده. ولو كنت في صراع أو غضب، ممكن تلاقي نفسك بتجذب ناس بتعكس نفس المشاعر.
لما تدرك إن المواقف اللي بتحصل حواليك هي مراية ليك، هتبقى عندك فرصة كبيرة إنك تطور نفسك. كل موقف بيزعلنا أو بيفرحنا هو رسالة لينا عن حاجة جوانا محتاجة شغل أو احتفال.

تخيل إنك ماشي في الشارع وشفت حد متوتر وعصبي، وحسيت إنك مضايق منه. ممكن ده يكون انعكاس إنك أنت كمان عصبي ومش واخد بالك، أو يمكن محتاج تتعلم تتعامل مع توتر الناس بهدوء.
الخلاصة:
قانون الانعكاس بيخلينا نبص للمواقف والناس كفرصة لفهم نفسنا أكتر. بدل ما نحكم أو نزعل من غيرنا، نفكر:
“إيه الرسالة اللي الحياة عايزة توصلهالي من الموقف ده؟”

بين الحب والزواج..ما علاقة الجزمة بـ الاكس

بقلم / سارة مجدي

لو عندك جزمة ضيقة مش على مقاسك، هترجع تلبسها؟ طيب لو قررت تلبسها، وسعت مع الوقت؟ غالبًا لا
ومهما حاولت تلبسها، الجزمة هتفضل تعورك وتضايقك.
طيب إيه اللي يخليك تحتفظ بجزمة ضيقة؟ هل متخيّل إنك مش هتلاقي جزمة تانية مقاسك؟ ولا مقتنع إنها أحلى جزمة ممكن تلاقيها، رغم إنها واجعة رجلك؟
وأنا هنا مش بتكلم عن الجزمة.
في ناس بيتمسكوا بعلاقاتهم القديمة، خصوصًا مع شركاء سابقين. زي ما بتحتفظ بجزمة مش مقاسك ومش مريحة، فيه ناس بتحتفظ بـ”إكساتهم” في حياتهم. والنتيجة؟ أذية مستمرة ليهم وللشخص التاني.
اللي بيتمسكوا بعلاقات قديمة انتهت، رغم إنها سببت وجع أو ألم. بدل ما نسيبها ونكمل حياتنا، بنرجع لنفس الدائرة ونكرر نفس الأخطاء.
ليه؟ هل عشان الذكريات الحلوة؟ ولا خوفًا من الوحدة؟
أوقات بنقنع نفسنا إننا “هنبقى صحاب” مع الشريك القديم، بس هل ده حقيقي؟
هل ممكن تنسى كل الذكريات، الحلوة والمؤلمة، وتتعامل طبيعي؟
العلاقة اللي سببت وجع قبل كده، غالبًا مش هتتغير.. وصعب مخطوبين أو في علاقة مش رسمية ومستحيل “متجوزين” و اتطلقوا يبقوا صحاب بس، الا لو اللي بيربطهم (أولاد) لازم يبقوا كده و يحافظوا علي علاقتهم تبقي طيبة كده عشان نفسية الأولاد.
ولو فكرت في فكرة “نبقى صحاب بس”، اسأل نفسك: هل ده منطقي؟ هل هتقدر تنسى كل الذكريات الحلوة والوحشة وتتعامل بشكل طبيعي؟ ولا مجرد وجودكم مع بعض هيكون زي البنزين جنب النار؟

ايه دليلي ان مينفعش نبقي “صحاب” مع اكس؟ وليه اخترت الجزمة بالتحديد كتشبيه؟

لو عرفنا ربنا شرح اطار العلاقات ازاي و الجواز هنفهم ليه..تقريباً مفيش حاجة ربنا مشرحهاش في القرأن..بس دايماً الناس بتتناسي قوانين ربنا و بتختار قوانين الدنيا مع ان في الاخر هتعرف كويس ان ربنا مسابش تفصيلة في حياتك الا و قالك تعملها ازاي.. انا مش شيخة ولا جبت كلام من دماغي بس بجتهد وقريت تفاسير و لقيت ايتين ممكن تكون سمعتهم قبل كده بس الأكيد انك هتقراهم المرة دي بمعني جديد..

زي ما بنلبس في العلاقات – و بنلبس الجزمة – التشبية ده أصلاً ربنا ذكره في القرأن مرتين.

{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}

دي آية عظيمة جدًا بتوصف العلاقة بين الزوجين بأبسط وأجمل تشبيه. اللباس دايماً قريب منك، ملامس لجسمك، ومفيش حد يقدر يمشي من غيره، زي ما مفيش زوج يقدر يعيش من غير مراته ولا هي تقدر تعيش من غيره. اللبس بيستر الجسد، وده برضه التشبيه ان الزوجين لازم يستروا بعض، ويغطوا على عيوب بعض ويخفوا أسرار بيتهم عن أي حد.
اللباس كمان رمز للعفة، زي ما اللبس بيحمي الجسد، الزوجين بيحموا بعض من الحرام، هو سند ليها وهي سند ليه.

النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إن كرهت منها خلقاً رضيت منها آخر”، يعني لو في صفة مش عاجباك في شريك حياتك، دور على الصفات الحلوة اللي بتحبها فيه.

الراجل والست زي اللبس، ملتصقين ببعض، ما ينفعش يستغنوا عن قربهم ده، وكل واحد فيهم لازم يكون للثاني غطا وستر وسكن يريحه من تعب الدنيا.

نيجي للسكن بقي..

السكن الحقيقي مش في أي علاقة

ربنا خلق الإنسان بطبيعة محتاجة للسكن، مش بس مكان نعيش فيه، لكن شريك حياة يحقق لنا الراحة النفسية والسكون الداخلي. وده اللي ربنا وضحه في القرآن الكريم لما قال:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً

ركز في كلمة “لتسكنوا إليها”.
السكن هنا مش مجرد وجود حد معاك، لكنه راحة روحية وشعور بالأمان. زي لما تكون تعبان، وتلاقي مكان يحضنك ويخليك تهدى و قلبك مطمن.

حتى سيدنا آدم عليه السلام، وهو في الجنة بكل نعيمها، حس بوحدة. تخيل كده، الجنة! ومع ذلك استوحش لأنه كان محتاج شريك. ربنا خلق له حواء من ضلعه لتؤنسه، وتحقق له السكن الحقيقي. الإنسان مش مخلوق يعيش لوحده، لكن مش أي علاقة تقدر تحقق السكن ده.

ربنا لما وصف العلاقة بين الزوجين، قدم لنا معادلة إلهية: السكن، المودة، والرحمة.

السكن: هو الراحة، الطمأنينة، والسكينة اللي بتيجي من شريك يطمنك ويخلي قلبك هادي.
المودة: الحب المتبادل اللي بيكبر مع الوقت.
الرحمة: اللي بتحمي العلاقة وتخلي كل طرف يراعي التاني مهما حصل.

ربنا قال إن العلاقة دي من آياته، يعني معجزة. تخيل، العلاقة بين اتنين ربنا خلقهم مختلفين تمامًا، فجأة يتحولوا لشركاء حياة يحبوا بعض ويخافوا على بعض أكتر من أي حد تاني. وده مش مجرد صدفة، لكنه تدبير رباني.

لو الجزمة ضيقة مش هتوسع، ولو العلاقة مؤذية مش هتتحسن. مش منطقي تفضل متمسك بحاجة بتأذيك، سواء كانت جزمة ولا علاقة. السكن الحقيقي هو لما تلاقي حد يشيل عنك تعب الأيام، يطمنك لما تكون خايف، ويكون سبب إنك تشكر ربنا على وجوده في حياتك.

الحياة أقصر من إنك تفضل متعلق بعلاقات مؤذية أو ذكريات قديمة. لو العلاقة اللي انتهت مش مناسبة ليك، سيبها تروح، وادعي ربنا يرزقك السكن الحقيقي اللي وصفه في كتابه الكريم. زي ما بتدور على جزمة مريحة على مقاسك، دور على علاقة فيها سكن لروحك، وصدق إن السكن الحقيقي هو مع الشخص اللي ربنا جعله ليك، مش أي حد وخلاص.

بلاد الرافدين بلا روافد.. والـ “Gap” التركي السبب

بقلم الإعلامي / وعد محمد 

الدال والمدلول وعلم اللسانيات واللغة، كلها علوم تحث على رسم الصور الذهنية وتعريفها ورسمها في العقل الانساني واللاوعي، والشواهد على هذا الأمر كثيرة، لكننا سنخصص رقعة جغرافية من الشرق الأوسط لإسقاط هذا الجانب عليها وهي ميزوبوتاميا أو بلاد الرافدين، والتي بدورها هي كناية لوصف والإشارة إلى مساحة شاسعة من الأرض تشمل العراق وشرق سوريا وجنوب شرق تركيا وأجزاء من غرب إيران.

الكلمة نفسها بمعنى الأرض بين النهرين، والمقصود هنا هما نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من شرق تركيا ويصبان في الخليج.

أرض ازدهرت فيها العديد من الحضارات الممتدة على مدى عشرة آلاف سنة، والتي شمل إشعاع نورها كل الجوار من بلاد فارس وسوريا وجنوب شرق الأناضول، وتخاطبت وتواصلت مع الحضارات القديمة في مصر والهند.

حضارات عديدة عندما نتأمل جغرافية مواطِنها القديمة ستجد أن أغلبها قائمةٌ على ضفاف الأنهار، مثل حضارة ميزوبوتاميا أو بلاد الرافدين، بين النهرين دجلة والفرات، والحضارة الفرعونية بجانب نهر النيل، وحضارة الهنود بوادي السند وغيرها، فقد كان وجود المياه سبباً رئيساً في نشوء الحضارات والمجتمعات الإنسانية، حيث يُعتبر الماء أهم عنصر لاستمرار حياة الإنسان وسائر الكائنات الحية، وجاء ذلك واضحاً في معظم الرسائل السماوية حيث قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ‌‏”.

ميزوبوتاميا أو بلاد الرافدين، موطن الأبجدية والحضارات المتعددة والجنائن المعلّقة وشريعة حمورابي، تعاني اليوم الجفاف الكبير وتحاصرها الحروب والمصالح الإقليمية والدولية، واستخدمت ضدها أسلحة كثيرة، والتي لا يستثنى منها في هذه الفوضى أشد الاسلحة فتكاً وهو سلاح الماء.

بلاد الرافدين تكاد اليوم أن تكون بلا روافد، والأمر بفعل فاعل، منطلقاً من قاعدة سياسية انتهازية، أي بمعنى توظيف المكر والازدواجية والخداع في الكفاءة السياسية أو في “السلوك العام”، وهو أيضاً مصطلح يعبّر عن مذهبٍ فكري سياسي أو فلسفي، يمكن تلخيصه في عبارة “الغاية تبرر الوسيلة” وتُنسب إلى الدبلوماسي والكاتب نيكولو مكيافيللي، وهذا ما تفعله تركيا بحق جيرانها، العراق وسوريا بمسألة المياه، ضاربةً بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية والدولية في هذه المسألة.

ورغم كل المناشدات تستمر تركيا بالعبث بمقدّرات الدولتين، والحصة المائية لهما، مستخدمة “المياه” كسلاح لابتزاز الشعوب لتحقيق مآربها المتعددة، وعلى رأسها السيطرة على هذه المنطقة الحيوية من العالم بكل الطرق، كدعم الإرهاب واستثماره، وانتهاك سيادة الدول بآلتها العسكرية الخشنة، أو من خلال ورقة التعطيش وسلاح الماء الفتاك، الذي يقتل البشر والثروة الحيوانية والسمكية والزراعية، ومع سابق الإصرار والترصد عمدت تركيا إلى قطع إمدادات نهري دجلة والفرات، وأنشأت وشيّدت سدوداً كبيرة ومتعددة على النهرين.

تهربت أنقرة على مدار عقود من إبرام أي اتفاقيات تخص تقاسم المياه بين الدول الثلاث تركيا سوريا العراق، وقضية المياه بين هذه الدول تُعدّ من أعقـد القضايا والمشاكل، التي واجهت العلاقات التركية مع محيطها الإقليمي.

قضية المياه التي اتخذتها أنقرة كسلاح لاستثمار نتائجه في العديد من الملفات الخلافية الأخرى، كالأمنية والجغرافية والاقتصادية، لكن موقـف الضعف في قضية حصة المياه لكل من العراق وسوريا، يأتي من عدم اعتراف أي طرف بحصة الآخر.

 

لا توجد أي اتفاقية سوى الاتفاقية السورية التركية التي أُبرمت عام 1987، وهي اتفاقية مؤقتة لتقاسم مياه نهر الفرات بين سوريا تركيا خلال فترة ملء حوض سد أتاتورك، والتي تمتد إلى 5 سنوات، ونصت على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً سنوياً يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية عند الحدود التركية السورية بشكل مؤقت، إلى حين الاتفاق على التوزيع النهائي لمياه نهر الفرات بين البلدان الثلاثة الواقعة على ضفتيه.

وقد قامت سوريا في 17 أبريل/ نيسان 1989 بتوقيع اتفاقية مع العراق، تنص بأن تكون حصة العراق الممررة له على الحدود السورية العراقية قدرها 58% من مياه الفرات التي تدخل سوريا من تركيا، في حين تكون حصة سوريا 42%، وبذلك تكون حصة سوريا من مياه نهر الفرت 6.627 مليار متر مكعب وحصة العراق 9.106 مليار متر مكعب وحصة تركيا 15.700 مليار متر مكعب في السنة.

وقد قامت سوريا في عام 1994 بتسجيل الاتفاقية المعقودة مع تركيا لدى الأمم المتحدة لضمان الحد الأدنى من حق سوريا والعراق في مياه نهر الفرات.

أما اليوم فالأمر اختلف بشكل جوهري في الإقليم، إن كان من الناحية السياسية أو المائية، وتستثمر تركيا هذه الحالة وهذا المتغير الحاصل بضعف الدولتين المتشاطئتين معها لمياه دجلة والفرات.

قبل الولوج في عمق وجوهر القضية والحديث عن السدود لا بد أن نعود قليلاً بعقارب الساعة إلى الوراء وبالتحديد بين عامي 1950 و1980، عندما أعطت تركيا الأولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية على أساس موارد المياه والأراضي، ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا أنشأت تركيا 861 سداً، وهذه السدود قيد التشغيل من بينها سد أتاتورك، والذي تبلغ مساحته 817 كيلومتراً مربعاً، وسد كيبان 675 كيلومتراً مربعاً، وسد إليسو 313 كيلومتراً مربعاً، وسد كاراكايا 268 كيلومتراً مربعاً، وسد هرفانلي 263 كيلومتراً مربعاً.

وتدّعي أنقرة أنه تم إنشاؤها لأغراض إمدادات المياه والري، وتوليد الطاقة المائية والتحكم في الفيضانات، ومعظم هذه السدود شيّدت من أنواع السدود الصخرية أو الترابية، وتبلغ القدرة التخزينية الإجمالية للسدود الكبيرة (208 سداً تقريباً) حوالي 157 كيلومتراً مكعباً تقريباً، بينما تصل القدرة الإجمالية للسدود كاملة حوالي 651 كيلومتراً مكعباً، يُضاف إلى ذلك أن هناك 210 سداً تقريباً قيد الإنشاء في مشاريع مائية تسعى تركيا إلى تشييدها قريباً.

ما هو مشروع “GAP” وأين تكمن خطورته؟
يُعتبر مشروع “GAP” أخطر نتاج السياسات المائية التركية، ويعرف بمشروع جنوب شرق الأناضول، تم تصميمه كمشروع تنموي متكامل يجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع التحديث الزراعي، ويشمل المشروع 22 سداً كبيراً و19 محطة للطاقة الكهرومائية، وبنية تحتية للري واسعة النطاق لري حوالي 1.7 مليون هكتار (1.08 مليون هكتار على نهر الفرات و600000 هكتار على نهر دجلة).

مشروع “Gap” يشمل المحافظات والمدن الكردية الواقعة جنوب شرق تركيا المجاورة للعراق وسوريا، وتضم محافظات آمد المعروفة بديار بكر، غازي عينتاب، كيليس، سيرت، ماردين، أورفا، أديامان، باتمان، شيرناخ، وتعتبر هذه المحافظات هي الأفقر في تركيا وتشكل ما يقارب 9.7% من مجمل مساحة تركيا، وتبلغ مساحتها بالكيلومترات 75385كم2 وتشكل نسبة 20% من الاراضي الزراعية، وترجع بدايات هذا المشروع إلى بداية تأسيس الجمهورية التركية من خلال إقامة محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، وإقامة السدود على نهر الفرات عام 1936.

يتكون مشروع (GAP) من 22 سداً ضخماً أهمها سد (أتاتورك، كيبان، كاركيا، براجيل، كوم كايام)، ومشروع تخزيني ومحطات طاقة كهربائية وشبكة إروائية كبيرة، حيث تُقدر مساحة الأرض التي يرويها المشروع بنحو (1.7) مليون هكتار من الاراضي الزراعية، وتُقدر القدرة التخزينية للمشروع بنحو 100 مليار متر مكعب، وهذه القدرة تمثل ثلاثة أضعاف القدرة التخزينية للسدود العراقية والسورية، وعند اكتمال جميع المشاريع والأعمال والسدود ستتمكن تركيا من التحكم ب‍80% من مياه نهر الفرات، ويُعد سد أتاتورك رابع أضخم سد في العالم، بدأ العمل به في عام 1990 واكتمل بناؤه عام 1992، ويصل ارتفاعه إلى 180 متراً وعرضه قرابة 1820 متراً، أما كمية المياه في بحيرة السد فتقدر ب70 مليار متر مكعب، وهو أكبر خزان في مشروع (GAP)، وتقدر مساحة الأرض التي ترويها مياه خزان السد ب‍ 740.000 هكتار من الأراضي الزراعية، يتم توصيل المياه لها عبر قنوات مائية ، حيث تم حفر هذه القنوات في الجبال ويبلغ طولها 27 كيلومتراً وعرضها نحو 7.5 م.

المشروع أصاب العراق وسوريا بمقتل، فمُنعت الروافد من التدفق نحو البلدين، وازدادت نسبة الملوحة في الأراضي، وجفت الأنهر، وقتلت الثروة السمكية والحيوانية.

المشكلة ليست وليدة اللحظة، فهي قديمة جديدة، فهي موجودة منذ عشرينيات القرن الماضي، والمباحثات مستمرة بين الدول الثلاث لإيجاد صيغة توافقية، وتقاسم المياه بطريقة لا تضر بمصالح جميع الدول، إلا أن الجانب التركي يرفض إبرام أي اتفاق لتقاسم المياه، متجاهلاً المبادئ التي أقرّتها محكمة العدل الدولية عام 1974 لحل النزاعات الدولية على المياه، والتي تنص على منع قيام أي دولة بإجراءات وأعمال تؤدي إلى حصول أضرار بيئية أو زراعية في الدول المتشاطئة، لكن وعلى العكس من ذلك تتذرع وتتهرب أنقرة من التزاماتها، وتبرر مشاريعها بعدم وجود اتفاقية ملزمة لتقاسم المياه من خلال تقديم تفسيرات خاصة للقانون الدولي حول اقتسام مياه الأنهار مع الدول التي تتشاطئ معها، في إصرار منها على تنفيذ مخططها الكبير وهو السيطرة على أراضي وشعوب وخيرات هذه المنطقة من بوابة التعطيش ومشروع “GAP” المبني على فكرة مقايضة الماء بالنفط.

فهل بعد هذا كله سيُدق ناقوس الخطر من قبل العراق وسوريا ويلتجآن إلى المجتمع الدولي؟ وماهي خياراتهما بالتعامل مع هذه المعضلة الكبيرة؟

 

ذات صلة 

بين الحليف الكردي وخطر داعش..كيف يفكر ترامب في الوجود العسكري بشمال سوريا ؟

تماثيله في كل مكان..سوريا تبدأ إعادة الإعمار بـ حافظ الأسد

هل إقالة رؤساء البلديات خطوة نحو ميلاد ربيع الشعوب التركية؟

تحليل تكتبه/ ليلى موسى

حكومة العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، وفق سياستها البرغماتية ومشروعها التوسعي، لطالما استغلت دورها الوظيفي في (خلق الفوضى، الوساطة) واستثمار أهمية موقعها الجيواستراتيجيي منذ 2011 حيث كان ربيع الشعوب. وحققت انجازات ومكتسبات وتوسعات مستغلة حال الفوضى المستشرية، وغياب في الكثير من الأحيان لمشاريع وطنية، وأشباه دول تفتقد إلى أدنى معايير المواطنة والديمقراطية في البلدان التي شهدت حراكاً ثورياً عملت على التوغل فيها. مقحمةً نفسها في أزمات الدولة على أنها المخلص وناشرت الديمقراطية وضاربت سيادة الدول عرض الحائط، وكان أفضل من عبر تاريخياً عن حال تركيا هو؛ المثل الروسي “الضيف الذي يأتي دون موعد حتماً هو تركي”.

عبر خطاباته الغوغائية مستغلاً المشاعر الوجدانية بالدرجة الأولى ومصدراً نفسه أباً روحياً حامياً للإسلام والسنة والمسلمين والنموذج الاقتصادي الذي ينبغي يحتذى به. فجلب لشعوب المنطقة التهلكة كما وصف المثل البلغاري هناك “حيث دعس القدم التركي لا ينبت الحشائش”.
انجازات وتوسعات محققاً مكتسبات وسفاًنا سياسة صفر مشاكل مع المحيط الإقليمي جالباً معه عداءات إقليمية، ومخاطباً مواقف وأحداث تاريخية تثبت أنه لا جسور ثقة تبنى مع غازٍ دخيل على المنطقة.

سياسات طالما صدرت مشاكلها الداخلية إلى الخارج عبر التوسعات والتدخلات في الشؤون الخارجية لدول الجوار. باتت تكوي بنار الانتفاضات الداخلية ومقاطعات إقليمية خارجية.
حيث الأجواء مكتملة الأركان لإحداث تغيير حقيقي في الداخل التركي، حيث عمت الانتفاضة 2015، كما في داخل إيران 2019 لكنها خمدت بقوة العسكرة والقبضة الأمنية لعدم توفر بيئة إقليمية ودولية داعمة.
التدخلات التركية في أزمات المنطقة والهروب إلى الأمام يعيد بنا الذاكرة لما فعلته حكومة دمشق وما افتعلته من أحداث قامشلو 2004 لقطع الطريق أمام رياح التغيير، محاولاتها تلك باءت بالفشل وكان ما كان في الربيع العربي 2011.
لذا. أحداث 2023 كانت كفيلة بخلط الأوراق من جديد وفرض توازنات جديدة كفيلة بإزالة ستار ولم تعد الخطابات الغوغائية لحكومة العدالة والتنمية تجدي نفعاً. ولم يعد بإمكان أردوغان الاختفاء خلف أصبعه. بعد أحداث غزة، والتطبيع مع حكومة دمشق والانفتاح على دولاً عربية طالما نعت حكامها بالديكتاتورية.
فكان السبيل إحياء سياسة صفر مشاكل مجدداً مع محيطه الإقليمي وخاصة الدول العربية كخطوة استباقية للسيطرة على الوضع الداخلي التركي حيث التضخم الاقتصادي وأزمة الحريات والحقوق وانقسام الشارع التركي الذي بات واضحاً في الانتخابات الأخيرة. وفشل تعاملها مع الأزمات الداخلية مثل الزلزال الأخير على سبيل المثال.
متناسياً أن مفاتيح الانفتاح مع المحيط الإقليمي يستلزم أن يكون الداخل متماسك وقوي ومتين. لذا وجدنا بالرغم من حالة الانفتاح عبر البوابة الاقتصادية لم تبن جسور الثقة وتزيل الشكوك والهواجس. وحلت الملفات الخلافية الجوهرية محلها، وهذه الهواجس لها أسس منها عدم التزام حكومة العدالة والتنمية الايفاء بالتزاماتها من جهة. ومن جهة أخرى التاريخ التركي الحافل بالخيانات وناكر الجميل بحسب المثل الكردي أن (الأتراك خبزهم وماؤهم على ركبتهم)، أي لا يؤتمنوا. وربما تيقنت هذه الدول بأن حكومة العدالة والتنمية باتت ورقة محروقة والمستقبل مع تركيا المستقبلية ليس العدالة والتنمية. إلى جانب أولويات هذه الدول للتفرغ للخطر الإيراني.
حكومة العدالة والتنمية. بالرغم من مساعيها بالعمل على تهدئة المحيط الإقليمي تيقنت بأنها لم تتمكن من إبعاد الخطر عنها. وباتت حالة التخبط واضحةً في تصاريح أردوغان تارة بالحديث عن التطبيع مع حكومة دمشق وتارة بالانضمام إلى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وتارة إلى احتلال اسرائيل للأناضول وإقامة كردستان الكبرى.

تركيا وأوجلان
من دون سابق إنذار وجدنا أنه عمّت وسائل الإعلام التركية وتسابق المسؤولين بالحديث عن عملية سلام مع أوجلان والكرد. ويبدو أن المثل اليوناني إذا “تحدث التركي عن السلام، فأعلم أن الحرب قادمة”. كان أصدق تعبير عما تشهده تركيا حالياً.
حيث بعد دعوة دولت بهجلي للسيد أوجلان للتحدث في البرلمان والإعلان عن الاستسلام. في نفس اليوم شنت تركيا قصف عنيف استهدف البنى التحتية في شمال وشرق سوريا، مستهدفةً سبل العيش ضاربةً جميع الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية ومستغلاً الحرب الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان والمواجهة الإيرانية –الإسرائيلية. وعدم وجود قضية السورية ضمن أولويات المجتمع الدولي.
يليها الانقلاب على الديمقراطية متجاهلاً إرادة الشعب باختيار ممثليه في رئاسة البلديات عبر تعيين وصياً على البلديات بدلاً من الرؤساء المنتخبين. السؤال الذي يطرح نفسه. في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية في تاريخ المنطقة ووضوح معالم خرائط جديد تفرض على المنطقة ومن ضمنها تركيا. يشكل إقدام تركيا على هذه الخطوة مؤخراً بداية تحول داخل تركيا، ونشاهد وكأننا أمام ميلاد ربيع الشعوب في تركيا. حيث ظهرت بوادرها عبر البيانات الصادرة من أحزاب المعارضة والمواقف التي أبدتها حيال الإجراءات الأخيرة؟.
أن حكومة العدالة والتنمية لم تستخلص دورساً من التاريخ وتجارب شعوب المنطقة واصرارها على نهجها بفرض سياساتها متجاهلة إرادة شعبها؟. أما تجربتها مع ربيع الشعوب بأن التغيير قادم لا محال وعليها التعامل معها بحكمة والاستجابة لمطالب الشارع التركي؟ أو ستكرر تجربة حكومة دمشق بالتعامل مع الأزمة تارة بطرح مصطلح تركيا المفيدة، أو طرح بعض الاصلاحات مثل قانون 107 ومن ثم الالتفاف عليه بمجرد تغير الظرف؟
لكن الحقيقة الثابتة لا تقبل الشك بأن التغيير قادم. وهنا تبرز الحكمة بالتعامل معه، والابتعاد عن سياقات السباق مع الزمن.
يبدو الحل أمام حكومة العدالة والتنمية طريقان لا ثالث لهما. أولاً إحداث تحول ديمقراطي حقيقي عبر إيجاد حل جذري لأزماتها وقضاياها الداخلية وفي مقدمتها القضية الكردية والكف عن تصدير أزماتها إلى الخارج عبر الانتقال إلى النظم اللامركزية تضمن مشاركة حقيقية لجميع مكونات المجتمع التركي. بديلاً عن نظامها شديد المركزية منبع جميع أزماتها وقضاياها. أو الاصرار عل نهجها متمثلة بالقبضة الأمنية، وبالتالي نكون أمام بداية انهيار لدولة وربما انقسامها. وتكرار تجارب دولة المنطقة حيث اللا حل وأشباه دول وحكومات. تنتهي بها المطاف بحرب أهلية بحسب المثل الأرمني “إذا لم يجد التركي من يقتله يقتل أباه”.

كردستان بين الوحدة والتمزق..ماذا ينتظر الإقليم بعد الانتخابات البرلمانية ؟

تحليل يكتبه الإعلامي / وعد محمد

للأسف إقليم كردستان، بكل ما يمثله من حلم قومي للكرد وطموح للاستقرار الذاتي، يواجه الآن اختبارًا قاسيًا، حيث تصطدم طموحات القيادات السياسية المختلفة برغبات الشعب في السلام والاستقرار.

على مدار العقود الماضية، ظل الإقليم يعمل كجسد واحد، رغم الاختلافات والتباينات الداخلية، لكنه اليوم مهدد بالانقسام، ليس بسبب قوة خارجية، بل نتيجة الصراعات الداخلية بين الحزبين الرئيسيين اللذين كانا جزءًا أساسيًا في بناء هذا الاقليم .

الكباش السياسي بين الحزبين

التنافس بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ليس جديدًا، بل يعود إلى العقود الماضية منذ تأسيس الاتحاد الوطني عام 1975 بقيادة جلال طالباني ومازال التنافس والكباش قائم رغم أنهما اتفقا على ضرورة الاستقلال الذاتي وحماية مصالح الشعب الكردي، إلا أن رؤاهما السياسية وأهدافهما تختلف بشكل كبير.

هذا الصراع اتخذ أبعادًا مختلفة في السنوات الأخيرة، خاصة مع تباين الرؤى حول تقاسم السلطة والنفوذ في المناطق الكردية، بالإضافة إلى الخلافات حول كيفية التعامل مع الحكومة المركزية في بغداد، وقضايا إدارة الموارد النفطية والأمن الداخلي. هذه التوترات قد تؤدي إلى تقسيم فعلي داخل الإقليم، مع كل حزب يسيطر على منطقة نفوذه الخاصة، ما سيشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار كردستان ووحدتها.

المخاوف من الانقسام

ما يثير القلق بشكل خاص هو أن هذا الصراع السياسي قد يتطور إلى انقسام فعلي في الإدارة والأمن، مع تعمق الخلافات وغياب الحوار الجاد لحلها.

لقد شهدنا في الماضي كيف تحول هذا التنافس السياسي إلى مواجهات مسلحة كما حدث في التسعينيات، وما يخشاه الجميع هو أن يعيد التاريخ نفسه في ظل الأوضاع المتوترة الحالية.

انقسام الإقليم لن يكون مجرد كارثة سياسية، بل سيكون انهيارًا للحلم الكردي الذي طالما سعى الشعب الكردي لتحقيقه.

إنه تهديد للقيم التي أسس عليها الإقليم من وحدة وطنية وتعاون بين الفصائل المختلفة. هذا الانقسام، إذا حدث، لن يقتصر على الخسائر السياسية والاقتصادية، بل سيمس روح الإقليم نفسها، التي تشكلت على مدار العقود على أساس التعايش والتعاون.

مستقبل الإقليم في ميزان الحكمة

الأمل لا يزال قائمًا في أن تعي القيادة السياسية في الإقليم خطورة الوضع الحالي، وأن تدرك أن المصالح الحزبية الضيقة لا يجب أن تكون على حساب استقرار كردستان ووحدتها.

يجب أن يتغلب صوت العقل والحكمة، وأن يعود الحوار إلى الواجهة بدلًا من التصعيد. ففي نهاية المطاف، الشعب الكردي هو من سيدفع الثمن الأكبر إذا انهار الإقليم وتمزق بين الصراعات الداخلية.

على القادة أن يتذكروا أن ما يجمعهم أكبر بكثير مما يفرقهم، وأن المستقبل الكردي يعتمد على قدرتهم على تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف. فالإقليم لا يتحمل المزيد من الانقسامات، والشعب يتطلع إلى مستقبل يسوده السلام والتنمية، وليس إلى ماضٍ يعاد فيه تكرار أخطاء الصراعات الماضية.
يظل الأمل قائمًا في أن يُحافظ على وحدة إقليم كردستان، وأن تُجنَّب الأجيال القادمة مرارة الانقسام والتشتت.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني.. لماذا؟

بقلم : نعمان سليم خان

الپارتي فكرة والفكرة لاتموت، فقد صنع أناس وابطال يؤمنون بها وهم على استعداد أن يبذلوا جل طاقاتهم من أجل تغيير الواقع المزري الذي يعاني منه الشعب.

ولم يكن الپارتي وليدة الاستعجال والارتجال كما يحلو للبعض ترديد ذلك بل كان حصيلة اختمار فكرة إصلاحية وواقعية عن طبيعة الحركة التحررية التي توجد فيها تيارات واتجاهات تقدمية ويسارية ويمينية وإسلامية عديدة لا يستطيع حزب واحد استيعابها جميعا فمثلما كانت ولادتها نتيجة إدراك واعي لمستلزمات كل حركة تحررية لأية أمة مظلومة هذه المستلزمات التي يجمعها القانون العلمي العام الذي يقول بوجوب وجود حزب ديمقراطي وقومي إصلاحي تقدمي وطني لقوى الشعب الديمقراطية ليقودها مثل هذا الحزب، فمن جراء دمج تلك الحقيقة العامة مع هذا القانون الإصلاحي الذي أكدت صحته التجارب المؤلمة والحياة المزرية للشعب العراقي بشكل عام والشعب الكردستاني بشكل خاص تبلورت فكرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

كما قلنا لم يأتي هذا الحزب بشكل عفوي كما أن إعلانها وصياغتها ومناقشتها إستغرقت أيام وأشهر من الأخذ والرد بين أعضاء الهيئة التأسيسية وبذلك نجحوا أن يحددوا الهدف بعناية وهو البدء بالعمل السياسي على الساحة العراقية بفكر إصلاحي وعقلية سياسية ديمقراطية بتأسيس حزب في قيادة جماعية واعية تستطيع أن تضع المبادئ الأساسية وقواعد العمل وتحديد المستلزمات لإدامتها .

وبعد ٧٨ من عمره من النضال السياسي والكفاح المسلح استطاع أن يحتفظ بمكانته بين صفوف الجماهير ويبقى في المرتبة الأولى على الساحة السياسية الكردستانية والعراقية والآن تمهد للمشاركة في إنتخابات قومية ووطنية ٢٠٢٤/١٠/٢٠ لدحر قوى الظلام وإزالة العقبات وتحقيق الإصلاح والمساواة والعدالة والديمقراطية والحقوق العادلة للشعب الكردستاني, فهذا التطور النوعي للپارتي بقيادة المرجع الكوردستاني الأعلى فخامة الرئيس مسعود البارزاني في جعل مبدأ الديمقراطية مظلة جماهيرية واحدة تساهم في صنع القرار السياسي والتعبير عن الرأي كبديل للإحتكار السياسي لتوجه سياسي تقليدي كلاسيكي معين من قبل فئة قليلة يعتبر معادلة جديدة على الساحة الكردستانية وسوف تواجه تحدياً من قبل أولئك الذين لايتقبلون التغيير في موازين القوة.

الأحرار دائماً ينتصرون

بعد شهر من الآن وبالتحديد في 20 أكتوبر القادم سوف تبدأ مرحلة جديدة من مراحل النهضة الديمقراطية الكردستانية في إقليم كردستان يطرزها الشرفاء الذين ناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس ولم يساوموا يوماً على الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني ولن يساوموا على الحقوق الدستورية، الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل وبالإيمان بقضيتهم العادلة ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعاً ويسيرون في الحياة عراة النفوس،

هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد الإنتصار ونستطيع أن نسميه عهد الصادقين لأن الذي وصل لعمر للإدلاء بصوته ويتأهب لدخول هذه المعركة الإنتخابية له شموخ الأبطال وصراحتهم فهو واعي ويفهم مايسمونه بالسياسة ويدرك تماماً أن الحق يحتاج إلى براقع والقضية العادلة إلى جهد وجماجم تعمل، حياتهم خط واضح ومستقيم لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها فلا يقال عنهم إنهم قوميون ولكنهم يخدمون و يبنون وطنهم ولايقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على مائده الظالمين.

الصلابة في رأيهم صفة من أجمل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ولا يعرفون المسايرة فإذا رأوا الحق في جهه عادوا من أجله كل الجهات الأخرى وبدلاً من أن يسعوا لإرضاء كل الناس أغضبوا كل من ألمح اليه بخطئه وفساده إنهم قساة على أنفسهم قساة على غيرهم، إذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولاخجلين لأن غايتهم الحقيقة لا أنفسهم وإذا تبينوا الحق في مكان أنكر من أجله الإبن أباه وهجر الصديق صديقه هؤلاء اليوم كثيرين وسيصبحوا في الغد اكثر إذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم ورأوا الويلات تنزل بهم ولعنات تنصب عليهم ولكن المستقبل لهم لأنهم يفصحون عن مشاعر ملايين الناس الذين قص الظلم ألسنتهم ولكن واجبهم يتحتم عليهم أن تزيدهم برودة مواطنيهم غيرة وإيماناً وأن يذكروا أن بقاء بلادهم حتى الآن في تأخرها المعيب هو من جراء هذه الابتسامة الساخرة التي يتسلح بها الضعفاء كلما دعاهم الواجب ويستيقظ في ضمائرهم صوت الحق،

ليست البطولة دائما في المهاجمة بل قد تكون كذلك في الصبر والثبات وضبط النفس وليس الشجاعة في محاربة العدو الظاهر فحسب بل إنما هي أيضاً وعلى الاخص محاربة العدو الباطني أي أن يحارب المرء في نفسه اليأس والفتور وحب الراحة في هذه المرحلة الجديدة التي بدا التباشير صبحه تختلي في الافق، نريد أن تكون النهضة والاستيقاظ في كل عواطفنا الشريفة ومواهبنا العالية لا أن تنحصر اليقظة في عاطفة واحدة ضيقة لم يعد يرضينا أن نسمع أن ذلك الشخص قومي ووطني إذا لم يكن في الوقت نفسه إنسانياً عفيف النفس كريم الخلق فالعاطفة القومية والوطنية إذا لم تكن مصحوبة بهذه الصفات قد لا تكون غير مجرد كره الآخر وهذه ليست غاية حزبنا وقائدنا .

لسنا نطلب أكثر من حقوق شعبنا في العيش الحر الكريم ولانطلب الاستقلال لننعزل عن بقية الشعوب وأن نقيم سداً منيعاً بيننا وبين الحضارة الإنسانية لسنا نصب إلى الحرية لنعيش في الفوضى أو نرجع الى ظلام القرون الوسطى إننا نطلب السلام والحرية لأنهما حق وعدل قبل كل شيء ولأنهما وسيلة لإطلاق مواهبنا العالية وقوانا المبدعة لكي نحقق على هذه البقعة من الجغرافية ( إقليم كوردستان) التي هي بلادنا غايتنا وغاية كل إنسان كوردي، القوميون الوطنيون لايهزمون ولايمكن أن يهزموا هذا مستحيل قد يقدمون الفاسدين بالحاق الضرر بالأحرار القوميون لكنهم لن يستطيعوا أبداً أبداً أن ينالوا منهم لأنهم تماما وبدون أدنى شك ينتصرون وسوف يطوي وينهي الشعب الكوردستاني الأبي عن طريق صناديق الإقتراع مرحلة ضعاف النفوس والنفعيين الذين تاجروا في الماضي ويتاجرون الآن بمصير الشعب والوطن من أجل المصالح الحزبية الضيقة وحفنة من الدولارات الذين أسس بنيانهم على الخيانة وملئوا جيوبهم وإذا خلوا لأنفسهم يعترفون بفساد المجتمع وعند خروجهم إلى الساحة كانوا أول من يطأطؤن رؤوسهم لهذه المفاسد.

الإعلامي وعد محمد يكتب : الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق هو الحل الأمثل للأزمة السورية

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تعيش البلاد في حالة من الفوضى والانقسام السياسي والجغرافي. بين قوى محلية وإقليمية ودولية، أصبح مستقبل سوريا مرتبطاً بمعادلات معقدة تتطلب حلولاً مدروسة وخطوات جادة لتحقيق الاستقرار.

في هذا السياق، يبرز الحوار بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية في دمشق كخيار استراتيجي ضروري لحل الأزمة السورية المتشابكة.
إن هذا الحوار، إلى جانب التنسيق بين قوات الجيش السوري والإدارة الذاتية لمواجهة الاحتلال التركي، يشكل الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.

*الحاجة إلى الحوار كضرورة وطنية:
في ظل تعقيدات المشهد السوري، لم يعد هناك خيار إلا الحوار الداخلي كوسيلة رئيسية لتحقيق حل مستدام.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تمثل جزءاً مهماً من الأراضي السورية، تُعَدّ قوة فعلية على الأرض وتمثل شريحة واسعة من الشعب السوري بمكوناته العرقية والدينية المتعددة. في المقابل، الحكومة السورية في دمشق تسعى إلى استعادة السيطرة على كامل التراب السوري.
إن الحوار بين الطرفين هو السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والعمل سوياً على بناء سوريا موحدة.

يجب أن ينطلق هذا الحوار من مبدأ الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مع احترام خصوصيات المناطق المختلفة.
الإدارة الذاتية حققت إنجازات على الأرض في إدارة مناطقها، وتحقيق الاستقرار النسبي في ظل ظروف الحرب المستمرة. ومن جهة أخرى، الحكومة السورية يجب أن تعترف بأهمية هذه الإدارة المحلية وقدرتها على المساهمة في إعادة إعمار البلاد وإرساء الاستقرار.

*التنسيق العسكري لمواجهة الاحتلال التركي

بالإضافة إلى أهمية الحوار السياسي، يجب أن يترافق هذا الحوار مع تنسيق عسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية لمواجهة التهديدات الخارجية، وعلى رأسها الاحتلال التركي. تركيا، التي دخلت الأراضي السورية بذريعة حماية أمنها القومي، تنفذ سياسات توسعية تسعى من خلالها إلى السيطرة على مناطق استراتيجية داخل سوريا، متسببة في نزوح مئات الآلاف من السوريين وتغيير ديموغرافية المنطقة.

الاحتلال التركي يمثل خطراً كبيراً ليس فقط على المناطق الشمالية الشرقية، بل على سيادة سوريا كاملة. ولذلك، من الضروري أن تتحد القوات السورية في مواجهة هذا الاحتلال، وأن تعمل الإدارة الذاتية بالتنسيق مع الجيش السوري لاستعادة المناطق المحتلة وطرد القوات التركية. إن أي انتصار على تركيا سيعزز الوحدة الوطنية ويعيد للسوريين الأمل في استعادة أراضيهم وبناء مستقبل مشترك بعيداً عن التدخلات الخارجية.

*الحوار الحل الأمثل للأزمة السورية

في ظل انعدام الحلول الدولية الفاعلة وتضارب مصالح القوى الكبرى، يبقى الحل الأمثل للأزمة السورية هو حل داخلي نابع من إرادة السوريين أنفسهم.
الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق هو خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث يمكن لهذا الحوار أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع تشمل جميع القوى السياسية والعسكرية الفاعلة في سوريا.

من خلال هذا الحوار، يمكن تحقيق توافقات حول شكل الدولة المستقبلية، مع الحفاظ على حقوق جميع المكونات
الإدارة الذاتية، بما تمتلكه من خبرات في إدارة شؤون المنطقة، يمكن أن تساهم في دعم عملية إعادة الإعمار وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين. وبالتعاون مع الحكومة السورية في دمشق يمكن خلق نموذج جديد لإدارة البلاد يعتمد على اللامركزية، مع المحافظة على وحدة الدولة وسيادتها.

*التصدي للأطماع الخارجية والحفاظ على السيادة

تركيا، التي تسعى إلى استغلال الأزمة السورية لتعزيز نفوذها في المنطقة، لا تستهدف فقط المناطق التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية، بل تسعى لفرض أجندتها السياسية على سوريا بأكملها. إن مواجهتها تتطلب موقفاً سورياً موحداً، يبدأ بالحوار بين السوريين أنفسهم وينتهي بتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لطرد الاحتلال وإعادة الأراضي إلى سيطرة الشعب السوري.

في هذا السياق، الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق لا يخدم فقط مصالح الطرفين، بل يخدم مصلحة سوريا ككل. فتح قنوات الحوار والتعاون العسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية هو الخطوة الأولى نحو مواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد مستقبل البلاد.
هذا الحوار ليس مجرد خيار، بل ضرورة وطنية لضمان وحدة سوريا وسيادتها.

Exit mobile version