كشف مسؤول حكومي إن وزيرة الشرطة والجريمة في بريطانيا قد سرقت حقيبتها في مؤتمر لضباط الشرطة العليا والمتوسطة حيث تحدثت عن المشكلة المتزايدة المتمثلة في السرقة.
وقد وقع الحادث عندما حضرت ديانا جونسون مؤتمر رابطة المشرفين على الشرطة في وسط إنجلترا يوم الثلاثاء حيث أخبرها أحد كبار ضباط في خطاب أن نظام العدالة الجنائية قد تم كسره.وقال المسؤول إن حقيبتها سُرقت من جونسون في المؤتمر، لكن لم يتم تحديد أي خطر أمني. وقالت جونسون في كلمتها إن بريطانيا ‘تعاني من وباء السلوك المناهض للمجتمع والسرقة والسرقة من المتاجر’.
وقد صرحت شرطة وارويكشاير إنه تم القبض على رجل يبلغ من العمر 56 عامًا للاشتباه في قيامه بالسطو وتم إطلاق سراحه بكفالة فيما يتعلق بالحادث.
وشهدت بريطانيا زيادة في السرقات والسرقة من المتاجر في السنوات الأخيرة. وفي حين أن الجريمة الإجمالية آخذة في الانخفاض بشكل عام، فإن عدد السرقات من الأفراد لأشياء مثل الحقائب والهواتف المحمولة ارتفع بنسبة 40٪ في العام المنتهي في مارس، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.
وقد ساهم ذلك في انخفاض الدعم الشعبي للشرطة إلى مستويات قياسية.
وأظهر استطلاع أجرته شركة YouGov في وقت سابق من هذا العام أن أكثر من نصف الجمهور لا يثقون في قدرة الشرطة على حل الجرائم، وقال أكثر من الثلث إنهم لا يثقون في قدرة الشرطة على الحفاظ على القانون والنظام.
برز اسم كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطاني خلال الساعات الأخيرة بعد قيادته الحزب لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات العامة البريطانية 2024، ما يعني أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل في المملكة المتحدة. وكان كير ستارمر قد صعد إلى زعامة العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة. وخلال السطور التالية نحاول التعرف على كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد.
ما قبل السياسة
انتخب كير ستارمر كنائب في البرلمان البريطاني في مرحلة غير مبكرة من حياته، عندما كان في الخمسينيات من عمره، بعد مسيرة مهنية لامعة كمحامٍ. ومع ذلك، كان لديه اهتمامٌ سياسي واضح وكان لديه أيضاً نزعة يسارية متطرفة في شبابه. ولد كير ستارمر عام 1962 في لندن ونشأ في مقاطعة ساري، في الجنوب الشرقي من إنكلترا لأسرة لديها أربعة أبناء. كثيراً ما يردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والده يمتهن الخراطة في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة. وكانت الأسرة من أشد المؤيدين لحزب العمال. واختارت له أن يحمل نفس اسم أول زعماء العمال وهو كير هاردي الذي كان من عمال مناجم الفحم.
عاش ستارمر حياة عائلية مضطربة. يقول عن والده إنه كان رجلاً بارداً يريد أن يظل بعيداً، عن والدته أنها عانت طوال معظم حياتها من داء ستيل، أحد أمراض المناعة الذاتية، الذي أقعدها بالنهاية وجعلها لا تقوى على المشي والكلام، ثم اضطر الأطباء إلى بتر ساقها.
في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة “البدائل الاشتراكية”. كان ستارمر أول فرد في عائلته يرتاد الجامعة. درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد البريطانيتين، ثم عمل كمحامٍ متخصص في شؤون حقوق الإنسان. خلال تلك الفترة من حياته، كافح لأجل إلغاء عقوبة الإعدام في بلدان أفريقية وكاريبية (بمنطقة البحر الكاريبي). وترافع أيضاً في قضية شهيرة في التسعينيات، عن اثنين من الناشطين البيئيين بعدما اختصمتهم سلسلة مطاعم معروفة الوجبات السريعة، ماكدونالدز، في تهمة التشهير.
في عام 2008، تولّى ستارمر منصب رئيس النيابة العامة، ثم صار رئيساً لدائرة النيابة العامة وخدمات الإدعاء العام الملكية البريطانية. بقي في ذلك المنصب الرفيع حتى عام 2013 ثم حصل على لقب فارس في العام التالي.
زعامة حزب العمال
التحق ستارمر بمجلس العموم البريطاني (البرلمان) في 2015 كنائب عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن. كان العمال آنذاك على مقاعد المعارضة، خلف رئيس حزبهم، جيريمي كوربين، السياسي من أقصى اليسار. عهدت إلى ستارمر مهامُ وزارة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة بغرض توجيه النقد للحكومة القائمة. وقد تولى ستارمر مراجعة وتقييم أداء الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة ثم بعد تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح وزير حكومة الظل لشؤون “البريكسيت” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واستخدم ستارمر هذا المنصب للضغط من أجل إجراء استفتاء ثان في شأن البريكسيت. جاء السير كير لقيادة حزب العمال خلفا لليساري الراديكالي جيريمي كوربين حصل ستارمر على فرصته ليصبح زعيماً لحزب العمال بعد الانتخابات العامة لعام 2019 التي كانت بمثابة الكارثة بالنسبة للحزب ــ فقد واجه أسوأ هزيمة منذ عام 1935 ــ الأمر الذي أجبر جيريمي كوربين على الاستقالة. وفاز السير كير بقيادة حزب العمال بأجندة يسارية ركزت على تأميم شركات خدمات الطاقة والمياه، وكفل تعليم جامعي مجاني. وكان حزب العمال وقتها نتيجة إدارة جيريمي كوربين، يعاني انقساماً داخلياً واضحاً بين جناحين، دعاة اليسارالمتشدد أو الراديكالي ودعاة اليسار المعتدل. وقال ستارمر إنه يريد توحيد الصفوف وتقريب التكتلين مع المحافظة على “راديكالية” السيد كوربين محذراً من الميل الشديد أيضا نحو الوسط. ثم أعقب ذلك أن قرر ستارمر تعليق عضوية جيريمي كوربين في حزب العمال بسبب الخلاف حول التقرير الخاص بالتصدي لمعاداة السامية داخل الحزب خلال فترة قيادة كوربين الحزبية. ويزعم كثيرون من معسكر اليسار المتشدد أن ستارمر كان يجري إعادة ترتيب للبيت الداخلي طويلة النفس للتأكد من أن الأعضاء المعتدلين فقط هم من سيتمكنهم الترشح للبرلمان.زعامة حزب العمال.
ما هي تواجهات ستارمر؟
برغم مما وورد على لسانه في حملته الحزبية، إلا أن ستارمر أدار عجلة قيادة حزب العمال إلى سياسات الوسط الصريحة بغية جعله أكثر قابلية للانتخاب. كما تراجع عن متابعة العديد من المخططات المكلفة، مستنداً في ذلك على الحالة السيئة لخزانة الدولة وفي نفس الوقت فهو لم ينزع الشعرات الأخيرة لليسارية الراديكالية من خطته. خطط التأميم تخلى ستارمر عن مقترحاته السابقة بتأميم شركات الطاقة والمياه في المملكة. مع ذلك، فقد وعد بدمج شبه شامل لخدمات السكك الحديدية المتوفرة لنقل الركاب في غضون خمس سنوات، في كيان واحد خاضع لسيادة الدولة اطلق عليه Great British Railways. ملف التعليم تخلى ستارمر عن تلبية وعود إلغاء الرسوم الدراسية لطلاب الجامعات، قائلاً إن الحكومة لن تكون قادرة على تحملها. وقال لبي بي سي في مايو/ أيار الماضي: “من المرجح أن نتخطى هذا الالتزام لأننا نجد أنفسنا وسط ظروف مالية مختلفة”. غير أنه صرح أن حزب العمال سيبدأ في فرض ضريبة القيمة المضافة على رسوم المدارس الخاصة في بريطانيا. قضايا البيئة قلّص حزب العمال تعهده الذي قطعه في عام 2021 بإنفاق 28 مليار جنيه إسترليني (35 مليار دولار) سنوياً لدعم مشروعات الطاقة الخضراء النظيفة، غير أنّه لم يفرّط لا بوعود بناء مزارع توربينات الرياح البحرية ولا بتطوير مصانع البطاريات للسيارات العاملة بالطاقة الكهربائية. ولم يسلم من جراء ذلك من انتقادات خصمه الرئيسي، حزب المحافظين الذي اتهمه بأنه يحاول “التملّص” مما يعتبر التزام سياسي رئيسي. وقد تعهّد ستارمر مؤخراً باستثمار 8 مليارات جنيه إسترليني في الطاقة الخضراء من خلال شركة جديدة تسمى جي بي إنيرجي.
كما تعهّد أيضاً بالإقلاع عن الوقود الأحفوري بالكامل تقريباً في عملية إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2030. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا لا يمكن تحقيقه.
الموقف من إسرائيل وغزة
تلى الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل، إعلان ستارمر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وفي شن هجوم مضاد. وقد أثار ذلك الموقف غضب جمهور الناخبين المؤيدين للفلسطينيين، وتمرداً من العشرات من نواب حزب العمال الذين خرجوا عن نصه، ودعوا بدلاً من ذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار. غير أنّه دعا في فبراير/شباط من هذا العام إلى “وقف دائم لإطلاق النار”، مشدداً على وجوب “أن يتم الآن”.برغم مما وورد على لسانه في حملته الحزبية، إلا أن ستارمر أدار عجلة قيادة حزب العمال إلى سياسات الوسط الصريحة بغية جعله أكثر قابلية للانتخاب. كما تراجع عن متابعة العديد من المخططات المكلفة، مستنداً في ذلك على الحالة السيئة لخزانة الدولة وفي نفس الوقت فهو لم ينزع الشعرات الأخيرة لليسارية الراديكالية من خطته. وأظهر استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة يوغوف في آذار/ مارس أن 52 بالمئة من سكان المملكة المتحدة يعتقدون أن ستارمر لم يتعامل مع تلك القضية على الوجه الأنسب. كما وأنه ساند ما قامت به الحكومة البريطانية من أعمال قصف لقواعد المتمردين الحوثيين في اليمن ردّاً على هجمات هؤلاء على السفن المارة عبر البحر الأحمر ومرتبطة بإسرائيل وذلك في إطار حرب غزة.
الجيران الأوروبيون
في 2019، دعا السير كير لإجراء استفتاء ثانٍ بشان قد يلغي قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي. أما الآن فإن ستارمر يؤكد أنه ما من مجال للتراجع للوراء بيد أنه أفاد بأنه يرغب بمناقشة اتفاقيات تعاون جديدة مع الاتحاد الأوروبي بشأن أمور تخص المعايير البيئية، والاشتراطات الخاصة بالمنتجات الغذائية وبسوق العمل.
“أنا أكره الخسارة”
غالباً ما يسخر خصوم ستارمر من كونه شخصا مملاً، وأنه يحب إظهار تمسكه بالقواعد، وأطلق عليه أحد زملائه لقب “أستاذ القواعد”. ولم يرتكب أي مخالفة للقونين سوى مرة واحدة، عندما كان شاباً، وألقت الشرطة القبض عليه لبيعه الآيس كريم بدون حمل تصريح تجاري. تمت مصادرة بضاعته ولم يتخاذ أي إجراء عقابي آخر حيال الأمر. إنه لا يميل في المقابلات سوى لكشف القليل عن نفسه، لكنه أقر بأنه يملك حدساً تنافسياً. وقال لصحيفة غارديان البريطانية: “أنا أكره الخسارة. يقول البعض إن التكافل هو الأهم. وأنا لست في هذا الفريق”. تزوج ستارمر من فيكتوريا ألكسندر، التي تعمل في هيئة الصحة الوطنية، عام 2007، ولديهما طفلان. خارج أوقات العمل، يفضل ستارمر أن يمضي أوقات الاسترخاء في لعب كرة القدم الخماسية وهو من مشجعي فريق أرسنال لكرة القدم.
شهدت الانتخابات البريطانية، مفاجأة كبيرة بعدما حقق حزب العمال البريطاني فوزا ساحقا واكتسح مئات المقاعد في جميع أنحاء البلاد وأنهى 14 عاما من سيطرة المحافظين على السلطة. ووفقا لنتيجة الانتخابات البريطانية فمن المقرر أن يتم تعيين كير ستارمر رئيسًا للوزراء في وقت لاحق اليوم الجمعة، منهيًا حقبة شهدت إدارة خمسة قادة مختلفين من المحافظين للبلاد. واعترف ريشي سوناك، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، بفوز حزب العمال وقال إنه اتصل بستارمر لتهنئته.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد دقائق من الفوز، وعد زعيم حزب العمال “بالتجديد الوطني” وأنه سيضع “البلاد أولاً، والحزب ثانياً”.
أسوء نتيجة للمحافظين
وتمثل النتيجة انعكاسًا مذهلاً لحظوظ الحزب، ففي عام 2019، بقيادة السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين، عانى حزب العمال من أسوأ هزيمة انتخابية منذ قرن تقريبا. على الجانب الآخر، وصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذي فقد مقعده، الأمر بأنه “كارثة انتخابية” بالنسبة للمحافظين. ويُعتقد أن تكون هذه أسوأ نتيجة للحزب منذ ما يقرب من 200 عام، مع توقع أن تبدأ معركة حول اتجاهات الحزب المستقبلية في الأيام المقبلة. مع ظهور النتائج هناك الكثير من الإجراءات والأحداث في المستقبل، إليك ما يحدث، وما يعنيه كل ذلك. انتصار كبير لحزب العمال يضم مجلس العموم البريطاني 650 نائبا أو عضوا في البرلمان، ويمثل كل من “مقاعدهم” دائرة انتخابية فردية أو منطقة في مكان ما من البلاد. حصد حزب العمال 412 مقاعد، بينما انخفضت مقاعد حزب المحافظين إلى 121 مقعدًا فقط، وحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 71 مقعدًا. وحصل حزب الإصلاح، الذي أُنشئ في بادئ الأمر ليكون حزب البريكست (انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي)، على أربعة مقاعد. تعد الأغلبية المتوقعة لحزب العمال البالغة 170 مقعدًا في مجلس العموم رقمًا هائلًا، ولكنها لا تزال أقل بقليل من الأغلبية التي حققها الحزب تحت قيادة توني بلير في انتخابات عام 1997، والتي بلغت 179 مقعدًا. ولكن على الرغم من ذلك، فإن فوز المحافظين في انتخابات عام 2019 تحت قيادة بوريس جونسون، الذي يُنظر إليه على أنه أداء قوي للغاية جعلهم يحصلون على أغلبية 80 مقعدًا. يُذكر أنه إذا حصل حزب ما على الأغلبية، فهذا يعني أنه لا يحتاج إلى الاعتماد على أحزاب أخرى لتمرير القوانين، فكلما كانت الأغلبية أكبر، كان الأمر أسهل.
سقوط الأسماء الكبيرة
ومع إعلان الدوائر الانتخابية نتائجها على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون، اصطف كل المرشحين بجوار بعضهم البعض، وكانت هناك بعض اللحظات الحاسمة.
ولعل أبرزها كانت هزيمة ليز تروس، التي عملت رئيسة الوزراء في السابق لمدة 49 يومًا فقط قبل أن يطيح بها حزبها، حيث فقدت مقعدها في وقت مبكر من صباح الجمعة في دائرتها الانتخابية بجنوب غرب نورفولك. كان جاكوب ريس موغ، وزير الأعمال المحافظ السابق والمؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر الأسماء التي عانت من الهزيمة أيضا، وقد خسر مقعده في شرق سومرست وهانهام لصالح حزب العمال. وقال لبي بي سي إنه لا يستطيع “لوم أحد سوى نفسه” في الخسارة لكنه أخذ “جانبا صغيرا من الأمل” من حقيقة أن المحافظين سيكونون “على الأقل المعارضة الرسمية”، في إشارة إلى المخاوف من أنهم لن يكونوا حتى كذلك. وبدا جرانت شابس، وزير الدفاع، منزعجا بعد أن فقد مقعده في جنوب إنجلترا. كما خسرت رئيسة مجلس العموم بيني موردونت، التي تنافست مع ريشي سوناك على زعامة الحزب قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء، مقعدها أيضًا. جيريمي هانت، الذي يشغل منصب المستشار، وهو ما يعادل وزير المالية في المملكة المتحدة، احتفظ بمقعده ولكن بأغلبية قليلة. من جهته، فاز سوناك بمقعده في يوركشاير بأغلبية مريحة بلغت حوالي 12000 صوت، لكنه أدلى بخطاب قبل فيه التنازل والتأكيد على خسارة حزبه في الانتخابات. رئيس وزراء جديد خلال يوم واحد تسير الأمور بسرعة في السياسة البريطانية، فلا يوجد سوى القليل من الوقت بين نتيجة الانتخابات وتنصيب رئيس الوزراء الجديد.
غادر ريشي سوناك 10 داونينغ ستريت، المعادل للبيت الأبيض في بريطانيا، في غضون 24 ساعة، وجرى تنصيب كير ستارمر بسرعة بعد ذلك. وتسير العملية ضمن إجراءات محددة؛ قدم سوناك استقالته إلى الملك، وتلقى ستارمر دعوة رسمية من قبل الملك لتشكيل الحكومة المقبلة في اجتماع عقد في قصر باكنغهام.
أفادت صحيفة “فايننشال تايمز”، الجمعة، بأن الحكومة البريطانية وجهت دعوة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة لندن، في مسعى منها “لتعميق العلاقات وجذب الاستثمار من الخليج”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الزيارة مرتقبة في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، لكن جدولها الزمني لم يحدد حتى الآن، ناقلة عن أحد الأشخاص الذين تم اطلاعهم على الرحلة، أنه “ستكون أحدث علامة على ترحيب الدول الغربية بعودة الأمير محمد إلى السياق بعد 5 سنوات من مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.
وأكد مسؤول بريطاني أن حكومة المملكة المتحدة قدمت دعوة إلى ولي العهد، لكنه قال إن الخدمات اللوجستية الدقيقة لم يتم الاتفاق عليها بعد.
وردا على سؤال حول ما الذي سيحدد توقيت الزيارة، قال مسؤول حكومي بريطاني: “الأمر متروك لهم، نظرا لأننا نحتاجهم أكثر مما يحتاجون إلينا”.
ووفق الصحيفة، فإن المملكة المتحدة “سعت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية على الرغم من المخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية، بينما تتطلع بريطانيا إلى الخليج للاستثمار في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
هنّأ رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني “إم آي 6″، ريتشارد مور، وزير الخارجية التركي الجديد، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في البلاد، هاكان فيدان، على منصبه الجديد، مرتكباً في الوقت نفسه خطأً بالإشارة إلى حساب على تويتر ظن أنه لفيدان.
مور أعرب في تغريدة كتبها باللغة التركية عبر تويتر، عن تمنياته بالنجاح لـ”الصديق والزميل السابق” فيدان في منصبه الجديد.
Hay aksi, bu utanç verici! ama hesap bir parodi olsa bile iyi dileklerim gerçek! 😊 https://t.co/NCpoozWZbb
أشار مور في تغريدته لمستخدم يحمل اسم هاكان فيدان، ليتبين له لاحقاً أن الحساب لا يعود لوزير الخارجية التركي الجديد، ليتبعها بتغريدة أخرى ممازحاً: “تمنياتي الطيبة حقيقية حتى لو كان الحساب مزيفاً”.
في السياق ذاته، هنّأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نظيره التركي فيدان بمنصبه الجديد، وقال بلينكن في تغريدة: “أهنئ وزير خارجية تركيا الجديد هاكان فيدان”.
أعرب الوزير الأمريكي عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع وزارة الخارجية التركية بـ”فارغ الصبر”، وشدد على أن تركيا حليف وشريك مهم للولايات المتحدة في حلف الناتو.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن السبت 3 يونيو/حزيران 2023، عن تشكيلة الحكومة الرئاسية الجديدة عقب انتهاء مراسم تنصيبه لولاية جديدة، حيث تسلم فيدان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات حقيبة وزارة الخارجية.
فيدان كان قد عُين في 17 أبريل/نيسان 2009، نائباً لرئيس الاستخبارات التركية إيمره أنير، وعندما تقاعد الأخير بدأ هاكان مساره رئيساً للمخابرات في 27 مايو/أيار 2010، وكان عمره آنذاك 42 عاماً.
اشتهر بعلاقته الطيبة برجب طيب أردوغان، وعمل على تجميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت راية واحدة هي راية المخابرات العامة، ما أزعج كثيراً من اللوبيات داخل مؤسسة الجيش تحديداً.
ظهرت جهود فيدان البارزة في كشف ما يعرف بـ”التنظيم الموازي”، التابع لجماعة غولن، الذي اتُّهم هو وجماعته بالتورط في محاولات لزعزعة استقرار البلاد، وكان لفيدان الدور البارز في الكشف عن محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 وإفشالها.
كما برزت آثار عمل فيدان في تنظيم المخابرات وجعلها منافسة للاستخبارات الأجنبية، خاصةً الإسرائيلية، حيث نجح في قطع الطريق على جهاز الموساد الإسرائيلي الذي كان يستغل الأراضي التركية لتنفيذ عمليات استراتيجية، وأجبره على البحث عن بدائل.
صحف إسرائيلية تحدثت مراراً عن قلق تل أبيب من رئاسة فيدان لجهاز الاستخبارات، حيث وصفته مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بنقطة التحول في علاقة تل أبيب وأنقرة من التعاون المطلق إلى العلاقة الندية، وما تبع ذلك من إحباط محاولات الموساد العمل في الأراضي التركية، وضبط عدة شبكات خلال السنوات الماضية.
فاجأ هاكان فيدان الجميع في فبراير/شباط 2015، بتقديم استقالته من منصبه “بغرض الترشح للانتخابات البرلمانية”.
هذا الأمر أثار انزعاج الرئيس أردوغان، الذي أعلن أنه عيّن هاكان في منصبه؛ لاقتناعه بكفاءته في إدارة الجهاز بقوة واقتدار، وعليه ألا يغادره ويتجه نحو العمل السياسي.
وقد رأى محللون أتراك وقتها، أنّ تشبث أردوغان بهاكان في منصبه يعني أن الأمر ضروري جداً لتحقيق الاستقرار في البلاد، خاصة وسط التحديات التي تطرحها المعارك المستمرة مع حزب العمال الكردستاني، والنزاع مع جماعة غولن، والأحداث والتفجيرات التي تضرب تركيا.
وبعد ذلك بشهر سحب هاكان فيدان ترشحه للبرلمان في 9 مارس/آذار 2015، ليتم تعيينه مجدداً على رأس جهاز الاستخبارات التركي، ويبقى من الأعمدة الرئيسية للنظام في تركيا.
تُوج تشارلز الثالث، السبت، ملكا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر بالعاصمة لندن ضمن أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاما وفي مراسم تتسم بالأبهة والفخامة ويعود تاريخها إلى ألف عام.
وببطء، وضع جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري تاج سانت إدوارد المصنوع قبل 360 عاما على رأس الملك تحت أنظار نحو 100 من رؤساء الدول وكبار الشخصيات ومنهم السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، فضلا عن ملايين المتابعين عبر شاشات التلفزيون.
— 🇬🇧وزارة الخارجية والتنمية البريطانية (@FCDOArabic) May 6, 2023
وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفا لوالدته الملكة إليزابيث عقب وفاتها في سبتمبر وأصبح في سن الرابعة والسبعين أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه ذلك التاج ويجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر، كما تشمل المراسم تتويج زوجته الثانية كاميلا (75 عاما).
وعلى الرغم من أن المراسم تضرب بجذورها في التاريخ فإن القائمين عليها يحاولون تقديم صورة لنظام ملكي وأمة يتطلعان إلى المستقبل.
وتُوج تشارلز على غرار 40 من أسلافه في كنيسة وستمنستر، التي شهدت جميع مراسم التتويج بالبلاد منذ وليام الفاتح في عام 1066، وهذه هي المرة الثانية فقط التي تُبث فيها المراسم عبر التلفزيون.
وتجري المراسم على نطاق أصغر من تلك التي أقيمت لتتويج الملكة الراحلة إليزابيث في عام 1953، لكنها تهدف مع ذلك إلى أن تكون مبهرة، حيث تضم مجموعة من الرموز التاريخية من كرات ذهبية وسيوف مرصعة بالجواهر إلى صولجان يحمل أكبر قطعة ألماس مقطوعة وعديمة اللون في العالم.
واصطف المئات من الجنود بزيهم القرمزي وقبعاتهم السوداء العالية على امتداد طريق ذا مول، وهو الشارع الواسع المؤدي إلى قصر بكنغهام، حيث احتشد عشرات الآلاف لمتابعة الحدث متجاهلين المطر الخفيف.
تشارلز الثالث بيسمع النشيد الوطني God Save The King بعد ما كان لسبعين سنة God Save The Queen… حفل التنصيب إعادة لتقاليد ومراسم بتحصل من مئات السنين مع كل ملك أو ملكة للمملكة اللي حدودها تغيرت كذا مرة! pic.twitter.com/FhoPJA4Wqg
لكن لم يكن الجميع هناك للترحيب بالملك فقد أطلق مئات من دعاة الجمهورية صيحات الاستهجان ولوحوا بلافتات كتب عليها “ليس ملكا لي”.
وانتشر أكثر من 11 ألف شرطي لإخماد على أي محاولة لعرقلة المراسم، وقالت مجموعة “جمهورية” إن الشرطة اعتقلت زعيمها غراهام سميث مع 5 متظاهرين آخرين.
ماذا حدث داخل كنيسة وستمنستر؟
داخل الكنيسة التي تزينت بالورود والأعلام، جلس ساسة وممثلون عن دول الكومنولث إلى جانب عاملين في الجمعيات الخيرية ومشاهير من بينهم الممثلات إيما تومسون وماغي سميث وجودي دنش والمغنية الأميركية كاتي بيري.
من بين المراسم التي شهدتها الكنيسة أداء نشيد “الكاهن الصادق” لهاندل كما جرت العادة في كل حفل تتويج منذ عام 1727.
كانت هناك عناصر جديدة، مثل نشيد من تأليف اندرو لويدويبر المشهور بعروضه في مسارح وست إند وبرودواي بالإضافة إلى جوقة إنجيلية.
أقيم قداس وسيلقي زعماء دينيون تحية “غير مسبوقة” في النهاية.
تولى حفيد تشارلز الأمير جورج وأحفاد كاميلا دور الوصفاء.
لم يكن هناك دور رسمي لنجل تشارلز الأصغر الأمير هاري بعد خلافه الكبير والعلني مع العائلة المالكة ولا لشقيقه الأمير أندرو الذي أُجبر على ترك الواجبات الملكية.
جلس هاري وأندرو في الصف الثالث خلف أعضاء آخرين فاعلين من العائلة المالكة. كيف ظهر الملك تشارلز أمام الجميع؟
بدت الجدية على وجه الملك وهو يؤدي اليمين ليحكم بالعدل ويدعم كنيسة إنجلترا التي يتولى منصب رئيسها الفخري قبل الجزء الأكثر قداسة من المراسم عندما مسح رئيس أساقفة كانتربري على يديه ورأسه وصدره بالزيت المقدس الذي تمت مباركته في القدس.
بعد تقديم رموز ملكية لتشارلز، وضع ويلبي تاج سانت إدوارد على رأسه وسط صياح الحضور “حفظ الله الملك”.
بعد المراسم الكنسية، يغادر تشارلز وكاميلا في العربة الملكية الذهبية البالغ وزنها 4 أطنان والتي صممت لجورج الثالث آخر ملوك المستعمرات البريطانية في الولايات المتحدة عائدين إلى قصر بكنغهام في موكب يمتد طوله إلى ميل ويضم أربعة آلاف جندي من 39 دولة بالزي الرسمي الاحتفالي.
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، أن وزارة الداخلية البريطانية، رفضت طلب لجوء تقدم به مواطن سوري، وطالبته بالعودة لبلاده.
وأشارت الصحيفة إلي أن وزارة الداخلية البريطانية أبلغت طالب اللجوء السوري أنه بإمكانه العودة إلى البلد الذي فر منه خلال الحرب لأنه من الآمن القيام بذلك، بحسب صحيفة “الغارديان”.
وبحسب الصحيفة قال طالب اللجوء البالغ من العمر 25 عاما أنه فر من التجنيد الإجباري في جيش النظام عام 2017 حيث كان سيضطر لقتل سوريين آخرين، مشيرا إلي أنه سعى إلى الحصول على ملاذ في المملكة المتحدة، في مايو 2020.
وشدد الشاب الذي طلب عدم الكشف عن هويته على أنه إذا أُجبر على العودة إلى سوريا، فسيتم استهدافه كمتهرب من الخدمة العسكرية، وسيُعتقل ويُقتل.
وبحسب قناة الحرة، لم تقم المملكة المتحدة، حتى الآن، بإعادة اللاجئين الذين عارضوا نظام بشار الأسد بسبب المخاطر التي لا تزال موجودة في دولة مزقتها الحرب الأهلية المستمرة.
وقال المسؤولون في رسالة الرفض التي أرسلتها وزارة الداخلية لطالب اللجوء: “لسنا مقتنعون باحتمال الاضطهاد”.
وجاء في الرسالة: “من غير المقبول أنك ستواجه خطر الاضطهاد أو خطرا حقيقيا بالتعرض لضرر جسيم عند عودتك إلى سوريا بسبب آرائك السياسية المنسوبة إلى التهرب من التجنيد”.
تدخلات حقوقية
في المقابل، استأنف محامي الشاب قرار وزارة الداخلية الذي يعتبر أول حالة رفض للجوء سوري في البلاد، بحسب الصحيفة.
وقد ناشدت منظمة “Refugee Action” وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، لإلغاء القرار.
وقالت المنظمة: “إذا لم تعد هذه الحكومة تمنح ملاذا للاجئين السوريين، فلمن ستمنح؟ هذا القرار يمنع اللاجئين من الفرار من الحرب والاضطهاد”.
لكن متحدث باسم وزارة الداخلية برر القرار قائلا: “يتم النظر في جميع طلبات اللجوء على أساس مزاياها الفردية (…) وبما يتماشى مع السياسة الحالية”.
وكان تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد شدد في أكتوبر الماضي على أنه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى سوريا، حيث أن الأشخاص الذين اختاروا العودة الطوعية إلى بلادهم واجهوا انتهاكات جسيمة على أيدي النظام والميليشيات التابعة له.