بعد الانتصار فى غويران..الإدارة الذاتية تطالب المجتمع الدولي بـ 7 إجراءات سريعة

هنأت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شعوب المنطقة بالانتصار الكبير والجديد الذي تحقق ضد تنظيم داعش.
واعتبرت الإدارة الذاتية فى بيان لها اليوم أن هذا الانتصار امتداداً لجميع الملاحم البطولية التي قادها شعبنا ضدَّ الإرهاب بكل شجاعة.
وقالت ” أنه في الوقت ذاته نستذكر الشهداء وننحني إجلالاً وإكراماً أمام تضحياتهم, ونتقدَّم بالعزاء إلى عوائلهم وإلى كافَّة أبناء شعبنا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

من الباغوز لـ سجن الصناعة
وأشار البيان إلي أنه بعد تحرير الباغوز في آذار ٢٠١٩ وإعلان قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً والقضاء على دولته المزعومة، وذلك بعد تقديم تضحيات كبيرة من قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي بأكثر من ١٢٠٠٠ شهيد و٢٥٠٠٠ جريح بينهم إعاقات مستدامة في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي دفاعاً عن كل الإنسانية, اعتباراً من معركة كوباني إلى الباغوز حتى أحداث سجن الصناعة في الحسكة.
وتابع البيان: استمرَّت مشكلة الإرهاب من خلال تواجد العشرات من الخلايا النائمة, بالإضافة إلى انتشار أيديولوجيتهم الإرهابية في المناطق التي بقيت تحت سيطرتهم لسنوات، وكذلك واجهت الإدارة الذاتية مشكلة حوالي ١٢٠٠٠ من مرتزقة داعش المعتقلين منهم حوالي ٢٠٠٠ عراقي و٢٠٠٠ آخرين من أكثر من خمسين دولة و ٨٠٠٠ سوري و الآلاف من عوائلهم في مخيمي الهول وروج.
وبالرغم من الإمكانيات المحدودة حافظت الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية عليهم في أماكن آمنة، بالتزامن مع الحملات المستمرة ضد الخلايا الإرهابية واعتقال آخرين مما يزيد العبئ على الإدارة الذاتية.

تشكيل محكمة دولية

وأكدت الإدارة الذاتية على الدوام أنَّ هذا الملف الخطير والمعقد والذي هو من تداعيات الحملة الدولية في مواجهة داعش؛ هو مشكلة تخص كل المجتمع الدولي ويجب مواجهتها من خلال التنسيق بينهم وبين الإدارة الذاتية، وهي أكبر من أن تواجهها الإدارة الذاتية لوحدها، وهذا يستلزم تشكيل محكمة دولية أو محكمة ذات طابع دولي في شمال وشرق سوريا لكي يأخذ العدل مجراه.
كما طالبت كذلك أن تتحمل الدول التي لديها مواطنين منتمين إلى التنظيم الإرهابي مسؤولياتها وذلك بترحيل مواطنيهم المتورطين بالإرهاب وبصورة خاصة الأطفال والنساء لمحاكمتهم ومن ثم لدمجهم بمجتمعاتهم الأساسية وإعادة تأهيلهم.
وكذلك دعم الإدارة الذاتية لإخراج الاطفال من الأماكن والأجواء الغير صحية لإعادة تأهيلهم, بالإضافة لتحسين وضع المخيمات والمعتقلات من النواحي الأمنية والإنسانية ريثما يتم حل هذه المعضلة.
وشدد البيان على أنه نتيجة لتقصير المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته، حدث ماكنا نحذر منه على الدوام، إن كان مايحصل في مخيم الهول يومياً من عمليات قتل وذبح وحرق للخيم وغيرها، أو ماحدث بتاريخ ٢٠ من كانون الثاني باستهداف سجن الصناعة بالحسكة من قبل ما يقارب الـ٢٠٠ مرتزق من إرهابيي داعش بعملية معقدة وخطيرة تم التخطيط لها وإعدادها خارج الحدود انطلاقا من المناطق المحتلة من قبل تركيا وبدعم مجموعات قادمة من الحدود العراقية وبعض الخلايا النائمة في المنطقة وذلك لإحياء داعش من جديد، ونشر الفوضى وضرب مكونات المنطقة ببعضها البعض واستهداف مشروع الإدارة الذاتية.

دعم تركيا والنظام لهجوم داعش

ولفت البيان إلي أنه في الوقت الذي كانت الإدارة الذاتية فى مواجهة مع هذا التنظيم الإرهابي داخل السجن وفي المناطق المحيطة به، وبغرض تشتيت قواتنا وإفساح المجال للإهابيين بالفرار؛ بدأت القوات التركية والمرتزقة المرتبطين بها باستهداف المدنيين العزل بمنطقة عين عيسى عن طريق القصف المدفعي والهجوم البري لمرتزقة تركيا، بالإضافة إلى محاولة السلطة في دمشق وبما يُسمى الائتلاف الأردوغاني باستغلال هذا الوضع واتهام قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بارتكاب جرائم وإجراء عمليات تغيير ديمغرافي وغيرها, وذلك للنيل من الإدارة الذاتية ودعم الإرهابيين، وأيضاً لخلق فتنة عرقية بين مكونات المنطقة.
وقالت الإدارة الذاتية أنه على تلك القوى أن تُعيد النظر في سياساتها الخاسرة التي لا تخدم سوى إنعاش الإرهاب.
وشددت على أنه بفضل تضحيات شعوب شمال شرق سوريا والتفافها حول قواتنا العسكرية؛ تم إفشال هذا المخطط الإجرامي والإعلان عن السيطرة على الوضع في نفس يوم تحرير كوباني ليُعيد التاريخ نفسه من جديد ولينهزم الإرهاب وكل داعميه والمستفيدين منه.

7 مطالب رئيسية 

وطالب البيان بأن تتضافر الجهود من المجتمع الدولي بأسره، داعيا التحالف الدولي لزيادة دعم قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والجهات الأمنية عسكرياً من وتقديم المستلزمات والتقنيات الضرورية لمواجهة خطر الإرهاب وخلايا داعش الإرهابية.
و تشكيل محكمة دولية أو محكمة ذات طابع دولي في شمال وشرق سوريا لمحاكمة المجرمين ولكي يأخذ العدل مجراه.
مع قيام كل دولة لديها مواطنين في شمال وشرق سوريا بتحمل مسؤلياتها، من جهة وإعادة مواطنيها من مقاتلين ونساء وأطفال أو تقديم الدعم للإدارة الذاتية لتحسين الظروف الخدمية والأمنية للمخيمات والسجون وبالتالي إعادة تأهيلهم ومحاكمة من يتم تثبيت إدانتهن من النساء.
وتقديم الدعم الاقتصادي لشمال وشرق سوريا واستثناء المنطقة من قانون قيصر، وذلك لتطوير الواقع الخدمي ودعم قطاع التعليم والصحة لسد الطريق أمام محاولات تنظيم داعش واستغلال هذا الجانب في عمليات تجنيد الخلايا والتنظيم .
وزيادة الدعم الإغاثي والإنساني والعمل على إعادة النظر بقرار إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر)، لإن المساعدات الإنسانية التي تأتي من المجتمع الدولي من خلال منظمات الأمم المتحدة عن طريق دمشق لايصل منها إلَّا القليل، وكمثال على ذلك تقول الأمم المتحدة أنها أرسلت مؤخراً ٣٦ شاحنة إلى الحسكة لدعم المنطقة نتيجة لحوادث سجن الحسكة ولكن لم يصل منها شيء وكلها ذهبت إلى المربع الأمني الذي يُسيطر عليه النظام في قامشلو.
ودعم الإدارة الذاتية سياسياً وتكثيف الجهود لدعم الاستقرار في المنطقة، والضغط على دولة الاحتلال التركي للانسحاب من المناطق المحتلة والتي أصبحت حاضنة وملاذاً للإرهابيين، ولوقف عدوانها المستمر من خلال الهجوم البري والقصف المدفعي واستخدام المسيَّرات لاستهداف المدنيين العزل والتي تهدف إلى دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
وتقديم الدعم للإدارة الذاتية لبناء مراكز إعادة تأهيل للأطفال ولتحسين الظروف الأمنية والإنسانية داخل المعتقلات والمخيمات.

المؤامرة الكبيرة

واعتبر البيان إن المؤامرة الكبيرة والخطيرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي وداعميه باستهدفت الحسكة والتي أدت إلى استشهاد ١٢١ من القوات العسكرية والأمنية والعاملين في السجن والمدنيين وتداعياتها ومخاطرها، هي رسالة إلى التحالف والمجتمع الدولي للانتقال إلى مرحلة جديدة والعمل معاً وبالتنسيق مع الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية والأمنية ومن كافَّة النواحي لعدم تكرار ماحدث, وإلحاق الهزيمة المستدامة بالإرهاب.
وختم البيان بتقديم تحية إجلال وإكبار لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الأساييش) بالإضافة إلى العشائر ومكونات شمال شرق سوريا الذين تحلَّو بالوعي لما يحدث ووقفوا إلى جانب الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية والأمنية ضد الإرهاب مدركين مخاطر عودة داعش خاصة, وإنَّ الكثير منهم تعايش مع تجربة داعش المريرة .
كما توجه البيان بجزيل الشكر لأهل الحسكة بشكل عام وأهل حيي غويران والزهور بشكل خاص على تعاونهم مع القوات العسكرية .
وأكدت الادارة الذاتية على تأمين عودة الذين نزحوا من حيي غويران والزهور بفعل ارهاب داعش ، وذلك بالتزامن مع قيام المؤسسات المعنية في الادارة الذاتية على تقديم الدعم والاحتياجات اللازمة لهم .

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2021/12/%d8%b3%d8%b1-%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac.html

https://alshamsnews.com/2021/10/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7.html

 

بمساعدة قوات أمريكية..قسد تحاصر خلية لـ داعش تحتجز 4 رهائن بالحسكة

كشف تقارير سورية عن وجود مدنيين يحتجزهم تنظيم داعش الإرهابي كرهائن فى مدينة الحسكة.
وفى تقرير له، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت، إن مجموعة تابعة لتنظيم داعش تحتجز مدنيين بينهم مسؤول محلي، رهائن في مدينة الحسكة السورية بالتزامن عودة الاشتباكات في محيط سجن غويران.
وأشار المرصد السوري على موقعه الإلكتروني إلي أن خلية تابعة للتنظيم مؤلفة من أربعة انتحاريين على الأقل، تحتجز رئيس حي كومين في شارع الأغوات ضمن حي غويران بمدينة الحسكة، برفقة ثلاثة مدنيين كرهائن في أحد الأبنية السكنية.
ولفت المرصد إلي أن قوات مكافحة الارهاب الكردية تحاصر المجموعة من كافة الجوانب.

قوات أمريكية تساند قسد والأسايش
وفى سياق متصل، كشفت وكالة فرانس برس عن انتشار قوات أميركية برفقة قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الكردية في الحي ومحاصرتها للمبنى، وسط وجود قناصة على أسطح الأبنية المجاورة، لافتا الى سماع دوي إطلاق رصاص بين الحين والآخر.
و بعد ساعات من “الهدوء الحذر” في المنطقة، عادت الاشتباكات بين عناصر تنظيم داعش من جهة وقوات الأمن الكردية “الأسايش” وعناصر قسد من جهة ثانية إلى مناطق في محيط سجن غويران ضمن مدينة الحسكة.

هدوء بمحيط سجن غويران
وبحسب المرصد السوري، يشهد سجن غويران هدوءا حذرا، بالتزامن مع استمرار تحصن ما تبقى من عناصر التنظيم في مبنى يقع شمالي السجن، في حين تحاصرهم القوى العسكرية من كافة الجوانب.
وتابع أنه “إلى الآن لم تنفذ أي عملية عسكرية لصعوبة ذلك بسبب تحصينات الأقبية التي يتواجد فيها التنظيم، وسط معلومات عن وجود أطفال من أشبال الخلافة معهم”.
ورغم إعلان قوات سوريا الديموقراطية، الأربعاء، استعادة السيطرة على السجن، وأن نحو 3500 من المهاجمين والسجناء التابعين للتنظيم استسلموا لها، إلا أن العشرات من مقاتلي التنظيم ما زالوا يتحصنون، وفق المرصد، داخل أقبية “يصعب استهدافها جوا أو اقتحامها برا”.
وبحسب موقع قناة الحرة الأمريكية تتراوح التقديرات بشأن عددهم بين ستين وتسعين مقاتلا، وفق مسؤولين أكراد. وتوجه القوات الكردية نداءات متكررة لهم للاستسلام.
وكان مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي قد أعلن اليوم بحسب فرانس برس أن قوات قسد لم تستخدم القوة معهم حتى الآن” بعدما كانت قد منحتهم الجمعة مهلة لم تحدد توقيت انتهائها.
ومنذ بدء الهجوم، الذي شكّل “أكبر وأعنف” عملية للتنظيم منذ خسارته كل مناطق سيطرته في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات، تمنع القوات الكردية الصحافيين من التجول داخل حي غويران أو الاقتراب من محيط السجن.
وأوقع الهجوم والاشتباكات التي تلته داخل السجن وخارجه أكثر من 260 قتيلا، 180 منهم على الأقل من التنظيم المتطرف مقابل 73 من قوات الأمن الكردية وقوات سوريا الديموقراطية، إضافة إلى سبعة مدنيين، وفق آخر بيانات المرصد، الذي يرجح ارتفاع الحصيلة النهائية مع وجود جثث ومفقودين وعشرات الجرحى في حالات خطرة.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%ab%d8%ab-18-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d9%8a-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84.html

https://alshamsnews.com/2022/01/%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d9%80-%d9%82%d8%b3%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%a3%d8%ae.html

هجوم داعش على سجن الصناعة بشمال سوريا..قراءة فى مغزى التوقيت والهدف

هوكر نجار- صحفي كردي
هاجم تنظم داعش الإرهابي يوم الخميس الـ20 من كانون الثاني “سجن الصناعة” في مدينة الحسكة والذي يعتبر حالياً من إحدى أخطر السجون في العالم، نظراً لخصوصية المحتجزين داخله، ولكن لماذا سجن الصناعة ولماذا هذا التوقيت؟!.
يقع السجن في الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة وكان يضم حوالي 5 آلاف من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وهم أخطر الشخصيات في العالم حالياً، شيد بعد دحر التنظيم في الباغوز بريف دير الزور على يد قوات سوريا الديمقراطية، ويعودون إلى أكثر من 50 دولة وترفض هذه الدول إعادتهم ومحاكمتهم في بلدانهم دون أن يقدموا أي دعم للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية التي تحمي هذا السجن والعديد من السجون الأخرى التي يحتجز فيها عناصر التنظيم.
وفي وقت سابق، ناشدت قيادات في شمال وشرق سوريا الدول بإنشاء محكمة دولية وتشكيل لجان مشتركة لتوثيق جرائم عناصر داعش المحتجزين و مقاضاتهم وإغلاق ملفهم، الذي يشكل تهديداً صريحاً على العالم.

هل كان الهجوم صدفة أم عمل مدبر ؟
أن مهاجمة السجن لم يكن محض صدفة أو عمل خطط له في ليلة وضحاها، ما ظهر خلال الهجمات والتخطيط الذي هاجم فيه عناصر التنظيم السجن والوقت والتاريخ يشير إلى وجود تخطيط مسبق ومنذ أشهر وبمشاركة فعالة لبعض دول الجوار، وخاصة تركيا التي كانت المعبر الرئيسي لدخول عناصر التنظيم إلى الأراضي السورية والآلاف من الإرهابيين الأخرين خلال الأزمة السورية التي لا تزال مستمرة، فالأسلحة التي تمت السيطرة عليها هي من صناعة تركية، توثق تورطها بشكل مباشر.

هل تورط النظام السوري فى الهجوم
ومن جانب آخر وخلال الهجمات وحسب الظروف وما دارت من أحداث يظهر أن للنظام السوري أيضاً دور في ذلك، فقبل بدء هجوم عناصر التنظيم على السجن وبأكثر من ثلاثة ساعات أقدمت قوات النظام السوري على إغلاق كافة المداخل والمخارج في المربع الأمني الذي يتحصن فيه داخل مدينة الحسكة ومنع الدخول والخروج منه.
ولإبعاد الشبهات عن نفسها أصدرت خارجية النظام السوري بياناً، اتهمت فيه كلاً من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بارتكاب جرائم حرب خلال الاشتباكات المستمرة مع عناصر تنظيم داعش في الحسكة، متناسية ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات وتدمير في معظم المدن السورية منذ بداية الأزمة وإلى الآن، كما إنها تجاهلت خطورة تنظيم داعش الذي يقتل يومياً العشرات من جنوده في البادية السورية رغم كافة الضربات الروسية.
وهناك دليلٌ آخر يؤكد ضلوع النظام السوري في هذه الهجمة التي استهدفت الحسكة، حسب ما صرح به مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي، وذلك عبر إفراغ مقراته بالقرب من مدينة الرقة بعد أن حوصر التنظيم في سجن الصناعة.
وما أكد مشاركتة أيضاً أحد العاملين في مؤسساته الإعلامية الذي نشر على منصات التواصل الاجتماعي، أن إفشال مخطط الهجوم على السجن لن ينهي الفلتان الأمني بل ستكون الفوضى سيد الموقف، ولم تمر ساعات على هذا المنشور حتى هاجمت خلايا داعش من المربع الأمني حاجزاً لقوى الأمن الداخلي الموجود في مدخل حي غويران الفاصل بين مناطق الإدارة الذاتية والنظام السوري.

الدور التركي فى الهجوم
وحول هذا الهجوم الذي كان مصدره المربع الأمني، قال المركز الإعلامي لقسد أن قواتهم تعاملت مع الخلية وقُتل عنصرين من داعش دخلا من مناطق النظام.
أن توقيت الهجمة يُشير وبشكل جلي ضلوع تركيا فيه وبأنها المخطط الرئيسي لها، فقد ترافقت هذه الهجمة على سجن الصناعة مع ذكرى بدء الهجوم التركي على مقاطعة عفرين والتي تسيطر عليها تركيا حالياً مع الكثير من الفصائل الموالية لها منذ أربعة أعوام، وغيرت معالمها وأثارها ونهبت تاريخها وثقافتها ولغتها، وفرضت اللغة والثقافة والعملة التركية، وهجرت سكانها الأصليين وأسكنت فيها مهجرين من مختلف المدن السورية وحتى من خارج من سوريا، وكل ذلك بدعم من الإخوان المسلمين.

الهدف من الهجوم
وحسب ما تلمسناه من بيانات قوات سوريا الديمقراطية فأن الهدف منها كان تهريب المحتجزين إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا حالياً مثل سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، حيث ظهرت عدة تقارير أشارت أن العشرات من قادة داعش متواجدين حالياً هناك ويتلقون دعماً من تركيا عبر فتح مراكز تدريب والدعم اللوجستي والمادي، كما أن طيران التحالف الدولي قتلت عدد من التابعين لداعش في سري كاينه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض من خلال استهدافهم بطائرات مسيرة، كما أن تقارير أشارت إلى وجود أكثر من 50 عنصراً من قادة داعش هناك.
ونظراً لانتشار عناصر داعش والحملات التي رافقت الهجوم من قبل قوات سوريا الديمقراطية والقبض على خلايا للتنظيم في ريف الحسكة، وخاصة في بلدة “التوينة” المتواجدة على الطريق الواصل بين الحسكة وتل تمر، و “خربة إلياس” بالقرب من بلدة “صفيا”، كان هناك مخطط للتنظيم بقطع الطرق التي تصل الحسكة بالخارج، كما أن لـ “توينة” دلالات أخرى حيث كان التنظيم يحاول فتح طريق من الحسكة إلى ناحية تل تمر، وبذلك إيصال عناصرها الذين سيتم تهريبهم من السجن إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها، وهذا يشير أيضاً إلى الضلوع التركي في هذه الهجمات والتخطيط لها.
وفي نفس التوقيت هاجم خلايا تنظيم داعش إحدى مقرات للجيش العراقي في محافظة ديالى الواقعة كم 120 شمال شرق بغداد لقي خلاله 11 جندياً عراقياً مصرعهم وتعبر هذه من أعنف الهجمات التي استهدفت الجيش العراقي في الأشهر الأخيرة.
وبحسب بيان القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية فأن عناصر داعش الذين هاجموا سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة، دخلوا المنطقة من المناطق التي تسيطير عليها تركيا داخل الأراضي السورية ومنها سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض والأراضي العراقية.

لماذا سجن الصناعة؟
لماذا اختار تنظيم داعش “سجن الصناعة” خلافاً لباقي السجون المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي يُتحتجز فيها الآلاف من عناصر التنظيم، يعود هذا إلى وجود قادة من الجنسيات التركية وقد يكونوا تابعين بشكل مباشر للاستخبارات التركية وتحاول تهريبهم لتتملص من الضغط الدولي عليها في دعم داعش وبأنها كانت موطناً خصباً لفكر داعش الإرهابي، إضافة إلى وجود أهم قادة داعش فيها الذين يعتبرون العقل المدبر للتنظيم.
والشيء الآخر كون سجن الصناعة يعتبر من أكبر السجون الذي يحتجز فيها داعش ويقع في منطقة قريبة منه سجن آخر لعناصر داعش، فكان التنظيم يسعى لشن هجوم عليه أيضاً وظهر ذلك عبر نشر خلايا له في المنطقة القريبة منه وفي الحي المقابل للسجن أي حي الزهور أو كما يعرف محلياً بـ “حوش الباعر”.
كما أن داعش حاول الانتقام للخلية الأولى التي ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض عليها وعلى رأسها المدبر وأفشلت خطتها في استهداف السجن آنذاك، وتمكنت أيضاً من معرفة مكان السيارات المفخخة وتخليص شعب الحسكة من مجزرة مروعة حاول التنظيم ارتكابها.
والهدف التركي الآخر من هذه الهجمات هو الإيعاز لخلايا تنظيم داعش بأن التنظيم متواجد في مناطقها وتتلقى تدريبات وتحاول إعادة بنائه من جديد، بالإضافة إلى تغير وجهة العالم عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها في كافة المناطق التي تسيطر عليها مع الفصائل الموالية وخاصة مقاطعة عفرين، كما تحاول تركيا بث دفعة معنوية جديدة لعناصر تنظيم داعش لدخول أراضيها لاستخدامهم ضد مناطق شمال وشرق سوريا من جديد.
ولكن يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية قد أفشلت المخطط منذ يومه الأول وفرضت أطواقاً أمنية واسعة النطاق على مدينة الحسكة والريف القريب منه لضمان عدم هروب أي عنصر من خلايا تنظيم داعش المهاجمة والسجناء.
وبعد مقاومة بطولية استمرت لمدة 7 أيام فرضت قوات قسد وبالتعاون مع قوى الأمن الداخلي الاستسلام على عناصر التنظيم المهاجمين، إضافة إلى السجناء الذين انضموا إليهم من داخل السجن، بعد أن تمكنت من مقتل المئات منهم، وتحرير 23 أسيراً من قبضة التنظيم، والذي حاول عبر إصدارته إحداث شرخ بين المكونات عبر نشر لقاءات مع أسرى من المكون العربي.
والضربة القاضية التي وجهتها قوات قسد لداعمي الهجوم هو إعادة السيطرة على السجن بشكلٍ كامل بعد إجبار أكثر من 3000 عنصر من عناصر التنظيم على الخنوع والاستسلام، وتزامن ذلك مع ذكرى تحرير كوباني من داعش أي في الـ26 من شهر كانون الثاني وفي الساعة نفسها أي الثالثة إلا عشر دقائق.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%ab%d8%ab-18-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d9%8a-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84.html

https://alshamsnews.com/2022/01/%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d9%80-%d9%82%d8%b3%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%a3%d8%ae.html

Exit mobile version