بعد جلسة برلمان المكسيك..هل يشهد 2024 بداية الغزو الفضائي للأرض ؟

بقلم /ايهاب عطا – صحفي وباحث في الميتافيزيقا ودراسات المستقبل

 
تسابقت محطات الاخبار العالمية والمحلية، الأربعاء الماضي 13 ايلول سبتمبر2023 ، في كل بلاد العالم لنقل خبر جلسة الاستماع في البرلمان المكسيكي التي تضمنت عرضا هو الأول من نوعه كونه رسميا، لما وصف بأنها نماذج محنطة لجثث مخلوقات فضائية زارت الارض او عاشت ولاتزال بيننا منذ قرون طويلة.
بدا الحدث مثيرا إلى حد كبير، حيث يعتبر الإعلان الرسمي الأول الذي ليس فقط يعترف بوجود تلك الأنواع من المخلوقات، لكن لأنه عرض بوضوح نماذج محنطة في صناديق أمام الكونغرس وبدت الجثث بثلاثة أصابع اليد والقدم وبدون أسنان وعمرها حوالي 1000 عام، وقيل أنه تم انتشالها من كوسكو، بيرو عام 2017، ولم تكن جزءا من “تطورنا الأرضي”، حيث لا يزال 30 بالمئة من تركيبها الجيني “مجهولا”.
جرت العادة على تسمية ذلك النوع من المخلوقات ووصفها ب”الفضائية”، وأحب أن أسميها مخلوقات غريبة أو غير البشرية، لأسباب ربما تسنح الفرصة لعرضها، وتضمن العرض الذي أصفه بأنه كان أشبه بالتمثيلية الباهتة ونذير الشؤم الذي يبشر بأحداث خطيرة دأبنا على إنكارها ورفضها والهجوم على الباحثين فيها واتهامهم بأنهم مهووسون بنظرية المؤامرة التي لا وجود لها في أرض الواقع.

هياكل محنطة بأجسام عرضها البرلمان المكسيكي وصفها بالمخلوقات الفضائية
هياكل محنطة بأجسام عرضها البرلمان المكسيكي وصفها بالمخلوقات الفضائية

كذلك أخبرنا القائمون على ذلك العرض وكذلك أخبروا النواب، أن النماذج المحنطة والتي ظهرت صورا لها بالأشعة السينية خلال الجلسة، لأحد الكائنات وكان يحمل “بيضا” بداخله أجنة، وأن الجثتين تحملان معادن الكادميوم والأوزميوم، والأخير من أكثر العناصر ندرة في القشرة الأرضية ويعتبر من أندر المعادن الثمينة.

اعترافات رسمية
من شاهد الفيديوهات المنتشرة على مواقع محطات الاخبار وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لجلسة البرلمان المكسيكي، لم يلحظ فرقا كبيرا بينها وبين تلك التي يروج لها في افلام هوليود، والتي تصنف ضمن فئة افلام الخيال العلمي، وسيتذكر على الفور مقاطع فيديو يتداولها نشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من المهتمين بالظواهر الغريبة والميتافيزيقا، لشهادة رسمية لضابط مخابرات في البنتاجون اسمه ديفيد جروش في 26 تموز 2023، الماضي يقر للمرة الأولى بالعثور على كائنات بيولوجية، في مركبة غير بشرية، اي طبق طائر أو مركبة فضائية، مع التحفظ على كلمة فضائية.
وقبل تلك الشهادة لا ننسى أهم واول شهادة للتاريخ من شخصية رفيعة المستوى تصل لرتبة وزير الدفاع الكندي الاسبق بول هيلير، في جلسة استماع أمام الكونجرس الكندي في أواخر أيار مايو 2013، وقد تجاوز وقتها كل المحظور وكشف المسكوت عنه لأكثر من 60 عاما، وقال لم يجرؤ غيره على قوله، بل إنه بضمير حي وجه رسائل إلى سكان الأرض كلهم وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية بل وشارك في تريح ومداخل تليفزيونية مطولة لقناة روسيا اليوم، فاضحا كل ما تعمدت حكومات العالم إخفائه خاصة حكومات الدول الثمانية الكبرى، أمريكا ودول حلف الناتو الأساسيين.
وصف الوزير الكندي الاسبق لبعض أنواع تلك المخلوقات بأنها “خارجية” كان أكثر دقة رغم أن كلمة خارجية ستترجم في الأذهان مباشرة على أنها فضائية، وهو ما يتناقض مع الواقع والحقيقة، بشكل قاطع، فأخبر “هيلير” عن مخلوقات غريبة تعيش بيننا على الأرض منذ آلاف السنين متنكره في أشكال مختلفة أو تعيش في مناطق مترامية الأطراف ليس فيها كثافهدة سكانية، حيث يتاح لهم الحركة بحرية.
واعتز الوزير بول هيلير المولود في 1923 والحاصل على الهندسه في الطيران، بأنه اول من أولى لذلك الملف اهتماما كبيرة، في محاوله منه لكسر حاجز السرية والغموض الذي يلف تلك القضية منذ عقود، وقد دأبت الادارة الامريكية وغيرها من حكومات العالم المتقدمة على إنكار وجود تلك المخلوقات وحصر الحديث عنها في نطاق التكهنات وإرهاصات العلماء بإمكانية وجود حياة على كواكب أخرى سواء داخل المجموعة الشمسية التي نعيش فيها أو في مجموعات شمسية أخرى.

مخطط 2024

لم تبهرني تمثيلية البرلمان المكسيكي الباهتة، كما لم تفعل مع غيري من الباحثين في الميتافيزيقا، بل توقعنا خطوات أكثر جرأة وأشد توضيحا وتفصيلا، مما يشير في نفس الخط الذي بدأته الإدارة الأمريكية عندما أعلنت منذ شهور واعترفت لأول مرة برصد أجسام طائرة وحاولت تدميرها في السماء الأمريكية والكندية، كما تم رصدها في مناطق متفرقة من العالم وأوروبا، غير أنها لم تقر صراحة پأن تلك الأجسام موجهة من قبل مخلوقات خارجية.
وفي فهمنا لتلك النوعية من الأحداث والظواهر، يجب أن ندرك أن العام الجاري 2023 بدا فارقا في فهم التحول الكبير في مسرح الأحداث حول العالم، الذي يجري ويتم التجهيز له على قدم وساق في أشياء كثيرة لتنفيذ استراتيجيات تمهد لتطبيق ما أصبح متعارف عليه إعلاميا بالنظام العالمي الجديد، فقد واكب عرض الكونجرس المكسيكي، ومن قبله اعتراف البنتاجون بالاحسان الطائرة، تسريبات عديدة لفيديوهات من الانترنت المظلم، لأعداد كبيرة من أنواع مختلفة من تلك المخلوقات الخارجية يتم رصدها بكاميرات مراقبة أو كاميرات الدرونز بالصدفة أو كاميرات المغامرون في الغابات، تؤكد وجود تلك المخلوقات بيننا وبعضهم يتنكر في جلد بشري، ويطلق عليهم الباحثون اسم Lizard people ، وبعضهم يلقبون بالزواحف الذين يظهرون وينفضح أمرهم بالصدفة البحتة أمام كاميرات المحطات والقنوات التليفزيونية، وهو ما يسمى”Shape shifting”، بل أنني تمكنت من الحصول على فيديو لكاميرا مرتقبة ترصد محاولة هروب أحد الاشخاص، من مخلوق غريب أشد رعبا وشرا من تلك التي تظهر في افلام هوليوود، بعد أن اعتدى عليه وأصابه في ساقه، وغير ذلك عشرات الفيديوهات لمخلوقات تشبه البشر في شكلها لكن حجمها ضئيل جدا يشبه حجم تلك التي ظهرت في مسلسل الاطفال الشهير “سنافر” ، وبعضهم يطير بأجنحة كالسرعوف، ؤأخرين لهم صدفة مثل السلحفاة، ومؤخرا تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لطفل لون بشرته رمادي، يشار إلى أنه من فصيلة الرماديين، وهي أحد أنواع المخلوقات الخارجية “الفضائية”.
يأتي عرض أو جلسة استماع البرلمان المكسيكي منسجما ومتوازيا ومكملا لما توصلنا إلية من أدلة على سيطرة تلك المخلوقات على حكومات العالم وأن هناك مندوبون لهم في كل حكومة أو نظام وخاصة النظام الأمريكي، ما يؤكد تسريبات كشف عنها في فيديوهات تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لشهادات شخصيات فاعله احتكت وتواصلت بشكل مباشر او كانت على علم بوجود تلك المخلوقات خلال تلك السنين والعقود الطويلة الماضية، وتحذر من الاستعداد والتجهيز لهجوم وغزو فضائي وهمي ومفبرك خلال2024، من قبل تلك المخلوقات الفضائية على كوكب الأرض خلال الأشهر القليلة القادمة أو في حيز زمني قصير قد لا يتجاوز العام أو العامين لإجبار دول العالم على التوحد والدخول تحت سيطره وإدارة حكومة موحدة وجيش موحد يحكم العالم إيذانا ببدء نظام عالمي جديد.

وغالبا ما يواجه مثل هذا الاعتقاد أو تلك التسريبات بالانتقادات والهجوم على أصحابها والقائلين بها ووصفهم بأنهم من المهووسين بنظريه المؤامرة وأنه لا وجود لها، بل إنه ليس هناك حاجة للاعتقاد بأن هناك قوى خارجية تتربص بالبشر وتريد الفتك بهم والقضاء عليهم أو اخضاعهم والسيطرة عليهم، لكننا كباحثين في الميتافيزيقا ودراسات المستقبل عملنا خلال العقدين الماضيين على جمع الأدلة والمعلومات التي تؤكد بعضها بعضا في تلك القضية وتوصلنا إلى نتائج مدهشة أكدتها الدراسة المعمقة والتحليل وشهادات شهود العيان والمتورطين ومن لهم علاقه بهذا الملف.

أجناس فضائية

وإذا عدنا إلى شهاده وزير الدفاع الكندي الأسبق بول هيلير، نجد أنه فصل وكشف عن تفاصيل مدهشة وغير متوقعه في هذا الملف فقد أكد أن تلك المخلوقات تعيش بيننا منذ آلاف السنين رغم محاولته التعتيم والتضليل بقوله أنها مخلوقات فضائيه ربما تعيش في كواكب المجموعة الشمسية التي تقع ضمنها الأرض لكنه أيضا كشف ولأول مرة عن تفاصيل دابت حكومات أمريكا وأوروبا على إنكارها مثل إشارته إلى العام 1960 وأول تحقيق رسمي أجري حول ظهور أجسام فضائية في مدينه فيوتلا، وقد كانت بعض تلك الاجسام قد توجهت جنوبا عبر أراضي حلف النيتو في أوروبا حيث مقر رئيس أركان حلف الناتو، وحسب وصف “هيلر” بأن رئيس الأركان في ذاك الوقت اصيب بالذعر عندما علم بظهور تلك الأجسام وعودتها أدراجها صوب الشمال مرة أخرى، وقد توصل التحقيق إلى أنه ما لا يقل عن 4 أجناس فضائية قد زارت الأرض على امتداد آلاف السنين، إلا أن هناك 3 أجناس يزورون الأرض حاليا ويعيشون بيننا ويتنقلون في حرية تامة، ولا يختلطون بالبشر وأنهم في مجملهم 7 أجناس وصف أحدهم بأنهم من ذوي الأجسام الطويلة البيضاء، وفي محاوله لتوضيح استراتيجيتهم وأهدافهم ومخططاتهم نحو الجنس البشري، حاول إضفاء نوع من السخرية على كلامه عندما قال، أن القول بأن لهذه الأجناس أجنده واحدة يشبه القول بأن أمريكا وروسيا والصين لهم أجنده واحدة.

وأكد الوزير الأسبق أن السرية طوقت ذلك الملف للحفاظ على مصالح شخصية مكتسبة واتفاقات بين البشر وحكومات بعض الدول وبين تلك المخلوقات، تمد بموجبها تلك المخلوقات البشر بالتكنولوجيا المتقدمة والأسرار العلمية، على أن يشاركون في إدارة شؤون البشر من خلال ممثلين لهم، حددها “هيلير” في ثلاث مناصب أو أخويات هم، قنصل العلاقات الخارجية واللجنة الثلاثية واتحاد الصيرفة الدولي والاتحاد النفطي والأجهزة المخابراتية المختلفة وعناصر منتخبة من الوحدة العسكرية الذين اصبحوا حكومة ظل ليس للولايات المتحدة فقط بل لبقية إجراء العالم.
وشدد وزير الدفاع الكندي الاسبق، في وقتها، على أن الهدف من هذه الاتفاقات والتعاون، “هو تشكيل حكومة عالمية تتألف من أعضاء عصبة سرية لم ينتخبهم أي أحد واستنادا إلى المراقبين فإن الخطة تسير بشكل جيد”.

وما حدث ويحدث خلال 2023 وآخره جلسه الاستماع تلك في البرلمان المكسيكي، لا يدع مجانا للشك بأننا مقبلين على أحداث غاية في الخطورة وأنه من الواجب علينا إعادة النظر والاهتمام بآراء وارهاصات الباحثين والمنظرين حول نظريه المؤامرة، وتدبر الواقع بعمق في محاوله للوصول إلى رؤية واضحة تساعدنا في مواجهة تلك المؤامرة او التقليل من أضرارها وآثارها والنجاة بأنفسنا والأجيال القادمة من الهلاك، في ظل سيطره نظرية المليار الذهبي على أجندات حكومة العالم الخفي، والتي تحضرنا إلى عالم جديد تتشكل ملامحه بحلول 2030 وهو التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة في أجندتها المعلنة بعد تغييرها من 2021 الى 2030 لمزيد من التجهيز لشعوب العالم وحكوماته بالخضوع والإذعان لقيام ذلك العالم الجديد.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

6 سنوات على تأسيسه..مجلس المرأة السورية بين الواقع والمأمول

بقلم الإعلامية السورية/ مها فيصل الإبراهيم

من البديهي ومن المعروف أنه و عبر التاريخ البشري الطويل لعبت المرأة دوراً أساسياً كبيراً كإحدى شروط استمرارية وجود الحياة البشرية و إن صح التعبير لعبت الدور الأبرز في الحفاظ على استمرارية البشرية كونها الحاضنة لهذا الوجود.
وفي المجتمعات كذلك حيث تشكل المرأة المجتمع برمته عبر الحفاظ على جميع الممكنات كما ذكر آنفاً ودورها الكبير في دعم الأسر والمنظومات المجتمعية ومختلف التوجهات والتخصصات والأدوار وما نراه اليوم من مكتسبات على الأرض ما هي إلا دليل على ما وصلت إليه المرأة بعد أزمنة طويلة من التضحيات والنضالات وتوجد أيقونات ونماذج وأمثلة تحتذى خلدتها تلك التضحيات.
شعار ودلالة
إن شعار مجلس المرأة السورية والذي يرمز إلى خارطة سوريا الكاملة تتجسد في وسطها وجه المرأة والشمس الساطعة ضمن دائرة مكتوب فيها اسم المجلس بعدة لغات حيث ترمز إلى التنوع المكوناتي والعرقي واللغوي والإثني والثقافي والديني.

تأسس مجلس المرأة السورية رسمياً بتاريخ 8/9/2017
حيث يمثل هذا التاريخ تشكيل المجلس والتي تعتبر مظلة تضم جميع التنظيمات والاتحادات والفعاليات والجهات النسوية السورية وأيضاً شخصيات نسوية مستقلة حيث تعملن ضمن المجلس على توحيد الجهود و الطاقات والأهداف والرؤى من أجل تحقيق نظام اجتماعي تسود فيه الحرية والمساواة والعدالة.
ومن أجل أن تؤدي المرأة دورها الريادي والحقيقي والفعال في عملية البناء والنهوض والتنمية في سوريا المستقبل وفق أسس ديمقراطية تعددية وأن يكون من أهداف اللواتي تعملن ضمن مجلس المرأة السورية لهن أهداف في بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي يعتمد على حرية المرأة وحل الأزمة في سوريا عن طريق الحوار (السوري الوطني ).
وتحقيق نظام تعددي لامركزي في سوريا بحيث تتحقق الحرية والديمقراطية والعدالة لكل الهويات والمكونات والثقافات الاجتماعية في سوريا وتنظيم وتوعية المرأة وتحقيق حياة نديّة حرة بين الجنسين وتمكين المرأة ومنحها الدور في صياغة الدستور السوري القادم وقيادة المفاوضات التي تجري حالياً في سوريا ويهدف المجلس أيضاً إلى مناهضة كل أنواع العنف والاستغلال والتعصب ضد المرأة وترسيخ مبدأ تمثيل العادل و المتساوي للمرأة في جميع مجالات الحياة.
ويضم مجلس المرأة السورية مجموعة من اللجان وهي : (لجنة التنظيم، لجنة العلاقات لجنة الأعلام، لجنة المخيمات)
وتتجسد ادوار المرأة داخل المجلس أيضاً في أستهداف النساء على كامل الجغرافية السورية ليتكون لديهن رؤية موحدة في حل قضايا المرأة وحل الأزمة السورية.
صعوبات وتحديات
إن من جملة التحديات والصعوبات و المعوقات التي يواجه المجلس تتعلق في نظرة المجتمع السلبية تجاه المرأة فيحصرون دورها ضمن أطار المنزل أو ضمن المجتمع ولكن بحدود ضيقة ومحدودة فهي إما أن تكون ربة منزل أو معلمة للتلاميذ في مدرسة أو ممرضة في أفضل الأحوال
ومن جملة التحديات أيضاً هي تزايد زواج القاصرات والزواج القسري وخصوصاً في المخيمات والمجتمعات التي تحصل فيها المرأة على التعليم الجيد .
أما فيما يتعلق بالعمل السياسي فهذا شيء جديد عل المجتمع السوري نتيجة تراكمات تاريخية طويلة لم تحظى فيها المرأة على الأهمية والدور الفاعل لأسباب كثيرة ويقتصر دور المرأة في هذا السياق وفي عملية صنع القرار .
إن المرأة اليوم تحدت كل هذه العوائق التي وقفت أمامها من خلال أهداف وخطط ولجان مجلس المرأة السورية فشكّل المجلس مساحات آمنة للنساء السوريات ودعمت مشاركتها في العمل السياسي وضمنت لها تسهيلات ساهمت في تطور أدائها ودورها .
المرأة والحرب
لقد عانت المرأة السورية من تبعات الحرب من تهجير ونزوح وفقدان وتهجير قسري وسفك للدماء حيث وتراكمت عليها أعباء كبيرة جداً حيث تحول دورها إلى جانب الأم في تحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية بعد أن كانت مهمتها الوحيدة هي رعاية أطفالها في المنزل وترك المسؤولية الاقتصادية على الأب ولكن اليوم تلعب المرأة السورية دوراً إيجابياً في المجتمع من خلال انخراطها في العمل في عدة مجالات بعد أن كانت اقتصادية واجتماعية أو حتى سياسياً.

مروة زيباري تكتب : أبي والحلم المضيء

إلى عائلتي التي احبها جداً ، اسف …فأنا لن اراكم بعد الان ، انا لا اريد إن اختفي للأبد …ولكن اتمنى انني كنت لكم كشمعة منيرة اضاءت من اجلكم طول عمرها ، اتمنى إني كنت لكم اباً جيداً مُحباً وعطوفاً وحكيماً في كلامه وافعاله.

ليس لدي المزيد من الوقت فأنا ألان نائم بسلام تحت التُراب … وسينتهي الحلم قريباً يا بُني ، إما الناس فتذكر انه كان يا مكان لم يعد احد كما كان ، لا تثق بالآخرين فالحياة ألان اصبحت كمسرح والجميع فيه يُجيد التمثيل .

واما عن الصداقة فتذكر إن الصديق هو صديق الطريق والصديق الوفي كنزٌ ثمين فحافظ عليه وكن له خير رفيق ، واما عن الحياة فلا تجعل منها همك الكبير ، احلم واسعى وارضى بالأقدار وان كانت تبدو في غير صالحك ، فاللطف مُخبئ في كل الدروب والفوز حليف لصاحب القلب الكبير ، واما عن العفو فكن ذا عفو وسامح الجميع فليس يسلب السرور أكثر من نيران الحقد المُوقدة في القلب الضعيف.

واما عن حزنك فكن صاحب همة واعمل فأن العمل يُنسيك مرارة الحزن واياك والجلوس في سجن الشكوى والعويل فانا اثق بقوتك وشجاعتك على مُواصلة المَسير ، واما عن الناس فعاملهم بالإحسان تنال منهم الاحترام والتقدير .

واما عن الخير فتمسك به فهو النور الذي سيهديك للطريق وكن صاحب مبادئ وقيم وكن رمزاً للشخص النبيل ، واما عن آخر اقوالي لك فهو إن العائلة هي الحب الأبدي والصادق فكن لهم السند والدعم ومصدراً للعطف والحب ، وتذكر انك عندما تشتاق الي سوف ازورك في حلم جميل واقول لك كم انا فخور وراضي عنك كن بخير وابتسم وساعد الجميع فنور أفعالك يصل إلى قبري ويضيئه فأفرح واقول دُمتَ بخيرٍ لطالما كنت الابن البار والطيب انا محظوظ لأنك ابني ، فهناك من نسيَ احبائه في الظلام ولم يرسل لهم إي نور فباتوا في الظلامٍ وغابوا عن الذكرى ونساهم الجميع كأنهم لم يكونوا هنا يوماً من الأيام ….

في مئوية معاهدة لوزان..هل تتدخل تركيا لاستعادة الموصل ؟

بقلم / السفير كاوه عبان

قرب انتهاء مدة العمل بمعاهدة لوزان التي تم توقيعها في 24 تموز 1923، واعادة جميع الاراضي التي تم اقتطاعها من الجمهورية التركية في عهد الدولة العثمانية اصبح حديث الساعة في هذه الايام في وسائل التواصل الاجتماعي؟!

والمقصودة من هذه الاراضي ولاية الموصل التي كانت تشمل مدن “دهوك – اربيل – كركوك – السليمانية”، بحيث تم معالجة وضعها دبلوماسيا بين الجمهورية التركية ومملكة بريطانيا ممثلة العراق انذاك كَون العراق كان خاضعاً للانتداب البريطاني في تلك الحقبة الزمنية.

في وقتها تم تنظيم استفتاء داخل ولاية الموصل بإشراف منظمة عصبة الأمم وجاءت نتيجة الاستفتاء برغبة أهالي ولاية الموصل الانضمام للمملكة العراقية وتم المصادقة على نتيجة الاستفتاء في عصبة الأمم وقبول تركيا بهذه النتيجة.

‏استنادا على نتائج تلك الاستفتاء تم توقيع اتفاقية جديدة بين العراق وتركيا، وهي اتفاقية انقرة لعام 1926 وكانت أبرز بنود هذه الاتفاقية هي:

١) تبعية ولاية الموصل للعراق وتنازل الجمهورية التركية عن أي ادعاءات بشأنها.

٢) ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي طبقا لما يسمى “خط بروكسل” واعتبارها غير قابلة للانتهاك (أعلنت تركيا اعترافها الرسمي بالدولة العراقية في 15 مارس/آذار 1927).

٣) حصول تركيا على نسبة 10٪ من عائدات نفط كركوك في الموصل لمدة 25 سنة.

٤) يحق لتركيا التدخل العسكري في حال ما اذا حصل هناك انتهاك للأقلية التركمانية فيها.

المحصلة النهائية لهذه القضية ان الموصل محافظة عراقية يعيش فيها جميع المكونات والقوميات والاطياف (الكورد – العرب – التركمان – الصابئة المندائيون – اليزيديين – المسيحيين – السريان – الكلدانيون – الاشوريون – شبك – وغيرهم ..) وهذا المزيج لا يؤثر على السياسة الخارجية للبلد ولا على سيادة العراق.

وما يروج الان في وسائل التواصل الاجتماعي عن تغيير خارطة العراق السياسية فهي الا ضجيج اعلامي واخبار عارية من الصحة ولا تؤثر على هوية وعراقية الموصل وانتمائها.

تابعو الشمس نيوز على جوجل نيوز

هل تصبح المياه عملة صعبة بالمستقبل ؟

بقلم د. سامي عمار

في مشهد درامي للاشتباكات المسلحة بالسودان وأوكرانيا ووسط زحام الأخبار عن التحذيرات العالمية من الذكاء الاصطناعي، بات تغير المناخ ذات حديث باهت وموسمي خاصة مع حلول فصل الصيف وتجلي الصورة المفجعة لانخفاض مناسيب الأنهار في أوروبا.
لم يعد صعباً حقاً رسم خريطة للعالم بعد قرن، البشر يستعمرون المريخ، الصين هي القوة العظمي، دولاً جديدة ولدت وأخرى ربما تفككت، قد تبدو كلها تكهنات مبنية على معطيات اليوم لكن الأكثر احتمالاً أن تصبح المياه عملة صعبة تباع في الأسواق العالمية مثل البترول والغاز.

هل تتحول أطراف أوروبا الى صحراء في المستقبل القريب؟

لم يعد مستبعد تحول الكثير من الأماكن الخضراء في العالم إلى صحاري، فالغطاء النباتي يعد نتيجة لظروف مناخية معينة من درجة رطوبة وأمطار وحرارة تقرر مدى كثافة ونوعية هذا الغطاء، ومع تسجيل دول أوروبية عدة درجات حرارة قياسية، باتت أوروبا في مرمى نيران التغير المناخي وأكثر ترشحاً للتصحر خاصة بالمناطق الجنوبية المتاخمة للصحراء الأفريقية مثل جنوب إسبانيا وإيطاليا، وتعتبر الأنهار الفرعية بأوروبا مهددة بالتلاشي وقد تتعثر الكثير من الأنهار الرئيسية في ممارسة نشاط النقل التجاري بين الدول مثل الدانوب والراين وهو ما حدث بالفعل الصيف الماضي حيث تعطلت حركة الملاحة بهم بسبب انخفاض منسوب المياه.
كما اضطرت حكومة اسبانيا لإصدار قرار بتحديد كمية محدودة من لترات المياه لكل فرد في المنتجعات السياحية على شواطئها التي تعج بالسياح مع تزايد الجفاف والعوز المائي، ووضع الاتحاد الأوروبي سياسات وتدابير أقسى للحفاظ على الموارد المائية بالاتحاد.
مزيداً من الحروب الطاحنة بسبب المياه وموجات نزوح بشرية عملاقة باتت تلوح في الأفق، ولا أحد ينسي مشاهد الحرب المدمرة في إقليم دارفور سنة 2008 والتي تتكرر اليوم، وكان تغير المناخ الذي ضرب منطقة الصحراء الكبرى السبب الرئيس لأنه تسبب في جفاف ممتد وتراجع المراعي وصعوبة الوصول للمياه ومن ثم الاقتتال على الأبار من أجل البقاء، والغريب في الأمر أن الأمم المتحدة لم تلتفت إلى هذا العامل المسبب للحرب بعد الإطاحة بعمر البشير حيث لم يهتم أحد بحل مشكلة المياه في إقليم دارفور الذي تطرق الحرب أبوابه بين الحين والأخر لتفادي تكرارها.
وفي حالة مشابهة لدارفور، شهدت نيجيريا صدامات عدة بين المزارعين والرعاة من قبائل عدة في شمال شرق البلاد عام 2019 مما أتاح الفرصة لجماعة بوكو حرام لاختراق تلك المناطق وقتل نحو 60 شخصاً ونهب عدة قرى، وكان شح المياه في حوض بحيرة تشاد وقود هذا الاقتتال القبلي! حيث شكلت تلك البحيرة المهددة بالجفاف بسبب تغير المناخ محور تجاري استراتيجي دولي بين الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا لسنوات طويلة، وتعد أحد ضحايا الاحترار العالمي.

ذلك الأمر الذي يخلق رابطاً قوياً بين التغير المناخي وتهديدات عالمية أوسع مثل الإرهاب الدولي، فهل يفسح مجالاً للجماعات المتطرفة في أفريقيا وخارجها للازدهار في مناطق يسهل استقطاب وتحريض القبائل على النزاع؟

وإلى الشمال، حيث تزداد المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة وتعتبر المياه سبب رئيس حيث يسهل تزويد المستوطنات بالمياه من حوض نهر الأردن والمياه الجوفية المترسبة تحته بالضفة مما يجعل انشاء مستوطنات مماثله في جنوب إسرائيل أمراً لا يقارن اقتصادياً حيثما يوجد الشح المائي بصحراء النقب، وعلى غرار دارفور، لا يلتفت الكثيرين إلى ذلك العامل الهام في تسوية النزاع مع الفلسطينيين مما يجعل الفشل مصير كل محاولة مهما تغير الوسطاء!

وإلى الشرق قليلاً، حيث تقبع هضبة التبت العملاقة في قلب آسيا لينحدر منها ستة أنهار دولية ثرية بالخلافات مثل الجانج والإندوس (السند)، ففي إقليم كشمير، تعتبر المياه سبباً لتعقد النزاع الهندي الباكستاني حيث ترفض إسلام أباد أي تنازلات لأن نهر السند ينبع من جبال كشمير وهو المغذي الرئيسي للباكستانيين وسيطرة الهند على تلك الجبال يعد سيطرة على حياة الملايين هناك، ومع التغير المناخي تتعرض تلك المنطقة لمشكلة شح مائي أكثر ضغطاً على باكستان مما سيعقد حتماً أزمة كشمير بين الدولتين المتسابقتين بالفعل في التسلح النووي علاوة على تاريخهما الحافل بالخلافات الدينية والحدودية.
وفي قلب أسيا، يتأجج الخلاف القرغيزي – الطاجيك بسبب بناء طاجيكستان سدود على النهر بين الحين والأخر حيث تستغل طاجيكستان تقاربها مع أوزبكستان وموقعها الاستراتيجي أعلى النهر لتأمين احتياجاتها من المياه، ولا تخلو التدخلات التركية العسكرية في شمال العراق وسوريا من الأطماع المائية طالما سعت أنقرة للسيطرة على نهر الفرات ذلك الأمر الذي تسبب في انخفاض منسوبه ومعاناة ملايين الصيادين والمزارعين العراقيين، ومن ثم اضطرار بغداد لإنفاق أموال طائلة للبحث عن حلول!
ونظراً للارتباط الأبدي بين المياه ووجود الدولة وأمنها القومي الاستراتيجي، سيدفع الشح المائي الحكومات لبناء مزيداً من السدود على منابع الأنهار من أجل تخزين المياه، ومن ثم تعطيش شعوب دول المصب أو العابر بأراضيها التي ستضطر بدورها لدفع أموال أكبر لتدبير احتياجاتها المائية إما بتحليه مياه البحر أو شراء المياه من جيرانهم.

تسعير المياه
وإذا حدث ذلك، ستصبح المياه حتماً عملة صعبة مثل الدولار واليورو بسبب تسارع تغير المناخ نحو حرارة أعلى وجفاف أشد علاوة على تزايد سكان العالم وعدم جدية أغلب حكومات الدول الصناعية للتحول الطاقي لبدائل الوقود الأحفوري، وهو الأمر الذي سيخلق ضغوطاً مائية أكثر على الدول الأفقر مائياً.
لذا أعتقد أن سيناريو “تسعير المياه” و”تصديرها” بين الدول سيصبح أكثر واقعية وتداولاً وستضطر دولاً كثيرة لشرائها كسلعة بالمستقبل القريب.
والملفت للانتباه خلال زيارتي لأثيوبيا في مايو الماضي للمشاركة في اجتماع اللجنة الرابعة الفنية للثقافة والشباب والرياضة بمقر الاتحاد الأفريقي، تدفق عدداً من المستثمرين الأجانب لقطاع الزراعة الاثيوبي والذي يعتبره الكثيرين قطاعاً واعداً نظراً لخصوبة الأراضي والمياه التي خزنها سد النهضة خلفه مما يجعل تكاليف الاستثمار بخسة جداً مقارنة بجودة المحاصيل المرتفعة.

المناطق المرشحة للنزاع المائي!
ويمكنني تنبؤ أماكن النزاع المحتملة بسبب المياه، حيث تعتبر جميع الدول الصحراوية والمتاخمة للصحراء مرشحة للنزاع المائي وما يسرع حدوثه عوامل أخرى تتعلق بالاضطرابات والضغوط الداخلية أو بالدول المجاورة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، بوليفيا والأرجنتين بأمريكا الجنوبية، والذي يزيد الوضع سوءاً سياسات الدول الداخلية التي تقوم بخصخصة المياه لشركات خاصة مما دفع الكثيرين من المواطنين للتظاهر ضد سياسات الدولة في لاباز وبوينس آيريس بين الحين والأخر لوقف الخصخصة وجعل المياه حق من حقوق الانسان تكفله وتتيحه الدولة لمواطنيها، علاوة على حل الخلافات المائية مع الجيران.

قيرغيزستان وطاجيكستان اللتان تتنازعان بدورهما لترسيم حدود تصل ألف كيلومتر منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.
والصين وجيرانها في جنوب شرق أسيا خاصة لاوس وكمبوديا اللتان تواجهان تحدياً مائياً هائلاً مع جارتهم العملاقة، فمع توافر إمكانيات مالية وتقنية مهولة لدي بكين، تقوم الصين ببناء سدود عملاقة لتوليد الكهرباء وضخ المياه للشمال والغرب من نهر الجانج، بل وتسعي للعب دور المسيطر الأوحد على النهر نظراً لأنه ينبع من هضبة التبت التي توجد أغلباها بالداخل الصيني.
الهند وجيرانها، حيث يعتبر نهري تيستا والجانج بؤرة نزاع مرشحة بين الهند وبنجلاديش، والهند وباكستان في إقليم كشمير كما تم التوضيح مسبقاً بسبب نهر السند.
وبعض الدول قد تواجه الخطران معاً نزاع داخلي وأخر عابر للحدود، وتعتبر السودان مثالاً لذلك حيث تشتعل أزمة دارفور بين الحين والأخر بسبب الأبار علاوة على الخلاف مع اثيوبيا بسبب سد النهضة على حدودها الشرقية، والذي لا يزال قيد التفاوض مع مصر.

ورغم الجهود الحثيثة من القاهرة للتوصل لاتفاق عادل مع أديس أبابا، بادرت الأولى بوضع تدابير ومشاريع صارمة لإدارة الموارد المائية مثل تبطين الترع والانتقال من منظومة الري بالغمر إلى التنقيط، وهو ما يزيد فاتورة تكيف الدول مع التغير المناخي والشح المائي المترتب عليه!

مزيداً من الشح المائي وفرص الصراع، والعلاقة المشبوهة بين التغير المناخي وتنامي الإرهاب بالدول الفقيرة وزعزعة الأمن العابر للحدود مثل حوض بحيرة تشاد،
فقد يبدو بيع المياه بين الدول أمراً يثير الاستهجان والتحفظ وربما الاستنكار اليوم، لكن واقع الغد قد يفرضه ويجعل المياه عملةً صعبة المنال!

مشاهد من الانتخابات..كيف وجه الأتراك صفعة قوية لـ أردوغان ؟

تحليل يكتبه/ إبراهيم شعبان

بعيدًا عما يردده “دراويش الأردوغانية” في تركيا وخارجها، ومزاعمهم بفوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد تقدمه بـ5% فقط في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واضطراره مرغما للذهاب للجولة الثانية والإعادة يوم 28 مايو الجاري، لعدم قدرته على الحسم أمام مرشح المعارضة كمال أوغلو من الجولة الأولى كما كان يتوقع.
فإن أردوغان، يعي جيدًا إنه هزم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية حتى وإن كان متقدما بفارق طفيف في النسبة النهائية. وأن هذه ليست الشعبية التي كان يتمتع بها، وهناك انقسام حقيقي في تركيا واستقطاب حاد في البلاد. ومع ذهاب 88% من الناخبين لصناديق الاقتراع بقرابة 54 مليون ناخب تركي، فإن 44.9% من الأصوات ذهبت لمنافسه، كمال أوغلو أي أن أكثر من 24 مليون تركي قالوا لأردوغان لا، ورفضوا انتخابه واستمراره وهذا عدد لا يستهان به.
وأعتقد أن الجولة الثانية، ليست مضمونة لأردوغان كما يزعم البعض، وليست بعيدة عنه أيضا، فهناك 5% من الأصوات ذهب لسنان أوغان وهو لم يحدد موقفه حتى اللحظة عما سيطالب به أنصاره لمنحه أصواتهم.

مشاهد الانتخابات
ويمكن تلخيص الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا في عدة مشاهد:
أولها أن الذين يهللون لفوز التحالف الحاكم في تركيا، بأغلبية مقاعد البرلمان التركي، بعد حصوله على 321 مقعدا، بينها 266 مقعدا لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، يعلمون تماما أن السيطرة على البرلمان ليست الحاكمة في انتخابات تركيا هذه المرة، مع الاحترام التام لرغبات الشعب التركي. لأن أردوغان باختصار انقلب على النظام البرلماني وحوله لنظام رئاسي.
ثانيا: أن هناك استياء واسع في صفوف ملايين الأتراك، ولا يعقل أن يدهس رغبات كل هؤلاء الملايين حال فوزه بجولة الإعادة وكأنها لم تكن موجودة ويتمسك باستبداده المعهود.
ثالثا: تركيا تمر بمنعطف خطير، وذهاب 88% ممن يحق لهم الاقتراع لمراكز التصويت، معناه تلهف على التغيير وعدم بقاء الوضع الحالي، وهناك احتقان حقيقي بين نصف الشعب التركي الذي صوت لأردوغان، ونصفه الآخر الذي صوت رفضا له.
رابعا: ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار لكل ذي عينين، إنه كانت هناك مخالفات في العملية الانتخابية داخل تركيا، بعدما رأى مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أظهرت وفق تقريرهم، أنها لا تتمتع بالشفافية في إدارتها للعملية الانتخابية وهناك أوجه قصور. وقد أعلنها الاتحاد الأوروبي وطالب بتداركها. قائلا: إنه يولي أهمية قصوى لضرورة إجراء انتخابات شفافة وشاملة وذات مصداقية، في ساحة منافسة متكافئة. منتقدًا بشدة التغطية الإعلامية الحكومية المنحازة للانتخابات والتي تعد مبعث قلق.
وأخيرا.. لا مجال لضرّب الودع في الانتخابات التركية والحكم لصندوق الاقتراع، ولا يمكن تجاوزه سواء جاء في جولة الإعادة لصالح كمال أوغلو، أو ذهب لصالح أردوغان. لكن الحقيقة التي ينبغي أن يعاد التأكيد عليها أن الجولة الأولى، كانت صفعة حقيقية لأردوغان. كما أن عدد الأصوات المهول الذي حصل عليه مرشح المعارضة، “طاولة الستة”، يؤكد لأردوغان أن حكمه في مأزق وعليه التغيير والإصلاح.

الاتفاق السعودي الإيراني بين النظرية والتطبيق

بقلم الكاتب الصحفي السوري/ حسن ظاظا

توسطت الصين لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية، وتكللت وساطتها بالنجاح، في اعلان عن اتفاق كشفت عن بنوده في بيان رسمي مشترك بين السعودية وايران والصين.
وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م – 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

بنود الاتفاق بين السعودية وايران 2023
ووفقا للبيان فقد تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22 / 1 / 1422هـ، الموافق 17 / 4 / 2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2 / 2 / 1419هـ الموافق 27 / 5 / 1998م.وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
كواليس جديدة حول الاتفاق السعودي الإيراني
كشف مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق كواليس جديدة للمباحثات السعودية الإيرانية التي قادت إلى اتفاق البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وأعرب الكاظمي ، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية يبدو أنها أجريت قبل إتمام الاتفاق السعودي الإيراني،عن اعتقاده أنه من المهم أن يستمر نجاح الحوار السعودي-الإيراني ليساعد على التهدئة في المنطقة.
وكشف الكاظمي أن الحوار السعودي-الإيراني كان على مستوى رؤساء الأجهزة، وتناول قضايا متعددة وكان ناجحا جداً، وقال “حققنا تقدماً كبيراً ووصلنا إلى المرحلة النهائية، لكن التدخلات في المنطقة قد تكون تؤخر بعض الأشياء”.
وقال إن “الحوار السعودي-الإيراني كان صريحاً ومثمراً، ولهذا أتوقع عودة قريبة للعلاقات بين البلدين ولما فيه مصلحتهما ومصلحة شعوب المنطقة”.
وأضاف أنه “حدث تقدم في الحوار في العراق، وأول تقدم هو أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه وتكلموا بكل صراحة، الإيرانيون سمعوا وجهة النظر السعودية، وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية”.
وتابع قائلا “كان الحوار مبنياً على الصراحة والوضوح، وحصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران، وكان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات”.
الاتفاق السعودي الإيراني.. اليمن أول الرابحين
وأشار إلى أن الجانبين السعودي والإيراني تطرقا خلال الحوار في بغداد إلى الوضع في اليمن وملف الحوثيين والوضع في لبنان، وقال “كان الحوار شاملا.. وتطرقوا لكل شيء”، موضحا أنه كان يحضر الحوار ويدير جلسات الحوار التي كانت تستمر أحياناً خمس أو ست ساعات.
وكشف الكاظمي أن الجلسات كانت تعقد في مكان سري في بغداد، وكان أمن المشاركين فيها هاجسا يؤرقه، لكي لا يتعرض أي من المشاركين للخطر.

دور الأمير محمد بن سلمان
وأشار الكاظمي إلى أن علاقته بالسعودية بدأت عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات، حيث نقل للجانب السعودي رسالة من الحكومة العراقية، مفادها أنه ليس لدى بغداد مشكلة مع مذهب معين أو طائفة معينة، وإنما المشكلة هي مع التكفيريين أو الإرهابيين.
وقال الكاظمي: “كان جواب الأمير محمد بن سلمان، حقيقة، جواباً ذكياً وقال نحن لا نتعاطى السياسة على أساس المذاهب، بل نتعاطى على أساس المصالح المشتركة وعلى أساس انتماءاتنا الثقافية”.
وعن لقائه بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، قال الكاظمي “كان لقاءً صريحاً لمست خلاله اهتمامه بتعميق العلاقات الثنائية، فنشأت بيننا صداقة مستمرة، وشاهدت رؤية الأمير محمد بن سلمان وهي مستقبلية للمملكة العربية السعودية وللمنطقة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي”.
وأضاف “رأيت فيه الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة ومؤمن ببناء دولة عصرية تكون جزءاً من العالم المتحضر ولها تأثيرها وبصمتها في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين.. يستحق الأمير محمد بن سلمان الثناء لمثابرته وإخلاصه”.
الكاظمي كشف أيضا أن بغداد شهدت أيضاً عقد لقاءات بين دول عربية ودول غير عربية، أسست لعلاقات وانفتاح بين دول كانت في حالة قطيعة، إلا أنه قال “لن أدخل في التفاصيل”.

كواليس الجولة الحاسمة

يبدو أن هناك مؤشرات تكشف عن أن الجولة الخامسة الأخيرة بين وفد سعودى وإيرانى برعاية عراقية والتى جرت فى 21 أبريل الماضى تبدو مختلفة عن الجولات الأربعة السابقة التى بدأت فى نفس التوقيت من العام الماضى
وكانت جولتها الرابعة فى سبتمبر ومن هذه المؤشرات ماظهر من الجانب العراقى فهى المرة الأولى التى يتم نشر صورة للقاء الذى ضم رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى مع رئيسى الوفدين خالد الحميدان مدير المخابرات السعودية وسعيد إيروانى مساعد الشئون الدولية فى مجلس الأمن القومى ومنها أيضا التصريحات التى
خرجت من الجانب العراقى على لسان رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى والذى قال تعليقا على هذه الجولة “إن بلادنا لديها مصلحة مباشرة فى تحقيق تفاهمات بين دول المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمى وقد تمكنا من إيجاد أجواء حوار إيجابى بين السعودية وإيران على أرض العراق الكثير منها لم يتم الإعلان عنه ونحن واثقون بأن التفاهم بين البلدين بات قريبا وهناك إنفراجة حقيقية فى العلاقات بين دول المنطقة” وهو نفس ما ظهر من الجانب الإيرانى على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده عندما وصفها بأنها كانت إيجابية وجدية وشهدت تحقيق تقدم كما تم الاتفاق على عقد جولة قادمة دون تحديد موعد لذلك.
وكشف إيرك مسجدى سفير إيران فى بغداد عن اتفاق الجانبين على خارطة طريق للمفاوضات المستقبلية مع البحث فى إجراءات بناء الثقة والتعاون فى مجال تسهيلات حج هذا العام والاستعداد لخطوة إعادة العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ ست سنوات وفتح السفارات فى الرياض وطهران وقد يكون مفهوما فى هذا الإطار التحفظ السعودى على الإدلاء بأي تصريحات تخص الحوار فى انتظار تحقيق انجازات ملموسة على الأرض وخلال الفترة من سبتمبر الماضى ليس هناك سوى وصف دقيق لتلك الجولات على لسان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود بن فرحان الذى قال إنها “استكشافية” أو إن “إيران تماطل وليست جدية” كما قال بذلك مندوب السعودية فى الأمم المتحدة عبدالله المعلمى.
وهناك تصريح شهير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى مارس الماضى حول العلاقات بين البلدين وتطويرها قوبل بترحيب كبير من طهران على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
ولعل المتغيرات التى شهدتها الفترة الماضية تساهم فى توقع مسار أفضل ومختلف للعلاقات بين البلدين وفى مقدمتها التطورات فى الملف الأكثر إلحاحا لدى الطرف السعودى والذى طرحه منذ بدايات جولات الحوار هو انتظاره لدور إيرانى فى إنهاء الحرب فى اليمن خاصة أنها صاحبة الدور الأبرز فى دعم اليمن يومها تحجج الإيرانيون بأنها مع ما يقرره اليمنيون وأنها لا تستطيع ممارسة أى نفوذ وعلى الرياض التعاطى مع حزب الله اللبنانى صاحب النفوذ الأكبر عليهم مما ساهم فى عدم تحمس السعودية للسير باتجاه أى خطوات لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الفترة القادمة هى الأهم فاليمن ليس الملف الوحيد على طاولة الحوار بل الدور الإقليمى لإيران فى المنطقة خاصة فى الخليج وفى العديد من الساحات كالعراق ولبنان وسوريا ولعل الكشف عن إمكانية خروج الحوار من إطاره الأمنى إلى المستوى السياسى بمشاركة وزيرى خارجية البلدين فى الجولة القادمة ونقلها إلى سلطنة عمان كما تشير بعض التوقعات يمثل نقلة نوعية فى الحوار ويسمح بوجود تفاهمات على الأقل فى الحد الأدنى بشكل مؤقت حول الملفات الخلافية عبر القنوات الدبلوماسية بعد استئناف العلاقات المشتركة كل ذلك يمثل أملا فى رسم خريطة للمنطقة التى تسعى إلى «تصفير المشاكل»

حتى لا يُلدغ العرب من إيران مرتين!

بقلم/ شريف عبد الحميد
رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية

على الرغم من إعلان السعودية وإيران عن التوصل إلى اتفاق في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، برعاية صينية، فإن النظام الإيراني سيظل أكبر وأخطر تهديد لاستقرار المنطقة وأمن الخليج العربي، سواء بهذا الاتفاق أو بدونه. فليس من المنتظر أن يغيّر الملالي نهجهم العدواني التوسعي تجاه جيرانهم العرب، لمجرد أنهم وقّعوا على «اتفاق بكين»، الذي لا يعدو أن يكون مهربًا لإيران من عزلتها الإقليمية، ليس إلا!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ببساطة، هو: هل من الممكن أن يأمن العرب للجانب الإيراني، الذي لم يلتزم يومًا بعهد أو اتفاق؟
من يقرأ التاريخ، وليس هذا التاريخ منا ببعيد، يدرك جيدًا أن النظام الإيراني دأب منذ مجئ الخميني عام 1997 على إظهار وجهه القبيح لجيرانه العرب، الذين تربطهم بإيران وشائج الجوار والدين والإرث الحضاري المشترك. وكان من المفترض أن تؤدي هذه العوامل إلى صداقة عربية- إيرانية، قوامها التعاون لتحقيق مصلحة شعوب المنطقة. غير أن ملالي طهران دفعونا دفعًا إلى اعتبارهم ألدّ أعداء منطقتنا، والتوجس منهم، بعد ما ذاقته بعض دولنا العربية، ومنها العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، من إرهاب وويلات ومصائب على أيدي أصحاب «العمائم السوداء».
ومن المعلوم للكافة، أن إيران هي أكثر دولة على مر التاريخ، سعت إلى التدخل في شؤون المنطقة العربية، الأمر الذي أدى إلى تأزم العلاقات الإقليمية، وأسهم في اتساع دائرة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها.
لقد سلكت طهران في تنفيذ استراتيجيتها العبثية والتوسعية تجاه العرب طرقًا شتى، من التدخل المباشر في شؤون بعض الدول العربية، إلى خلق الميليشيات وفق أسس مذهبية، وزرع الخلايا الإرهابية النائمة في بعض الدول، للنيل من استقرارها عند الحاجة، وانتهاءً بتهديد إيران للسلم والأمن الإقليمي، من خلال برنامجها النووي وتطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وكذلك الطائرات من دون طيار، ناهيك عن تزويدها للميليشيات التابعة لها بالسلاح والعتاد العسكري.
ولقد كان صراع السعودية وإيران، سمة مركزية في المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط منذ عام 1979، وتنامى بصورة واضحة في السنوات العشر الأخيرة؛ نتيجة السلوكيات والسياسات الإيرانية العدائية والتدخلية في شؤون دول المنطقة الأخرى، حيث جذب هذا الصراع قوى محلية وجدت فيها إيران أذرعًا طرفية لها، تحقق من خلالها مصالحها ومآرِبها الخبيثة.
فهل يعني الاتفاق السعودي- الإيراني الأخير، أن تتوقف إيران عن كل هذه الممارسات العدوانية؟ وهل سيسلم «حزب الله» سلاحه للجيش اللبناني؟ وهل ستسمح إيران للبنان بأن ينتخب رئيسًا للجمهورية؟ وهل ستنسحب الميليشيات الشيعية من سوريا، وتتوقف إيران عن دعم المجرم بشار الأسد؟ وهل ستتوقف إيران عن التدخل في شؤون البحرين والكويت والعراق؟ وهل ستتوقف عن دعم جماعة «الحوثي» الانقلابية اليمنية ماليًا وعسكريًا؟!
كل هذه الأسئلة المشروعة، ستظل بلا إجابات شافية، حتى نرى بأعيننا شيئًا آخر مختلفا من النظام الإيراني، وهو أمر يبدو مستبعدًا في رأي كل المراقبين السياسيين، ممن يعلمون مخططات إيران الشيطانية تجاه أمتنا العربية.
إن هذا الاتفاق انتصار جيو سياسي كبير للصين، في منطقة نفوذ أمريكية، انتصار تاريخي لدولة لم يُعرف عنها سوى اهتمامها بالطاقة والتصدير، وطريق الحرير، والحزام والطريق. وسيكون الاتفاق انتصارًا للسعودية أيضًا، إذا ما عدلت ‎إيران عن مشروعها التوسعي، وعن برنامجيّها النووي والصاروخي، وميليشياتها، وأنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ويرى بعض المتفائلين، ممن لم يَخبروا العدوانية الإيرانية على مدار العقود الأربعة الماضية، أن تسوية الخلافات بين السعودية وإيران، سوف يساعد دول الإقليم على تجفيف بؤر الإرهاب، ومحاصرة تمويل الجماعات الإرهابية، والميليشيات وجماعات العنف، ولاسيما تلك التي تدعمها إيران أو تستخدمها في تهديد استقرار دول المنطقة الأخرى، الأمر الذي سوف يؤدي إلى دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
ولكن الحقيقة، التي لا مراء فيها، أنه لا شيء من هذه السياسات الإيرانية سوف يتغير، لأنها في صلب العقيدة الإيرانية، وأن ‏‎الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران جاء في وقت مهم للغاية، بحيث يخدم مصالح بكين وطهران معًا، فالصين ترى أن من مصلحتها خلال المواجهة الباردة مع أمريكا كسب أكبر عدد ممكن من الحلفاء واللاعبين الكبار إقليميًا، وضمان بقاء هؤلاء الحلفاء على مسافة من المحور الأمريكي الغربي.
أما إيران، فهي في وضع سياسي ضعيف، بعد دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتفاقم تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد ملالي طهران، لذلك كان هذا الاتفاق بمثابة «قبلة الحياة» لنظام على وشك الاحتضار، داخليًا وخارجيًا. فكان لجوء طهران إلى قبول المصالحة مع السعودية، هو مجرد إجراء تكتيكي، لتخفيف الضغط الناجم عن الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضد النظام في الداخل، ومواجهة الضغط الأمريكي والغربي من الخارج.
ولا جدال أن الاتفاق، يمثل فشلًا ذريعًا للسياسية الأمريكية في المنطقة، فخلال زيارته للسعودية في يوليو/تموز الماضي، أكد جو بايدن لزعماء الشرق الأوسط أن واشنطن لن «تبتعد وتترك فراغًا لكي تملأه الصين أو روسيا أو إيران»، غير أن سردية بايدن فيما يبدو لم تكن إلا محض أمنيات، لا تمس الواقع المتغير بشدة في الشرق الأوسط.
وفي الختام، لابد لنا من التذكير بأن إيران التي عرفناها على مدار 44 عامًا، وعانينا من عدوانيتها ومخططاتها معاناة مريرة، لن تتغير بين عشية وضحاها، وأن على العرب جميعًا الحذر كل الحذر، مما هو آتٍ، حتى لا يُلدغوا من جُحر إيران مرتين!
ونحن إذ لسنا أبدًا ضد المصالحة السعودية- الإيرانية، بل إننا ضد الخداع الإيراني المستمر. وهذا التحذير ليس كلامنا، بل هو كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حينما قال في حوار تلفزيوني: «لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ».

بين المحتل والحليف… ماذا يحتاج السوريون؟

بقلم/ هوكر نجار… كاتب وصحفي كردي
كثيراً ما توحد السوريون وشكلوا جبهة مقاومة شعبية لمناهضة الاحتلال وتحرير بلادهم من الاحتلالات، وربما هو ما يتطلبه الوضع اليوم .. جيوش عديدة متواجدة على الأراضي السورية والسوريون تائهون بين هذا محتل وهذا صديق وهذا حليف.
سوريا صاحبة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ تعرضت للعديد من الاحتلالات بدأت منذ عام 1516 بعد معركة مرج دابق على يد العثمانين .. الاحتلال الذي دام أربعة قرون واعتمد العثمانيون سياسة التتريك انتهى بقيام الثورة العربية الكبرى عام 1918، بتكاتف جميع السوريين.
وبعد انهيار حقبة العثمانيين الدموية تعرضت سوريا للاحتلال من قبل الفرنسين والبريطانين منذ بداية عام 1920 إلى نهاية عام 1946، وجرى ذلك بعد توقيع اتفاقيتي “سايكس بيكو ووعد بلفور”، فرنسا انتهجت النهج العثماني ولكن بطريقة أخرى، فقسمت سوريا لدويلات على أسس طائفية وعرقية ليسهل عليها التحكم بالبلاد.
احتفلت سوريا بالجلاء في الـ17 من نيسان عام 1946 بعد أن أثار عدوان فرنسا في 29 أيار 1945 ضجة كبيرة عرضته وقتها سوريا على مجلس الأمن الذي قرر إجلاء الفرنسيين من سوريا ولبنان.

الشعب السوري انتفض عبر تاريخه ضد القوى الأجنبية المحتلة
وخلال عمليات التحرير للأراضي السورية ظهر قادة كثر، كان الدور الأبرز لبعض القادة الكرد وفي مقدمتهم “يوسف العظمة” الذي قاد معركة ميسلون، فيما قاد الثورة السورية الكبرى أربعة أشخاص حل في مقدمتهم أيضاً الكردي إبراهيم هنانو والدرزي سلطان باشا الأطرش.

https://alshamsnews.com/2022/01/10-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%81%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7.html

جيوش عدة دول دخلت سوريا منذ عام 2011 وتتحكم بقرار بعض الأطراف السورية.

وتعيش سوريا منذ عام 2011 أزمة خلفت ورائها مئات الآلاف من الضحايا ولا تزال مستمرة، بسبب التدخلات الخارجية التي تعمل على تمرير أجنداتها ومخططاتها، حيث يتواجد حالياً داخل الأراضي السورية أربعة قوى دولية وهي “أمريكا وروسيا وإيران وتركيا”.

لماذا يعتبر السوريون بعض الدول محتلة وبعضها حليفة أو صديقة ؟
حكومة دمشق وإلى جانبها حلفائها الروس والإيرانيين يرون في التحالف الدولي بقيادة أمريكا بأنها محتلة، ويتخذون دعم التحالف لقوات سوريا الديمقراطية التي انتهجت منذ بداية الأزمة الخط الثالث حجة لهم، إضافة إلى قول دمشق بأنها دخلت الأراضي السورية وبنت قواعد فيها دون أخذ الأذن منها، وهي ترى في الوجود الروسي والإيراني شرعياً لأنها طلبت منهم دخول سوريا.
كما ترى حكومة دمشق أن تركيا أيضاً دولة محلتة، فهي من دعمت أكبر التنظيمات الإرهابية في سوريا وفي مقدمتها “داعش” التي انتهى وجودها الجغرافي في سوريا على يد من انتهج الخط الثالث لحماية سوريا من التقسيم، حيث فتحت تركيا حدودها وسمحت لآلاف الإرهابين بالعبور إلى الأراضي السورية، كما شكلت العشرات من الكتائب والفصائل تحت أسماء طافية ودعمتها لمحاربة قوات حكومة دمشق والإدارة الذاتية.

أخطر المحتلين من يمارس التغيير الديمغرافية ويمحو الهوية السورية
وفي ظل المحرقة السورية واختلاف السيطرة على مدنها ومناطقها وحسب المعطيات التي تجري على أرض الواقع داخل المناطق التي تسيطر عليها هذه الأطراف الأربعة، يظهر بأن المحتل الأبرز والأخطر هو تركيا، ويستند ذلك إلى الكثير من الأمور ومن أبرزها رفع العلم التركي في المناطق المحتلة، وفرض اللغة التركية واعتبارها اللغة الرسمية، وإلغاء التعامل بالعملة السورية واتخاذ الليرة التركية كعملة أساسية، إضافة إلى بناء العشرات من المستوطنات لتغيير ديمغرافية تلك المناطق وإعلان المكون التركماني المسيطر عليها.

أين السبيل لتحرير سوريا من القوى الأجنبية المحتلة ؟
وفي ظل ما تعيشه سوريا من قتل وتدمير وتغيير للديمغرافية ولسد الطريق أمام التقسيم وإنهاء الاحتلالات يتوجب على السوريين الجلوس إلى طاولة حوار واحدة لا يتواجد عليها سوى السوريين غير المرتبطين بأطراف خارجية ولا يأتمرون بأوامرهم .. وهذا ما دعت إليه الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية مراراً وتكراراً وعقدوا عشرات الاجتماعات والمؤتمرات لتشكيل جبهة شعبية سورية موحدة للوصول بسوريا إلى بر الأمان.

https://alshamsnews.com/2022/01/14-%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d8%af-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82.html

أهمية تشكيل جبهة مقاومة شعبية سورية في وجه الاحتلالات
وتكمن أهمية هذه الجبهة في وضع حد للأزمة المستمرة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، وأدخلت السوريين في دوامة حرب أهلية أصبحوا فيها وقوداً للقوى الدولية التي تسعى إلى إنشاء أنظمة تخدم أجنداتها وتحمي مصالحها تحت شعارات وأهداف ووعود ليس لشعوب المنطقة فيها لا ناقة ولا جمل .. وستضع حداً لكافة المشاكل العالقة في البلاد وفق منظور داخلي لكل مكون حقه في العيش بحرية وكرامة وبنفس السوية من الحقوق والواجبات.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a9-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%b4%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%83%d9%88%d8%b1-%d8%aa%d8%ac%d8%af%d8%af-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a7.html

Exit mobile version