التصنيف: أراء ومقالات
حرب غزة مجرد بداية..هل الشرق الأوسط على أبواب خطة استعمارية جديدة ؟
بقلم / أمل محي الدين الكردي
بدأت الجماعات المسلحة كلها تتضامن مع غزة، ولكننا اليوم بحاجة الى سرد حقيقي وليست لسياسات للاستفادة من الوضع القائم في غزة. وكل هذا يزيد من الإبادة البشرية في غزة وفلسطين المستمرة إلي اليوم .
وفي خضم عمليات القرصنة من جماعة الحوثيين والتي أعلنوا عن أنفسهم أسم القوات المسلحة اليمنية ، نضع أنفسنا أمام سؤال هل نحن اليوم أمام حروب أقليمية ودولية أم أننا أمام تصفية حسابات وأجندات جديدة كلها تحت شعار نفديك يا غزة .
اليوم ونحن نناقش سياسات متعددة نسأل هل الحوثيين تستغل هذه اللحظات للكسب شعبياً وسياسياً ولماذا لم تنتهي من أزمتها الداخلية في اليمن، بدل إظهار أنفسهم بالسيطرة وإيمانهم الدائم بالموت والحروب الدائمة التي لا تنتهي .
وفي السياق نفسه نطرح لماذا الحوثيين بدل القرصنة والتهديد واستغلال المواقف الدعائية لماذا لم يتم الرد المباشر على اسرائيل؟ وعندما أطلقت صواريخها كان الرد في التصدي لها من الولايات المتحدة الامريكية، هل هي مسرحية قابلة للتغيير ومنسقة ؟ .
قناة بن غوريون
واليوم نتسأل ما هو الهدف من الاستهدافات الحوثية على السفن التجارية ولمصلحة من ؟ لا أعتقد بأن ما تفعله هو لمصلحة غزة وأنما هي أهداف أتمنى أن لا تكون هي الحقيقية وهي أنشاء قناة بن غوريون لتربط إيلات ببحر غزة وتصبح البديل لقناة السويس وما يجري بالبحر الأحمر يضعنا أمام قضايا متنوعة..ولن ننسى الحلم الإسرائيلي بقناة بن غوريون.
إن ما يحصل بغزة يضعنا أمام تساؤل أخر هل اسرائيل حصلت على الضوء الاخضر مسبقاً للبدء بتنفيذ حلمها..الحقيقة المؤلمة أن حرب غزة وضعتنا أمام مجلدات من التساؤلات وخاصة قرب الانتخابات الأمريكية او تخريب مشروع التطبيع السعودي، وباعتقادي خروج ايران من المنطقة خاسرة من مواقعها التي أسستها في المنطقة وكبح جماحها هي وعملائها .
وانقلاب حماس عام 2007م على السلطة الفلسطينية وفصلها عن التراب الفلسطيني كان من ضمن الترتيبات لتنفيذ ما حصل في 7\10\2023م فالتناقضات كثيرة وخاصة عندما يتعلق الموضوع بإسرائيل
لذلك تسعى إسرائيل دائماً وأبداً وبتأييد من الدول الغربية إلى القضاء على حماس وإضعاف الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم.أمن البحر الأحمر
ولا بد من الرجوع إلى الإشارة للحوثيين واستهدافهم للسفن الإسرائيلية وتحويل أمن البحر الأحمر إلى ورقة تفاوض واكتساب شرعية محلية وخارجية من خلال هذه المواقف وما يثيره الحوثيين من تهديدات لا تنحصر في ادعاءاتهم بشأن غزة واعتقد كمراقب بأن هناك عوامل داخلية وخارجية تتعلق بوجودهم السياسي وهذه المواقف لن تقف تأثيرها عند أمن دول الإقليم وسيادتها ومصالحها بل الى العالم ككل وإلى أحزاب الدول المشتركة ببعضها ببعض.
خطة استعمارية جديدة
72يوماً ولا زالت الإبادة للشعب الفلسطيني تتكرر والإصابات والوفيات والنزوح والتهجير في شتى المناطق بغزة وبالطبع إنقطاع وسائل الإتصال والإنترنت ببعض الأحيان الذي يحد بشكل كبير ما يجري في غزة ولكن إلى اليوم استشهاد 19 الف شهيد وإصابة 51 ألف جريح والمخفي أعظم .
هل نحن أمام مسرح تمثيلي جديد يغير السيناريو بدول الشرق الاوسط والقضاء ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على العرب أجمع وخلق قضايا حربية لتصل مآربها إسرائيل ودول الغرب.
وهل نحن تحت خطة استعمارية جديدة تبدء وتنتهي ونحن نراقب غزة من بعد .لا زلنا بحاجة الى الحقيقة التي تغيير من السيناريو القديم الذي نعرفه ونجهل السيناريو الجديد .
أتمنى أن نصل سريعاً الى الحقيقة حتى لا تعود عقارب الساعة الى الوراء وكأنها لم تصل الى هذا الوقت وان نفكر بدون عواطف لأننا اليوم بحاجة الى لغة التفكير التي لم نستعملها من قبل . وإعادة دراسة السيناريو لكل ما نرى ونحلل الأمور برؤية أعمق من قبل .
ولا بد من الرجوع إلى الإشارة للحوثيين واستهدافهم للسفن الإسرائيلية وتحويل أمن البحر الأحمر إلى ورقة تفاوض واكتساب شرعية محلية وخارجية من خلال هذه المواقف وما يثيره الحوثيين من تهديدات لا تنحصر في ادعاءاتهم بشأن غزة واعتقد كمراقب بأن هناك عوامل داخلية وخارجية تتعلق بوجودهم السياسي وهذه المواقف لن تقف تأثيرها عند أمن دول الإقليم وسيادتها ومصالحها بل الى العالم ككل وإلى أحزاب الدول المشتركة ببعضها ببعض.
72يوماً ولا زالت الإبادة للشعب الفلسطيني تتكرر والإصابات والوفيات والنزوح والتهجير في شتى المناطق بغزة وبالطبع إنقطاع وسائل الإتصال والإنترنت ببعض الأحيان الذي يحد بشكل كبير ما يجري في غزة ولكن إلى اليوم استشهاد 19 الف شهيد وإصابة 51 ألف جريح والمخفي أعظم .
هل نحن أمام مسرح تمثيلي جديد يغير السيناريو بدول الشرق الاوسط والقضاء ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على العرب أجمع وخلق قضايا حربية لتصل مآربها إسرائيل ودول الغرب.
وهل نحن تحت خطة استعمارية جديدة تبدء وتنتهي ونحن نراقب غزة من بعد .لا زلنا بحاجة الى الحقيقة التي تغيير من السيناريو القديم الذي نعرفه ونجهل السيناريو الجديد .
أتمنى أن نصل سريعاً الى الحقيقة حتى لا تعود عقارب الساعة الى الوراء وكأنها لم تصل الى هذا الوقت وان نفكر بدون عواطف لأننا اليوم بحاجة الى لغة التفكير التي لم نستعملها من قبل . وإعادة دراسة السيناريو لكل ما نرى ونحلل الأمور برؤية أعمق من قبل .
إسرائيل ولعنة العقد الثامن..هل يقود نتيناهو الكيان الصهيوني لـ النهاية؟
بقلم د. سامي عمار
غزة تتصدر المشهد، ومر أكثر من شهرين من القصف العشوائي والاجتياح البري في غزة ولم تنجح إسرائيل في العثور على رهائنها مما يعني فشل الموساد والشاباك في معرفة مكانهم علاوة على أن طوفان الأقصى كان مفاجأة مما يشكك في قدرات الأجهزة الإسرائيلية التي طالما نظر إليها علي أنها نافذة في كل مكان ومجهزة بأبرع الجواسيس والتكنولوجيا، فكيف ستبدو إدارة القطاع بعد الحرب؟
ومع سقوط آلاف الشهداء في غزة، ستصبح الإجابة على هذا السؤال صعب للغاية خاصة مع الفصل الجغرافي بين القطاع والضفة ذلك الأمر الذي يفرض تحدياً للسلطة الفلسطينية لبسط إدارتها هناك، وكذلك لوجود أو دور إسرائيلي في إدارة القطاع الذي قد يشهد أجيالاً مستقبلية ناقمة علي إسرائيل وربما إنتقامية!وتطورت المظاهرات المُدينة للعدوان على غزة لتزيد الشعارات المعادية للسامية حول العالم بنسبة تقارب ما كانت عليه قبيل الحرب العالمية الثانية مما يعني خروج جيل جديد لا يرى إسرائيل دولة بُنيت لحماية اليهود المشتتين فحسب، بل دولة احتلال تقوم بالتطهير العرقي بتغطية إعلامية غربية خاصة في الولايات المتحدة المنهكة من دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا التي أرجح فوزها في هذه الحرب من أول يوم نظراً لما تمتلكه من إمكانيات عسكرية هائلة وحلفاء لا يستهان بهم خارج الكتلة الغربية.
ومع تصريحات الإعلام الأمريكي بإقتراب نضوب سيل المال المُضخ لتسليح اوكرانيا خاصةً بعد فشل الهجوم المضاد، أعتقد أن نصر روسيا بات يلوح بالأفق، والتي بدت “عدو الجميع” في العالم الغربي مع انقلاب أغلب دوله ضدها، عدا قلة قليلة!
الجنائية الدولية
وأمام معبر رفح يوم 29 أكتوبر، وقف كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مدلياً بتصريحات لحتمية التحقيق وجمع الأدلة من مستشفى المعمداني والقطاع وتقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة الدولية، وهي الواقعة الأولى بتاريخ القضية الفلسطينية ورغم امتناع تل ابيب عن التوقيع على ميثاق روما المنشئ للمحكمة، إلا أن انضمام السلطة الفلسطينية للمحكمة عام 2015 وقرار المحكمة عام 2021 بشمول كل الأراضي المحتلة بإختصاصها يعتبر صفعة قوية على وجه تل أبيب وفق ما قاله ساستها أنفسهم حينها، ويعطي الصلاحية القانونية للمحكمة للتحقيق بقطاع غزة الذي قد يتحول أبنائه لجيل انتقامي مستقبلاً.
ورغم محاولة واشنطن اتهام إيران بتورطها في هجوم 7 أكتوبر فيما سُمي بطوفان الأقصى، إلا أن الخارجية الإيرانية نفت، ويعتبر التقارب الإيراني العربي أكبر مخاوف إسرائيل نظراً لما تمثله من خطورة شديدة على خريطة التحالفات أو بالأحرى الأصدقاء والأعداء وتوزان القوة بالمنطقة كما رسمتها وهندستها واشنطن لعقود والتي تضع “إيران” في قائمة الأعداء أو بالأحرى عدو الجميع اليوم بالشرق الأوسط مما دفع بعض دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل أملاً في مشاركتهم الجهد الدفاعي ضد طهران، وإذا تم تصعيد هذا التقارب إلى صلح عربي إيراني أو بالأحرى سني شيعي، ستتوفر بيئة أثمر لتسوية صراعات عدة بالمنطقة مثل تلك المشتعلة في سوريا واليمن والتي مثلت تهديداً مباشراً للأراضي السعودية التي شهدت هجمات حوثية بالطائرات المسيرة في العمق السعودي، ومن ثم قد تقف إسرائيل حينها أمام تكتل هائل، وقد تتبدل الكراسي مع إيران لتصبح “عدو الجميع غداً”.
وبمفترق الطرق بذلت الصين جهوداً للوساطة وإذابة الجليد بين إيران والسعودية تكللت بزيارة وزير خارجية السعودية لطهران في يونيو 2023 بعد قطيعة دبلوماسية طويلة وتلاها تصريحات مصرية تسير في ذات الاتجاه من رفع مستوى العلاقات مع طهران والسماح للسياحة الإيرانية بالقدوم لمصر، لكن على الدول العربية توخي الحذر من التقارب مع إيران والتي تحمل بيدها طموحاً طائفياً وخيوط اللعبة السياسية والعسكرية بمناطق عدة!
ورغم طلب السعودية وقف إطلاق النار في غزة والتي لوحت لمساومة الغرب على برنامج تسليح نووي لردع طهران نووياً، إلا أن تعنت إسرائيل وتجاهل طلب السعودية حول أمل تل أبيب في توقيع إتفاقية السلام إلى مكسب صعب المنال أو يبدو أنه ذهب مع الريح، وهو بلا شك سيكون أحد أكبر الخسائر الاستراتيجية لإسرائيل التي قد تغدو عدو الجميع غداً.
الموقف الصيني
والمثير للاهتمام، تصريحات الصين المتزايدة حول الأزمة في غزة رغم تمسكها بمواقف هامشية تجاه قضايا الشرق الأوسط والاكتفاء بمشاريع اقتصادية متوسعة، وقد تدل تلك التصريحات على بداية إدراك صناع القرار الصينيين للمكانة التي وصلت لها بلدهم كقوة عظمي تناطح أمريكا، وعليها مسئولية للتدخل في أحد أعقد مشاكل الأمن الدولي.
لذا صعود الصين كقوة عظمي قد يفرض صعوبة لإسرائيل الحليف الاقليمي الموثوق لأمريكا التي تعد بدورها منافساً للصين، وقد يخلق مساحة حقيقية لتحرك العرب لتحقيق مكاسب إقليمية استراتيجية إذا فطنت القيادات العربية فرص الاستثمار في الخلاف الصيني الأمريكي، علي غرار الحرب الباردة مع السوفييت التي كانت مثمرة للعديد من الحكومات العربية حينما وفرت مساحة حركة كبيرة في التجارة والتسليح بين واشنطن وموسكو علي سبيل المثال لا الحصر، فهل ترث الصين لقب عدو الجميع من الإتحاد السوفيتي الذي عاداه الغرب وحاولوا احتوائه وسجنه خلف الستار الحديدي بشرق ووسط أوروبا، وهي سياسات أشبه بما يحدث اليوم مع بكين من تصريحات تدفع نحو ذات السيناريو من حتمية العداء والمواجهة بين بكين وواشنطن وحلفائها من خلفها.
والمجتمع الدولي برمته يتذكر أن ميلاد إسرائيل كان رهن تسويات ومخلفات حرب عالمية ثانية فرضت خرائط وحدود ليومنا هذا رغم حدوث تعديلات بالحرب الباردة بين دول اتحدت مثل ألمانيا وفيتنام وأخرى انشطرت مثل الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، والجدير بالذكر أن حدود الدول ديناميكية وليست ثابتة بل هي وليدة الظروف السياسية والأمنية للدولة ومحيطها الإقليمي وتتفاعل معها لتصبح قابله للتمدد والإنكماش في أي وقت، وحينما تمتلك القوة لا تتردد في استخدامها لتوسيع حدودها وحينما يتملكها الوهن قد تخسر أراضيها، ولم تبقي أمة على حدودها أكثر من قرن، وتظل استمرارية إسرائيل رهن نظام دولي متغير تسيطر عليه قوى ترى جدوى وجودها!
فهل تصاب إسرائيل بلعنة العقد الثامن التي لاحقت سابقتها، أم تتدارك أهمية وجود دولة فلسطينية ومدى توقف أمنها على وجود الأخيرة، ومَن يصبح عدو الجميع غداً؟
ومع تصريحات الإعلام الأمريكي بإقتراب نضوب سيل المال المُضخ لتسليح اوكرانيا خاصةً بعد فشل الهجوم المضاد، أعتقد أن نصر روسيا بات يلوح بالأفق، والتي بدت “عدو الجميع” في العالم الغربي مع انقلاب أغلب دوله ضدها، عدا قلة قليلة!
وأمام معبر رفح يوم 29 أكتوبر، وقف كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مدلياً بتصريحات لحتمية التحقيق وجمع الأدلة من مستشفى المعمداني والقطاع وتقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة الدولية، وهي الواقعة الأولى بتاريخ القضية الفلسطينية ورغم امتناع تل ابيب عن التوقيع على ميثاق روما المنشئ للمحكمة، إلا أن انضمام السلطة الفلسطينية للمحكمة عام 2015 وقرار المحكمة عام 2021 بشمول كل الأراضي المحتلة بإختصاصها يعتبر صفعة قوية على وجه تل أبيب وفق ما قاله ساستها أنفسهم حينها، ويعطي الصلاحية القانونية للمحكمة للتحقيق بقطاع غزة الذي قد يتحول أبنائه لجيل انتقامي مستقبلاً.
وبمفترق الطرق بذلت الصين جهوداً للوساطة وإذابة الجليد بين إيران والسعودية تكللت بزيارة وزير خارجية السعودية لطهران في يونيو 2023 بعد قطيعة دبلوماسية طويلة وتلاها تصريحات مصرية تسير في ذات الاتجاه من رفع مستوى العلاقات مع طهران والسماح للسياحة الإيرانية بالقدوم لمصر، لكن على الدول العربية توخي الحذر من التقارب مع إيران والتي تحمل بيدها طموحاً طائفياً وخيوط اللعبة السياسية والعسكرية بمناطق عدة!
ورغم طلب السعودية وقف إطلاق النار في غزة والتي لوحت لمساومة الغرب على برنامج تسليح نووي لردع طهران نووياً، إلا أن تعنت إسرائيل وتجاهل طلب السعودية حول أمل تل أبيب في توقيع إتفاقية السلام إلى مكسب صعب المنال أو يبدو أنه ذهب مع الريح، وهو بلا شك سيكون أحد أكبر الخسائر الاستراتيجية لإسرائيل التي قد تغدو عدو الجميع غداً.
والمثير للاهتمام، تصريحات الصين المتزايدة حول الأزمة في غزة رغم تمسكها بمواقف هامشية تجاه قضايا الشرق الأوسط والاكتفاء بمشاريع اقتصادية متوسعة، وقد تدل تلك التصريحات على بداية إدراك صناع القرار الصينيين للمكانة التي وصلت لها بلدهم كقوة عظمي تناطح أمريكا، وعليها مسئولية للتدخل في أحد أعقد مشاكل الأمن الدولي.
لذا صعود الصين كقوة عظمي قد يفرض صعوبة لإسرائيل الحليف الاقليمي الموثوق لأمريكا التي تعد بدورها منافساً للصين، وقد يخلق مساحة حقيقية لتحرك العرب لتحقيق مكاسب إقليمية استراتيجية إذا فطنت القيادات العربية فرص الاستثمار في الخلاف الصيني الأمريكي، علي غرار الحرب الباردة مع السوفييت التي كانت مثمرة للعديد من الحكومات العربية حينما وفرت مساحة حركة كبيرة في التجارة والتسليح بين واشنطن وموسكو علي سبيل المثال لا الحصر، فهل ترث الصين لقب عدو الجميع من الإتحاد السوفيتي الذي عاداه الغرب وحاولوا احتوائه وسجنه خلف الستار الحديدي بشرق ووسط أوروبا، وهي سياسات أشبه بما يحدث اليوم مع بكين من تصريحات تدفع نحو ذات السيناريو من حتمية العداء والمواجهة بين بكين وواشنطن وحلفائها من خلفها.
والمجتمع الدولي برمته يتذكر أن ميلاد إسرائيل كان رهن تسويات ومخلفات حرب عالمية ثانية فرضت خرائط وحدود ليومنا هذا رغم حدوث تعديلات بالحرب الباردة بين دول اتحدت مثل ألمانيا وفيتنام وأخرى انشطرت مثل الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، والجدير بالذكر أن حدود الدول ديناميكية وليست ثابتة بل هي وليدة الظروف السياسية والأمنية للدولة ومحيطها الإقليمي وتتفاعل معها لتصبح قابله للتمدد والإنكماش في أي وقت، وحينما تمتلك القوة لا تتردد في استخدامها لتوسيع حدودها وحينما يتملكها الوهن قد تخسر أراضيها، ولم تبقي أمة على حدودها أكثر من قرن، وتظل استمرارية إسرائيل رهن نظام دولي متغير تسيطر عليه قوى ترى جدوى وجودها!
فهل تصاب إسرائيل بلعنة العقد الثامن التي لاحقت سابقتها، أم تتدارك أهمية وجود دولة فلسطينية ومدى توقف أمنها على وجود الأخيرة، ومَن يصبح عدو الجميع غداً؟
هل عززت حرب غزة فرصة الأردن في قيادة العرب ؟
بقلم/ د.دانييلا القرعان
بلغة بسيطة، بعيداً عن الإنشاء والبلاغة، تلتقي القيادة الرسمية مع الإرادة الشعبية في الأردن، فالأردن قيادة وحكومة وشعباً وقفا ويقفا دائماً مع الحق العربي أينما كان، ويتجلى ذلك في جميع القضايا التي تهدد وجود الأمة العربية والتي على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي المتمثل بالقضية الفلسطينية، ويعتبر الأردن من أكثر الدول تأثراً بهذه القضية بسبب وحدة الجغرافيا والتاريخ والمصير، إضافة لمسؤولياته المناطة بالرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هذا الموقف الموحد للقيادة والحكومة والشعب عبرت عنه رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في كافة المحافل الدولية والإقليمية ودعمها ونصرها الشعب الأردني بكل توجهاته وأطيافه وخاصة منذ اليوم الأول للحرب الأخيرة على غزة، والتي صادفت في 7 من أكتوبر لعام 2023 والتي تتمثل بضرورة وقف الحرب أولاً والكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تصنف على أنها “جرائم حرب”.
وقد لفت رئيس الوزراء الأردني دولة بشر الخصاونة في تصريح له أمام مجلس النواب من فترة قريبة الى هذا التوجه حيث قال أنه لا توجد خطوط فاصلة بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي في الأردن فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بسيادة غير منقوصة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، فالحل السياسي الذي يتمسك به الأردن على الدوام هو حل الدولتين، والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الرسمي والوحيد عن الشعب الفلسطيني.
الموقف الأردني
وبالتالي، فإن الموقف الأردني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في معركة طوفان الأقصى يتجلى بأنه الأكثر اتزاناً، فالدعوة إلى وقف التصعيد تعد خطاباً مقبولاً لدى الشارع الأردني كما هو لدى المجتمع الدولي على حد سواء، وقد أكد الشارع الأردني بعفويته الصادقة على أهمية بناء حالة وطنية مشتركة في توحيد الموقف الوطني من دعم المقاومة الفلسطينية من قبل كافة الأحزاب والنقابات والعشائر الأردنية، وقد قدمت الحكومة الأردنية دعمها اللامتناهي تجاه أهل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الى أبعد الحدود، والذي يتمثل بوجود مستشفى عسكري ميداني أردني في غزة، ويعد أول مستشفى عربي يتم إنشائه بتوجيهات ملكية سامية منذ العدوان الأول الواسع على قطاع غزة والذي بدأ في السبع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 واستمر 23 يوما حتى الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) من عام 2009، وبعد انتهاء العدوان بنحو 10 أيام، بدأ المستشفى عمله في غزة كأول مستشفى عربي في القطاع. وتشرف الحكومة الأردنية أيضا على جمع التبرعات وترسل المساعدات عبر هيئة إغاثة ملكية بمستوى رفيع ذات موثوقية من خلال الشقيقة مصر لإدخالها عبر معبر رفح.
كما تقوم على الصعيد السياسي بحشد الطاقات والجهود بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء للعمل على وقف إطلاق النار وترتيب ممرات إنسانية لعبور المساعدات وخروج الجرحى للعلاج، وهذا الأمر جعل المواطن الأردني يشعر بارتياح كبير فيما يتعلق بموقف دولته الثابت تجاه القضية الفلسطينية التي لا تتوانى بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية، ونؤكد هنا على أن حالة الانسجام بين الموقف الرسمي والشعبي منحت صناع القرار وهي مؤسسة العرش كذلك ارتياحاً أكبر ومساحة أوسع كي تنشط بالعمل السياسي، وبالوقت نفسه، منحت القاعدة الشعبية الحرية المطلقة في التعبير عن الرأي المتمثل السماح في تنظيم المسيرات والمظاهرات والوقفات اليومية في الساحات العامة وأمام السفارات والممثليات الدولية سواء في العاصمة الأردنية أو باقي المحافظات الأخرى.
تحركات دبلوماسية
كما أتت مشاركة الأردن في مؤتمر القاهرة للسلام، ومؤتمر القمة العربية الإسلامية المنعقدتين في الرياض في الحادي عشر من نوفمبر لترسخ هذا التلاحم بين القيادة والشعب، وقد أجمع الجميع على أن كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وضعت الأصبع على الجرح حيث أشار جلالته الى جهود الأردن في وقف العدوان وفي دعم الأهل، ولعل جزئية المهام التي يقوم بها المستشفى الميداني العسكري العامل في غزة وإصرار الأردن باستمراره في تقديم خدمات الرعاية الصحية للأهل وتوصيل المساعدات واللوازم الطبية والاحتياجات بشتى الطرق بما فيها طريقة الإنزال المظلي عبر طائرات سلاح الجو الملكي الأردني لخير دليل على هذه الجهود التي تتم على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات والخطابات، ولعل اخر الجهود الميدانية تبرع جلالة الملك من فترة أيام فقط بحاضنات للأطفال لبعض مستشفيات غزة حيث ينم هذا على شعور القيادة الأردنية بخطورة الوضع الصحي لأطفال غزة على وجه التحديد.
مجددا يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أن ما يتفوه به هو بلسان أردني هاشمي عروبي، ويكرر جلالته بكل صلابة أن الأردن كان وسيبقى الداعم الأول والناصر للقضية الفلسطينية، وهو صمام الأمان لتأسيس دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن الحل السياسي دائما هو ما يفضي الى نتيجة. بحث وقف الحرب على غزة، والأحداث الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الممرات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، وحفظ الأرواح، وفشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في مواجهة خرق القانون الدولي وازدواجية المعايير، سببا لانعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، ومؤتمر القاهرة للسلام والتي يشارك فيها قادة الدول وزعمائها. جلالة الملك يبهرنا دائما في خطاباته التي يلقيها في كل المحافل الدولية والإقليمية أنها تأتي بالصميم، لكن خطابة اليوم أمام زعماء الدول العربية والإسلامية في كل المحافل الدولية والاقليمية كان ذات طابع خاص ويتماز بأهمية عباراته المبطنة التي تحمل في ثناياها الكثير من الكلام والرسائل.
تصريحات ملكية
“منطقتنا العربية قد تصل الى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطال نتائجه للعالم كله، إذا لم يتم وقف الحرب البشعة الدائرة الآن في قطاع غزة تحديدا”، بهذه العبارة التي تحمل في كل كلمة منها الكثير من الألفاظ والرسائل يفتتح جلالة الملك حديثه في كل مكان، ويركز الى أن العالم أجمع قد يصل الى صدام كبير لا ينتهي إذا لم يكن هناك مساعي حقيقية لوقف صنبور الدم في قطاع غزة.
سبعة عقود والشعب الفلسطيني يعيش مأساة حقيقية لا تتوقف، قتل وتهجير واستيلاء ومجازر جماعية وجدران العزل وهدم للبنية التحتية، وطمس للهوية الفلسطينية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى الحقوق المشروعة، وسياسية التهجير لسكان الضفة الغربية وقطع غزة، كل ذلك وما يحدث الآن ليس وليد اللحظة أو بمحض الصدفة وإنما هو امتداد لسبعة عقود عاشها الشعب الفلسطيني يوما بيوم بكوارث إنسانية ووحشية غالبية ضحاياها المدنيون الأبرياء. هذا الحديث كان امتدادا لأمر في غاية الأهمية والخطورة عندما تحدث جلالة الملك عن ” عقلية القلعة ” ويقصد بها جلالته العقلية الإسرائيلية التي تريد تحويل غزة الى مكان غير قابل للحياة، وهذه العقلية ” عقلية القلعة” هي امتداد لسبعة عقود مارس فيها الاحتلال الإسرائيلي بهذه العقلية الوحشية أبشع الجرائم والتي ترتقي الى جرائم حرب، ويريد بهذه العقلية التي يتبناها ويفكر بها الاحتلال الإسرائيلي الى تحويل غزة وهو الهدف المحدد له الآن الى جحيم لا يطاق، من حيث استهداف المساجد والكنائس والمستشفيات، وقتل الأبرياء المدنيين والأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة، وحتى الأطفال والشيوخ والنساء.
” عقلية القلعة” كما اسماها جلالة الملك عقلية لا تريد السلام ولا وقف نزيف الدماء، وهذه العقلية التي مارس من خلالها الاحتلال كل ما يتجاوز ويخالف القانون الدولي الإنساني والمنظمات الدولية وحقوق الانسان والتي ترتقي الى جرائم حرب يجب ان يحاسب عليها.
جلالته في كل خطاباته التي تكون أساسها القضية الفلسطينية يتحدث عن حل الدولتين وهو السبيل الأمثل لإحلال السلام، ودائما يوجه جلالته تساءل مهما لكال العالم تزامنا مع حرب 7 أكتوبر على قطاع غزة، هل كان على العالم أن ينتظر هذه المأساة الإنسانية المؤلمة والدمار الرهيب حتى يدرك أن السلام العادل الذي يمنح الاشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة من عقود؟ بهذا التساؤل لخص جلالته أهم المرتكزات التي يجب الاهتمام بها للوصول الى حل عادل وشامل لكلا الطرفين وهو حل الدولتين، غير ذلك ستبقى الأمور وتزيد تصعيدا دمويا أكثر من الآن.
جلالة الملك المعظم لم يتوانى للحظة عن اتهام المجتمع الدولي بالتقصير والفشل في انصاف الشعب الفلسطيني ونيله لحقوقه المشروعة، وفشلهم في ضمان حقوق الفلسطينيين في الكرامة وتقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكأن جلالته يلقي اللوم والتقصير على كل الزعماء والقادة الذين يقودان المجتمع الدولي في تحديد مصير الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع إبادة جماعية على مر التاريخ. جلالته يؤكد أنه لا يمكن السكوت على ما يواجه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة وتمنع وصول العلاج، بل أكد جلالته أيضا أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، وشدد على انه لا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة، فهذا السلوك هو جريمة حرب يجب ان يدينها كل العالم، وتحدث جلالته عن الدور الأردني في ارسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.
لقد كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة انتصارا للقيم الإنسانية، وانحيازا للحق في الحياة والسلام، وإجماعا عالميا برفض الحرب، وهو قرار جاء بجهد عربي مشترك، وهذا القرار يجب أن يكون خطوة أولى لنعمل معا لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولا وفورا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف، وإلا فإن البديل هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي، وتحدث جلالته على أن قيم الإسلام والمسيحية واليهودية وقيمنا الإنسانية المشتركة لا تقبل قتل المدنيين أو الوحشية التي تمثلت أمام العالم خلال الأسابيع الماضية من قتل ودمار. ولا يمكن أن نقبل أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان. ونقول للعالم كله، ولكل مؤمن بالسلام وبكرامة البشر مهما كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم، إن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها.
حماس والأنظمة العربية
سأتحدث هنا في نقطة مهمة، للأسف بعض الأنظمة العربية تقدم خلافها مع “حماس” على موقفها من الحرب على قطاع غزة، وهذا خطأ استراتيجي؛ لأن القاعدة تقول أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً أولاً ثم لاحقاً أعمل جاهدا على حل خلافك مع حماس “إن وجد” ضمن البيت الواحد. لذلك إذا كنا اليوم تتفق أو تختلف مع حماس فهذه هي السياسة، لكن عليك اليوم أن تقدم مصلحة الأمة على مصلحتك الداخلية وأن ترتقي بخلافاتك مع الأخرين بحسب الأوليات. أغلبية الشعوب العربية اليوم يهمها أمر المقاومة بغض النظر عن مصدرها، فهي تقف مع حماس حين تقاوم العدو الصهيوني، ولا تقف معها حين تختلف مع فصيل آخر يشبهها، وتقف مع حزب الله حين يقاوم العدو الصهيوني في الجنوب، ولا تقف معه إذا تدخل في حرب جانبية أخرى، وهكذا. الحل الآن تكاتف الجهود لوقف الحرب على غزة حالاً وإنقاذ الابرياء، أما باقي الأمور يمكن أن تحل لاحقاً بروية ضمن اللعبة السياسية.
باختصار، إن معركة طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية من جديد، وجعلتها تحتل الصدارة مرة أخرى لدى المجتمع الدولي، وبغض النظر عن الخلافات العربية العربية، أو العربية الإسرائيلية، فهي أعطت زخماً عربياً جديداً لإحياء مبادرة السلام العربية وجهود القيادة الهاشمية في إقامة السلام الدائم والعادل في منطقة الشرق الأوسط.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
بعد أن خذلها العرب..غزة تبحث عن صلاح الدين الكردي من جديد
بقلم/ دجوار أحمد آغاعندما يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن موت الإنسانية، وعندما تُعلن “الأونروا” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين بأنه كل عشرة دقائق يُقتل طفل. وعندما يجتمع قادة ورؤساء وملوك وأمراء وسلاطين عرب ومسلمين في قمم ولا يستطيعون التأثير على مجريات الأحداث التي تعصف بمنطقتهم والتي تهدد وجودهم، وعندما تصعد أرواح الأطفال الأبرياء الى السماء بعد أن عجز البشر عن حمايتها من القتل والدمار، فاعلم حينها أن الموضوع والحدث هو “غزّة”.
هذا القطاع الممتد على مساحة 365 كم2 على الساحل الجنوبي لفلسطين وصولاً الى الحدود المصرية. أهم مدن القطاع غزة، خان يونس، رفح، ودير البلح، جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون. هي مكتظة بالسكان الذين يتجاوزون 2 مليون نسمة في هذه المساحة الضيقة.
مدخل
قضية الحرب بين إسرائيل وحماس وتدمير قطاع غزة، هي نتيجة تراكمات عقود من الزمن، منذ وعد بلفور 1917 ومروراً بقرار تقسيم فلسطين ومن ثم حرب الـ 48 وصولا الى النكبة، وبعدها حرب الـ 67 مروراً بحرب أكتوبر 73 الى أن تم عقد الاتفاقات، بدءا من كامب ديفيد المصرية ومرورا بوادي عربة الأردنية واتفاق أوسلو الفلسطيني.
كل هذه الأحداث الرئيسية وغيرها من الأحداث الثانوية قد أثرت بشكل مباشر على قضية هذا الشعب الذي يتعرض الآن في غزة الى الإبادة. الحكام العرب وحتى الشعوب العربية وليكن كلامي قاسياً، لم تكن بمستوى القضية الفلسطينية، ويبدو بأنها بحاجة إلى صلاح الدين الأيوبي الكردي الجديد ليتم حل هذه القضية المستعصية.
تأسيس حماس
ماذا تعني حماس؟ هي لمن لا يعرفها اختصار لثلاث كلمات حركة المقاومة الإسلامية، تأسست في العام 1978 أبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى على يد مؤسسها وزعيمها الشيخ أحمد ياسين الذي سعت كثيرا إسرائيل الى القضاء عليه والذي تم بالفعل من خلال ضربة جوية سنة 2004 في غزة.
رفضت اتفاقات السلام في أوسلو العاصمة النرويجية التيأجراها أبو عمار “ياسر عرفات” القائد التاريخي لمقاومة فلسطين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها العالم أجمع الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكانت تضم (حركة فنح، الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحري فلسطين، جبهة النضال الشعبي، القيادة العامة وغيرها من المنظمات). بعد انسحاب إسرائيل من القطاع سنة 2005 وبعد فوزها في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي جرت في العام 2006، سيطرة حماس على القطاع وشكّلت حكومتها التي لم تعترف بها أية جهة وتم حصارها من جانب إسرائيل والغرب.
كتائب القسام
الذراع العسكري لحركة حماس وقد تم تأسيسها في العام 1986 وقد استخدمت اسم المجاهد السوري من جبلة “عز الدين القسام” الذي استشهد دفاعا عن فلسطين. وقد صدر أول بيان علني سنة 1992 وقد بلغت هذه الكتائب مراحل متقدمة ومتطورة من الكفاح وعمليات القتال حتى أصبحت بمثابة جيش نظامي، كما طوّرت بنفسها العديد من الأسلحة منها مسيرات “الزواري” التي شاركت في عملية “طوفان الأقصى”
طوفان الأقصى
“طوفان الأقصى” رغم كل ما قيل عنه من ضربة قوية ومؤلمة وجبارة وتدمير لإسرائيل وووو الا انها كانت عبارة عن عرض عضلات أمام العالم. ظهرت النتيجة المزلزلة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي… دمار كامل وانهيار المباني السكنية فوق قاطنيها. مقاتلو حماس أو بالأحرى الذراع العسكري لها ما يُسمى بكتائب القسام، يختفون في الأنفاق التي جهزوها منذ سنوات طويلة، بينما المدنيين عرضة للقصف الجوي الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر بحقهم فبحسب الأمم المتحدة نفسها بلغت حتى لان حصيلة الضحايا أكثر من 12 الأف مدني بينهم فوق 4 الأف طفل وأكثر من ألفي إمرأة.
مجازر يومية، منها مجزرة مشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد الذين كانوا يحتمون بها لاعتقادهم أنها مكان آمن، لكن لا أمان في هذه الحرب القذرة التي تشنها إسرائيل. مجزرة مشفى مجمع الشفاء الطبي.
الرد الإسرائيلي
ورد إسرائيل على هذا “الطوفان” -إن صح التعبير- كان أيضا عرض عضلات واثبات قدرة وصلابة الدولة العبرية في تلقي الصدمة والانتقال من الدفاع الى الهجوم. لا يهم من يُقّتل المهم أن نجرب كافة صنوف الأسلحة المتطورة التي بحوزتنا ونريهم أننا قادرون على محوهم من على وجه الأرض وجعل أنفاقهم مقابر لهم.
لكن الحقيقة أن الضحايا من الطرفين هم بالدرجة الأولى المواطنين المدنيين الذين من المفترض أنهم أبرياء ولا ذنب لهم في اتخاذ قرار الحرب لا هنا ولا هناك. حماس هاجمت حفلا موسيقيا وفي يوم السبت العطلة الرسمية لإسرائيل وكان عنصر المفاجأة طاغيا ومباغتا ومعظم الأسري الذين بحوزتها مدنيون، وإسرائيل تقوم بقصف القطاع المكتظ بالسكان بالقنابل الفراغية والطائرات الحربية وتستخدم حتى تلك الأسلحة المحرمة والمحظور استخدامها غير عابئة بنتائجها المدمّرة.
نهاية اللعبة
مشكلتنا نحن شعوب الشرق الأوسط، عاطفيون لأبعد درجة وبعيدون جداً عن السياسة بمعناها الحقيقي والممارس على أرض الواقع والتي هي لعبة المصالح وتقاسم النفوذ. رغم أنه تبين لنا أن العملية كانت لعبة مصالح وان دماء الأطفال والنساء وعموم الشعوب تباع وتشترى في أسواق القوى الكبرى وعملائها في المنطقة. إلا أننا نبقى نندب حظنا ونسعى وراء الانتقام والمقاومة في مواجهة العدو، بينما العدو الحقيقي هو بيننا ويقوم بدفعنا الى الانتحار.
وإلا ما هو تفسير إفراج الولايات المتحدة الأمريكية عن 10 مليارات من الدولار لإيران كانت مجمدة بموجب العقوبات؟ وما هذا الخطاب الاستسلامي للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، حزب المقاومة! الذي لم يتدخل في الحرب والسبب هو التعليمات التي جاءت من طهران! وأين هم قادة حماس السياسيين خالد مشعل الى إسماعيل هنية؟ هم الان يفاوضون على قبض ثمن إطلاق سراح الرهائن وتوزيع ما تبقى من الشعب على البلدان المجاورة…
بالفعل هي كما لخصها صديق افتراضي على الفيسبوك، فظائع “حرب غزة” وملحقاتها، بجملة واحدة وضّحت كل الأمور بدون لبس وهي “اضربني لأضربك، ويموت الأبرياء”.
الميثاق الملي..لماذا تتكرر الاعتداءات التركية ضد سوريا والعراق؟
بقلم دجوار أحمد أغامنذ إعادة تشكيل الشرق الأوسط ورسم الخارطة السياسة الجديدة وفق الاتفاقية الشهيرة “سايكس/ بيكو” سنة 1916 التي كانت سرية بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، وتم فضحها من جانب روسيا بعد انتصار الثورة الاشتراكية فيها سنة 1917، تقوم وريثة الإمبراطورية العثمانية (الدولة التركية) بالسعي والعمل من أجل إعادة احياء العثمانية من جديد. فمع انهيار السلطنة العثمانية (الرجل المريض) وتقاسم تركتها بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى (1914 / 1918) والتي وقفت فيها السلطنة الى جانب دول المركز (المانيا، النمسا، المجر، بلغاريا) ضد دول الوفاق (بريطانيا، فرنسا، روسيا، إيطاليا، اليونان، رومانيا، البرتغال، والولايات المتحدة الأمريكية)، هذا الوقوف الخاطئ من جانب السلطنة العثمانية كلفها الكثير وخسرت معظم الأراضي التي كانت قد استولت عليها.
المشاركة في الاحلاف
شاركت الدولة التركية عبر تاريخها الممتد لمائة عام تقريباً، في الكثير من الاحلاف العسكرية والسياسية والأمنية وجميعها كانت معادية للدول العربية وللقضية الكردية على حد سواء. فقد شاركت في ميثاق تم توقيعه في قصر “سعد آباد” في العاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 8 تموز 1937 وضم الى جانبها إيران والعراق وأفغانستان وهو ميثاق عدم اعتداء استمر لخمس سنوات. انضمت تركيا بشكل رسمي الى حلف (شمال الأطلسي) الناتو في 19 شباط 1952 وتعتبر أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل. كما أنها انضمت الى حلف بغداد الذي تم تأسيسه خلال فترة الحرب الباردة في 24 شباط 1955 للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وكان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة من العراق وتركيا وإيران وباكستان.
توقيع الاتفاقات الأمنية
وقعت الكثير من الاتفاقات الأمنية خاصة مع الأنظمة الحاكمة على كردستان (إيران، العراق، سوريا) فنظام الشاه كان معها في حلف واحد وكان حليف الأمريكان وكان يلعب دور الشرطي الأمريكي في المنطقة لحماية إسرائيل وبعد انتهاء دوره والاتيان بالخميني من باريس على متن طائرة فرنسية والظهور بمظهر ثورة شعبية عارمة ضد النفوذ الأمريكي وما أعقبه من أحداث وظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أصبحت تركيا هي من تلعب دور الشرطي الأمريكي وحماية إسرائيل فعلياً بينما في الظاهر بدت وكأنها محررة القدس وداعمة رئيسية للفلسطينيين وقضيتهم. (حرب إسرائيل على غزة الآن نموذجاً). وقعت اتفاقات أمنية مع عدوها اللدود (إيران الشيعية) لمحاربة حزب العمال الكردستاني كما وقعت اتفاقات مع حكومتي البعث بشطريها العراقي والسوري لنفس الغاية والتوغل لمسافات في أراضي الطرفين.
الاعتداءات المستمرة
منذ فشل مفاوضات السلام التي كانت تجريها حكومة أردوغان مع القائد عبد الله أوجلان في سجن امرالي خلال أعوام 2013، 2014، 2015، كانت حدود شمال وشرق سوريا هادئة وحركة العبور من والى الطرفين تمر بسلاسة ودون وجود أية مصاعب أو عراقيل. حتى أن المواطنون كانوا يعبرون الى الطرف الآخر عن طريق البطاقة الشخصية فقط، دون الحاجة الى جواز سفر أو إجراءات أخرى.
لكن مع وصول المفاوضات الى طريق مسدود واعلان فشلها، وتصاعد الحرب بين الطرفين وحصار المدن ومقتل وجرح الالاف من المواطنين وقصف البلدات والمدن المنتفضة بالطائرات والمدفعية والدبابات (جزرة، شرناخ، سور آمد، نصيبين، سلوبي) وغيرها توجهت الفاشية التركية الى القيام بتنفيذ عمليات هجوم وتدخلات واسعة النطاق داخل الأراضي السورية خلال فترات متفاوتة احتلت خلالها الكثير من الأراضي السورية.
التدخلات في الشمال السوري
“درع الفرات” 2016
أولى العمليات الكبيرة التي قامت بها دولة الاحتلال التركي ضد سوريا وعلى وجه الخصوص الشمال السوري جرت في 24 آب 2016 تحت اسم “درع الفرات”. جاءت هذه العملية بهدف قطع الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية التي الحقت الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي في كوباني وكان في طريقه لتحرير بقية المناطق لوصل مقاطعة كوباني مع مقاطعة عفرين. وقد صرّح بذلك علناً وزير الدفاع التركي حينها فكري ايشيك بالقول: ” إن الأولوية الاستراتيجية لتركيا هي منع الأكراد من الربط بين ضفتي نهر الفرات”.
“درع الفرات” لم تكن أبداً عملية عسكرية وبحسب الكثير من المحللين والمتابعين للمشهد وقتها، كانت عملية استلام وتسليم، وربما أكثر من ذلك فقد خلع عناصر داعش ملابهم ولبسوا لباس مرتزقة ما كانت تسميهم تركيا بالجيش الحر. هكذا جرت الأمور في جرابلس واعزاز.
“غصن الزيتون” 2018
العملية العسكرية الكبرى الثانية التي قامت بها تركيا كانت تحت مسمى “غصن الزيتون” والتي بدأت في 22 كانون الثاني 2018 والهدف منها احتلال مدينة عفرين الكردية في شمال سوريا. كالعادة؛ قالت تركيا بأن العملية جاءت من أجل “حماية أمنها القومي والقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية وتسليم المدينة الى سكانها” على حد تعبيرها.
رغم القصف الجوي الكثيف من جانب تركيا، واستخدامها لكافة الأسلحة الموجودة في ترسانة الناتو ضد القوات المدافعة عن عفرين، فقد صمدت هذه القوات وقاومت الغزو لمدة 58 يوماً في بطولة منقطعة النظير وأمام أنظار العالم. معركة غير متكافئة بين ثاني أقوى جيوش الناتو وعشرات الالاف من المرتزقة في مواجهة بضعة ألاف من المقاتلين من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا. وبعد مضي هذه الأيام، وخوفاً من حدوث مجازر وإبادات بحق الأهالي خرج المقاتلون من عفرين لبدء المرحلة الثانية من المقاومة والتي ما تزال تقودها “قوات تحرير عفرين” التي تكبد العدو المحتل ومرتزقته الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات.
لماذا عفرين؟
كما ذكرنا سابقاً كان الهدف من هذه العملية احتلال عفرين، كونها المنطقة الكردية العرقية المعروفة منذ القديم ب “جياي كورمينج” يعني جبل الكرد. الكرد يشكلون ما نسبته 95 % من السكان في المنطقة. وكانوا لا يزالون يحافظون على التراث والعادات والتقاليد الكردية العريقة، يتحدثون اللغة الكردية مع القليل من المفردات التركية.
عفرين تضم الكثير من الآثار الكردية العريقة ومناطقها ونواحيها تشتهر بذلك وهي جزء لا يتجزأ من روج آفاي كردستان. ومع انشاء الإدارة الذاتية فيها بتاريخ 29 /1/2014 تطورت كثيراً وحدثت فيها تغيرات إيجابية كثيرة حيث تم فتح جامعة عفرين ومشفى آفرين والكثير من الخدمات والمنشآت الحيوية لحياة الأهالي هناك بالإضافة الى دعم المواهب الشابة في مجال الثقافة والفن والتراث الكردي العريق.
“نبع السلام” 2019
ثالث العمليات كانت في التاسع من تشرين الأول 2019 والتي بموجبها احتلت تركيا كلا من سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض). هذه العملية التي اختارت السلطات الفاشية التركية توقيتها بدقة وفي نفس اليوم الذي بدأت فيه المؤامرة الدولية على القائد أوجلان في العام 1998. أتت العملية بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا شرق الفرات، الأمر الذي كان بمثابة ضوء أخضر أمريكي للقيام بهذا الغزو.
كما أن روسيا استغلت الأمر من خلال سعيها للتمدد الى شرق الفرات وحدث ذلك حيث اضطرت قوات سوريا الديمقراطية الى عقد اتفاق معها تسمح بموجبها لقوات حرس الحدود السورية بالدخول الى الشريط الحدودي وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية بأسلحتها الثقيلة لمسافة 30 كم عن الحدود الى جانب تسيير دوريات مشتركة بين القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية على سائر الشريط الحدودي بعمق 5 كم باستثناء قامشلو.
الخاتمة
بطبيعة الحال؛ لم تتوقف تركيا عن الاعتداءات والهجمات المتكررة بحق المناطق السورية عموماً وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص. التغيير الديمغرافي الذي تقوم به خاصة في عفرين والتهجير القسري للسكان الباقين والاعتداءات والتجاوزات والاعمال الإجرامية التي يرتكبونها بحق الأهالي، كل هذه الأعمال الوحشية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها تهدف الى ضم هذه المناطق المحتلة الى أراضيها مثلها مثل لواء اسكندرونة. وقد ذكر أردوغان وأزلامه هذا الأمر أكثر من مرة في تأكيدهم على إعادة إحياء الميثاق الملي وضم مناطق (حلب، الجزيرة، الموصل، كركوك).
شاركت الدولة التركية عبر تاريخها الممتد لمائة عام تقريباً، في الكثير من الاحلاف العسكرية والسياسية والأمنية وجميعها كانت معادية للدول العربية وللقضية الكردية على حد سواء. فقد شاركت في ميثاق تم توقيعه في قصر “سعد آباد” في العاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 8 تموز 1937 وضم الى جانبها إيران والعراق وأفغانستان وهو ميثاق عدم اعتداء استمر لخمس سنوات. انضمت تركيا بشكل رسمي الى حلف (شمال الأطلسي) الناتو في 19 شباط 1952 وتعتبر أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل. كما أنها انضمت الى حلف بغداد الذي تم تأسيسه خلال فترة الحرب الباردة في 24 شباط 1955 للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وكان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة من العراق وتركيا وإيران وباكستان.
وقعت الكثير من الاتفاقات الأمنية خاصة مع الأنظمة الحاكمة على كردستان (إيران، العراق، سوريا) فنظام الشاه كان معها في حلف واحد وكان حليف الأمريكان وكان يلعب دور الشرطي الأمريكي في المنطقة لحماية إسرائيل وبعد انتهاء دوره والاتيان بالخميني من باريس على متن طائرة فرنسية والظهور بمظهر ثورة شعبية عارمة ضد النفوذ الأمريكي وما أعقبه من أحداث وظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أصبحت تركيا هي من تلعب دور الشرطي الأمريكي وحماية إسرائيل فعلياً بينما في الظاهر بدت وكأنها محررة القدس وداعمة رئيسية للفلسطينيين وقضيتهم. (حرب إسرائيل على غزة الآن نموذجاً). وقعت اتفاقات أمنية مع عدوها اللدود (إيران الشيعية) لمحاربة حزب العمال الكردستاني كما وقعت اتفاقات مع حكومتي البعث بشطريها العراقي والسوري لنفس الغاية والتوغل لمسافات في أراضي الطرفين.
منذ فشل مفاوضات السلام التي كانت تجريها حكومة أردوغان مع القائد عبد الله أوجلان في سجن امرالي خلال أعوام 2013، 2014، 2015، كانت حدود شمال وشرق سوريا هادئة وحركة العبور من والى الطرفين تمر بسلاسة ودون وجود أية مصاعب أو عراقيل. حتى أن المواطنون كانوا يعبرون الى الطرف الآخر عن طريق البطاقة الشخصية فقط، دون الحاجة الى جواز سفر أو إجراءات أخرى.
لكن مع وصول المفاوضات الى طريق مسدود واعلان فشلها، وتصاعد الحرب بين الطرفين وحصار المدن ومقتل وجرح الالاف من المواطنين وقصف البلدات والمدن المنتفضة بالطائرات والمدفعية والدبابات (جزرة، شرناخ، سور آمد، نصيبين، سلوبي) وغيرها توجهت الفاشية التركية الى القيام بتنفيذ عمليات هجوم وتدخلات واسعة النطاق داخل الأراضي السورية خلال فترات متفاوتة احتلت خلالها الكثير من الأراضي السورية.
“درع الفرات” 2016
أولى العمليات الكبيرة التي قامت بها دولة الاحتلال التركي ضد سوريا وعلى وجه الخصوص الشمال السوري جرت في 24 آب 2016 تحت اسم “درع الفرات”. جاءت هذه العملية بهدف قطع الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية التي الحقت الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي في كوباني وكان في طريقه لتحرير بقية المناطق لوصل مقاطعة كوباني مع مقاطعة عفرين. وقد صرّح بذلك علناً وزير الدفاع التركي حينها فكري ايشيك بالقول: ” إن الأولوية الاستراتيجية لتركيا هي منع الأكراد من الربط بين ضفتي نهر الفرات”.
“درع الفرات” لم تكن أبداً عملية عسكرية وبحسب الكثير من المحللين والمتابعين للمشهد وقتها، كانت عملية استلام وتسليم، وربما أكثر من ذلك فقد خلع عناصر داعش ملابهم ولبسوا لباس مرتزقة ما كانت تسميهم تركيا بالجيش الحر. هكذا جرت الأمور في جرابلس واعزاز.
“غصن الزيتون” 2018
العملية العسكرية الكبرى الثانية التي قامت بها تركيا كانت تحت مسمى “غصن الزيتون” والتي بدأت في 22 كانون الثاني 2018 والهدف منها احتلال مدينة عفرين الكردية في شمال سوريا. كالعادة؛ قالت تركيا بأن العملية جاءت من أجل “حماية أمنها القومي والقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية وتسليم المدينة الى سكانها” على حد تعبيرها.
رغم القصف الجوي الكثيف من جانب تركيا، واستخدامها لكافة الأسلحة الموجودة في ترسانة الناتو ضد القوات المدافعة عن عفرين، فقد صمدت هذه القوات وقاومت الغزو لمدة 58 يوماً في بطولة منقطعة النظير وأمام أنظار العالم. معركة غير متكافئة بين ثاني أقوى جيوش الناتو وعشرات الالاف من المرتزقة في مواجهة بضعة ألاف من المقاتلين من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا. وبعد مضي هذه الأيام، وخوفاً من حدوث مجازر وإبادات بحق الأهالي خرج المقاتلون من عفرين لبدء المرحلة الثانية من المقاومة والتي ما تزال تقودها “قوات تحرير عفرين” التي تكبد العدو المحتل ومرتزقته الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات.
كما ذكرنا سابقاً كان الهدف من هذه العملية احتلال عفرين، كونها المنطقة الكردية العرقية المعروفة منذ القديم ب “جياي كورمينج” يعني جبل الكرد. الكرد يشكلون ما نسبته 95 % من السكان في المنطقة. وكانوا لا يزالون يحافظون على التراث والعادات والتقاليد الكردية العريقة، يتحدثون اللغة الكردية مع القليل من المفردات التركية.
عفرين تضم الكثير من الآثار الكردية العريقة ومناطقها ونواحيها تشتهر بذلك وهي جزء لا يتجزأ من روج آفاي كردستان. ومع انشاء الإدارة الذاتية فيها بتاريخ 29 /1/2014 تطورت كثيراً وحدثت فيها تغيرات إيجابية كثيرة حيث تم فتح جامعة عفرين ومشفى آفرين والكثير من الخدمات والمنشآت الحيوية لحياة الأهالي هناك بالإضافة الى دعم المواهب الشابة في مجال الثقافة والفن والتراث الكردي العريق.
ثالث العمليات كانت في التاسع من تشرين الأول 2019 والتي بموجبها احتلت تركيا كلا من سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض). هذه العملية التي اختارت السلطات الفاشية التركية توقيتها بدقة وفي نفس اليوم الذي بدأت فيه المؤامرة الدولية على القائد أوجلان في العام 1998. أتت العملية بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا شرق الفرات، الأمر الذي كان بمثابة ضوء أخضر أمريكي للقيام بهذا الغزو.
كما أن روسيا استغلت الأمر من خلال سعيها للتمدد الى شرق الفرات وحدث ذلك حيث اضطرت قوات سوريا الديمقراطية الى عقد اتفاق معها تسمح بموجبها لقوات حرس الحدود السورية بالدخول الى الشريط الحدودي وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية بأسلحتها الثقيلة لمسافة 30 كم عن الحدود الى جانب تسيير دوريات مشتركة بين القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية على سائر الشريط الحدودي بعمق 5 كم باستثناء قامشلو.
بطبيعة الحال؛ لم تتوقف تركيا عن الاعتداءات والهجمات المتكررة بحق المناطق السورية عموماً وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص. التغيير الديمغرافي الذي تقوم به خاصة في عفرين والتهجير القسري للسكان الباقين والاعتداءات والتجاوزات والاعمال الإجرامية التي يرتكبونها بحق الأهالي، كل هذه الأعمال الوحشية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها تهدف الى ضم هذه المناطق المحتلة الى أراضيها مثلها مثل لواء اسكندرونة. وقد ذكر أردوغان وأزلامه هذا الأمر أكثر من مرة في تأكيدهم على إعادة إحياء الميثاق الملي وضم مناطق (حلب، الجزيرة، الموصل، كركوك).
نيران في كل مكان..إلي أين يتجه الشرق الأوسط في ظل الحروب والصراعات الحالية؟
بقلم/ دجوار أحمد أغاتتسع دائرة الحروب في الشرق الأوسط وتستعر فيها النيران المشتعلة والتي تأتي على الأخضر واليابس. هذه الحروب التي تغذيها النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والتي هي نتاج الدولة القومية التي أنشأتها وأقامتها قوى الهيمنة العالمية في هذه المنطقة. لكن شعوب الشرق الأوسط أصحاب الحضارات العريقة وأصحاب الفكر الحر والعيش المشترك منذ الأزمان السحيقة. لم يقبلوا هذه الاملاءات من الخارج ولم يخضعوا للاستعباد والاحتلال. فرغم مرور 500 عام انتفضوا في وجه الاحتلال العثماني وتحرروا منه ومن بعده تحرروا من الاستعمار الأوروبي الذي جاء تحت مسمى “الانتداب”.
ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من حرب شاملة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة خاصة في مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا يندرج في إطار سياسة الإبادة التي تمارسها وريثة العثمانيين والساعية الى إعادة احياء “الميثاق الملي” واحتلال الأراضي السورية والعراقية (حلب، الجزيرة، الموصل، وصولاً الى كركوك). وهي تقوم بذلك بالفعل. استهدافها للبنية التحتية هو جريمة حرب ضد الإنسانية، واستهدافها لمركز تدريب قوات مكافحة الإرهاب التابع لقوات سوريا الديمقراطية وسقوط 29 شهيداً، يأتي في سياق سعيها لنشر هذه الآفة بين شعوبنا وتدمير الأجيال من خلال الإدمان على المخدرات.
لا يغيب عن بالنا أنه خلال هذا الشهر وفي التاسع منه سنة 2019 قامت دولة الاحتلال التركي باحتلال سري كانية (راس العين) وتل أبيض وهجّرت عشرات الالاف من الأهالي كما قام مرتزقتها باستهداف الامينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف في 12 تشرين الأول على الطريق الدولي بين الرقة والحسكة.
الأوضاع السائدة الان مفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة في ظل الحرب المفتوحة بين حركة حماس وإسرائيل والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا.
نفاق عالمي
إسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والعالم يتضامن مع إسرائيل! يا للعجب بينما نرى أردوغان يتباكى على أطفال غزة بينما تقوم قواته المحتلة بقتل الأطفال السوريين في شمال وشرق سوريا وتدمر مقومات الحياة!
بالأمس لفت انتباهي موقف جماهير إنكليزية وايطالية في ملعب رياضي كانت ستجري فيه مباراة بين فريقين أحدهم إنكليزي والآخر إيطالي حيث طلب القائمون على المباراة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح قتلى إسرائيل دون ذكر شهداء الشعب الفلسطيني مما اثار موجة من الاحتجاج والصخب والصفي بين الجماهير.
كما جرى خلال القاء المندوبة الأمريكية في لجنة حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة أن قام قسم كبير من الحاضرين بإدارة ظهرهم للمندوبة الأمريكية في موقف احتجاج على موقفها الداعم والمنحاز بشكل واضح لإسرائيل.
يجب على العالم أن ينظر الى حقيقة ما تجري الاحداث بنظرة واقعية وليس من باب التعاطف مع طرف ضد آخر. هذه الازدواجية في الرؤية غير مقبولة وعلى العالم أن يغير من نظرته الى الأحداث..
المقاومة مستمرة من دون شك، والشعوب في سوريا، العراق، فلسطين، ليبيا، اليمن وفي كل مكان في الشرق الأوسط سوف تستمر في المقاومة التي هي حقها المشروع في الدفاع عن وجودها طالما بقيت جيوش الدول تحمي حكامها وسلطاتهم المستبدة.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من حرب شاملة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة خاصة في مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا يندرج في إطار سياسة الإبادة التي تمارسها وريثة العثمانيين والساعية الى إعادة احياء “الميثاق الملي” واحتلال الأراضي السورية والعراقية (حلب، الجزيرة، الموصل، وصولاً الى كركوك). وهي تقوم بذلك بالفعل. استهدافها للبنية التحتية هو جريمة حرب ضد الإنسانية، واستهدافها لمركز تدريب قوات مكافحة الإرهاب التابع لقوات سوريا الديمقراطية وسقوط 29 شهيداً، يأتي في سياق سعيها لنشر هذه الآفة بين شعوبنا وتدمير الأجيال من خلال الإدمان على المخدرات.
لا يغيب عن بالنا أنه خلال هذا الشهر وفي التاسع منه سنة 2019 قامت دولة الاحتلال التركي باحتلال سري كانية (راس العين) وتل أبيض وهجّرت عشرات الالاف من الأهالي كما قام مرتزقتها باستهداف الامينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف في 12 تشرين الأول على الطريق الدولي بين الرقة والحسكة.
الأوضاع السائدة الان مفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة في ظل الحرب المفتوحة بين حركة حماس وإسرائيل والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا.
إسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والعالم يتضامن مع إسرائيل! يا للعجب بينما نرى أردوغان يتباكى على أطفال غزة بينما تقوم قواته المحتلة بقتل الأطفال السوريين في شمال وشرق سوريا وتدمر مقومات الحياة!
بالأمس لفت انتباهي موقف جماهير إنكليزية وايطالية في ملعب رياضي كانت ستجري فيه مباراة بين فريقين أحدهم إنكليزي والآخر إيطالي حيث طلب القائمون على المباراة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح قتلى إسرائيل دون ذكر شهداء الشعب الفلسطيني مما اثار موجة من الاحتجاج والصخب والصفي بين الجماهير.
يجب على العالم أن ينظر الى حقيقة ما تجري الاحداث بنظرة واقعية وليس من باب التعاطف مع طرف ضد آخر. هذه الازدواجية في الرؤية غير مقبولة وعلى العالم أن يغير من نظرته الى الأحداث..
المقاومة مستمرة من دون شك، والشعوب في سوريا، العراق، فلسطين، ليبيا، اليمن وفي كل مكان في الشرق الأوسط سوف تستمر في المقاومة التي هي حقها المشروع في الدفاع عن وجودها طالما بقيت جيوش الدول تحمي حكامها وسلطاتهم المستبدة.
الطريق إلي الحل..كيف يواجه الشباب مشكلات الحياة
بقلم/ يسري محمد
كاتب وباحث في العلاقات الأسرية والتربويةمن المعلوم أن الأمم والشعوب تكتسب صفتها وقوتها بل وسمتها من اصحاب الفئة العمرية القوية وتحديدا (الشباب) التي قال عنها النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم ” نصرني الشباب” وأمام هذا التكليف النبوي فأننا يقينا أمام مسئولية جماعية للوصول بهذه الشريحة لبر الأمن والأمان فضلا عن الأستقراء والأستقرار النفسي لما في ذلك من نتائج مبهرة وقوية علي الفرد والامة بأسره فلو أرتاح الشاب وأطمن قلبه وسكنت روحه وأستنار عقله فأن هذه مقومات قوية ومبشرة تحمل في طياتها طئأوجاع وجراحات وتفتح أبواب لأمال وبركات وراحات
ونحن اليوم وانطلاقا من خير الناس أنفعهم للناس سنتحدث عن مشكلات الشباب الرئيسية وماهو العلاج أن اول هذه المشكلات أو أن شئت فقل أول النكبات التي يعاني منها الكثير من شباب امتنا نتيجة لطغيان المادية هو
أولا التيه
والمعني واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والاخطر أن التيه ثلاثي الأبعاد وليس مزدوج فهو تيه نتيجة أختلاط الغث بالسمين في مجتمع تتهاوي فيه القيم يوما بع يوم إلا من حم ربي وتيه أيضا بسبب تمدد الثقافة الغربية وفتح كل مجالات العلوم لها بل أحيانا يتم الاشتراط علي الشباب بضرورة دراسة ثقافات الغرب بشمولها ونحن يقينا لا نقول أن كل ما ياتي من الغرب مرفوض لكن هناك مفاهيم تناهض افكارنا وقيمنا التيه الثالث هو الهجمة القوية ضد الشباب والتزامه عبر اعلام ينفق عليها بالمليارات من أجل تحويل الشاب لجسد بلا روح او عقل يفكر بل ينحصر كل جهده وسعيه وتفكيره في ملذاته وشهواته وهذه طامة كبري ليست للشباب فقط بل لامتنا لان عمود الخيمة التي يسندها سيصيبه الضعف والخوارولاحول ولاقوة الابالله لذلك فعلي الجميع أن يقوم بمسئولياته وفق فهمه لدينه وعقيدته ونشره للخير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
ويقينا هذا التيه علاجه صعب شديد لكنه ليس مستحيل فأمتنا ثرية بالعلماء الربانين ومنتجهم الوعظي والتربوي والدعاة المتجردين الذين ياخذون بايدي الشباب لبر الوصول وأصحاب الأقلام البارعين وما يحملونه من فكر يبينى ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ويرسم خارطة النجاة للشباب بكل ود وفم ووعي وبخطاب بسيط سلس غير معقد وهولاء جميعا هم منظمومة بناء ونجاح بل ونهضة أمم وشعوب والحمل عليهم ثقيل لكن الاجر عظيم وفي ذلك فليتنافس المتنافسؤن .
مشكلة العفة والزواج
وهذه المشكلة تجمع بين الاجتماعيات والحياة بشكل عام فالكثير من الشباب ونتيجة لهول المادة وطغيانها والانحدار المتصاعد في الأخلاقيات والسلوكيات فأنه أصبح بين نارين
نار العزوف والوقوع في براثن الشيطان وتبعاته المهلكة من علاقات غير منضبطة والزواج العرفي بل وصل الامر إلي علاقات بلا زواج وبمنتهي الأريحية يتم الحديث عن هدم ثوابت الدين وتلويث فطرة أبنائه
والنار الأخرى نار اختيار الزوجة الصالحة في هذا المناخ المسموم بالأباحية الفكرية ضف إلي ذلك ضعف الحياة وغلاء المهور والمعيشة فتلك نقطة تجعل الشاب يشيخ قبل أوانه ويشيب وهو في مقتبل حياته الحقيقية ويقينا العلاج لهذه المشكلة هو فهم الأباء للشباب والتخفيف عنهم وتقليل المهور والعمل علي تكوين بيت مسلم بتكاليف أقل فالأصل ليس الذهب أو المهر لكن الأخلاق والدين وما اسعد من والد فتاة يسر علي شاب في بداية حياته وكان سببا لعفته وعفافه وهو أجر لو تعلمون عظيم عند الله
لذلك وصي النبي صلي الله عليه وسلم بضرورة التخفيف عن الشباب بل وحدد شروط نجاح الزواج في أن يكون الطرفين أصحاب دين وهنا تكمن السعادة الحقيقية لمن يعي ويبصر حقيقة الزواج
أنني أتفهم كشاب أن البحث عن الزوجة الصالحة أمر مكلف لكنه لابد منه فالزواج من الصالحات مثمر في الدنيا والاخرة والحمد لله ان النبي صلي الله عليه وسلم حدد الطريق وسهله فأظفر بذات الدين تربت يدك .
مشكلة الهوية
والهوية التي نقصدها هي الهوية الاسلامية التي تواجه بسيل من التغريب بشكل شديد خصوصا في هذه الايام فنجد الكثير من الشباب الا من رحم ربي يخجل أن يتحدث عن ثوابت دينه وعزمة عقيديته بل ويتحاشي أحيانا مجرد الدخول في مناطق الحوار من هذه الامور بدعاوي أن العلاقات الأنسنية شئ والدين شئ أخر وتلك طامة عظيمة بل نبت خبيث أنتشاره يهدد مقومات تماسك المجتمع ومستقبله فالشباب هما القادمون والعازب اليوم غدا سيتزوج وأن ظلت هذه الافكار وهذه السقطة والمشكلة قائمة فأننا أمام أبناء مثل ابيهم بل ربما الأمر يتعاظم ويتمدد وهذا داء خطيريحتاج جراح بارع ولاشك أن الجراح هو الدين ودعاته والمناهج التي تعظم في نفس الشباب الاعتزاز بهويته والفخر بها في عالم يفتخر الكثير بافكارهم الهدامة ويحسبون بأنهم هم الأفضل والأنقي والاكثر تمدن وحضارة وحرية فكر وتعبيربل وينظرون الينا نظرة دونية لذلك فحاجة ىالجميع لعلاج هذه المشكلة فكلنا أباء ولدينا أبناء ولن أكون مبالغا أن قلت ان البيت اصل لهذا الداء فغياب التربية الاسلامية بالشكل الذي يليق بنا كأمة مسلمة جعل هذه المشكلة تكبر شيئا فشيئا وسط أنشغال الأب بالسعي ليكفي أهله المئونة فتاخرت الأسرة عن القيام لذلك فالعاج الأساسي يكمن في البيت والتنشئة جنبا إلي جنب مع المسجد والمدرسة وصولا لمجتمع واعلام يخدم علي العلاج بمزيد من فرد مساحات تجعل الشاب يكتشف نفسه وقدرته ويوجهها ويصحح مساره أن أعوجت ولا يخجل أن يسأل ويتعلم أن جهل ففوق كل ذي علم عليم ولا خجل في طلب العون والمساعدة أن ضل السبيل .
اختلاف الأراء بين الأجيال
المعني أن هناك مشكلة حقيقية في فهم جيل الشباب للجيل الماضي القديم بكل ما يحمل وهو في نظره يحتاج لمزيد من التطوير بل ويستغرب كيف لا يستفيد الأجداد مثلا والأباء المعاصرين من التغول التقني والتكنولوجي وقد يكون محق فالنت والعالم المفتوح ليس كله بغاء فوسائل التواصل منبر دعوي وميدان تبليغ عن الله ورسوله ومن المعيب تركه لمن يسعي في الهدم والأنطواء بمعزل عن المجتمع الشبابي خصوصا بل يجب ان يدخلوا عليهم الباب ويسعي كل صاحب رسالة مهما كبر سنه أن يبلغ ويفيد غيره
هذه المشكلة أحدثت فجوة حقيقية بلاشك في التواصل وقناعتي أن جذورها فقدان فن التعامل والحوار في عالم تبدلت فيه المفاهيم بشكل أو بأخر لكن راي الاجيال القديمة أن هذه المنصات قطعت أوصر المجتمع وروابطه وجعلت البر بالاباء عبر رسالة من تطبيق وأتس أوبوست علي فيس بوك ونحن امام هذه المشكلة لا نهول ولا نهول لكننا ننصح الجميع كبار وشباب أن يتخذوا من النبي الاكرم ومواقفه في التعامل مع الشباب وحسن توظيفه لهم وتقديمهم أحيانا كما حدث في بعث أسامة وأيضا نوصي أنفسنا كشباب أن نحفظ لهولاء قدرهم ونوقرهم ونعظم رايهم طالما ليس فيه خذلان أو نهي عن معروف فليس منا من لم يوقر كبيرنا
ختاما
أن الشباب قوة ضاربة بل معيار أى نهضة لاي أمة وانا اكتب من باب وذكر فالحرب عليهم شديدة ولست أرتدى نظارة سؤداء لكني أعي ىحجم المؤامرات التي تحاك علينا كشباب وقناعتي أنه بفضل الله ستفشل طالما بقيت الغيرة والسعي لصلاح المجتمعات وفق مراد الله وقناعتي الثابتى أن العلاج الشمولي لكل مشكلاتنا كشباب هو تربية إسلامية جادة تؤهله لأداء أمانة الله وتبليغ رسالة الله عقيدة ومنهج حياة بكل وسطية وأعتدال ورفق ولين فالمسلم الهين اللين القريب من الناس هو قريب من الجنة بعيدا عن النار.
ونحن اليوم وانطلاقا من خير الناس أنفعهم للناس سنتحدث عن مشكلات الشباب الرئيسية وماهو العلاج أن اول هذه المشكلات أو أن شئت فقل أول النكبات التي يعاني منها الكثير من شباب امتنا نتيجة لطغيان المادية هو
أولا التيه
والمعني واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والاخطر أن التيه ثلاثي الأبعاد وليس مزدوج فهو تيه نتيجة أختلاط الغث بالسمين في مجتمع تتهاوي فيه القيم يوما بع يوم إلا من حم ربي وتيه أيضا بسبب تمدد الثقافة الغربية وفتح كل مجالات العلوم لها بل أحيانا يتم الاشتراط علي الشباب بضرورة دراسة ثقافات الغرب بشمولها ونحن يقينا لا نقول أن كل ما ياتي من الغرب مرفوض لكن هناك مفاهيم تناهض افكارنا وقيمنا التيه الثالث هو الهجمة القوية ضد الشباب والتزامه عبر اعلام ينفق عليها بالمليارات من أجل تحويل الشاب لجسد بلا روح او عقل يفكر بل ينحصر كل جهده وسعيه وتفكيره في ملذاته وشهواته وهذه طامة كبري ليست للشباب فقط بل لامتنا لان عمود الخيمة التي يسندها سيصيبه الضعف والخوارولاحول ولاقوة الابالله لذلك فعلي الجميع أن يقوم بمسئولياته وفق فهمه لدينه وعقيدته ونشره للخير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
ويقينا هذا التيه علاجه صعب شديد لكنه ليس مستحيل فأمتنا ثرية بالعلماء الربانين ومنتجهم الوعظي والتربوي والدعاة المتجردين الذين ياخذون بايدي الشباب لبر الوصول وأصحاب الأقلام البارعين وما يحملونه من فكر يبينى ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ويرسم خارطة النجاة للشباب بكل ود وفم ووعي وبخطاب بسيط سلس غير معقد وهولاء جميعا هم منظمومة بناء ونجاح بل ونهضة أمم وشعوب والحمل عليهم ثقيل لكن الاجر عظيم وفي ذلك فليتنافس المتنافسؤن .
وهذه المشكلة تجمع بين الاجتماعيات والحياة بشكل عام فالكثير من الشباب ونتيجة لهول المادة وطغيانها والانحدار المتصاعد في الأخلاقيات والسلوكيات فأنه أصبح بين نارين
نار العزوف والوقوع في براثن الشيطان وتبعاته المهلكة من علاقات غير منضبطة والزواج العرفي بل وصل الامر إلي علاقات بلا زواج وبمنتهي الأريحية يتم الحديث عن هدم ثوابت الدين وتلويث فطرة أبنائه
والنار الأخرى نار اختيار الزوجة الصالحة في هذا المناخ المسموم بالأباحية الفكرية ضف إلي ذلك ضعف الحياة وغلاء المهور والمعيشة فتلك نقطة تجعل الشاب يشيخ قبل أوانه ويشيب وهو في مقتبل حياته الحقيقية ويقينا العلاج لهذه المشكلة هو فهم الأباء للشباب والتخفيف عنهم وتقليل المهور والعمل علي تكوين بيت مسلم بتكاليف أقل فالأصل ليس الذهب أو المهر لكن الأخلاق والدين وما اسعد من والد فتاة يسر علي شاب في بداية حياته وكان سببا لعفته وعفافه وهو أجر لو تعلمون عظيم عند الله
لذلك وصي النبي صلي الله عليه وسلم بضرورة التخفيف عن الشباب بل وحدد شروط نجاح الزواج في أن يكون الطرفين أصحاب دين وهنا تكمن السعادة الحقيقية لمن يعي ويبصر حقيقة الزواج
أنني أتفهم كشاب أن البحث عن الزوجة الصالحة أمر مكلف لكنه لابد منه فالزواج من الصالحات مثمر في الدنيا والاخرة والحمد لله ان النبي صلي الله عليه وسلم حدد الطريق وسهله فأظفر بذات الدين تربت يدك .
والهوية التي نقصدها هي الهوية الاسلامية التي تواجه بسيل من التغريب بشكل شديد خصوصا في هذه الايام فنجد الكثير من الشباب الا من رحم ربي يخجل أن يتحدث عن ثوابت دينه وعزمة عقيديته بل ويتحاشي أحيانا مجرد الدخول في مناطق الحوار من هذه الامور بدعاوي أن العلاقات الأنسنية شئ والدين شئ أخر وتلك طامة عظيمة بل نبت خبيث أنتشاره يهدد مقومات تماسك المجتمع ومستقبله فالشباب هما القادمون والعازب اليوم غدا سيتزوج وأن ظلت هذه الافكار وهذه السقطة والمشكلة قائمة فأننا أمام أبناء مثل ابيهم بل ربما الأمر يتعاظم ويتمدد وهذا داء خطيريحتاج جراح بارع ولاشك أن الجراح هو الدين ودعاته والمناهج التي تعظم في نفس الشباب الاعتزاز بهويته والفخر بها في عالم يفتخر الكثير بافكارهم الهدامة ويحسبون بأنهم هم الأفضل والأنقي والاكثر تمدن وحضارة وحرية فكر وتعبيربل وينظرون الينا نظرة دونية لذلك فحاجة ىالجميع لعلاج هذه المشكلة فكلنا أباء ولدينا أبناء ولن أكون مبالغا أن قلت ان البيت اصل لهذا الداء فغياب التربية الاسلامية بالشكل الذي يليق بنا كأمة مسلمة جعل هذه المشكلة تكبر شيئا فشيئا وسط أنشغال الأب بالسعي ليكفي أهله المئونة فتاخرت الأسرة عن القيام لذلك فالعاج الأساسي يكمن في البيت والتنشئة جنبا إلي جنب مع المسجد والمدرسة وصولا لمجتمع واعلام يخدم علي العلاج بمزيد من فرد مساحات تجعل الشاب يكتشف نفسه وقدرته ويوجهها ويصحح مساره أن أعوجت ولا يخجل أن يسأل ويتعلم أن جهل ففوق كل ذي علم عليم ولا خجل في طلب العون والمساعدة أن ضل السبيل .
المعني أن هناك مشكلة حقيقية في فهم جيل الشباب للجيل الماضي القديم بكل ما يحمل وهو في نظره يحتاج لمزيد من التطوير بل ويستغرب كيف لا يستفيد الأجداد مثلا والأباء المعاصرين من التغول التقني والتكنولوجي وقد يكون محق فالنت والعالم المفتوح ليس كله بغاء فوسائل التواصل منبر دعوي وميدان تبليغ عن الله ورسوله ومن المعيب تركه لمن يسعي في الهدم والأنطواء بمعزل عن المجتمع الشبابي خصوصا بل يجب ان يدخلوا عليهم الباب ويسعي كل صاحب رسالة مهما كبر سنه أن يبلغ ويفيد غيره
هذه المشكلة أحدثت فجوة حقيقية بلاشك في التواصل وقناعتي أن جذورها فقدان فن التعامل والحوار في عالم تبدلت فيه المفاهيم بشكل أو بأخر لكن راي الاجيال القديمة أن هذه المنصات قطعت أوصر المجتمع وروابطه وجعلت البر بالاباء عبر رسالة من تطبيق وأتس أوبوست علي فيس بوك ونحن امام هذه المشكلة لا نهول ولا نهول لكننا ننصح الجميع كبار وشباب أن يتخذوا من النبي الاكرم ومواقفه في التعامل مع الشباب وحسن توظيفه لهم وتقديمهم أحيانا كما حدث في بعث أسامة وأيضا نوصي أنفسنا كشباب أن نحفظ لهولاء قدرهم ونوقرهم ونعظم رايهم طالما ليس فيه خذلان أو نهي عن معروف فليس منا من لم يوقر كبيرنا
ختاما
أن الشباب قوة ضاربة بل معيار أى نهضة لاي أمة وانا اكتب من باب وذكر فالحرب عليهم شديدة ولست أرتدى نظارة سؤداء لكني أعي ىحجم المؤامرات التي تحاك علينا كشباب وقناعتي أنه بفضل الله ستفشل طالما بقيت الغيرة والسعي لصلاح المجتمعات وفق مراد الله وقناعتي الثابتى أن العلاج الشمولي لكل مشكلاتنا كشباب هو تربية إسلامية جادة تؤهله لأداء أمانة الله وتبليغ رسالة الله عقيدة ومنهج حياة بكل وسطية وأعتدال ورفق ولين فالمسلم الهين اللين القريب من الناس هو قريب من الجنة بعيدا عن النار.
ذكري اعتقال أوجلان..حكاية ربع قرن من المؤامرة على زعيم الشعب الكردي
رغم اعتقال المفكر والقائد أوجلان قبل ٢٥ سنة، وازدواجية المعايير الدولية للتفاعل معه ومع القضية الكردية، واستمرار العزلة عليه، لكنه أصبح فلسفة ونظاماً للحياة الحرة وتشاركية الشعوب والمرأة الحرة.أحمد شيخو
يصادق ٩ أكتوبر ذكرى بداية المؤامرة الدولية على المفكر والقائد عبدالله أوجلان، والتي كانت أكبر عملية لـ”حلف شمال الأطلسي” أو الناتو في تاريخه، وقد شاركت فيها أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا وإسرائيل، والتي وصلت للذروة في ١٥ شباط بخطف واعتقال القائد أوجلان من العاصمة الكينية نيروبي ووضعه وحيداً في جزيرة إمرالي.
عندما نكتب هنا عن المفكرين والقادة الطبيعيين المرتبطين بالشعوب والمجتمعات ومصالحهم، والذين لهم بصمة وتأثير في الحياة، لا بد أن نتذكر الراحل جمال عبد الناصر ومشروعه العربي والأممي، ولا بد من أن نذكر الراحل ياسرعرفات ملحمة النضال الفلسطيني، وكذلك علينا تذكر مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وصموده في المعتقل لحوالي ٢٧ سنة أمام النظام الفصلي العنصري(أبارتهايد)، وكذلك المفكرون، أمثال جمال حمدان ورؤيته وفكره وبوصلته الجغرافية للفهم والتحليل، ومحمد عبده وقاسم أمين وغيرهم الكثيرين، علاوة على الحكماء والنبلاء والرسل الذين ساهموا بفكرهم وسلوكهم وأعمالهم وتوجهاتهم في رفد وبناء الحياة المستقرة الأخلاقية، التي تحقق للإنسان والمجتمعات الحرية والديمقراطية والعدالة والتوازن بين الجوانب المادية والمعنوية.
وكذلك لا بد من أن نذكر مفكري النهضة الأوروبية أمثال لورنزودي ميديشي وفرانشيسكو بتراركا وجاليليو جاليلي وميشيل دي مونتن وغيرهم، مع أهمية ذكرنا بأمثال الحلاج والسهروردي وابن خلدون وابن سينا والفارابي وسعيد النورسي وغيرهم، الذين لو كتبت لهم ولنمو وانتشار أفكارهم وتطبيقها مصيراً مختلفاً، لكنا اليوم في مكان ومسار وموضعية مختلفة الآن في الشرق الأوسط.
المقاربة الدولية غير العادلة للقائد أوجلان
لو أرنا فهم المقاربة الدولية والإقليمية غير العادلة والقرصناوية والخارجة عن كل الأطر القانونية والإنسانية والأخلاقية والدبلوماسية، وازدواجية المعايير للتفاعل والعلاقة مع المفكر وللقائد أوجلان، علينا فهم القضية الكردية وجوهرها وتفاصيلها، وكذلك إدراك علاقة أوجلان بها كمفكر وكقائد ومبدع للسياق النضالي ومشروعات الحل الديمقراطي لها، وكذلك علينا معرفة ماهية الفكر والسلوك والمشاريع التي يطرحه القائد أوجلان لحل قضية الشعب الكردي والشعب الفلسطيني ومختلف القضايا التي يعاني منها شعوب الشرق الأوسط والعالم، بعيداً عن التبعية والمدرسة الاستشراقية أو الهيمنة الفكرية الغربية، وإنما من عمق فهمه وتحليله للتاريخ البشري الشرق الأوسطي والعالمي ومن قيم المجتمع الأساسية والإنسانية والتجددية العلمية المطلوبة ومن أولوية ومصالح المجتمعات والشعوب والإنسان.
ليس هناك معلومة منذ ٣١ شهراً والمؤامرة مستمرة
في 9/ أكتوبر/2023 سنصل للذكرى الـ25 لهذه المؤامرة، والتي مازالت مستمرة بأشكال ونماذج مختلفة، أهمها تجاوز كل القوانين التركية والأوروبية والدولية وقوانين حقوق الإنسان الصادرة عن الجهات والمؤسسات الدولية وكذلك الاتفاقات القانونية الدولية، فمنذ 31 شهراً، ليس هناك أية معلومة عن القائد وحول شروطه وصحته ووجوده ضمن سجن إمرالي، رغم الرفض الكامل وجملة الاعتراضات والمطالبات للمحامين والقانونيين في كردستان وحول العالم، وكذلك للكتلة الشعبية من الشعب الكردي وشعوب المنطقة وغيرهم الكثير من الأحرار في المنطقة وحول العالم، المطالبين بحل القضية الكردية وبحرية القائد أوجلان، كمدخل وسبيل صحيح لتحقيق الاستقرار والأمن في كردستان وتركيا والشرق الأوسط.
أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية والمقاومة
بعد الثورات والانتفاضات الكردية أو الأصح الإبادات التي طبقت من قبل دولة الاحتلال التركية ورعاتها الدوليين لفرض التقسيم والانكار والتصفية من ١٩٢٥ وحتى ١٩٤٠ وفشل تلك الثورات لأسباب عديدة وممارسة المجازر والتصفية العرقية والإبادة الثقافية، ساد في قضية حقوق الشعب الكردي، وخاصة منذ 1940 وحتى 1970 حالة من السكون والانحدار والتلاشي، وخاصة ضمن ما تسمى الدولة التركية القومية التي تبلورت كسلطة أحادية دولتية وكمجتمع نمطي دولتي قومي طوراني تركي، بعد خيانة القادة والسلطات التركية بدعم غربي للالتزامات والحقوق والمكاسب والمعاهدات التي حصل عليها الكرد أثناء حرب الاستقلال(١٩١٩-١٩٢١) في تركيا وفي البرلمان الكبير، قبل أن يحول للبرلمان التركي مع اتفاقية لوزان وتتحور الدولة المتفقة بين مصطفى كمال والعشائر الكردية لدولة لقومية واحدة تركياتية فاشية.
ولكن القائد أوجلان وكما يقال بين أبناء الشعب الكردي ليس في شمال كردستان وتركيا فقط بل في كافة أجزاء كردستان، أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية، روح الصمود والمقاومة والإصرار على الحرية، بدل الاستسلام والخذلان وقبول الهوان والضعف، وقدرة الفهم والتحليل والإدراك، بأن ركز جهده وعمله في بناء الإنسان الكادري أو “الإنسان الكامل” الذي يجسد في نفسه وذاته المجتمعية الكردية الحرة الديمقراطية المرادة، علاوة على تجسيده الحقيقة الكردية التاريخية المقاومة عبر بنائه حزب العمال الكردستاني وثم منظومة المجتمع الكردستاني كأيدولوجية وفكر وسياسية ونظام مجتمعي، قادر على مواجهة التحديات والظروف الصعبة مهما كانت، كمن يحفر بئراً برأس دبوس، كما ورد في كتب القائد أوجلان، وكنظام يقوم الشعب الكردي به بإدارة حياته ووجوده ومطالبه العادلة.
تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في النظام
وما يميز المفكر والقائد أوجلان أنه تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في فكره وعمله وفي حزبه وفي النظام الذي أوجده وفي الحل الديمقراطي لحل القضية الكردية وقضايا الشعوب، فهو ومنظومته الفكرية من المجتمعي الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة ونظامه الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني والدبلوماسي والفني والحقوقي أو الأمة الديمقراطية كنظرية والإدارة الذاتية كتجسيد وتطبيق عيني، أصبح هناك سياقاً ديمقراطياً ونظاماً متكاملاً وشاملاً لحل قضايا الشعوب في الشرق الأوسط والعالم، عبر الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب والأمم.
تجاوز القائد أوجلان في مفهوم المرأة الحرة كهدف وبوصلة ومكسب للمجتمعية الحرة، كل المفكرين والقادة عبر التاريخ
وما يجب أن نركز عليه ونحن نتكلم عن أوجلان كقائد ومفكر وإنسان ورائد من رواد النهضة الشرق الأوسطية، هو مفهوم حرية المرأة وعلم المرأة(الجنولوجيا) وتجسيدها في بناء وعمل وماهية المرأة الحرة وأدوراها وريادتها في المجتمع الأخلاقي والسياسي، والتي نعتقد أنه الموضوع والمكسب الذي يجعل القائد أوجلان فريداً عن كل الموثرين والقادة والمفكرين في التاريخ البشري، بأنه استطاع أن يرشدنا ويدلنا لما هو السبب والمدخل الرئيسي للعبودية والحرية معاً، فكما أن العبودية بدأت مع النيل من المرأة وعطائها ودورها وحضورها في الحياة والمجتمع، فكذلك هي الحرية والحياة الحرة والديمقراطية والعدالة، فالحياة الحرة، تبدأ من عند المرأة وتحريرها وتمكينها وإزالة العوائق المادية والمعنوية أمامها، لتكون حاضرة بزخمها وبفكرها وبتمثليها لجنسها وللمجتمع كاملة، فهي نبع الحياة والحرية إن بنت نفسها وذاتها لتكون ملكاً لنفسها وليس لأبوها أو أخوها أو زوجها أو أبنها، وكيانية حرة في تحرير المجتمع وتدريبه وحمايته، كما في المقاربة والشعار الذي أوجده القائد أوجلان، المرأة، الحياة، الحرية، الذي أصبح شعاراً وسياقاً وتوجهاً عالمياً، لامسناه في ثورة المرأة، الحياة والحرية في شرق كردستان وإيران.
الشخصية والمجتمعية الحرة والديمقراطية عبر ذهنية تشاركية وإرادة حرة
وبوصلة الحل التي أوجدها ونبه لها القائد أوجلان، هي أن نبحث عن الحلول في المجتمعات والذهنيات والثقافات وليس في السلطات والدولتيات والتبعية للمهيمنين الإقليميين والدوليين، وكما كان ماركس بوصلته الاقتصاد ولينين دكتاتورية البروليتارية والدولة القومية رغم أنهم ليس برأسماليين ولكنهم خدموا الرأسمالية باستعمال أدواتها، والبعض من المفكرين والقادة بوصلتهم العرق أو الدين أو الجغرافية أو التاريخ أو الإصلاح والتغيير أوالانقلاب، فمثلا المفكر جمال حمدان كانت ركيزته الجغرافية، ولكن المفكر والقائد أوجلان بوصلته مختلفة وهي المجتمع والإنسان، وانتقاده للكل بما يسمح بأخذ الجوانب المضيئة منهم وتطوريها للأفضل والأرقى بما يخدم بناء الحياة الحرة وتطوريها، وتجنب النقاط والطاقة السلبية فيها، ولذلك قال أوجلان وعمل للمجتمعية والتركيبة الإنسانية الهوياتية المشتركة التي تتجاوز العرق والدين والمذهب واللون وكل الاختلافات الطبيعية والاصطناعية إلى تركيب أوسع وفضاء أشمل بما يستوعب الجميع من الذهنية المشتركة والإرادة الحرة، وهي الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وتنفيذيتها الإدارة الذاتية، وتكامل الثقافات وتعزيز الانتماء الإنساني والخلقي والسياسي، إلى المجتمع الديمقراطي بتغيير الذهنية الأحادية إلى التشاركية المجتمعية النبيلة والحياة الصفرية تجاه المختلف والمعارض إلى الحياة المشتركة والمتكاملة والثقافية، بما يضمن حق الإدارة والحماية لكل خصوصية وشعب ومجتمع في إطار وحدة البلدان والدول الموجودة المفروضة.
من خطف وسجن القائد أوجلان ويفرض العزلة عليه هم من قسموا المنطقة وشعوبها ومارسوا الإبادات
من خطف وسجن المفكر والقائد أوجلان، وقاد المؤامرة، ويفرض العزلة عليه، هم الذين قسموا كردستان بين الدول الأربعة وهم الذين قسموا الشعوب العربية لـ٢٢ دولة عربية، وهم الذين عملوا ويعملون لسد الطريق أمام أية انطلاقة حرة ومستقلة الفكر والقرار أو أية خروج للحركات المجتمعية الأخلاقية والسياسية الحقيقية، وهم الذين أبادوا الأرمن في عام ١٩١٥ ويهجرونه اليوم في أرتساخ(قرباخ) وهم الذين أعدموا المثقفين العرب في بيروت ودمشق عام ١٩١٦، وهم الذين يعطون الضوء الأخضر للعثمانية الأردوغانية الإرهابية لتتدخل ولتجول وتقتل كيفما تشاء، وهم الذين يحاولون إنهاء أية علاقات وتحالفات ديمقراطية بين شعوب المنطقة على أسس الاحترام والاعتراف المتبادل.
القائد أوجلان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل
لقد أخرج أوجلان الشعب الكردي من كونه ورقة ووسيلة ضغط للقوى الهيمنة العالمية، ليكون فاعل مؤثر ورائد لحركة النهضة والديمقراطية والحرية لشعوب الشرق الأوسط والعالم، ولذلك كانت المؤامرة، علاوة على تحريكه للمياه الراكدة الساكنة في صالح الشعوب وتحالفاتهم الديمقراطية في غير صالح قوى الهيمنة العالمية والإقليمية، فقد طرح أوجلان الدبلوماسية الديمقراطية أو دبلوماسية الأمة الديمقراطية المفيدة والخيرة للشعوب والمجتمعات بدل دبلوماسية الدولة القومية التي تخدم السلطات ومصالحهم فقط، بالإضافة إلى عدم خضوع القائد أوجلان وحزبه ونظامه وشعبه وهويته الفكرية والمجتمعية لقوى الرأسمالية العالمية وتوابعهم وأدواتهم الإقليميين، ولذلك وصفوا القائد أوجلان وحزبه ونظامه بـ”الإرهاب” كذباً ونفاقاً ومؤامرةً، بعد تأكدهم من وجود الذاتية والاستقلالية في الفكر والمشروع الذي يطرحه، وأنه غير قابل للخضوع والاستسلام، وخوفهم من ذلك. وكذلك هي حال المنظومة العالمية أو ما تسمى الشرعية الدولية، فهي تعطي الشرعية والقبول لمن يخضع لها وينفذ شروطها ويستسلم لها، والاستسلام في الحالة الكردية أو الشرعية المزيفة هي القبول بتصفية وإنهاء الشعب الكردي في شمال كردستان وتركيا وفي روج هلات كردستان وإيران وفي شمال وشرق سوريا وسوريا، كما يفعله البارزانيون، رغم تشدقهم بغير ذلك، لكن القائد أوجلان كان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل ومازال.
إسلام الشعب والمجتمع وليس إسلام السلطنة والدولة
أما البعد الروحي والمعنوي في حياة الإنسان، بالإضافة إلى البعد التحليلي والمادي، وخاصة لشعوبنا العربية والكردية، فهو يحظى بأهمية كبيرة وفق المنظور الأوجلاني، فالإسلام الديمقراطي أو المجتمعي أي إسلام الشعب والمجتمع والرسول الكريم، إن صح التعبير وليس إسلام السلطنة أو الدولة الخلافة أو العشيرة والقبيلة والسلالة، هو الذي يمكننا أن نركن له ونعتبره صالحاً ومفيداً ومساهماً في الحياة الحرة، لطالما الأخلاق والإحسان والتعاون والتكاتف، هم المعايير والثوابت والسبب الرئيسي لقدوم الأنبياء والرسل، واليوم فإننا لو تمسكنا بقيم وجوهر دستور المدينة المنورة للرسول الكريم رغم كل هذه المدة، يمكننا أن نجد معياراً وعقداً اجتماعياً يحقق اللامركزية والاتحادية والحالة التوافقية والتعايشية بين مختلف التكوينات الاجتماعية، بدل الاحتراب والصراعات التي نشهدها يومياً بسبب سيادة إسلام السلطنة والدولة والمملكة والحكم بدل إسلام الحقيقة والأخلاق للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
القائد أوجلان، فلسفة وأكاديمية وتجربة متكاملة ومشروع حياتي حر لكافة الشعوب والمجتمعات والأمم
وعليه، نقول أن المفكر والقائد أوجلان ومع اعتقاله وأخذه رهينة، كان وهجاً ونوراً وتوحداً في شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” الذي جسده أكثر من حوالي 83 شخصاً الذين قالوا لا للمؤامرة بعملياتهم الفدائية بحرق أنفسهم في كافة أنحاء العالم. واليوم بعد ربع قرن من الاعتقال نجد أن الشمس واشعتها تنور وتضيء لكل الشعوب والمجتمعات والسائرين على دروب الحرية والحق والعدالة والمجتمعية، ومن نفذ وقاد المؤامرة لم يستطع من تحقيق أهدافه في تحييد القائد أوجلان وفكره والسيطرة على الشعب الكردي وشعوب المنطقة، بل أن التحالفات الديمقراطية بين الشعوب وخاصة الشعبين العربي والكردي، تشكلت وبقوة كما في شمال وشرق سوريا وفي منظومة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعبر عن تعبير فعلي وواقعي عن المنظور الأوجلاني للحياة التشاركية وأخوة الشعوب، وتطبيق الأمة الديمقراطية لحد كبير، ولعل صمود ذلك المشروع رغم كل التحديات والظروف الصعبة دلالة على أهميته والتفاف الشعوب حوله. ونزيد فوق ذلك أن المطالبة بالحرية الجسدية للمفكر وللقائد أوجلان هو من أهم مرتكزات ومبادئ ومعايير الوطنية والإنسانية والأخلاقية والثورية والديمقراطية والتقدمية والإسلامية، كما يفعله الكثير من الأحرار من الشعوب العربية والكردية وشعوب المنطقة والعالم، فأوجلان تجاوز البعد الشخصي أو الحزبي أو القومي، وأصبح أيقونة ومدرسة وأكاديمية وفلسفة وتجربة متكاملة ومشروعاً حياتياً محتملاً وممكنا للشعوب والمجتمعات والأمم في مسيرته التي تجاوزت الخمسون سنة.
القائد أوجلان يمثل نظاماً للحياة الحرة وستنتهي المؤامرة بحريته الجسدية
ورغم استمرار المؤامرة بأشكال مختلفة، فإننا نعتقد أنها فشلت مرات عديدة وستفشل بفضل صمود ومقاومة القائد أوجلان أولاً في سجنه وإصراره على ثوابته الإنسانية والأخلاقية وحقوق شعبه وشعوب المنطقة ورؤيته للحياة وفلسفته ومنظومته الفكرية التي يطورها بشكل مستمر، وكذلك بفضل صمود ومقاومة قوات الكريلا(قوات الدفاع الشعبي) الذين يقاومون ببسالة رغم فارق القوة واستخدام دولة الاحتلال التركية للأسلحة المحظورة والكيميائية والنووية التكتيكية، وكذلك فشلت المؤامرة وستفشل المؤامرة بفضل التحالفات الديمقراطية والتكاتف والتلاحم الشعبي والمجتمعي والأممي حول القائد أوجلان وفهم وادارك أفكاره وفلسفته، التي تجاوزت جدران السجن، ليتكلم ويتعرف عليها ويدرسها ويبحث فيها ويطبقها الكثير من الأحرار والأمم والشعوب والجامعات حول العالم، فأوجلان الإنسان والمفكر والقائد، أصبح مدرسة ومنهجاً وأكاديمية ونظاماً للحياة الحرة وأخوة الشعوب وحرية المرأة والإسلام الديمقراطي وستنتهي المؤامرة بتحقيق الحرية الجسدية له وحل القضية الكردية كأّهم مرتكز للاستقرار والأمن وأخوة الشعوب والتنمية في الشرق الأوسط.
وكذلك لا بد من أن نذكر مفكري النهضة الأوروبية أمثال لورنزودي ميديشي وفرانشيسكو بتراركا وجاليليو جاليلي وميشيل دي مونتن وغيرهم، مع أهمية ذكرنا بأمثال الحلاج والسهروردي وابن خلدون وابن سينا والفارابي وسعيد النورسي وغيرهم، الذين لو كتبت لهم ولنمو وانتشار أفكارهم وتطبيقها مصيراً مختلفاً، لكنا اليوم في مكان ومسار وموضعية مختلفة الآن في الشرق الأوسط.
ولكن القائد أوجلان وكما يقال بين أبناء الشعب الكردي ليس في شمال كردستان وتركيا فقط بل في كافة أجزاء كردستان، أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية، روح الصمود والمقاومة والإصرار على الحرية، بدل الاستسلام والخذلان وقبول الهوان والضعف، وقدرة الفهم والتحليل والإدراك، بأن ركز جهده وعمله في بناء الإنسان الكادري أو “الإنسان الكامل” الذي يجسد في نفسه وذاته المجتمعية الكردية الحرة الديمقراطية المرادة، علاوة على تجسيده الحقيقة الكردية التاريخية المقاومة عبر بنائه حزب العمال الكردستاني وثم منظومة المجتمع الكردستاني كأيدولوجية وفكر وسياسية ونظام مجتمعي، قادر على مواجهة التحديات والظروف الصعبة مهما كانت، كمن يحفر بئراً برأس دبوس، كما ورد في كتب القائد أوجلان، وكنظام يقوم الشعب الكردي به بإدارة حياته ووجوده ومطالبه العادلة.
المصالح الاقتصادية وتأثيرها على العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي
بقلم/ جابر كريمتعد العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي امراً معقدًا يتأثر بشكل كبير بالمصالح الاقتصادية. فعندما يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية، تصبح الدول قادرة على تعزيز أو تقويض علاقاتها الدبلوماسية بشكل كبير.
تعتبر الاقتصادات العربية غنية بالموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، وهذا يعطيها قوة اقتصادية كبيرة. بالنتيجة، تكون هناك مصالح اقتصادية قوية للدول الأخرى في الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي.
تتمثل أهمية المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العديد من الجوانب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر العلاقات الاقتصادية القوية في تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين الدول، مما يسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية. ومن الناحية الأخرى، قد تؤدي المصالح الاقتصادية المتعارضة إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي المصالح الاقتصادية للدول العربية في بعض الأحيان إلى تأثير سلبي على العلاقات الدبلوماسية. فعندما تكون الدول العربية متكتلة اقتصاديًا وتعتمد على قطاع واحد مثل النفط، فإن أي تقلب في أسعار النفط يمكن أن يؤثر سلبًا على الاقتصادات العربية وبالتالي على العلاقات الدبلوماسية.
بشكل عام، يمكن القول إن المصالح الاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. ولذلك، ينبغي على الدول العربية أن تعمل على توطيد الروابط الاقتصادية مع الدول الأخرى ودعم التعاون المتبادل لضمان تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق المصالح المشتركة.
فالدول تسعى جاهدة لتحقيق مصالحها الاقتصادية المتنوعة، سواء كان ذلك من خلال تبادل التجارة، أو الاستثمارات الأجنبية، أو تطوير البنية التحتية. وتعتبر هذه المصالح الاقتصادية الحافز الأساسي وراء العديد من القرارات الدبلوماسية في المنطقة.
تؤثر المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي على عدة مستويات. فعلى المستوى الثنائي، يتفاوض الدول لتحقيق مصالحها الاقتصادية المشتركة وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة. وفي بعض الأحيان، يتم توقيع اتفاقيات ومعاهدات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. وعلى المستوى الإقليمي، تتأثر العلاقات الدبلوماسية بالصراعات الاقتصادية والمنافسة بين الدول. فالمنطقة العربية تشهد منافسة على مصادر الطاقة، والسوق العربية تعتبر سوقًا مغرية للعديد من الدول. وعلى هذا الأساس، تتشابك المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية في العديد من الصراعات الإقليمية.
وعلى المستوى الدولي، تعتبر المصالح الاقتصادية أيضًا عاملًا مهمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية. فالدول تسعى للحصول على شراكات استراتيجية وتطوير علاقات تجارية مع الدول الأخرى لتحقيق مصالحها الاقتصادية وتعزيز نموها الاقتصادي.
لذلك، من الممكن إجراء بحث شامل حول تأثير المصالح الاقتصادية على العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. يمكن أن يشمل هذا البحث تحليلًا للعلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، ودراسة للصراعات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها الدول في تحقيق مصالحها الاقتصادية. كما يمكن استخدام المنهج الكمي والنوعي للحصول على نتائج موثوقة وشاملة.
الشروط الضرورية لإقامة العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي
تعد العلاقات الدبلوماسية أحد الأدوات الرئيسية في تعزيز التفاهم والتعاون بين الدول. وفي العالم العربي، هناك العديد من الشروط الضرورية التي يجب توفرها لإقامة العلاقات الدبلوماسية بنجاح. يتضمن ذلك الشفافية، واحترام السيادة الوطنية، والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي.
أولاً، يجب أن تكون الدول العربية شفافة فيما يتعلق بأهدافها وسياساتها الخارجية. ينبغي أن تتعاون الدول في تبادل المعلومات والتواصل المستمر لتعزيز الثقة بينها. وباستمرار تحقيق المزيد من الشفافية، يمكن تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق التعاون المثمر.
ثانياً، يجب أن يحترم كل بلد في العالم العربي سيادته الوطنية وحقه في اتخاذ القرارات المستقلة. ينبغي أن تكون الدول على استعداد للتفاوض والتعاون بناءً على المساواة واحترام الاختلافات الثقافية والسياسية. وعندما يتم احترام السيادة الوطنية، فإن إقامة العلاقات الدبلوماسية تكون قائمة على أساس قوي ومستدام.
ثالثاً، يجب أن تكون الدول العربية ملتزمة بحل النزاعات بالطرق السلمية. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية للتفاوض والوساطة والبحث عن حلول مشتركة للقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن خلال تعزيز ثقافة الحوار وتجنب العنف، يمكن بناء علاقات دبلوماسية قوية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أخيراً، يجب أن تعزز الدول العربية التعاون الثنائي والإقليمي. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والعلوم والثقافة والأمن. ومن خلال الاستفادة من قدرات بعضها البعض، يمكن تحقيق تقدم حقيقي وتعزيز الاستقرار والتنمية في العالم العربي.
العلاقات الدبلوماسية مع الاحزاب السياسية
بإمكان دول العالم العربي إقامة علاقات دبلوماسية مع الأحزاب السياسية والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني. العلاقات الدبلوماسية تتم بين الدول والمنظمات السياسية المعترف بها دولياً وفق المنطق الدولتي السلطوي، بما في ذلك الأحزاب السياسية. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب تختلف عن العلاقات الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
تعتمد متانة هذه العلاقات على عدة عوامل، بما في ذلك الاهتمام المشترك والمبادئ السياسية المشتركة والتفاهم المتبادل بين الدولة والحزب. إذا كان هناك استقرار سياسي واقتصادي وأمني في الدولة، فقد تكون هناك فرصة أكبر لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية، وأحياناً التوترات أيضا تخلق علاقات ومصالح مشتركة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية قد تواجه تحديات وصعوبات وفق الظروف والتحديات الموجودة. قد يكون هناك خلافات حول الأجندات السياسية والرؤى المختلفة بين الدولة والأحزاب، وهذا قد يؤثر على متانة العلاقات. كما أن الدول قد تحتاج إلى توخي الحذر في التعامل مع الأحزاب السياسية لضمان أن تلك العلاقات لا تتعارض مع مصالحها الوطنية والمبادئ الأساسية للدولة.
بشكل عام، يمكن أن تكون العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية فرصة لتعزيز التعاون والحوار السياسي، وتبادل الآراء والأفكار بين الدول والأحزاب. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه العلاقات مبنية على مبادئ الاحترام المتبادل والاستقرار السياسي والتوازن المؤسسي لضمان استدامتها على المدى الطويل.
العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقرار السياسي في الدول إذا تم إدارتها بشكل صحيح وبناء. هناك عدة طرق يمكن أن تساهم بها العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية في تحقيق الاستقرار السياسي:
1. تعزيز الحوار والتفاهم: يمكن للعلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية أن تساعد على تعزيز الحوار والتفاهم بين الحكومة والمعارضة والأحزاب السياسية المختلفة. هذا يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات السياسية وتعزيز التعاون والتوافق على القضايا المشتركة.
2. تعزيز المشاركة السياسية: من خلال العمل مع الأحزاب السياسية، يمكن للدولة تشجيع المشاركة السياسية الواسعة النطاق وتعزيز الشفافية والحوكمة الديمقراطية. هذا يمكن أن يقوي الثقة بين الحكومة والمواطنين .
الخلاصة
نقول أن العلاقات تعددت أنواعها وتشعبت إلى أنواع كثيرة ولها أبعاد متعددة، ولكننا في السنوات الأخيرة نلاحظ أن العامل الاقتصادي أصبح له دور كبير بين الدول لتوجيه بوصلة العلاقات، وحتى العديد من دول المنطقة التي بينها مشاكل سياسية حافظت على علاقاتها الاقتصادية، مثل الإمارات وإيران أو مثل مصر وتركيا، وبل أن عدد من دول العالم العربي أصبحت تتواجد في مجموعة العشرين وفي نفس الوقت تريد دخول بريكست ودخول شنغهاي.
مهما كانت الجهتان اللتان تحاولان بناء علاقة دبلوماسية, هذه العلاقة لن تستمر ولن تنجح بدون وجود مصالح مشتركة للطرفين وبالأخص في الوطن العربي و الشرق الاوسط. الفرق بين هذه المنطقة وغيرها من قارات العالم, هو انه عدد من دول العالم تبني العلاقات والاستراتيجيات بناءا على دراسات مسبقة ومستقبلية، ولكن في مناطق الشرق الاوسط تبنى العلاقات على مبدا المصالح المشتركة فقط للسلطات والدول وليس الشعوب والمجتمعات. نعتقد أن أي علاقة بين أي طرفين حتى تكون ناجحة يجب أن ذات فائدة للطرفين وأن يمتلك الطرفان مصالح متبادلة ورؤية مشتركة لماهية العلاقة وضرورتها وواقعا متشابهاً مع البعض، يمكن أن تقوم الشعوب وقوى الحرية والديمقراطية بعقد علاقات مع الجميع بما فيها الدول القومية والعالمية المهيمنة، ولكن العلاقات مع الدول تبقى تكتيكية ومرحلية في كثير من الأحيان، أما العلاقات الاستراتيجية هي التي تقوم بين المجتمعات والشعوب، ورغم أهمية الاقتصاد في العلاقات ولكن يبقى الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والفكرية لها دور الكبير أيضاَ.
تعتبر الاقتصادات العربية غنية بالموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، وهذا يعطيها قوة اقتصادية كبيرة. بالنتيجة، تكون هناك مصالح اقتصادية قوية للدول الأخرى في الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي.
تتمثل أهمية المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العديد من الجوانب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر العلاقات الاقتصادية القوية في تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين الدول، مما يسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية. ومن الناحية الأخرى، قد تؤدي المصالح الاقتصادية المتعارضة إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي المصالح الاقتصادية للدول العربية في بعض الأحيان إلى تأثير سلبي على العلاقات الدبلوماسية. فعندما تكون الدول العربية متكتلة اقتصاديًا وتعتمد على قطاع واحد مثل النفط، فإن أي تقلب في أسعار النفط يمكن أن يؤثر سلبًا على الاقتصادات العربية وبالتالي على العلاقات الدبلوماسية.
بشكل عام، يمكن القول إن المصالح الاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. ولذلك، ينبغي على الدول العربية أن تعمل على توطيد الروابط الاقتصادية مع الدول الأخرى ودعم التعاون المتبادل لضمان تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق المصالح المشتركة.
فالدول تسعى جاهدة لتحقيق مصالحها الاقتصادية المتنوعة، سواء كان ذلك من خلال تبادل التجارة، أو الاستثمارات الأجنبية، أو تطوير البنية التحتية. وتعتبر هذه المصالح الاقتصادية الحافز الأساسي وراء العديد من القرارات الدبلوماسية في المنطقة.
تؤثر المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي على عدة مستويات. فعلى المستوى الثنائي، يتفاوض الدول لتحقيق مصالحها الاقتصادية المشتركة وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة. وفي بعض الأحيان، يتم توقيع اتفاقيات ومعاهدات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. وعلى المستوى الإقليمي، تتأثر العلاقات الدبلوماسية بالصراعات الاقتصادية والمنافسة بين الدول. فالمنطقة العربية تشهد منافسة على مصادر الطاقة، والسوق العربية تعتبر سوقًا مغرية للعديد من الدول. وعلى هذا الأساس، تتشابك المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية في العديد من الصراعات الإقليمية.
وعلى المستوى الدولي، تعتبر المصالح الاقتصادية أيضًا عاملًا مهمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية. فالدول تسعى للحصول على شراكات استراتيجية وتطوير علاقات تجارية مع الدول الأخرى لتحقيق مصالحها الاقتصادية وتعزيز نموها الاقتصادي.
لذلك، من الممكن إجراء بحث شامل حول تأثير المصالح الاقتصادية على العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. يمكن أن يشمل هذا البحث تحليلًا للعلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، ودراسة للصراعات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها الدول في تحقيق مصالحها الاقتصادية. كما يمكن استخدام المنهج الكمي والنوعي للحصول على نتائج موثوقة وشاملة.
أولاً، يجب أن تكون الدول العربية شفافة فيما يتعلق بأهدافها وسياساتها الخارجية. ينبغي أن تتعاون الدول في تبادل المعلومات والتواصل المستمر لتعزيز الثقة بينها. وباستمرار تحقيق المزيد من الشفافية، يمكن تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق التعاون المثمر.
ثانياً، يجب أن يحترم كل بلد في العالم العربي سيادته الوطنية وحقه في اتخاذ القرارات المستقلة. ينبغي أن تكون الدول على استعداد للتفاوض والتعاون بناءً على المساواة واحترام الاختلافات الثقافية والسياسية. وعندما يتم احترام السيادة الوطنية، فإن إقامة العلاقات الدبلوماسية تكون قائمة على أساس قوي ومستدام.
ثالثاً، يجب أن تكون الدول العربية ملتزمة بحل النزاعات بالطرق السلمية. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية للتفاوض والوساطة والبحث عن حلول مشتركة للقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن خلال تعزيز ثقافة الحوار وتجنب العنف، يمكن بناء علاقات دبلوماسية قوية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أخيراً، يجب أن تعزز الدول العربية التعاون الثنائي والإقليمي. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والعلوم والثقافة والأمن. ومن خلال الاستفادة من قدرات بعضها البعض، يمكن تحقيق تقدم حقيقي وتعزيز الاستقرار والتنمية في العالم العربي.
بإمكان دول العالم العربي إقامة علاقات دبلوماسية مع الأحزاب السياسية والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني. العلاقات الدبلوماسية تتم بين الدول والمنظمات السياسية المعترف بها دولياً وفق المنطق الدولتي السلطوي، بما في ذلك الأحزاب السياسية. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب تختلف عن العلاقات الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
تعتمد متانة هذه العلاقات على عدة عوامل، بما في ذلك الاهتمام المشترك والمبادئ السياسية المشتركة والتفاهم المتبادل بين الدولة والحزب. إذا كان هناك استقرار سياسي واقتصادي وأمني في الدولة، فقد تكون هناك فرصة أكبر لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية، وأحياناً التوترات أيضا تخلق علاقات ومصالح مشتركة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية قد تواجه تحديات وصعوبات وفق الظروف والتحديات الموجودة. قد يكون هناك خلافات حول الأجندات السياسية والرؤى المختلفة بين الدولة والأحزاب، وهذا قد يؤثر على متانة العلاقات. كما أن الدول قد تحتاج إلى توخي الحذر في التعامل مع الأحزاب السياسية لضمان أن تلك العلاقات لا تتعارض مع مصالحها الوطنية والمبادئ الأساسية للدولة.
1. تعزيز الحوار والتفاهم: يمكن للعلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية أن تساعد على تعزيز الحوار والتفاهم بين الحكومة والمعارضة والأحزاب السياسية المختلفة. هذا يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات السياسية وتعزيز التعاون والتوافق على القضايا المشتركة.
2. تعزيز المشاركة السياسية: من خلال العمل مع الأحزاب السياسية، يمكن للدولة تشجيع المشاركة السياسية الواسعة النطاق وتعزيز الشفافية والحوكمة الديمقراطية. هذا يمكن أن يقوي الثقة بين الحكومة والمواطنين .
نقول أن العلاقات تعددت أنواعها وتشعبت إلى أنواع كثيرة ولها أبعاد متعددة، ولكننا في السنوات الأخيرة نلاحظ أن العامل الاقتصادي أصبح له دور كبير بين الدول لتوجيه بوصلة العلاقات، وحتى العديد من دول المنطقة التي بينها مشاكل سياسية حافظت على علاقاتها الاقتصادية، مثل الإمارات وإيران أو مثل مصر وتركيا، وبل أن عدد من دول العالم العربي أصبحت تتواجد في مجموعة العشرين وفي نفس الوقت تريد دخول بريكست ودخول شنغهاي.
مهما كانت الجهتان اللتان تحاولان بناء علاقة دبلوماسية, هذه العلاقة لن تستمر ولن تنجح بدون وجود مصالح مشتركة للطرفين وبالأخص في الوطن العربي و الشرق الاوسط. الفرق بين هذه المنطقة وغيرها من قارات العالم, هو انه عدد من دول العالم تبني العلاقات والاستراتيجيات بناءا على دراسات مسبقة ومستقبلية، ولكن في مناطق الشرق الاوسط تبنى العلاقات على مبدا المصالح المشتركة فقط للسلطات والدول وليس الشعوب والمجتمعات. نعتقد أن أي علاقة بين أي طرفين حتى تكون ناجحة يجب أن ذات فائدة للطرفين وأن يمتلك الطرفان مصالح متبادلة ورؤية مشتركة لماهية العلاقة وضرورتها وواقعا متشابهاً مع البعض، يمكن أن تقوم الشعوب وقوى الحرية والديمقراطية بعقد علاقات مع الجميع بما فيها الدول القومية والعالمية المهيمنة، ولكن العلاقات مع الدول تبقى تكتيكية ومرحلية في كثير من الأحيان، أما العلاقات الاستراتيجية هي التي تقوم بين المجتمعات والشعوب، ورغم أهمية الاقتصاد في العلاقات ولكن يبقى الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والفكرية لها دور الكبير أيضاَ.