مشاهد من الانتخابات..كيف وجه الأتراك صفعة قوية لـ أردوغان ؟

تحليل يكتبه/ إبراهيم شعبان

بعيدًا عما يردده “دراويش الأردوغانية” في تركيا وخارجها، ومزاعمهم بفوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد تقدمه بـ5% فقط في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واضطراره مرغما للذهاب للجولة الثانية والإعادة يوم 28 مايو الجاري، لعدم قدرته على الحسم أمام مرشح المعارضة كمال أوغلو من الجولة الأولى كما كان يتوقع.
فإن أردوغان، يعي جيدًا إنه هزم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية حتى وإن كان متقدما بفارق طفيف في النسبة النهائية. وأن هذه ليست الشعبية التي كان يتمتع بها، وهناك انقسام حقيقي في تركيا واستقطاب حاد في البلاد. ومع ذهاب 88% من الناخبين لصناديق الاقتراع بقرابة 54 مليون ناخب تركي، فإن 44.9% من الأصوات ذهبت لمنافسه، كمال أوغلو أي أن أكثر من 24 مليون تركي قالوا لأردوغان لا، ورفضوا انتخابه واستمراره وهذا عدد لا يستهان به.
وأعتقد أن الجولة الثانية، ليست مضمونة لأردوغان كما يزعم البعض، وليست بعيدة عنه أيضا، فهناك 5% من الأصوات ذهب لسنان أوغان وهو لم يحدد موقفه حتى اللحظة عما سيطالب به أنصاره لمنحه أصواتهم.

مشاهد الانتخابات
ويمكن تلخيص الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا في عدة مشاهد:
أولها أن الذين يهللون لفوز التحالف الحاكم في تركيا، بأغلبية مقاعد البرلمان التركي، بعد حصوله على 321 مقعدا، بينها 266 مقعدا لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، يعلمون تماما أن السيطرة على البرلمان ليست الحاكمة في انتخابات تركيا هذه المرة، مع الاحترام التام لرغبات الشعب التركي. لأن أردوغان باختصار انقلب على النظام البرلماني وحوله لنظام رئاسي.
ثانيا: أن هناك استياء واسع في صفوف ملايين الأتراك، ولا يعقل أن يدهس رغبات كل هؤلاء الملايين حال فوزه بجولة الإعادة وكأنها لم تكن موجودة ويتمسك باستبداده المعهود.
ثالثا: تركيا تمر بمنعطف خطير، وذهاب 88% ممن يحق لهم الاقتراع لمراكز التصويت، معناه تلهف على التغيير وعدم بقاء الوضع الحالي، وهناك احتقان حقيقي بين نصف الشعب التركي الذي صوت لأردوغان، ونصفه الآخر الذي صوت رفضا له.
رابعا: ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار لكل ذي عينين، إنه كانت هناك مخالفات في العملية الانتخابية داخل تركيا، بعدما رأى مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أظهرت وفق تقريرهم، أنها لا تتمتع بالشفافية في إدارتها للعملية الانتخابية وهناك أوجه قصور. وقد أعلنها الاتحاد الأوروبي وطالب بتداركها. قائلا: إنه يولي أهمية قصوى لضرورة إجراء انتخابات شفافة وشاملة وذات مصداقية، في ساحة منافسة متكافئة. منتقدًا بشدة التغطية الإعلامية الحكومية المنحازة للانتخابات والتي تعد مبعث قلق.
وأخيرا.. لا مجال لضرّب الودع في الانتخابات التركية والحكم لصندوق الاقتراع، ولا يمكن تجاوزه سواء جاء في جولة الإعادة لصالح كمال أوغلو، أو ذهب لصالح أردوغان. لكن الحقيقة التي ينبغي أن يعاد التأكيد عليها أن الجولة الأولى، كانت صفعة حقيقية لأردوغان. كما أن عدد الأصوات المهول الذي حصل عليه مرشح المعارضة، “طاولة الستة”، يؤكد لأردوغان أن حكمه في مأزق وعليه التغيير والإصلاح.

الاتفاق السعودي الإيراني بين النظرية والتطبيق

بقلم الكاتب الصحفي السوري/ حسن ظاظا

توسطت الصين لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية، وتكللت وساطتها بالنجاح، في اعلان عن اتفاق كشفت عن بنوده في بيان رسمي مشترك بين السعودية وايران والصين.
وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م – 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

بنود الاتفاق بين السعودية وايران 2023
ووفقا للبيان فقد تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22 / 1 / 1422هـ، الموافق 17 / 4 / 2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2 / 2 / 1419هـ الموافق 27 / 5 / 1998م.وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
كواليس جديدة حول الاتفاق السعودي الإيراني
كشف مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق كواليس جديدة للمباحثات السعودية الإيرانية التي قادت إلى اتفاق البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وأعرب الكاظمي ، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية يبدو أنها أجريت قبل إتمام الاتفاق السعودي الإيراني،عن اعتقاده أنه من المهم أن يستمر نجاح الحوار السعودي-الإيراني ليساعد على التهدئة في المنطقة.
وكشف الكاظمي أن الحوار السعودي-الإيراني كان على مستوى رؤساء الأجهزة، وتناول قضايا متعددة وكان ناجحا جداً، وقال “حققنا تقدماً كبيراً ووصلنا إلى المرحلة النهائية، لكن التدخلات في المنطقة قد تكون تؤخر بعض الأشياء”.
وقال إن “الحوار السعودي-الإيراني كان صريحاً ومثمراً، ولهذا أتوقع عودة قريبة للعلاقات بين البلدين ولما فيه مصلحتهما ومصلحة شعوب المنطقة”.
وأضاف أنه “حدث تقدم في الحوار في العراق، وأول تقدم هو أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه وتكلموا بكل صراحة، الإيرانيون سمعوا وجهة النظر السعودية، وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية”.
وتابع قائلا “كان الحوار مبنياً على الصراحة والوضوح، وحصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران، وكان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات”.
الاتفاق السعودي الإيراني.. اليمن أول الرابحين
وأشار إلى أن الجانبين السعودي والإيراني تطرقا خلال الحوار في بغداد إلى الوضع في اليمن وملف الحوثيين والوضع في لبنان، وقال “كان الحوار شاملا.. وتطرقوا لكل شيء”، موضحا أنه كان يحضر الحوار ويدير جلسات الحوار التي كانت تستمر أحياناً خمس أو ست ساعات.
وكشف الكاظمي أن الجلسات كانت تعقد في مكان سري في بغداد، وكان أمن المشاركين فيها هاجسا يؤرقه، لكي لا يتعرض أي من المشاركين للخطر.

دور الأمير محمد بن سلمان
وأشار الكاظمي إلى أن علاقته بالسعودية بدأت عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات، حيث نقل للجانب السعودي رسالة من الحكومة العراقية، مفادها أنه ليس لدى بغداد مشكلة مع مذهب معين أو طائفة معينة، وإنما المشكلة هي مع التكفيريين أو الإرهابيين.
وقال الكاظمي: “كان جواب الأمير محمد بن سلمان، حقيقة، جواباً ذكياً وقال نحن لا نتعاطى السياسة على أساس المذاهب، بل نتعاطى على أساس المصالح المشتركة وعلى أساس انتماءاتنا الثقافية”.
وعن لقائه بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، قال الكاظمي “كان لقاءً صريحاً لمست خلاله اهتمامه بتعميق العلاقات الثنائية، فنشأت بيننا صداقة مستمرة، وشاهدت رؤية الأمير محمد بن سلمان وهي مستقبلية للمملكة العربية السعودية وللمنطقة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي”.
وأضاف “رأيت فيه الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة ومؤمن ببناء دولة عصرية تكون جزءاً من العالم المتحضر ولها تأثيرها وبصمتها في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين.. يستحق الأمير محمد بن سلمان الثناء لمثابرته وإخلاصه”.
الكاظمي كشف أيضا أن بغداد شهدت أيضاً عقد لقاءات بين دول عربية ودول غير عربية، أسست لعلاقات وانفتاح بين دول كانت في حالة قطيعة، إلا أنه قال “لن أدخل في التفاصيل”.

كواليس الجولة الحاسمة

يبدو أن هناك مؤشرات تكشف عن أن الجولة الخامسة الأخيرة بين وفد سعودى وإيرانى برعاية عراقية والتى جرت فى 21 أبريل الماضى تبدو مختلفة عن الجولات الأربعة السابقة التى بدأت فى نفس التوقيت من العام الماضى
وكانت جولتها الرابعة فى سبتمبر ومن هذه المؤشرات ماظهر من الجانب العراقى فهى المرة الأولى التى يتم نشر صورة للقاء الذى ضم رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى مع رئيسى الوفدين خالد الحميدان مدير المخابرات السعودية وسعيد إيروانى مساعد الشئون الدولية فى مجلس الأمن القومى ومنها أيضا التصريحات التى
خرجت من الجانب العراقى على لسان رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى والذى قال تعليقا على هذه الجولة “إن بلادنا لديها مصلحة مباشرة فى تحقيق تفاهمات بين دول المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمى وقد تمكنا من إيجاد أجواء حوار إيجابى بين السعودية وإيران على أرض العراق الكثير منها لم يتم الإعلان عنه ونحن واثقون بأن التفاهم بين البلدين بات قريبا وهناك إنفراجة حقيقية فى العلاقات بين دول المنطقة” وهو نفس ما ظهر من الجانب الإيرانى على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده عندما وصفها بأنها كانت إيجابية وجدية وشهدت تحقيق تقدم كما تم الاتفاق على عقد جولة قادمة دون تحديد موعد لذلك.
وكشف إيرك مسجدى سفير إيران فى بغداد عن اتفاق الجانبين على خارطة طريق للمفاوضات المستقبلية مع البحث فى إجراءات بناء الثقة والتعاون فى مجال تسهيلات حج هذا العام والاستعداد لخطوة إعادة العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ ست سنوات وفتح السفارات فى الرياض وطهران وقد يكون مفهوما فى هذا الإطار التحفظ السعودى على الإدلاء بأي تصريحات تخص الحوار فى انتظار تحقيق انجازات ملموسة على الأرض وخلال الفترة من سبتمبر الماضى ليس هناك سوى وصف دقيق لتلك الجولات على لسان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود بن فرحان الذى قال إنها “استكشافية” أو إن “إيران تماطل وليست جدية” كما قال بذلك مندوب السعودية فى الأمم المتحدة عبدالله المعلمى.
وهناك تصريح شهير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى مارس الماضى حول العلاقات بين البلدين وتطويرها قوبل بترحيب كبير من طهران على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
ولعل المتغيرات التى شهدتها الفترة الماضية تساهم فى توقع مسار أفضل ومختلف للعلاقات بين البلدين وفى مقدمتها التطورات فى الملف الأكثر إلحاحا لدى الطرف السعودى والذى طرحه منذ بدايات جولات الحوار هو انتظاره لدور إيرانى فى إنهاء الحرب فى اليمن خاصة أنها صاحبة الدور الأبرز فى دعم اليمن يومها تحجج الإيرانيون بأنها مع ما يقرره اليمنيون وأنها لا تستطيع ممارسة أى نفوذ وعلى الرياض التعاطى مع حزب الله اللبنانى صاحب النفوذ الأكبر عليهم مما ساهم فى عدم تحمس السعودية للسير باتجاه أى خطوات لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الفترة القادمة هى الأهم فاليمن ليس الملف الوحيد على طاولة الحوار بل الدور الإقليمى لإيران فى المنطقة خاصة فى الخليج وفى العديد من الساحات كالعراق ولبنان وسوريا ولعل الكشف عن إمكانية خروج الحوار من إطاره الأمنى إلى المستوى السياسى بمشاركة وزيرى خارجية البلدين فى الجولة القادمة ونقلها إلى سلطنة عمان كما تشير بعض التوقعات يمثل نقلة نوعية فى الحوار ويسمح بوجود تفاهمات على الأقل فى الحد الأدنى بشكل مؤقت حول الملفات الخلافية عبر القنوات الدبلوماسية بعد استئناف العلاقات المشتركة كل ذلك يمثل أملا فى رسم خريطة للمنطقة التى تسعى إلى «تصفير المشاكل»

حتى لا يُلدغ العرب من إيران مرتين!

بقلم/ شريف عبد الحميد
رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية

على الرغم من إعلان السعودية وإيران عن التوصل إلى اتفاق في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، برعاية صينية، فإن النظام الإيراني سيظل أكبر وأخطر تهديد لاستقرار المنطقة وأمن الخليج العربي، سواء بهذا الاتفاق أو بدونه. فليس من المنتظر أن يغيّر الملالي نهجهم العدواني التوسعي تجاه جيرانهم العرب، لمجرد أنهم وقّعوا على «اتفاق بكين»، الذي لا يعدو أن يكون مهربًا لإيران من عزلتها الإقليمية، ليس إلا!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ببساطة، هو: هل من الممكن أن يأمن العرب للجانب الإيراني، الذي لم يلتزم يومًا بعهد أو اتفاق؟
من يقرأ التاريخ، وليس هذا التاريخ منا ببعيد، يدرك جيدًا أن النظام الإيراني دأب منذ مجئ الخميني عام 1997 على إظهار وجهه القبيح لجيرانه العرب، الذين تربطهم بإيران وشائج الجوار والدين والإرث الحضاري المشترك. وكان من المفترض أن تؤدي هذه العوامل إلى صداقة عربية- إيرانية، قوامها التعاون لتحقيق مصلحة شعوب المنطقة. غير أن ملالي طهران دفعونا دفعًا إلى اعتبارهم ألدّ أعداء منطقتنا، والتوجس منهم، بعد ما ذاقته بعض دولنا العربية، ومنها العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، من إرهاب وويلات ومصائب على أيدي أصحاب «العمائم السوداء».
ومن المعلوم للكافة، أن إيران هي أكثر دولة على مر التاريخ، سعت إلى التدخل في شؤون المنطقة العربية، الأمر الذي أدى إلى تأزم العلاقات الإقليمية، وأسهم في اتساع دائرة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها.
لقد سلكت طهران في تنفيذ استراتيجيتها العبثية والتوسعية تجاه العرب طرقًا شتى، من التدخل المباشر في شؤون بعض الدول العربية، إلى خلق الميليشيات وفق أسس مذهبية، وزرع الخلايا الإرهابية النائمة في بعض الدول، للنيل من استقرارها عند الحاجة، وانتهاءً بتهديد إيران للسلم والأمن الإقليمي، من خلال برنامجها النووي وتطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وكذلك الطائرات من دون طيار، ناهيك عن تزويدها للميليشيات التابعة لها بالسلاح والعتاد العسكري.
ولقد كان صراع السعودية وإيران، سمة مركزية في المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط منذ عام 1979، وتنامى بصورة واضحة في السنوات العشر الأخيرة؛ نتيجة السلوكيات والسياسات الإيرانية العدائية والتدخلية في شؤون دول المنطقة الأخرى، حيث جذب هذا الصراع قوى محلية وجدت فيها إيران أذرعًا طرفية لها، تحقق من خلالها مصالحها ومآرِبها الخبيثة.
فهل يعني الاتفاق السعودي- الإيراني الأخير، أن تتوقف إيران عن كل هذه الممارسات العدوانية؟ وهل سيسلم «حزب الله» سلاحه للجيش اللبناني؟ وهل ستسمح إيران للبنان بأن ينتخب رئيسًا للجمهورية؟ وهل ستنسحب الميليشيات الشيعية من سوريا، وتتوقف إيران عن دعم المجرم بشار الأسد؟ وهل ستتوقف إيران عن التدخل في شؤون البحرين والكويت والعراق؟ وهل ستتوقف عن دعم جماعة «الحوثي» الانقلابية اليمنية ماليًا وعسكريًا؟!
كل هذه الأسئلة المشروعة، ستظل بلا إجابات شافية، حتى نرى بأعيننا شيئًا آخر مختلفا من النظام الإيراني، وهو أمر يبدو مستبعدًا في رأي كل المراقبين السياسيين، ممن يعلمون مخططات إيران الشيطانية تجاه أمتنا العربية.
إن هذا الاتفاق انتصار جيو سياسي كبير للصين، في منطقة نفوذ أمريكية، انتصار تاريخي لدولة لم يُعرف عنها سوى اهتمامها بالطاقة والتصدير، وطريق الحرير، والحزام والطريق. وسيكون الاتفاق انتصارًا للسعودية أيضًا، إذا ما عدلت ‎إيران عن مشروعها التوسعي، وعن برنامجيّها النووي والصاروخي، وميليشياتها، وأنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ويرى بعض المتفائلين، ممن لم يَخبروا العدوانية الإيرانية على مدار العقود الأربعة الماضية، أن تسوية الخلافات بين السعودية وإيران، سوف يساعد دول الإقليم على تجفيف بؤر الإرهاب، ومحاصرة تمويل الجماعات الإرهابية، والميليشيات وجماعات العنف، ولاسيما تلك التي تدعمها إيران أو تستخدمها في تهديد استقرار دول المنطقة الأخرى، الأمر الذي سوف يؤدي إلى دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
ولكن الحقيقة، التي لا مراء فيها، أنه لا شيء من هذه السياسات الإيرانية سوف يتغير، لأنها في صلب العقيدة الإيرانية، وأن ‏‎الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران جاء في وقت مهم للغاية، بحيث يخدم مصالح بكين وطهران معًا، فالصين ترى أن من مصلحتها خلال المواجهة الباردة مع أمريكا كسب أكبر عدد ممكن من الحلفاء واللاعبين الكبار إقليميًا، وضمان بقاء هؤلاء الحلفاء على مسافة من المحور الأمريكي الغربي.
أما إيران، فهي في وضع سياسي ضعيف، بعد دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتفاقم تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد ملالي طهران، لذلك كان هذا الاتفاق بمثابة «قبلة الحياة» لنظام على وشك الاحتضار، داخليًا وخارجيًا. فكان لجوء طهران إلى قبول المصالحة مع السعودية، هو مجرد إجراء تكتيكي، لتخفيف الضغط الناجم عن الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضد النظام في الداخل، ومواجهة الضغط الأمريكي والغربي من الخارج.
ولا جدال أن الاتفاق، يمثل فشلًا ذريعًا للسياسية الأمريكية في المنطقة، فخلال زيارته للسعودية في يوليو/تموز الماضي، أكد جو بايدن لزعماء الشرق الأوسط أن واشنطن لن «تبتعد وتترك فراغًا لكي تملأه الصين أو روسيا أو إيران»، غير أن سردية بايدن فيما يبدو لم تكن إلا محض أمنيات، لا تمس الواقع المتغير بشدة في الشرق الأوسط.
وفي الختام، لابد لنا من التذكير بأن إيران التي عرفناها على مدار 44 عامًا، وعانينا من عدوانيتها ومخططاتها معاناة مريرة، لن تتغير بين عشية وضحاها، وأن على العرب جميعًا الحذر كل الحذر، مما هو آتٍ، حتى لا يُلدغوا من جُحر إيران مرتين!
ونحن إذ لسنا أبدًا ضد المصالحة السعودية- الإيرانية، بل إننا ضد الخداع الإيراني المستمر. وهذا التحذير ليس كلامنا، بل هو كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حينما قال في حوار تلفزيوني: «لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ».

بين المحتل والحليف… ماذا يحتاج السوريون؟

بقلم/ هوكر نجار… كاتب وصحفي كردي
كثيراً ما توحد السوريون وشكلوا جبهة مقاومة شعبية لمناهضة الاحتلال وتحرير بلادهم من الاحتلالات، وربما هو ما يتطلبه الوضع اليوم .. جيوش عديدة متواجدة على الأراضي السورية والسوريون تائهون بين هذا محتل وهذا صديق وهذا حليف.
سوريا صاحبة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ تعرضت للعديد من الاحتلالات بدأت منذ عام 1516 بعد معركة مرج دابق على يد العثمانين .. الاحتلال الذي دام أربعة قرون واعتمد العثمانيون سياسة التتريك انتهى بقيام الثورة العربية الكبرى عام 1918، بتكاتف جميع السوريين.
وبعد انهيار حقبة العثمانيين الدموية تعرضت سوريا للاحتلال من قبل الفرنسين والبريطانين منذ بداية عام 1920 إلى نهاية عام 1946، وجرى ذلك بعد توقيع اتفاقيتي “سايكس بيكو ووعد بلفور”، فرنسا انتهجت النهج العثماني ولكن بطريقة أخرى، فقسمت سوريا لدويلات على أسس طائفية وعرقية ليسهل عليها التحكم بالبلاد.
احتفلت سوريا بالجلاء في الـ17 من نيسان عام 1946 بعد أن أثار عدوان فرنسا في 29 أيار 1945 ضجة كبيرة عرضته وقتها سوريا على مجلس الأمن الذي قرر إجلاء الفرنسيين من سوريا ولبنان.

الشعب السوري انتفض عبر تاريخه ضد القوى الأجنبية المحتلة
وخلال عمليات التحرير للأراضي السورية ظهر قادة كثر، كان الدور الأبرز لبعض القادة الكرد وفي مقدمتهم “يوسف العظمة” الذي قاد معركة ميسلون، فيما قاد الثورة السورية الكبرى أربعة أشخاص حل في مقدمتهم أيضاً الكردي إبراهيم هنانو والدرزي سلطان باشا الأطرش.

https://alshamsnews.com/2022/01/10-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%81%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7.html

جيوش عدة دول دخلت سوريا منذ عام 2011 وتتحكم بقرار بعض الأطراف السورية.

وتعيش سوريا منذ عام 2011 أزمة خلفت ورائها مئات الآلاف من الضحايا ولا تزال مستمرة، بسبب التدخلات الخارجية التي تعمل على تمرير أجنداتها ومخططاتها، حيث يتواجد حالياً داخل الأراضي السورية أربعة قوى دولية وهي “أمريكا وروسيا وإيران وتركيا”.

لماذا يعتبر السوريون بعض الدول محتلة وبعضها حليفة أو صديقة ؟
حكومة دمشق وإلى جانبها حلفائها الروس والإيرانيين يرون في التحالف الدولي بقيادة أمريكا بأنها محتلة، ويتخذون دعم التحالف لقوات سوريا الديمقراطية التي انتهجت منذ بداية الأزمة الخط الثالث حجة لهم، إضافة إلى قول دمشق بأنها دخلت الأراضي السورية وبنت قواعد فيها دون أخذ الأذن منها، وهي ترى في الوجود الروسي والإيراني شرعياً لأنها طلبت منهم دخول سوريا.
كما ترى حكومة دمشق أن تركيا أيضاً دولة محلتة، فهي من دعمت أكبر التنظيمات الإرهابية في سوريا وفي مقدمتها “داعش” التي انتهى وجودها الجغرافي في سوريا على يد من انتهج الخط الثالث لحماية سوريا من التقسيم، حيث فتحت تركيا حدودها وسمحت لآلاف الإرهابين بالعبور إلى الأراضي السورية، كما شكلت العشرات من الكتائب والفصائل تحت أسماء طافية ودعمتها لمحاربة قوات حكومة دمشق والإدارة الذاتية.

أخطر المحتلين من يمارس التغيير الديمغرافية ويمحو الهوية السورية
وفي ظل المحرقة السورية واختلاف السيطرة على مدنها ومناطقها وحسب المعطيات التي تجري على أرض الواقع داخل المناطق التي تسيطر عليها هذه الأطراف الأربعة، يظهر بأن المحتل الأبرز والأخطر هو تركيا، ويستند ذلك إلى الكثير من الأمور ومن أبرزها رفع العلم التركي في المناطق المحتلة، وفرض اللغة التركية واعتبارها اللغة الرسمية، وإلغاء التعامل بالعملة السورية واتخاذ الليرة التركية كعملة أساسية، إضافة إلى بناء العشرات من المستوطنات لتغيير ديمغرافية تلك المناطق وإعلان المكون التركماني المسيطر عليها.

أين السبيل لتحرير سوريا من القوى الأجنبية المحتلة ؟
وفي ظل ما تعيشه سوريا من قتل وتدمير وتغيير للديمغرافية ولسد الطريق أمام التقسيم وإنهاء الاحتلالات يتوجب على السوريين الجلوس إلى طاولة حوار واحدة لا يتواجد عليها سوى السوريين غير المرتبطين بأطراف خارجية ولا يأتمرون بأوامرهم .. وهذا ما دعت إليه الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية مراراً وتكراراً وعقدوا عشرات الاجتماعات والمؤتمرات لتشكيل جبهة شعبية سورية موحدة للوصول بسوريا إلى بر الأمان.

https://alshamsnews.com/2022/01/14-%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d8%af-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82.html

أهمية تشكيل جبهة مقاومة شعبية سورية في وجه الاحتلالات
وتكمن أهمية هذه الجبهة في وضع حد للأزمة المستمرة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، وأدخلت السوريين في دوامة حرب أهلية أصبحوا فيها وقوداً للقوى الدولية التي تسعى إلى إنشاء أنظمة تخدم أجنداتها وتحمي مصالحها تحت شعارات وأهداف ووعود ليس لشعوب المنطقة فيها لا ناقة ولا جمل .. وستضع حداً لكافة المشاكل العالقة في البلاد وفق منظور داخلي لكل مكون حقه في العيش بحرية وكرامة وبنفس السوية من الحقوق والواجبات.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a9-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%b4%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%83%d9%88%d8%b1-%d8%aa%d8%ac%d8%af%d8%af-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a7.html

عودة الإرهاب التركي..تفاصيل خطة أردوغان لتنفيذ الميثاق الملي على جماجم الكرد

تحليل تكتبه/ليلى موسي ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية بالقاهرة

منذ العملية الأخيرة لدولة الاحتلال التركي تحت مسمى نبع السلام 2019م، والتي تم بموجبها احتلال سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) حينها، لم تتمكن دولة الاحتلال التركي من تنفيذ عمليتها الهادفة إلى احتلال كامل الشريط الحدود الشمالي. بسبب الاعتراضات الشعبية والمظاهرات التي عمّت العديد من الدول حول العالم، والضغط من المجتمع الدولي إلى جانب الاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا، والاتفاقية ما بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا لقطع الذرائع أمام دولة الاحتلال التركي عبر تواجد لقوات الجيش السوري على الشريط الحدودي.
تركيا بين الفينة والأخرى تجدد تهديداتها بشن عملية عسكرية بذريعة محاربة الإرهاب وحماية أمنها القومي، عبر القصف المستمر تارة، والاستهدافات عبر الطائرات المسيرة تارة أخرى، واستخدام مختلف الوسائل الاستفزازية لجر قوات سوريا الديمقراطية إلى مستنقعها.
حيث كانت المطالب التركية لشن العملية العسكرية على الشمال السوري حاضرة في جميع المحافل الدولية ونقاشاتها مع الدول الفاعلة في الأزمة السورية، لكنها لم تستطع إقناع المجتمع الدولي للقيام بالعملية، ودائما ما كانت يواجهها الرفض.

تفجير إسطنبول
وعندما استنزفت جميع أوراقها التي بحوزتها لإقناع المجتمع الدولي، افتعلت تفجير اسطنبول الإرهابي، واتهام قوات سوريا الديمقراطية بالضلوع فيه.
شاهدنا التصريحات التركية كيف أنها كانت في حالة تخبط واضحة تارة تقول بأن منفذة التفجير تلقت تعليماتها من كوباني وترة أخرى من قامشلو، وأنها دخلت إلى تركيا من عفرين (المحتلة تركياً) لتدلي أحلام البشير أمام المحكمة بأنها دخلت من منطقة الباب (المحتلة تركياً).

بالرغم من هزلية مسرحية التفجير التي صدّرتها تركيا للعالم، ومن دون تقديم أية أدلة تثبت صحة ادعائها، لتتمكن من خلالها اقناع المجتمع الدولي برواياتها المفبركة وهي ذاهبة إلى قمة العشرين.
يبدو أردوغان يتحضر لاجتماع أستانا من المزمع عقد في 22 و23 من الشهر الجاري وفي جعبته أوراق ضغط، لذا منذ ليلة الأمس بدأ بقصفه الهمجي على كامل الشريط الحدودي من ديرك إلى كوباني والشهباء مخلفاً ضحايا من الشهداء والجرحى من العسكريين والمدنيين وتدمير البنى التحتية.
قصف لا يميز بين مدني ولا عسكري، كما أنه استهدف نقاط للجيش السوري مخلفاً ضحايا، إلى جانب استهدافها للإعلاميين لمنعهم من نقل الحقيقة إلى العالم، حيث أن القصف تسبب بإصابة مراسل قناة ستيرك الفضائية محمد الجرادة، واستشهاد مراسل وكالة هوار للأنباء عصام عبد الله، وتدمير كلي لمشفى كورونا في مدينة كوباني.

مشروع الميثاق الملي
دولة الاحتلال التركي ماضية في سياساتها الاحتلالية لتنفيذ مشروعها “الميثاق المللي”، هذا المشروع لن يتحقق إلا عبر جماجم شعوب المنطقة وتفريغها من سكانها الأصلاء.
حيث أنها وبعد فشل مساعيها من تنفيذ مشروعها عبر أدواتها من التنظيمات الإسلاموية الإرهابية وبشكل خاص تنظيم داعش الإرهابي، تدخلت عبر الاحتلالات المباشرة.
يبدو حتى في تدخلاتها المباشرة لن تتمكن من تثبيت تواجدها إلا من خلال التنظيمات الإسلاموية والعمل على شرعنة تلك التنظيمات، لذا شاهدنا مؤخرنا كيف أنها سلمت عفرين والباب إلى تنظيم جبهة النصرة المدرجة على لوائح الإرهاب والعمل على توحيد فصائلها تحت لواء جبهة النصرة.
واليوم نشاهد كيف أنها تنتقم من مدينة كوباني التي انتصرت على إرهاب داعش ومنها كانت البداية للقضاء على ما تسمى بدولة الخلافة في بلاد الشام والعراق، وتعمل على زعزعة أمن واستقرار عبر ترهيب وترويع المدنيين ودفعهم إلى الهجرة. بما يسهل ويساعد على تنشيط خلايا التنظيم، وتكون فرصة لتحرير عناصر التنظيم من المخيمات والسجون في مناطق شمال وشرق سوريا. كما فعلت أثناء الهجوم على سجن الحسكة، وكما اتضح لنا أثناء حملة الأمن والإنسانية التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات التحالف في مخيم الهول، حيث كانت ثمة تحضيرات للعمل على فرار عوائل التنظيم من حفر للأنفاق ومعدات عسكرية تثبت تورط تركيا في ذلك.
يبدو تركيا مصرة في الحفاظ على التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري لأنها صمام الأمان لتنفيذ أجنداتها الاحتلالية في سوريا، وضمان بقاء هذه التنظيمات لن يكون وفق الاستراتيجية التركية إلا من خلال إقامة دويلة إسلاموية إرهابية في الشمال السوري والقضاء على الشعوب والقوات التي قضت على الإرهاب وكانت السبيل في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af-%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d8%ad%d9%8a-%d9%81%d9%89-%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%b9%d9%84.html

https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%a8%d8%b0%d8%b1%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a5%d8%b3%d8%b7%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%ae%d8%b7%d8%b7-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%aa.html

حرب الأقلام المسمومة على إقليم كردستان

بقلم / نعمان سليم خان الزيباري


الكرد في إقليم كردستان ليس لديهم ما يخفونه فهم يعلنون على رؤوس الأشهاد ولأكثر من عقدين من الزمن أن إقليم كردستان أمر واقع وليسوا منشقين عن العراق الفيدرالي وأفعالهم في هذا السياق تدل على أقوالهم ويعلنون رفضهم القاطع للعودة الى شروط ونمط العيش الى ما قبل انتفاضة ١٩٩١ لأنها إحدى أهم مكاسب الحركة التحررية الكردية، وقد أغلقت الأبواب وإلى الأبد أمام مسلسل الكوارث والمحن والإبادة الجماعية وإلغاء تاريخ وجغرافيا وثقافة الشعب الكردي في الماضي.

ورغم قطع الميزانية ورواتب الموظفين في إقليم كردستان في الحاضر على أيدي عربية الانتماء أجنبية الهوى وعنصرية التوجه، وبالرغم عن كل هذا العداء فإن حكومة الإقليم تعلن بصراحة أنها ستستمر في تقوية أواصر الأخوة والتعاون على الصعيد الوطني والاجتماعي والاقتصادي والقضائي والثقافي والسياسي التي تفتقر إليها الحكومة المركزية في بغداد ضمن إطار ثقافة وطنية خالية من جميع عقد التخلف والاستعلاء ومنفتحة بشكل مطلق على العطاء الوطني والإنساني.

أصبح إقليم كردستان الوعاء الذي يستوعب جميع الثقافات وخلوها من جميع أنواع العنف والتعصب القومي ومليئة بالأقلام الخضراء التي بشرت وتبشر بثقافة التوافق والتفاهم والتحاور حول نقاط وأوجه الخلافات.

إنني ككردي أُجزم أن ثمة أقلام منحرفة ومأزومة في بغداد ما زالت مؤمنة بتجريد الشعب الكردي من جميع حقوقه الدستورية ولكن هيهات فللتاريخ والواقع منطقاً آخر فالرياح لا تأتي بما تشتهيه سَفَنٌ هدفهم الرئيسي إغراق ما عليها.
وكان الأجدر بتلك الأقلام الغير وطنية أن توجه رؤوس أقلامهم إلى الأعداء الحقيقيين للشعب العراقي بدلاً من التقوقع لحد التحجر في شرنقة طائفية عنصرية متآكلة لا يمكنها الوقوف على قدميها لأنها أصلًا منخورة العظام وتفتقر الى سيقان.
حكومة إقليم كردستان ماضية في بناء ذاته والبنى التحتية رغم أنف المٱزومين والدليل على ذلك الفارق الشاسع والواسع والكبير بين التنمية والتطور المستدام على كافة الأصعدة والمستويات في الإقليم وباقي مناطق العراق الفيدرالي وإن لم يكن كذلك فكيف تبرر بغداد بالتعامي على الواقع نهائياً والدخول في عالم التخيلات الاستعلائية المستسقاة من ظلامية الأنظمة الدكتاتورية للنظر من خلالها إلى الحاضر الراهن ومحاولة إعادته بالقوة الى الماضي وما هم بقادرين على ذلك.

فى ذكراه الخامسة.. استفتاء كردستان ومشروعیته..حكاية حلم لن يموت

بقلم/نعمان سلیم خان نعمان الزیباري

استفتاء إقليم كردستان في ٢٠١٧/٩/٢٥ كان لجوء سلطة الإقليم لمعرفة رأي الشعب الكردستاني بالقبول أو الرفض بخصوص قضية حق تقرير مصيره وكانت الغاية منها هو الوقوف على رغبة المواطنين في قضية تتعلق بمستقبل شعب كامل الذي يختلف مع الشعوب العراقية الأخرى دينياً وفكريا والذي عانى ولا يزال يعاني اضطهادا عرقياً واقتصاديا.
والجميع على يقين بأن الاستفتاء الذي أجرته القيادة الكردستانية قبل ستة أعوام ودعَّمه الكردستانيون بحفاوة للحصول على تفويض من الشعب في قضية تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة بقيادة فخامة الرئيس والمرجع مسعود بارزاني الذي وضع جل طاقاته وجهوده من اجل حق تقرير المصير للشعب الكردستاني في إقليم كردستان ودار وجال بين الدول العالمية ليعرض قضية شعبه المظلوم على رؤساء دول العالم حتى كسب ثقة الأعداء قبل الأصدقاء والذي أصبح أول وأجرأْ شخصية كردستانية على مر تأريخ الحركة التحررية الكردية حيث نقل قضية الاستقلال من الأدبيات الثورية للحركة التحررية الكردية إلى مستوى الإعلام العالمي وجعلها عملياً حديث كبار حكومات ومدن العالم المتحضر.
وكما تعود الشعب الكردي دائماً عندما يكون الموضوع متعلقاً بحريته واستقلاله فإن الدول المحتلة لكردستان مهما تكن مختلفة فيما بينها تتوحد وتتفق بالتنسيق فيما بينها على اتخاذ إجراءات مضادة خشية امتداد النزعة الانفصالية الى دولهم ولكن هيهات هيهات فإن الضغوطات الدولية والمشاكل الداخلية والأزمة المالية والتهديدات الأمنية والعسكرية داخلياً وخارجياً لم تكن لتصبح عائقاً أمام صلابة إرادة الكردستانيون .
ووصلت المشاركة ذروتها لنجاح استفتاء الاستقلال ولكن ما ربحناه في الحرب ضد أعته منظمة إرهابية ( داعش )، للأسف فقدناه في السياسة بعد اتفاق إقليمي (١٦ أكتوبر) وهشاشة الصف الكردي وسهولة اختراقه من قِبَل المتأزمين في بغداد بسبب وجود ذيول وسفهاء سياسيين داخل الصف الكردي الذين مهدوا الطريق لميليشياتهم أن تنجح وتسيطر على المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان ومحاصرة الإقليم عن طريق الحظر الجوي والبري ومحاولة ضرب حكومة الإقليم وفرض مزيد من الضغوطات عليها ولولا ذلك الاتفاق المشؤوم والعار الذي ألحقوه بالكرد من قِبَل أولئك السفهاء والأحداث التي تلتها لكان شعب كردستان يعيش في ظروف غير التي عاشها بعد تلك الأحداث.
ونقول للقاصي والداني بأن الأصوات النقية التي علت عالياً من أجل الاستقلال بنسبة اكثر من ٩٣٪؜ ووصلت الى كل الشعوب والدول على أرجاء المعمورة أصبحت البطاقة الرابحة بيد الشعب التي لن ولن تنتهي مفعولها الى الأبد وسوف يثمر يوماً ما وسيحقق شعبنا الكردستاني أهدافه المشروعة والمقدسة في التنعم بدولته المستقلة وتحقيق حلمه الذي ناضل وقدم بحوراً من الدماء من أجله لعقود.

من “الياسمين” إلى “جدائل مهسا أميني” ما المفارقة؟

بقلم/ آلان معيش – إعلامي كردي سوري
بدأت ملامح التغيير بالظهور من إشعال محمد البوعزيزي النيران في جسده احتجاجاً على البطالة وانعدام مقومات الحياة في تونس، فتحولت أصوات التهام الحريق لجسده وانحلال عظامه أمام الشعب التونسي، إلى إطلاق ثورة الياسمين ضد النظام الحاكم عام 2010. فثار الشعب المصري واحتج في ميدان التحرير إلى أن بدأت مجموعات في ليبيا بمحاربة حكومة معمر القذافي فوصلت الأصوات إلى اليمن ومن ثم رأينا كتابات على جدران محافظة درعا تطالب بإسقاط النظام السوري.
عندما نتعمق بمضمون هذه الثورات سنجد إسقاط النظام وتغييره وكتابة دساتير جديدة للبلاد وتوفير فرص عمل وتحسين الحالة الاقتصادية للمواطنين، أبرز أهدافها، فلم نسمع عن نظرية أخرى غير ذلك.

فماذا خلفت هذه الثورات، وكيف أصبح حال الشعوب داخل هذه البلاد وما هو السبب؟

ببساطة، فقد تحولت تلك البلاد إلى ملك “للغريب” اي دول أخرى أصبحت مهيمنة بداخلها، وبدأت تفتك بالشعوب وكأنها ميدان لتجربة الأسلحة، وأصحاب الأرض أصبحوا مهاجرين، والمهرب استلم رتبة أقوى سلطة لأنه يستطيع تخليصهم من كابوس ثورتهم التي لم تعد توفر لهم لا المال ولا الوقود ولا الطعام، ولم تحمي أطفالهم من القتل والقصف ولا منازلهم من الدمار والخراب، والمحيطات ابتلعت أبناء الثورة وهم على طريق الهروب! الهروب مِن مَن؟ من المجموعات الإسلامية والراديكالية المتطرفة التي خلفتها تلك الثورات، كيف ولماذا؟ بسبب خروج المظاهرات أيام الجمعة فقط وحُصرت في الجوامع فقط، أي لم تشمل جميع أطياف الشعب! ينادون “الله وأكبر” و”بالذبح جيناكم”، وبعد توليهم حكم مدينة واحدة فقط، بات التطرف يندثر من الجدران والشوارع وأصبحت حرية التعبير كلمة ربما تأتي في الأحلام فقط! من السبب؟ أبناء تلك البلاد أنفسهم! لأن ثوراتهم لم تكن فكرية، وانتهجوا فكرة حمل السلاح ولم يطالبوا بتغيير طريقة وفكر الحكم، بل طالبوا “بكرسي الرئاسة”. وهنا، القوي سيحكم البلاد! وكان القوي قاتل وإرهابي وإسلامي!
في هذه المرحلة ظهرت جدائل مهسا أميني الكردية الإيرانية التي هزت عرش النظام الملالي الإيراني ووصل اسمها إلى جميع أنحاء العالم في غضون أيام.
لماذا؟ لأنها انتفاضة فكرية، حاربت الفكر المتطرف الراديكالي الذي فرضه قائد الثورة الإسلامية آية الله علي الخامنئي.

تمكنت مهسا أميني التي قُتلت على يد شرطة “الأخلاق” لظهور جدائل من شعرها، من إثارة المطالبة بالتحرير من هذه الأنظمة التي تعتبر المرأة ضلعاً قاصراً لا تنفع سوى للجنس والأعمال المنزلية، وتجد في شعرها “عورة” تثير مشاعر “الرجال”.
المفارقة بين الثورات وانتفاضة “مهسا أميني” هي التوجه، طرف ذهب إلى أحضان التنظيمات الإسلامية وجعل منها سلطة الأمر الواقع، وطرف يحارب فكرها.

اليوم نسمع شعار “المرأة، الحياة، الحرية” في شوارع إيران، إنما في بلاد ثورات “الربيع العربي” ما زالوا يستعبدون النساء ويحاربون حريتها.
وبالعودة إلى الشعار الذي تطلقه النساء في إيران (المرأة، الحياة، الحرية) نستطيع أن نجد ثورة روجافا/شمال وشرق سوريا منذ عام 2011، فهي أول من انتهجت هذا الهدف، وأسست قوة خاصة بالمرأة وحاربت الذهنية الذكورية وفعّلت دور المرأة على جميع الأصعدة، وأطلقت على نفسها “ثورة المرأة” وعرفها العالم بهذا الاسم، وتمكنت من تأسيس إدارة ذاتية خاصة بها وفتح العالم أبوابه لها، على عكس الطرف الآخر (المعارضة) التي ادعت إسقاط النظام وطالبت بكرسي الرئاسة ولم تفرض فلسفة أو فكرة جديدة تختلف عن النظام الحاك، بل وأصبحت مناطقها بؤرة للفصائل الإرهابية وساحة للقتل والخطف والذبح.
فهل ستنتصر انتفاضة “جدائل مهسا أميني” على “الخامنئي”؟ أم أن دول الغرب ستحول الانتفاضة إلى حرب مفتوحة وتصنع مجموعات مسلحة وتلحقها بأصدقاء ثورة “الياسمين؟!

أربعون عاما على المذبحة..مجزرة صبرا وشاتيلا.. والعدالة المفقودة

بقلم/ د. محمد أبوسمرة – رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني

أربعون عاماً كاملةً بالتمام والكمال، مرت على ارتكاب “الوحوش البشرية”، من المليشيات المارونية اللبنانية المجرمة العميلة للعدو الصهيوني المتوحش المجرم، لأبشع مجزرة شهدها العالم والتاريخ البشري الحديث والمعاصر، ضد الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني المدنيين وأشقاءنا اللبنانيين في مخيمي صبرا وشاتيلا ومحيطهما، منتصف شهر أيلول/ سبتمبر١٩٨٢، فارتقى الآلاف من المدنيين الأبرياء العُزَّل الفلسطينيين واللبنانيين، وفقدت آثار ما لايقل عن عشرة آلاف إنسان فلسطيني ولبناني، مازال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم..
أربعون عاماً على مجزرتي مخيمي صبرا وشاتيلا، مرت، دون أن تتم محاكمة أي من المجرمين من مرتكبيها، ومن قادة الميلشيات المارونية اللبنانية العميلة، وقادة وجنرالات وضباط وجنود العدو الصهيوني المجرم المتوحش، وكل المتورطين في المجزرة الوحشية البربرية..
وإنَّ هاتين المجزرتين الوحشيتين، هي امتداد طبيعي لكافة المجازر الوحشية البربرية النازية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية الصهيونية النازية المتوحشة ضد شعبنا الفلسطيني، منذ منتصف القرن التاسع عشر، وحتى الآن، وهي شاهد رئيس على إرهاب الدولة المنظم، والجرائم ضد الإنسان، وجرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين الأبرياء العُزَّل من أبناء شعبنا الفلسطيني وأشقاءنا اللبنانيين والسوريين والمصريين والأردنيين، وضد كل عربي ومسلم كان ضحية العدوان والإحرام والتوحش والإفساد والعلو الصهيوني من الخليج إلى المحيط..
وإن عدم محاكمة كافة مجرمي الحرب الصهاينة وقادة وعناصر الميلشيات اللبنانية المارونية العملية، الذين ارتكبوا مجزرتي صبرا وشاتيلا وتحملهم المسؤولية الكاملة عنهما، لدليلٌ على اختلال موازين ومعايير العدالة لدى المؤسسات الأممية، ولدى العالم الظالم، الذي مازال يقف مناصراً وداعماً للمشروع والعدو والكيان الصهيوني.. ولكننا على يقين مطلق، بأنَّه مهما طال الزمن، فلابد وأن يأتي اليوم الذي تتم فيه تقديم كافة المجرمين المتوحشين القَتَلَة للمحاكمة العادلة، وحقنا وحقوق شهداءنا المظلومين لن يسقط أبداً بالتقادم..

Exit mobile version