منذ إعادة تشكيل الشرق الأوسط ورسم الخارطة السياسة الجديدة وفق الاتفاقية الشهيرة “سايكس/ بيكو” سنة 1916 التي كانت سرية بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، وتم فضحها من جانب روسيا بعد انتصار الثورة الاشتراكية فيها سنة 1917، تقوم وريثة الإمبراطورية العثمانية (الدولة التركية) بالسعي والعمل من أجل إعادة احياء العثمانية من جديد. فمع انهيار السلطنة العثمانية (الرجل المريض) وتقاسم تركتها بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى (1914 / 1918) والتي وقفت فيها السلطنة الى جانب دول المركز (المانيا، النمسا، المجر، بلغاريا) ضد دول الوفاق (بريطانيا، فرنسا، روسيا، إيطاليا، اليونان، رومانيا، البرتغال، والولايات المتحدة الأمريكية)، هذا الوقوف الخاطئ من جانب السلطنة العثمانية كلفها الكثير وخسرت معظم الأراضي التي كانت قد استولت عليها.
المشاركة في الاحلاف
شاركت الدولة التركية عبر تاريخها الممتد لمائة عام تقريباً، في الكثير من الاحلاف العسكرية والسياسية والأمنية وجميعها كانت معادية للدول العربية وللقضية الكردية على حد سواء. فقد شاركت في ميثاق تم توقيعه في قصر “سعد آباد” في العاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 8 تموز 1937 وضم الى جانبها إيران والعراق وأفغانستان وهو ميثاق عدم اعتداء استمر لخمس سنوات. انضمت تركيا بشكل رسمي الى حلف (شمال الأطلسي) الناتو في 19 شباط 1952 وتعتبر أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل. كما أنها انضمت الى حلف بغداد الذي تم تأسيسه خلال فترة الحرب الباردة في 24 شباط 1955 للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وكان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة من العراق وتركيا وإيران وباكستان.
توقيع الاتفاقات الأمنية
وقعت الكثير من الاتفاقات الأمنية خاصة مع الأنظمة الحاكمة على كردستان (إيران، العراق، سوريا) فنظام الشاه كان معها في حلف واحد وكان حليف الأمريكان وكان يلعب دور الشرطي الأمريكي في المنطقة لحماية إسرائيل وبعد انتهاء دوره والاتيان بالخميني من باريس على متن طائرة فرنسية والظهور بمظهر ثورة شعبية عارمة ضد النفوذ الأمريكي وما أعقبه من أحداث وظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أصبحت تركيا هي من تلعب دور الشرطي الأمريكي وحماية إسرائيل فعلياً بينما في الظاهر بدت وكأنها محررة القدس وداعمة رئيسية للفلسطينيين وقضيتهم. (حرب إسرائيل على غزة الآن نموذجاً). وقعت اتفاقات أمنية مع عدوها اللدود (إيران الشيعية) لمحاربة حزب العمال الكردستاني كما وقعت اتفاقات مع حكومتي البعث بشطريها العراقي والسوري لنفس الغاية والتوغل لمسافات في أراضي الطرفين.
الاعتداءات المستمرة
منذ فشل مفاوضات السلام التي كانت تجريها حكومة أردوغان مع القائد عبد الله أوجلان في سجن امرالي خلال أعوام 2013، 2014، 2015، كانت حدود شمال وشرق سوريا هادئة وحركة العبور من والى الطرفين تمر بسلاسة ودون وجود أية مصاعب أو عراقيل. حتى أن المواطنون كانوا يعبرون الى الطرف الآخر عن طريق البطاقة الشخصية فقط، دون الحاجة الى جواز سفر أو إجراءات أخرى.
لكن مع وصول المفاوضات الى طريق مسدود واعلان فشلها، وتصاعد الحرب بين الطرفين وحصار المدن ومقتل وجرح الالاف من المواطنين وقصف البلدات والمدن المنتفضة بالطائرات والمدفعية والدبابات (جزرة، شرناخ، سور آمد، نصيبين، سلوبي) وغيرها توجهت الفاشية التركية الى القيام بتنفيذ عمليات هجوم وتدخلات واسعة النطاق داخل الأراضي السورية خلال فترات متفاوتة احتلت خلالها الكثير من الأراضي السورية.
التدخلات في الشمال السوري “درع الفرات” 2016
أولى العمليات الكبيرة التي قامت بها دولة الاحتلال التركي ضد سوريا وعلى وجه الخصوص الشمال السوري جرت في 24 آب 2016 تحت اسم “درع الفرات”. جاءت هذه العملية بهدف قطع الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية التي الحقت الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي في كوباني وكان في طريقه لتحرير بقية المناطق لوصل مقاطعة كوباني مع مقاطعة عفرين. وقد صرّح بذلك علناً وزير الدفاع التركي حينها فكري ايشيك بالقول: ” إن الأولوية الاستراتيجية لتركيا هي منع الأكراد من الربط بين ضفتي نهر الفرات”.
“درع الفرات” لم تكن أبداً عملية عسكرية وبحسب الكثير من المحللين والمتابعين للمشهد وقتها، كانت عملية استلام وتسليم، وربما أكثر من ذلك فقد خلع عناصر داعش ملابهم ولبسوا لباس مرتزقة ما كانت تسميهم تركيا بالجيش الحر. هكذا جرت الأمور في جرابلس واعزاز. “غصن الزيتون” 2018
العملية العسكرية الكبرى الثانية التي قامت بها تركيا كانت تحت مسمى “غصن الزيتون” والتي بدأت في 22 كانون الثاني 2018 والهدف منها احتلال مدينة عفرين الكردية في شمال سوريا. كالعادة؛ قالت تركيا بأن العملية جاءت من أجل “حماية أمنها القومي والقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية وتسليم المدينة الى سكانها” على حد تعبيرها.
رغم القصف الجوي الكثيف من جانب تركيا، واستخدامها لكافة الأسلحة الموجودة في ترسانة الناتو ضد القوات المدافعة عن عفرين، فقد صمدت هذه القوات وقاومت الغزو لمدة 58 يوماً في بطولة منقطعة النظير وأمام أنظار العالم. معركة غير متكافئة بين ثاني أقوى جيوش الناتو وعشرات الالاف من المرتزقة في مواجهة بضعة ألاف من المقاتلين من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا. وبعد مضي هذه الأيام، وخوفاً من حدوث مجازر وإبادات بحق الأهالي خرج المقاتلون من عفرين لبدء المرحلة الثانية من المقاومة والتي ما تزال تقودها “قوات تحرير عفرين” التي تكبد العدو المحتل ومرتزقته الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات.
لماذا عفرين؟
كما ذكرنا سابقاً كان الهدف من هذه العملية احتلال عفرين، كونها المنطقة الكردية العرقية المعروفة منذ القديم ب “جياي كورمينج” يعني جبل الكرد. الكرد يشكلون ما نسبته 95 % من السكان في المنطقة. وكانوا لا يزالون يحافظون على التراث والعادات والتقاليد الكردية العريقة، يتحدثون اللغة الكردية مع القليل من المفردات التركية.
عفرين تضم الكثير من الآثار الكردية العريقة ومناطقها ونواحيها تشتهر بذلك وهي جزء لا يتجزأ من روج آفاي كردستان. ومع انشاء الإدارة الذاتية فيها بتاريخ 29 /1/2014 تطورت كثيراً وحدثت فيها تغيرات إيجابية كثيرة حيث تم فتح جامعة عفرين ومشفى آفرين والكثير من الخدمات والمنشآت الحيوية لحياة الأهالي هناك بالإضافة الى دعم المواهب الشابة في مجال الثقافة والفن والتراث الكردي العريق.
“نبع السلام” 2019
ثالث العمليات كانت في التاسع من تشرين الأول 2019 والتي بموجبها احتلت تركيا كلا من سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض). هذه العملية التي اختارت السلطات الفاشية التركية توقيتها بدقة وفي نفس اليوم الذي بدأت فيه المؤامرة الدولية على القائد أوجلان في العام 1998. أتت العملية بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا شرق الفرات، الأمر الذي كان بمثابة ضوء أخضر أمريكي للقيام بهذا الغزو.
كما أن روسيا استغلت الأمر من خلال سعيها للتمدد الى شرق الفرات وحدث ذلك حيث اضطرت قوات سوريا الديمقراطية الى عقد اتفاق معها تسمح بموجبها لقوات حرس الحدود السورية بالدخول الى الشريط الحدودي وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية بأسلحتها الثقيلة لمسافة 30 كم عن الحدود الى جانب تسيير دوريات مشتركة بين القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية على سائر الشريط الحدودي بعمق 5 كم باستثناء قامشلو.
الخاتمة
بطبيعة الحال؛ لم تتوقف تركيا عن الاعتداءات والهجمات المتكررة بحق المناطق السورية عموماً وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص. التغيير الديمغرافي الذي تقوم به خاصة في عفرين والتهجير القسري للسكان الباقين والاعتداءات والتجاوزات والاعمال الإجرامية التي يرتكبونها بحق الأهالي، كل هذه الأعمال الوحشية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها تهدف الى ضم هذه المناطق المحتلة الى أراضيها مثلها مثل لواء اسكندرونة. وقد ذكر أردوغان وأزلامه هذا الأمر أكثر من مرة في تأكيدهم على إعادة إحياء الميثاق الملي وضم مناطق (حلب، الجزيرة، الموصل، كركوك).
تتسع دائرة الحروب في الشرق الأوسط وتستعر فيها النيران المشتعلة والتي تأتي على الأخضر واليابس. هذه الحروب التي تغذيها النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والتي هي نتاج الدولة القومية التي أنشأتها وأقامتها قوى الهيمنة العالمية في هذه المنطقة. لكن شعوب الشرق الأوسط أصحاب الحضارات العريقة وأصحاب الفكر الحر والعيش المشترك منذ الأزمان السحيقة. لم يقبلوا هذه الاملاءات من الخارج ولم يخضعوا للاستعباد والاحتلال. فرغم مرور 500 عام انتفضوا في وجه الاحتلال العثماني وتحرروا منه ومن بعده تحرروا من الاستعمار الأوروبي الذي جاء تحت مسمى “الانتداب”.
ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من حرب شاملة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة خاصة في مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا يندرج في إطار سياسة الإبادة التي تمارسها وريثة العثمانيين والساعية الى إعادة احياء “الميثاق الملي” واحتلال الأراضي السورية والعراقية (حلب، الجزيرة، الموصل، وصولاً الى كركوك). وهي تقوم بذلك بالفعل. استهدافها للبنية التحتية هو جريمة حرب ضد الإنسانية، واستهدافها لمركز تدريب قوات مكافحة الإرهاب التابع لقوات سوريا الديمقراطية وسقوط 29 شهيداً، يأتي في سياق سعيها لنشر هذه الآفة بين شعوبنا وتدمير الأجيال من خلال الإدمان على المخدرات.
لا يغيب عن بالنا أنه خلال هذا الشهر وفي التاسع منه سنة 2019 قامت دولة الاحتلال التركي باحتلال سري كانية (راس العين) وتل أبيض وهجّرت عشرات الالاف من الأهالي كما قام مرتزقتها باستهداف الامينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف في 12 تشرين الأول على الطريق الدولي بين الرقة والحسكة.
الأوضاع السائدة الان مفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة في ظل الحرب المفتوحة بين حركة حماس وإسرائيل والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا.
نفاق عالمي
إسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والعالم يتضامن مع إسرائيل! يا للعجب بينما نرى أردوغان يتباكى على أطفال غزة بينما تقوم قواته المحتلة بقتل الأطفال السوريين في شمال وشرق سوريا وتدمر مقومات الحياة!
بالأمس لفت انتباهي موقف جماهير إنكليزية وايطالية في ملعب رياضي كانت ستجري فيه مباراة بين فريقين أحدهم إنكليزي والآخر إيطالي حيث طلب القائمون على المباراة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح قتلى إسرائيل دون ذكر شهداء الشعب الفلسطيني مما اثار موجة من الاحتجاج والصخب والصفي بين الجماهير.
كما جرى خلال القاء المندوبة الأمريكية في لجنة حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة أن قام قسم كبير من الحاضرين بإدارة ظهرهم للمندوبة الأمريكية في موقف احتجاج على موقفها الداعم والمنحاز بشكل واضح لإسرائيل.
يجب على العالم أن ينظر الى حقيقة ما تجري الاحداث بنظرة واقعية وليس من باب التعاطف مع طرف ضد آخر. هذه الازدواجية في الرؤية غير مقبولة وعلى العالم أن يغير من نظرته الى الأحداث..
المقاومة مستمرة من دون شك، والشعوب في سوريا، العراق، فلسطين، ليبيا، اليمن وفي كل مكان في الشرق الأوسط سوف تستمر في المقاومة التي هي حقها المشروع في الدفاع عن وجودها طالما بقيت جيوش الدول تحمي حكامها وسلطاتهم المستبدة.
بقلم/ يسري محمد
كاتب وباحث في العلاقات الأسرية والتربوية
من المعلوم أن الأمم والشعوب تكتسب صفتها وقوتها بل وسمتها من اصحاب الفئة العمرية القوية وتحديدا (الشباب) التي قال عنها النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم ” نصرني الشباب” وأمام هذا التكليف النبوي فأننا يقينا أمام مسئولية جماعية للوصول بهذه الشريحة لبر الأمن والأمان فضلا عن الأستقراء والأستقرار النفسي لما في ذلك من نتائج مبهرة وقوية علي الفرد والامة بأسره فلو أرتاح الشاب وأطمن قلبه وسكنت روحه وأستنار عقله فأن هذه مقومات قوية ومبشرة تحمل في طياتها طئأوجاع وجراحات وتفتح أبواب لأمال وبركات وراحات
ونحن اليوم وانطلاقا من خير الناس أنفعهم للناس سنتحدث عن مشكلات الشباب الرئيسية وماهو العلاج أن اول هذه المشكلات أو أن شئت فقل أول النكبات التي يعاني منها الكثير من شباب امتنا نتيجة لطغيان المادية هو أولا التيه
والمعني واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والاخطر أن التيه ثلاثي الأبعاد وليس مزدوج فهو تيه نتيجة أختلاط الغث بالسمين في مجتمع تتهاوي فيه القيم يوما بع يوم إلا من حم ربي وتيه أيضا بسبب تمدد الثقافة الغربية وفتح كل مجالات العلوم لها بل أحيانا يتم الاشتراط علي الشباب بضرورة دراسة ثقافات الغرب بشمولها ونحن يقينا لا نقول أن كل ما ياتي من الغرب مرفوض لكن هناك مفاهيم تناهض افكارنا وقيمنا التيه الثالث هو الهجمة القوية ضد الشباب والتزامه عبر اعلام ينفق عليها بالمليارات من أجل تحويل الشاب لجسد بلا روح او عقل يفكر بل ينحصر كل جهده وسعيه وتفكيره في ملذاته وشهواته وهذه طامة كبري ليست للشباب فقط بل لامتنا لان عمود الخيمة التي يسندها سيصيبه الضعف والخوارولاحول ولاقوة الابالله لذلك فعلي الجميع أن يقوم بمسئولياته وفق فهمه لدينه وعقيدته ونشره للخير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
ويقينا هذا التيه علاجه صعب شديد لكنه ليس مستحيل فأمتنا ثرية بالعلماء الربانين ومنتجهم الوعظي والتربوي والدعاة المتجردين الذين ياخذون بايدي الشباب لبر الوصول وأصحاب الأقلام البارعين وما يحملونه من فكر يبينى ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ويرسم خارطة النجاة للشباب بكل ود وفم ووعي وبخطاب بسيط سلس غير معقد وهولاء جميعا هم منظمومة بناء ونجاح بل ونهضة أمم وشعوب والحمل عليهم ثقيل لكن الاجر عظيم وفي ذلك فليتنافس المتنافسؤن .
مشكلة العفة والزواج
وهذه المشكلة تجمع بين الاجتماعيات والحياة بشكل عام فالكثير من الشباب ونتيجة لهول المادة وطغيانها والانحدار المتصاعد في الأخلاقيات والسلوكيات فأنه أصبح بين نارين
نار العزوف والوقوع في براثن الشيطان وتبعاته المهلكة من علاقات غير منضبطة والزواج العرفي بل وصل الامر إلي علاقات بلا زواج وبمنتهي الأريحية يتم الحديث عن هدم ثوابت الدين وتلويث فطرة أبنائه
والنار الأخرى نار اختيار الزوجة الصالحة في هذا المناخ المسموم بالأباحية الفكرية ضف إلي ذلك ضعف الحياة وغلاء المهور والمعيشة فتلك نقطة تجعل الشاب يشيخ قبل أوانه ويشيب وهو في مقتبل حياته الحقيقية ويقينا العلاج لهذه المشكلة هو فهم الأباء للشباب والتخفيف عنهم وتقليل المهور والعمل علي تكوين بيت مسلم بتكاليف أقل فالأصل ليس الذهب أو المهر لكن الأخلاق والدين وما اسعد من والد فتاة يسر علي شاب في بداية حياته وكان سببا لعفته وعفافه وهو أجر لو تعلمون عظيم عند الله
لذلك وصي النبي صلي الله عليه وسلم بضرورة التخفيف عن الشباب بل وحدد شروط نجاح الزواج في أن يكون الطرفين أصحاب دين وهنا تكمن السعادة الحقيقية لمن يعي ويبصر حقيقة الزواج
أنني أتفهم كشاب أن البحث عن الزوجة الصالحة أمر مكلف لكنه لابد منه فالزواج من الصالحات مثمر في الدنيا والاخرة والحمد لله ان النبي صلي الله عليه وسلم حدد الطريق وسهله فأظفر بذات الدين تربت يدك .
مشكلة الهوية
والهوية التي نقصدها هي الهوية الاسلامية التي تواجه بسيل من التغريب بشكل شديد خصوصا في هذه الايام فنجد الكثير من الشباب الا من رحم ربي يخجل أن يتحدث عن ثوابت دينه وعزمة عقيديته بل ويتحاشي أحيانا مجرد الدخول في مناطق الحوار من هذه الامور بدعاوي أن العلاقات الأنسنية شئ والدين شئ أخر وتلك طامة عظيمة بل نبت خبيث أنتشاره يهدد مقومات تماسك المجتمع ومستقبله فالشباب هما القادمون والعازب اليوم غدا سيتزوج وأن ظلت هذه الافكار وهذه السقطة والمشكلة قائمة فأننا أمام أبناء مثل ابيهم بل ربما الأمر يتعاظم ويتمدد وهذا داء خطيريحتاج جراح بارع ولاشك أن الجراح هو الدين ودعاته والمناهج التي تعظم في نفس الشباب الاعتزاز بهويته والفخر بها في عالم يفتخر الكثير بافكارهم الهدامة ويحسبون بأنهم هم الأفضل والأنقي والاكثر تمدن وحضارة وحرية فكر وتعبيربل وينظرون الينا نظرة دونية لذلك فحاجة ىالجميع لعلاج هذه المشكلة فكلنا أباء ولدينا أبناء ولن أكون مبالغا أن قلت ان البيت اصل لهذا الداء فغياب التربية الاسلامية بالشكل الذي يليق بنا كأمة مسلمة جعل هذه المشكلة تكبر شيئا فشيئا وسط أنشغال الأب بالسعي ليكفي أهله المئونة فتاخرت الأسرة عن القيام لذلك فالعاج الأساسي يكمن في البيت والتنشئة جنبا إلي جنب مع المسجد والمدرسة وصولا لمجتمع واعلام يخدم علي العلاج بمزيد من فرد مساحات تجعل الشاب يكتشف نفسه وقدرته ويوجهها ويصحح مساره أن أعوجت ولا يخجل أن يسأل ويتعلم أن جهل ففوق كل ذي علم عليم ولا خجل في طلب العون والمساعدة أن ضل السبيل .
اختلاف الأراء بين الأجيال
المعني أن هناك مشكلة حقيقية في فهم جيل الشباب للجيل الماضي القديم بكل ما يحمل وهو في نظره يحتاج لمزيد من التطوير بل ويستغرب كيف لا يستفيد الأجداد مثلا والأباء المعاصرين من التغول التقني والتكنولوجي وقد يكون محق فالنت والعالم المفتوح ليس كله بغاء فوسائل التواصل منبر دعوي وميدان تبليغ عن الله ورسوله ومن المعيب تركه لمن يسعي في الهدم والأنطواء بمعزل عن المجتمع الشبابي خصوصا بل يجب ان يدخلوا عليهم الباب ويسعي كل صاحب رسالة مهما كبر سنه أن يبلغ ويفيد غيره
هذه المشكلة أحدثت فجوة حقيقية بلاشك في التواصل وقناعتي أن جذورها فقدان فن التعامل والحوار في عالم تبدلت فيه المفاهيم بشكل أو بأخر لكن راي الاجيال القديمة أن هذه المنصات قطعت أوصر المجتمع وروابطه وجعلت البر بالاباء عبر رسالة من تطبيق وأتس أوبوست علي فيس بوك ونحن امام هذه المشكلة لا نهول ولا نهول لكننا ننصح الجميع كبار وشباب أن يتخذوا من النبي الاكرم ومواقفه في التعامل مع الشباب وحسن توظيفه لهم وتقديمهم أحيانا كما حدث في بعث أسامة وأيضا نوصي أنفسنا كشباب أن نحفظ لهولاء قدرهم ونوقرهم ونعظم رايهم طالما ليس فيه خذلان أو نهي عن معروف فليس منا من لم يوقر كبيرنا ختاما
أن الشباب قوة ضاربة بل معيار أى نهضة لاي أمة وانا اكتب من باب وذكر فالحرب عليهم شديدة ولست أرتدى نظارة سؤداء لكني أعي ىحجم المؤامرات التي تحاك علينا كشباب وقناعتي أنه بفضل الله ستفشل طالما بقيت الغيرة والسعي لصلاح المجتمعات وفق مراد الله وقناعتي الثابتى أن العلاج الشمولي لكل مشكلاتنا كشباب هو تربية إسلامية جادة تؤهله لأداء أمانة الله وتبليغ رسالة الله عقيدة ومنهج حياة بكل وسطية وأعتدال ورفق ولين فالمسلم الهين اللين القريب من الناس هو قريب من الجنة بعيدا عن النار.
رغم اعتقال المفكر والقائد أوجلان قبل ٢٥ سنة، وازدواجية المعايير الدولية للتفاعل معه ومع القضية الكردية، واستمرار العزلة عليه، لكنه أصبح فلسفة ونظاماً للحياة الحرة وتشاركية الشعوب والمرأة الحرة.
أحمد شيخو
يصادق ٩ أكتوبر ذكرى بداية المؤامرة الدولية على المفكر والقائد عبدالله أوجلان، والتي كانت أكبر عملية لـ”حلف شمال الأطلسي” أو الناتو في تاريخه، وقد شاركت فيها أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا وإسرائيل، والتي وصلت للذروة في ١٥ شباط بخطف واعتقال القائد أوجلان من العاصمة الكينية نيروبي ووضعه وحيداً في جزيرة إمرالي.
عندما نكتب هنا عن المفكرين والقادة الطبيعيين المرتبطين بالشعوب والمجتمعات ومصالحهم، والذين لهم بصمة وتأثير في الحياة، لا بد أن نتذكر الراحل جمال عبد الناصر ومشروعه العربي والأممي، ولا بد من أن نذكر الراحل ياسرعرفات ملحمة النضال الفلسطيني، وكذلك علينا تذكر مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وصموده في المعتقل لحوالي ٢٧ سنة أمام النظام الفصلي العنصري(أبارتهايد)، وكذلك المفكرون، أمثال جمال حمدان ورؤيته وفكره وبوصلته الجغرافية للفهم والتحليل، ومحمد عبده وقاسم أمين وغيرهم الكثيرين، علاوة على الحكماء والنبلاء والرسل الذين ساهموا بفكرهم وسلوكهم وأعمالهم وتوجهاتهم في رفد وبناء الحياة المستقرة الأخلاقية، التي تحقق للإنسان والمجتمعات الحرية والديمقراطية والعدالة والتوازن بين الجوانب المادية والمعنوية.
وكذلك لا بد من أن نذكر مفكري النهضة الأوروبية أمثال لورنزودي ميديشي وفرانشيسكو بتراركا وجاليليو جاليلي وميشيل دي مونتن وغيرهم، مع أهمية ذكرنا بأمثال الحلاج والسهروردي وابن خلدون وابن سينا والفارابي وسعيد النورسي وغيرهم، الذين لو كتبت لهم ولنمو وانتشار أفكارهم وتطبيقها مصيراً مختلفاً، لكنا اليوم في مكان ومسار وموضعية مختلفة الآن في الشرق الأوسط.
المقاربة الدولية غير العادلة للقائد أوجلان
لو أرنا فهم المقاربة الدولية والإقليمية غير العادلة والقرصناوية والخارجة عن كل الأطر القانونية والإنسانية والأخلاقية والدبلوماسية، وازدواجية المعايير للتفاعل والعلاقة مع المفكر وللقائد أوجلان، علينا فهم القضية الكردية وجوهرها وتفاصيلها، وكذلك إدراك علاقة أوجلان بها كمفكر وكقائد ومبدع للسياق النضالي ومشروعات الحل الديمقراطي لها، وكذلك علينا معرفة ماهية الفكر والسلوك والمشاريع التي يطرحه القائد أوجلان لحل قضية الشعب الكردي والشعب الفلسطيني ومختلف القضايا التي يعاني منها شعوب الشرق الأوسط والعالم، بعيداً عن التبعية والمدرسة الاستشراقية أو الهيمنة الفكرية الغربية، وإنما من عمق فهمه وتحليله للتاريخ البشري الشرق الأوسطي والعالمي ومن قيم المجتمع الأساسية والإنسانية والتجددية العلمية المطلوبة ومن أولوية ومصالح المجتمعات والشعوب والإنسان.
ليس هناك معلومة منذ ٣١ شهراً والمؤامرة مستمرة
في 9/ أكتوبر/2023 سنصل للذكرى الـ25 لهذه المؤامرة، والتي مازالت مستمرة بأشكال ونماذج مختلفة، أهمها تجاوز كل القوانين التركية والأوروبية والدولية وقوانين حقوق الإنسان الصادرة عن الجهات والمؤسسات الدولية وكذلك الاتفاقات القانونية الدولية، فمنذ 31 شهراً، ليس هناك أية معلومة عن القائد وحول شروطه وصحته ووجوده ضمن سجن إمرالي، رغم الرفض الكامل وجملة الاعتراضات والمطالبات للمحامين والقانونيين في كردستان وحول العالم، وكذلك للكتلة الشعبية من الشعب الكردي وشعوب المنطقة وغيرهم الكثير من الأحرار في المنطقة وحول العالم، المطالبين بحل القضية الكردية وبحرية القائد أوجلان، كمدخل وسبيل صحيح لتحقيق الاستقرار والأمن في كردستان وتركيا والشرق الأوسط.
أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية والمقاومة
بعد الثورات والانتفاضات الكردية أو الأصح الإبادات التي طبقت من قبل دولة الاحتلال التركية ورعاتها الدوليين لفرض التقسيم والانكار والتصفية من ١٩٢٥ وحتى ١٩٤٠ وفشل تلك الثورات لأسباب عديدة وممارسة المجازر والتصفية العرقية والإبادة الثقافية، ساد في قضية حقوق الشعب الكردي، وخاصة منذ 1940 وحتى 1970 حالة من السكون والانحدار والتلاشي، وخاصة ضمن ما تسمى الدولة التركية القومية التي تبلورت كسلطة أحادية دولتية وكمجتمع نمطي دولتي قومي طوراني تركي، بعد خيانة القادة والسلطات التركية بدعم غربي للالتزامات والحقوق والمكاسب والمعاهدات التي حصل عليها الكرد أثناء حرب الاستقلال(١٩١٩-١٩٢١) في تركيا وفي البرلمان الكبير، قبل أن يحول للبرلمان التركي مع اتفاقية لوزان وتتحور الدولة المتفقة بين مصطفى كمال والعشائر الكردية لدولة لقومية واحدة تركياتية فاشية.
ولكن القائد أوجلان وكما يقال بين أبناء الشعب الكردي ليس في شمال كردستان وتركيا فقط بل في كافة أجزاء كردستان، أعاد الحياة للشعب الكردي من جديد وبعث فيه روح الوجود والكردياتية، روح الصمود والمقاومة والإصرار على الحرية، بدل الاستسلام والخذلان وقبول الهوان والضعف، وقدرة الفهم والتحليل والإدراك، بأن ركز جهده وعمله في بناء الإنسان الكادري أو “الإنسان الكامل” الذي يجسد في نفسه وذاته المجتمعية الكردية الحرة الديمقراطية المرادة، علاوة على تجسيده الحقيقة الكردية التاريخية المقاومة عبر بنائه حزب العمال الكردستاني وثم منظومة المجتمع الكردستاني كأيدولوجية وفكر وسياسية ونظام مجتمعي، قادر على مواجهة التحديات والظروف الصعبة مهما كانت، كمن يحفر بئراً برأس دبوس، كما ورد في كتب القائد أوجلان، وكنظام يقوم الشعب الكردي به بإدارة حياته ووجوده ومطالبه العادلة.
تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في النظام
وما يميز المفكر والقائد أوجلان أنه تجاوز البعد الأثني والديني والجنسوي في فكره وعمله وفي حزبه وفي النظام الذي أوجده وفي الحل الديمقراطي لحل القضية الكردية وقضايا الشعوب، فهو ومنظومته الفكرية من المجتمعي الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة ونظامه الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني والدبلوماسي والفني والحقوقي أو الأمة الديمقراطية كنظرية والإدارة الذاتية كتجسيد وتطبيق عيني، أصبح هناك سياقاً ديمقراطياً ونظاماً متكاملاً وشاملاً لحل قضايا الشعوب في الشرق الأوسط والعالم، عبر الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب والأمم.
تجاوز القائد أوجلان في مفهوم المرأة الحرة كهدف وبوصلة ومكسب للمجتمعية الحرة، كل المفكرين والقادة عبر التاريخ
وما يجب أن نركز عليه ونحن نتكلم عن أوجلان كقائد ومفكر وإنسان ورائد من رواد النهضة الشرق الأوسطية، هو مفهوم حرية المرأة وعلم المرأة(الجنولوجيا) وتجسيدها في بناء وعمل وماهية المرأة الحرة وأدوراها وريادتها في المجتمع الأخلاقي والسياسي، والتي نعتقد أنه الموضوع والمكسب الذي يجعل القائد أوجلان فريداً عن كل الموثرين والقادة والمفكرين في التاريخ البشري، بأنه استطاع أن يرشدنا ويدلنا لما هو السبب والمدخل الرئيسي للعبودية والحرية معاً، فكما أن العبودية بدأت مع النيل من المرأة وعطائها ودورها وحضورها في الحياة والمجتمع، فكذلك هي الحرية والحياة الحرة والديمقراطية والعدالة، فالحياة الحرة، تبدأ من عند المرأة وتحريرها وتمكينها وإزالة العوائق المادية والمعنوية أمامها، لتكون حاضرة بزخمها وبفكرها وبتمثليها لجنسها وللمجتمع كاملة، فهي نبع الحياة والحرية إن بنت نفسها وذاتها لتكون ملكاً لنفسها وليس لأبوها أو أخوها أو زوجها أو أبنها، وكيانية حرة في تحرير المجتمع وتدريبه وحمايته، كما في المقاربة والشعار الذي أوجده القائد أوجلان، المرأة، الحياة، الحرية، الذي أصبح شعاراً وسياقاً وتوجهاً عالمياً، لامسناه في ثورة المرأة، الحياة والحرية في شرق كردستان وإيران.
الشخصية والمجتمعية الحرة والديمقراطية عبر ذهنية تشاركية وإرادة حرة
وبوصلة الحل التي أوجدها ونبه لها القائد أوجلان، هي أن نبحث عن الحلول في المجتمعات والذهنيات والثقافات وليس في السلطات والدولتيات والتبعية للمهيمنين الإقليميين والدوليين، وكما كان ماركس بوصلته الاقتصاد ولينين دكتاتورية البروليتارية والدولة القومية رغم أنهم ليس برأسماليين ولكنهم خدموا الرأسمالية باستعمال أدواتها، والبعض من المفكرين والقادة بوصلتهم العرق أو الدين أو الجغرافية أو التاريخ أو الإصلاح والتغيير أوالانقلاب، فمثلا المفكر جمال حمدان كانت ركيزته الجغرافية، ولكن المفكر والقائد أوجلان بوصلته مختلفة وهي المجتمع والإنسان، وانتقاده للكل بما يسمح بأخذ الجوانب المضيئة منهم وتطوريها للأفضل والأرقى بما يخدم بناء الحياة الحرة وتطوريها، وتجنب النقاط والطاقة السلبية فيها، ولذلك قال أوجلان وعمل للمجتمعية والتركيبة الإنسانية الهوياتية المشتركة التي تتجاوز العرق والدين والمذهب واللون وكل الاختلافات الطبيعية والاصطناعية إلى تركيب أوسع وفضاء أشمل بما يستوعب الجميع من الذهنية المشتركة والإرادة الحرة، وهي الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وتنفيذيتها الإدارة الذاتية، وتكامل الثقافات وتعزيز الانتماء الإنساني والخلقي والسياسي، إلى المجتمع الديمقراطي بتغيير الذهنية الأحادية إلى التشاركية المجتمعية النبيلة والحياة الصفرية تجاه المختلف والمعارض إلى الحياة المشتركة والمتكاملة والثقافية، بما يضمن حق الإدارة والحماية لكل خصوصية وشعب ومجتمع في إطار وحدة البلدان والدول الموجودة المفروضة.
من خطف وسجن القائد أوجلان ويفرض العزلة عليه هم من قسموا المنطقة وشعوبها ومارسوا الإبادات
من خطف وسجن المفكر والقائد أوجلان، وقاد المؤامرة، ويفرض العزلة عليه، هم الذين قسموا كردستان بين الدول الأربعة وهم الذين قسموا الشعوب العربية لـ٢٢ دولة عربية، وهم الذين عملوا ويعملون لسد الطريق أمام أية انطلاقة حرة ومستقلة الفكر والقرار أو أية خروج للحركات المجتمعية الأخلاقية والسياسية الحقيقية، وهم الذين أبادوا الأرمن في عام ١٩١٥ ويهجرونه اليوم في أرتساخ(قرباخ) وهم الذين أعدموا المثقفين العرب في بيروت ودمشق عام ١٩١٦، وهم الذين يعطون الضوء الأخضر للعثمانية الأردوغانية الإرهابية لتتدخل ولتجول وتقتل كيفما تشاء، وهم الذين يحاولون إنهاء أية علاقات وتحالفات ديمقراطية بين شعوب المنطقة على أسس الاحترام والاعتراف المتبادل.
القائد أوجلان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل
لقد أخرج أوجلان الشعب الكردي من كونه ورقة ووسيلة ضغط للقوى الهيمنة العالمية، ليكون فاعل مؤثر ورائد لحركة النهضة والديمقراطية والحرية لشعوب الشرق الأوسط والعالم، ولذلك كانت المؤامرة، علاوة على تحريكه للمياه الراكدة الساكنة في صالح الشعوب وتحالفاتهم الديمقراطية في غير صالح قوى الهيمنة العالمية والإقليمية، فقد طرح أوجلان الدبلوماسية الديمقراطية أو دبلوماسية الأمة الديمقراطية المفيدة والخيرة للشعوب والمجتمعات بدل دبلوماسية الدولة القومية التي تخدم السلطات ومصالحهم فقط، بالإضافة إلى عدم خضوع القائد أوجلان وحزبه ونظامه وشعبه وهويته الفكرية والمجتمعية لقوى الرأسمالية العالمية وتوابعهم وأدواتهم الإقليميين، ولذلك وصفوا القائد أوجلان وحزبه ونظامه بـ”الإرهاب” كذباً ونفاقاً ومؤامرةً، بعد تأكدهم من وجود الذاتية والاستقلالية في الفكر والمشروع الذي يطرحه، وأنه غير قابل للخضوع والاستسلام، وخوفهم من ذلك. وكذلك هي حال المنظومة العالمية أو ما تسمى الشرعية الدولية، فهي تعطي الشرعية والقبول لمن يخضع لها وينفذ شروطها ويستسلم لها، والاستسلام في الحالة الكردية أو الشرعية المزيفة هي القبول بتصفية وإنهاء الشعب الكردي في شمال كردستان وتركيا وفي روج هلات كردستان وإيران وفي شمال وشرق سوريا وسوريا، كما يفعله البارزانيون، رغم تشدقهم بغير ذلك، لكن القائد أوجلان كان له مدرسته ومبادئه وسياقه النضالي الحر والمستقل ومازال.
إسلام الشعب والمجتمع وليس إسلام السلطنة والدولة
أما البعد الروحي والمعنوي في حياة الإنسان، بالإضافة إلى البعد التحليلي والمادي، وخاصة لشعوبنا العربية والكردية، فهو يحظى بأهمية كبيرة وفق المنظور الأوجلاني، فالإسلام الديمقراطي أو المجتمعي أي إسلام الشعب والمجتمع والرسول الكريم، إن صح التعبير وليس إسلام السلطنة أو الدولة الخلافة أو العشيرة والقبيلة والسلالة، هو الذي يمكننا أن نركن له ونعتبره صالحاً ومفيداً ومساهماً في الحياة الحرة، لطالما الأخلاق والإحسان والتعاون والتكاتف، هم المعايير والثوابت والسبب الرئيسي لقدوم الأنبياء والرسل، واليوم فإننا لو تمسكنا بقيم وجوهر دستور المدينة المنورة للرسول الكريم رغم كل هذه المدة، يمكننا أن نجد معياراً وعقداً اجتماعياً يحقق اللامركزية والاتحادية والحالة التوافقية والتعايشية بين مختلف التكوينات الاجتماعية، بدل الاحتراب والصراعات التي نشهدها يومياً بسبب سيادة إسلام السلطنة والدولة والمملكة والحكم بدل إسلام الحقيقة والأخلاق للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
القائد أوجلان، فلسفة وأكاديمية وتجربة متكاملة ومشروع حياتي حر لكافة الشعوب والمجتمعات والأمم
وعليه، نقول أن المفكر والقائد أوجلان ومع اعتقاله وأخذه رهينة، كان وهجاً ونوراً وتوحداً في شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” الذي جسده أكثر من حوالي 83 شخصاً الذين قالوا لا للمؤامرة بعملياتهم الفدائية بحرق أنفسهم في كافة أنحاء العالم. واليوم بعد ربع قرن من الاعتقال نجد أن الشمس واشعتها تنور وتضيء لكل الشعوب والمجتمعات والسائرين على دروب الحرية والحق والعدالة والمجتمعية، ومن نفذ وقاد المؤامرة لم يستطع من تحقيق أهدافه في تحييد القائد أوجلان وفكره والسيطرة على الشعب الكردي وشعوب المنطقة، بل أن التحالفات الديمقراطية بين الشعوب وخاصة الشعبين العربي والكردي، تشكلت وبقوة كما في شمال وشرق سوريا وفي منظومة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعبر عن تعبير فعلي وواقعي عن المنظور الأوجلاني للحياة التشاركية وأخوة الشعوب، وتطبيق الأمة الديمقراطية لحد كبير، ولعل صمود ذلك المشروع رغم كل التحديات والظروف الصعبة دلالة على أهميته والتفاف الشعوب حوله. ونزيد فوق ذلك أن المطالبة بالحرية الجسدية للمفكر وللقائد أوجلان هو من أهم مرتكزات ومبادئ ومعايير الوطنية والإنسانية والأخلاقية والثورية والديمقراطية والتقدمية والإسلامية، كما يفعله الكثير من الأحرار من الشعوب العربية والكردية وشعوب المنطقة والعالم، فأوجلان تجاوز البعد الشخصي أو الحزبي أو القومي، وأصبح أيقونة ومدرسة وأكاديمية وفلسفة وتجربة متكاملة ومشروعاً حياتياً محتملاً وممكنا للشعوب والمجتمعات والأمم في مسيرته التي تجاوزت الخمسون سنة.
القائد أوجلان يمثل نظاماً للحياة الحرة وستنتهي المؤامرة بحريته الجسدية
ورغم استمرار المؤامرة بأشكال مختلفة، فإننا نعتقد أنها فشلت مرات عديدة وستفشل بفضل صمود ومقاومة القائد أوجلان أولاً في سجنه وإصراره على ثوابته الإنسانية والأخلاقية وحقوق شعبه وشعوب المنطقة ورؤيته للحياة وفلسفته ومنظومته الفكرية التي يطورها بشكل مستمر، وكذلك بفضل صمود ومقاومة قوات الكريلا(قوات الدفاع الشعبي) الذين يقاومون ببسالة رغم فارق القوة واستخدام دولة الاحتلال التركية للأسلحة المحظورة والكيميائية والنووية التكتيكية، وكذلك فشلت المؤامرة وستفشل المؤامرة بفضل التحالفات الديمقراطية والتكاتف والتلاحم الشعبي والمجتمعي والأممي حول القائد أوجلان وفهم وادارك أفكاره وفلسفته، التي تجاوزت جدران السجن، ليتكلم ويتعرف عليها ويدرسها ويبحث فيها ويطبقها الكثير من الأحرار والأمم والشعوب والجامعات حول العالم، فأوجلان الإنسان والمفكر والقائد، أصبح مدرسة ومنهجاً وأكاديمية ونظاماً للحياة الحرة وأخوة الشعوب وحرية المرأة والإسلام الديمقراطي وستنتهي المؤامرة بتحقيق الحرية الجسدية له وحل القضية الكردية كأّهم مرتكز للاستقرار والأمن وأخوة الشعوب والتنمية في الشرق الأوسط.
تعد العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي امراً معقدًا يتأثر بشكل كبير بالمصالح الاقتصادية. فعندما يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية، تصبح الدول قادرة على تعزيز أو تقويض علاقاتها الدبلوماسية بشكل كبير.
تعتبر الاقتصادات العربية غنية بالموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، وهذا يعطيها قوة اقتصادية كبيرة. بالنتيجة، تكون هناك مصالح اقتصادية قوية للدول الأخرى في الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي.
تتمثل أهمية المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العديد من الجوانب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر العلاقات الاقتصادية القوية في تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين الدول، مما يسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية. ومن الناحية الأخرى، قد تؤدي المصالح الاقتصادية المتعارضة إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي المصالح الاقتصادية للدول العربية في بعض الأحيان إلى تأثير سلبي على العلاقات الدبلوماسية. فعندما تكون الدول العربية متكتلة اقتصاديًا وتعتمد على قطاع واحد مثل النفط، فإن أي تقلب في أسعار النفط يمكن أن يؤثر سلبًا على الاقتصادات العربية وبالتالي على العلاقات الدبلوماسية.
بشكل عام، يمكن القول إن المصالح الاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. ولذلك، ينبغي على الدول العربية أن تعمل على توطيد الروابط الاقتصادية مع الدول الأخرى ودعم التعاون المتبادل لضمان تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق المصالح المشتركة.
فالدول تسعى جاهدة لتحقيق مصالحها الاقتصادية المتنوعة، سواء كان ذلك من خلال تبادل التجارة، أو الاستثمارات الأجنبية، أو تطوير البنية التحتية. وتعتبر هذه المصالح الاقتصادية الحافز الأساسي وراء العديد من القرارات الدبلوماسية في المنطقة.
تؤثر المصالح الاقتصادية في العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي على عدة مستويات. فعلى المستوى الثنائي، يتفاوض الدول لتحقيق مصالحها الاقتصادية المشتركة وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة. وفي بعض الأحيان، يتم توقيع اتفاقيات ومعاهدات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. وعلى المستوى الإقليمي، تتأثر العلاقات الدبلوماسية بالصراعات الاقتصادية والمنافسة بين الدول. فالمنطقة العربية تشهد منافسة على مصادر الطاقة، والسوق العربية تعتبر سوقًا مغرية للعديد من الدول. وعلى هذا الأساس، تتشابك المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية في العديد من الصراعات الإقليمية.
وعلى المستوى الدولي، تعتبر المصالح الاقتصادية أيضًا عاملًا مهمًا في تشكيل العلاقات الدبلوماسية. فالدول تسعى للحصول على شراكات استراتيجية وتطوير علاقات تجارية مع الدول الأخرى لتحقيق مصالحها الاقتصادية وتعزيز نموها الاقتصادي.
لذلك، من الممكن إجراء بحث شامل حول تأثير المصالح الاقتصادية على العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي. يمكن أن يشمل هذا البحث تحليلًا للعلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، ودراسة للصراعات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها الدول في تحقيق مصالحها الاقتصادية. كما يمكن استخدام المنهج الكمي والنوعي للحصول على نتائج موثوقة وشاملة.
الشروط الضرورية لإقامة العلاقات الدبلوماسية في العالم العربي
تعد العلاقات الدبلوماسية أحد الأدوات الرئيسية في تعزيز التفاهم والتعاون بين الدول. وفي العالم العربي، هناك العديد من الشروط الضرورية التي يجب توفرها لإقامة العلاقات الدبلوماسية بنجاح. يتضمن ذلك الشفافية، واحترام السيادة الوطنية، والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي.
أولاً، يجب أن تكون الدول العربية شفافة فيما يتعلق بأهدافها وسياساتها الخارجية. ينبغي أن تتعاون الدول في تبادل المعلومات والتواصل المستمر لتعزيز الثقة بينها. وباستمرار تحقيق المزيد من الشفافية، يمكن تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق التعاون المثمر.
ثانياً، يجب أن يحترم كل بلد في العالم العربي سيادته الوطنية وحقه في اتخاذ القرارات المستقلة. ينبغي أن تكون الدول على استعداد للتفاوض والتعاون بناءً على المساواة واحترام الاختلافات الثقافية والسياسية. وعندما يتم احترام السيادة الوطنية، فإن إقامة العلاقات الدبلوماسية تكون قائمة على أساس قوي ومستدام.
ثالثاً، يجب أن تكون الدول العربية ملتزمة بحل النزاعات بالطرق السلمية. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية للتفاوض والوساطة والبحث عن حلول مشتركة للقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن خلال تعزيز ثقافة الحوار وتجنب العنف، يمكن بناء علاقات دبلوماسية قوية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أخيراً، يجب أن تعزز الدول العربية التعاون الثنائي والإقليمي. ينبغي أن تكون هناك إرادة حقيقية لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والعلوم والثقافة والأمن. ومن خلال الاستفادة من قدرات بعضها البعض، يمكن تحقيق تقدم حقيقي وتعزيز الاستقرار والتنمية في العالم العربي.
العلاقات الدبلوماسية مع الاحزاب السياسية
بإمكان دول العالم العربي إقامة علاقات دبلوماسية مع الأحزاب السياسية والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني. العلاقات الدبلوماسية تتم بين الدول والمنظمات السياسية المعترف بها دولياً وفق المنطق الدولتي السلطوي، بما في ذلك الأحزاب السياسية. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب تختلف عن العلاقات الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
تعتمد متانة هذه العلاقات على عدة عوامل، بما في ذلك الاهتمام المشترك والمبادئ السياسية المشتركة والتفاهم المتبادل بين الدولة والحزب. إذا كان هناك استقرار سياسي واقتصادي وأمني في الدولة، فقد تكون هناك فرصة أكبر لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية، وأحياناً التوترات أيضا تخلق علاقات ومصالح مشتركة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية قد تواجه تحديات وصعوبات وفق الظروف والتحديات الموجودة. قد يكون هناك خلافات حول الأجندات السياسية والرؤى المختلفة بين الدولة والأحزاب، وهذا قد يؤثر على متانة العلاقات. كما أن الدول قد تحتاج إلى توخي الحذر في التعامل مع الأحزاب السياسية لضمان أن تلك العلاقات لا تتعارض مع مصالحها الوطنية والمبادئ الأساسية للدولة.
بشكل عام، يمكن أن تكون العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية فرصة لتعزيز التعاون والحوار السياسي، وتبادل الآراء والأفكار بين الدول والأحزاب. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه العلاقات مبنية على مبادئ الاحترام المتبادل والاستقرار السياسي والتوازن المؤسسي لضمان استدامتها على المدى الطويل.
العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقرار السياسي في الدول إذا تم إدارتها بشكل صحيح وبناء. هناك عدة طرق يمكن أن تساهم بها العلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية في تحقيق الاستقرار السياسي:
1. تعزيز الحوار والتفاهم: يمكن للعلاقات الدبلوماسية مع الأحزاب السياسية أن تساعد على تعزيز الحوار والتفاهم بين الحكومة والمعارضة والأحزاب السياسية المختلفة. هذا يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات السياسية وتعزيز التعاون والتوافق على القضايا المشتركة.
2. تعزيز المشاركة السياسية: من خلال العمل مع الأحزاب السياسية، يمكن للدولة تشجيع المشاركة السياسية الواسعة النطاق وتعزيز الشفافية والحوكمة الديمقراطية. هذا يمكن أن يقوي الثقة بين الحكومة والمواطنين .
الخلاصة
نقول أن العلاقات تعددت أنواعها وتشعبت إلى أنواع كثيرة ولها أبعاد متعددة، ولكننا في السنوات الأخيرة نلاحظ أن العامل الاقتصادي أصبح له دور كبير بين الدول لتوجيه بوصلة العلاقات، وحتى العديد من دول المنطقة التي بينها مشاكل سياسية حافظت على علاقاتها الاقتصادية، مثل الإمارات وإيران أو مثل مصر وتركيا، وبل أن عدد من دول العالم العربي أصبحت تتواجد في مجموعة العشرين وفي نفس الوقت تريد دخول بريكست ودخول شنغهاي.
مهما كانت الجهتان اللتان تحاولان بناء علاقة دبلوماسية, هذه العلاقة لن تستمر ولن تنجح بدون وجود مصالح مشتركة للطرفين وبالأخص في الوطن العربي و الشرق الاوسط. الفرق بين هذه المنطقة وغيرها من قارات العالم, هو انه عدد من دول العالم تبني العلاقات والاستراتيجيات بناءا على دراسات مسبقة ومستقبلية، ولكن في مناطق الشرق الاوسط تبنى العلاقات على مبدا المصالح المشتركة فقط للسلطات والدول وليس الشعوب والمجتمعات. نعتقد أن أي علاقة بين أي طرفين حتى تكون ناجحة يجب أن ذات فائدة للطرفين وأن يمتلك الطرفان مصالح متبادلة ورؤية مشتركة لماهية العلاقة وضرورتها وواقعا متشابهاً مع البعض، يمكن أن تقوم الشعوب وقوى الحرية والديمقراطية بعقد علاقات مع الجميع بما فيها الدول القومية والعالمية المهيمنة، ولكن العلاقات مع الدول تبقى تكتيكية ومرحلية في كثير من الأحيان، أما العلاقات الاستراتيجية هي التي تقوم بين المجتمعات والشعوب، ورغم أهمية الاقتصاد في العلاقات ولكن يبقى الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والفكرية لها دور الكبير أيضاَ.
بقلم /ايهاب عطا – صحفي وباحث في الميتافيزيقا ودراسات المستقبل
تسابقت محطات الاخبار العالمية والمحلية، الأربعاء الماضي 13 ايلول سبتمبر2023 ، في كل بلاد العالم لنقل خبر جلسة الاستماع في البرلمان المكسيكي التي تضمنت عرضا هو الأول من نوعه كونه رسميا، لما وصف بأنها نماذج محنطة لجثث مخلوقات فضائية زارت الارض او عاشت ولاتزال بيننا منذ قرون طويلة.
بدا الحدث مثيرا إلى حد كبير، حيث يعتبر الإعلان الرسمي الأول الذي ليس فقط يعترف بوجود تلك الأنواع من المخلوقات، لكن لأنه عرض بوضوح نماذج محنطة في صناديق أمام الكونغرس وبدت الجثث بثلاثة أصابع اليد والقدم وبدون أسنان وعمرها حوالي 1000 عام، وقيل أنه تم انتشالها من كوسكو، بيرو عام 2017، ولم تكن جزءا من “تطورنا الأرضي”، حيث لا يزال 30 بالمئة من تركيبها الجيني “مجهولا”.
جرت العادة على تسمية ذلك النوع من المخلوقات ووصفها ب”الفضائية”، وأحب أن أسميها مخلوقات غريبة أو غير البشرية، لأسباب ربما تسنح الفرصة لعرضها، وتضمن العرض الذي أصفه بأنه كان أشبه بالتمثيلية الباهتة ونذير الشؤم الذي يبشر بأحداث خطيرة دأبنا على إنكارها ورفضها والهجوم على الباحثين فيها واتهامهم بأنهم مهووسون بنظرية المؤامرة التي لا وجود لها في أرض الواقع.
كذلك أخبرنا القائمون على ذلك العرض وكذلك أخبروا النواب، أن النماذج المحنطة والتي ظهرت صورا لها بالأشعة السينية خلال الجلسة، لأحد الكائنات وكان يحمل “بيضا” بداخله أجنة، وأن الجثتين تحملان معادن الكادميوم والأوزميوم، والأخير من أكثر العناصر ندرة في القشرة الأرضية ويعتبر من أندر المعادن الثمينة.
اعترافات رسمية
من شاهد الفيديوهات المنتشرة على مواقع محطات الاخبار وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لجلسة البرلمان المكسيكي، لم يلحظ فرقا كبيرا بينها وبين تلك التي يروج لها في افلام هوليود، والتي تصنف ضمن فئة افلام الخيال العلمي، وسيتذكر على الفور مقاطع فيديو يتداولها نشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من المهتمين بالظواهر الغريبة والميتافيزيقا، لشهادة رسمية لضابط مخابرات في البنتاجون اسمه ديفيد جروش في 26 تموز 2023، الماضي يقر للمرة الأولى بالعثور على كائنات بيولوجية، في مركبة غير بشرية، اي طبق طائر أو مركبة فضائية، مع التحفظ على كلمة فضائية.
وقبل تلك الشهادة لا ننسى أهم واول شهادة للتاريخ من شخصية رفيعة المستوى تصل لرتبة وزير الدفاع الكندي الاسبق بول هيلير، في جلسة استماع أمام الكونجرس الكندي في أواخر أيار مايو 2013، وقد تجاوز وقتها كل المحظور وكشف المسكوت عنه لأكثر من 60 عاما، وقال لم يجرؤ غيره على قوله، بل إنه بضمير حي وجه رسائل إلى سكان الأرض كلهم وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية بل وشارك في تريح ومداخل تليفزيونية مطولة لقناة روسيا اليوم، فاضحا كل ما تعمدت حكومات العالم إخفائه خاصة حكومات الدول الثمانية الكبرى، أمريكا ودول حلف الناتو الأساسيين.
وصف الوزير الكندي الاسبق لبعض أنواع تلك المخلوقات بأنها “خارجية” كان أكثر دقة رغم أن كلمة خارجية ستترجم في الأذهان مباشرة على أنها فضائية، وهو ما يتناقض مع الواقع والحقيقة، بشكل قاطع، فأخبر “هيلير” عن مخلوقات غريبة تعيش بيننا على الأرض منذ آلاف السنين متنكره في أشكال مختلفة أو تعيش في مناطق مترامية الأطراف ليس فيها كثافهدة سكانية، حيث يتاح لهم الحركة بحرية.
واعتز الوزير بول هيلير المولود في 1923 والحاصل على الهندسه في الطيران، بأنه اول من أولى لذلك الملف اهتماما كبيرة، في محاوله منه لكسر حاجز السرية والغموض الذي يلف تلك القضية منذ عقود، وقد دأبت الادارة الامريكية وغيرها من حكومات العالم المتقدمة على إنكار وجود تلك المخلوقات وحصر الحديث عنها في نطاق التكهنات وإرهاصات العلماء بإمكانية وجود حياة على كواكب أخرى سواء داخل المجموعة الشمسية التي نعيش فيها أو في مجموعات شمسية أخرى.
مخطط 2024
لم تبهرني تمثيلية البرلمان المكسيكي الباهتة، كما لم تفعل مع غيري من الباحثين في الميتافيزيقا، بل توقعنا خطوات أكثر جرأة وأشد توضيحا وتفصيلا، مما يشير في نفس الخط الذي بدأته الإدارة الأمريكية عندما أعلنت منذ شهور واعترفت لأول مرة برصد أجسام طائرة وحاولت تدميرها في السماء الأمريكية والكندية، كما تم رصدها في مناطق متفرقة من العالم وأوروبا، غير أنها لم تقر صراحة پأن تلك الأجسام موجهة من قبل مخلوقات خارجية.
وفي فهمنا لتلك النوعية من الأحداث والظواهر، يجب أن ندرك أن العام الجاري 2023 بدا فارقا في فهم التحول الكبير في مسرح الأحداث حول العالم، الذي يجري ويتم التجهيز له على قدم وساق في أشياء كثيرة لتنفيذ استراتيجيات تمهد لتطبيق ما أصبح متعارف عليه إعلاميا بالنظام العالمي الجديد، فقد واكب عرض الكونجرس المكسيكي، ومن قبله اعتراف البنتاجون بالاحسان الطائرة، تسريبات عديدة لفيديوهات من الانترنت المظلم، لأعداد كبيرة من أنواع مختلفة من تلك المخلوقات الخارجية يتم رصدها بكاميرات مراقبة أو كاميرات الدرونز بالصدفة أو كاميرات المغامرون في الغابات، تؤكد وجود تلك المخلوقات بيننا وبعضهم يتنكر في جلد بشري، ويطلق عليهم الباحثون اسم Lizard people ، وبعضهم يلقبون بالزواحف الذين يظهرون وينفضح أمرهم بالصدفة البحتة أمام كاميرات المحطات والقنوات التليفزيونية، وهو ما يسمى”Shape shifting”، بل أنني تمكنت من الحصول على فيديو لكاميرا مرتقبة ترصد محاولة هروب أحد الاشخاص، من مخلوق غريب أشد رعبا وشرا من تلك التي تظهر في افلام هوليوود، بعد أن اعتدى عليه وأصابه في ساقه، وغير ذلك عشرات الفيديوهات لمخلوقات تشبه البشر في شكلها لكن حجمها ضئيل جدا يشبه حجم تلك التي ظهرت في مسلسل الاطفال الشهير “سنافر” ، وبعضهم يطير بأجنحة كالسرعوف، ؤأخرين لهم صدفة مثل السلحفاة، ومؤخرا تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لطفل لون بشرته رمادي، يشار إلى أنه من فصيلة الرماديين، وهي أحد أنواع المخلوقات الخارجية “الفضائية”.
يأتي عرض أو جلسة استماع البرلمان المكسيكي منسجما ومتوازيا ومكملا لما توصلنا إلية من أدلة على سيطرة تلك المخلوقات على حكومات العالم وأن هناك مندوبون لهم في كل حكومة أو نظام وخاصة النظام الأمريكي، ما يؤكد تسريبات كشف عنها في فيديوهات تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لشهادات شخصيات فاعله احتكت وتواصلت بشكل مباشر او كانت على علم بوجود تلك المخلوقات خلال تلك السنين والعقود الطويلة الماضية، وتحذر من الاستعداد والتجهيز لهجوم وغزو فضائي وهمي ومفبرك خلال2024، من قبل تلك المخلوقات الفضائية على كوكب الأرض خلال الأشهر القليلة القادمة أو في حيز زمني قصير قد لا يتجاوز العام أو العامين لإجبار دول العالم على التوحد والدخول تحت سيطره وإدارة حكومة موحدة وجيش موحد يحكم العالم إيذانا ببدء نظام عالمي جديد.
وغالبا ما يواجه مثل هذا الاعتقاد أو تلك التسريبات بالانتقادات والهجوم على أصحابها والقائلين بها ووصفهم بأنهم من المهووسين بنظريه المؤامرة وأنه لا وجود لها، بل إنه ليس هناك حاجة للاعتقاد بأن هناك قوى خارجية تتربص بالبشر وتريد الفتك بهم والقضاء عليهم أو اخضاعهم والسيطرة عليهم، لكننا كباحثين في الميتافيزيقا ودراسات المستقبل عملنا خلال العقدين الماضيين على جمع الأدلة والمعلومات التي تؤكد بعضها بعضا في تلك القضية وتوصلنا إلى نتائج مدهشة أكدتها الدراسة المعمقة والتحليل وشهادات شهود العيان والمتورطين ومن لهم علاقه بهذا الملف.
أجناس فضائية
وإذا عدنا إلى شهاده وزير الدفاع الكندي الأسبق بول هيلير، نجد أنه فصل وكشف عن تفاصيل مدهشة وغير متوقعه في هذا الملف فقد أكد أن تلك المخلوقات تعيش بيننا منذ آلاف السنين رغم محاولته التعتيم والتضليل بقوله أنها مخلوقات فضائيه ربما تعيش في كواكب المجموعة الشمسية التي تقع ضمنها الأرض لكنه أيضا كشف ولأول مرة عن تفاصيل دابت حكومات أمريكا وأوروبا على إنكارها مثل إشارته إلى العام 1960 وأول تحقيق رسمي أجري حول ظهور أجسام فضائية في مدينه فيوتلا، وقد كانت بعض تلك الاجسام قد توجهت جنوبا عبر أراضي حلف النيتو في أوروبا حيث مقر رئيس أركان حلف الناتو، وحسب وصف “هيلر” بأن رئيس الأركان في ذاك الوقت اصيب بالذعر عندما علم بظهور تلك الأجسام وعودتها أدراجها صوب الشمال مرة أخرى، وقد توصل التحقيق إلى أنه ما لا يقل عن 4 أجناس فضائية قد زارت الأرض على امتداد آلاف السنين، إلا أن هناك 3 أجناس يزورون الأرض حاليا ويعيشون بيننا ويتنقلون في حرية تامة، ولا يختلطون بالبشر وأنهم في مجملهم 7 أجناس وصف أحدهم بأنهم من ذوي الأجسام الطويلة البيضاء، وفي محاوله لتوضيح استراتيجيتهم وأهدافهم ومخططاتهم نحو الجنس البشري، حاول إضفاء نوع من السخرية على كلامه عندما قال، أن القول بأن لهذه الأجناس أجنده واحدة يشبه القول بأن أمريكا وروسيا والصين لهم أجنده واحدة.
وأكد الوزير الأسبق أن السرية طوقت ذلك الملف للحفاظ على مصالح شخصية مكتسبة واتفاقات بين البشر وحكومات بعض الدول وبين تلك المخلوقات، تمد بموجبها تلك المخلوقات البشر بالتكنولوجيا المتقدمة والأسرار العلمية، على أن يشاركون في إدارة شؤون البشر من خلال ممثلين لهم، حددها “هيلير” في ثلاث مناصب أو أخويات هم، قنصل العلاقات الخارجية واللجنة الثلاثية واتحاد الصيرفة الدولي والاتحاد النفطي والأجهزة المخابراتية المختلفة وعناصر منتخبة من الوحدة العسكرية الذين اصبحوا حكومة ظل ليس للولايات المتحدة فقط بل لبقية إجراء العالم.
وشدد وزير الدفاع الكندي الاسبق، في وقتها، على أن الهدف من هذه الاتفاقات والتعاون، “هو تشكيل حكومة عالمية تتألف من أعضاء عصبة سرية لم ينتخبهم أي أحد واستنادا إلى المراقبين فإن الخطة تسير بشكل جيد”.
وما حدث ويحدث خلال 2023 وآخره جلسه الاستماع تلك في البرلمان المكسيكي، لا يدع مجانا للشك بأننا مقبلين على أحداث غاية في الخطورة وأنه من الواجب علينا إعادة النظر والاهتمام بآراء وارهاصات الباحثين والمنظرين حول نظريه المؤامرة، وتدبر الواقع بعمق في محاوله للوصول إلى رؤية واضحة تساعدنا في مواجهة تلك المؤامرة او التقليل من أضرارها وآثارها والنجاة بأنفسنا والأجيال القادمة من الهلاك، في ظل سيطره نظرية المليار الذهبي على أجندات حكومة العالم الخفي، والتي تحضرنا إلى عالم جديد تتشكل ملامحه بحلول 2030 وهو التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة في أجندتها المعلنة بعد تغييرها من 2021 الى 2030 لمزيد من التجهيز لشعوب العالم وحكوماته بالخضوع والإذعان لقيام ذلك العالم الجديد.
من البديهي ومن المعروف أنه و عبر التاريخ البشري الطويل لعبت المرأة دوراً أساسياً كبيراً كإحدى شروط استمرارية وجود الحياة البشرية و إن صح التعبير لعبت الدور الأبرز في الحفاظ على استمرارية البشرية كونها الحاضنة لهذا الوجود.
وفي المجتمعات كذلك حيث تشكل المرأة المجتمع برمته عبر الحفاظ على جميع الممكنات كما ذكر آنفاً ودورها الكبير في دعم الأسر والمنظومات المجتمعية ومختلف التوجهات والتخصصات والأدوار وما نراه اليوم من مكتسبات على الأرض ما هي إلا دليل على ما وصلت إليه المرأة بعد أزمنة طويلة من التضحيات والنضالات وتوجد أيقونات ونماذج وأمثلة تحتذى خلدتها تلك التضحيات. شعار ودلالة
إن شعار مجلس المرأة السورية والذي يرمز إلى خارطة سوريا الكاملة تتجسد في وسطها وجه المرأة والشمس الساطعة ضمن دائرة مكتوب فيها اسم المجلس بعدة لغات حيث ترمز إلى التنوع المكوناتي والعرقي واللغوي والإثني والثقافي والديني.
تأسس مجلس المرأة السورية رسمياً بتاريخ 8/9/2017
حيث يمثل هذا التاريخ تشكيل المجلس والتي تعتبر مظلة تضم جميع التنظيمات والاتحادات والفعاليات والجهات النسوية السورية وأيضاً شخصيات نسوية مستقلة حيث تعملن ضمن المجلس على توحيد الجهود و الطاقات والأهداف والرؤى من أجل تحقيق نظام اجتماعي تسود فيه الحرية والمساواة والعدالة.
ومن أجل أن تؤدي المرأة دورها الريادي والحقيقي والفعال في عملية البناء والنهوض والتنمية في سوريا المستقبل وفق أسس ديمقراطية تعددية وأن يكون من أهداف اللواتي تعملن ضمن مجلس المرأة السورية لهن أهداف في بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي يعتمد على حرية المرأة وحل الأزمة في سوريا عن طريق الحوار (السوري الوطني ).
وتحقيق نظام تعددي لامركزي في سوريا بحيث تتحقق الحرية والديمقراطية والعدالة لكل الهويات والمكونات والثقافات الاجتماعية في سوريا وتنظيم وتوعية المرأة وتحقيق حياة نديّة حرة بين الجنسين وتمكين المرأة ومنحها الدور في صياغة الدستور السوري القادم وقيادة المفاوضات التي تجري حالياً في سوريا ويهدف المجلس أيضاً إلى مناهضة كل أنواع العنف والاستغلال والتعصب ضد المرأة وترسيخ مبدأ تمثيل العادل و المتساوي للمرأة في جميع مجالات الحياة.
ويضم مجلس المرأة السورية مجموعة من اللجان وهي : (لجنة التنظيم، لجنة العلاقات لجنة الأعلام، لجنة المخيمات)
وتتجسد ادوار المرأة داخل المجلس أيضاً في أستهداف النساء على كامل الجغرافية السورية ليتكون لديهن رؤية موحدة في حل قضايا المرأة وحل الأزمة السورية. صعوبات وتحديات
إن من جملة التحديات والصعوبات و المعوقات التي يواجه المجلس تتعلق في نظرة المجتمع السلبية تجاه المرأة فيحصرون دورها ضمن أطار المنزل أو ضمن المجتمع ولكن بحدود ضيقة ومحدودة فهي إما أن تكون ربة منزل أو معلمة للتلاميذ في مدرسة أو ممرضة في أفضل الأحوال
ومن جملة التحديات أيضاً هي تزايد زواج القاصرات والزواج القسري وخصوصاً في المخيمات والمجتمعات التي تحصل فيها المرأة على التعليم الجيد .
أما فيما يتعلق بالعمل السياسي فهذا شيء جديد عل المجتمع السوري نتيجة تراكمات تاريخية طويلة لم تحظى فيها المرأة على الأهمية والدور الفاعل لأسباب كثيرة ويقتصر دور المرأة في هذا السياق وفي عملية صنع القرار .
إن المرأة اليوم تحدت كل هذه العوائق التي وقفت أمامها من خلال أهداف وخطط ولجان مجلس المرأة السورية فشكّل المجلس مساحات آمنة للنساء السوريات ودعمت مشاركتها في العمل السياسي وضمنت لها تسهيلات ساهمت في تطور أدائها ودورها . المرأة والحرب
لقد عانت المرأة السورية من تبعات الحرب من تهجير ونزوح وفقدان وتهجير قسري وسفك للدماء حيث وتراكمت عليها أعباء كبيرة جداً حيث تحول دورها إلى جانب الأم في تحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية بعد أن كانت مهمتها الوحيدة هي رعاية أطفالها في المنزل وترك المسؤولية الاقتصادية على الأب ولكن اليوم تلعب المرأة السورية دوراً إيجابياً في المجتمع من خلال انخراطها في العمل في عدة مجالات بعد أن كانت اقتصادية واجتماعية أو حتى سياسياً.
إلى عائلتي التي احبها جداً ، اسف …فأنا لن اراكم بعد الان ، انا لا اريد إن اختفي للأبد …ولكن اتمنى انني كنت لكم كشمعة منيرة اضاءت من اجلكم طول عمرها ، اتمنى إني كنت لكم اباً جيداً مُحباً وعطوفاً وحكيماً في كلامه وافعاله.
ليس لدي المزيد من الوقت فأنا ألان نائم بسلام تحت التُراب … وسينتهي الحلم قريباً يا بُني ، إما الناس فتذكر انه كان يا مكان لم يعد احد كما كان ، لا تثق بالآخرين فالحياة ألان اصبحت كمسرح والجميع فيه يُجيد التمثيل .
واما عن الصداقة فتذكر إن الصديق هو صديق الطريق والصديق الوفي كنزٌ ثمين فحافظ عليه وكن له خير رفيق ، واما عن الحياة فلا تجعل منها همك الكبير ، احلم واسعى وارضى بالأقدار وان كانت تبدو في غير صالحك ، فاللطف مُخبئ في كل الدروب والفوز حليف لصاحب القلب الكبير ، واما عن العفو فكن ذا عفو وسامح الجميع فليس يسلب السرور أكثر من نيران الحقد المُوقدة في القلب الضعيف.
واما عن حزنك فكن صاحب همة واعمل فأن العمل يُنسيك مرارة الحزن واياك والجلوس في سجن الشكوى والعويل فانا اثق بقوتك وشجاعتك على مُواصلة المَسير ، واما عن الناس فعاملهم بالإحسان تنال منهم الاحترام والتقدير .
واما عن الخير فتمسك به فهو النور الذي سيهديك للطريق وكن صاحب مبادئ وقيم وكن رمزاً للشخص النبيل ، واما عن آخر اقوالي لك فهو إن العائلة هي الحب الأبدي والصادق فكن لهم السند والدعم ومصدراً للعطف والحب ، وتذكر انك عندما تشتاق الي سوف ازورك في حلم جميل واقول لك كم انا فخور وراضي عنك كن بخير وابتسم وساعد الجميع فنور أفعالك يصل إلى قبري ويضيئه فأفرح واقول دُمتَ بخيرٍ لطالما كنت الابن البار والطيب انا محظوظ لأنك ابني ، فهناك من نسيَ احبائه في الظلام ولم يرسل لهم إي نور فباتوا في الظلامٍ وغابوا عن الذكرى ونساهم الجميع كأنهم لم يكونوا هنا يوماً من الأيام ….
قرب انتهاء مدة العمل بمعاهدة لوزان التي تم توقيعها في 24 تموز 1923، واعادة جميع الاراضي التي تم اقتطاعها من الجمهورية التركية في عهد الدولة العثمانية اصبح حديث الساعة في هذه الايام في وسائل التواصل الاجتماعي؟!
والمقصودة من هذه الاراضي ولاية الموصل التي كانت تشمل مدن “دهوك – اربيل – كركوك – السليمانية”، بحيث تم معالجة وضعها دبلوماسيا بين الجمهورية التركية ومملكة بريطانيا ممثلة العراق انذاك كَون العراق كان خاضعاً للانتداب البريطاني في تلك الحقبة الزمنية.
في وقتها تم تنظيم استفتاء داخل ولاية الموصل بإشراف منظمة عصبة الأمم وجاءت نتيجة الاستفتاء برغبة أهالي ولاية الموصل الانضمام للمملكة العراقية وتم المصادقة على نتيجة الاستفتاء في عصبة الأمم وقبول تركيا بهذه النتيجة.
استنادا على نتائج تلك الاستفتاء تم توقيع اتفاقية جديدة بين العراق وتركيا، وهي اتفاقية انقرة لعام 1926 وكانت أبرز بنود هذه الاتفاقية هي:
١) تبعية ولاية الموصل للعراق وتنازل الجمهورية التركية عن أي ادعاءات بشأنها.
٢) ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي طبقا لما يسمى “خط بروكسل” واعتبارها غير قابلة للانتهاك (أعلنت تركيا اعترافها الرسمي بالدولة العراقية في 15 مارس/آذار 1927).
٣) حصول تركيا على نسبة 10٪ من عائدات نفط كركوك في الموصل لمدة 25 سنة.
٤) يحق لتركيا التدخل العسكري في حال ما اذا حصل هناك انتهاك للأقلية التركمانية فيها.
المحصلة النهائية لهذه القضية ان الموصل محافظة عراقية يعيش فيها جميع المكونات والقوميات والاطياف (الكورد – العرب – التركمان – الصابئة المندائيون – اليزيديين – المسيحيين – السريان – الكلدانيون – الاشوريون – شبك – وغيرهم ..) وهذا المزيج لا يؤثر على السياسة الخارجية للبلد ولا على سيادة العراق.
وما يروج الان في وسائل التواصل الاجتماعي عن تغيير خارطة العراق السياسية فهي الا ضجيج اعلامي واخبار عارية من الصحة ولا تؤثر على هوية وعراقية الموصل وانتمائها.
في مشهد درامي للاشتباكات المسلحة بالسودان وأوكرانيا ووسط زحام الأخبار عن التحذيرات العالمية من الذكاء الاصطناعي، بات تغير المناخ ذات حديث باهت وموسمي خاصة مع حلول فصل الصيف وتجلي الصورة المفجعة لانخفاض مناسيب الأنهار في أوروبا.
لم يعد صعباً حقاً رسم خريطة للعالم بعد قرن، البشر يستعمرون المريخ، الصين هي القوة العظمي، دولاً جديدة ولدت وأخرى ربما تفككت، قد تبدو كلها تكهنات مبنية على معطيات اليوم لكن الأكثر احتمالاً أن تصبح المياه عملة صعبة تباع في الأسواق العالمية مثل البترول والغاز.
هل تتحول أطراف أوروبا الى صحراء في المستقبل القريب؟
لم يعد مستبعد تحول الكثير من الأماكن الخضراء في العالم إلى صحاري، فالغطاء النباتي يعد نتيجة لظروف مناخية معينة من درجة رطوبة وأمطار وحرارة تقرر مدى كثافة ونوعية هذا الغطاء، ومع تسجيل دول أوروبية عدة درجات حرارة قياسية، باتت أوروبا في مرمى نيران التغير المناخي وأكثر ترشحاً للتصحر خاصة بالمناطق الجنوبية المتاخمة للصحراء الأفريقية مثل جنوب إسبانيا وإيطاليا، وتعتبر الأنهار الفرعية بأوروبا مهددة بالتلاشي وقد تتعثر الكثير من الأنهار الرئيسية في ممارسة نشاط النقل التجاري بين الدول مثل الدانوب والراين وهو ما حدث بالفعل الصيف الماضي حيث تعطلت حركة الملاحة بهم بسبب انخفاض منسوب المياه.
كما اضطرت حكومة اسبانيا لإصدار قرار بتحديد كمية محدودة من لترات المياه لكل فرد في المنتجعات السياحية على شواطئها التي تعج بالسياح مع تزايد الجفاف والعوز المائي، ووضع الاتحاد الأوروبي سياسات وتدابير أقسى للحفاظ على الموارد المائية بالاتحاد.
مزيداً من الحروب الطاحنة بسبب المياه وموجات نزوح بشرية عملاقة باتت تلوح في الأفق، ولا أحد ينسي مشاهد الحرب المدمرة في إقليم دارفور سنة 2008 والتي تتكرر اليوم، وكان تغير المناخ الذي ضرب منطقة الصحراء الكبرى السبب الرئيس لأنه تسبب في جفاف ممتد وتراجع المراعي وصعوبة الوصول للمياه ومن ثم الاقتتال على الأبار من أجل البقاء، والغريب في الأمر أن الأمم المتحدة لم تلتفت إلى هذا العامل المسبب للحرب بعد الإطاحة بعمر البشير حيث لم يهتم أحد بحل مشكلة المياه في إقليم دارفور الذي تطرق الحرب أبوابه بين الحين والأخر لتفادي تكرارها.
وفي حالة مشابهة لدارفور، شهدت نيجيريا صدامات عدة بين المزارعين والرعاة من قبائل عدة في شمال شرق البلاد عام 2019 مما أتاح الفرصة لجماعة بوكو حرام لاختراق تلك المناطق وقتل نحو 60 شخصاً ونهب عدة قرى، وكان شح المياه في حوض بحيرة تشاد وقود هذا الاقتتال القبلي! حيث شكلت تلك البحيرة المهددة بالجفاف بسبب تغير المناخ محور تجاري استراتيجي دولي بين الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا لسنوات طويلة، وتعد أحد ضحايا الاحترار العالمي.
ذلك الأمر الذي يخلق رابطاً قوياً بين التغير المناخي وتهديدات عالمية أوسع مثل الإرهاب الدولي، فهل يفسح مجالاً للجماعات المتطرفة في أفريقيا وخارجها للازدهار في مناطق يسهل استقطاب وتحريض القبائل على النزاع؟
وإلى الشمال، حيث تزداد المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة وتعتبر المياه سبب رئيس حيث يسهل تزويد المستوطنات بالمياه من حوض نهر الأردن والمياه الجوفية المترسبة تحته بالضفة مما يجعل انشاء مستوطنات مماثله في جنوب إسرائيل أمراً لا يقارن اقتصادياً حيثما يوجد الشح المائي بصحراء النقب، وعلى غرار دارفور، لا يلتفت الكثيرين إلى ذلك العامل الهام في تسوية النزاع مع الفلسطينيين مما يجعل الفشل مصير كل محاولة مهما تغير الوسطاء!
وإلى الشرق قليلاً، حيث تقبع هضبة التبت العملاقة في قلب آسيا لينحدر منها ستة أنهار دولية ثرية بالخلافات مثل الجانج والإندوس (السند)، ففي إقليم كشمير، تعتبر المياه سبباً لتعقد النزاع الهندي الباكستاني حيث ترفض إسلام أباد أي تنازلات لأن نهر السند ينبع من جبال كشمير وهو المغذي الرئيسي للباكستانيين وسيطرة الهند على تلك الجبال يعد سيطرة على حياة الملايين هناك، ومع التغير المناخي تتعرض تلك المنطقة لمشكلة شح مائي أكثر ضغطاً على باكستان مما سيعقد حتماً أزمة كشمير بين الدولتين المتسابقتين بالفعل في التسلح النووي علاوة على تاريخهما الحافل بالخلافات الدينية والحدودية.
وفي قلب أسيا، يتأجج الخلاف القرغيزي – الطاجيك بسبب بناء طاجيكستان سدود على النهر بين الحين والأخر حيث تستغل طاجيكستان تقاربها مع أوزبكستان وموقعها الاستراتيجي أعلى النهر لتأمين احتياجاتها من المياه، ولا تخلو التدخلات التركية العسكرية في شمال العراق وسوريا من الأطماع المائية طالما سعت أنقرة للسيطرة على نهر الفرات ذلك الأمر الذي تسبب في انخفاض منسوبه ومعاناة ملايين الصيادين والمزارعين العراقيين، ومن ثم اضطرار بغداد لإنفاق أموال طائلة للبحث عن حلول!
ونظراً للارتباط الأبدي بين المياه ووجود الدولة وأمنها القومي الاستراتيجي، سيدفع الشح المائي الحكومات لبناء مزيداً من السدود على منابع الأنهار من أجل تخزين المياه، ومن ثم تعطيش شعوب دول المصب أو العابر بأراضيها التي ستضطر بدورها لدفع أموال أكبر لتدبير احتياجاتها المائية إما بتحليه مياه البحر أو شراء المياه من جيرانهم.
تسعير المياه
وإذا حدث ذلك، ستصبح المياه حتماً عملة صعبة مثل الدولار واليورو بسبب تسارع تغير المناخ نحو حرارة أعلى وجفاف أشد علاوة على تزايد سكان العالم وعدم جدية أغلب حكومات الدول الصناعية للتحول الطاقي لبدائل الوقود الأحفوري، وهو الأمر الذي سيخلق ضغوطاً مائية أكثر على الدول الأفقر مائياً.
لذا أعتقد أن سيناريو “تسعير المياه” و”تصديرها” بين الدول سيصبح أكثر واقعية وتداولاً وستضطر دولاً كثيرة لشرائها كسلعة بالمستقبل القريب.
والملفت للانتباه خلال زيارتي لأثيوبيا في مايو الماضي للمشاركة في اجتماع اللجنة الرابعة الفنية للثقافة والشباب والرياضة بمقر الاتحاد الأفريقي، تدفق عدداً من المستثمرين الأجانب لقطاع الزراعة الاثيوبي والذي يعتبره الكثيرين قطاعاً واعداً نظراً لخصوبة الأراضي والمياه التي خزنها سد النهضة خلفه مما يجعل تكاليف الاستثمار بخسة جداً مقارنة بجودة المحاصيل المرتفعة.
المناطق المرشحة للنزاع المائي!
ويمكنني تنبؤ أماكن النزاع المحتملة بسبب المياه، حيث تعتبر جميع الدول الصحراوية والمتاخمة للصحراء مرشحة للنزاع المائي وما يسرع حدوثه عوامل أخرى تتعلق بالاضطرابات والضغوط الداخلية أو بالدول المجاورة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، بوليفيا والأرجنتين بأمريكا الجنوبية، والذي يزيد الوضع سوءاً سياسات الدول الداخلية التي تقوم بخصخصة المياه لشركات خاصة مما دفع الكثيرين من المواطنين للتظاهر ضد سياسات الدولة في لاباز وبوينس آيريس بين الحين والأخر لوقف الخصخصة وجعل المياه حق من حقوق الانسان تكفله وتتيحه الدولة لمواطنيها، علاوة على حل الخلافات المائية مع الجيران.
قيرغيزستان وطاجيكستان اللتان تتنازعان بدورهما لترسيم حدود تصل ألف كيلومتر منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.
والصين وجيرانها في جنوب شرق أسيا خاصة لاوس وكمبوديا اللتان تواجهان تحدياً مائياً هائلاً مع جارتهم العملاقة، فمع توافر إمكانيات مالية وتقنية مهولة لدي بكين، تقوم الصين ببناء سدود عملاقة لتوليد الكهرباء وضخ المياه للشمال والغرب من نهر الجانج، بل وتسعي للعب دور المسيطر الأوحد على النهر نظراً لأنه ينبع من هضبة التبت التي توجد أغلباها بالداخل الصيني.
الهند وجيرانها، حيث يعتبر نهري تيستا والجانج بؤرة نزاع مرشحة بين الهند وبنجلاديش، والهند وباكستان في إقليم كشمير كما تم التوضيح مسبقاً بسبب نهر السند.
وبعض الدول قد تواجه الخطران معاً نزاع داخلي وأخر عابر للحدود، وتعتبر السودان مثالاً لذلك حيث تشتعل أزمة دارفور بين الحين والأخر بسبب الأبار علاوة على الخلاف مع اثيوبيا بسبب سد النهضة على حدودها الشرقية، والذي لا يزال قيد التفاوض مع مصر.
ورغم الجهود الحثيثة من القاهرة للتوصل لاتفاق عادل مع أديس أبابا، بادرت الأولى بوضع تدابير ومشاريع صارمة لإدارة الموارد المائية مثل تبطين الترع والانتقال من منظومة الري بالغمر إلى التنقيط، وهو ما يزيد فاتورة تكيف الدول مع التغير المناخي والشح المائي المترتب عليه!
مزيداً من الشح المائي وفرص الصراع، والعلاقة المشبوهة بين التغير المناخي وتنامي الإرهاب بالدول الفقيرة وزعزعة الأمن العابر للحدود مثل حوض بحيرة تشاد،
فقد يبدو بيع المياه بين الدول أمراً يثير الاستهجان والتحفظ وربما الاستنكار اليوم، لكن واقع الغد قد يفرضه ويجعل المياه عملةً صعبة المنال!