قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مجموعة مجهولة اختطفت مواطنا سوريا قبل يومين على الطريق الرابط بين حمص والعاصمة دمشق، أثناء توجهه للعلاج هناك.
وينحدر المواطن من قرية مبروكة الشرقية بريف الدرباسية الغربي التابعة لمحافظة الحسكة، ويعمل محاسبا في بلدية الدرباسية” وفق المرصد.
وبحسب ذات المصدر فإن الخاطفين طالبوا أهل الضحية، بدفع 15 ألف دولار أميركي كفدية مقابل إطلاق سراحه.
موقف القانون السوري من عمليات الخطف
ويعاقب القانون السوري مرتكبي الخطف بقصد طلب الفدية واستعمال العنف بالسجن عشرة سنوات وغرامة ضعف الفدية المطلوبة ويحكم بالحد الأقصى على مرتكبيه وهو عشرون سنة.
وقد نص المرسوم التشريعي 20 لعام 2013 على أنه إذا كان المخطوف طفلاً وطلب الفدية مقابل إطلاق سراحه، فإن العقوبة ستكون الأشغال الشاقة المؤبدة، وتصبح العقوبة الإعدام إذا نجم عن جريمة الخطف تلك وفاة المختطف (الضحية)، أو حدثت له عاهة دائمة.
يذكر أن التشريع السوري أضاف نصا خاصا بالخطف بقصد تحقيق مآرب سياسية أو مادية أو بقصد الثأر أو الانتقام أو لأسباب طائفية، أو الاعتداء الجنسي على المجني عليه، حسب المرصد.
وتكون عقوبة الخطف لتلك الأغراض إما المؤبد “سواء أكان المخطوف طفلاً أم بالغاً”.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرّك للكشف عن مصير المخطوفين وفضح كل الأطراف المتواطئة.
وشدّد المرصد على مساعيه المستمرة لإيلاء الملف الأهمية القصوى وإيصال صوت المختطفين وأهاليهم إلى العالم.
فواز القطيفان
وتأتي حادثة الاختطاف الجديدة بعد قضية الطفل فواز قطيفان الذي أفرج عنه خاطفوه بعد فدية مالية ضخمة.
واختطف الطفل فواز أثناء ذهابه إلى المدرسة مع شقيقته، حيث اعترض طريقه ملثمان يستقلان دراجة نارية، برفقة امرأة، واقتادوه إلى مكان مجهول.
وطالب الخاطفون عائلة الطفل بدفع مبلغ مالي يصل لـ 500 مليون ليرة سورية (نحو 150 ألف دولار أميركي) للإفراج عنه.
ولاقت القضية اهتماما إعلاميا كبيرا، وانتشر وسم (هاشتاغ) “أنقذوا الطفل فواز قطيفان”، على مواقع التواصل الاجتماعي في دول عربية عدة، وذلك من أجل العمل على إطلاق سراحه، بعدما انتشر مقطع فيديو له، يوثق تعرضه للعنف والتعذيب على يد خاطفيه.
كشفت تقارير صحفية عن كواليس الإطاحة بقائد فصيل سليمان شاه أو ما يسمي بـ العمشات الموالي لتركيا فى سوريا محمد الجاسم الشهير بـ أبو عمشة.
وبحسب موقع أورينت المقرب من المخابرات التركية، قررت اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضايا تجاوزات فصيل (سليمان شاه) عزل قائده محمد الجاسم الملقب “أبو عمشة”، عن جميع مهامه الموكلة إليه، وعدم تسليمه شيئاً من مناصب الثورة لاحقاً، وذلك بعد الذي ثبت عليه في الدعاوى المقدمة ضده بخصوص عمليات السرقة والابتزاز والاغتيال والفساد وتجنيباً للمنطقة من احتمالات الاقتتال والدماء والفتنة.
كما قررت اللجنة عزل إخوة أبو عمشة، وليد حسين الجاسم (سيف) ومالك حسين الجاسم (أبو سراج) إضافة إلى كل من أحمد محمد خوجة وعامر عذاب المحمد وحسان خالد الصطوف (أبو صخر)، الذين ثبت تورطهم أيضاً في الدعاوى المقدمة ضد أبو عمشة.
وبحسب أورينت، فقد ذكرت اللجنة القضائية أن إحقاق العدل وإنصاف المظلومين وتعويض المتضررين هو مسؤولية أصحاب القرار والنفوذ على الأرض (شمال سوريا)، مضيفة أنه يجب منع الساحة من الانزلاق إلى الاحتكام للسلاح، وعلى الجميع حقن الدماء وحفظ الأنفس.
لجنة تحقيق ثلاثية فى انتهاكات أبوعمشة
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تشكيل لجنة ثلاثية للتحقيق بالاتهامات الموجَّهة لهذا اللواء الذي يُعرف باسم لواء “العمشات”، وتتألف من الشيخ أحمد العلوان والشيخ عبد العليم عبد الله والشيخ موفق العمر، بعد توافق بين “عزم” والمجلس الإسلامي السوري وفعاليات محلية في شمال حلب على تشكيلها.
ولم يتضح بعد موقف “أبو عمشة” وفصيله من القرار المتخذ، غير أن أنباء غير مؤكدة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أفادت بعدم التسليم والانصياع للقرار.
وكشف الموقع أن أبو عمشة قام في وقت سابق، بتسليم نفسه لهذه اللجنة للتحقيق معه ومع قادة فصيله بتهم تتعلق بارتكاب جرائم وانتهاكات كثيرة.
“نموت ولا يقودنا الوسخات”
وعقب صدور الحكم أعاد ناشطون تداول تسجيل صوتي للشيخ “عبد الناصر علوان” من وجهاء حماة وواحد من أوائل الذين طالبوا بمحاكمة “أبو عمشة” وكشف جرائمه قال فيه: إن “أبو عمشة” سلط عليه وعلى جماعته الذين طالبوا بإحقاق الحق، عشرات القنوات الإعلامية التي نعتها بالعهر والفجور.
وتابع “علوان” أنهم لم يسكتوا وظلوا يحثون على إحقاق الحق وإبعاد أبو عمشة وأمثاله عن الثورة ومؤسساتها قائلاً: (نموت ولا يقودنا الوسخات).
بيان الشيخ أحمد علوان
وفي بيان له أيضاً قال الشيخ أحمد علوان: إن اللجنة كلفت من قبل غرفة عزم ممثلة بالأخ “أبي أحمد نور” والأخ “أبي أحمد فهيم” وقبول قائد فرقة سليمان شاه “محمد الجاسم ” (أبو عمشة) وتم التعهد من قبلهم بتنفيذ قرارات اللجنة حين صدورها، فاللجنة أدت ما عليها رغم الضغوط الكبيرة عليها والعراقيل التي اعترضتها وأصدرت هذا البيان، وسوف تحال الحقوق المالية والمظالم للمتابعة والنظر فيها. فتح التحقيق مع أبو عمشة
وكان تكتّل فصائل “الجبهة الشامية” أحال ملف محمد الجاسم (أبو عمشة) إلى مفتي الجمهورية المنتخب الشيخ “أسامة الرفاعي” وذلك للتحقيق في الجرائم المنسوبة إليه وإلى إخوته الذين أصبحوا أداة لتنفيذ مخططاته الإجرامية في القتل والنهب والاتجار بالمخدرات في منطقة الشيخ حديد، ولا سيما بعد مقاطع الفيديو الأخيرة التي بثّها على وسائل التواصل الاجتماعي أصهاره ومساعدوه.
واتُّهِم “أبو عمشة” بالاستيلاء على منازل وأراضي المدنيين في عفرين وأشجار الزيتون التي تُشتَهر بها المنطقة، إضافة إلى نقل عناصر فرقته عائلاتهم إلى منطقة الشيخ حديد وتسليمهم المنازل المسيطَر عليها، كما اتُّهم بتنفيذ عمليات قتل واغتيال طالت معارضيه ومنتقدي تصرفاته، ولا سيما القيادي (زهير أمنيّة).
فضائح سابقة
وبحسب شريط مصوّر انتشر بوقت سابق على منصات التواصل الاجتماعي، كشف خلاله شخص عرّف عن نفسه على أنه (نسيب/صهر أبو عمشة)، عن سلسلة من الفضائح تتعلق بعمليات ابتزاز وخطف وبيع للسلاح واتّجار بالمخدرات قام بها أبو عمشة وفصيله، حيث لم يقتصر الأمر على الأراضي السورية، بل امتدَّ إلى الأراضي الليبية أيضاً.
وقال الشاب (محمد العمار ابن أبو رشاد) في الشريط المصور: إن “أبو عمشة طالب والد الشاب المدعو (أبو رشاد) بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي كـ (إتاوة/خوّة)، وعند الرفض نشب خلاف بين الاثنين، وانتهى بقيام أبو عمشة بزج والد الشاب في السجن.
ولم يكتفِ بذلك بل قام بزجّ إخوته وأقاربه وأولاد عمه في السجن أيضاً، أما الشاب الذي ظهر في الشريط فقد كان يقاتل في ليبيا خلال تلك الفترة، حيث تواصلَ معه شخص يدعى (علي مداهين) وطالبه بالقدوم إلى قيادة فصيله، بحجة وجود اجتماع، كما طالبه برفض أي أمر يقوله الضباط الأتراك لهم.
من أبو عمشة؟
هو (محمد الجاسم) الملقب بـ (أبو عمشة) من مواليد قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين بريف حماة الشمالي عام 1985، وهو أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل، إذ إنه تحوّل بين ليلة وضحاها من سائق لجرارات الحراثة (تراكتور) والحصادات الزراعية قبل اندلاع الثورة السورية، إلى أحد أبرز قادة الجيش الوطني وصاحب السيارات والمرافقات وغيرها.
ولم يقتصر عمل (الجاسم) داخل سوريا فقط، بل امتدت أنشطته وأعماله إلى خارج الحدود، حيث سبق أن تعهد باستقبال ”خنساء حوران” المقيمة في الأردن، والتي كانت على وشك الترحيل، كما امتدت أنشطته لتصل إلى الكاميرون، حيث نشر أحد الحسابات ويحمل اسم (سلامة الحسين) تغريدة على تويتر تضمنت شريطاً مصوراً لتوزيع مساعدات قيل إنها في دولة الكاميرون، وقد علّق الحساب على الشريط قائلاً: “توزيع مساعدات على المدنيين في دولة الكاميرون من قبل قائد لواء سليمان شاه محمد الجاسم أبو عمشة”.
خلال السنوات الماضية، استهدفت الولايات المتحدة عشرات من قادة تنظيمي القاعدة وداعش وقادة الجماعات المتطرفة داخل مدينة إدلب، الخاضعة للنفوذ التركي بشمال سوريا.
آخر تلك الهجمات، كان قتل زعيم تنظيم داعش أبو أبراهيم القرشي، الذى تم استهدافه فى غارة برية، وقبله قتل زعيم التنظيم و”خليفته” الأول أبو بكر البغدادي، بنفس الطريقة، وفي إدلب أيضا.
فى تحليل لها، تقول موقع مجلة Foreign Policy إنه خلال السنوات الماضية تأكد وجود قادة بارزين في تنظيمي داعش والقاعدة في إدلب، وهي آخر جيب سوري يسيطر عليه المتشددون والذي أصبح المخبأ المفضل لبقايا جميع أنواع الجماعات الجهادية السورية فيما يشبه تورا بورا الأفغانية التى طالما استخدمها تنظيم القاعدة كمأوي لقياداته.
وبحسب فورين بوليسي فإنه منذ تم العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مخفيا في أبوت آباد، باكستان، في عام 2011 كان يعتقد على نطاق واسع أن الدولة الواقعة فى جنوب آسيا هي الملاذ لمقاتلي القاعدة وطالبان الذين تدرب معظمهم فى المدارس الدينية داخل البلاد ، لكن الآن يبدو أن إدلب حلت محل باكستان كملاذ مفضل للإرهابيين.
هل تدعم واشنطن عودة إدلب لسيطرة دمشق
ويضع فورين بوليسي مقترحات أمام الولايات المتحدة لإنهاء معضلة إدلب، إما تستمر في دعم الوضع الراهن في شمال سوريا ، أي سيطرة تركيا الأوسع على المنطقة إلى جانب حرية أميركا في تنفيذ غارات مكافحة الإرهاب والغارات الجوية، أو يمكن لواشنطن أن تضع استراتيجية لترتيب إقليمي جديد، جنبا إلى جنب مع روسيا، يضع إدلب مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة السورية.
وتشير فورين بوليسي إلي أنه يمكن تصور أن وجود عدد كبير من الجهاديين في هذه المنطقة قد يقلب الحسابات الأميركية نحو الحل الأخير وضد المتمردين المهيمنين في المنطقة.
كيف دخل داعش إلى إدلب
وتزعم هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب إنها تقاتل خلايا القاعدة وداعش في إدلب لكن البغدادي والقرشي وجدا في المدينة، ومع أن من المحتمل أن يكون القياديان تسللا إلى إدلب من دون علم الهيئة، إلا أن بعض المحللين، بحسب الموقع، يشكك في هذا.
ويقول الموقع إنه “من غير المرجح أن يكون المتشددون على علم بمكان زعيم تنظيم داعش الذي أفيد أنه كان يعيش بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لهيئة تحرير الشام وموقع عسكري تركي”.
هيئة تحرير الشام وقيادات داعش
وبحسب الموقع هناك “اعتقادا قويا بأن هيئة تحرير الشام تدعم المتطرفين”، أو على الأقل فإن فصائل منها تقوم بذلك، خاصة بعد اتهامها باستهداف المتمردين المؤيدين للديمقراطية بشكل روتيني، وقيامها غالبا ما تختطف وتعذب النشطاء والحقوقيين والصحفيين الذين يتحدثون ضدها.
وتقول هيئة تحرير الشام أنها قطعت علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وتقدم نفسها على أنها هيئة حاكمة شرعية تدير شؤون ما يقرب من 3 ملايين سوري في محاولة لإظهار أنها قادرة على أن تكون بديلا لنظام بشار الأسد.
وتشرف حكومة الإنقاذ المرتبطة بالمجموعة على توفير التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات.
وقد وضعت هيئة تحرير الشام نفسها على غرار طالبان كقوة إسلامية وطنية مناهضة للنظام، وهي في أمس الحاجة إلى قبول المجتمع الدولي.
وبحسب، جيمس جيفري، المبعوث الخاص لسوريا في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن هيئة تحرير الشام قد تكون أحد الأدوات للضغط على الأسد.
وخلال برنامج تلفزيوني العام الماضي ، قال جيفري إنه على الرغم من أن الجماعة ستظل مدرجة كمنظمة إرهابية، إلا أنها ليست على قائمة أهداف الولايات المتحدة، لافتا إلي أن واشنطن تركز على سياستها في سوريا، التي هي أساسا للضغط على نظام الأسد، لذا اذهبوا لاستخلاص استنتاجاتكم الخاصة”.
آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية يشير إلي أنه يعتقد أن هناك دعما واسع النطاق في الولايات المتحدة للتعامل مع هيئة تحرير الشام”، مضيفا “أعتقد أن التقييم العام هو أن هيئة تحرير الشام تتكون من جهاديين ملطخين بالدماء الأميركية”.
ويعتقد الخبراء أن الأحداث الأخيرة من المرجح أن تسحق آمال الجماعة في أي تسامح.
ونقل الموقع عن دانيال ميلتون، مدير الأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، إن حقيقة أن اثنين من قادة تنظيم الدولة الإسلامية كانا مختبئين في إدلب “يجب أن تدفعنا إلى إعادة تقييم الطريقة التي نفكر بها في العلاقات بين هذه الجماعات”.
ونقلت عن جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه في ظل إدارة ترامب، اعتقدت الولايات المتحدة أن هيئة تحرير الشام زادت من نفوذ الولايات المتحدة على الأسد وحرمته من الأراضي، لكنه أضاف “قد يتغير هذا التصور الآن بعد محاصرة الخليفة الثاني لداعش وقتله في محافظة إدلب”.
ويبدو أن الاعتراف الذي تتوق إليه هيئة تحرير الشام قد تأخر، ربما إلى أجل غير مسمى، مع تحول شمال غرب سوريا إلى ملاذ لمقاتلي تنظيمي القاعدة وداعش.
لكن إدارة بايدن ليس لديها رؤية حتى الآن حول كيفية جعل الأسد يوافق على هيكل السلطة اللامركزي في الشمال الغربي والسعي إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
وفي الشمال الغربي، كانت السياسة الأميركية هي تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية إلى 3 ملايين نازح سوري داخليا من خلال مجلس الأمن الدولي مع السماح لتركيا بإدارة جميع أنواع الجماعات المتمردة.
وقال آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة القرن وباحث في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، للموقع “سعت الولايات المتحدة إلى التفاوض على صفقات مقابل الوضع الراهن مع روسيا لتجنب استخدامها لحق النقض (الفيتو) ضد المساعدات الإنسانية، مع دعم سياسة تركيا الموجهة نحو الوضع الراهن على أمل تحسين نفوذ أنقرة في محادثاتها مع موسكو، في المسائل الإنسانية والعسكرية على حد سواء”.
وأضاف “لكنه وضع محرج، لأن السياسات الأميركية والتركية متعارضة تماما في أماكن أخرى من سوريا”.
دعم تركيا لهيئة تحرير الشام وداعش
تنسق تركيا وتتعاون مع هيئة تحرير الشام، التي هي في وضع يمكنها من السيطرة على الأراضي التي تعتبرها تركيا موطئ قدم أساسي لإبقاء العين على القوات الكردية وتحديها. لكن تركيا لا تطارد القاعدة ولا داعش.
ونقل الموقع عن متمرد سوري من الجيش السوري الحر، لم تكشف اسمه، قوله إنه “لا يوجد حل لإدلب سوى القضاء على جميع أنواع الإسلاميين”، مؤكدا “قريبا سيقاتل الجميع كل هؤلاء لأنه لا يوجد حل في سوريا بوجودهم، انها مجرد مسألة وقت”.
وفيما سيكون ذلك سيناريو مثاليا للولايات المتحدة، بحسب الموقع، فإنه لا أحد يعتقد أن المتمردين المعتدلين قادرون على هزيمة جنود هيئة تحرير الشام المنظمين.
وتدعو قوات سوريا الديمقراطية، وهي حليف للولايات المتحدة، إلى تفكيك قوات هيئة تحرير الشام، الحليفة لتركيا.
لكن من غير المعروف، بحسب الموقع، إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بعمل حاسم أم أنها ستلجأ إلى التفاوض مع الترك والروس، التي تمتلك أصلا علاقات معقدة معهما.
كشفت تقارير دولية عن تورط النظام السوري فى التلاعب بالمساعدات التى تقدمها الأمم المتحدة للسوريين المتضررين من الحرب.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن نظام بشار الأسد يتلاعب بالمساعدات الإنسانية في سوريا بشكل متكرر من خلال منعها عن ناس ومنحها لآخرين.
تعيين رجال نظام الأسد فى الأمم المتحدة
وبحسب التقرير الذى أصدره المركز مؤخرا فإن نظام الأسد يتمتع بسلطة قوية على وصول منظمات الإغاثة، بما في ذلك من خلال الموافقات على تأشيرات الدخول، لدرجة أنه أصبح من الطبيعي بالنسبة لأقارب كبار مسؤولي النظام الحصول على وظائف داخل هيئات الأمم المتحدة.
وأصدر المركز الذى يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا له تقرير “مساعدة الإنقاذ في سوريا” المكون من 70 صفحة وذلك استنادا إلى مقابلات مع مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في سوريا.
وأشار التقرير الذى نشر موقع الحرة مقتطفات منه إلي أنه بينما تساهم الحكومات الغربية المانحة بنحو 2.5 مليار دولار سنويا من المساعدات الإنسانية، تستمر الاحتياجات في الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، تلاعبت حكومة الأسد بالمساعدات لأكثر من عقد من الزمان، حيث منعت المساعدة عن المعارضين ووجهتها إلى الحلفاء.
وبحسب التقرير فإن حالات التهديدات والاعتقال التعسفي والتعذيب لموظفي الإغاثة السوريين ازدادت خلال العام الماضي، لافتا إلي أنه تم اعتقال وقتل موظفين في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية، وأمر أقاربهم بإخلاء منازلهم أو إلقاء القبض عليهم.
وأشار التقرير إلي أن التهديد والإكراه والقتل الملقى على عمال الإغاثة يمنع المراقبة المستقلة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
سرقة المساعدات الدولية فى سوريا
وكشف التقرير عن حدوث سرقات للمساعدات عندما تم نقلها عبر خطوط الصراع في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للحدود، كما تم توزيع المعدات الطبية بشكل عشوائي.
وخلال نوفمبر الماضي، وصلت 43500 حصة غذائية فقط إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في قوافل عبر الحدود مقارنة بـ 1.3 مليون تم تسليمها من تركيا.
كما تطرق التقرير إلي تحويل طعام الأمم المتحدة إلى جيش النظام السوري، واستفادة الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان من المساعدات.
ماهر الأسد يستفيد من مساعدات الأمم المتحدة
وفجر التقرير مفأجاة حول ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار، ورجل الأعمال المغرب من فرقة الجيش الرابعة، محمد حمشو، لافتا إلي أنهم فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تدويرها للبيع في شركة حديد للصناعات المعدنية المملوكة لرجل الأعمال الذي سبق له أن شغل عضوية مجلس الشعب.
وبحسب مؤلفة التقرير ناتاشا هول، فلا توجد مواقف كثيرة في التاريخ لشخص يرتكب جرائم فظيعة ويبقى في السلطة ويسيطر على جهاز المساعدة.
ووصفت هول ما يحدث فى المساعدات الدولية لسوريا بـ”إنها حلقة فاسدة للغاية يتم إنشاؤها”.
وقالت هول: “إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت لهذا الواقع، فيجب تسوية هذا الأمر؛ لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية”.
توظيف أقارب الأسد فى المنظمة الدولية
من جانبها نقلت صحيفة الجارديان عن مسؤول فى الأمم المتحدة بشأن توظيف أقارب الأسد قوله “كيف لا يمكن التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص، عندما تكون سيرتهم الذاتية أمامك؟”.
وتابع المسؤول الأممي الذى رفض الكشف عن هويته: “أجد ذلك تقصيرا في أداء الواجب. هذه قضية حماية ضخمة، ليس فقط للمستفيدين من المساعدات، ولكن للموظفين الآخرين الذين تعمل معهم”.
من جانبه، قال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “لم يعثر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أي دليل على تعاقده مع هذه الكيانات، ولم نعثر على أي سجلات لها في قاعدة بيانات البائعين لدينا.
ومع ذلك، قال: “إننا نجري مراجعة داخلية شاملة للتحقق من عدم حدوث مثل هذا التعاقد سواء من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أو من قبل متعاقدينا الفرعيين”.
بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إنه “يعين موظفيه على أساس الكفاءة وقدرتهم على الإنجاز”.
أكدت تقارير صحفية سورية أن الطفل فواز القطيفان الذى كان مختطفا من قبل أحد العصابات الإجرامية قد تم تحريره.
وكشف القطيفان الذى عاد إلى ذويه بعد تحرير العصابة الخاطفة له، تفاصيل ما تعرض له أثناء احتجازه لنحو ثلاثة أشهر.
وبحسب المرصد السوري فقد تم تحرير الطفل في درعا، اليوم السبت، بعد استلام الخاطفين “فدية” مالية.
وأشار المرصد إلي إن الخاطفين وضعوا الطفل في صيدلية في مدينة نوى بريف درعا.
وبحسب صحيفة الوطن السورية، قال عمه، منصف، ردا على سؤال حول شعوره بعودة الطفل: “شعوي لا يوصف بعودة ابننا بصحة وخير”، مقدما الشكر للقوى الأمنية في محافظة درعا وكل المهتمين بالقضية على جهودهم.
وقال الطفل الذي حاورته الصحيفة: “في المرة الأول، كانوا يضربوني حتى يروني أهلي ويجوا ياخدوني بسرعة. كانوا يضربوني على خفيف وأنا أسوي حالي أني أبكي”.
وأضاف: “في المرة الثانية، رفعوني على حبل. وربطوا الحبل وسحبوني، ضربوني بالقشاط (حزام جلد) ووضعوا كرتونة على جسمي ووضعوا على القشاط إسفنج حتى لا أشعر بألم وضربوني على خفيف وأنا أصرخ لأهلي تعالوا خدوني”.
وتابع: “الجماعة الذين كانوا يضربوني ويصوروني اتصلوا بالرجل اللي كنت قاعد معه ومع زوجته وطلبوا منه ياخدني… أخدني الشخص على بيته وكانوا يقدمون لي الطعام ويغطوني ولم أشعر بالبرد”.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، تحولت حادثة اختطاف الطفل فواز، إلى قضية رأي عام، في الوقت الذي كانت عائلته تنتظر اتصالا هاتفيا من الخاطفين بعد جمع المبلغ المطلوب ومقداره 400 مليون ليرة سورية.
وقلما تصدر مواقف رسمية واضحة من جانب النظام السوري بشأن ما تعيشه درعا من فلتان أمني، لكن مسؤولين فيها كانوا قد اتجهوا في الأيام الماضية لتناول قضية الطفل الذي انتشرت قصته على نطاق واسع في سوريا والبلدان العربية.
رغم تحريرها من قبضة عناصر داعش، وسقوط التنظيم الإرهابي، ألا إن الفتاة الإيزيدية روزا بركات ما زالت أسيرة الأهوال التي تحملتها، فحين كانت تبلغ من العمر 11 عاما أسرها واستعبدها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلى جانب آلاف النساء والفتيات الإيزيديات الأخريات اللائي اختطفن عندما اجتاح مسلحو التنظيم شمالي العراق في حملتهم الوحشية عام 2014.
كالآف من أبناء قوميتها، انتزعت روزا بركات من عائلتها في بلدة سنجار، معقل الأقلية الدينية الإيزيدية القديمة، وتم نقلها إلى سوريا، وبيعت عدة مرات وتعرضت للاغتصاب بشكل متكرر. وحملت بطفل ذكر، وفقدته منذ ذلك الحين. والآن، وهي في سن الثامنة عشرة، تتحدث القليل من لهجتها الأصلية الكردية، الكرمانجية.
بعد سقوط دولة داعش وهزيمة التنظيم فى أخر معاقله بالباغوز خلال عام 2019، توارت روزا بركات في الظل، واختارت الاختباء خلال الاضطرابات التي أعقبت أسوأ المعارك.
وأثناء اعتقال مقاتلي داعش لها، تم حشد زوجاتهم وأطفالهم في معسكرات الاحتجاز. وكانت روزا بركات حرة، لكنها لم تستطع العودة إلى الوطن.
وبحسب وكالة الأسوشيتدبرس، قالت روزا بركات متحدثة باللغة العربية، وهي تلعب بعصبية بنهايات ضفيرتها الطويلة الداكنة، والطلاء الأحمر على أصابعها الرقيقة يتلاشى، “لا أعرف كيف سأواجه مجتمعي، بعد ان أخبرها خاطفوها من داعش لسنوات طويلة بأنها لن تُقبل أبدا إذا عادت، وقالت “لقد صدقتهم”.
وبحسب ما نقلته قناة الحرة، فإن حكاية روزا بركات، التي أيدها مسؤولون إيزيديون وأكراد سوريون، هي نافذة على الحقائق المعقدة التي واجهها العديد من النساء الإيزيديات اللائي بلغن سن الرشد تحت الحكم الوحشي لداعش.
وتعاني كثيرات منهن من الصدمة والضياع من أجل التصالح مع الماضي، في حين أن المجتمع الإيزيدي على خلاف حول كيفية قبولهن. البيت الإيزيدي يتدخل
فاروق توزو، الرئيس المشارك للـ”بيت الإيزيدي”، وهو منظمة جامعة للتنظيمات الإيزيدية في شمال شرق سوريا، علق على قضة روزا بركات بقوله “ماذا تتوقع من طفلة اغتصبت في سن 12 عاما ووضعت في سن 13؟… بعد كثير من الصدمة والإساءة، لم يعدن مؤمنات بأي شيء، فهن لا ينتمين إلى أي مكان”.
ومن داخل بيت آمن يديره “البيت الإيزيدي” تحدثت روزا بركات بعد أيام قليلة فقط من مقتل زعيم داعش، الذي يعتقد أنه لعب دورا رئيسيا في استعباد النساء الإيزيديات، خلال غارة أميركية في شمال غرب سوريا.
وتجاهلت روزا بركات النبأ قائلة إنه لا يحدث فرقا.
رحلة الآسر بين قيادات داعش
وتحمي روزا رحلتها داخل التنظيم ورحلة الآسر ، مشيرة إلي أنه تم بيعها لأول مرة لعراقي من تلعفر، وكان رجلا أكبر سنا من والدها.
وترتجف الفتاة وهي تروي كيف “جعلني أنادي زوجته بكلمة أمي”. وبعد بضعة أشهر بيعت لرجل آخر.
في نهاية المطاف، منحها آسروها من داعش الخيار، إما اعتناق الإسلام والزواج من أحد مقاتلي التنظيم، أو بيعها مرة أخرى.
وتقول إنها اعتنقت الديانة لتجنب البيع، وتزوجت من لبناني اختاروه لها، وهو رجل كان ينقل الطعام والمعدات لمقاتلي داعش. وقالت إنه “كان أفضل من معظمهم”.
أم هود
وفي الثالثة عشرة من عمرها، أنجبت ولدا سمي هودا. وكانوا يعيشون، في ذروة “الخلافة” التي أعلن عنها المسلحون، بمدينة الرقة عاصمة داعش.
وذات مرة، توسلت إلى زوجها لمعرفة ما حدث لشقيقاتها الأكبر سنا اللائي تم أسرهن مثلها تماما. وكانت فقدت الأمل في أن يكون والداها على قيد الحياة.
بعد بضعة أسابيع، أخبرها بأنه عثر على إحدى شقيقاتها، حاملا صورة لامرأة في سوق العبيد في الرقة حيث تباع الفتيات الإيزيديات.
وتتذكر روزا بركات “كيف كانت تبدو مختلفة”.
انهيار حكم داعش
ومطلع العام 2019، ومع انهيار حكم داعش، فرت روزا بركات مع زوجها في البداية إلى مدينة دير الزور شرقي سوريا، ثم إلى بلدة الباغوز، التي أصبحت آخر معقل للتنظيم.
ومع قيام قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة بمحاصرة الباغوز، تم توفير ممر آمن للنساء والأطفال.
في هذه المرحلة، كان بإمكان روزا بركات أن تتقدم إلى الأمام وتعرف نفسها على أنها إيزيدية وطلبت الأمان. لكن بدلا من ذلك، أمسكت بنجلها هود وخرجت من المدينة مع زوجات مقاتلي داعش الأخريات.
وبحسب فاروق توزو، الرئيس المشارك للـ”بيت الإيزيدي” لا يزال أكثر من 2800 من النساء والأطفال الإيزيديين في عداد المفقودين، وقطعت بعض النساء العلاقات وبنين حياة جديدة خارج المجتمع، وفي اعتقادهن أنهن إذا عدن فسيقتلن. وتخشى أخريات من أن يتم فصلهن عن أطفالهن الذين أنجبن من أعضاء في داعش.
المحررات وتقاليد المجتمع الإيزيدي
ووفقا لوسائل إعلام، أجبر المجتمع الإيزيدي في العراق النساء العائدات إلى سنجار على التخلي عن أطفالهن كشرط للعودة.
وقيل للكثيرات إنه سيتم تبني أطفالهن من قبل عائلات كردية سورية، لكن انتهى المطاف بالعشرات في دار للأيتام في شمال شرق سوريا.
كان مصير الأطفال محور نقاش مستمر داخل المجتمع الإيزيدي. وعام 2019، دعا المجلس الروحاني الإيزيدي، أعلى سلطة بين الإيزيديين، الأعضاء لقبول جميع الناجيات من فظائع داعش. وبعد أيام، نقى المجلس القرار باستبعاد الأطفال المولودين من اغتصاب أفراد داعش.
وفي هذا الصدد، قال توزو “هذا خطأنا، ونحن ندرك ذلك، لم نسمح للأطفال بالبقاء مع أمهاتهم”.
وأكد أن بعض الإيزيديات لا يزلن في مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، معظمهم من زوجات وأرامل وأطفال عناصر داعش.
وينتشر الكثير من الإيزيديات المفقودات في أنحاء سوريا وتركيا، وتعيش أخريات في الخفاء في مدينتي حلب ودير الزور السوريتين.
ويتوقع توزو أن الغالبية منهن ربما ذهبن إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المتمردين، حيث يهيمن تنظيم القاعدة، ولكن يحافظ داعش على وجوده أيضا.
من الباغوز إلي إدلب
بعد الخروج من الباغوز مع نساء أخريات من داعش في مارس 2019، توجهت روزا بركات إلى قرية قريبة بدلا من أن ينتهي بها الأمر في مخيم. وبمساعدة المتعاطفين مع داعش، سلكت طريق تهريب وانتهى بها الأمر في إدلب، شمال غربي سوريا، في منزل لأرامل التنظيم، حيث كان زوجها قتل في الباغوز.
هنا تختلف قصة روزا بركات عما قالته للمسؤولين. في البداية، قالت لهم إنها تركت ابنها وراءها في إدلب للعثور على عمل في مكان آخر. وقالت للأسوشيتدبرس إن هود مات بعد غارة جوية في إدلب. وعندما تم الضغط عليها للتوضيح، قالت إنه لأمر صعب. لا أريد الحديث عنه”.
وبمساعدة مهرب، شقت طريقها إلى دير الزور ووجدت في نهاية المطاف عملا في سوق للملابس، لتؤمن لنفسها حياة جديدة في تركيا.
حلم الوصول لتركيا
وكانت روزا بركات لا تزال تحلم بالوصول إلى تركيا عندما ألقت قوات الأمن الداخلي الكردية القبض عليها الشهر الماضي، وهي تنتظر في منزل ببلدة التوينة ليأخذها المهربون عبر الحدود السورية التركية.
وتم احتجازها واستجوابها لعدة أيام. وقالت “فعلت كل شيء لإخفاء أنني إيزيدية”.
أخبرت المحققين أنها من دير الزور، وتأمل في الحصول على علاج طبي في تركيا، لكنهم لم يصدقوا ذلك.
ورفع أحدهم صورة قديمة عثر عليها على هاتفها المحمول، وكانت لشابة إيزيدية في سوق للعبيد أقامه داعش، وطلب منها أن تشرح له ذلك. فقالت روزا بصعوبة “هذه أختي”.
بمجرد ظهور الحقيقة، تم نقل روزا إلى منزل آمن في قرية برزان بمحافظة الحسكة السورية، حيث رحب بها المجتمع الإيزيدي.
وقالت “تفاجئت بسماع كلماتهم الرقيقة، وأن يتم الترحيب بي بهذا الشكل”.
حاليا، روزا ليست مستعدة بعد للعودة إلى سنجار، فقد قتلت أسرتها بأكملها أو لا يزال مصيرها في عداد المفقودين.
وتتساءل ما الذي هناك لتعود إليه. وتقول “أنا بحاجة إلى الوقت من أجل نفسي”.
أعلنت جماعة الخوذ البيضاء التي تقوم بدور جهاز الدفاع المدني السوري في مناطق المعارضة،أن انهيار مبنى في شمال غرب سوريا أدى إلى مقتل امرأة وثلاثة من أطفالها، ونجا زوجها وثلاثة أطفال آخرين.
ووقع الحادث مساء الأربعاء على الطرف الجنوبي لمدينة إدلب، فيما يشهد شمال غرب سوريا أسابيع من الأمطار والثلوج.
4 ساعات تحت الإنقاض
أوضحت الخوذ البيضاء في بيان اليوم الخميس أن عمليات الإنقاذ في المبنى المكون من طابقين استمرت حوالي أربع ساعات.
وأشار البيان إلي أن الأم وأحد أطفالها كانا قد لقيا مصرعهما بالفعل عندما أخرجهما رجال الإنقاذ، بينما توفي طفلان متأثرين بجروحهما بعد ذلك بوقت قصير”.
وعبر حسابه على موقع تويتر، كتب الدفاع المدني في تغريدة، مرفق بصورة للأنقاض وعمليات الإنقاذ: “”صرخات الاستغاثة (..) كانت عم تقطع قلبي، منزل من طابقين منهار تماماً وتحته في عيلة من 8 أفراد”.
"لحظة ياعمو ، جينا جينا " لحظات تحبس الأنفاس لإنقاذ الأطفال ووالدهم من تحت الأنقاض جنوبي إدلب بعد انهيار المبنى على العائلة.#الخوذ_البيضاءpic.twitter.com/xfgTs65Agv
وفي وقت لاحق من الليل، تم إخراج الأب وثلاثة أطفال آخرين أحياء ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
"صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض كانت عم تقطع قلبي، منزل من طابقين منهار تماماً وتحته في عيلة من 8 أفراد، ماكنا في خيار غير أن نسابق الزمن لحتى نوصل للمصابين، زحفت تحت السقف المنهار لمكان وجودهم لتدعيم السقف بالوسائد الهوائية، فتفاجئت أني بعرف الأب كونه جار لي في حينا القديم. pic.twitter.com/omAX7IqDWQ
ومن المعروف أن محافظة إدلب هي آخر معقل للمعارضة في سوريا التي مزقتها الحرب، ويقطنها حوالي 3 ملايين نسمة، كثير منهم نازحون داخليا.
وأدى الصراع في سوريا الذي بدأ في مارس 2011 إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص وتشريد نصف سكان البلاد، البالغ عددهم قبل الحرب 23 مليونا.
كشفت تقارير سورية عن استمرار الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي فى مدينة السويداء ضد ممارسات وسياسات حكومة دمشق.
قطع طرق وتعزيزات عسكرية
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أهالي قرية مجادل بريف المدينة عمدوا اليوم الأربعاء إلى قطع الطريق المؤدية إليها، إضافة إلى قيام سكان بلدة نمرة بقطع الطرقات والسماح لعمال القطاع الخاص والمدرسين وطلاب المدارس والجامعات بالمرور.وذلك وسط أنباء عن نية المحتجين التوجه إلى ساحة السير في مدينة السويداء، فيما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري ليلاً إلى مركز المدينة، بعدما بدأ أهالي قرى الريف الشمالي الاحتجاج ضد النظام والسياسات الحكومية التي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية.
وأشار المرصد إلي قيام المحتجين بقطع “أوتستراد” دمشق – السويداء من جهة الريف الشمالي بالإطارات المشتعلة.
كما نقل المرصد إقامة نحو 20 نقطة احتجاج في مناطق متفرقة من المدينة وريفها، ووجود أكثر من سبع مناطق بريف السويداء تشهد احتجاجات على قرارات النظام الأخيرة.
مستشارة الأسد تهاجم المحتجين فى السويداء
وفى أول تعليق للنظام، هاجمت المستشارة الإعلامية لرئيس النظام بثينة شعبان الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرارات النظام، وقالت إنها تصب في مصلحة اسرائيل، مطلقة أوصافاً مثل “الطابور الخامس” على الأفراد المتذمرين من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وفي مقالة نشرتها في صحيفة “الوطن”، انتقدت شعبان كل من ينتقد أو يرفع صوته عالياً، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع، موضحة أنهم مرتبطون بشبكات تجسس إسرائيلية.
سبب اندلاع احتجاجات السويداء
وتشهد محافظة السويداء احتجاجات واسعة للأهالي ضد النظام السوري، حيث تجمع مئات الأهالي في ساحة السير وسط المدينة رافعين لافتات مناوئة وأخرى تطالب بتطبيق القرار الأممي (2254) الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا.
وبدأت الأزمة بعدما أعلن النظام الشهر الماضي استبعاد فئات عدها “الأكثر ثراء” من الدعم الحكومي للمواد الأساس، مثل الخبز والغاز والمازوت والمواد التموينية، زاعماً أنها تشمل الفئات “الأكثر ثراء”، مع العلم أن دخل تلك الفئات لا يتجاوز 30 دولاراً شهرياً.
وفجر القرار غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظاهرات شملت مناطق عدة من البلاد.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن 90 في المئة من السوريين يعيشون في فقر، و60 في المئة منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى 7.78 مليون لا يملكون أطباء أو مرافق طبية مستوفية للمعايير الدنيا المقبولة عالمياً.
وتعاني البلاد منذ سنوات أزمات عدة، شملت الوقود والطاقة والخبز، إضافة إلى انهيار الليرة، مما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل الحياة فيها، وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.
أعلنت إسرائيل صباح اليوم الأربعاء تنفيذ عمليات داخل سوريا.
وبحسب وسائل إعلام،قالت دولة الاحتلال إن جيشها هاجم أهدافا في سوريا ردا على إطلاق صاروخ أرض جو قادم من دمشق.
وفى بيان له، أوضح متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه “في أعقاب إطلاق صاروخ أرض-جو الليلة الماضية من سوريا قام جيش الدفاع بمهاجمة أهدافًا داخل سوريا من بينها؛ رادار سوري، وبطاريات مضادة للطائرات أطلقت صواريخ تجاه طائرات سلاح الجو”.
وأكد متحدث جيش الاحتلال أنه سيواصل حماية أجواء دولة إسرائيل وأمنها”.
في أعقاب إطلاق صاروخ أرض-جو الليلة الماضية من #سوريا قام جيش الدفاع بمهاجمة أهدافًا داخل الأراضي السورية من بينها؛ رادار سوري، وبطاريات مضادة للطائرات أطلقت صواريخ تجاه طائرات سلاح الجو. سيواصل جيش الدفاع حماية أجواء دولة #إسرائيل وأمنها pic.twitter.com/3MAcxjpm0C
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد الثلاثاء بأن “انفجارات عنيفة دوت في مدينة دمشق ومحيطها”، نتيجة ضربات “إسرائيلية” قال إنها استهدفت “مواقع عسكرية”.
عمليات مستمرة واعتراف نادر
و وفقا لوكالة فرانس برس، شنت إسرائيل خلال السنوات الماضية، عشرات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني،
وعادة لا تعترف إسرائيل بتنفيذ ضربات في سوريا، إلا أنها تكرر أنها ستواصل التصدي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري قرب حدودها.
لم تتوقف تداعيات الأزمة السورية وسلبياتها على ما تبقي من الشعب السوري على قيد الحياة أو داخل الأرض السورية، بل تعدت الأزمة الأحياء لتصل إلي الأموات داخل مناطق النظام السوري.
وكشفت تقارير صحفية سورية عن ارتفاع كبير فى أسعار قبور الموتي داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ولم تسلم المقابر في سوريا من ارتفاع الأسعار الواقع بالبلاد والذي ما أن تنتهي موجة قديمة، حتى تبدأ موجة جديدة تشمل مختلف السلع والخدمات في البلاد.
ويأت ارتفاع أسعار المقابر في وقت تؤكد في حكومة دمشق أن سعر القبر لن يشهد ارتفاعا في أسعاره.
وتشير الحكومة إلى أن السعر المعتمد للقبر هو 75 ألف ليرة، فى حين وصل سعر القبر في بعض المقابر إلى 15 مليون ليرة سورية (أكثر من 4 آلاف دولار).
وبحسب موقع الحل السوري، يلجأ السوريون إلى استخدام القبور القديمة وإعادة فتحها لدفن موتاهم، في ظل الارتفاع المخيف في أسعار القبور مؤخرا.
رحلة الحصول على قبر فى دمشق
ونقل الموقع عن مواطن سوري يدعى عبد السميع العلي أنه أمضى أكثر من 5 ساعات قبل شهر ونصف في البحث عن قبر لوالده المتوفي (72 عاما) داخل مدينة دمشق، لتقرر بعدها العائلة دفن ميتها في قبر أخيه الذي توفي قبل خمسة سنوات.
وبحسب المواطن السوري فإن “الحصول على قبر داخل دمشق صار حلم، لافتا إلي أنه عند دفن والده سأل أكتر من 5 مقابر للحصول على قبر، ولكن المقابر ممتلئة والقبور متوفرة عن طريق السماسرة فقط، ويصل سعرها إلى أكثر من 15 مليون.
وأشار العلي إلي أن معظم الناس غير مستعدة لصرف الملايين على القبر على حساب أشياء تانية، لافتا إلي أنه حتى ظاهرة الشواهد اندثرت بشكل كبير، وأصبحت الناس تعتمد على أشياء بدائية كالسيراميك لكتابة معلومات القبر بأدنى التكاليف.
ووفقا لمدير مكتب دفن الموتى بدمشق فراس إبراهيم، يصل عدد المقابر في العاصمة السورية دمشق إلى 28 مقبرة، ويبلغ عدد القبور الكلي قرابة 150 ألف قبر.
وتعد مقابر الشيخ رسلان وباب الصغير والدحداح من أكبر المقابر في العاصمة السورية وأكثرها في أعداد القبور، في حين تضم الأخيرة (الدحداح) رفات أحد الصحابة وفق رواية سكان المدينة، كما دفن فيها شخصيات سياسية من بينهم الرئيس السوري الأسبق حسني الزعيم.
و قبل أسابيع، أكد مكتب دفن الموتى في دمشق عدم وجود نية للحكومة السورية، برفع رسوم وأجور القبور، التي يصل أقصاها إلى 75 ألف ليرة سورية كسعر للقبر مع البناء حسب قوله.
10 آلاف حالة وفاة في 2021
وبحسب صحيفة الوطن السورية، قال مدير مكتب دفن الموتى في دمشق، فراس إبراهيم إن المكتب وثق نحو 10 آلاف حالة وفاة في مقابر دمشق منذ بداية العام، من دون أي زيادة ملموسة على حالات الوفاة التي تسجل سنويا، وسطي الوفيات اليومي نحو 25 وفاة.
وأشار إلي أنه رغم التكاليف التي تتكبدها المحافظة ضمن موازنتها، إلا أنه لا يوجد أي تعديل على رسوم وأجور القبر والتي تصل أقصاها إلى 75 ألف ليرة فقط، كسعر للقبر مع البناء.
سماسرة للقبور
ووفقا للقانون السوري، تعود ملكية القبور لوزارة الأوقاف، ولا تخضع لعمليات البيع والشراء.
وتحدد أحقية الدفن للوفاة الأولى للأسرة المالكة، ولا يمكن دفن شخص غريب عن الأسرة ومن غير الورثة الشرعيين.
ويسمح القانون السوري بالتنازل عن القبور بين الورثة الشرعيين لها، من دون أن يكون هنالك أي مقابل مادي لقاء التنازل، بدعوى عدم حصول عملية بيع أو اتفاق مالي بين الطرفين.
ومؤخرا، بدأت مظاهر تجاوز القانون تنتشر بكثافة من خلال استضافة ميت من غير العائلة، وتتم هذه الأمور وفق صفقات مالية يتم الاتفاق عليها، ما أثر على أسعار القبور.