وسط ترقب كردي..هل تضحي تركيا بـ ميليشاتها المسلحة بعد التقارب مع دمشق

اعتبرت تقارير صحفية أن التقارب الناشئ بين تركيا ودمشق بتشجيع من روسيا أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، انعطافة في العلاقات التركية السورية بعد سنوات من العداء والتوتر من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد في الصراع السوري.
ووفقا لمراقبون فإن هناك عقبات من بينها مصير المعارضين المسلحين الذين تدعمهم أنقرة ومصير ملايين المدنيين الذين فر الكثير منهم للحدود التركية هربا من حكم الأسد.
وهناك أسئلة ملحة يفرضها التقارب بين أنقرة ودمشق في خضم مشهد شديد التعقيد خاصة وأن تركيا ألقت بثقلها خلال السنوات العشر الماضية في تشكيل فصائل سورية مسلحة ودعمتها ماليا وعسكريا وبعضها فصائل متشددة دينيا.

الوجود التركي شمال سوريا
كما هناك نقاط استفهام حول كيفية تسوية الوجود العسكري التركي في شمال سوريا وما إذا كانت تركيا تخطط لسحب قواتها وما اذا كانت أيضا ستتحالف مع النظام السوري ضد الوحدات الكردية السورية وقوات سوريا الديمقراطية هي قوة شديدة التسليح ونجحت في بناء جيش منظم ومدرب بدعم من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول تركي كبير إن المحادثات التي عقدت بين وزيري الدفاع السوري والتركي في موسكو تم خلالها مناقشة أمن الحدود وسبل التحرك المشترك مع تركيا ضد المسلحين الأكراد، في ما يمثل منعطفا في العلاقات بين الدولتين ويسلط الأضواء على تقارب بين دمشق وأنقرة بعد الخصومة.
والاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء هو الأرفع بين الجانبين منذ بدء الحرب السورية قبل أكثر من عقد. ولعبت تركيا دورا كبيرا في الصراع من خلال دعم معارضين للرئيس بشار الأسد وتوغل قواتها في الشمال السوري.
ووصف المسؤول التركي الاجتماع بأنه “إيجابي”. وكان في ذلك تأكيد لمضمون بيان صدر عن وزارة الدفاع السورية بعد الاجتماع الذي حضره أيضا وزير الدفاع الروسي ورئيسا المخابرات السورية والتركية، اللذان عقدا لقاءات متكررة في الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب رويترز قال المسؤول التركي الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث علنا عن الأمر “تمت مناقشة كيفية تحرك الجانب التركي بشكل مشترك ضد المنظمات الإرهابية مثل وحدات حماية الشعب (السورية الكردية) وتنظيم الدولة الإسلامية من أجل ضمان وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب”، مضيفا “تم التأكيد على أن أولوية تركيا هي أمن الحدود”.

مخاوف كردية
وقال بدران جيا كرد وهو مسؤول بارز في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في الشمال السوري إنه يتوقع أن تسفر الاجتماعات عن مرحلة جديدة من الاتفاقات والخطط لكنه وصفها بأنها ستكون معادية لمصالح السوريين، مضيفا أنه يخشى أن يوجه ذلك ضربة للمكاسب التي حققها الأكراد في شمال وشرق سوريا.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل في الشمال السوري كانت تستهدف بالأساس وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي أسست لحكم ذاتي في أغلب الشمال السوري مع بداية الحرب في 2011.
وتعتبر تركيا الوحدات تهديدا لأمنها القومي بسبب ما تقول إنها صلات بين الوحدات وحزب العمال الكردستاني المحظور، وهددت بتنفيذ توغل جديد بعد هجوم بقنبلة أسقط قتلى في إسطنبول الشهر الماضي.
واعترضت روسيا والولايات المتحدة على ذلك إذ اشتركت كل منهما مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى الرغم من وقوع اشتباكات عرضية، ظلت وحدات حماية الشعب ودمشق بمنأى عن بعضهما البعض خلال الحرب كما أن لهما أعداء مشتركين من ضمنهم جماعات مدعومة من تركيا.
لكن دمشق تعارض مطالب الحكم الذاتي الكردية ولم تسفر المحادثات الرامية لتسوية سياسية عن تحقيق تقدم.
ولم يكن التقارب التركي السوري واردا في وقت سابق من الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف واجتذب العديد من القوى الأجنبية ومزق سوريا.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسد من قبل بأنه إرهابي وقال إن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا بوجوده بينما وصف الأسد أردوغان بأنه لص لأنه سرق أراضي سورية.
ونقلت صحيفة الوطن المولية للحكومة السورية عن مصادر قولها إن اجتماع وزيري الدفاع لم يكن ليعقد إذا لم تكن الأمور تسير في طريق مقبول ووفقا لما تريده دمشق خلال الاجتماعات السابقة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء نقلا عن مراسلها أن الجانبين ناقشا “جهود محاربة الإرهاب والأوضاع في سوريا ومسألة اللاجئين” خلال الاجتماع.
وأضافت الوكالة الرسمية أن الوزراء الثلاثة أكدوا على “ضرورة وأهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سوريا والمنطقة”.
وقال المسؤول التركي أيضا إن الاجتماع أكد على أن “الهجرة من سوريا إلى تركيا لم تعد أمرا مرحبا به”.
وتستضيف تركيا 3.7 ملايين لاجئ سوري على الأقل في أكبر تعداد للاجئين في العالم. وأصبح الشعور العام مناهضا للاجئين إلى حد ما مع تصاعد المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.
وقال حسين بادجي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة “الهدف الأول سيكون بناء الثقة. سيبحث الجانبان عن تحقيق مكاسب” ووصف الاجتماع بأنه “خطوة مهمة صوب التطبيع”.

أوغلو يعلن نيته لقاء نظيره السوري
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس عن خطوة مقبلة بعد الاجتماع على مستوى وزراء الدفاع في موسكو، تتمثل في عقده لقاء مع نظيره السوري، مشيرا إلى عدم وجود جدول زمني محدد لاجتماع قادة البلدان الثلاثة.
وقال جاويش أوغلو خلال “اجتماع تقييم نهاية العام” الذي يتضمن فعاليات وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، “إن محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة، وتعلمون أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات كانا في موسكو أمس (الأربعاء) وسألتقي بدوري مع سيرغي لافروف (وزير الخارجية الروسي)”.

النعوش الطائرة..باحث تركي يكشف لـ الشمس نيوز خطة أردوغان للبقاء في السلطة 

كشف الباحث والمحلل السياسي التركي محمد أمين أن أردوغان لو سُمح له بالهجوم على شمال شرقي سوريا فلن يترك حجرا في المنطقة دون قلبه.

وقال أمين في حوار خاص لـ الشمس نيوز إن الولايات المتحدة وروسيا يريدان انهاء الأزمة السورية وبدء عملية سياسية وانهاء الحرب، ولكن هذا ليس من مصلحة أردوغان الذى لا يريد للحرب السورية أن تنتهي بحسب كلامه.

سر رغبة أردوغان في الحرب

وأرجع الباحث التركي رغبة أردوغان في شن هجوم على شمال شرقي سوريا لسببين أولهما قطع الطريق على المعارضة في حكم تركيا عن طريق إجراء انتخابات عامة مبكرة يعلم أردوغان أنه سيخسرها.

 وأوضح إن أردوغان يسعي للحرب للهروب من الانتخابات ويخطط لجعل الحرب طريقه للبقاء في السلطة عن طريق اثارة مشاعر العنصريين بجنازات الشهداء والحصول على أصواتهم.

وأشار إلى أنه بمعني أدق فإن أردوغان يخطط لاستغلال جنازات شهداء الحرب في الصراع الانتخابي بحيث يستعيد شعبيته المفقودة عن طرق النعوش الطائرة وجثث الضحايا.

وبحسب الباحث التركي فإن السبب الثاني لرغبة أردوغان شن حربا على مناطق الشمال السوري هو المواقف الأخيرة لواشنطن وموسكو معه.

أردوغان بين واشنطن وموسكو

وأشار إلى أن أردوغان أشبه بشخص عالق في واد بين جبلين، فالولايات المتحدة تفرض عقوبات على تركيا عندما يتعامل مع روسيا والأخيرة تغضب إذا تحسنت علاقته بواشنطن وهو ما جعله تائه حائر بين الطرفين.

كما إن أردوغان كان يبذل قصارى جهده للقاء بايدن لفترة طويلة، لكن الرئيس الأمريكي لا يأبه بذلك، فضلا أن بوتين لم يعد يهتم به أيضا وهو ما يجهل أردوغان يريد أن يبدأ حربًا حتى يضطر الطرفان للمطالبة بحل المشكلة ووقف الحرب وهو ما يمكنه بسهولة في هذه الحالة من نقل رغباته إلى الدولتين.

ويري الباحث التركي أن لا أحد سيسمح له بحرب كبيرة لكن لو تركوه فيسعي لإسقاط الإدارة الذاتية وشن حرب شاملة على مناطقها لأنه لا يستطيع هضم مكاسب الأكراد السوريين.

أردوغان يهدد بالحرب

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد هدد مطلع أكتوبر الجاري بشن عملية عسكرية.

وفى تعليقه على مقتل جندي تركيا في شمال سوريا مطلع أكتوبر قال أردوغان إن تركيا “ستقوم باللازم”، في تلميح لشن عمل عسكري بمناطق شمالي سوريا.

ومنذ تصريحات أردوغان تتوالى التسريبات من داخل مناطق الاحتلال التركي بالاستعداد للعملية العسكرية المرتقبة.

عمليتين عسكريتين

وكانت وكالة “نوفوستي” الروسية، قد نقلت عن مصدر في المعارضة السورية، إن تركيا تستعد لإطلاق عمليتين عسكريتين جديدتين في سوريا دون إعلان مسبق وفي أي لحظة.

ويأت هذا بالتوازي مع موافقة البرلمان التركي على طلب أردوغان تمديد مهمة الجيش في عمليات عسكرية بسوريا والعراق.

وبحسب الوكالة الروسية تستعد الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة لشن عمليتين عسكريتين في آن واحد، إحداهما في محافظة إدلب دعما للتشكيلات المسلحة المتواجدة هناك، والثانية شمال شرقي البلاد ضد قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ذات الأغلبية الكردية.

إقرا أيضا

فضيحة تجسس تلاحق دبلوماسيين أتراك في أفريقيا

مريض عقلي.. رئيسة حزب الخير توجه إهانات قاسية لـ أردوغان

Exit mobile version