حماس تستعد للانتشار..من يحكم غزة بعد نهاية الحرب ؟

بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، يستعد قطاع غزة لدخول مرحلة جديدة مع سريان وقف إطلاق النار صباح غدا الأحد.
ومن المقرر أن تبدأ الهدنة بين حماس وإسرائيل في تمام الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، كما أعلنت الخارجية القطرية.

جدلية من يحكم غزة

ومنذ اندلاع الحرب في غزة وعلى مدار الشهور الماضية كان السؤال الأكثر جدلية في الأوساط السياسية حول من يدير القطاع بعد إسقاط حكم حماس.
خاصة أن الهدف من الحرب كان إسقاط حكم حماس وهو الأمر الذي لم يتحقق وفشلت فيه إسرائيل بدليل أنها أجبرت في النهاية على التوقيع على اتفاق الهدنة مع حماس.

داخلية حماس تعلن الانتشار في قطاع غزة

ومع صباح السبت، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة، في بيان صدر اليوم السبت، أن قواتها ستبدأ الانتشار في كافة محافظات القطاع فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ودعت الوزارة المواطنين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أي تصرفات قد تشكل خطراً على حياتهم، والتعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية.

هدنة غزة..هل تطيح خلافات حكومة إسرائيل بالاتفاق قبل بدايته ؟

هذا الانتشار الأمني يأتي بعد صمود وصفته حماس بـ “الأسطوري” للشعب الفلسطيني، وبعد أشهر من المفاوضات المضنية بين حماس والجانب الإسرائيلي برعاية أمريكية ومصرية وقطرية، أسفرت عن هذا الاتفاق لوقف الحرب التي خلفت دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة.

السلطة تعلن استعدادها لحكم غزة

اتفاق الهدنة الذي يدخل حيز التنفيذ غدا لا يزال يكتنفه الغموض بشأن مستقبل إدارة القطاع.
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة الماضي، أن السلطة الفلسطينية مستعدة “لتولي مسؤوليتها كاملة” في قطاع غزة، مشدداً على أن الدولة ومؤسساتها هي صاحبة الولاية القانونية والسياسية على القطاع.
إسرائيل ومستقبل غزة
في حين يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تولي السلطة الفلسطينية أو حماس إدارة غزة.
وتطرح إسرائيل سيناريوهات مختلفة لإدارة القطاع، من بينها الإدارة الدولية أو الإشراف الإقليمي.
في حين يُفضل المجتمع الدولي عادةً حلاً توافقياً يضمن مشاركة جميع الأطراف المعنية.
ويتطلب حل هذه الجدلية حواراً شاملاً بين جميع الأطراف المعنية، وتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية على المصالح الفئوية الضيقة.

سيناريوهات محتملة

وفق التقارير هناك عدة سيناريوهات محتملة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، من بينها عودة السلطة الفلسطينية ولكنه يواجه معارضة من حماس وإسرائيل.
كما تتحدث تقارير عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو سيناريو يُطرح كحل وسط، يقضي بتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تضم ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس.
كما يطرح البعض وجود إدارة دولية أو إقليمية وهو سيناريو يُطرح كحل مؤقت، يقضي بوضع قطاع غزة تحت إدارة دولية أو إقليمية لحين التوصل إلى اتفاق نهائي حول إدارة القطاع.
أما السيناريو الأخير فهو بقاء الوضع على ما هو عليه واستمرار سيطرة حماس على قطاع غزة.
ويتوقف اختيار أي من هذه السيناريوهات يتوقف على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وعلى قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تفاهمات مشتركة.

اقرا أيضا

ماذا فعلت الحرب في غزة..رفع الأنقاض يحتاج 14 سنة و10 الاف جثة تحت الركام

اسرائيل تستهدف فرحة الفلسطينيين..غارات مكثفة على غزة بعد ساعات من اعلان الهدنة

وكالات_ الشمس نيوز
بالتزامن مع حالة الفرحة والاحتفالات التي عمت غزة وعدة عواصم عربية عقب الإعلان عن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس الذي يدخل حيز التنفيذ ظهر الأحد المقبل، كثفت إسرائيل هجماتها على القطاع في رسالة سلبية حول مستقبل الاتفاق الذي لم يبدأ بعد.

ووفق تقارير، ربما أرادت إسرائيل التي تشهد أزمة سياسية بسبب الاتفاق استغلال عدم دخوله حيز التنفيذ في تصعيد عملياتها لؤاد شعور الفلسطينيين بالنصر ووقف الاحتفالات في الشوارع.

غارات كثيفة على غزة

وبحسب وسائل إعلام، قال سكان ومسؤولون في غزة، إن إسرائيل كثفت غاراتها على القطاع بشكل عنيف، وخاصة في مدينة غزة، ما أدي لاستشهاد 32 شخصاً في وقت متأخر من الأربعاء.

فيما قال سكان إن الضربات استمرت في وقت مبكر الخميس، ودمرت منازل في رفح ، والنصيرات في وسط القطاع، وأيضاً في الشمال .
كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قصفاً إسرائيلياً على القطاع أودى بحياة 22 شخصاً منذ فجر الخميس.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 100 فلسطيني في غارات على غزة منذ فجر الأربعاء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن القصف الإسرائيلي قتل 18 شخصاً وجرح آخرين، في غارات على منازل لمواطنين قرب نقابة المهندسين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.

وذكرت أن “قوات الاحتلال قصفت منزلاً لعائلة النبيه في ساحة الشوا بمنطقة الدرج ، ما أودى بحياة 3 مواطنين”.
وأشارت إلى أن الغارات قتلت مواطنين في قصف على منزل لعائلة “اللحام” بمنطقة “قيزان رشوان” جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.

صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن صافرات الإنذار دوت في منطقة نير عام المتاخمة لقطاع غزة نتيجة إطلاق قذيفة.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة، مشيراً إلى أنه جار التحقق من التفاصيل.

تفاصيل الاتفاق حول غزة

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون، بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن “المرحلة الأولى من الاتفاق تمتد على ستة أسابيع، وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بما في ذلك النساء والمسنون والجرحى”.
وأشار بايدن إلى أن إسرائيل ستفرج “في المقابل عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”.
ويتيح الاتفاق الإفراج الرهائن عن 33 من الرهائن، هم من بين 94 إسرائيليا ما زالوا محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم.

اقرا أيضا

لا نريد دولة أو انفصال..أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة

مقتل 14 فلسطينيا والجيش الإسرائيلي يواصل التوغل في رفح

 

مع استمرار التصعيد في غزة ،قصفت إسرائيل مناطق في شمال ووسط قطاع غزة بالدبابات والطائرات، الجمعة، مما أدى إلى مقتل 14 فلسطينيا على الأقل، حسب مسعفين.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية أكثر شمال غربي رفح قرب الحدود مع مصر، مع استمرار القتال مع حركة حماس في القطاع المدمر، حتى مع احتدام الصراع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على حدود البلدين.

وذكر مسؤولون في قطاع الصحة في غزة أن قصف الدبابات الإسرائيلية أسفر عن مقتل 8 وإصابة آخرين في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، كما قتل 6 آخرون في غارة جوية على منزل بمدينة غزة.

 

معركة رفح
وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات منذ مايو، توغلت الدبابات في المنطقة الشمالية الغربية بدعم من الطائرات، بحسب السكان.

وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات في المناطق الشرقية من المدينة، حيث فجرت القوات الإسرائيلية عدة منازل.

وقالت حماس في بيان إن جناحها العسكري “يخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة شرق حي التنور بمدينة رفح”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في رفح قتلت في الأسابيع الماضية مئات المسلحين الفلسطينيين، ووجدت أنفاقا ومتفجرات ودمرت بنى تحتية عسكرية.

 

وكان مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على الشريط الحدودي الجنوبي بين رفح ومصر محور اهتمام جهود دولية، لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وحاولت الولايات المتحدة والوسيطان قطر ومصر لأشهر التوصل لهدنة، لكن الجهود فشلت في التقريب بين إسرائيل وحماس للتوصل لاتفاق نهائي.
وهناك عقبتان رئيسيتان، هما مطلب إسرائيل بإبقاء قواتها في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، والتفاصيل الخاصة بتبادل الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.

«السعودية» تكشف شرط التطبيع مع إسرائيل

 

شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء على أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية

وقال الأمير محمد بن سلمان لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، إن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام بلاده.
كما جدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن إسرائيل تتجاهل القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة.
وأضاف أن المملكة لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا على أن السعودية لن تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
في الإطار ذاته، توجه الأمير محمد بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، قائلاً: نحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.

بدورها، رحبت الرئاسة الفلسطينية بالخطاب الملكي السعودي.
إذ قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني لـ”العربية” إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدعم بشكل مطلق القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن السعودية تقف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الموقف السعودي يعد موقفاً رائداً وقائداً لمعظم دول العالم العربي والإسلامي الرافضة لأي علاقات مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وقبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة الثابتة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
تعزيز الأمن والسلم الدوليين
وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في كلام ولي العهد أثناء الخطاب الملكي السعودي.
يأتي هذا بينما تكثف السعودية جهودها لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، بجانب إيجاد الحلول التي تضمن اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن ضرورة وقف توسع الاستيطان الإسرائيلي.
كما تسعى إلى تفعيل آليات المحاسبة الدولية لجميع الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

إسرائيل والنرويج كل ما تريد معرفته عن الأزمة بين البلدين وعلاقة حماس

قالت وزارة الخارجية النرويجية، اليوم الخميس، إن إسرائيل أخطرتها بأنها لن تسهل بعد الآن عمل الدبلوماسيين النرويجيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الخارجية النرويجية أن هذا “تصرف جاوز الحد” من جانب الحكومة الإسرائيلية.
وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيده في بيان إن النرويج تدرس الآن ردها على موقف إسرائيل.
وأضاف “هذا تصرف جاوز الحد يؤثر بالدرجة الأولى على قدرتنا على مساعدة السكان الفلسطينيين.. قرار اليوم ستكون له عواقب على علاقتنا مع حكومة نتنياهو”، مضيفا “نحن ندرس الإجراءات التي ستتخذها النرويج للرد على الوضع الذي خلقته حكومة نتنياهو”.
واعتبر وزير خارجية النرويج أن قرار إسرائيل بإلغاء الوضع الدبلوماسي لاعضاء في السفارة النروجية مكلفين العلاقات مع السلطة الفلسطينية هو “عمل متطرف” وستكون له “عواقب”.

وكانت إسرائيل أعلنت، اليوم الخميس، البدء باتخاذ خطوات عقابية ضد النرويج إثر الرأي الذي قدمته لمحكمة الجنايات الدولية والذي يفيد بأن “اتفاقية أوسلو” لا تؤثر على صلاحية النظر في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وأنه يمكن للمحكمة إصدار أوامر اعتقال ضد كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويوآف غالنت.
وتتعلق هذه الإجراءات كذلك باعتراف النرويج بدولة فلسطين مؤخرا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل لن تسمح لثمانية دبلوماسيين نرويجيين في السفارة النرويجية في تل أبيب بالاستمرار في عملهم كممثلين للنرويج لدى السلطة الفلسطينية، حيث أن عمل هؤلاء الدبلوماسيين كان يقتصر فقط على التواصل الدبلوماسي مع السلطة الفلسطينية.

السنوار يخلف إسماعيل هنية في قيادة حماس

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024 عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، انتخب السنوار رئيساً للحركة في القطاع عام 2017، ومرة أخرى عام 2021، وذلك بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال في صفقة تبادل “شاليط” عام 2011.

ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.

السنوار بين سجون إسرائيل وعقوبات أمريكا

وأمضى زعيم حماس 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة “الإرهابيين الدوليين” الأميركية.

وسبق أن نفت حركة حماس صحة تقارير تحدثت عن تكليف أسماء شخصيات معينة بقيادة الحركة خلفاً لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الذي اغتيل الأربعاء الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، في تصريح نشرته منصة حماس على تطبيق “تلغرام”، إن “ما تتداوله بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة غير صحيح”.

وأضاف الرشق: “ستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها (بشأن تكليف رئيس جديد لحماس) حال الانتهاء منها”.

وفي الأيام الأخيرة تداولت وسائل إعلام دولية، أسماء لشخصيات قالت إنه تم تكليفها برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لإسماعيل هنية.

والسبت، أعلنت حركة حماس، أن قياداتها بدأت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية.

وقالت الحركة، في بيان، إنها “ستعلن عن نتائج مشاوراتنا حال الانتهاء منها”.

والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وجاء اغتيال هنية، الذي لم تتبنَّهه تل أبيب حتى الساعة، بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

كيف فضحت جنوب إفريقيا أكاذيب إسرائيل أمام العدل الدولية ؟

تحليل / بهجت العبيدي


ليس هناك من شك في أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسكانه الآمنين يصيب قلب كل إنسان في الصميم؛ لأنه يعكس الوحشية غير المتناهية التي تتعامل بها دولة الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق.
وللأسف فإن العالم، وخاصة الدول الكبرى لا تردع هذا المعتدي الأثيم بل يا للعار تصطف بجانب المجرم مدافعة عن إجرامه مرة ومادة له يد العون من خلال الوقوف أمام تلك القرارات التي تدينه مرة أخرى مقدمة له الأسلحة التي يبيد بها أبناء الشعب الفلسطيني مرة ثالثة.
وفي هذا المشهد العبثي وهذا الظلام الذي يخيم على العالم يظهر على استحياء شعاع تنيره أيادي طاهرة من جنوب أفريقيا هي أياد لأبناء المناضل نيلسون مانديلا.

وقفت دولة جنوب أفريقيا موقفا نبيلا تعلِّم به العالم القيم الإنسانية؛ وتثبت من خلاله أنه مازال هناك ضمائر حية تدافع عن الإنسانية وتسعى للمحافظة على الأرواح فرفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية اتهمت فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.
وأنهت محكمة العدل الدولية في لاهاي، ظهر الجمعة، ثاني جلساتها للنظر في الدعوى التي أقامتها دولة جنوب إفريقيا واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكانت المحكمة قد استمعت في أولى جلساتها الخميس لمرافعة الفريق القانوني لجنوب إفريقيا والتي ركزت على أن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تعتبر ذات طابع إبادة جماعية، لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الفلسطينية الأوسع.”
وأشارت جنوب إفريقيا في أوراق الدعوى، المكونة من 84 صفحة، إلى أن “إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى” لسكان القطاع.
وفضلا عن المطالبة بإدانة إسرائيل بجريمة إبادة جماعية، طالبت جوهانسبرج المحكمة بإصدار قرار يُجبر إسرائيل على وقف الأعمال القتالية بشكل فوري لحين صدور قرار نهائي من المحكمة.

موقف تاريخي
هذا الذي قامت به جنوب أفريقيا رغم علمنا أنه لن يؤثر كثيرا في المعركة الدائرة والتي يُسْحَق فيها الشعب الفلسطيني، إلا أنها تسجيل لموقف تاريخي لجنوب أفريقيا التي لن نستبعد أن يتم الانتقام منها من خلال اللوبي الصهيوني المنتشر في كل العالم، والذي نظن أن جنوب أفريقيا لا تستبعد هذا الانتقام، هذا الذي يزيد من احترامنا لها، فعلى الرغم مما يمكن يطالها من أذى فإنها اتخذت الموقف الذي يتفق مع نضالها في التحرر من براثن العنصرية البيضاء.
مما لا شك فيه أن الكيان الصهيوني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تلك القضية التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا، ولن نعدم الاستماع إلى الأكاذيب التي يتفنن الصهاينة في ابتكارها، هذا الذي لم ننتظر كثيرا ليظهر على الساحة بل لنستمع إليه في قلب المحكمة وذلك حينما اعتبر المحامي الإسرائيلي مالكولم شو أن إسرائيل لم تنعقد لديها “النية الخاصة” اللازمة لارتكاب جرائم بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. وأضاف: “هذه ليست إبادة جماعية. جنوب أفريقيا تروي لنا نصف القصة فقط”، على حد قوله.
وقال تال بيكر، المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية للمحكمة “يجب رفض الطلب والالتماس لما ينطويان عليه من تشهير عميق وصور قانونية مشوهة للحقائق ولا تعكس واقع الوضع خلال حرب غزة… إن حماس تسعى إلى إبادة جماعية لإسرائيل”.
واعتبر المستشار أن المطالبة بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة سيترك إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها. وأضاف أن ” الطلب يسعى إلى تقويض حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها… وجعلها عاجزة عن الدفاع عن نفسها”.
وتعليق على انطلاق المحاكمة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه “في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل إبادة شعب تُتهم هي بإبادة شعب”. وأضاف نتنياهو “رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب، ونحن نحارب الإرهابيين والأكاذيب”.
ومما تقدم يمكننا – أيها القارئ الكريم – أن نرى، فيما يزعمه الجانب الإسرائيلي المجرم، بكامل الوضوح قلب الحقائق الذي تتخذه الدولة الصهيونية منهجا ليس في هذه الحرب الحالية على الشعب الفلسطيني فحسب بل كامل تاريخها المؤسس في الأصل على الأكاذيب.
وللأسف فإنه على الرغم من هذا الجهد المقدر من دولة جنوب أفريقيا في هذه القضية والتي كشفت فيها جرائم الدولة الصهيونية وفضحت الدول العالمية الداعمة لها فإننا لا نذهب إلى أنها سيكون لها أثر يذكر على مجريات تلك الحرب، وذلك ناتج عن الصلف الإسرائيلي المدعوم من القوى الكبرى في العالم. وإن كنا في ذات الوقت نذهب على استحياء إلى أن هذا العمل “البطولي” الذي تقوم عليه جنوب أفريقيا يمكن أن يؤثر قليلا على صورة إسرائيل في العالم، تلك الصورة التي ما زالت الشعوب وخاصة الغربية لا تعرف حقيقتها البشعة نظرا لأنها تستقي معلوماتها من خلال وسائل الإعلام الخاصة بكل دولة والتي للأسف هو إعلام يميل بشكل كبير للدعاية الصهيونية المدعومة من عديد القطاعات والمنظمات والمؤسسات في الغرب، وإن كنا نلمح أيضا على استحياء تغيرا طفيفا لصالح الشعب الفلسطيني نتيجة لجهود تبذلها بعض منظمات المجتمع المدني الذي بدأ في الخجل من مواقف الحكومات.

إلي أين تتجه الأوضاع في غزة بعد قرابة 100 يوم من الحرب..خبراء يجيبون

بينما كانت جهود الوساطة تتوالي لإعلان هدنة جديدة وصفقة تبادل أسري بين إسرائيل وحماس، جاء اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قصف إسرائيل على لبنان ليوقف كل جهود السلام ويعيد الحرب لنقطة الصفر بعد مرور قرابة 100 يوم على اندلاعها.

واغتالت إسرائيل صالح العاروري القيادي بحركة حماس و6 من رفاقه الثلاثاء 2 كانون الثاني، في شقة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء اغتيال العاروري بعد التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ستعمل ضد قادة حماس أينما كانوا.
واُثارت عملية الاغتيال التي وقعت فى لبنان وتحديدا في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تمثل أحد معاقل حزب الله مخاوف من تطور الصراع لحرب إقليمية خاصة أن العاروري كان يمثل وفق مراقبين حلقة الوصل بين حماس والحزب وإيران.
كما تأت حادثة اغتيال العاروري وستة آخرين، من بينهم اثنان من القادة العسكريين في حماس، في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهات أخرى، بما في ذلك ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، حيث يهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وبحسب مراقبون فإن الحرب لن تنتهي قريبا خاصة فى ظل عدم وجود رغبة حقيقة من الجانب الإسرائيلي بإنهاءها نظرا للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 7 أكتوبر.
الحرب مستمرة
وتري ياسمين حلمي العايدي الباحثة فى الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية أن “الحرب في غزة مستمرة ولن تنتهي في الأمد القريب لأن نتنياهو يؤجج الوضع الأمني لبقائه في السلطة بإسرائيل وفتح جبهة الشمال مع لبنان والدليل على ذلك زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي لجبهة الشمال و تعبئة القوات لخوض حرب مع لبنان لتغطية فشلهم في التوغل في غزة و السيطرة على خانيونس “.


وقالت لوكالتنا “مسلسل الاغتيالات لقيادات المقاومة الفلسطينية لن ينتهي في ظل نشاط كبير للموساد الإسرائيلي وتعاونه مع اللوبي الصهيوني في العالم الغربي ومحاولة حكومة نتنياهو استمالة الشارع الإسرائيلي وعموم اليهود بأنهم يحققون أهدافهم بتصفية قيادات حماس”.
وأكدت أن “اغتيال العاروري هو البداية كما أكد رئيس الموساد الإسرائيلي لافتة إلي أن إسرائيل تتفاخر بأنها قامت بإنجاز كبير باغتيال العاروري ووزعت الشرطة الإسرائيلية الحلوى على المستوطنين اليهود احتفالا باستهدافه “.
وأشارت ياسمين إلي أن ” الدخول في حرب إقليمية أمر غير مستبعد بسبب طول أمد الحرب في غزة و حرب التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و زيادة التوتر في البحر الأحمر”.
وبحسب الباحثة فإن “الحرب قد تنتهي تدريجيا دون الإعلان الرسمي عنها حيث تتحول استراتيجية الحرب من غزة لتعزيز القوات العسكرية في الشمال مع حدود لبنان”.
وتري أن “اغتيال العاروري منح نتنياهو شرعية جديدة ورفع شعبيته وظهر أنه حقق نجاح كبير و لكن في نفس الوقت فإن نتائج الحرب التي أسقطت عدد كبير من جنود الاحتلال من الصعب تجاوزها و هو في كل الأحوال لن يدوم منصبه و سيحاكم قريبا فور تركه للسلطة”.

أزمة حماس وحزب الله
بدوره يري الباحث والمحلل السياسي المصري محمد يسري أن “مقتل العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ليس دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب”.


وقال لوكالتنا ” لا يمكن اعتبار عملية مقتل العاروري دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب في المنطقة، بقدر ما هي إثارة أزمة جديدة لكل من حماس وإيران وحزب الله في وقت واحد، فقد سبق العملية بأقل من ثلاثة أيام عملية أخرى باقتناص أحد أبز القيادات الإيرانية في مزرعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق وثبت أن هذا الشخص “راضي موسوي” كان همزة الوصل بين مكتب خامنئي في إيران وبين الفصائل التابعة للجمهورية الإسلامية في كل من العراق وسوريا ولبنان كالحشد الشعبي وفيلق القدس وحزب الله إذ كان مسؤولا عن إيصال الدعم اللوجيستي لتلك الكيانات والمتعاونين معها في تلك المنطقة الحساسة من الشرق الأوسط.”
وبحسب الباحث “تحاول إسرائيل لفت نظر المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية إلى أن هناك شيئا غامضا بين كل من حماس وأذراع إيران في المنطقة وهو الفخ الذي وقع فيه المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني بعد عملية استهداف راضي موسوي وزعمه أن عملية طوفان الأقصى كانت جزءا من الثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في قصف بطائرة مسيرة أمريكية لسيارته على طريق مطار بغداد الدولي رغم مرور ثلاث سنوات على الحادث وأن المنفذ لم يكن دولة الاحتلال”.
وتابع ” تأتي عملية اغتيال العاروري الذي يمثل وزير خارجية حماس لدى إيران وكان من المقرر أن يلتقي في اليوم التالي للعملية حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وهو ما يثبت أن الكيان يخترق تلك الشبكة التي تربط بين كل من حماس وإيران فمن أخبر الاحتلال بوجود العاروري في المبني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية في بيروت يماثل من أرشد عن مكان موسوي في ريف دمشق”.
ويعتقد الباحث أنه ” بالتالي فإن هناك رابطا بين العمليتين من حيث الهدف ومن حيث التوقيت رغم نفي حماس علاقة ايران بعملية طوفان الأقصى لكن إلحاح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمته الأخيرة على تأكيد ما قالته حركة حماس يشير إلى أن هناك علاقة ولو كانت من بعيد بهذه العملية.”
ولفت إلي أنه ” من المتوقع حدوث بعض العمليات النوعية البسيطة بين كل من الاحتلال وأذرع إيران التقليدية في المنطقة ردًأ على هاتين العمليتين وكذا الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر وليس حربًا واسعة النطاق، لعدم وجود مؤشرات قوية على ذلك”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

هل تندلع حربا إقليمية..مستقبل الحرب في غزة ما بعد اغتيال العاروري

بقلم د.سامي عمار

قضية القضايا هي وبيت المقدس تاجها، أرضها ارتوت بدماء شهداءها في مشاهد بشعة من الدمار في غزة لتهز مشاعر دول العالم برمته حتى تلك البعيدة عن الشرق الأوسط مثل بيليز وبوليفيا اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل رغم امتناع دول عدة بالشرق الأوسط عن ذات الخطوة واكتفت بالتنديد والتصريحات.

مظاهرات حاشدة غاضبة تندد بقتل المدنيين في ميادين العالم ومواقف وقرارات أممية تعطي زخماً دولياً للقضية الفلسطينية وفرصة يمكن استثمارها لنصرتها، وخسارة لصورة إسرائيل التي استثمرت بها مليارات الدولارات لهندستها في وسائل الإعلام ودوائر صناعة القرار الغربي كدولة ضعيفة ومظلومة ومعتدى عليها من جيرانها الحالمين برميها في البحر على حد ادعائهم!

ويعتبر كل هذا الزخم الذي اكتسبته القضية أحد مكاسب تلك الحرب رغم فداحة الخسائر البشرية التي تجاوزت عشرين ألف شهيد ويشكل الأطفال نصفهم تقريباً وهو ما يشكل أضعاف أعداد الشهداء في مجازر الاحتلال سابقاً والتي كانت تتراوح بين 70 و400 شهيد كحد أقصى وإن كانت صبرا وشاتيلا استثنائية! بل ويتجاوز أعداد ضحايا كافة الحروب التي أشعلتها إسرائيل مجتمعه بما في ذلك حرب ١٩٤٨ التي ورطت العرب في مأزق جيوسياسي كارثي ومزمن يلقي بظلاله علي واقعهم حتي اليوم بوجود اختراع في صورة دولة اخترعتها القوى الدولية بينهم!

ووسط تصريحات الساسة الغاضبة، تمت إزاحة الستار عن البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي الذي ظل سرياً ومحل تساؤل وتشكيك فيما كانت تمتلك إسرائيل سلاحاً نووياً أم لا، فمع تصريح عميحاي الياهو وزير التراث لضرب غزة بالنووي واعتبار مقاتلي حماس والمدنيين لا اختلاف بينهم، بات امتلاك إسرائيل للنووي أخيراً أمراً مؤكداً.

ماذا يحدث إذا قامت دولة فلسطينية في سيناء؟

كما تم فضح مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية بالدفع بالغزيين نحو سيناء وتوطينهم فيها، تارةً عبر تعمد قصف المناطق الشمالية لغزة لدفعهم باتجاه الجنوب ثم مهاجمة الجنوب لدفعهم نحو سيناء، وتارةً أخرى عبر التلميح بوضع خطة لضح مليارات الدولارات لبناء بنية تحتية ووحدات سكنية وخدمية في سيناء لتأهيلها لبناء دولة فلسطينية فيها وهو الأمر الذي رفضته القاهرة حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على خطورة تصفية القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير، رغم التصريحات الإعلامية لساسة إسرائيليين بضرورة استغلال الوضع الاقتصادي في مصر وتقديم حزم إغرائية للقاهرة لقبول هذه الصفقة وإنهاء صداع غزة الذي أصاب قادتها ولم تتمكن من علاجه إلى اليوم.

هنا أتساءل، هل ستكتفي إسرائيل بتهجير الغزيين لسيناء، وإذا حدث سيناريو “بناء دولة فلسطينية في سيناء” أو تهجير كل الغزيين لها، لا أستبعد أن تتحول سيناء إلى قاعدة مدججة بالسلاح ومقاتلي المقاومة الفلسطينية بين حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم للانطلاق منها بهجماتهم على إسرائيل ومن ثم لن تتردد إسرائيل في الرد ومقاتلتهم والتذرع بهم للعدوان على سيناء واحتلالها من جديد، وستتخذ كل السبل الدبلوماسية وآلاتها الإعلامية في شرق وغرب العالم لتبرير عدوانها على سيناء مثل 67، طالما كانت مطمعاً لها، ولعل واقعة تحرش لسائح الأجنبي في دهب وما تلفظ به أن سيناء أرض إسرائيل فاضحة وكاشفة لنوايا الصهاينة وما يضمرونه تجاه سيناء وما قد يروجون له في أروقتهم ومحافلهم.

وسواء كانت مقولة “إسرائيل من النيل إلى الفرات” خرافة أو مخطط حقيقي ستظل تلك الدولة متمسكة بعقلية وعقيدة أمن ثابتة تتلخص في أن بقاء وقوة إسرائيل رهن فناء وضعف الدول المحيطة بها، فهي كالكبد المزروع في جسد يرفضه، وطالما وقفت دول عتيدة على حدودها سيظل وجودها في تهديد، فمنذ اندلاع الثورة السورية التي تلاها حرب أهلية ضارية، لم تكل الطائرات الإسرائيلية ولم تدخر وقتاً ولا جهداً في قصف المطارات السورية خاصة في دمشق وحلب بحجة وجود وكلاء وأذرع إيرانية بها، بل ويمثل توجيهها لضربة ناجحة في الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل صالح العاروري تطوراً استخباراتياً بالغ الأهمية واختراقاً محترفاً للموساد في لبنان وربما بالمنطقة برمتها، وسيعيد له جزء من سمعته أمام شعب إسرائيل خاصة بعد فشله في توقع طوفان الأقصى المفاجئ في ٧ أكتوبر، ولا أتوقع جر لبنان لحرب شاملة مع إسرائيل شبيهه بحرب ٢٠٠٦ نظراً للخسائر الفادحة التي تكبدها اقتصاد إسرائيل والضغوط العالمية لعدم اتساع رقعة القتال خارج غزة.

لذا ستظل عملياتها في العمق اللبناني محدودة ودقيقة ضد قيادات حماس هناك على غرار عملية العاروري، التي اعتبرتها ضربة لإيران أيضاً، والجدير بالذكر أن أغلب دوائر صناعة القرار في الغرب تنظر لحرب غزة أنها حرب بالوكالة مع إيران بسبب تصريحات الأخيرة المدعية أن طوفان الأقصى كان انتقام إيراني لاغتيال قاسم سليماني عام ٢٠٢٠ إلا أن حماس نفت ذلك حتي لا يتبدد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وأنا أؤمن بشدة بأن الربط بين إيران والقضية الفلسطينية يضعف الأخيرة ويفرغها من مضمونها وقد يجعلها حرباً إيرانية – غربية بالوكالة مثل تلك الدائرة باليمن وسوريا، وهو ما قد يبرر استماتة واشنطن في دعم إسرائيل خاصة مع دخول الحوثيين المدعومين إيرانياً علي خط المواجهة وضرب السفن ذات الصلة بإسرائيل بالبحر الأحمر علاوة علي هجمات المسيرات والصواريخ علي جنوب إسرائيل والتي سقط بعضها في سيناء دون إصابة إيلات، وهي الواقعة الأولى بالصراع العربي الإسرائيلي حيث ظلت اليمن خارجه دائماً دون مواجهة إسرائيلية مباشرة.

وأرى أن الدور اليمني أو بالأحرى الحوثي بحرب غزة يعكس مدى تطور المشروع والنفوذ الإيراني بالمنطقة الذي زاد ترابطاً وتنسيقاً واندماجاً فيما بين أطرافه وأذرعه وكأنه بات كيان واحد، بل ويرسم صورة مستقبلية للحروب القادمة التي لن تنحسر داخل رقعة جغرافية محددة، فإذا قامت حرب في غزة أو جنوب لبنان، ستتدحرج كرة النار بالمنطقة بدءاً من باب المندب حتي بيروت بلا شك كما هو المشهد الآن.

ولا يجب النظر للقضية الفلسطينية بعدسة ضيقة كصراع فلسطيني إسرائيلي، بل هناك صورة أكبر كلفت واشنطن وحلفائها أموالاً ووقتاً أكبر لضمان استدامة الاختراع “إسرائيل” في منطقة شديدة التعقيد والوعورة سياسياً وطائفياً.

حقاً هي اختراع استراتيجي قوى وعبقري ومجال استثمار مجدي لمليارات الدولارات الأمريكية كما وصفها جو بايدن في أكثر من مناسبة وهو وصف دقيق ردده الرئيس الأمريكي منذ بداية مسيرته السياسية مؤكداً شغفه بهذا الاختراع وتصريحه بأنه صهيوني، حيث قال أن والده قد أخبره بعدم ضرورة أن يكون الصهيوني يهودياً وإن لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعتها أمريكا، ذلك الأمر الذي يطرح تساؤل عن تاريخ والده الكاثوليكي وصلته بالصهيونية واحتفائه بها.

ووفق مقال نشرته جريدة تايمز أوف إسرائيل، فإن عائلة بايدن وتاريخه ممتلئين باليهود، مثل أبنائه الثلاثة المتزوجين من فتيات يهوديات وبالتالي جميع أحفاده يهود.

ويقوم هذا الاختراع بالوظيفة التي اختُرع من أجلها بكفاءة وفعالية وأحيانًا يتجاوز التوقعات كما حدث في ١٩٦٧، َولا يقل قيمةً عن اختراع بريطانيا لسياسة ‘فرق تسد’ في مستعمراتها، ذلك التكنيك الذي مكنها من السيطرة علي المستعمرات الشاسعة لعقود إن لم تكن قرون في بعض الأراضي. ففي إحدى تصريحاته، قال بادين إذا غادرت أمريكا منطقة الشرق الأوسط سيسيطر عليها كلاً من روسيا والصين المنافستان لها وبالتالي تراجعاً للهيمنة الأمريكية علي العالم الذي يمثل الشرق الأوسط قلبه الجيوسياسي الاستراتيجي.

 الخلافة الإسلامية

وفي إحدى تجلياته، وقف نتنياهو أمام خريطة للمنطقة العربية يتحدث عن الخلافة الإسلامية وحدودها الجغرافية، وقيمة تموضع وتمركز إسرائيل استراتيجياً بالمنتصف لتحول دون عودتها ومنع اتصال ووحدة وتكامل تلك الكتلة العربية الضخمة التي إذا اتحدت ستشكل متحدياً ونداً للقطب الأمريكي لا يقل قوة عن الاتحاد السوفيتي.

ذلك الأمر الذي يدفعني للتساؤل هل الخوف من عودة الخلافة أو بالأحرى دولة توحد العرب والمسلمين على غرار الخلافة في نسخة محدثة أمراً شائعاً بين ساسة الغرب! ودافعاً يضمرونه وراء سياساتهم الشرق الأوسطية المضعِفة للدول العربية والاسلاموفوبيا، إنه أمر يستحق البحث والتفكير حقاً!

ففي أوروبا، يتحجج اليمين المتطرف دائماً بخطورة أسلمة الدول الأوروبية إذا لم يتم كبح جماح هجرة المسلمين وانتشار الدعاة هناك، تضيق في هولندا وأخر في ألمانيا وثالث في سويسرا، رغم معاناة القارة العجوز من عوز شديد في القوة العاملة مع انخفاض معدل المواليد وتزايد مواطنيها لأمريكا الشمالية وتزايد المتقاعدين.

إسرائيل.. الاختراع العظيم الذي تجاوز حدود الأهداف التي تم ابتكاره من أجلها والذي تحول لقوة تحتل وتغزو وتثير الحروب الطاحنة وتعيد رسم حدود وخريطة المنطقة كما تشاء،

وتؤكد صحف عالمية كثيرة أنه لم يعد الكثير من ساسة وشعوب العالم ينظرون لإسرائيل بتعاطف كدولة تمت هندستها للم شمل اليهود المضطهدين والهاربين من هولوكوست النازي وتوطينهم في أرض تم نسج أساطير وحجج توراتية لملكية اليهود لها، حيث يرونها مجرد دهان خارجي لاختراع حديث الصنع في مصانع القرار الغربي، والتي طالما استثمرت في صورة المضطهَد المظلوم بل وجنت أرباحاً طائلةً من استعطاف ودعم دول العالم لها لعقود طويلة، ولعل أزمة غزة فاضحة وكاشفة!

وكيف تبدو المنطقة العربية غداً، هل هي على أعتاب صلح عربي إيراني واحتمال تقزم إسرائيلي، أم شرقاً أوسطياً جديداً يلوح بالأفق يكون فيه الاختراع “إسرائيل” في مركزه وعرب منقسمين على هامشه، لكني أراها أرضاً مليئة بالفرص للعرب إذا ما استُثمِرت!

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

في قصف على لبنان..إسرائيل تغتال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس

أكدت تقارير صحفية اغتيال إسرائيل للقيادي كبير فى حركة حماس فى استهداف لمكتب الحركة بلبنان.

وبحسب وسائل إعلام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عشية الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، إلى جانب اثنين من قادة “القسام”

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصدرين أمنيين قولهما إن انفجاراً وقع بالقرب من متجر للحلويات في ضاحية بيروت الجنوبية مساء اليوم الثلاثاء. .

في حين قالت وكالة رويترز إن 4 أشخاص قتلوا في استهداف لمكتب حركة حماس في لبنان، كما قالت “رويترز” إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مكتب حماس في ضاحية بيروت الجنوبية.

كما أفادت وسائل إعلام لبنانية، مساء الثلاثاء، بوقوع انفجار كبير بضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، فيما لم تظهر على الفور ملابساته.

ونشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر دماراً في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبيّة، من دون أن تُعرف أسبابه بعد.

كما أظهرت صور متداولة النيران وهي تتصاعد من انفجار الضاحية التي تعد معقل حزب الله.

وأفادت وسائل إعلام محلية بسقوط ضحايا من جراء الانفجار الذي وقع بالقرب من متجر للحلويات بمنطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية.

في حين قالت وسائل إعلام محلية إن الأنباء الأولية تتحدث عن احتراق سيارتين في المكان المستهدف، من دون وجود أي تأكيدات حول ما إذا كان الانفجار ناجماً عن سيارة مفخخة أو عمل أمني آخر.

Exit mobile version