تحليل يكتبه/ الباحث السوري أحمد شيخومع الحرب العالمية الثالثة التي تستمر فصولها الآن في أوكرانيا، والتي هي حرب بين قوى ومراكز النظام العالمي الأحادي القطب نفسه ، حيث أن النظام العالمي والإقليمي والذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى والثانية و بخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اصبح يجسد حالة نظام وحيد القطب وحالة حرب مستمرة و هو يعيش حالة أزمة حادة وذلك في المجالات الفكرية والسلوكية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمالية.
إن النظام العالمي ومن أجل دوام استمراره هيمنته ونهبه مازال يرى الحرب وخلق الصراعات وبؤر التوتر وكذلك القوموية والإسلاموية من الادوات والأوراق المهمة الذي لم يتخل عنه بعد رغم تزايد الأوراق وسرعة التحكم عبر النظم الإلكترونية والأدوات التقنية الجيدة والحروب السيبرانية.
إن الحرب الموجودة في أوكرانيا بين روسيا والناتو ، هي حرب الهيمنة والتقاسم والنفوذ والاحتلال داخل النظام العالمي الرأسمالي ، ولقد اخطأت القيادة الأوكرانية في سياساتها التي كانت ترى بأنها يمكن الاعتماد على الغرب والناتو في مواجهة روسيا حيث أن الناتو وأمريكا والاتحاد الأوربي أعطوا إنطباع ليس صحيح للقيادة الأوكرانية ، التي لم تتوفق في قراءتها للمشهد السياسي.
والقضية ليست سلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية بل ان أوكرانية أصبحت ساحة للتحالفات والصراعات ومسرحاً لإرادات القوى العظمى ولتتجلى الأبعاد الفعلية للأزمة العالمية وبين قواها المركزية.
لقد وضعت القوى النووية في الاستعداد و تحركت الأساطيل الحربية وتحجبت وتجمدت الأرصدة والأموال وتقيدت حركة الزعماء والسياسين في العالم وبل أن البعض يقول أن الحكومة الغربية الفعلية أو العالمية أصدرات قراراتها وإجراءاتها.
مستقبل العلاقات الدولية بعد الحرب
ستكون للحرب الدائرة في أوكرانيا تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية والتحالفات وكذلك على مستقبل النظام العالمي وعلى مؤسساته الدولية، حيث أظهر هذه الحرب أن التغير قادم لامحالة في المنطقة والعالم وأقله أو بعبارة أخرى فإن النظام العالمي يحاول وعبر هذه الحروب ترتيب النظام الإقليمي وخاصة في آسيا وأفريقيا وبذلك سد الطريق أمام اي تحركات أو بدائل مجتمعية وديمقراطية حقيقية عبر إعادة ترتيب الأدوات السابقة وتكليفها بأدوار جديدة وربما إدخال بعض التغيرات فيها لكي توافق المرحلة الحالية وعصر التقنيات والنت.
السؤال المركب والمعقد هو إلى اين يمضي العالم مع الأزمة الأوكرانية ومن المستفيد من هذه الأزمة وماهي تداعياتها ونتائجها؟ وأين هو الشعب الكردي وشعوب المنطقة من هذه الأحداث وكيف ستؤثر على وضع الشعب الكردي ومسقبله وماهي العلاقات والتحالفات التي ستظهر مع هذه الأزمة ؟ وكيف سيتصرف دول المنطقة وشعوبها حيال الأزمة الأوكرانية وتداعياتها؟ وكيف ستكون علاقات تركيا مع روسيا وإيران وماهو موقف شعوب والدول العربية نتيجة التحالفات الجديدة ؟ هل سيحاول بعض الدول الإقليمية استغلال الازمة الأوكرانية أم أن أي تحرك سينظر له على أنه من تداعيات وتحالفات والاصطفافات الحاصلة مع حرب أوكرانيا؟ كيف ينظر إسرائيل لهذه الحرب وهل هناك خطر على إسرائيل كما بعض البلدان العربية نتيجة الشعور والذي ربما ليس صحيحاً بتراجع الاهتمام والدور الامريكي في الشرق الأوسط؟
الحرب الأوكرانية ومستقبل الشعب الكردي
ما حصل في كردستان منذ 1985 وحتى اليوم وفي الأجزاء الأربعة وكذلك ماحصل في المنطقة من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا وأرمينيا من حروب بعد التحركات الشعبية المحقة وإفراغها من مضمونها الديمقراطي والمجتمعي وترويض قواها الديمقراطية وتمكين الإخوان، وما يحصل الآن في أوكرانيا هو نفس السياق وهو تحريف النضالات العادلة و خلق بؤر توتر وفوضى كبيرة وأمراض معدية والتحكم بالإنسان عبر القصف والضخ من النت وبتوجهاته وبالتالي تحقيق دوام حاجة المنطقة وشعوبها إلى القوى المهيمنة الخارجية لفرض ما تسميها الاستقرار ولكنه الاستسلام للهيمنة الغربية والاستمرار بنهب خيرات المنطقة ودوام تبعيتها للخارج.
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html
https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7.html
ما نشاهده الآن من مواقف من دول المنطقة والقوى الرئيسية المهيمنة في الإقليم وكذلك من القوى المجتمعية والديمقراطية ومع الأسف تعكس قراءة غير صحيحة وتابعة إما لمنطق وفكر دوغمائي تابع لأيدولوجيات معينة غير قادر على رؤية كافة جوانب الصراع وإما مواقف برغماتية آنية مصلحية لاتستطيع رؤية ابعد من أنفها ومدى نظرها. ومع العلم أن الكثير يدعي الحيادية حتى المواقف القيمة لكنه ينفذ ما يتم الطلب منه وفي الخفاء.ولعل كمية القلق والتوتر الذي أصاب به دول المنطقة تعكس أيضاً ماهية الدول والإدارات والاقتصادات وكذلك منظومات الأمن التي ليس لديها ارتباط حقيقي بالشعوب ومجتمعات المنطقة وهذه حالة أزمة بحد ذاتها.
وتبنت الجمعية العامة قرار إدانة الغزو الروسي والمطالبة بإن سحاب قواتها من أوكرانيا بمجمل أصوات بلغ 141 من أصل 193 منها مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وقطر والبحرين واليمن وليبيا وتونس وجزر القمر وموريتانيا والصومال وعمان ولبنا وإسرائيل، فيما عارضته 5 دول هي روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وامتنعت 35عن التصويت بينها الصين والهند و3 إيران و دول عربية هي الجزائر والسودان والعراق.
فيما غابت المغرب عن الجلسة الإستثنائية الطارئة التي ناقشت مشروع القرار الذي قدمته أوكرانيا . ومن هذا القرار تبين ولو قليل من خارطة التفاعل مع الأزمة الأوكرانية و محاولة فرض حتمية الاختيار بين أحد الطرفين ولو أن القرار غير ملزم وليس لديه الأهمية لو كان من مجلس الأمن ولكن بسبب الفيتو ذهبت أمريكا وحلفائها إلى الجمعية العمومية.
ولعل من الهام رصد التداعيات الاستراتيجية والأمنية لهذه الأزمة حيث أن الأمن الإقليمي والعالمي والشرق أوسطي وكردستان سيتاثر بهذه الأزمة وخاصة بسبب تداخل وتفاعل القوى والدول التي تحتل كردستان بهذه الأزمة وعلى رأسها تركيا وسوريا والعراق خاصة وحتى إيران كون تركيا وسلطة أردوغان تراقب وبخوف كبير الأحداث في أوكرانيا حيث أن تخلي الغرب ولو بغرض معين عن زيلنسكي هو ربما لجر روسيا إلى المستنقع الأوكراني حسب بعض المراقبين يخلق رعب لدى أردوغان ولذلك يحاول أردوغان وتركيا من طرف تقليل التداعيات والحفاظ على المنطقة الرمادية بين أمريكا والناتو والغرب وبين روسيا ومع كل الاحتمالات مجرد وجود الأزمة هو تهديد لتركيا ولو حاولت تركيا حتى استغلال الأزمة من بعض الجوانب في تخفيف توترها مع الغرب وإظهار دوره الهام حسب قوله في المنطقة. وكذلك إيران تراقب الموقف حتى البعض يقول أن إيران من المستفيدين من هذه الحرب فيما لو تم تسريع إنجاز الإتفاق النووي في ظل اصوات طبول الحرب في أوكرانيا وحاجة أوربا وأمريكا إلى الطاقة والغاز والبترول الإيراني كبديل للطاقة والغاز الروسي.
كما أن تصريحات محمد بن سلمان عن أن عليهم التعايش مع إيران وربما يأسهم من مراعاة أمريكيا لمخاوفهم وللضربات الحوثية على الأراضي السعودية. إن الخوف والقلق والتوتر يسيطر على معظم الدول العربية ودول المنطقة وشعوبها والملاحظ وجود إزدواجية بين القرارات الرسمية التابعة للغرب والخطاب الموجه إلى الشعب كون الكثير من شعوب وحتى دول المنطقة مازالت تنظر لروسيا وامريكا من منظور السبعينات والثمانينات وهذه تعكس حالة من الفراغ الفكري والسياسي وحالة التصحر السياسي البعيد عن فهم مجريات الأمور مع العلم أن بوتين بنفسه انتقد الشيوعية وحتى لينين وبل ان كلامه في هذه الأوات كان أقرب إلى القياصرة الروس و محاولة إعادة أمجادها و حتى إعطاء بعد مقدس وديني لهذه الحرب.
مع العلم أن بعض الأحزاب اليسارية وحتى القومية العربية وإن وقفت بالقرب من روسيا لكنها مازالت لديها الشك في بوتين وحربه حيث أن علاقة روسيا وإسرائيل ظاهرة وقوية وخاصة بعد التواجد الروسي في سوريا و التنسيق بينهم لضرب إيران في سوريا وجود ملايين اليهود الروس في إسرائيل وبالعكس وجود التأثير اليهودي في روسيا. وحتى محاولة إسرائيل إعطاء رسالة متناقضة في هذه الحرب أو بشكل يراضي الطرفين.
تحاول بعض الدول العربية تنفيذ إلتزامات الشراكة مع أمريكا وإسرائيل واتفاقيات أبراهم لكن في نفس الوقت يحاولون الحفاظ على علاقاتهم مع روسيا بسبب قلة الاهتمام الأمريكي بمخاوف كل دولة واعتقاد الدول العربية بأن أمريكا هي في ظل تراجع وإنكماش أو ربما نقل تركيزها واهتمامها إلى مجابهة الخطر الصيني والروسي رغم تزايد الحضور الروسي والصيني في المنطقة والدول العربية.
أما إسرائيل فقد اكدت عدة مرات دعمها لسيادة الأراضي الأوكرانية دون الإشارة إلى روسيا صراحةً وبمعنى أنها تستشعر بالقلق والتوتر وهي تريد أن تحافظ على علاقاتها مع روسيا وامريكا وهناك تشابكات إقليمية لإسرائيل مع عدد في دول المنطقة.
ويظهر أمن الطاقة دولياً وإقليماً في هذه الحرب من بين الأدوات التي يحاول بعض الدول توظيفها للحصول على ضمانات أو كسب نقاط في ظل الفوضى والتوتر الحالي وقرب ظهور ازمات طاقة حقيقة في العالم فيحاول ولي العهد السعودي نيل اعتراف بايدن أو ضمان موقف أمريكي متشدد من الحوثين ومراعاة مخاوفهم من إيران في أي اتفاق نووي كما هي باقي دول الخليج.
ومن الهام مراقبة وملاحظة الإدارة الأمريكية والغربية للأزمة الأوكرانية في إطار الصراع الدولي بين الغرب وبين روسيا والصين حيث تحاول الصين الاستفادة بمجالات مختلفة إن امكن والسعي إلى عدم الدخول المباشر في هذه الحرب والحفاظ على مساحة من العمل والتحرك بين الطرفين وتقليل التداعيات عليها. مع عملها لأخذ المجالات والفرص الجديدة وخاصة الاقتصادية وحتى السعي إلى تعزيز قواتها العسكرية وبكافة صنوفها وخاصة قواتها البحرية. ولو نظرنا إلى خارطة التحالفات التي يمكن أن تظهر في أسيا فلا نجد فرصة كبيرة تغيرات وتحالفات جديدة في ظل الترقب الحالي لكن مع اي مستجد كبير في هذه الحرب ربما يكون هناك عهد جديد في التحالفات الأسيوية.
هل تكون حرب أوكرانيا بداية تأسيس نظام عالمي جديد ؟
وهنا يحق لنا أن نسأل كيف ستكون مستقبل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وحتى الإقليمية في ظل هذه الحرب التي أظهرت هشاشة وضعف هذه المؤسسات والمرجعيات الدولية مهما حاول الطرفين الكلام عن اهميتهم ودورهم، لكن الملاحظ أنه مع التصرف الروسي في غزو اوكرانية وكذلك مع الممارسات والعقوبات الغربية والإعلام التحريضي الكاذب من الطرفين لم يبقى شيئ اسمه القانون الدولي والعلاقات الدولية بمنطق الدول القومية بل أن القانون والحقوق والإعلام حتى اصبح كما كان يفصل على مدى قدرة وقوة كل منهم بعيداً عن دور المرجعيات الدولية والقانونية والإنسانية وهذه هي حقيقة هذا النظام العالمي الرأسمالي الذي يضمن وجوده واستمراريته في الحروب والصراعات والفيروثات وإبادة الطبيعة والبيئة والإنسان والشعوب.
ولو قلنا هل يكون هناك نظام عالمي جديد أم هل هناك مراحل واشكال وأدوات جديدة، طبعا كل شيء ممكن ويتوقف على نوعية وكمية التفاعلات وتطور الأمور والحرب ، والظاهر إن هذه الحرب لن تنتهي بسهولة فكلا الطرفين بدء بإدخال مجموعات أممية أو مجموعات المرتزقة بالوصف الصحيح والدقيق بسبب ان هذه الحرب هي حرب مصالح ونفوذ وهيمنة ونهب والطرفين يسعيان لذلك، وربما تكون أوكرانيا هي أفغانستان أو سوريا ثانية.
أزمة تركيا ومستقبلها بعد الحرب
بدون شك في ظل استمرار هذه الأزمة ستكون تركيا دولة وشعباً أحد الأدوات في هذه الحرب وامامها خيارين اما أن تقف مع روسيا فتصبح عراق وسوريا ثانية او تقف مع الغرب وهنا عليها ايضاً التصالح مع الكرد حيث انها لن تستطيع الحصول على شي بالحرب وإن احتلت بعض المدن والمناطق، وبذلك لن تستطيع تركيا الخلاص من هذه الحروب والوضع إلا بالتوافق مع الكرد إن سمحت القوى التأمرية والإنقلابية فيها وحزب العدالة والتنمية ياتي على رأس هذه القوى الإنقلابية والتآمرية وخاصة بعد تحالفهم مع حزب القومي التركي.
ومن المحتمل ان تحاول تركيا و أردوغان مهاجمة الكرد في هذه السنة قبل الانتخابات في تركيا وبشكل عنيف أيضاً مستغلة الظروف وحتى فرض التواطؤ المستمر معها على بعض القوى الدولية إن هي قامت بمساعدتهم في أوكرانيا لتكون قادرة على الذهاب إلى الانتخابات إن جرت حيث أن وضع زيلينسكي وهو القادم بانتخابات يقول الكثير عن الانتخابات وأن القوة هي التي ترسم مجالات السلطة والحكم في الدول القومية وما الانتخابات سوى شكليات لإعطاء شرعية لأداة ما في النظام العالمي وإن لم يستطيع الفوز فشرعية رؤساء الدول القومية هي قبولها وتبعيتها للنظام العالمي وليس صناديق الانتخابات التي يتم تكيفها مع الناجح المراد والأداة الجيدة.
الأزمة السورية والحرب الروسية الأوكرانية
كما أن الساحة السورية مرجحة أن تكون ورقة ضغط يتم استعمالها من قبل دول المتصارعة في اوكرانيا حيث ان تركيا ارسلت المرتزقة وكذلك الطرف الروسي وموقف سلطة دمشق وموقف المعارضة التابعة لتركيا تبين التأثير المتزايد لأزمة أوكرانيا على الساحة السورية كما أن العلاقة الروسية التركية وكذلك علاقة أمريكا وروسيا من الممكن أن تحصل فيها تشنجات تنعكس حروب بالوكالة أو حروب مباشرة تطول من عمر ومعاناة الشعب السوري وبكافة تكويناته في ظل تراجع الحظوظ الدبلوماسية مع الحرب في أوكرانيا.
نظراً لأن العديد من دول الشرق الأوسط تتطلع إلى موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، فقد تكون عالقة في الوسط مع تكشّف فصول النزاع في أوكرانيا.
فضلاً عن ذلك، أثّر الغزو بالفعل على العديد من القطاعات الحيوية لاقتصادياتها، من النفط والغاز إلى الواردات الزراعية والسياحة. وقد تؤدي أي تداعيات إضافية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وفي أماكن أخرى. ووسط القلق الكبير من تقليص واشنطن تركيزها على الشرق الأوسط، قد يرسم الردّ الأمريكي على الأزمة في أوكرانيا معالم التصوّرات إزاء النوايا الأمريكية في المنطقة.
وأمام هذه المشهد من التداخلات والحروب وحالات الخداع والكذب والعقوبات والنووي والأحادية المطلقة وقتل المدنين والأبرياء وحالات الاغتصاب والجوع واللاجئين وحالة العنف المستمرة واللااستقرار وكذلك حالة الانسداد في الحل يظهر أنه مادام هذه النظام العالمي الرأسمالي يحكم البشرية سيعاني من الحروب والإبادات الجماعية والجوع والقتل ولابد لشعوب ودول العالم التخلص من هذا النظام وحالة التبعية له وليس مجبوراً لشعوب ودول المنطقة الوقوف مع أحد جانبي الصراع كون للطرفين نفس الأيدولوجية والأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية نفسها وحالة القيادة الأوكرانية يبين من لايعتمد على شعبه والثقة بها ومن يعول على الخارج سيسبب بالأذى لنفسه وشعبه ومحيطه كحال أردوغان الذي مصيره لن يكون ببعيد عن مصير زيلينسكي أو أي تابع للقوى الخارجية.
ومهما كانت نتائج الحرب ومستقبلها ووضع المنطقة فأنه بالتأكيد أن مرحلة جديدة من الحرب واستخدام آليات جديدة وأدواة جديدة دخلت التنفيذ مع هذه الحرب والتي لن تنتهي عسكرياً أو اقتصادياً وسياسياً في فترة قصيرة ومعينة بل أنها بمثابة فتح جرح في الوسط الأوربي وبالقرب من تركيا سوف يستمر بالنزف واستعمال كبؤرة توتر ربما لسنوات وأجيال قادمة إن لم تكن بداية لتشكيل نظام عالمي جديد أو قيام حرب نووية كبيرة.
وعليه يبقى الحل أمام شعوب ودول المنطقة ومجتمعاتها هو بناء وتطوير الآليات المشتركة وكذلك تعزيز العلاقات والمضيء في الخط الثالث و هو السياسية الديمقراطية والتمسك بالدفاع الذاتي والاقتصاد الذاتي المجتمعي في ظل منظومة شاملة ككونفدرالية الشعوب والمجتمعات أو كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطي واتحاد الأمم الديمقراطية كبديل ديمقراطي ومجتمعي أو بشكل أعم يبقى الحل الحداثة الديمقراطية وتفعيل الآليات والتحالفات والعلاقات الاستراتيجية بين مجتمعات وشعوب ودول المنطقة كطرق صحيحة وثابتة لمواجهة كافة التداعيات والتحديات المشتركة التي تواجهها شعوبنا في الحاضر والمستقبل.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88.html
https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7.html