الوسم: السودان
جنوب إفريقيا وصفته بالرئيس..هل يصبح حميدتي زعيم السودان القادم ؟
تشهد الساحة السودانية هذه الأيام تطورات متسارعة بعد الجولة الإفريقية التي قام بها قائد قوات الدعم السريع والحفاوة التي تم استقباله بها من زعماء دول إفريقية، فضلا عن اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ممثل تجمع القوي المدنية.
وكان محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي قائد قوات الدعم السريع قد قام بجولة إفريقية بداية الشهر الجاري شملت إثيوبيا وجيبوتي وكينيا حظي خلالها باستقبال يمكن وصفها بالرئاسي.
وفي تصرف يمكن وصفه بالغريب، وصفت الصفحة الرسمية للرئاسة الجنوب إفريقية حميدتي خلال زيارته إلي بريتوريا بالرئيس السوداني قبل أن تحذفها بعد انتقادات السوشيال ميديا.
من جانبها قامت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء سفيرها من كينيا احتجاجا على استقبال حميدتي دون أن تكرر نفس الخطوة من بقية الدول التي استقبلته.
بدوره، واصل عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رفضه للحوار مع حميدتي مؤكدا خلال تصريحات أنه لا تفاوض أو حل مع من وصفهم “الميليشيا المتمردة” إلا بعد خروجها من منازل المواطنين والمقار الحكومية، هذا أو الحرب حتى القضاء عليها، كما قال أيضاً أنه مع المقاومة الشعبية وسيقوم بتسليح المواطنين للدفاع عن أرضهم وعرضهم من هؤلاء المرتزقة”.
وعلى الصعيد الميداني بالسودان، واصلت “قوات الدعم السريع” تقدمها منذ أشهر في كل أنحاء البلاد، في ظل مواجهة مقاومة ضعيفة من الجيش.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على شوارع العاصمة، الخرطوم، وعلى كل منطقة غرب دارفور الشاسعة تقريبا، ودخلت ولاية الجزيرة في وسط شرق البلاد.
وبحسب مراقبون فإنه بعد 9 أشهر من الحرب يبدو أن هناك محاولة إقليمية لتسويق حميدتي كزعيم سياسي وليس مجرد قائد عسكري منشق أو معارض رغم أن الصراع فى السودان مازال بلا أفق واضح خاصة فى ظل عدم وجود رغبة دولية قوية على إنهاء الحرب.طريق اللادولة
وتري د.فريدة البنداري نائب المركز العراقي للدراسات الإفريقية أن ” السودان ينحدر نحو اللادولة ، وما يحدث من دمار وخراب ماهو إلا انقاد للثأر الشخصي بين الأطراف المتصارعة على قيادة البلاد ، عوضا عن النظر إلى حال البلاد وما آلت عليه”.
وقالت لوكالتنا ” رغم هذا نقول بأنه لا تزال الفرصة مواتية للسلام ،والصحيح في هذه اللحظة هو النأي عن التصعيد والتصعيد المضاد من جميع الأطراف، ووضع مهمة رفع المعاناة عن الشعب السوداني أولا وقبل كل شيء، وأنه لا مخرج من هذه الكارثة سوى الحلول السلمية التفاوضية”.
جولة حميدتي
وأشارت إلي أنه ” جولة حميدتي الإفريقية محاولة من الجهات الداعمة له لإعادة تسويقه وتدويره داخليا حتى يعود في منصب كبير في الدولة، لافتة فى الوقت نفسه إلي أن صعوبة قبل الشعب السوداني بذلك ، خاصة بعد الانتهاكات الواسعة بحق المواطنين من قبل من أطلق عليهم «المتفلتين» الذين تبرأ منهم حميدتي نفسه، بقوله: “هم لا علاقة لهم بـ(الدعم السريع)… المتفلتون عدو لنا، تماماً كالعدو الذي نحاربه منذ الخامس عشر من أبريل” .
وتعتقد الباحثة أن ” عودة حميدتي للظهور بعد 8 شهور ماهو الا حفظ ماء وجهه أمام العالم وسكان السودان، ومحاولة لإضفاء الشرعية لقوات الدعم السريع وقيادتها التي حاولت التدثر برداء “القوى الساعية للديمقراطية السودانية والسلام”.
وبحسب خبير الشؤون الإفريقية فإنه ” لا استقرار ولا سلام ولا انقاذ للكارثة السودانية إلا بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وتسليم تلك المدن للجيش وقوات الشرطة المكلفة بأمن وحماية المؤسسات والمنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية، غير ذلك يصبح الحديث عن أية تحالفات مجرد علاقات عامة لا تقدم ولا تؤخر في إنقاذ المشهد السوداني الكارثي اليوم” .
وشددت على أنه ” لا بد من وجود وساطة دولية وإقليمية فاعلة وضاغطة تستطيع أن تؤثر على طرفي الصراع وتدفعهما للجلوس على مائدة التفاوض، خاصة بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قبل أيام، في منطقة جبيت العسكرية، شرق السودان، التي وضع فيها شروطاً جديدة للقاء حميدتي”.
وتعتقد خبيرة الشؤون الإفريقية أن “البرهان ربما لن يجد أمامه خيار في ظل المخطط الأجنبي لإعادة إنتاج “حميدتي وتسويقه كرجل دولة سوى الاعتماد على المقاومة الشعبية لسد النقص في مشاة الجيش”.
سيناريوهات مستقبلية
من جانبه يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحر الدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “هناك تقارب بين الدعم السريع والقوي المدنية برئاسة عبد الله حمدوك بدأ منذ تفجر الصراع لدرجة أن البعض يري أن قوي الحرية والتغيير بمثابة الذراع السياسي للدعم السريع والإخوان المسلمين الذراع السياسي للجيش”.
وقال لوكالتنا : “حميدتي وافق خلال لقاءه بـ حمدوك على مطالب القوي المدنية الخاصة بتفكيك نظام البشير ومحاسبة رموزه والعمل على تعزيز التحول المدني الديمقراطي في حين مازال نظام البرهان يرفض الاجتماع بالقوي المدنية” .
وأشار إلي أنه “تم استقبال حميدتي فى رواندا وكينيا واثيوبيا وجنوب إفريقيا كرئيس وليس مجرد زعيم معارض، لافتا إلي أن هناك قبول للقائد الدعم السريع من قبل الدول الإفريقية بالعكس من البرهان الذي يسعي لإطالة أمد الحرب وتحويلها لحرب أهلية شاملة عن طريق تسليح القبائل وهو ما يدخل البلاد فى نفق صعب الخروج منه”.
ويري الأكاديمي السوداني أن “هناك عدة سيناريوهات يمكن توقعها لمستقبل الأوضاع بالسودان أولها وأقربها استمرار الحرب وتمدد خارطة المعارك لتشمل ولايات أخري خاصة في ظل قيام قيادات الجيش بتسليح المدنيين والقبائل لوقف تمدد الدعم السريع”.
أما السيناريو الثاني بحسب بحر الدين ” أن تقوم بعض الدول الإقليمية والدولية بإجبار الطرفين على الجلوس على طاولة المفاوضات وإلزامهم بتوقيع اتفاق سلام وهو أمر لا يمكن الوثوق به خاصة بعد فشل القوي الدولية فى إلزام طرفي الصراع بتنفيذ هدنة أو الإلتزام بمخرجات اجتماعات جدة”.
وتابع ” السيناريو الثالث هو توحد القوي المدنية والشعبية ضد طرفي الحرب والنزول بمظاهرات مليونية لإجبار الطرفين على وقف القتال، مشيرا إلي أن هناك سيناريو أخر لا يفضله أحد هو أن يتم وضع السودان تحت الوصاية الدولية من مجلس الأمن وتتولي الأمم المتحدة إدارة شؤون البلاد وإرسال قوات دولية لحفظ الأمن ووقف الحرب”.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
وتري د.فريدة البنداري نائب المركز العراقي للدراسات الإفريقية أن ” السودان ينحدر نحو اللادولة ، وما يحدث من دمار وخراب ماهو إلا انقاد للثأر الشخصي بين الأطراف المتصارعة على قيادة البلاد ، عوضا عن النظر إلى حال البلاد وما آلت عليه”.
وقالت لوكالتنا ” رغم هذا نقول بأنه لا تزال الفرصة مواتية للسلام ،والصحيح في هذه اللحظة هو النأي عن التصعيد والتصعيد المضاد من جميع الأطراف، ووضع مهمة رفع المعاناة عن الشعب السوداني أولا وقبل كل شيء، وأنه لا مخرج من هذه الكارثة سوى الحلول السلمية التفاوضية”.
وأشارت إلي أنه ” جولة حميدتي الإفريقية محاولة من الجهات الداعمة له لإعادة تسويقه وتدويره داخليا حتى يعود في منصب كبير في الدولة، لافتة فى الوقت نفسه إلي أن صعوبة قبل الشعب السوداني بذلك ، خاصة بعد الانتهاكات الواسعة بحق المواطنين من قبل من أطلق عليهم «المتفلتين» الذين تبرأ منهم حميدتي نفسه، بقوله: “هم لا علاقة لهم بـ(الدعم السريع)… المتفلتون عدو لنا، تماماً كالعدو الذي نحاربه منذ الخامس عشر من أبريل” .
وتعتقد الباحثة أن ” عودة حميدتي للظهور بعد 8 شهور ماهو الا حفظ ماء وجهه أمام العالم وسكان السودان، ومحاولة لإضفاء الشرعية لقوات الدعم السريع وقيادتها التي حاولت التدثر برداء “القوى الساعية للديمقراطية السودانية والسلام”.
وبحسب خبير الشؤون الإفريقية فإنه ” لا استقرار ولا سلام ولا انقاذ للكارثة السودانية إلا بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وتسليم تلك المدن للجيش وقوات الشرطة المكلفة بأمن وحماية المؤسسات والمنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية، غير ذلك يصبح الحديث عن أية تحالفات مجرد علاقات عامة لا تقدم ولا تؤخر في إنقاذ المشهد السوداني الكارثي اليوم” .
وشددت على أنه ” لا بد من وجود وساطة دولية وإقليمية فاعلة وضاغطة تستطيع أن تؤثر على طرفي الصراع وتدفعهما للجلوس على مائدة التفاوض، خاصة بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قبل أيام، في منطقة جبيت العسكرية، شرق السودان، التي وضع فيها شروطاً جديدة للقاء حميدتي”.
وتعتقد خبيرة الشؤون الإفريقية أن “البرهان ربما لن يجد أمامه خيار في ظل المخطط الأجنبي لإعادة إنتاج “حميدتي وتسويقه كرجل دولة سوى الاعتماد على المقاومة الشعبية لسد النقص في مشاة الجيش”.
من جانبه يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحر الدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “هناك تقارب بين الدعم السريع والقوي المدنية برئاسة عبد الله حمدوك بدأ منذ تفجر الصراع لدرجة أن البعض يري أن قوي الحرية والتغيير بمثابة الذراع السياسي للدعم السريع والإخوان المسلمين الذراع السياسي للجيش”.
وقال لوكالتنا : “حميدتي وافق خلال لقاءه بـ حمدوك على مطالب القوي المدنية الخاصة بتفكيك نظام البشير ومحاسبة رموزه والعمل على تعزيز التحول المدني الديمقراطي في حين مازال نظام البرهان يرفض الاجتماع بالقوي المدنية” .
وأشار إلي أنه “تم استقبال حميدتي فى رواندا وكينيا واثيوبيا وجنوب إفريقيا كرئيس وليس مجرد زعيم معارض، لافتا إلي أن هناك قبول للقائد الدعم السريع من قبل الدول الإفريقية بالعكس من البرهان الذي يسعي لإطالة أمد الحرب وتحويلها لحرب أهلية شاملة عن طريق تسليح القبائل وهو ما يدخل البلاد فى نفق صعب الخروج منه”.
ويري الأكاديمي السوداني أن “هناك عدة سيناريوهات يمكن توقعها لمستقبل الأوضاع بالسودان أولها وأقربها استمرار الحرب وتمدد خارطة المعارك لتشمل ولايات أخري خاصة في ظل قيام قيادات الجيش بتسليح المدنيين والقبائل لوقف تمدد الدعم السريع”.
أما السيناريو الثاني بحسب بحر الدين ” أن تقوم بعض الدول الإقليمية والدولية بإجبار الطرفين على الجلوس على طاولة المفاوضات وإلزامهم بتوقيع اتفاق سلام وهو أمر لا يمكن الوثوق به خاصة بعد فشل القوي الدولية فى إلزام طرفي الصراع بتنفيذ هدنة أو الإلتزام بمخرجات اجتماعات جدة”.
وتابع ” السيناريو الثالث هو توحد القوي المدنية والشعبية ضد طرفي الحرب والنزول بمظاهرات مليونية لإجبار الطرفين على وقف القتال، مشيرا إلي أن هناك سيناريو أخر لا يفضله أحد هو أن يتم وضع السودان تحت الوصاية الدولية من مجلس الأمن وتتولي الأمم المتحدة إدارة شؤون البلاد وإرسال قوات دولية لحفظ الأمن ووقف الحرب”.
السودان يقترب من السيناريو البغيض..ما القصة
تطورات متسارعة يشهدها الصراع المسلح في السودان في ظل انشغال العالم بالحرب الإسرائيلية على غزة التي سحبت الأضواء من الصراع الممتد من أكثر من 7 أشهر بالسودان دون أن تنجح القوي الدولية والإقليمية في إقناع طرفي الصراع بوقف الحرب التي أدت لتشريد ملايين السودانيين، فضلا عن ألاف القتلي والمصابين.وبحسب تقارير سودانية فإن قوات الدعم السريع تقترب من السيطرة على إقليم دارفور في غرب السودان بعد أن تمكنت من الاستيلاء على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، ولم يتبق أمام بسط نفوذها على الولايات الخمس، سوى الفاشر العاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور التي أعلنت الحركات المسلحة الرئيسية أنها ستدافع عنها إلى جانب الجيش، مما يهدد بصراع إثني وانقسام الإقليم على أساس عرقي.
وبحسب مراقبون فإن الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس بالسودان لا تبدو نهايتها قريبة وربما ينتهي بها الأمر لسيناريو التقسيم الذي يخشاه معظم السودانيين خاصة بعد إنفصال جنوب السودان منذ سنوات.
سيناريو بغيض
ويري رامي زهدي الخبير المصري في الشؤون الأفريقية أن “الأمور في السودان تسير بوتيرة متباطئة أحيانا ومتسارعة في معظم الأحيان نحو مزيدا من التعقيد”.
وقال لوكالتنا “منذ بداية الصراع من نحو سبعة أشهر مضت، اتفقت أراء خبراء كثر أن طول امد الصراع في السودان وغياب أفق الحل أو مبادئها علي الاقل ليس في مصلحة الشعب السوداني ولا الدولة السودانية التي تتجه نحو سيناريو بغيض وهو سيناريو التقسيم”.
وأشار إلي أن “هذه الفكرة حتي وإن نجحت في إيقاف الحرب ألا إنها تظل النهاية الأسوء علي الإطلاق للأزمة، والبداية لمزيدا من التوتر والصراعات في المستقبل القريب وفقدان لدولة هامة كبيرة مؤثرة في المنطقة وهي السودان الذي لم يلبث أن يحاول النهوض بعد أن فقد جنوبه وإنفصلت عنه دولة جنوب السودان، والأن يلوح في الأفق للأسف احتمالات مرجحة لفقدان شرقه أو غربه أو كلاهما، وبات التقسيم علي أساس جغرافي أو عرقي أو بقوة السيطرة العسكرية علي الأرض خطر قريب للحدوث”.
وبحسب الباحث “فإنه إن لم يكن التقسيم بشكل مباشر واضح، فالخطر التالي في الأزمة هو وجود حكومتين، وجيشين وربما شعبين خاصة مع توارد الأنباء عن انتصارات لقوات الدعم السريع مع غياب للحسم من قبل القوات المسلحة النظامية السودانية، معتبرا أن ” هدف تقسيم الدولة السودانية لأكثر من اقليم أو دولة مع تعدد نطاقات النفوذ الخارجية يظل هدفا استراتيجيا لقوي خارجية تحاول فرض مزيدا من السيطرة علي المنطقة خاصة منطقة البحر الأحمر وكذلك السيطرة علي مناطق الثروات الطبيعية سواء معدنية أو نفطية وبقاع الأراضي الاكثر خصوبة والمؤهلة للزراعات الحديثة والمزارع الحيوانية المتطورة”.
وتابع: ” حتي الأن، تحدثنا الأنباء سواء رسمية أو عبر مشاهدات غير رسمية لسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وتقدم كبير في إقليم دارفور (غربا). في المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، مما يعني أن الطرفان مازالا في مراحل من الشدة والتمسك بتحقيق نصر حاسم يقضي به أحدهم علي الأخر وأنهما لا يرغبان في تقديم أي تنازلات لإنهاء حالة الحرب وتناول حلول سياسية عاجلة ممكنة”.
لافتا إلي أنه “إن ظلت الأمور هكذا، وإن افترضنا إمكانية وصول أي من الطرفين لإنتصار حاسم علي الطرف الثاني فإن ذلك يعني أننا في طريقنا لأن نفقد السودان الدولة والشعب، وأن تواجه المنطقة ودول الجوار خاصة بيئة صراع وتوتر غير مسبوقة تهدد امن وسلم المنطقة بالكامل وربما تمتد آثارها للعالم”.
ووفقا لـ زهدي فإنه “حتي الأن لم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف موقت للقتال التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل، وكانوا يعتبرونها فرصة للإستعداد لمزيدا من القتال والمعارك والتحرك اللوچيستي.
وشدد على أن “الجميع يعلم أنه لا حل علي الإطلاق مهما تعددت الوسطات الدولية، مالم توجد النية الصادقة لدي أطراف المشكلة للحل وتغليب صالح السودان فوق مصالحهم الشخصية”.
خطر جديد
وكشف الباحث أنه “يظهر في الأفق خطر جديد، يتمثل في توسيع وتعدد اطراف القتال بدخول قبائل وعشائر اما لنصرة او دعم أي من الطرفين او دخولهم كطرف رئيس في المعارك دفاعا عن مصالح أو خوفا من ضرر، وبالتالي ظهرت موجات من عملية تسلح المدنيين، والتزود بمزيدا من السلاح والتحصينات للقبائل التي كانت في الأصل مسلحة ما يهدد بارتفاع أعداد الضحايا”.
وأشار إلي أن “الخسائر البشرية فقط حتي الأن تشير لمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد” يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية، لان غياب البيانات الرسمية وعمليات الحصر الدقيق ثمة مثل هذه الحروب التي علي الأغلب تنتهك بها كثيرا من المعايير الدولية للحروب وتحدث بها جرائم حرب يصعب في أحيان كثيرة اثباتها بالأدلة الكاملة، كذلك تسببت المعارك بنزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع من أفقر بلدان العالم وعاني شعبه قبل الثورة وبعدها علي حد سواء”.
وحول السيناريو الأقرب للسودان في ظل المعطيات الحالية أكد خبير الشؤون الأفريقية “انه من المتوقع أن تشهد السودان تكرار للسيناريو الليبي لعدة سنوات، وأن تظل السودان دولة بلا دولة، وبلا سيادة واستمرار نزوح الشعب السوداني داخليا او هجرته خارجيا، ويتوقع ظهور حركات سياسية ضد فكرة التقسيم وقد يظهر دعم قوي دولية صديقة للسودان للعمل علي رجوع الدولة السودانية، لكن وبصغة عامة، الامر ليس قريبا علي المدي الزمني، سواء انتهي بالتقسيم، أو بوقف الحرب وإدارة عملية سياسية”.
الناطق بإسم حركة تمازج لـ الشمس نيوز: السودان يتجه للحكم المدني
شهدت الفترة الأخيرة من الصراع المسلح بالسودان انتصارات واسعة لقوات الدعم السريع التي نجحت خلال الشهر الماضي في السيطرة على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وبحسب تقارير تشهد الفاشر وهي المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أعقاب تمدد الأخيرة في الإقليم المضطرب وسيطرتها على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور.
ودفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية ضخمة تتمركز شرق الفاشر فيما حشدت الحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني مقاتليها وعززت من وجودها العسكري داخل الفاشر انتظارا لمعركة محتملة في المدينة التي تأوي أعداد كبيرة من الفارين من الحرب في بقية ولايات دارفور.عهد جديد
من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية عثمان عبدالرحمن سليمان أن إنتصارات الدعم السريع فى مختلف أنحاء السودان مؤشر لإقتراب البلاد من الحكم المدني الديمقراطي و بداية عهد جديد ينهي تسلط الأنظمة الشمولية القمعية.
وقال لـ الشمس نيوز “لقوات السريع تأييد دولي يمكنها من ترسيخ مبادئ الحكم المدني الديمقراطي فضلاً عن التأييد المجتمعي الذي تحظى به حتى بعد الحرب إذا نظرنا للمناطق التي تسيطر عليها. و هذا التأييد المجتمعي هو دافع من دوافع هذه الانتصارات، لأن قوات الدعم السريع تسمد قوتها بجانب خبرتها العسكرية في القتال من الشعب .
وشدد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية على أن مجمل الأوضاع الآن تتجه نحو الإصلاح الشامل لمؤسسات الدولة على أسس و ثوابت وطنية.
من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية عثمان عبدالرحمن سليمان أن إنتصارات الدعم السريع فى مختلف أنحاء السودان مؤشر لإقتراب البلاد من الحكم المدني الديمقراطي و بداية عهد جديد ينهي تسلط الأنظمة الشمولية القمعية.
وقال لـ الشمس نيوز “لقوات السريع تأييد دولي يمكنها من ترسيخ مبادئ الحكم المدني الديمقراطي فضلاً عن التأييد المجتمعي الذي تحظى به حتى بعد الحرب إذا نظرنا للمناطق التي تسيطر عليها. و هذا التأييد المجتمعي هو دافع من دوافع هذه الانتصارات، لأن قوات الدعم السريع تسمد قوتها بجانب خبرتها العسكرية في القتال من الشعب .
وشدد المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج السودانية على أن مجمل الأوضاع الآن تتجه نحو الإصلاح الشامل لمؤسسات الدولة على أسس و ثوابت وطنية.
تدعمه دول عربية..هل سد النهضة جزء من الصراع على قيادة المنطقة؟
على مدار ثماني سنوات لم تتوقف المفاوضات الثلاثية بين مصر وأثيوبيا والسودان حول سد النهضة دون التوصل لأى اتفاق بين الأطراف حول قواعد ملء وتشغيل السد الذى أعلنت أديس أبابا منذ أيام انتتهاء مرحلة المل ء الرابع له.
وتسود الخلافات بين أثيوبيا (دولة المنبع) ومصر والسودان (دولتي المصب)، حول السد وطريقه تشغيله خاصة في ظل مخاوف مصرية من تأثير السد على حصة مصر من ماء النيل ما يهدد بأزمة كبيرة قد تواجهها الدولة المصرية التي تعتمد على النيل في الزراعة بشكل كبير.
حرب كلامية
وعقب فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات الثلاثية التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 23، 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، تبادلت مصر وأثيوبيا الاتهامات والبيانات الرسمية.
وانتقد بيان رسمي لوزارة الخارجية الإثيوبية مطالبة مصر بحصة وصفها بـ”استعمارية” من المياه، وتمسكها بما وصفه البيان بـ “معاهدة إقصائية تعود للحقبة الاستعمارية”، في إشارة إلى اتفاقيتي 1902 و1929، اللتين عقدتهما بريطانيا (دولة الاحتلال لمصر والسودان) وإثيوبيا بتحديد حصة مصر المائية، وإلزام إثيوبيا بعدم إقامة أي مشروعات على النيل، من شأنها إعاقة تدفق النهر، إلا بموافقة مصر.
كما استنكر البيان الإثيوبي نهج الوفد المصري الذى شارك في جولة المباحثات معتبرا أنه يقوض “اتفاق إعلان المبادئ عام 2015″، الموقع في العاصمة السودانية (الخرطوم)، بين الدول الثلاث.
من جانبها، صعدت مصر من موقفها الرافض للمارسات الأثيوبية في ملف سد النهضة، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري،في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن رفض مصر لسعي إثيوبيا لفرض الأمر الواقع على 100 مليون مصري، لافتا إلى معاناة مصر من نُدرة مائية، وعجز في احتياجاتها المائية يصل إلى 50%.
كما أكدت وزارة الموارد المائية المصرية رفض الجانب الإثيوبي لـ “الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً، التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية، دون الافتئات على حقوق دولتي المصب”، وذلك تراجعا عن توافقات سابقة.
ورغم هذه الحالة من التلاسن والحرب الكلامية، هناك جولة مباحثات جديدة بين الدول الثلاث من المقرر عقدها في القاهرة خلال أكتوبر الجاري.
أزمة تهدد مصر
وتعتبر مصر أكثر المتضررين من سد النهضة خاصة أنها من اكثر دول العالم المهددة بالفقر المائي.
رقميا، مصر لديها موارد مائية تقدر بحوالى 60 مليار متر مكعب سنويا معظمها من النيل واحتياجاتها الفعلية 114 مليار متر مكعب أي حوالى الضعف.
كما تعتمد في مصادرها المائية على ٩٥٪ من النيل، وتبلغ حصة كل مواطن حوالى 560 متر مكعب أي حوالى نصف خط الفقر المائى الذي يقدر بالف متر مكعب مياه للفرد.
كما تعاني مصر من ثبات حصتها من الموارد المائية المتجددة منذ منتصف القرن الماضي رغم تضاعف تعداد السكان أربعة أضعاف.
ويهدد سد النهضة مستقبل الزراعة في مصر ما سيكون له تأثيرات سلبية كبيرة نظرا أن القطاع الزراعي يمثل مصدر الرزق الوحيد لاكثر من 50% من السكان .
وبحسب مراقبون فإن الخطر الذى يمثله سد النهضة يمثل تهديدا وجوديا على الدولة المصرية يتطلب تحركات ربما أكثر من مجرد التفاوض التي لم تجني مصر منها على مدار سنوات سوي إضاغة الوقت وإكتمال بناء السد.
صراع إقليمي
ويري الدكتور طه علي أحمد الباحث في شؤون الشرق الأوسط أن “قضية سد النهضة تعكس حالة توازن القوى الإقليمية في منطقة حوض النيل والتي لم تعد لصالح الدولة المصرية على مدار السنوات العشر الأخيرة، كما نؤكد أيضا بأن هذه القضية أضحت مسرحاً لعدد من الفاعلين الذي يشتركون في مناكفة الدولة المصرية لأغراض تخص مشروعاتهم الإقليمية، والتي تقتضي إضعاف الدولة المصرية في المقام الأول”.
وقال لوكالتنا ” لهذا، فقد استند الموقف الإثيوبي منذ بداية الأزمة على حالة الوهن التي أصابت الدولة المصرية بعد عام 2010، حيث لم تبد أية جدية، بل وسعت للتلاعب بالدولة المصرية، وقد أكدت على ذلك الطريقة التي تم الاعلان بها عن السد والتي تزامنت مع حالة الضعف التي أصابت الدولة المصرية بعد 2010، حيث تغيرت مسميات السد بين “السد إكس”، و”سد الألفية”، ثم “سد النهضة”، فضلا عن رفض الجانب الأثيوبي لقبول أية عروض من الجانب المصري بشأن ضمان معايير الأمن والسلامة، وأمور أخرى تؤكد على النهج غير التعاوني من جانب الاثيوبيين”.
وبحسب الباحث فإن “صانع القرار المصري اختار المضي في المسار التفاوضي، حيث ترفض الدولة المصرية الاقدام على اي عمل عدائي تجاه دولة إفريقية الأمر الذي يترتب عليه الدخول في حالة عدائية مع الأفارقة، فضلا عن القيود التي يفرضها المجتمع الدولي من عقوبات وحصار محتمل، لافتة أنه رغم خطورة الموقف الإثيوبي على الأمن القومي المصري بشكل عام، لكن القيادة المصرية ترى أنه لا تزال ثمة إمكانية للحل التفاوضي”.
أما عن خطورة سد النهضة على مصر، يؤكد الباحث أنه “تكفي الإشارة إلى أن العام الحالي لم يصل لبحيرة ناصر سوى مقدار قليل جدا من المياه ، مما جعل مصر تعتمد على مخزون بحيرة ناصر والذي لا يكفي لأكثر من عامين أو ثلاثة على أقصى تقدير، ناهيك عن ضعف قدرة السد العالي على توليد الكهرباء، وتأثر الزراعة المصري بشكل كارثي مؤكد”.
دعم دولي لأثيوبيا
وأشار علي إلي أن “غالبية المجتمع الدولي تدعم الموقف الإثيوبي، وفي مقدمتها إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، بالإضافة لبعض الدول الخليجية الداعمة للموقف الاثيوبي سواء من خلال الاستثمارات أو الدعم السياسي لرئيس الوزراء أبي أحمد. وهو ما يعكس حالة من الانفصال بين التوجهات القومية العربية المزعومة من جانب هذه الدول ومواقفها الحقيقية، إذ يمثل الإضرار بمصالح مصر المائية تهديدا عميقا لمنظومة الأمن القومي العربي بشكل عام”.
أما بخصوص الهدف من وراء ذلك الدعم، فيري الباحث أن “اسرائيل عدو تقليدي للدولة المصرية، رغم وجود معاهدة للسلام معها، حيث يمثل إضعاف مصر وشغلها في أزمات داخلية طوال الوقت تأميناً ضد أية مخاطر محتملة قد تصلها من الجبهة الحدودية مع مصر، والحال نفسه بالنسبة لتركيا التي تخوض صراعا إقليميا مع الدولة المصرية التي وقفت في وجه المخطط الإقليمي لتركيا منذ عام 2013، أما الدول العربية فإن إضعاف الدولة المصرية وعدم تبوأها قيادة العالم العربي يفسح المجال أمام المشاريع الإقليمية المتصاعدة والمتنافسة أيضا كالإمارات والسعودية، كما أن إضعاف الدولة المصرية يجعلها في موقف “التابع” للرياض وأبوظبي، وهو ما يتجلى في انخراطهما في مشاريع تؤثر بالضرورة على الدولة المصرية كالاستثمارات الإماراتية في اثيوبيا واسرائيل وأخيرا الانخراط السعودي والاماراتي في المشروع الاقتصادي الدولي الجديد الذي ينطوي على الإضرار بقناة السويس المصرية”.
ويعتقد الباحث “إن كل ذلك ينطلق من رؤية ضيقة من جانب هذه الدول تجاه أمنها ومشروعاتها الإقليمية والتي تصطدم في واقع الأمر بإضعاف الأمن القومي العربي من خلال تعزيز أوضاع الخصوم التقليديين للعرب كإسرائيل وتركيا وإيران واثيوبيا.
خيارات مصر
ويري د.علي أنه “لا يوجد إمكانية لحل الأزمة على مائدة التفاوض، مشددا على أن الخبرة التاريخية وواقع سلوك الحكومة الاثيوبية تؤكد على استحالة حل القضية من خلال المسار التفاوضي التقليدي الذي طال لأكثر من 10 أعوام بدون جدوى. ”
وشدد الباحث على أن “المطلوب من الجانب المصري، تفعيل أوراق بديلة للمسار الدبلوماسي التقليدي، معتبرا أن التلويح بالورقة العسكرية يساعد على إدخال القضية في حالة من التوتر يمكن أن تؤثر بالضرورة على المفاوض الإثيوبي، خاصة أن فكرة الضغط الإقليمي والعربي تحديدا على أديس أبابا غير واردة لاسيما مع الدعم الإماراتي للسياسة المائية لأثيوبيا والتي عبرت عنها مشاركة الرئيس الإماراتي في فعاليات افتتاح “معرض المياه والطاقة” خلال زيارته لأديس أبابا في أغسطس الماضي، وعليه لا يتوقع ممارسة أية ضغوط إقليمية على أثيوبيا بل إن الواقع يشير لما يشبه التنسيق الإقليمي لدعم الموقف الاثيوبي ضد أمن الدولة المصرية، وهو ما يعزز أهمية التلويح بالورقة العسكرية لإحداث اضطراب في البيئة الاقليمية بشكل يدفع الجميع لإعادة النظر في الوضع الراهن”.
بعد طرح فكرة الحكومتين..هل يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟
حالة من الجدل يشهدها الشارع السوداني في ظل تقارير تتحدث عن نية طرفا الصراع تشكيل حكومة مستقلة وهو ما يثير المخاوف من تكرار السيناريو الليبي في البلد الذى يشهد مواجهات عسكرية منذ قرابة 6 أشهر بين قيادة الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس مجلس السيادة السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي.
وتبدو الحاجة ملحة لتطبيق الفيدرالية في السودان حيث يخشي البعض من تعرض السودان لخطر التقسيم خاصة بعد تلويح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي بتكوين سلطة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال إقدام رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تكوين حكومة في مدينة بورتسودان شرق البلاد.
ويعتبر سيناريو الحكومتين حال تطبيقه شبيه الصلة بما تشهده ليبيا التي يوجد بها حكومة مدعومة من البرلمان في الشرق، وأخري في طرابلس العاصمة، فضلا عن وجود أجهزة أمنية وميليشيات بكل منطقة، وشهدت ليبيا خلال السنوات أكثر من صراع عسكري بين الفرقاء والجماعات الليبية المسلحة انتهي بهم الأمر لتقسيم غير معلن.
وبحسب مراقبون فإن الوضع في السودان أخطر من ليبيا وفرص التقسيم حال وجود حكومتين كبيرة خاصة مع التنوع العرقي والقبلي الموجود بالسودان.سيناريو وارد
وتري د.فريدة البنداري نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الأفريقية أن تكرار السيناريو الليبي في السودان أمر وارد خاصة أنه مع اندلاع القتال، قام الجانبان بتقسيم العاصمة، و لقي مئات المدنيين حتفهم في القتال، وفر أكثر من 700 ألف آخرين من منازلهم.
وقالت لوكالتنا “ما يرجح سيناريو لبيبا في السودان أن الجانبان متساويان بشكل كبير، فعلي الجانب العسكري استولت قوات الدعم السريع مؤخرًا على القاعدة العسكرية في مروي بشمال السودان، بينما دمرت القوات المسلحة السودانية موقعًا لإعادة الإمداد لقوات الدعم السريع في شمال غرب السودان، وبعد أيام فقط من استلام قوات الدعم السريع شحنة أسلحة من مجموعة فاجنر الروسية عبر قاعدتها في جنوب ليبيا، هاجمت القوات المسلحة السودانية قاعدة عمليات حميدتي في دارفور.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلي أنه “مع وجود قوات قتالية متساوية، يمكن أن يكون السودان مستعدًا لفترة طويلة من القتال”.
وتابعت : “من الناحية المالية، فإن الجانبين أيضًا متكافئان بشكل جيد.، حيث يستفيد حميدتي وقوات الدعم السريع من الثروة الهائلة التي جمعها الجنرال من عمليات تعدين الذهب التي يسيطر عليها هو وعائلته في دارفور. في حين يستفيد البرهان والقوات المسلحة السودانية من شبكة واسعة من الشركات والزراعة وإنتاج النفط إلى تصنيع الأسلحة – التي تغذي الإيرادات إلى الجيش”.
على جانب الدعم الدولي، تري د.فريدة أنه “رغم تواصل الضغط متعدد الجنسيات على الجانبين لوقف القتال، فقد بدأ بعض اللاعبين الإقليميين في الاصطفاف خلف الجنرالين المتنافسين، حيث أعربت الجارة الأقرب للسودان مصر عن دعمها للبرهان والقوات المسلحة السودانية، وكذلك فعلت الجامعة العربية، في حين تلقى حميدتي أسلحة من المشير الليبي خليفة حفتر ومجموعة فاجنر الروسية” .
خطر التقسيم
وتعتقد الباحثة أنه “يمكن لهذه الاستراتيجية في نهاية المطاف أن تخلق سيناريو تنقسم فيه البلاد على أسس عرقية بناءً على ولائها لقوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، ويكون ذلك تكرار للنموذج والسيناريو الليبي”.
وبحسب نائب المركز العراقي للدراسات الأفريقية فإنه خلال العقود الخمسة الأخيرة توصلت الدراسات الأفريقية والغربية والعربية إلى نتيجة مفاداها ان الدول الأفريقية لم تنجح في إدارة أي تعددية ـ بل أثبتت الدول الافريقية سوء إدارة التعددية السياسية والعرقية وتنامي الروح الانفصالية بين المكون الوطني، لافتة إلي نموذج جنوب السودان والذى بعد سنوات وسنوات من المفاوضات والاقتتال والحروب الاهلية لم يحل إلا بالانفصال، وكانت دارفور على وشك الدخول في عملية الانفصال لولا ثورة ديسمبر 2018 التي انتجت الان ” حرب الجنرالات ” .
سيناريوهات المستقبل
وتري د.فريدة أن “انزلاق السودان السريع إلى الصراع المميت وانقسام الحكومة بشكل عرقي هو نكسة رهيبة، كانت نتيجة سوء إدارة التسوية السياسية لعدة عقود، مشددة على أنه لابد الاعتراف بأن الوسائل العسكرية لن تحل الأسباب الجذرية للصراع المستمر من عقود بالسودان”.
وحذرت من أنه “ما لم تتدارك النخبة السودانية واقعها اليوم الأليم بالتنازلات الكبرى والبدء بالاعترافات الجريئة والتسامي والتجاوز فوق (الشجون الصغرى) فإن سيناريو انفصال الجنوب لن يكون بعيدا مرة أخرى في السودان وسنري انقسامات عديدة في العاصمة رمز سلطة الدولة ، وهذا فيه تنفيذ لتهديد قديم ظلت تردده الحركات المتمردة في الأطراف بأن (الحرب المقبلة ستكون في الخرطوم).
وحول مستقبل السودان، تري خبيرة الشؤون الأفريقية أنه ” في ظل معطيات المشهد الحالي ، فإن مستقبل السودان سيكون بين سيناريوهين أسوء من بعض أولهم هو استمرار الاقتتال والحرب والانتقال الى “حرب الولايات ” و استمرار الحرب لفترة أطول تحمل تعقيدات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة وربما سمة حروب الالفية الثالثة هي الاستمرارية دون منتصر ومنهزم” .
والسيناريو الثاني بحسب فريدة “هو التقسيم، خاصة وأنه تحقق في انفصال جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عشرين عاما مع الشمال، لافتة إلي أنه ما يزيد من احتمالية هذا السيناريو هو وجود حركات مسلحة تسيطر على أراضٍ واسعة، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تقاتل في دارفور منذ 2003.”
حميدتي والحرية والتغيير
من جانبه، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن خطاب رئيس مجلس السيادة في الأمم المتحدة كان ممتازاً، وطالب فيه تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأشار إلي أنه قبل خطاب البرهان بساعة شهدنا تسجيلاً لحميدتي خاطب فيه الأمم المتحدة- التي لم تقدم له دعوه- كحادثة غريبة تحدث لأول مرة.
وبحسب الناشط فإن خطاب حميدتي الذى طرح فيه فكرة الفيدرالية كحل للأزمة السودانية، تظهر فيه لغة أحزاب الحرية والتغيير، فهم من بشروا بهذه البنود قبل مدة، بل هم نفسهم هددوا بأن تكوين حكومة في بورتسودان سيجعل حميدتي يكون حكومة أخرى في الخرطوم مما يظهر حجم التنسيق بينهما.
ويعتقد أن حديث حميدتي الذي هدد فيه بتكوين حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرته هو محض وهم وتهديد للضغط على الجيش للرجوع للتفاوض، فقواته لا تسيطر على أي مدينة سيطرة كاملة، مناطق الصراع التي تتواجد بها قواته توجد بها حاميات للجيش وتعتبر مناطق حرب وهي شبه خالية من المواطنين كما ان حميدتي شعبيا مرفوض بعد الإنتهاكات التي قامت بها قواته، ف الحديث عن تكوين حكومة الغرض منها الضغط سياسيا على الجيش كما ذكرت.
وأشار إلي أنه بعد زيارات البرهان التي أختتمها بنيويورك، وبالمتابعة لسير العمليات العسكرية التي تسارعت وتيرتها وأمتلاك الجيش مؤخرا لأسلحة نوعية، ينبى بأن الحرب في خواتيمها.
مخطط الفلول
بدوره يري عثمان عبد الرحيم الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج السودانية أن تعدد الحكومات لا يعتبر مدخل لحل الأزمة بحسب رؤيتنا الشخصية فهي وسيلة لتفكيك البلاد و هذا مخطط الفلول.
وقال ” قوات الدعم السريع لم تبادر بهذا الخيار لكنها وضعت خيارات و نحن نساندها في رؤيتها ففي حال اتجه الفلول في تشكيل حكومة في شرق السودان كما يدعون فلابد من تشكيل أخرى في الخرطوم و هي المنوط بها حفظ الأمن.
وأشار إلي أنه رغم حدة الاشتباكات في الخرطوم الدعم السريع لا يزال يقدم الخدمات الإنسانية للمواطنيين عبر لجان ميدانية فهذا دليل على أن الدعم السريع تؤسس لدولة خدمية و ليست دولة ذات طابع أيديولوجي يخدم فئة محدد و يهمل الأخرى.
وشدد الناطق بإسم حركة تمازج على أن قوات الدعم السريع أحرص على وحدة السودان لكن مخططات الفلول حالت دون ذلك لكن دحرهم أصبح ضرورة حتمية.
وتري د.فريدة البنداري نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الأفريقية أن تكرار السيناريو الليبي في السودان أمر وارد خاصة أنه مع اندلاع القتال، قام الجانبان بتقسيم العاصمة، و لقي مئات المدنيين حتفهم في القتال، وفر أكثر من 700 ألف آخرين من منازلهم.
وقالت لوكالتنا “ما يرجح سيناريو لبيبا في السودان أن الجانبان متساويان بشكل كبير، فعلي الجانب العسكري استولت قوات الدعم السريع مؤخرًا على القاعدة العسكرية في مروي بشمال السودان، بينما دمرت القوات المسلحة السودانية موقعًا لإعادة الإمداد لقوات الدعم السريع في شمال غرب السودان، وبعد أيام فقط من استلام قوات الدعم السريع شحنة أسلحة من مجموعة فاجنر الروسية عبر قاعدتها في جنوب ليبيا، هاجمت القوات المسلحة السودانية قاعدة عمليات حميدتي في دارفور.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلي أنه “مع وجود قوات قتالية متساوية، يمكن أن يكون السودان مستعدًا لفترة طويلة من القتال”.
وتابعت : “من الناحية المالية، فإن الجانبين أيضًا متكافئان بشكل جيد.، حيث يستفيد حميدتي وقوات الدعم السريع من الثروة الهائلة التي جمعها الجنرال من عمليات تعدين الذهب التي يسيطر عليها هو وعائلته في دارفور. في حين يستفيد البرهان والقوات المسلحة السودانية من شبكة واسعة من الشركات والزراعة وإنتاج النفط إلى تصنيع الأسلحة – التي تغذي الإيرادات إلى الجيش”.
على جانب الدعم الدولي، تري د.فريدة أنه “رغم تواصل الضغط متعدد الجنسيات على الجانبين لوقف القتال، فقد بدأ بعض اللاعبين الإقليميين في الاصطفاف خلف الجنرالين المتنافسين، حيث أعربت الجارة الأقرب للسودان مصر عن دعمها للبرهان والقوات المسلحة السودانية، وكذلك فعلت الجامعة العربية، في حين تلقى حميدتي أسلحة من المشير الليبي خليفة حفتر ومجموعة فاجنر الروسية” .
خطر التقسيم
وتعتقد الباحثة أنه “يمكن لهذه الاستراتيجية في نهاية المطاف أن تخلق سيناريو تنقسم فيه البلاد على أسس عرقية بناءً على ولائها لقوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، ويكون ذلك تكرار للنموذج والسيناريو الليبي”.
وبحسب نائب المركز العراقي للدراسات الأفريقية فإنه خلال العقود الخمسة الأخيرة توصلت الدراسات الأفريقية والغربية والعربية إلى نتيجة مفاداها ان الدول الأفريقية لم تنجح في إدارة أي تعددية ـ بل أثبتت الدول الافريقية سوء إدارة التعددية السياسية والعرقية وتنامي الروح الانفصالية بين المكون الوطني، لافتة إلي نموذج جنوب السودان والذى بعد سنوات وسنوات من المفاوضات والاقتتال والحروب الاهلية لم يحل إلا بالانفصال، وكانت دارفور على وشك الدخول في عملية الانفصال لولا ثورة ديسمبر 2018 التي انتجت الان ” حرب الجنرالات ” .
سيناريوهات المستقبل
وتري د.فريدة أن “انزلاق السودان السريع إلى الصراع المميت وانقسام الحكومة بشكل عرقي هو نكسة رهيبة، كانت نتيجة سوء إدارة التسوية السياسية لعدة عقود، مشددة على أنه لابد الاعتراف بأن الوسائل العسكرية لن تحل الأسباب الجذرية للصراع المستمر من عقود بالسودان”.
وحذرت من أنه “ما لم تتدارك النخبة السودانية واقعها اليوم الأليم بالتنازلات الكبرى والبدء بالاعترافات الجريئة والتسامي والتجاوز فوق (الشجون الصغرى) فإن سيناريو انفصال الجنوب لن يكون بعيدا مرة أخرى في السودان وسنري انقسامات عديدة في العاصمة رمز سلطة الدولة ، وهذا فيه تنفيذ لتهديد قديم ظلت تردده الحركات المتمردة في الأطراف بأن (الحرب المقبلة ستكون في الخرطوم).
وحول مستقبل السودان، تري خبيرة الشؤون الأفريقية أنه ” في ظل معطيات المشهد الحالي ، فإن مستقبل السودان سيكون بين سيناريوهين أسوء من بعض أولهم هو استمرار الاقتتال والحرب والانتقال الى “حرب الولايات ” و استمرار الحرب لفترة أطول تحمل تعقيدات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة وربما سمة حروب الالفية الثالثة هي الاستمرارية دون منتصر ومنهزم” .
والسيناريو الثاني بحسب فريدة “هو التقسيم، خاصة وأنه تحقق في انفصال جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عشرين عاما مع الشمال، لافتة إلي أنه ما يزيد من احتمالية هذا السيناريو هو وجود حركات مسلحة تسيطر على أراضٍ واسعة، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تقاتل في دارفور منذ 2003.”
حميدتي والحرية والتغيير
من جانبه، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن خطاب رئيس مجلس السيادة في الأمم المتحدة كان ممتازاً، وطالب فيه تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأشار إلي أنه قبل خطاب البرهان بساعة شهدنا تسجيلاً لحميدتي خاطب فيه الأمم المتحدة- التي لم تقدم له دعوه- كحادثة غريبة تحدث لأول مرة.
وبحسب الناشط فإن خطاب حميدتي الذى طرح فيه فكرة الفيدرالية كحل للأزمة السودانية، تظهر فيه لغة أحزاب الحرية والتغيير، فهم من بشروا بهذه البنود قبل مدة، بل هم نفسهم هددوا بأن تكوين حكومة في بورتسودان سيجعل حميدتي يكون حكومة أخرى في الخرطوم مما يظهر حجم التنسيق بينهما.
ويعتقد أن حديث حميدتي الذي هدد فيه بتكوين حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرته هو محض وهم وتهديد للضغط على الجيش للرجوع للتفاوض، فقواته لا تسيطر على أي مدينة سيطرة كاملة، مناطق الصراع التي تتواجد بها قواته توجد بها حاميات للجيش وتعتبر مناطق حرب وهي شبه خالية من المواطنين كما ان حميدتي شعبيا مرفوض بعد الإنتهاكات التي قامت بها قواته، ف الحديث عن تكوين حكومة الغرض منها الضغط سياسيا على الجيش كما ذكرت.
مخطط الفلول
بدوره يري عثمان عبد الرحيم الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج السودانية أن تعدد الحكومات لا يعتبر مدخل لحل الأزمة بحسب رؤيتنا الشخصية فهي وسيلة لتفكيك البلاد و هذا مخطط الفلول.
وأشار إلي أنه رغم حدة الاشتباكات في الخرطوم الدعم السريع لا يزال يقدم الخدمات الإنسانية للمواطنيين عبر لجان ميدانية فهذا دليل على أن الدعم السريع تؤسس لدولة خدمية و ليست دولة ذات طابع أيديولوجي يخدم فئة محدد و يهمل الأخرى.
وشدد الناطق بإسم حركة تمازج على أن قوات الدعم السريع أحرص على وحدة السودان لكن مخططات الفلول حالت دون ذلك لكن دحرهم أصبح ضرورة حتمية.
خبراء أم مقاتلون..ماذا تفعل أوكرانيا في السودان وسر دعمها لـ البرهان ؟
كشفت تقارير صحفية عن استعانة الجيش السوداني بخبراء أجانب في مواجهة قوات الدعم السريع على خلفية تقارير عن تنفيذ القوات الخاصة الأوكرانية لعمليات قتالية ضد الدعم السريع.
وبحسب وسائل إعلام، أكد مستشار في وزارة الدفاع السودانية أن أوكرانيا تشارك الجيش السوداني بخبراء ومدربين في مجال الطائرات المسيرة، مشددا فى الوقت نفسه لعدم وجود قوات أجنبية تقاتل إلى جانب أيام الجيش.
ونسب موقع الجزيرة نت لمصدر سوداني لم يكشف هويته تأكيده إن الخبراء العسكريين من أوكرانيا قاموا بتدريب مشغلي الطائرات المسيرة التي اشتراها السودان مؤخرا من تركيا وأوكرانيا.وأضاف أن بلاده تربطها بروتوكولات واتفاقات عسكرية مع عدة دول تتيح لها التعاون العسكري وتطوير الصناعات العسكرية الدفاعية في السودان.
وأوضح المسؤول السوداني أن بلاده اشترت مسيرات من تركيا من طرز مختلفة قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وبعد اندلاعها في منتصف أبريل/ نيسان الماضي لتعزيز قواتها الجوية، درب خبراء أوكرانيون أوفدتهم أنقرة طواقم سودانية لاستخدام المسيرات حسب الاتفاق بين البلدين.
وأضاف أن المسيرة الأخرى التي دخلت الخدمة مؤخراً، هي من طراز “إف في بي” ويطلق عليها “الذبابة” المدمرة، وقد شارك خبراء أوكرانيون في تدريب طواقم سودانية على استخدامها.
وقال إنها طائرة صغيرة الحجم ويبلغ مداها 10 كيلومترات، وسرعتها ما بين 100 و140 كيلومترا، ويبلغ سعرها ألف دولار، ولديها القدرة على استهداف الدبابات والمدافع الذاتية الحركة والمركبات القتالية المتحركة، كما يمكن استخدامها في الاستطلاع وتوجيه نيران المدفعية ودخول الخنادق والمباني.
وشدد على أن الخبراء الأوكرانيين لا يشاركون في استخدام وتشغيل المسيرات، وإنما ينتهي دورهم بتدريب الطواقم السودانية “التي باتت مؤهلة ولديها القدرة على تشغيلها بكفاءة”.
وبحسب المصدر السوداني فإن هذه الطائرات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع، ودمرت أسلحتهم ومعداتهم ومركباتهم القتالية التي حصلوا عليها بدعم من مجموعة “فاغنر” الروسية وقوى إقليمية أخرى ووصلت إلى السودان عبر ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد، حسب وصفه.
وأكد أن بلاده لديها اكتفاء من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمعدات العسكرية عبر صناعاتها الدفاعية، وكانت تبيع منها إلى دول عربية وأفريقية وغيرها، وتشارك في عرضها بمعارض سنوية.
قوات خاصة أوكرانية
وتجنب الجيش السوداني التعليق على تحقيق شبكة “سي إن إن” الأميركية بشأن مشاركة قوات أوكرانية خاصة في قصف قوات الدعم السريع.
وفي المقابل نفت قوات الدعم السريع الأربعاء، في بيان، ما أوردته الشبكة الأميركية من تعرض قواتها لهجوم بمسيرات أوكرانية بالقرب من العاصمة الخرطوم.
وكان تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية كشف عن أن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة، إضافة إلى عملية برية، ضد قوات الدعم السريع في السودان.
وقالت الشبكة إنها حصلت على مقاطع فيديو تكشف أن هجمات نفذت ضد قوات الدعم السريع تحمل بصمات الجيش الأوكراني. فقد استُخدمت مسيّرتان متاحتان تجاريًا ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات على الأقل ضد قوات الدعم السريع، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكم التي تدار بها المسيّرات التي استهدفت الدعم السريع.
ونقلت “سي إن إن” عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وأفريقيا بشكل عام.
كما نقلت عن مصدر عسكري أوكراني -لم تكشف عن هويته- قوله إن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجحا أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء هذه الهجمات.
وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات السرية التي تشنها أوكرانيا في السودان تشكل توسعا كبيرا ومستفزا في حربها مع روسيا.
وقال إنها طائرة صغيرة الحجم ويبلغ مداها 10 كيلومترات، وسرعتها ما بين 100 و140 كيلومترا، ويبلغ سعرها ألف دولار، ولديها القدرة على استهداف الدبابات والمدافع الذاتية الحركة والمركبات القتالية المتحركة، كما يمكن استخدامها في الاستطلاع وتوجيه نيران المدفعية ودخول الخنادق والمباني.
وتجنب الجيش السوداني التعليق على تحقيق شبكة “سي إن إن” الأميركية بشأن مشاركة قوات أوكرانية خاصة في قصف قوات الدعم السريع.
وفي المقابل نفت قوات الدعم السريع الأربعاء، في بيان، ما أوردته الشبكة الأميركية من تعرض قواتها لهجوم بمسيرات أوكرانية بالقرب من العاصمة الخرطوم.
بعد جولة البرهان وعقوبات واشنطن ضد حميدتي..الصراع بالسودان إلي أين؟
تطورات متسارعة تشهدها الساحة السودانية مؤخرا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، حيث قام القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بجولة خارجية هى الأولي منذ اندلاع الحرب اختتمها بزيارة العاصمة القطرية الدوحة بعد زيارات مشابهة للقاهرة وجوبا.
وعشية وصوله إلى الدوحة الخميس 7 أيلول، أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات الدعم السريع متهمًا إياها بـ”التمرد” وارتكاب “انتهاكات جسيمة” ضد المواطنين و”التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد”.
وتزامن القرار مع إعلان المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان الأربعاء 6 أيلول أن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد هذه القوات.
ويشهد السودان اشتباكات مسلحة دامية بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع بالخرطوم ومناطق أخرى منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من ضعفهما جرحى، حسب وزارة الصحة السودانية.
وبحسب مراقبون فإن جولة البرهان محاولة لكسب المزيد من الدعم الدولي لنظامه فضلا عن التأكيد على الشريعة الدبلوماسية التي يتمتع بها من جانب دول الجوار.
فيما اعتبر خبراء أن قرار حل الدعم السريع لا معني ولا أو تأثير له خاصة أن الحكومة السودانية أوقفت مخصصاته المالية منذ بداية الحرب
ما بعد الحرب
من جانبه ، يري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “جولة البرهان سواء في مصر أو جوبا أو قطر جاءت ردا على الشائعات التي تتردد منذ بدء الحرب بأن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا ” كما أن جولة البرهان الخارجية سبقها زيارات داخلية لسلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية وهو أمر له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض. خصوصاً وان هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
وبحسب الناشط فإن “الزيارة الأخيرة للدوحة، تكمن في الدور الانساني الذى تنتظره السودان من قطر لمواجهة تداعيات الحرب وإعادة الإعمار، فضلا عن الدور الذى يمكن ان تلعبه دبلوماسيا فى حل الزمة كما حدث في في ملف الولايات المتحدة وحركة طالبان الذي أحتضنته الدوحة، كما ساعدت دبلوماسياً في تقارب بين مصر وتركيا وغيرها من الأمثلة .
ويعتقد حنين ان “الزيارة كانت ضمن الزيارات لحشد الدعم الإقليمي قبل وضع أخر خطوط نهاية الحرب التي باتت وشيكة- ويظهر ذلك في زيارة البرهان بعدها لوحدات الجيش المختلفة في ولايات السودان والتي كانت أخرها ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا”
حل الدعم السريع
وحول جدوى حل الدعم السريع، أكد الناشط السوداني أنه” طيلة الخمسة أشهر من الحرب كان يأمل الجيش في تفاوض مع قوات الدعم السريع المتمردة حقناً للدم السوداني، لكن بعد كل ما حدث من إنتهاكات للمواطنين وتعنتها قام رئيس مجلس السيادة بحلها دستورياً مما يعني ان لا تفاوض معاها حتى إستسلامها أو سحقها، كما ان القرار يقطع الطريق على الداعمين للمليشيا من الأحزاب السياسية وبعض الدول التي كانت تساوي بين الجيش( المؤسسة الشرعية ) وبين هذه القوات وتحاول ان تضع لهذه القوات موطئ قدم في مستقبل السودان بعد أن فشل إنقلابها على السلطة ليلة ال١٥ من إبريل.
وأشار إلي ان القرار جاء متزامنا مع العقوبات الأمريكية التي طالت مسؤولين في مليشيا الدعم السريع أبرزهم القائد الثاني لهذه القوات وقائد قطاع دارفور الذي كان مسؤولا عن قتل الوالي (خميس أبكر) والتمثيل بجثتة حسب ما ظهر من فيديوهات مما يوحي بأن ربما هناك تنسيق بين الولايات المتحدة والرئاسة السودانية.
قرار بلا تأثير
في حين يري الناطق الرسمي باسم حركة تمازج السودانية المتحالفة مع الدعم السريع عثمان عبدالرحمن سليمان إن “جولات البرهان الخارجية لا تعدو كونها محاولة لحد الكسب الدولي لصالحه ، موضحاً أن البرهان يسعى من خلال هذه الجولات إلى تقوية موقفه دوليا و إقليمياً بعد فقدانه أهم المناطق الاستراتيجية بولاية الخرطوم و ولايات أخرى” .
و قال عثمان لوكالتنا أن “خروج البرهان من القيادة العامة من عدمه لم يؤثر على سير الموقف العملياتي لقوات الدعم السريع مؤكداً على أن موقفها لايزال قوياً “.
و بخصوص قرار حل قوات الدعم السريع، أضاف عثمان ” الدعم السريع مؤسسة وطنية عسكرية راسخة ، متجذرة في بيوتات المجتمع السوداني فمن هذا المنطلق أي هذا القرار لا يعدو أن يكون له ما بعده و إنما خطوات تؤكد بأن إنتصاراتها أصبحت أمر واقع .”
وأشار إلي أن عقوبات واشنطن ضد الدعم السريع شكلية أكثر من كونها واقعية ولن تؤثر على موقف قوات الدعم السريع ميدانيا ذلك لأنها جاءت كمتطلبات مرحلة فقط و هي إحدى استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية للتعاطي مع الأزمة
من جانبه، يري د.عامر عيد مدير مركز اللواء للدراسات أن “قرار حل الدعم السريع هو كالعدم سواء وليس له أدني قيمة ولن يؤثر على الصراع بالسودان.
وقال لوكالتنا “القيادة السودانية غير قادرة على تطبيق قرار حل الدعم السريع رغم أنها فعلته منذ فترة طويلة بوقف الاعتمادات المالية الحكومية للدعم السريع ولكن القرار في النهاية لن يغير من المعادلة شىء”.
جولة خارجية ومبادرة داخلية..هل اقتربت حرب السودان من مشهد النهاية؟
تطورات متسارعة ومفاجئة تشهدها الساحة السودانية الأيام الأخيرة، بداية من إعلان قائد الدعم السريع استعداده لوقف الحرب والتفاوض وإطلاقه مبادرة سياسية تدعو لفيدرالية السودان، ثم الزيارة التي قام بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لجنوب السودان ومن قبلها القاهرة لأول مرة منذ اندلاع الحرب..فهل تشهد السودان تسوية سياسية مرتقبة تضع مشهد النهاية للحرب التي أكلت الأخضر واليابس بالبلاد؟
وكان البرهان قد وصل الثلاثاء 5 أغسطس لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وذلك بعد أيام من أول زيارة خارجية قام بها منذ الحرب للعاصمة المصرية القاهرة.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 29 أغسطس الماضي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أول زيارة خارجية للجنرال السوداني منذ اندلاع الحرب التي تشهدها بلاده منذ منتصف أبريل الماضي.
وفي تصريحات لوسائل إعلام مصرية خلال الزيارة، قال البرهان: “نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة”.
وجاءت تصريحات البرهان، بعد أيام قليلة من طرح قائد قوات الدعم السريع مبادرة سياسية تتضمن تفاصيل رؤيته للسلام في السودان، وتشمل 10 نقاط أساسية لإنهاء الحرب.
ودعا حميدتي في مبادرته إلى “تأسيس الدولة السودانية الجديدة”، من خلال اعتماد نظام حكم فدرالي وحكومة مدنية تمثل كل أقاليم السودان، إضافة إلى إقرار تأسيس جيش سوداني جديد بغرض بناء مؤسسة عسكرية واحدة تنأى بنفسها عن السياسة، كما دعا إلى ما سماه “تصفية الوجود الحزبي والسياسي داخل الدولة”.
وتأت تصريحات البرهان ومبادرة حميدتي بعد أن أدت الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ 5 أشهر لمقتل نحو 5 آلاف شخص، فضلا عن نزوح أكثر من 4.6 ملايين شخص، وفق تقارير دولية.
وبحسب مراقبون فإن الحرب في السودان ربما تقترب من نهايتها وهناك رسائل واضحة من طرفا الصراع تؤشر على ذلك .
دلالات عسكرية وسياسية
ويري الناشط السياسي السوداني محمد حنين أن “خروج البرهان من الخرطوم وزيارته للقاهرة وبعدها جوبا نسف دعاية الدعم السريع الإعلامية التي ظلت ومنذ بدء الحرب تردد وتكرر أن البرهان وقادة الجيش محاصرون ولا يستطيعون حتى الخروج مئة متر خارج أسوار القيادة العامة للجيش”.
وقال لوكالتنا “أن خروج البرهان وزيارته لقواعد عسكرية مثل ( سلاح المدرعات، سلاح الإشارة وقاعدة وادي سيدنا العسكرية) له دلالات بأن الجيش قد أحرز تقدماً عسكرياً ملحوظاً للحد الذي جعل القائد الأعلى للجيش يتحرك في كل هذه المناطق التي تبعد جغرافياً عن بعضها البعض، خصوصاً وأن هذه المناطق ظلت تجري حولها معارك شرسة وضارية”.
حقيقة الصفقة
وأشار إلي أن “الحديث عن خروج البرهان بإتفاق وصفقة كما يروج البعض هو محض (أوهام ) كما وصفها قائد الجيش نفسه وسط قواته بقاعدة (فلامنجو) البحرية، حيث قال ان عملية خروجه تمت بتنسيق بين وحدات الجيش وأرتقى في هذه العملية ثلاثة شهداء”.
وحول ما يقال عن وجود صفقة مع الدعم السريع لتسهيل خروج البرهان، تساءل الناشط السياسي مستنكرا ” كيف يعقل أن يكون خروج البرهان بإتفاق مع حميدتي رغم إعلان قائد قوات الدعم السريع أنه لن ينهي الحرب سوى بالقبض على البرهان نفسه ؟!”
ويعتقد حنين أن “خروج البرهان يمكن قراءته على أنه ترتيب لخطوات ما بعد الحرب لاسيما الزيارة التي قام بها للقاهرة، معتبرا أن زيارة مصر لها دلالات سياسية وعسكرية، فذهاب البرهان بصفته رئيساً لمجلس السيادة لا قائداً للجيش فقط تقرأ على انها إظهار لتواجد الدولة التي لعب الدعم السريع وظهيره السياسي وداعميه الإقليمين على تغييبها وشل حركتها”.
ولفت إلي أن “الزيارة لها مدلول عسكري أيضا ظهر بإصطحاب البرهان لمدير المخابرات العامة ومدير منظومة التصنيع الحربي معه للقاهرة في إشارة إلي أن هذه الحرب في نهايتها ويجري الترتيب لوضع ما بعد الحرب”.
وأكد حنين أن “مصر لعبت دورا محورياً في الأزمة رغم محاولات بعض القوى الإقليمية تغييب دورها، مشيرا إلي أن “مؤتمر دول الجوار الذى استضافته القاهرة كان السبب الرئيسي في إفشال محاولة تدويل أزمة السودان التى سعى لها المتربصين وبعض القوى السياسية السودانية للأسف”.
وتابع : “كما ان رأي القاهرة كان واضحاً منذ البداية بالوقوف مع مؤسسات الدولة الشرعية والحفاظ على استقلالية السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، أضف إلى ذلك ان مصر هي أكثر دول الجوار تضرراً من الحرب في السودان، كما انها تأوئ أكثر من ٥ مليون سوداني وتعاملهم معاملة مواطنيها”.
وبحسب الناشط السياسي فإن “الزيارة مهمة لشكر مصر على وقفتها بجانب السودان والتطلع لزيادة دورها ومساهمتها في مرحلة ما بعد الحرب خاصة أن مصير مصر والسودان طالما كان مشتركاً وواحداً”.
وحول توقعاته لمستقبل الأزمة بالسودان، أكد الناشط السياسي أن “خروج البرهان قلب المشهد سياسياً رأساً على عقب وتصريحاته التي تتكرر فيها كلمات مثل ( القوات المتمردة، العصابات وغيرها) يعني ان الخطر العسكري قد زال وانهم الأن في مرحلة الخطر الأمني والتمهيد لما بعد الحرب، وهو ما يتضح في تحرك الشرطة لأول مره منذ إندلاع الحرب وتقدم وزيادة وتيرة إنتصارات الجيش وظهور دور الدولة في عدد من القرارات”.
مستقبل الصراع
من جانبه، يري الأكاديمي السوداني د.عماد بحرالدين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة الاسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية أن “الحرب بالسودان أثرت بشكل كبير على اقتصاد دول الجوار بالسودان وفي مقدمتها مصر التي يهمها وقف الحرب”.
وقال لوكالتنا “من أهم رسائل القيادة السوداني المتمثلة في البرهان من زيارة القاهرة أن الحرب ستتوقف في القريب العاجل، وسيتم محاسبة لكل من تعدي على الممتلكات العامة والخاصة”.
وأشار إلي أن “القاهرة أكثر الدول ارتباطا بالسودان على مدار تاريخها، وهناك دور كبير لمصر في السودان وعلاقات سياسية وعسكرية كبيرة تجمع البلدين، والكثير من السياسيين السودانيين يؤمنون بأهمية الدور الاقليمي الذى تلعبة مصر في السياسة السودانية”.
ويعتقد الأكاديمي السوداني أن “مصر تسعي لحل الأزمة عبر الوصول للتفاوض خاصة أنها من أكبر المتضررين من استمرار الصراع، لافتا إلي أن القيادة المصرية ربمأ أخطأت في تقديراتها بدعم الجيش في بداية الأزمة، وبدأت تدرك ذلك وتسعي لدور أكثر حيادية في التعامل مع الطرفين وهو ما يمكنها من التأثير في الأزمة وانهاء الحرب”.
ويري بحر الدين أن “الأوضاع ستتجه إلي التفاوض ووقف الحرب قريبا، ولكن سيبقي الدعم السريع كما هو وربما أصبح في وضع أفضل خاصة أنه يمتلك رؤية سياسية تلقي قبولا لدي مناطق كثيرة بالسودان، لافتا إلي ان مبادرة حميدتي حول الفيدرالية تمثل مدخلا كبيرا للحل السياسي في البلاد.
وحل مستقبل حميدتي فيما بعد الحرب، يري الباحث أن “قائد الدعم السريع أصبح يحظي بدعم كبير من مختلف مناطق السودان وهناك تأييد من زعماء قبائل وكيانات كبيرة لتحركات الدعم السريع ومبادرة الفيدرالية التي أطلقها وهناك رغبة كبيرة في التخلص من المركزية وسيطرة إقليم الشمال الذى يمثل أقلية على غالبية السودان”.
وأشار إلي ان الدعم السريع يسيطر الأن على معظم المناطق الحيوية بالعاصمة الخرطوم وغالبا لم يخرج البرهان من الخرطوم إلا بإتفاق مع قيادات الدعم بموافقة حميدتي وذلك للتخلص من فلول النظام البائد الذى ساهموا في إشعال الحرب.
وحول احتمالية أن يكون حميدتي رئيسا للسودان في مرحلة لاحقة بعد الحرب، أكد الأكاديمي أن قائد الدعم السريع أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يريد رئاسة السودان ولكن الأمور قد تختلف بعد نهاية الحرب وقد يكون بالفعل أحد المرشحين للرئاسة حال وجود دعم شعبي كبير له وهو أمر نراه في ظل انضمام كثير من المناطق وقبائل السودان للدعم السريع”.
خدمت الدعم السريع..كيف ساهمت حرب اليمن في إطالة الصراع بالسودان ؟
بقلم الإعلامية السودانية/ هادئة الهواريالبعض يتساءل من وجهة نظر عسكرية بحته بعيدا عن قضايا المتحاربين ـ برغم الفجوة الواسعة بين إمكانات الدعم السريع المحدودة مقارنة ً بالجيش من حيث التسليح والقدرات وخطوط الإمداد والدعم اللوجستي ـ
يتسائل عن سبب تفوق الدعم السريع في أغلب المعارك إن لم تكن جميعها ، وتنوع أساليب القتال لديه ،وسلاسة تنفيذ عمليات الكر والفر، وإحكام الكمائن ، والعقيدة القتالية ، والثبات وابتكار أساليب جديدة للقتال لم تدرس حتى في الكلية الحربية السودانية.
وتكمن الإجابة على هذا التساؤل بالعودة إلى قرار نظام البشير التكسب السياسي على حساب إرسال قوات من الغرب (الهامش) ـ غير مؤثرة مجتمعياً ولا تشكل ثقل على كاهل الدولة ولا ضرر حتى من فنائها ـ إرسالهم لدعم عاصفة الحزم ومواجهة اليمنيين ( الحوثيين) ، وذلك اعتقادا أن هذا سينقذ الاقتصاد السوداني حينها من الإنهيار بدعم السعودية السخي وزيادة التبادل التجاري وحجم الاستثمار والمساعدة في تخفيف وطأة الضغوط الأمريكية ….الخ .
إلا أن نتائج هذا السفاح تسببت في أكبر كارثة سيعرفها السودان الحديث والتي من الأرجح أن تغير خارطة السيادة ودائرة صنع القرار فيه للأبد ، فقد اكتسبت هذه القوات خبرات قتالية جديدة تتمثل في أساليب الكر والفر وفهم عدم الجدوى من المواجهات المفتوحة (المعروفة في صدام المجموعات المسلحة في وسط وغرف أفريقيا) وتنفيذ الكمائن بشكل احترافي وهذا أصبح جلياً حيث تختفي القوات وتظهر فجأة عند وصول العدو للنقطة صفر مثل معارك بحري الكدرو واستقبالهم للقوات المستنفرة” وهذا أسلوب قتال الحوثيين مع هجمات قوات تحالف عاصفة الحزم لتحاشي تفوق اسناد الطيران” .
وأيضا عقيدة مقاتلي الدعم السريع ومعنوياتهم العالية وتجاوز فكرة (شبح الموت عند المواجهات) ، متمثلة في عبارة (زايلي ونعيمكي زايل) وهذا شعار يؤثر على معنويات المحارب ويظهر بسالة وثبات منقطع النظير وعدم الحرص على الحياة وتخيل شرف الموت في المعركة وهي مبادئ تعلمها جنود الدعم السريع من ثبات اعدائهم الحوثيين في اليمن، واستفادت قيادتهم من هذه الروح والجاهزية وأصبحت تداعبهم بكلمة (أشاوس) وهي كلمة كثيرة الترداد عند قيادات الحرب اليمنية بكل أطرافها.
ومن الملاحظ بشكل كبير استعانة قواة الدعم السريع بالزوامل اليمنية ( اناشيد حماسية تربط المقاتل بمعاني الجهاد والشرف والثبات ، كل هذه الخبرات التراكمية التي استفادتها هذه القوات خلال السنوات السبع الماضية بالإضافة إلى استعانة الجيش السوداني بهذه القوات لحسم الحركات المسلحة والصراعات القبلية في وسط وغرب السودان اكسبتهم تفوق مطلق في هذه المرحلة ولن تتمكن القوات المسلحة من معادلة الكفة حتى يتمكنوا من فهم أساليب الدعم السريع المكتسبة من خارج الحدود ورفع معنويات الجيش بخطاب روح الوطنية والفداء كما فعلوا ايام حرب الجنوب.
والمتوقع إذا لم تحسم الأمور واستمر الصراع أن يصل الجيش لنقطة التكافئ التنظيمي والخبرات القتالية مع العدوان في بداية ٢٠٢٥ وسيكون الحسم حينها بيد القوى الإقليمية والدولية فقط.
تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز
يتسائل عن سبب تفوق الدعم السريع في أغلب المعارك إن لم تكن جميعها ، وتنوع أساليب القتال لديه ،وسلاسة تنفيذ عمليات الكر والفر، وإحكام الكمائن ، والعقيدة القتالية ، والثبات وابتكار أساليب جديدة للقتال لم تدرس حتى في الكلية الحربية السودانية.
وتكمن الإجابة على هذا التساؤل بالعودة إلى قرار نظام البشير التكسب السياسي على حساب إرسال قوات من الغرب (الهامش) ـ غير مؤثرة مجتمعياً ولا تشكل ثقل على كاهل الدولة ولا ضرر حتى من فنائها ـ إرسالهم لدعم عاصفة الحزم ومواجهة اليمنيين ( الحوثيين) ، وذلك اعتقادا أن هذا سينقذ الاقتصاد السوداني حينها من الإنهيار بدعم السعودية السخي وزيادة التبادل التجاري وحجم الاستثمار والمساعدة في تخفيف وطأة الضغوط الأمريكية ….الخ .
إلا أن نتائج هذا السفاح تسببت في أكبر كارثة سيعرفها السودان الحديث والتي من الأرجح أن تغير خارطة السيادة ودائرة صنع القرار فيه للأبد ، فقد اكتسبت هذه القوات خبرات قتالية جديدة تتمثل في أساليب الكر والفر وفهم عدم الجدوى من المواجهات المفتوحة (المعروفة في صدام المجموعات المسلحة في وسط وغرف أفريقيا) وتنفيذ الكمائن بشكل احترافي وهذا أصبح جلياً حيث تختفي القوات وتظهر فجأة عند وصول العدو للنقطة صفر مثل معارك بحري الكدرو واستقبالهم للقوات المستنفرة” وهذا أسلوب قتال الحوثيين مع هجمات قوات تحالف عاصفة الحزم لتحاشي تفوق اسناد الطيران” .
وأيضا عقيدة مقاتلي الدعم السريع ومعنوياتهم العالية وتجاوز فكرة (شبح الموت عند المواجهات) ، متمثلة في عبارة (زايلي ونعيمكي زايل) وهذا شعار يؤثر على معنويات المحارب ويظهر بسالة وثبات منقطع النظير وعدم الحرص على الحياة وتخيل شرف الموت في المعركة وهي مبادئ تعلمها جنود الدعم السريع من ثبات اعدائهم الحوثيين في اليمن، واستفادت قيادتهم من هذه الروح والجاهزية وأصبحت تداعبهم بكلمة (أشاوس) وهي كلمة كثيرة الترداد عند قيادات الحرب اليمنية بكل أطرافها.
ومن الملاحظ بشكل كبير استعانة قواة الدعم السريع بالزوامل اليمنية ( اناشيد حماسية تربط المقاتل بمعاني الجهاد والشرف والثبات ، كل هذه الخبرات التراكمية التي استفادتها هذه القوات خلال السنوات السبع الماضية بالإضافة إلى استعانة الجيش السوداني بهذه القوات لحسم الحركات المسلحة والصراعات القبلية في وسط وغرب السودان اكسبتهم تفوق مطلق في هذه المرحلة ولن تتمكن القوات المسلحة من معادلة الكفة حتى يتمكنوا من فهم أساليب الدعم السريع المكتسبة من خارج الحدود ورفع معنويات الجيش بخطاب روح الوطنية والفداء كما فعلوا ايام حرب الجنوب.
والمتوقع إذا لم تحسم الأمور واستمر الصراع أن يصل الجيش لنقطة التكافئ التنظيمي والخبرات القتالية مع العدوان في بداية ٢٠٢٥ وسيكون الحسم حينها بيد القوى الإقليمية والدولية فقط.