معظمهم سوريين..أزمة جديدة بين تركيا واليونان بسبب المهاجرين العراة..ما القصة

كشفت تقارير صحفية عن بوادر أزمة جديدة بين تركيا واليونان على خلفية نشر صورة لعشرات المهاجرين في اليونان وهم عراة وبوضع صحّي سيّئ واتهام تركيا بطردهم وتعذيبهم.

وأكدت أثينا العثور على 92 لاجئاً عراة بعد إجبارهم على عبور نهر إيفروس الفاصل بين تركيا واليونان.

واعتبر وزير الحماية المدنية اليوناني تاكيس ثيودوريكاكوس، أمس الأحد، أنها “صورة غير إنسانية”.

وأكدت وكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس بحسب وكالة “فرانس برس”، إنقاذ 92 مهاجراً، الجمعة، بمساعدة السلطات اليونانية.

من جهتها، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تغريدة على تويتر عن “قلقها العميق من التقارير والصور الصادمة لـ92 شخصاً، قيل إنه عُثر عليهم على الحدود البرية اليونانية التركية، وقد جردوا من ملابسهم”.

وقالت باكولا إن “عناصر فرونتكس أكدوا العثور على المهاجرين عراة ويعاني بعضهم من جروح ظاهرة”، فيما قالت أثينا إن أنقرة أجبرت هؤلاء على خلع ملابسهم قبل ترحيلهم إلى الجانب اليوناني من الحدود.

اتهامات لتركيا 

واتهم وزير الحماية المدنية اليوناني تركيا بـ”استغلال الهجرة غير الشرعية”، في حين نفت أنقرة تورطها في المعاملة السيئة والمهينة التي لحقت بهؤلاء اللاجئين.

من جهته، دعا نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل كاتاكلي اليونان إلى وقف “التلاعب والخداع”.

كما نفت الرئاسة التركية الأحد مسؤوليتها في هذا الموضوع داعيةً اليونان إلى “وضع حد لاتهاماتها التي لا أساس لها”. وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون: “ندعو اليونان إلى وقف سلوكها اللاإنساني تجاه اللاجئين في أسرع وقت، ووضع حد للاتهامات الباطلة التي لا أساس لها ضد تركيا”.

واتهم ألتون اليونان في سلسلة من أربع تغريدات على تويتر بـ”تشغيل ماكينة الأخبار الكاذبة للتشكيك في تركيا” وبقيام وزير الهجرة اليوناني بـ”حرف الأنظار عن تصرفات اليونان عبر نسبها إلى تركيا”.

وقال ألتون “عبر هذه الأعمال السخيفة، تظهر اليونان مرة أخرى للعالم أنها لا تحترم حتى كرامة الشعوب المضطهدة، ناشرة صور اللاجئين الذين رحّلتهم بعد أن جرّدتهم من أغراضهم الشخصية”.

وتابع ألتون: “يجب أولاً أن تحاسب السلطات اليونانية على الأطفال الذين تركتهم يغرقون في بحر إيجيه، والأشخاص الذين سرقتهم وضربتهم بأحزمة في ميريتش “الاسم التركي لإيفروس” وتركتهم يموتون من الصقيع بالتنسيق مع فرونتكس”.

أما وزير الحماية المدنية اليوناني تاكيس ثيودوريكاكوس فنقل في مقابلة تلفزيونية عن عدد كبير من اللاجئين، وهم من السوريين والأفغان، قولهم لعناصر من فرونتكس، إن “ثلاث سيارات تابعة للجيش التركي نقلتهم إلى إيفروس”.

وصمة عار
من جهته، وصف وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي ما حصل السبت بأنه “وصمة عار على الحضارة”.

وتتهم منظمات غير حكومية وتحقيقات صحافية مختلفة أثينا باستمرار، بتنفيذ عمليات إعادة قسرية وغير قانونية وعنيفة على حدودها البحرية والبرية مع تركيا. لكن أثينا تنفي دائماً اللجوء إلى هذه الممارسات التي تتعارض مع القانون الدولي.

وفي نهاية سبتمبر اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب في مقر الأمم المتحدة، اليونان بتحويل بحر إيجيه إلى “مقبرة” عبر “سياساتها القمعية”.

وتعليقاً على حادثة الأحد، اعتبرت منظمة “ماري ليبروم” غير الحكومية أن “الجرائم ضد حقوق الإنسان منظمة في منطقة إيفروس، وترتكبها تركيا واليونان بشكل يومي”.

وأضافت المنظمة غير الحكومية: “عندما يتحدث أعضاء الحكومات عن هذه الجرائم علناً، فإن ذلك يؤدي فقط إلى تأجيج الصراع بين اليونان وتركيا”.

من جانبه، نفى نائب وزير الداخلية التركي “إسماعيل جاتاكلي” صحة الخبر، معتبراً أن ما زعمه وزير الهجرة اليوناني عارٍ عن الصحة.

وفي تغريدة له على صفحته الشخصية في تويتر، قال الوزير (جاتاكلي) إن وزير الهجرة اليوناني “نوتيس ميتاراشي” يحاول تصوير ما تقوم به بلاده من تعذيب واضطهاد بحق اللاجئين وكأنه حدث في تركيا، مطالباً إياه بأن يكون متحضراً قليلاً (في إشارة إلى أن مثل هذه الاتهامات لا تصدر إلا من عصابات وليس دولاً).


واتهم جاتاكلي في تغريدته الوزير اليوناني بأنه يسعى إلى تحميل ما تقوم به بلاده تجاه اللاجئين (من قسوة وتعذيب وانتهاك لحقوقهم) إلى تركيا، قائلاً: “نظراً إلى أنك لم تتمكن من العثور على حالة واحدة لانتهاك حقوق الإنسان، فأنت تسعى فقط إلى فضح صورة قسوتك، اقضِ وقتك في رعاية حقوق الإنسان وليس للتلاعب والخداع، فقط كن متحضراً قليلاً”.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/06/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%a8%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%82.html

https://alshamsnews.com/2021/12/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a4%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7.html

 

بتهمة التحريض على الكراهية.. تركيا تحاكم مغردين بعد انفجار المنجم

واصلت السلطات التركية حملاتها الأمنية داخل المجتمع التركي، حيث بدأت تحقيقاً ضد 12 شخصًا على أساس أنهم نشروا “منشورات استفزازية” على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الانفجار الذي وقع يوم أمس الجمعة في مقلع التعدين في منطقة أماسرا في بارتين.
وبحسب وسائل إعلام تركية، ذكرت إدارة الشرطة في تغريدة لها على (تويتر) إنها وجهت اتهامات للمستخدمين بـ”التحريض على الكراهية”.

وأضافت أن وحدات مكافحة الجرائم الالكترونية حددت هويات أصحاب الحسابات وبدأت إجراءات قضائية.
ولم يتضح على الفور محتوى المنشورات.
وتتهم أحزاب المعارضة الحكومة بتجاهل تقرير المراجعة لعام 2019، الذي حذر من خطر حدوث انفجار بمنجم تديره الدولة في إقليم “اماصرة” الواقع في البحر الأسود.
ورفضت هيئة مناجم الفحم الحكومية تلك المزاعم.
وأقرت تركيا  الخميس قانونا إعلاميا مثيرا للجدل، يحدد عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات، بتهمة نشر ما تعتبره السلطات أخبارا كاذبة.
وحثّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مساء الجمعة المواطنين على عدم الالتفات لـ”معلومات المضللة” بشأن الانفجار.
وجاء بيان المديرية العامة للأمن في تركيا حول الموضوع كالتالي:
“تم تحديد اثني عشر مسؤولا مباشرا للحسابات ممن شاركوا محتوى استفزازيًا وحرضوا مواطنينا على الكراهية والعداء على منصات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالانفجار في مقلع التعدين التابع لمديرية مؤسسة أماسرا التابعة لمؤسسة الفحم الصلب التركية، و بدأت الإجراءات القضائية “.

الداخلية التركية تكشف عدد ضحايا انفجار المنجم
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو  السبت إن انفجارا في منجم للفحم بإقليم بارتين في شمال تركيا يوم الجمعة أدى لمقتل 40 شخصا وإن عمليات البحث جارية عن عامل بالمنجم مفقود.
وأضاف الوزير أن فرق الإنقاذ أخرجت من المنجم 58 من 110 أشخاص كانوا يعملون في المنجم عندما وقع الانفجار، مشيرا إلى أن مصير أحد عمال المنجم لا يزال مجهولا.

وقال صويلو في تصريحات عند موقع المنجم “لا يزال الحريق مشتعلا هناك. عمال المنجم وفرق الإنقاذ قدموا تضحيات كبيرة حتى لا يتركوا إخوانهم”.
وقال وزير الطاقة فاتح دونمز في وقت لاحق إنه تم احتواء الحريق في المنجم إلى حد كبير، لكن جهود العزل والتبريد لا تزال مستمرة بعد الحادث الذي وقع على عمق 350 مترا تحت الأرض.
وقال صويلو إن أحد عمال المنجم غادر المستشفى بينما لا يزال عشرة يتلقون العلاج في بارتين وإسطنبول.
وقالت السلطات إن الدلائل الأولية تشير إلى أن الانفجار نجم عن شعلة، وهو مصطلح يشير إلى غاز الميثان في مناجم الفحم.
وفي عام 2014، قُتل 301 من العمال في بلدة سوما بغرب البلاد، والواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوبي إسطنبول، في أسوأ كارثة يشهدها قطاع التعدين في تركيا.

جريمة جديدة لنظام أردوغان..طائرات تركيا تقتل المدنيين فى أثيوبيا

شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات ملفتة على الساحة الأثيوبية، حيث قتلت ضربة جوية 10 أشخاص في إقليم تيجراي الإثيوبي، كما أعلن مسؤولون إن قوات من اريتريا المجاورة استولت على بلدة مهمة في أحدث مراحل الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو عامين.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن فاسيكا أمديسلاسي، وهو جراح في مستشفى “ايدير ريفيرال” والذي نقل إليه خمسة قتلي، قوله إن الهجوم الدموي الذي شنته الطائرة المسيرة ضرب منطقة سكنية في ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي.
ويعد هذا هو ثاني هجوم من نوعه هذا الأسبوع ويأتي عقب ضربة جوية على حضانة أطفال يوم 26 أغسطس الماضي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال.
وياتي الهجوم رغم إعلان جبهة تحرير شعب تيجراي الأحد الماضي عن استعدادها للالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية والمشاركة في عملية سياسية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وفقا لبيان نشرته على صفحتها على موقع تويتر. وتلغى الدعوة للمفاوضات الشروط التي وضعتها الجبهة في وقت سابق كمقدمة للحوار، بما في ذلك اعتراف الحكومة الإثيوبية بحق الإقليم في تقرير المصير.
ورحبت الولايات المتحدة وألمانيا بهذا الإعلان غير أنه لم يصدر تعليق من جانب الحكومة الإثيوبية.
وتحدثت العديد من التقارير الصحفية عن تورط تركيا ومشاركتها فى قتل المدنيين بأثيوبيا عن طريق دعم حكومة آبي أحمد بالطائرات المسيرة التي ساعدت الحكومة الأثيوبية على حسم الصراع فى وقت سابق من العام الجاري.
ورغم عدم وجود إعلان رسمي من قبل أنقرة أو أديس أبابا على حصول الخيرة على طائرات بيرقدار التركية المسيرة ألا أن هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد ذلك ربما أهمها قيام مقاتلي تحرير تيجراي بعرض بقايا صاروخ موجه بالليزر، حيث يعتقد أن الصاروخ تركي الصنع وتستخدمه مسيّرات “بيرقدار”.
كما اتهمت وسائل إعلام تابعة لإقليم تيجراي الإثيوبي، فى تقارير لها مطلع العام الجاري تركيا بتدمير وقتل السكان في الإقليم، موضحة أن الطائرات المسيرة التركية بيرقدار، نفذت 40 غارة جوية على إقليم تيجراي منذ شهر أكتوبر الماضي وحتي يناير، الأمر الذي أسفر عن مقتل حوالي 143 شخصًا وإصابة 213 آخرين من سكان الإقليم.
كما أكد العديد من الخبراء تورط تركيا فى الصراع الأثيوبي ومشاركتها فى قتل المدنيين عبر طائرات بيرقدار المسيرة التي تستخدمها قوات الحكومة الأثيوبية فى قصف مناطق إقليم تيجراي.

تورط تركي
ويري محمد عز الدين رئيس مركز النيل للدراسات الأفريقية بالقاهرة أن الدور التركي واضح في الاقتتال الأثيوبي الأثيوبي.
وقال عز الدين لـ الشمس نيوز أن آبي استغل الدول التي لها نفوذ واسع فى القرن الأفريقي من أجل الضغط على حكومة تيجراي خاصة بعد أن كانت الأخيرة على أبواب أديس أبابا خلال الفترة الماضية.
وأوضح إن آبي أحمد استعان بالضغوط الخارجية علي التيجراي للحفاظ علي كيان الدولة الإثيوبية وبقاء النظام وذلك بربط مصالح تلك الدول مع أثيوبيا، لافتا إلي أنه من بين هذه الدول تركيا وروسيا وعدد من الدول التي لها نفوذ في منطقة القرن الأفريقي ولها مصالح من النظام، مشيرا إلي أنها نفس الدول التي تمول النظام الأثيوبي بالطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة.
وبحسب رئيس مركز النيل للدراسات الأفريقية فإن التصعيد الأخير من قبل الحكومة الإثيوبية مناورة لإثبات القوة حتي يتم التفاوض من موقع القوة لإجبار إقليم تيجراي على الرضوخ والاستسلام.

اتهامات منطقية
من جانبه يري رامي زهدى الباحث المصري في الشؤون الأفريقية أنه لا يمكن أبدا الوثوق بهدنة محكمة التنفيذ بين الحكومة المركزية الإثيوبية وجبهات المعارضة، لأن النظام الحاكم وعلي مدار عامين من الصراع مع جبهة تحرير تيجراي والجبهات المتحالفة معها لم يقدم أبدا ما يجعله مصدر ثقة، بل أن النظام مارس ضد المعارضة إقصاء سياسي ومجتمعي واقتصادي علي مدار عامين.
وقال زهدي إن الإعلان عن خرق أو كسر الهدنة كان متوقعا، لأن المؤشرات دائما تشير للنهايات، لافتا إلي أنه من غير المتوقع أن تتخلي المعارضة عن الزحف تجاه العاصمة والعمل العسكري بالتوازي مع دعوات التفاوض، ومن ثم لن يجد النظام غير المقاومة الشديدة واستخدام آلياته العسكرية في معارك تبدو من موازين القوة غير عادلة.
وبحسب الباحث فى الشؤون الأفريقية فإن استخدام طائرات مسيرة بدون طيار، مرات عدة، منها ما يعلن عنه ومنها ما يتم التعتيم عليه، أصبح أمر غير  إنساني بالمرة، معتبرا أن الاتهامات تعتبر منطقية للأتراك، حيث أن معظم الدلائل تشير إلي الطائرات المسيرة المستخدمة فى الصراع الأثيوبي تركية الصنع.
ويري زهدي أن الأمر لن ينتهي أبدا في أثيوبيا بالتفاوض أو الحوار الوطني، لأنه لا يبدو أن هناك نوايا صادقة من الطرفين لتحقيق ذلك بحسب رأيه.
ويشير إلي أن ليست فقط تركيا التي تدعم حكومة آبي أحمد، ولكن هناك قوي خارجية إقليمية ودولية تنتهج سياسات غير شريفة تجاه الشعوب بأن تتعامل وتستميل الأنظمة الحاكمة لتمرير مصالحها ولو ضد مصلحة الشعوب معتبرا أن المصالح الاقتصادية هي من تحرك السياسات.

التضخم التركي يواصل الصعود.. 80.2 بالمئة في أغسطس

ارتفع معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 80.21 بالمئة في أغسطس، مواصلا صعوده للشهر الخامس عشر على التوالي، مسجلا أعلى مستوياته منذ 24 عاما، وذلك بعد أن قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة بشكل غير متوقع الشهر الماضي، لكن البيانات ظلت دون التوقعات.

وقال معهد الإحصاء التركي إن أسعار المستهلكين ارتفعت على أساس شهري 1.46 بالمئة، مقارنة مع توقعات في استطلاع لرويترز عند 2 بالمئة. وعلى أساس سنوي، كان من المتوقع أن يبلغ تضخم أسعار المستهلكين 81.22 بالمئة.

وارتفع مؤشر أسعار المنتجين المحليين 2.41 بالمئة على أساس شهري في أغسطس بزيادة سنوية قدرها 143.75 بالمئة.

وفي أغسطس الماضي، فاجأ البنك المركزي التركي الأسواق، بخفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، لتبلغ 13 بالمئة، وذلك على الرغم من الضغوط التضخمية الحادة.

أدت السياسات النقدية المتساهلة للغاية وارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة إلى زيادة معدلات التضخم في تركيا، وضعف العملة بشدة، حيث انخفضت هذا العام بنحو 27 بالمئة، بعد أن نزلت 44 بالمئة العام الماضي إثر تخفيضات غير تقليدية في أسعار الفائدة، لتصبح من العملات الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة.

وجاء خفض الفائدة في تركيا في اتجاه معاكس لتحركات أغلب البنوك المركزية الكبرى التي ترفع الفائدة بمعدلات مرتفعة من أجل كبح التضخم، فخلافا للنظريات الاقتصادية الكلاسيكية، يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نسب الفائدة المرتفعة تزيد التضخم.

وتستورد تركيا جميع احتياجاتها من الطاقة تقريبا، مما يجعلها عرضة لمخاطر تقلبات الأسعار الكبيرة، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، التي تهدد برنامج أنقرة الاقتصادي الجديد، والذي يهدف لمعالجة التضخم المرتفع، ومعالجة الخلل في ميزان المدفوعات.

ورغم أن تركيا تعاني من واحدة من أسوأ أزمات التضخم في العالم، إلا أن اقتصاد البلاد حقق نموا بنسبة 7.6 بالمئة، في الربع الثاني، مستفيدا من ارتفاع الصادرات والانفاق الاستهلاكي والسياحة.

وفي مواجهة بين التضخم والنمو، قبل انتخابات العام المقبل، يدافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نموذج اقتصادي يعطي الأولوية للصادرات والإنتاج والتوظيف مدفوعا بسلسلة من التخفيضات غير التقليدية لأسعار الفائدة التي أشعلت شرارة أزمة عملة ودوامة تضخمية أواخر العام الماضي.

 

50% زيادة فى أسعار الكهرباء بتركيا

رفعت السلطات التركية اليوم الخميس أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي للأسر بنحو 20 بالمئة وحوالي 50 بالمئة للقطاع الصناعي، مما زاد الضغوط على التضخم الذي بلع قرابة 80 بالمئة في يوليو.
ومن المتوقع أن تؤدي الزيادات إلى دفع التضخم لأعلى بمقدار 0.8 نقطة مئوية، وفقا لحسابات رويترز، بينما يؤدي ارتفاع الأسعار الصناعية أيضا إلى زيادة غير مباشرة في التضخم إذ يُحمل المنتجون التكاليف على المستهلكين.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة التركية إنها رفعت أسعار الكهرباء المنزلية بنسبة 20 بالمئة، وبنسبة 30 بالمئة للقطاع العام والخدمات و50 بالمئة للقطاع الصناعي.
وقالت شركة بوتاش الحكومية المستوردة للطاقة إنها رفعت سعر الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي بنسبة 20.4 بالمئة، و47.6 بالمئة لشركات الإنتاج الصناعي الصغيرة والمتوسطة، و50.8 للمستخدمين الصناعيين الكبار.
وقالت بوتاش إن سعر الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء ارتفع بنسبة 49.5 بالمئة.
وأرجعت هيئة تنظيم الطاقة وبوتاش زيادات الأسعار إلى بالصراع في أوكرانيا والتطورات العالمية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19.
وتعتمد تركيا بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط. وأدى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية هذا العام، فضلا عن الانخفاض الحاد في الليرة- 44 بالمئة في 2021 وأكثر من 27 بالمئة هذا العام- إلى ارتفاع الأسعار محليا.

أزمة اقتصادية تضرب تركيا
على صعيدٍ آخر، أعلنت غرفة تجارة إسطنبول عن استمرار ارتفاع ذروة التضخم في أكبر المدن التركية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث ارتفعت أسعار التجزئة بنسبة 99.9 في المائة على أساس سنوي.
وفيما احتياطيات البنك المركزي التركي آخذة في الانخفاض، والعجز التجاري يتصاعد، أظهرت بيانات أن معدل التضخم السنوي في تركيا قفز إلى أعلى مستوياته في 24 عاما مسجلا نحو 80 بالمئة في يوليو، وهو مستوى أقل من التوقعات ولكنه مدفوع بتداعيات الحرب وارتفاع أسعار السلع الأولية والليرة التي تتراجع منذ أزمة ديسمبر 2021.
وتعتقد المعارضة وبعض خبراء الاقتصاد أن الارقام الرسمية لا تعكس الواقع.
وتواجه تركيا، التي أصابها الركود الاقتصادي بسبب الوباء، أوقاتًا صعبة بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وذلك بالتوازي مع أزمة العملة، حيث يتوقع الخبراء انفجار التضخم الاقتصادي في تركيا بشكل أكبر في الأشهر القادمة.
ويستمر الاتجاه التصاعدي في تصاعد نسب التضخم في إسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا، وذلك وفق المؤشر الرئيسي لبيانات التضخم الصادرة عن معهد الإحصاء التركي، بينما تتصاعد الأزمة المعيشية في البلاد بشكل خانق مع ازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق.

مصرع وإصابة العشرات فى حادث تصادم مروع بتركيا

شهدت تركيا صباح اليوم حادثا مروعا حيث لقي 16 شخصا مصرعهم وأصيب 21 آخرون بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
ووفقا لوكالة “الأناضول” التركية فقد اصطدمت حافلة ركاب بفرق انقاذ كانت تتعامل مع سيارة تدحرجت إلى منحدر في منطقة نزيب، على طريق “طرسوس-أضنة-غازي عنتاب” السريع.
واصطدمت الحافلة أيضا بعربة بث مباشر تابعة لوكالة “إخلاص” للأنباء كانت تغطي حادثة تدحرج السيارة، وفقا للوكالة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حاكم محافظة غازي عنتاب، مقتل 15 شخصا وإصابة 22 بجروح في حادث السير.
ووفقا لـ”فرانس برس” قال الحاكم داود غول على تويتر “لقي 15 من مواطنينا مصرعهم وأصيب 22 (…) في الحادث بين حافلة وفريق إنقاذ وسيارة إسعاف (…) على الطريق السريع بين غازي عنتاب ونيزيب”،
وبحسب الأناضول أعلن والي غازي عنتاب، في تصريح صحفي، ارتفاع عدد القتلى من 15 إلى 16 شخصا، بينهم 4 من الكادر الصحي.
وأضاف الحاكم أن ثلاثة عناصر إطفاء ومسعفين وصحفيين بين القتلى، مشيرا إلى أن الحافلة انقلبت على بعد 200 متر من مكان تدحرج السيارة، وانزلقت لتصطدم بفرق الإنقاذ.

ذات صلة 

https://alshamsnews.com/2022/08/%d8%a3%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84-%d8%a3%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/08/%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%aa%d9%81%d9%82-%d9%85%d8%b9-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%ab%d9%85%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%a7.html

أنقرة وتل أبيب حبايب..عودة التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا وإسرائيل

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الأربعاء أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين، في حين سارعت أنقرة الى القول انها “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية”.
وبعد أكثر من عقد من القطيعة الدبلوماسية، فتحت إسرائيل وتركيا حقبة جديدة في علاقاتهما في الأشهر الأخيرة، تميزت بشكل خاص بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أنقرة في مارس.
وقال لابيد في بيان “تقرر مرة أخرى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين”.
واضاف البيان أن “إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم جدا لمواطني اسرائيل”.
وفي أنقرة صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن تركيا “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية” على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.
وشدد تشاوش أوغلو على “أهمية أن تُنقل رسائلنا (حول القضية الفلسطينية) مباشرة من خلال السفير”، مؤكدا أن سفيرًا تركيًا سيعين قريبًا في تل أبيب.
وقام تشاوش أوغلو بزيارة إلى القدس في نهاية شهر أيار/مايو في إطار عودة الدفء إلى العلاقات.
وسبق ان انتقد الرئيس رجب طيب أردوغان في الماضي السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وتحافظ تركيا على علاقات وثيقة مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
توترت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في عام 2010 بسبب قضية سفينة مافي مرمرة عندما شنت القوات الإسرائيلية هجومًا على السفينة التركية التي كانت تحاول إيصال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة ناشطين أتراك.

بين الاحتلال الإسرائيلي والتركي..لماذا يهتم العرب بفلسطين ويتجاهلون سوريا؟

شهدت الأيام الأخيرة استمرار الهجمات التركية على مناطق الشمال السوري وقيام مسيرات الجيش التركي بقصف واستهداف العديد من المناطق التي يقطنها المدنيين فى الشمال السوري.
وتصادف أن تزامن القصف التركي مع عملية عسكرية أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة وهي العملية التي حظت باهتمام عربي وعالمي وإعلامي بالغ.
الغريب فى الأمر أن القصف التركي الذى ربما لا يتوقف بحق دول مثل سوريا والعراق وما تبعه من سقوط ضحايا عرب ومسلمين لم يحظي بذلك الاهتمام الذى حظي به الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
حتى إن الهجمات الإسرائيلية التي ينفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق والانتهاك المتكرر للسيادة السورية لم يجد يقابل بالاهتمام الذى يستحقه من الدول العربية حتى بيانات الشجب والإدانة التي كانت تترافق مع هذه الجرائم أصبحت توقف العواصم العربية عن إصدارها !
وفى محاولة لتفسير هذه الحالة، إلتقت الشمس نيوز ببعض الخبراء والمتخصصين العرب فى الشؤون والعلاقات والأزمات الدولية.

تركيا أخطر ولكن
فى البداية، اعتبر الخبير المصري فى العلاقات الدولية دكتور عمرو الديب أن الدولة التركية فى ظل نظامها الحالي بزعامة رجب طيب أردوغان تمثل خطورة شديدة على الدول العربية ربما تفوق فى خطورتها ما تمثله إسرائيل على العرب.
وأوضح الديب الذى يعمل أستاذ للتاريخ الحديث بجامعة لوباتشيفسكي الروسية فى تصريحات خاصة إن الاهتمام والتركيز العربي على إسرائيل كعدو يأت فى ظل ما تمثله القضية الفلسطينية للعرب بحكم التقارب المكاني واللغوي والاهتمام الإعلامي وذلك على الرغم من أن المظلومية التاريخية للشعب الكردي تمتد لعقود أكثر من القضية الفلسطينية.
وبحسب الخبير المصري فإن الوضع الفلسطيني مشكلة عربية صرفة قربها المكاني يجعلها بؤرة اهتمام الشعوب العربية بالرغم أن إسرائيل وتركيا يرتكبون نفس الجرائم مثل القتل والتشريد والتغيير الديموغرافي واغتصاب الأراضي ولكن المفعول به مختلف بالنسبة للعرب فى فلسطين ينظرون على أن الضحية شعب عربي مسلم أما بالنسبة لتركيا فالضحية شعب مسلم ولكنه ليس عربي.
وشدد خبير العلاقات الدولية على أن تركيا بالنسبة للعرب أخطر من إسرائيل فالأخيرة معلومة للجميع أنها عدو للعرب والمسلمين أما تركيا فبحكم كونها دولة إسلامية فهي تستخدم الإسلام للسيطرة على الدول العربية والتدخل فى شؤونها مشيرا إلي أنه لا يجب الانخداع بمحاولة تركيا تصفير مشكلاتها مع الدول العربية خلال الفترة الأخيرة فهذا الأمر يرجع بشكل او بأخر للاقتصاد التركي والأزمات التي يواجهها.
وأكد أن تركيا دولة خطيرة يجب على الدول العربية أن تعي الخطر الذى تمثله عليها والخطط التي تستخدمها لتنفيذ استراتيجيها وتحقيق أهدافها فى الشرق الأوسط .
وأشار إلي ان تركيا لها خطط واسعة واهداف استراتيجية ليس فى الشرق الأوسط فحسب بل فى منطقة البلقان وأسيا الوسطي مشيرا إلي أن هناك مخطط نفوذ واسع تسعي أنقرة لتنفيذه بهذه المناطق .
وختم الخبير المصري تصريحاته بالقول إن تركيا دولة يجب الوقوف أمامها مشيرا إلي انه لا يدعو للسلام مع إسرائيل ومعاداة تركيا بل يجب الحذر من تركيا كما نحذر من إسرائيل فالاثنين يمثلون خطرا كبيرا على الدول العربية ولكن تركيا أخطر .

حرب بالإنابة 
من جانبه يري د. إياد المجالي الباحث الأردني في العلاقات الدولية بجامعة مؤتة بالمملكة الأردنية أنه فى اطار تحليل أبعاد المشهد السياسي لشكل الصراع القائم وأنماطه في المنطقة, لابد من تسليط الضوء على أبرز محاور هذا الصراع وشكل التحالفات التي تحكم العلاقات بين الأطراف الدولية والإقليمية, حيث تتسم هذه الأطراف أمام معادلات التدابير الوقائية تارة والهجومية تارة أخرى في مواجهة أدوات المشروع الصهيوامريكي بالتعاون مع شركائهم الإقليميين, في مسرح الأحداث على الجغرافيا السورية أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد لـ الشمس نيوز إن نيران القصف الهمجي الصهيوني وتداعياتها على غزة, هي حربا شرسة و غير متكافئة ومؤشر فاضح لمراوغة ما تنشره الماكينة الإعلامية الغربية لمبررات ومسوغات هذا العدوان الصهيوني المتكرر على الشعب الفلسطيني بعد انتهاك حرمة وقدسية الأرض والبشر والشجر, لتجيب بشكل واضح على حجم الخنوع والقبول العربي لهذه الجرائم الممنهجة, تكتفي أطراف الاقليم والعربية منها بخجل في الشجب والاستنكار أمام شعب يذبح بدم بارد, والحقيقة المؤلمة ان أغلبها أنظمة تابعة للمشروع الصهيوأمريكي تنفذ تعليمات الغرب المتصهين دون اعتراض.
وشدد الخبير الأردني على أن حال الشعب الفلسطيني لا يقل او يزيد عن ما آلت إليه الأزمة السورية, التي فقدت عناصر الحل السياسي لتستمر مبادرات التفكيك والتقسيم والتهجير والحرب بالإنابة على الجغرافيا السورية.
وأشار إلي أن تشعب جزيئيات هذا الصراع وتنامي الدور التركي في زعزعة استقرار المنطقة, لا يقل همجية ووحشية على ممارسات الكيان الصهيوني في فلسطين المحتله, لتأتي التساؤلات الموضوعية حول : لماذا هذا الاهتمام في ممارسات الكيان الصهيوني والتغاضي عنها من المشروع الامبراطوري العثماني الأردوغاني في شمال شرق سوريا هي بالمجمل هندسة مشتركة لشكل الصراع القائم وتحالفاته في تحقيق أهداف تركية صهيونية مشتركة في بؤر التوتر وعدم الاستقرار , سواء من خلال تعزيز الأداة العسكرية ومصانع الأسلحة , وبقاء الوضع القائم يتغذى على الهجمات الإرهابية المتعددة حيث يوظف العدوان الصهيوني والتركي أدواته بشكل محترف, لتنفيذ عملياته الهجومية سواء على الأراضي المحتلة وشمال الشرق سوريا.
وهو الأمر الذي يجعل خيارات الدولة السورية وحلفائها موضع الدفاع أما الاستراتيجية الأمريكية التي تنفذها بالإنابة على الجغرافيا السورية, فمساعي الولايات المتحدة استمرار التوتر والتصعيد في الملف السوري , يشكل أحد اهم البدائل السياسية لاستثمار الضغوط القصوى في الجبهة الإيرانية والروسية بحكم حضورها على الأراضي السورية, وتمثل أطراف داعمة وحافظة للدولة السورية من الانهيار والتفكك,ومواجهة تقاطع المصالح بين القوى الكبرى في مسرح الأحداث.
وبحسب الخبير فإن ما تظهره مؤشرات وردود الفعل المتباينة من الاطراف الاقليمية الحليفة للمعسكر الغربي, تجد أن السياق الاستراتيجي الناظم للصراع في سوريا ليس من الأولويات التي تمنع أو تشجب السلوك العدواني التوسعي التركي, الذي يعمل بشكل حثيث الى تفكيك واحتلال الأراضي السورية, المعززة للوجود الإيراني والروسي في إطارها السياسي والعسكري لذا تتعمق جذور الرؤية لشكل ما يسمى حرب الإنابة ضمن هذا الصراع المبرر للعرب كغيرهم من الأطراف الإقليمية التي تحتكم في سياساتها إلى تبعية مطلقة لنفوذ وسيطرة المشروع الصهيوامريكي فيها.

تركيا تتفق مع روسيا على دفع ثمن واردات الغاز بـ الروبل

أكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن تركيا ستبدأ دفع ثمن جزء من وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي بالروبل.
وأُعلن ذلك أولا في بيان للكرملين مساء الجمعة بعد أكثر من أربع ساعات من المحادثات بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الأسود.
وتقود الولايات المتحدة جهودا دولية لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا في فبراير.
لكن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت البقاء على الحياد في الصراع بسبب اعتمادها الكبير على الطاقة الروسية.
وكانت روسيا مصدر حوالي ربع واردات تركيا من النفط و45 في المئة من مشترياتها من الغاز الطبيعي العام الماضي.
وقال إردوغان لصحفيين أتراك خلال رحلة العودة من سوتشي “نحن، تركيا، بابنا مفتوح للجميع”. وأضاف “من الأمور الجيدة التي حدثت في زيارة سوتشي هو أننا اتفقنا على (مسألة الدفع) بالروبل مع (فلاديمير) بوتين”.
وتابع “بما أننا سنقوم بهذه التجارة بالروبل سيدر ذلك الأموال على تركيا وروسيا”.
ولم يوضح إردوغان ولا المسؤولون الروس أي جزء من الغاز سيغطى بمدفوعات الروبل.
ومن شأن تجنّب دفع ثمن الغاز بالدولار مساعدة تركيا على حماية احتياطاتها المتناقصة من العملة الصعبة.
وأنفقت الحكومة التركية عشرات مليارات الدولارات العام الماضي في محاولة لدعم الليرة التركية في مواجهة تدهورها خلال أزمتها الاقتصادية الأخيرة.
وتحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط على مستوردي الطاقة الروسية لعدم الدفع بالروبل بهدف الحد من قدرة موسكو على شن حربها ضد أوكرانيا.

19 تموز..حكاية ثورة سوريا الحقيقة التي يحاربها الجميع

دجوار أحمد آغا
تقوم الشعوب بثورات من أجل إحداث تغيرات في حياتها وطريقة عيشها وأسلوب ممارستها لإدارة نفسها، الأمثلة كثيرة (ثورة الشعب الفرنسي ضد لويس السادس عشر والهجوم على سجن الباستيل، ثورة الشعب الجزائري ضد فرنسا وتقديم مليون ونصف شهيد، ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا ضد القيصر نيقولاي رومانوف الثاني، ثورة الشعب الكردستاني ضد النظام القمعي الفاشي التركي،) بينما تقوم الأنظمة بالانقلابات ضد بعضها البعض وتسميها ثورات ويكون هدفها استلام السلطة والسيطرة على ثروات ومقدرات الشعب والوطن.
شعوب الشرق الأوسط لا تتقبل بسهولة فكرة الاحتلال والاستعمار والعبودية، فهي لديها ميراث كبير من المقاومة والصمود في وجه الغزاة والطامعين في ثرواتها، إلى جانب غناها بالثروات الطبيعية كالنفط والحبوب والمياه. لذلك نرى بأن أنظار العالم كله تتجه نحو هذه المنطقة من أجل السيطرة عليها واستغلالها وفرض الخنوع والذل والتبعية عليها.
لكن هذه الشعوب وفي مقدمتها الشعب الكردي الذي خرج من أحشائه قائد مفكر عظيم وضع خارطة طريق له ولكل شعوب المنطقة والعالم من أجل الخلاص من ظلم وطغيان الأنظمة المستبدة الحاكمة، يُدعى عبد الله أوجلان. هذا القائد المفكر الذي كنّا بحاجة ماسة له لينير لنا طريقنا ويضع نظرية ثورية تسير وفقها لنصل إلى تحقيق طموحاتنا وأهدافنا في الحرية والعيش بسلام.
وفق هذه الرؤية الفكرية والمنهج العلمي التحليلي الذي رسمه هذه القائد، سارت شعوب المنطقة وكما قلنا في طليعتها الشعب الكردي الذي التف حول حركة حرية كردستان منذ بداية تأسيسها في أواخر سبعينيات القرن المنصرم وخاض معها الكفاح تلو الكفاح وحقق الكثير من المكتسبات والإنجازات أخرها وليس الأخير فوز حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في كردستان وتركيا وضمن ظروف وشروط قاسية للغاية، حقق الحزب المركز الثالث على المستوى العام وحصل على 81 نائباً في البرلمان.
أما هنا عندنا في سوريا التي بدأت شرارة ثورتها الحقيقية خلال أحداث انتفاضة قامشلو في الثاني عشر من آذار 2004 والتي من خلالها برز الشعب كقوة جماهيرية حاشدة وقادرة على الوصول الى ما تريده وعلى طريقتها الثورية. حيث سبقت القوى والأحزاب السياسية وسارت في طريق الانتفاضة العارمة والتي هزت أركان الحكم في دمشق مما دفع بقادتها الى الإسراع في حل الموضوع وتدخل الوسطاء والعشائر والأحزاب السياسية وغيرها. لكن الشعب لم يستكين وبدأ ينظم نفسه وفق مبدأ الدفاع الذاتي والحماية الذاتية حيث نشط خلال المرحلة من 2004 ولغاية 2011 المناضلين الثوار بين الشعب واستطاعوا ان ينظموا الشعب من خلال عقد الاجتماعات الجماهيرية وشرح طرق المقاومة والكفاح لنيل الحرية.
عند بدء الاحتجاجات بشكل علني في 15 اذار 2011 في درعا بجنوب سوريا، شارك أبناء الشمال السوري وبفعالية في هذه الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية والعدالة. ولكن فيما بعد عندما تحولت هذه الاحتجاجات إلى ما يشبه الحرب الأهلية وتم عسكرتها من الطرفين (ما سمت نفسها بالمعارضة والنظام) قرأت القيادة السياسية الكردية ذات الخط والنهج الثوري التحرري المشهد السوري بشكل صحيح حيث امتنعت عن الانضمام إلى أي طرف من طرفي النزاع وانتهجت الخط الثالث المتمثل في حماية الشعب والحفاظ على مكتسباته الوطنية وبنيته التحتية ساعية في الوقت نفسه إلى لعب دور محوري وهام في مسألة حل الأزمة بحيث يكون الحل سورياً دونما تدخل من جانب الدول الإقليمية تحديداً وبضمانات دولية من قوى داعمة فعلية للشعب السوري.
نتيجة هذا التوجه السياسي المغاير لما هو موجود على الساحة السياسية التقليدية في الشرق الأوسط بين معارضة وموالاة، تم إبعاد الممثلين الحقيقيين للشعب السوري عن المباحثات بين طرفي النزاع وفق قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في 2015. على الرغم من أن شعوب شمال وشرق سوريا كانت قد حققت بعد ثورة 19 تموز 2012 التي انطلقت من كوباني في روج افا لتمتد وتشمل معظم مناطق شمال وشرق سوريا وتحقق أول أهدافها في اعلان الإدارة الذاتية في الجزيرة بتاريخ 21 /1 / 2014 بعد اتفاقهم على تشكيل عقد اجتماعي يتضمن حقوق وواجباتهم جميعاً.
اعتمدت ثورة 19 تموز على نهج وفكر علمي تحليلي يأخذ طبيعة مجريات الأحداث والتاريخ بعين الاعتبار ويستند إلى ارث فكري فلسفي يعتمد مبدأ الديالكتيك في ربط تطور المجتمعات وفق الحضارة العصرانية الديمقراطية في مواجهة الحداثة الرأسمالية التي أصبحت كغول ضخم يبتلع الشعوب بشكل وحشي.
هذه الثورة أصبحت نجمة ساطعة في سماء كفاح ونضال المرأة من أجل تحقيق ذاتها وحريتها، خاصة بعد أن استطاعت أن توقف زحف التطرف الإرهابي تحت مسمى “تنظيم داعش” الموغل في الاجرام والوحشية.
أظهرت هذه الثورة أهمية التحرر الفكري وتغيير الذهنية الذكورية السلطوية والسعي لتحقيق مجتمع أخلاقي سياسي بيئي يتخذ من حرية المرأة أساساً له ويعمل من أجل بناء اقتصاد كومينالي ويحقق العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الصلح كعرف اجتماعي دنما الحاجة إلى القانون الذي هو من مفرزات الدولة والسلطة.
رغم الوضع الصعب والظروف القاسية التي تمر بها معظم المناطق السورية، إلا أن وهج ثورة 19 تموز ما زال يشّع كشمعة في عتمة الليل تنير الطريق وتعطي فسحة أمل لكل المناطق السورية سواء المحتلة من جانب تركيا أو تلك القابعة تحت سلطة وسيطرة النظام.
لذا يجب علينا أن نقف جميعاً مع هذه الشمعة ونحميها بكل قوتنا وامكاناتنا الذاتية ونطلب من أصدقائها شعوب العالم أن يقفوا معنا في مواجهة الاعتداءات والتهديدات المستمرة والمتكررة وخاصة من جانب نظام أردوغان الفاشي القمعي الذي رسم خطوط حمراء منذ بداية الأزمة السورية وتم تجاوزها بكل أريحية من جانب النظام وروسيا وإيران دون أن يحرك ساكناً، اللهم أنه أجرى مقايضات كبيرة وكثيرة على حساب دماء وتضحيات السوريين تخلى بموجبها عن دعم من كان يسميهم بالثوار مقابل أن يحتل مناطق في الشمال السوري.

https://alshamsnews.com/2022/06/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d8%af%d9%81-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1.html

Exit mobile version