أردوغان: إسرائيل تنظيم إرهابي وأنتظر رد الأسد على اللقاء

وكالات _ الشمس نيوز

نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه أبدى رغبة في لقاء نظيره السوري، بشار الأسد، من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، وإنه ينتظر رد دمشق.

وذكر أردوغان أن تركيا تنتظر الرد من دمشق بشأن عقد لقاء يجمعه مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في إطار تطبيع العلاقات الثنائية.

وتابع أردوغان قوله، السبت: “أظهرنا رغبتنا للقاء بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات التركية- السورية وننتظر الآن رد الجانب الآخر”.

الهجمات على لبنان

وحول الوضع في غزة وتفجير أجهزة “البيجر” وأجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة لحزب الله في لبنان، ذكر الرئيس التركي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وشبكته “يلجأون إلى كافة أنواع الاستفزاز والتحريض لتنفيذ أيديولوجيتهم الصهيونية المتطرفة”، حسب قوله.

وأضاف الرئيس التركي: “الهجمات الأخيرة على لبنان أظهرت أننا محقون في مخاوفنا بشأن خطط الحكومة الإسرائيلية لنشر الحرب في المنطقة”، طبقا لما نقلت عنه وكالة “الأناضول” التركية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”.

وجاء تصريحات أردوغان في مؤتمر صحفي عقده بمطار أتاتورك في اسطنبول قبيل توجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

إسرائيل تنظيم إرهابي

ومضى أردوغان قائلا: “للأسف إسرائيل نفذت مرة أخرى هجمات (كتنظيم إرهابي) وليس كدولة من خلال تفجيرات أجهزة اتصال بلبنان”، حسب زعمه.

وأردف الرئيس التركي: “أثبتت إسرائيل من خلال هذه الهجمات أنها لا تكترث بأرواح المدنيين، وتسعى للوصول إلى أهدافها البغيضة بكل الوسائل، وعلى المجتمع الدولي وخاصة الدول الغربية التوقف عن التفرج على أعمال إسرائيل واتخاذ خطوات رادعة”، بحسب ما أوردت وكالة “الأناضول”.

“جيش المتطوعين” يشعل الجدل في سوريا..ما القصة

سوريا _ الشمس نيوز

جدل كبير تشهدها سوريا بعد تصريحات اللواء أحمد سليمان، المدير العام للإدارة العامة في وزارة دفاع نظام الأسد، وحديثه عن تشكيل “جيش محترف من المتطوعين”، ما ترك إشارات استفهام كثيرة كون تصريحاته “فضفاضة” وتحمل بين طياتها الكثير من الاحتمالات.

ومنذ العام الماضي، تكررت محاولات النظام السوري المستميتة لإنعاش المؤسسة العسكرية، بعد سنوات كانت كفيلة باستنزافها وحشرها في حرب فاقت قدراتها مع فصائل المعارضة السورية وغيرها. حاول النظام السوري جاهداً إنقاذ هذه المؤسسة من تخبّطها عبر مراسيم و قرارات إدارية تهدف إلى “تحديثات” في مفهوم الخدمة العسكرية، كان آخرها حلقة متلفزة في 26 حزيران/ يونيو الماضي مع المدير العام للإدارة العامة في وزارة دفاع نظام الأسد اللواء أحمد سليمان بحسب موقع درج.

بثّ تلفزيون النظام السوري اللقاء بعد أيام من الترويج والحشد الإعلامي عبر صفحات ومجموعات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتركز محور اللقاء على إنهاء الاحتفاظ بالمتطوعين الذين أتموا عدداً من سنين الخدمة الاحتياطية، إذ أوضح اللواء سليمان أن تسريحهم سيتم “تدريجياً وبهدوء”.

بداية الخطة

بدأ تنفيذ الخطة في تموز/ يوليو الماضي، كمرحلة أولى، وستليها مرحلتان في العام المقبل، إلى أن تصل مدة الخدمة الاحتياطية القصوى إلى عامين فقط في نهاية تشرين أول/ أكتوبر 2025.

ووفق حديثه لـ”الإخبارية السورية”، قال سليمان إن “عشرات الآلاف من العسكريين سيسرحون من الخدمة مع نهاية العام الحالي، ومثلهم في العام المقبل مع الحفاظ على الجاهزية القتالية”.

وتطرق سليمان إلى أمور عدة كالتسريح وتسهيلات دفع البدل النقدي للخدمة الاحتياطية و التوجه نحو تشكيل جيش محترف من المتطوعين وهو ما أثار جدلا واسعا،  إذ نوه سليمان مراراً وتكراراً بأن وقت التنفيذ قابل للتعديل والإزاحة، وأنه سيتم مرحلة تلو أخرى بشرط دراسة المرحلة السابقة وتقييمها، ولا سيما قرار التسريح الذي قال إنه “مرهون بتحقيق كفاية القطعات العسكرية من الموارد البشرية”.

وبدأ ترويج وزارة الدفاع لهذه القرارات منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إذ كشف المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع أن “قرار البدء بالإصلاح في المؤسسة العسكرية قد اتُّخذ، وهو يحدث بصمت وسرية ولا يوجه إلى العلن”. وأشار إلى أن هناك “استراتيجية لتحقيق هدف الوصول إلى جيش نوعي متطور احترافي يعتمد على المتطوعين”.

ومن المعروف أن الجيش السوري يضم إجمالاً ثلاث فئات: المتطوعون في السلك العسكري، والمكلفون بالخدمة الاحتياطية والملتحقون بالخدمة العسكرية الإلزامية، وكانت مدة الإلزامية لكل منها  18 شهراً إلى عامين، لكل ذكر غير وحيد تجاوز عامه الثامن عشر، ويمنح الذين يتابعون دراستهم الجامعية تأجيلاً لحين انتهائهم. أما اليوم، فباتت الخدمة هاجساً يحول دون التحاقهم بالمؤسسة التعليمية ويقودهم باتجاه الهجرة سواء كانت شرعية أم غير شرعية.

وبحسب تقارير يواجه جنود الجيش السوري تحديات جمّة على رأسها طول مدة الخدمة، وشحّ الطعام الذي تندرج فيه جميع أنواع البقوليات والنشويات على حساب أنواع غذائية أخرى، مع قلة في المهام جعلت من المجند “أجيراً” لدى الضابط المسؤول عنه، وتقتصر مهامه على شراء حاجيات منزل الضابط وجلب الأولاد من المدرسة.

ويعاقب المخالفون عقوبات عسكرية خفيفة كالزحف شبه عار في أجواء مناخية قاسية. أما الفّارون من الخدمة فيجرّمون بأقسى أنواع العقوبات، ابتداءً بـالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وصولاً إلى التعذيب حتى الموت.

 

ظاهرة الخطف مقابل المال تشعل مخاوف السوريين بمناطق النظام

وكالات _الشمس نيوز

لم تعد عمليات الخطف مقابل الفدية في مناطق سيطرة النظام السوري ضمن نطاق “الحوادث الفردية” كما تشير إليه قصص مواطنين من الداخل والخارج، بل أصبحت “ظاهرة مخيفة ومألوفة”، ويرى مراقبون وخبراء تحدث إليهم موقع “الحرة” أن “لها شقين وقطاعات”.

وقبل أيام أعلن العراق عن تحرير أحد مواطنيه، ويدعى أبو الحسن حميد مساعد، بعد أن اختطف في مدينة حمص السورية، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان الأردن استعادة مواطنين اثنين كانا اختطفا لأكثر من أسبوع، من قبل جهة لم تحدد هويتها في جنوب سوريا.

وبينما كانت الأنظار تتجه إلى التفاصيل المتعلقة بهاتين الحادثتين من العراق والأردن، سرعان ما انحرفت باتجاه لبنان بعد نشر وسائل إعلام لبنانية، الاثنين، تفاصيل “فخ جديد من الخطف” وقع فيه الشاب أسامة أحمد تركي العبيد، وهو من سكان منطقة وادي خالد.

ولا يعرف حتى الآن مصير العبيد، وبعد تسريب صور له وهو مكبّل اليدين وعليه آثار التعذيب نفذت عائلته وقفة احتجاجية على الطريق الدولية عند معبر البقيعة-تلكلخ الحدودي بين سوريا ولبنان.

وطالبوا في تسجيل مصور، نشرته صحيفة “النهار”، بمعرفة مصير ابنهم، وناشدوا السلطات اللبنانية للتحرك فورا حرصا على سلامته ولتأمين فك أسره، كما أشاروا في الوقت ذاته إلى أن “الخاطفين يطالبون بفدية قيمتها 400 ألف دولار”.

وتشير إحصائية نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قبل أيام، إلى أن مناطق سيطرة النظام السوري شهدت منذ بداية العام الحالي 223 حالة اختطاف، كان جزء من ضحاياها نساء وأطفال.

ويرد في الإحصائية أيضا أن الحالات لم تقتصر على مدينة دون غيرها، لكنها تركزت على نحو أكبر في مدينة حمص وسط البلاد، فيما حصل قسم آخر على مدى الأشهر الماضية في درعا والسويداء وطرطوس.

الظاهرة لها شقّان وقطاعات”

محمد إبراهيم أحد السوريين الذين عايشوا إحدى حالات الخطف المذكورة التي وثقها “المرصد”، استهدفت قبل ستة أشهر اثنين من أقاربه.

وبينما نجا الأول بعد دفع مبلغ مالي طائل بالدولار الأميركي (50 ألف دولار) لم يسعف الحظ قريبه الآخر، وهو الذي يزيد عمره عن 60 عاما.

وينحدر إبراهيم من إحدى القرى الواقعة في ريف حماة الغربي (فضّل عدم ذكر اسمها لاعتبارات أمنية)، ويوضح لموقع “الحرة” أن حادثتي خطف قريبيه الاثنين لم يفصل بينهما سوى ستة أشهر.

القريب الأول عمّه، والثاني ابن عمته، ويقول إبراهيم إن الأول أطلق سراحه بعد أيام من “بازار فتحه الخاطفون (مفاوضات مالية)”، ووصل في آخر محطاته إلى حد دفع المبلغ المحدد بالدولار (أو كما سمي بالمعلوم) إلى إحدى الميليشيات المسلحة في منطقة مصياف.

ورغم أن ذات العملية انطبقت على ابن عمته الستيني، وعلى صعيد دفع المبلغ المالي لم يصل عنه أي خبر حتى الآن، و”ربما بات في عداد الأموات”، على حد تعبير إبراهيم.

الشاب يشير إلى أن مناطق ريف حماة الغربي “مغطاة أمنيا”، أي تحظى بانتشار أمني من جانب التشكيلات التابعة للنظام السوري، وعلى وجه الخصوص من “قوات النمر” سابقا، التي تعرف حاليا بـ”الفرقة 25″.

ويعتقد أنه في هذه المنطقة “تجري عمليات الخطف ضمن إطار (القطاعات). بمعنى أن ذوي الضحية، في حال أرادوا تحريره يجب أن يتواصلوا وينسقوا مع التشكيل الأمني المسيطر هناك للوصول إلى الخاطفين، أو الدخول في البازار الذي يفتحونه”.

“الأمر قطاعات.. ومثل أي بزنس في البلاد.. وكل قطاع خاص بتشكيل وميليشيا عسكرية معينة”، وفق وصف الشاب للظاهرة القائمة.

ومن جانبه يوضح مدير “المرصد السوري”، رامي عبد الرحمن، أن ظاهرة الخطف في سوريا حيث يسيطر النظام السوري لها “شقّان”، وأن جزءاً منها “مرتبط بفلتان أمني منظم وآخر غير منظم”.

كما يقول عبد الرحمن لموقع “الحرة” إنها لم تعد تقتصر على المرتبطين بالمخابرات والأجهزة الأمنية، بل باتت “حالة موجودة في مناطق عدة، ويشترك الأمن ببعض منها”.

ونادرا ما يعلّق النظام السوري على حالة التصاعد في عمليات الخطف ضمن مناطق سيطرته.

لكن، وفيما يتعلق بتحرير الشاب العراقي والمواطنين الأردنيين، كانت الرواية الرسمية في كل من بغداد وعمّان تذهب باتجاه أن عملية استعادتهم تمت “بالتنسيق مع السلطات السورية”.

وفي غضون ذلك ذكرت وسائل إعلام سورية، بينها صحيفة “عنب بلدي”، أن عملية تحرير المواطنين الأردنيين تمت بشكل أساسي من جانب “اللواء الثامن”، وهو فصيل مدعوم من روسيا، كان سابقا ضمن تشكيلات المعارضة السورية.

“مناطق خطيرة وأخطر”

ويسيطر النظام السوري على مناطق واسعة من الجغرافيا السورية. ويشمل ذلك محافظات كبيرة بعينها، مثل حمص ودمشق ودرعا وحماة، إضافة إلى المناطق الساحلية التي لم تسلم خلال الأشهر الماضية من عمليات الخطف أيضا.

ويأتي تصاعد “الخطف لقاء الفدية” بعد توقف نسبي للعمليات العسكرية على الأرض، التي تخللها في السابق عمليات نهب وسرقة، وثقتها مراكز حقوقية بينها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” و”المرصد السوري”.

ويعتقد خبراء تحدثوا لموقع “الحرة” أن توقف العمليات العسكرية ربما تكون جزءا من الأسباب التي تدفع عناصر الميليشيات والعصابات للتوجه نحو “مورد مالي جديد”.

ويشير إلى ذلك مدير “المرصد السوري”، مؤكدا من جانب آخر حالة “القطاعات” التي تحدث عنها الشاب إبراهيم.

ويستند عبد الرحمن، في حديثه، على حيثيات المشهد الحاصل في حمص، حيث تتركز معظم عمليات الخطف قرب الحدود مع لبنان، وضمن مناطق نفوذ “الفرقة الرابعة”.

ويقول: “ظاهرة الخطف مقابل المال أصبحت “مخيفة”، والأخطر فيها عند الحدود السورية-اللبنانية”، ويضيف أن “العصابات المسؤولة عن ذلك، المرتبطة بالمخابرات، لا تمضي مهمتها باتجاه الدفاع عن أمن النظام.. بل من أجل الحصول على الأموال”.

ويشير واقع الحال في سوريا إلى أن “معظم عوامل نمو الجريمة وانتشارها باتت موجودة”، وفقا لحديث الكاتب والناشط السياسي السوري، حسن النيفي.

وعلاوة على ذلك يضيف لموقع “الحرة” أنه “ثمة مناخ خصب لانتشار العديد من نماذج السلوك المنافي للإنسانية والأخلاق، بل الذي يهدد حياة البشر في الصميم”.

ويعتبر النيفي أن العصابات القائمة على عمليات الخطف “ليست بعيدة من القوى المتسلطة على البلاد”.

ويعني الناشط السياسي بذلك “معظم الكيانات العسكرية، سواء ما ينتمي منها إلى جيش النظام أو الميليشيات الطائفية الإيرانية أو مشتقاتها، ممن تنتشر بكثرة في جميع مرافق البلاد”.

ومن جانبه لا يرى الأكاديمي السوري الناشط السياسي، فايز قنطار، أي غرابة في وصول عمليات الخطف منذ بداية العام الحالي، إلى أكثر من 200 عملية.

ويربط ما سبق بفكرة تتعلق “بوجود رعاية من قبل النظام والعصابات المرتبطة به، بغرض الحصول على المال”.

كما يضيف قنطار لموقع “الحرة” أن “النظام عاجز عن تلبية الطلبات الأساسية للنواة الصلبة التي تحميه، وعلى أساس ذلك يطلق لها العنان لها للسلب وابتزاز المواطنين”.

  • مجتمع مفكك”

وباتت السمة الأبرز لحوادث الخطف ترتبط بشكل أساسي بالحصول على الفدية المالية، التي تقدّر في معظمها بآلاف الدولارات.

وليس ذلك فحسب، بل توسعت الدائرة في مناطق سيطرة النظام السوري خلال الأشهر الماضية لتصل إلى حد تفشي السرقات على نحو كبير، وهو ما أكدته وزارة الداخلية السورية لأكثر من مرة، متحدثة عن ممارسات طالت “مقدرات الدولة”.

وتستهدف السرقات ممتلكات الناس ومحاصيلهم الزراعية، وهو ما يشير إليه الشاب عبد الحميد القاسم المقيم في مدينة حمص.

ويقول الشاب لموقع “الحرة” إن ما سبق دفع الكثير من العائلات لاتخاذ قرار “التسلح الفردي”، في محاولة منهم لحماية أرزاقهم، أو لدرء خطر الخطف مقابل الفدية أو التشليح.

ويعاقب القانون السوري مرتكبي الخطف بقصد طلب الفدية، واستعمال العنف بالسجن 10 سنوات، وغرامة ضعف الفدية المطلوبة، ويحكم بالحد الأقصى على مرتكبيه، وهو 20 سنة.

ونص المرسوم التشريعي 20 لعام 2013 على أنه إذا كان المخطوف طفلا، وطُلبت الفدية مقابل إطلاق سراحه، فإن العقوبة ستكون الأشغال الشاقة المؤبدة، وتصبح العقوبة الإعدام إذا نجم عن جريمة الخطف تلك وفاة المختطف (الضحية) أو حدثت له عاهة دائمة.

وأضاف التشريع السوري نصا خاصا بالخطف بقصد تحقيق مآرب سياسية، أو مادية، أو بقصد الثأر، والانتقام أو لأسباب طائفية، أو الاعتداء الجنسي على المجني عليه، بحسب تقرير سابق لـ”المرصد السوري”.

وتكون عقوبة الخطف لتلك الأغراض إما المؤبد، “سواء أكان المخطوف طفلا أم بالغا”.

ومع ذلك لا يزال النص القانوني المذكور بعيدا عن التطبيق، وفق مراقبين.

ومن ناحية أخرى يعتقد الناشط السياسي النيفي أن “جرائم الخطف نتيجة طبيعية لسيرورة نظام هو من أسس للجريمة في البلاد”.

ويضيف الأكاديمي السوري قنطار أن “الأحداث الحاصلة أصبحت تشكل استراتيجية للنظام السوري لإبقاء المجتمع في حالة تفكك وانشغال”.

وتخدم تلك الاستراتيجية “المشروع الإيراني للضغط على المجتمع، من أجل دفع أبنائه إلى الهجرة ومغادرة البلاد”، وفق قنطار.

كما يرى الأكاديمي السوري أن “الفوضى التي ترعاها أجهزة الأمن وتستفيد منها ماليا وتعتاش عليها في جانب كبير أصبحت تخدم سياسة النظام وإيران في هذه المرحلة”.

ويتابع أن “النظام بعدما كان في البداية عصابة واحدة تحول الآن إلى عصابات متعددة ومتنافسة تتلاعب بمصير السوريين والمجتمع السوري وتعمل على تفكيكه”.

لكن في المقابل سبق أن اعتبر المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، أن “العصابات التي تلجأ إلى الخطف تقف وراءها جهات معينة، ربما تكون سياسية أو مدعومة من دول أخرى لتبرز أن هناك ضعفا ما في الدولة السورية ومفاصلها”.

وعلى خلاف ما يدور الحديث عنه، يضيف يوسف لموقع “الحرة” أن “هناك تحسنا في الوضع الأمني في سوريا، وأن هناك سيطرة من قبل الدولة السورية”، مستبعدا أن تستمر حوادث الخطف “لأن أجهزة الدولة صاحية (مستيقظة)”.

وزير الخارجية الأميركي.. لم يكن لدينا علم عن انفجارات لبنان

 

بعد يوم من الفوضى التي عمّت لبنان إثر انفجار أجهزة “بيجر” تخص حزب الله”، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن على كل الأطراف تجنب اتخاذ خطوات من شأنها تصعيد الصراع.

 

 

وأضاف في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي اليوم الأربعاء، أن بلاده لم تكن تعرف بالهجوم الأخير في لبنان، مشيراً إلى أنها ما زالت تجمع المعلومات.

كما أوضح أنه لا يستطيع التحدث عن تأثير انفجارات لبنان على حزب الله وعملياته.

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت على لسان المتحدث باسمها ماثيو ميلر إن “الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق، ولم تكن ضالعة في حادثة تفجير أجهزة الاستدعاء في لبنان”.

فيما لم يؤكد ميلر، أن هذه العملية كانت عملية إسرائيلية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تجمع المعلومات حول الموضوع، لكن مسؤولين أميركيين كبار آخرين قالوا لي إن إسرائيل هي التي تقف وراء التفجيرات.

 

 

12 قتيلاً

وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أعلن في وقت سابق اليوم أن عدد قتلى انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان بلغ 12، في حصيلة جديدة، مضيفا أن بعض الإصابات ستنقل إلى إيران وأخرى نقلت إلى سوريا.

فيما حمل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن الانفجارات المتزامنة التي وقعت بعد ظهر الثلاثاء.

ومنذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريبا، تشهد المنطقة الحدودية بين الدولة العبرية ولبنان تبادلا شبه يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حليف حماس، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين في كلا الجانبين.

وزير الصحة اللبناني.. نقل المصابين الي سوريا وإيران

 

بعد الانفجار الذي حدث مساء أمس لا تزال لبنان بحالة صدمة مما عاشه ، بسبب انفجارات غامضة ومفاجئة طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بالبيجر والتي يستعملها عناصر حزب الله، مخلّفة آلاف الإصابات.

 

“جهزنا المستشفيات للحرب”
فقد أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أن الوزارة كانت جهّزت المستشفيات في البلاد بعد اشتداد حدة التوتر والمؤشرات التي أنذرت باحتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
كما أكد أنها لم تتوقع ما ألمّ بها أمس، مؤكداً وفاة 12 شخصاً نتيجة الهجوم، وإصابة 2800 آخرين.
وأوضح أنه تم نقل مصابين من لبنان إلى إيران وسوريا.
ولفت في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أن نحو 300 إصابة بحالة حرجة نتيجة الانفجارات، مشددا على أن وضع المستشفيات بات حرجاً بعد أن استقبلت 100 مستشفى مئات المصابين.
وكشف أنه تم إجراء 460 عملية للمصابين بتفجير أجهزة الاتصال أغلبها في العيون، موضحا أن 2780 جريحا وصلوا للمستشفيات خلال نصف ساعة بعد الحادث.
كذلك أكد على أن حجم التفجير كان كبيرا للغاية، وتم من دون سابق إنذار.

 

وكان لبنان عاش ساعات عصيبة، أمس الثلاثاء، بعد أن طالت انفجارات غامضة ومفاجئة آلاف أجهزة النداء المعروفة بالبيجر والتي يستعملها عناصر حزب الله، وأوقعت آلاف الإصابات.
كما وجّهت العملية الأنظار إلى احتمال شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة شمالاً، خصوصا مع زيادة التوتر على الجبهات، وتلميح حزب الله برد قاس.
خرق استخباراتي
يذكر أن هذا الاختراق أتى بعدما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من كبار قيادييه في الفترة الماضية.
ومثل هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير نجاحاً كبيراً لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية يوليو الماضي في طهران.

بعد العراق..هل تخطط واشنطن لسحب قواتها من سوريا؟

وكالات _ الشمس نيوز

تحدثت تقارير صحفية أمريكية عن مستقبل الوجود العسكري لواشنطن في سوريا وضرورة انهاءه وذلك بالتزامن مع توصل الولايات المتحدة والعراق إلى اتفاق لبدء سحب 2500 جندي أمريكي ما زالوا متمركزين في بغداد.

وبحسب موقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» الأمريكي،فمن المقرر تنفيذ خطة سحب القوات الأمريكية من العراق على مدى عام 2025 وتنتهي في 2026، و  إذا نجحت هذه الخطة فإنها «ستضع حداً للوجود العسكري الأمريكي في دولة ترتبط العديد من مشاكلها الداخلية ارتباطاً مباشراً بالغزو الذي حدث في عام 2003».

ماذا عن سوريا؟
يقول الموقع الأمريكي، إن تدخل واشنطن في سوريا على مدار أكثر من عقد، بدءاً من عملية «تيمبر سيكامور» -التي وصفها بـ«غير المدروسة جيداً»، وهي أكبر برنامج معروف لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتسليح وتجهيز القوات في التاريخ-، إلى احتلال أجزاء كبيرة من شرق البلاد، أدى إلى تفاقم الوضع على الأرض.

وبحسب «ريسبونسبل ستيتكرافت»، فإنه بينما دعمت الولايات المتحدة الأكراد بقوة، عارضت الحكومة السورية التي كانت تقاتل «داعش» -أيضاً- في ذلك الوقت، في استراتيجية توازت مع عملها مع المليشيات المدعومة من إيران في العراق ضد داعش.

وتقول الحكومة الأمريكية، إن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق تهدف إلى منع عودة ظهور شبكة الإرهاب، مشيرة إلى أن هناك 900 جندي أمريكي لا يزالون في سوريا اليوم، يعملون كقوة مضادة للنفوذ الإيراني الذي يمنع «داعش» من الزحف.

وتنتشر مجموعة من الجهات الفاعلة الإقليمية حول هذه القواعد النائية، ما يعني أن الغرض من عمليات الانتشار واستدامة هذه القوات أصبحا موضع شك متزايد، بحسب الموقع الأمريكي.

وأشار إلى أن «المشكلة في أن تكون قوة مضادة في منطقة محاطة بحكومات لا تعتبر إيران عدوا هي أن هذه القوات الصغيرة تعمل بمثابة أسلاك فخ، فهي تتعرض للهجوم بشكل متكرر، مما يؤدي إلى استمرار الخسائر الأمريكية، دون وجود أعداد كافية لتغيير توازن القوى بشكل ملموس مع الجهات الفاعلة المحلية».

واعتبر «ريسبونسبل ستيتكرافت»، أنه لا يوجد أي مبرر للمخاطرة بحياة الجنود الأمريكيين في سلسلة من التدخلات «الفاشلة التي تنتقل من جيل إلى آخر»، مضيفًا أنه «إذا كان لنا أن نحتوي إيران، فلن يكون ذلك إلا من خلال دول محلية أخرى، وليس من خلال مجموعة من القواعد الأمريكية المعزولة والمعرضة للخطر».

فـ«لا يمكن جعل هذه القواعد ذات أهمية إلا من خلال ضخ كميات هائلة من التعزيزات، وهو من غير المرجح أن يؤيده الرأي العام الأمريكي على الإطلاق، نظراً للمزاج المتوتر بسرعة تجاه التدخلات في الخارج»، بحسب الموقع الأمريكي.

علاوة على ذلك، فإن الوصول البري الوحيد إلى القواعد في سوريا لن يكون إلا عبر الأردن، ما من شأنه أن يجعل خطوط إمدادها أكثر عرضة للتهديد، يقول الموقع الأمريكي، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لإنهاء التدخل الأمريكي في سوريا بالتزامن مع العراق.

كيف تواجه الإدارة الذاتية تداعيات التقارب بين النظام السوري وتركيا ؟

متابعات _ الشمس نيوز

تعد مسألة العلاقات بين النظام السوري وتركيا أحد العوامل الأساسية التي قد تؤثر بشكل كبير على الوضع في شمال وشرق سوريا، حيث تبرز الإدارة الذاتية الكردية كلاعب رئيسي في هذا الصراع المعقد.

وتسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في شمال وشرق سوريا عبر دعم المعارضة السورية وتقديم الدعم اللوجستي للميليشيات المسلحة.

من جانب آخر، تسعى الإدارة الذاتية الكردية، التي تُعتبر قوىً محورية في مواجهة تنظيم “داعش”، إلى الحفاظ على استقلاليتها وتوسيع نفوذها في ظل غياب الدعم الدولي المستمر.
عند استعادة النظام السوري السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، ومع بدء عملية التقارب بين أنقرة ودمشق، تظهر مجموعة من التساؤلات حول كيفية تأثير هذا التقارب على الوضع القائم في شمال وشرق سوريا.

وبحسب موقع الجيوستراتيجي فإن التأثير المحتمل على الإدارة الذاتية الكردية يمكن تلخيصه في النقاط التالية
أ. الضغط العسكري والسياسي:
إذا ما توصلت تركيا والنظام السوري إلى اتفاق يهدف إلى تحسين العلاقات بينهما، فقد يؤدي ذلك إلى تنسيق أكبر بين الجانبين ضد الأكراد في شمال وشرق سوريا. يثير هذا السيناريو قلقاً كبيراً في أوساط الإدارة الذاتية الكردية التي تعتمد على استقلاليتها وقدرتها على الحفاظ على مصالحها. إن التعاون المحتمل بين تركيا والنظام السوري قد يتضمن تحركات عسكرية أو سياسية تستهدف تقويض سلطتهم وزعزعة استقرار المناطق التي يسيطرون عليها.

ب. التأثير على العلاقات الإقليمية والدولية:
قد تترتب على التقارب بين تركيا والنظام السوري تغييرات في التحالفات الإقليمية والدولية. فبمجرد تحقيق هذا التقارب، قد تجد الإدارة الذاتية الكردية نفسها في موقع أقل قوة على الساحة الدولية. وهذا قد يؤثر على قدرتها في الحصول على دعم دولي، مما يعرضها لمخاطر أكبر في مواجهة التهديدات العسكرية والسياسية.

ج. الآثار الاقتصادية والاجتماعية:
قد تؤدي زيادة الضغط العسكري والسياسي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية. إذا قام النظام السوري وتركيا بفرض حصار أو إجراءات عقابية، فقد يتفاقم الوضع الاقتصادي، مما يؤدي إلى معاناة المدنيين ويعزز التوترات الاجتماعية.

 استراتيجيات الإدارة الذاتية لمواجهة التحديات:
لتجنب الأضرار المحتملة، يتعين على الإدارة الذاتية الكردية أن تعزز علاقاتها مع القوى الدولية الرئيسية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن تسعى إلى بناء تحالفات جديدة في ظل الوضع المتغير. يجب أيضاً أن تسعى الإدارة إلى تبني سياسة مرنة تمكنها من التكيف مع التغيرات السياسية على الأرض.

وفي الختام يمكننا القول : إن إعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا قد تشكل تهديداً كبيراً للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا. يتطلب الوضع الحالي من الإدارة الذاتية أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة وأن تسعى إلى تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية لضمان استمرارية استقرارها ونفوذها في ظل التقلبات السياسية الجارية.

5000 حالة خلال 2023..لماذا يفضل العراقيين الزواج من السوريات ؟

بغداد _ الشمس نيوز

ألقت واقعة اختطاف مواطن عراقي داخل سوريا، الضوء على ظاهرة زواج العراقيين من سوريات التي انتشرت خلال الفترة الماضية.

وكشفت تقارير عن نجاح العراق في إطلاق سراح أحد مواطنيه الذين تم اختطافهم في محافظة حمص السورية.

وبحسب بيان للخارجية العراقية فإنه بغداد تمكنت من «إطلاق سراح المواطن العراقي أبو الحسن حميد مساعد، الذي اختطف قبل ثلاثة أسابيع في منطقة البياضة بريف حمص، بعد قدومه من محافظة البصرة لغرض الزواج من فتاة سورية».

وأضافت أنه «بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها سفارة العراق في دمشق وبيروت، وبالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، والتواصل المباشر مع القيادات الأمنية في الحكومة السورية والجهات الأمنية اللبنانية، ممثلة بقيادة المخابرات، تم تحرير المواطن».

وتابع بيان الوزارة أن «العصابة التي قامت بالاختطاف كانت قد طالبت بفدية مالية قدرها 500 ألف دولار، إلا أن السفارة العراقية وجهاز المخابرات الوطني تمكنا من تحريره دون الدخول في أي مفاوضات مع الخاطفين، وسيتم التعامل مع الجناة وفقاً للقانون من قبل الجهات المختصة».

وأكدت الوزارة «التزامها الثابت بحماية مواطنيها في الخارج»، معربة عن «تقديرها للتعاون المثمر بين الأجهزة الأمنية العراقية ونظرائها في سوريا ولبنان، والذي أسهم في تحقيق هذا النجاح».

ظاهرة الزواج بسوريات
ونشطت في السنوات الأخيرة ظاهرة زواج العراقيين من السوريات، وتشير بعض التصريحات والإحصاءات شبه الرسمية إلى وقوع 5 آلاف حالة زواج خلال عام 2023 وحده.

وغالباً ما يتوجه الراغبون في الزواج إلى سوريا، ويمكثون هناك، خصوصاً في بعض الأرياف نحو 3 أسابيع قبل أن يحصلوا على مرادهم بالزواج من فتاة سورية، ثم يعودون إلى العراق بعد تصديق عقد الزواج في السفارة العراقية بدمشق.

وارتبطت قصة الزواج هذه بكثير من التفاصيل والمشكلات والانتقادات، حيث ينظر البعض إلى الأمر بإيجابية، بينما يرى آخرون أنه بمثابة استغلال يقوم به البعض لحالة الفقر والضياع التي تعيشها بعض الأسر السورية جراء الحرب وعدم الاستقرار المتواصل منذ عام 2011.

ويتحدث كثيرون عن قيام بعض المتزوجين باستغلال المتزوجات ومعاملتهن بطريقة غير لائقة بالنظر لبعدهن عن ديارهن وعوائلهن، في مقابل احترام آخرين لهن واعتيادهن على أجواء الحياة العراقية.

وهناك من يعزو كثرة حالة الزواج العراقية السورية إلى قلة المهور والأموال التي ينفقها الزوج، حيث لا يتجاوز المهر في بعض الحالات الـ 500 ألف دينار (نحو 325 دولاراً) في مقابل الغلاء الفاحش في المهور داخل العراق التي قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 آلاف دولار.

واشنطن توجه رسالة قوية لنظام الأسد..ماذا قالت

متابعات _ الشمس نيوز

قالت السفارة الأميركية في سوريا في منشور على موقع “إكس” إن الحكومة السورية “لا تزال هي العقبة الرئيسية أمام تحقيق تقدم نحو الحل السياسي.”

وتابعت ” 15 سبتمبر هو اليوم العالمي للديمقراطية، الذي أنشأته الأمم المتحدة بهدف تعزيز المبادئ الديمقراطية. وتدعو الأمم المتحدة الدول الأعضاء للاحتفال بهذا اليوم وتقييم حالة الديمقراطية العالمية”.

وأشارت “في حين لا يزال نظام الأسد هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق تقدم نحو الحل السياسي على النحو المبين في قرار مجلس الأمن رقم 2254، فإن الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في سوريا، على النحو المبين في هذا القرار، الذي يدعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا”.

.

الإعلامي وعد محمد يكتب : الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق هو الحل الأمثل للأزمة السورية

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تعيش البلاد في حالة من الفوضى والانقسام السياسي والجغرافي. بين قوى محلية وإقليمية ودولية، أصبح مستقبل سوريا مرتبطاً بمعادلات معقدة تتطلب حلولاً مدروسة وخطوات جادة لتحقيق الاستقرار.

في هذا السياق، يبرز الحوار بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية في دمشق كخيار استراتيجي ضروري لحل الأزمة السورية المتشابكة.
إن هذا الحوار، إلى جانب التنسيق بين قوات الجيش السوري والإدارة الذاتية لمواجهة الاحتلال التركي، يشكل الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.

*الحاجة إلى الحوار كضرورة وطنية:
في ظل تعقيدات المشهد السوري، لم يعد هناك خيار إلا الحوار الداخلي كوسيلة رئيسية لتحقيق حل مستدام.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تمثل جزءاً مهماً من الأراضي السورية، تُعَدّ قوة فعلية على الأرض وتمثل شريحة واسعة من الشعب السوري بمكوناته العرقية والدينية المتعددة. في المقابل، الحكومة السورية في دمشق تسعى إلى استعادة السيطرة على كامل التراب السوري.
إن الحوار بين الطرفين هو السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والعمل سوياً على بناء سوريا موحدة.

يجب أن ينطلق هذا الحوار من مبدأ الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مع احترام خصوصيات المناطق المختلفة.
الإدارة الذاتية حققت إنجازات على الأرض في إدارة مناطقها، وتحقيق الاستقرار النسبي في ظل ظروف الحرب المستمرة. ومن جهة أخرى، الحكومة السورية يجب أن تعترف بأهمية هذه الإدارة المحلية وقدرتها على المساهمة في إعادة إعمار البلاد وإرساء الاستقرار.

*التنسيق العسكري لمواجهة الاحتلال التركي

بالإضافة إلى أهمية الحوار السياسي، يجب أن يترافق هذا الحوار مع تنسيق عسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية لمواجهة التهديدات الخارجية، وعلى رأسها الاحتلال التركي. تركيا، التي دخلت الأراضي السورية بذريعة حماية أمنها القومي، تنفذ سياسات توسعية تسعى من خلالها إلى السيطرة على مناطق استراتيجية داخل سوريا، متسببة في نزوح مئات الآلاف من السوريين وتغيير ديموغرافية المنطقة.

الاحتلال التركي يمثل خطراً كبيراً ليس فقط على المناطق الشمالية الشرقية، بل على سيادة سوريا كاملة. ولذلك، من الضروري أن تتحد القوات السورية في مواجهة هذا الاحتلال، وأن تعمل الإدارة الذاتية بالتنسيق مع الجيش السوري لاستعادة المناطق المحتلة وطرد القوات التركية. إن أي انتصار على تركيا سيعزز الوحدة الوطنية ويعيد للسوريين الأمل في استعادة أراضيهم وبناء مستقبل مشترك بعيداً عن التدخلات الخارجية.

*الحوار الحل الأمثل للأزمة السورية

في ظل انعدام الحلول الدولية الفاعلة وتضارب مصالح القوى الكبرى، يبقى الحل الأمثل للأزمة السورية هو حل داخلي نابع من إرادة السوريين أنفسهم.
الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق هو خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث يمكن لهذا الحوار أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع تشمل جميع القوى السياسية والعسكرية الفاعلة في سوريا.

من خلال هذا الحوار، يمكن تحقيق توافقات حول شكل الدولة المستقبلية، مع الحفاظ على حقوق جميع المكونات
الإدارة الذاتية، بما تمتلكه من خبرات في إدارة شؤون المنطقة، يمكن أن تساهم في دعم عملية إعادة الإعمار وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين. وبالتعاون مع الحكومة السورية في دمشق يمكن خلق نموذج جديد لإدارة البلاد يعتمد على اللامركزية، مع المحافظة على وحدة الدولة وسيادتها.

*التصدي للأطماع الخارجية والحفاظ على السيادة

تركيا، التي تسعى إلى استغلال الأزمة السورية لتعزيز نفوذها في المنطقة، لا تستهدف فقط المناطق التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية، بل تسعى لفرض أجندتها السياسية على سوريا بأكملها. إن مواجهتها تتطلب موقفاً سورياً موحداً، يبدأ بالحوار بين السوريين أنفسهم وينتهي بتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لطرد الاحتلال وإعادة الأراضي إلى سيطرة الشعب السوري.

في هذا السياق، الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق لا يخدم فقط مصالح الطرفين، بل يخدم مصلحة سوريا ككل. فتح قنوات الحوار والتعاون العسكري بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية هو الخطوة الأولى نحو مواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد مستقبل البلاد.
هذا الحوار ليس مجرد خيار، بل ضرورة وطنية لضمان وحدة سوريا وسيادتها.

Exit mobile version