سوريا مقبرة الصحفيين..مقتل وإصابة واعتقال الآف منذ بداية الحرب

قامشلو/ آية يوسف

تُعتبر الحرب الأهلية السورية الصراع الأكثر دموية بالنسبة للفاعلين في الحقل الإعلامي، فأمام خطر الموت الذي تنطوي عليه تغطية حرب، وما يصاحب ذلك من قمع عنيف على يد سلطة استبدادية وجماعات مسلحة متطرفة، دفع الصحفيون السوريون ثمناً باهظاً ومن معظم مكونات الشعب السوري.
فمنذ عام 2011، وثق مقتل ما لا يقل عن 300 من الصحفيين، سواء بسبب تواجدهم في بؤر تبادل إطلاق النار أو لاغتيالهم على أيدي طرف من أطراف النزاع في سياق تغطيتهم للأحداث، كما يُقدر بالمئات عدد الصحفيين المعتقلين والمحتجزين وأيضاً المختطفين، حتى الآن، ولا يزال في عداد المفقودين نحو مائة من هؤلاء الفاعلين الإعلاميين المحتجزين أو المختطفين، انقطعت أخبارهم تماماً عن أسرهم.
وذهب مئات الصحفيين إلى المنفى هرباً من الاعتقالات والموت المحقق، مما أفرغ البلاد من الأصوات الإعلامية، وبالأخص بداية الثورة في سوريا، كما لا تزال سوريا البلد الأكثر استفادة من دعم منظمة مراسلون بلا حدود، التي منحت مساعدات مالية وقدمت التدريب اللازم لأكثر من 250 صحفيًا سوريًا و26 وسيلة إعلامية سورية في غضون 10 سنوات، ولا يزال العشرات من الصحفيين حتى يومنا هذا يواجهون خطراً كبيراً في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، وهي آخر الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام الجهادية المتطرفة، وفي المناطق الإدارة الذاية الديمقراطية أيضاً لأنها تضم مخيمات لعوائل تنظيم الدولة الأسلامية “داع.ش” وسجون لمعتقلين داعش.
وحتماً تشكل هذا خطراً كبيراً على الأعلاميين والصحفيين أثناء تغطيتهم لأحداث التنظيم الأرهابي، من جانب الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي من خلالها يتم استهداف المدنيين والعسكريين والمنشآت الخدمية والبنية التحتية في المنطقة، والصحفيين في الصدارة.
ويحاول الصحفيون في إقليم شمال وشرق سوريا توثيق جرائم الاحتلال التركي مخاطرين بحياتهم، لإظهار انتهاكات وجرائم تركيا بحق شعوب المنطقة أمام العالم
كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 709 إعلاميين، خلال الفترة من مارس/ آذار 2011، وحتى يناير/كانون الثاني 2021، جاء ذلك في تقرير للشبكة حول الانتهاكات التي تتم بحق الإعلاميين، وصدر بمناسبة يوم الصحفيين في تركيا، الموافق 10 يناير/كانون الثاني.
وبحسب تقرير الشبكة فقد أصيب 1571 إعلاميا على الأقل في الفترة المذكورة، كما تم اعتقال 1183 إعلاميا خلال الحرب في سوريا، ولايزال 427 منهم بانتظار الإفراج عنهم.
وعلى صعيد الاعتقال التعسفي والاحتجاز والاختفاء القسري، سجل التقرير، ما لا يقل عن 1309 حالة اعتقال وخطف بحق صحفيين وإعلاميين على يد أطراف النزاع في سوريا منذ مارس 2011 وحتى مايو الجاري، وفق البيان.
واحتلت سوريا المرتبة الأخيرة والـ175 عالميا، في مؤشر حرية الصحافة في العالم العربي للعام 2023، وفق تقرير صدر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية.

وصفتها بـ الشريك.. أمريكا : لن نتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية

كشفت تقارير صحفية عن مفاجأة سارة للشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية وصادمة في نفس الوقت للدولة التركية.

ونقلت وسائل إعلام عن السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد، قوله إن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتعتبرها الشريك المحلي لها في سوريا.

وبحسب ما نقلت وكالة نورث برس، فقد جاء حديث الدبلوماسي الأميركي خلال حوارٍ لوكالة الأناضول التركية، على هامش مشاركته في منتدى قناة “TRT World” التركية الناطقة بالإنجليزية المقام في إسطنبول.

وأضاف فورد، أن “إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأميركية شرقي سوريا، وهي بحاجة إلى شريك محلي هناك، والشريك المحلي لأميركا في سوريا منذ 10 سنوات هي قسد”.

وأوضح أن إدارة بايدن تدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة مع قسد ، إلا أن البيت الأبيض لن يغير موقفه في هذا الخصوص.

وفي السابع من الشهر الجاري، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديده بغزو مناطق في الشمال السوري “في وقت قريب”.

وشدد فورد على أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يستفيد في الوقت الراهن من الأحداث الجارية بين قسد وبعض المسلحين في مناطق بدير الزور.

وعلّق “فورد” على رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الأسبوع الفائت، على مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري راند بول، بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا إن “مشروع بول حظي بموافقة 13 سيناتور مقابل رفض 84 آخرين”.

واعتبر أن “التصويت يشير إلى أنه لا زال هناك دعم سياسي قوي للتواجد العسكري الأميركي شرقي سوريا”.

خطة سرية لتطوير الجيش السوري..تفاصيل

كشفت تقارير سورية عن خطة سرية يجري العمل عليها حاليا لإصلاح وتطوير المؤسسة العسكرية.

ونقلت وسائل إعلام سورية عن المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع في الحكومة السورية، اللواء أحمد سليمان، إعلانه اتخاذ قرار بالبدء بالإصلاح في المؤسسة العسكرية.

وشدد المسؤول السوري خلال لقاءه عبر التليفزيون على أن الخطة يجري تنفيذها “بصمت وسرية”.

وتطرق سليمان خلال لقاءه إلي عدة نقاط متعلقة بالمرسوم الصادر الجمعة الفائت، والمتعلق بالخدمة الاحتياطية لمن بلغ سن الـ 40.

وقال سليمان إنه كان هناك عمل جدي للانتقال إلى جيش نوعي متطور احترافي يعتمد في نسبته الكبيرة على الموارد البشرية المتطوعة “لكن بسبب الحرب تم تعطيل وتأخير عملية الإصلاح بشكل عام”.

وأضاف: “لكن الآن تم اتخاذ قرار بالبدء بالإصلاح في المؤسسة العسكرية وهي تحدث بصمت وسرية ولا توجه إلى العلن”.

جيش احترافي

ولفت اللواء إلى أن صدور مرسوم العفو عن جرائم الفرار، وإعلانات التطوع والمرسوم الأخير المتعلق بالمتخلفين عن خدمة الاحتياط، “لم يكن صدفة”.

وأضاف أن هناك “استراتيجية لتحقيق هدف الوصول إلى جيش نوعي متطور احترافي يعتمد على المتطوعين، وهناك ميزات هامة لمن يؤدي خدمة التطوع منها راتب لا يقل عن مليون و300 ألف تطاله زيادات”.

وأشار إلى أن الجيش النوعي الاحترافي التطوعي يحتاج إلى إعداد وتأهيل عالٍ “لذلك المتطوع هو الخيار الأفضل، وعقود التطوع المؤقتة هي أيضا خيار جيد”.

ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع عن عقود تطويع منها عقود لـ 5 سنوات وأخرى لمدة 10 سنوات.

تعديلات هامة

كما كشف اللواء سليمان، عن “تعديل كامل لمفهوم الاحتياط ولن يبقى كما هو الآن، وسيتضح ذلك خلال الأيام القادمة، وأنه لن يؤدي أحد للخدمة الإلزامية ويبقى فيها فترة طويلة”.

وأشار إلى وجود تعديلات “هامة جداً” ستصدر الفترة القادمة منها “تسريح عدد لا بأس به ممن يؤدون الخدمة الاحتياطية”.

وأضاف اللواء: “وضعنا جدولاً زمنياً ليس طويلاً لتحديد مدة الخدمة الاحتياطية بحيث لا تتجاوز العامين (مجتمعة أو متفرقة). مستدركاً: ذلك لا يعني أن كل من أدى خدمة إلزامية سيؤدي خدمة احتياطية، قد لا يطلب”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

قصف إسرائيلي يستهدف سوريا ولبنان

تعرضت مواقع في سوريا ولبنان لقصف إسرائيلي وفق بيان لجيش الاحتلال تداولته وسائل إعلام.
ووفقا للبيان فإن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت اليوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول مواقع في سوريا ولبنان أُطلقت منها صواريخ نحو إسرائيل، مشيراً إلى أن الصاروخ القادم من سوريا باتجاه إسرائيل سقط في منطقة مفتوحة دون خسائر.
وأشار البيان الإسرائيلي إلي أنه تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من سوريا نحو إسرائيل”، مضيفاً أنه قصف بالمدفعية موقع الإطلاق دون تحديد موقع سقوط القذيفة الصاروخية.
ومن حين إلى آخر، يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على ما تقول تل أبيب إنها أهداف إيرانية في سوريا.

مقتل اثنين من الحرس الثوري
والسبت، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من عناصره في سوريا بهجوم إسرائيلي، وذلك في أول خسائر بشرية إيرانية يتم الإعلان عنها منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الحرس الثوري قال، في بيان، إن “العنصرين اللذين قُتلا في سوريا هما محمد علي عطايي شورجه، وبناه تقي زاهد، حيث كانا يعملان مستشارين عسكريين في سوريا”.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أنه ومنذ مطلع العام الجاري، “استهدفت إسرائيل الأراضي السورية 56 مرة، من بينها 41 ضربة جوية و15 برية؛ مما أسفر عن تدمير نحو 115 هدفاً، ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات”.
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقودٍ أراضي في سوريا وفلسطين ولبنان.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي، في بيان الأحد، بأن “مسلحين أطلقوا في ساعات الليل صاروخاً مضاداً للدروع من لبنان سقط في منطقة مفتوحة قرب بلدة يفتاح (قرب الحدود مع لبنان) دون وقوع إصابات”. وتابع الجيش أنه “قصف بالمدفعية عدة مناطق داخل لبنان”.
وحتى الساعة الـ08:00 “ت.غ”، لم تتبن أي جهة في سوريا ولبنان إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل الجيش الإسرائيلي قصفاً متقطعاً مع جماعة “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان؛ ما خلف قتلى وجرحى على جانبي الحدود.
وبدأ هذا القصف غداة اندلاع حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، ما خلّف 15 ألفاً و207 قتلى فلسطينيين و40 ألفاً و652 جريحاً، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

استهداف قاعدة أمريكية في سوريا ..تفاصيل

 أعلنت فصائل مسلحة عراقية، اليوم الخميس، أنها قصفت القاعدة الأميركية في حقل كونيكو النفطي في سوريا بالصواريخ، قائلة إنها “أصابت أهدافها بشكل مباشر”.

وذكرت الفصائل، المنتمية لما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، في بيان أن القصف الذي استهدف القاعدة الكائنة في ريف دير الزور يأتي ردا على الضربات الإسرائيلية في غزة والتي تخلّف مئات الضحايا.

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بأن ما وصفها بمجموعات مدعومة من إيران أطلقت صاروخا استهدف قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو، من دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية.

وأشار المرصد إلى أن طيران التحالف استهدف مواقع لمجموعات مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور ردا على استهداف القاعدة الأميركية.

جاء ذلك بعدما تعهدت جماعة حزب الله في العراق بمزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية، حيث أكد المتحدث باسمها محمد محيي مواصلة استهداف القواعد وتوسيع نطاقه وربما استخدام أسلحة جديدة.

وأضاف الخميس أن الكتائب ربما تستخدم أسلحة جديدة في استهداف القواعد الأميركية، التي اعتبرها غير الشرعية فى العراق.

استهدافات متواصلة

يشار إلى أنه وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أعلنت جماعة حزب الله في العراق شن هجومين بطائرات مسيرة، استهدف أحدهما قاعدة حرير والآخر مطار أربيل في شمال العراق، ردا على قصف قطاع غزة.

وأضافت الفصائل التي تنتمي لما يسمى (المقاومة الإسلامية في العراق) في بيان أنها أصابت القاعدة “بشكل مباشر”.

ومنذ منتصف أكتوبر الماضي تعرضت القوات الأميركية، سواء في العراق أو سوريا لما يفوق الـ 61 هجوماً بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

ورغم أن معظم تلك الهجمات أحبطت أو اقتصرت على أضرار مادية طفيفة، فإن بعض المراقبين يرون أن المسألة مسألة وقت قبل أن يعلن عن وفاة أحد الجنود الأميركيين.

وكانت العديد من الفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا وحتى اليمن (الحوثيون) توعدت باستهداف المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة. لاسيما بعد أن اعتبرت الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل بقوة منذ السابع من أكتوبر، عند تفجر الحرب، أشبه بتشجيع للقوات الإسرائيلية على اقتراف المزيد من الانتهاكات التي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 14 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

مقتل سوريان في قصف إسرائيلي قرب دمشق

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان،عن مقتل سوريان في قصف إسرائيلي قرب دمشق استهدف حزب الله اللبناني.

وقال المرصد، الأربعاء، إن المطارين الرئيسيين في سوريا ما زالا مغلقين بعد شهر من تعرضهما لضربات إسرائيلية متزامنة أخرجتهما عن الخدمة، وهو أطول إغلاق من نوعه منذ اندلاع النزاع السوري.

وأفاد المرصد صباح الأربعاء عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مقراً لحزب الله اللبناني في ريف دمشق.

وقصفت إسرائيل بعد ظهر الأربعاء مزرعة تابعة لحزب الله في محيط دمشق، وفق المرصد الذي أفاد لاحقا بمقتل سوريين “يعملان مع حزب الله”.

ضربات إسرائيلية

ومنذ بدء النزاع، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت أهدافاً للجيش السوري وأخرى لمجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله اللبناني.

وقال مصدر عسكري سوري، وفق بيان نشره الإعلام الرسمي “حوالى الساعة 15:10 (12:10 ت غ) بعد ظهر اليوم، نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً بصاروخين.. مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق”.

وأوضح أن “وسائط دفاعنا الجوي تصدت للعدوان وأسقطت أحد الصواريخ واقتصرت الخسائر على الماديات”.

من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية السورية من “مثل هذه الأفعال الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”.

في حين لا يزال مطاري دمشق الدولي الأكبر والرئيسي في البلاد، وحلب الدولي، مغلقين أمام الرحلات الجوية، رغم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدرجات منذ القصف الإسرائيلي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”، الأربعاء (22 تشرين الثاني 2023).

وكانت جميع الرحلات من وإلى مطار دمشق الدولي، متوقفة منذ 22 تشرين الأول، جراء ضربات إسرائيلية طالت مدرجاته الرئيسية، بينما أدت ضربات مماثلة في اليوم ذاته، إلى خروج مطار حلب الدولي من الخدمة، وفق ما أعلنت وزارة النقل السورية حينها.

التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا، يأتي في سياق توترات حادة تشهدها المنطقة، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والتي استقطبت فصائل عدة في سوريا ولبنان والعراق، تندرج ضمن ما يسمى بـ “محور المقاومة” الذي تقوده إيران.

سابقة تاريخية..مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد

كشف نشطاء حقوقيون عن صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيس النظام السوري بشار الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية جراء هجمات كيميائية صيف عام 2013 قرب دمشق.
و نقلت وسائل إعلام عن مقدمو الدعوى أن القضاء الفرنسي أصدر مذكرة توقيف دولية بحق الأسد ومقربين منه.
وأكد مصدر قضائي إصدار أربع مذكرات توقيف بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في هجمات بغاز السارين استهدفت في 21 آب/أغسطس 2013 الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص.
وتستهدف مذكرات التوقيف الى جانب الرئيس الأسد، شقيقه ماهر القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش السوري وعميدين آخرين هما غسان عباس، مدير الفرع 450 من مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية، وبسام الحسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية وضابط الاتصال بين القصر الرئاسي ومركز البحوث العلمية.
ويحقق قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الانسانية التابعة لمحكمة في باريس منذ نيسان/أبريل 2021 في الهجمات التي ارتكبت عام 2013 واتٌهم النظام السوري بالوقوف خلفها.
وجاء الإجراء القضائي بناء على شكوى جنائية قدّمها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.
وتتعلّق التحقيقات، التي أُجريت في إطار “الاختصاص العالمي” للقضاء الفرنسي، كذلك بهجوم وقع ليل 4- 5 آب/أغسطس في عدرا ودوما (450 مصاباً).
وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش في بيان موقع من المنظمات المدعية إن مذكرات التوقيف تشكل “سابقة قضائية تاريخية ونصراً جديداً للضحايا وعائلاتهم وللناجين والناجيات، وخطوة جديدة على طريق العدالة والسلام المستدام في سوريا”.
وذكّر بأن الشكوى استندت الى “شهادات مباشرة من العديد من الضحايا والناجين والناجيات” من الهجمات الكيميائية. واحتوت على “تحليل شامل لتسلسل القيادة العسكرية السورية وبرنامج الأسلحة الكيميائية” إضافة إلى “مئات الأدلة الموثقة بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو”.

محاكمة النظام السوري
وتستهدف دعاوى قضائية عدة أطلقت في أوروبا النظام السوري، خصوصا في ألمانيا. وفي باريس، تُعقد بين 21 و24 أيار/مايو المقبل أول جلسة محاكمة لثلاثة مسؤولين بارزين في النظام السوري، في مقتل سوريَّين يحملان الجنسية الفرنسية هما مازن دبّاغ وابنه باتريك اللذين اعتقلا عام 2013، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.

وفي محاكمة أخرى، أصدر القضاء الفرنسي مذكرات توقيف دولية بحق أربعة مسؤولين كبار سابقين في الجيش السوري يشتبه بمسؤوليتهم في قصف على درعا عام 2017 وأدّى إلى مقتل مدني فرنسي-سوري.
ومن بين المسؤولين الذين استهدفتهم مذكرات التوقيف، وزير الدفاع السابق فهد جاسم الفريج، المتّهم بـ”التواطؤ في هجوم متعمد ضدّ السكان المدنيين والذي يُشكّل بحد ذاته جريمة حرب”.

سابقة تاريخية

وعلق مؤسس الأرشيف السوري هادي الخطيب “بإصدار مذكرات التوقيف هذه، تتبنى فرنسا موقفاً حازماً مفاده أن الجرائم المروعة التي وقعت قبل عشر سنوات لا يمكن أن تبقى دون حساب. نحن نرى موقف فرنسا، ونأمل أن تقوم بلدان أخرى قريباً بالأخذ بالأدلة القوية التي جمعناها على مدى سنوات، وأن تطالب بمحاسبة المسؤولين -رفيعي المستوى- عن ارتكاب هذه الجرائم جنائياً”.

ويمكن للمحاكم في فرنسا استخدام مبدأ الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية للتحقيق في الجرائم الدولية الفظيعة المرتكبة على أراضي أجنبية ومقاضاة مرتكبيها في ظل ظروف معينة.

وقال كبير المحامين الإداريين في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح، ستيف كوستاس “إنها المرة الأولى التي يتم فيها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس دولة أثناء توليه السلطة، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من قبل بلد آخر. هذه اللحظة تاريخية، ولدى فرنسا -في هذه القضية- فرصة لترسيخ مبدأ عدم وجود حصانة للجرائم الدولية الأكثر خطورة، حتى على أعلى المستويات”.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح وتشريد أكثر من نصف عدد السكان.

ويرفض نظام الأسد اتهامات التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، وشهد العام الحالي تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت باستئناف دمشق علاقتها مع دول عربية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، وشارك الأسد في القمة العربية التي عقدت بجدة، في مايو، للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

غارات أمريكية وإسرائيلية تستهدف شرق سوريا..ماذا يحدث

أكدت تقارير صحفية شن الجيش الأمريكي هجمات أمس الأربعاء على مناطق ومخازن أسلحة في شرق سوريا.

وأعلن لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي شن غارات في شرق سوريا الأربعاء على مخزن أسلحة مرتبط بإيران وذلك ردّاً على هجمات استهدفت عناصر أميركيين.

كما كشف المرصد السوري عن مقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لحزب الله اللبناني قرب العاصمة السورية دمشق.

وأكد المرصد أنّ الغارة الأميركية استهدفت منشأة في مدينة دير الزور في شرق سوريا وأوقعت تسعة قتلى.

وقال أوستن في بيان إنّ “القوات العسكرية الأميركية نفّذت ضربة دفاعاً عن النفس ضدّ منشأة في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات تابعة له.

وأضاف ” لقد نفّذت هذه الضربة طائرتان أميركيتان من طراز إف-15 ضدّ منشأة لتخزين أسلحة ردّاً على سلسلة هجمات استهدفت أفراداً أميركيين في العراق وسوريا” .

وفي بيانه حذّر من أنّ الولايات المتحدة “على أتمّ استعداد لاتّخاذ إجراءات ضرورية أخرى” لحماية عسكرييها ومنشآتها.

مقتل 9 إيرانيين

من جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنّ “تسعة أشخاص يعملون لصالح مجموعات موالية لإيران قُتلوا في غارات أميركية على مواقع تستخدمها الجماعات الموالية لإيران، بما في ذلك مواقع عسكرية ومستودع أسلحة” في مدينة دير الزور.

وفي واشنطن قال مسؤول أميركي كبير إنّ الغارة التي شنّتها المقاتلتان الأميركيتان الأربعاء رافقتها “اتصالات واضحة للغاية عبر قنوات مختلفة”.

وأضاف أنّ “هذه الرسالة للقادة الإيرانيين هي: نريد منكم أن تأمروا المجموعات (الموالية لكم) بالتوقف عن مهاجمتنا”.

حرب غزة

 وتأتي الهجمات المتزايدة ضدّ القوات الأميركية في المنطقة في سياق الحرب الدائرة منذ شهر بين إسرائيل وحركة حماس والتي اندلعت إثر هجوم مباغت وغير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الاول على بلدات ومواقع في جنوب إسرائيل وخلّف أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وإثر الهجوم، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم العسكري لإسرائيل وعزّزت القوات الأميركية في المنطقة في حين شنت المجموعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري هجمات صاروخية وبالمسيرات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.

وردّ الجيش الإسرائيلي على هجوم حماس بقصف جوي وبري وبحري لقطاع غزة أتبعه بهجوم برّي، مما أسفر وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس عن أكثر من 10500 قتيل، غالبيتهم مدنيون.

ويوجد حالياً قرابة 2500 جندي أميركي في العراق و900 جندي أميركي في سوريا، وذلك في إطار جهود الولايات المتّحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي.

غارات على دمشق

واكد المرصد السوري كذلك استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع حزب الله في دمشق.

وقصفت إسرائيل سوريا مرات عدة في الشهر الماضي مع تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وقال مدير المرصد “قُتل ثلاثة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران في قصف إسرائيلي على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب”.

وذكر أنّ عقربا تضمّ مطاراً عسكرياً على بُعد أكثر من 10 كيلومترات من مطار دمشق الدولي مضيفا أنّ إسرائيل قصفت أيضا مواقع دفاع جوي سورية في السويداء بجنوب البلاد.

من جانبها، قالت وسائل إعلام رسمية سورية إنّ غارات جوية إسرائيلية أصابت مواقع عسكرية في جنوب سوريا، ما تسبّب في أضرار مادية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أنه “حوالي الساعة 22:50 من مساء اليوم نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفاً بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية، ما أدّى لوقوع بعض الخسائر المادية”.

وفي الشهر الماضي، أدّت ضربات إسرائيلية إلى خروج المطارين السوريين الرئيسيين في دمشق وحلب عن الخدمة مرّات عدة خلال أسبوعين.

وخلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية في سوريا، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها الشمالية، مستهدفة في المقام الأول مقاتلي حزب الله وقوات أخرى مدعومة من إيران بالإضافة إلى مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تعلّق إسرائيل على ضرباتها في سوريا، لكنّها قالت مراراً إنها لن تسمح لخصمها اللدود إيران الداعمة لحكومة الرئيس بشار الأسد، بترسيخ وتوسيع وجودها في البلد المجاور.

تحذيرات من كارثة كبيرة تهدد سوريا والعراق وإيران

كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع احتمالية حدوث الجفاف في سوريا والعراق بأكثر من 25 مرة في ظل الاحترار المناخي الناجم “بشكل رئيسي” عن حرق البترول والغاز والفحم الذى أدي إلى “جفاف حاد” ومتواصل في السنوات الأخيرة في العراق وسوريا وإيران.
وبحسب وسائل إعلام، قالت دراسة لشبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” (WWA) التي تعنى بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغير المناخي، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي قد “زادت من احتمالية حدوث الجفاف، أكثر بـ25 مرّة في سوريا والعراق، و16 مرة في إيران”.
وتتحدث الدراسة أيضا عن دور “سنوات من النزاع وعدم الاستقرار السياسي” في شل قدرة البلدان على مواجهة الجفاف ما تسبب “بكارثة إنسانية”.، لافتة إلي أنه في ظل الظروف الحالية، يزداد خطر أن تتحول فترات الجفاف هذه إلى أمر اعتيادي، وأن تأتي على الأقل مرة في كل عقد.
ويشرح خبراء هذه الشبكة أن “الجفاف ما كان ليحدث لولا التغير المناخي الناجم أساسا عن حرق النفط والغاز والفحم”.
وتغطي هذه الدراسة الفترة الممتدة بين يوليو 2020 ويونيو 2023، في منطقتين كانتا معرضيتين كثيرا لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سوريا والعراق.
ويشير البيان الذي نشر إلى جانب الدراسة إلى أن “هاتين المنطقتين تشهدان حاليا جفافا حادا وفقا للمقياس الأميركي لرصد الجفاف”.
وتوضح الدراسة أن “التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري قد زاد من حدة هذا الجفاف، ولو كانت حرارة العالم أقل بـ1,2 درجة” مئوية، أي ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، “ما كان الأمر ليكون بهذه الحدة”.
وتقول فريدريك أوتو عالمة المناخ في معهد غرانثام من إمبريال كولدج في لندن إن “بعد معدل أمطار وحصاد جيدين في 2020، مرت ثلاث سنوات كانت الأمطار فيها ضعيفة ودرجات الحرارة عالية، ما أدى إلى جفاف كانت له تداعيات قاسية على إمكان الحصول على المياه (…) للزراعة”.

“لست متفائلا”
وخلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، دعا عالم المناخ محمد رحيمي من جامعة سمنان الإيرانية، إلى إدارة أفضل للموارد.
وقال “في منطقتنا، لم نحظَ يوما بأمطار كثيرة وهذا أمر عادي. لكن ما هو جديد، ارتفاع درجات الحرارة”.

وتابع الخبير المشارك في هذه الدراسة “نفقد جزءا كبيرا من الأمطار بسبب التبخر، وإذا ما ارتفعت الحرارة أكثر في السنوات المقبلة، بإمكاننا توقع المزيد من التبخر ونتح النبات”.
ويضيف “لست متفائلا جدا للمستقبل”.
في العراق الذي يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، وكذلك في سوريا التي دمرتها الحرب، غالبا ما يلمس مراسلو فرانس برس تداعيات التغير المناخي والجفاف اللذين يطالان خصوصا أكثر المجتمعات فقرا.
وقد تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة في البلدين لا سيما في المناطق التي كانت سابقا غنية بالقمح. فضلا عن ذلك، أثر تراجع منسوب الأنهار وتلوّثها كذلك على مهنة صيد الأسماك.

“أزمة مياه”
وحتى سبتمبر 2022، تسبب الجفاف بنزوح نحو مليوني شخص في سوريا ممن يعيشون في المناطق الريفية، وفق الدراسة. في إيران، يتسبب نقص المياه بـ”توترات” مع الدول المجاورة، كما أن تدني المحاصيل أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
وفي العراق حيث يبلغ عدد النازحين جراء التغير المناخي عشرات الآلاف، يرتفع كذلك مستوى التوترات الناجمة عن توزع المياه. ففي البلد الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، يعيش عراقي من كل خمسة في منطقة تعاني من نقص المياه، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وتقف خلف “أزمة المياه المعقدة” هذه في الشرق الأوسط، الكثير من العوامل التي يلعب الإنسان دورا بها: أساليب ري قديمة، نمو سكاني سريع، لكن أيضا “محدودية في إدارة ملف المياه وفي التعاون الإقليمي” لا سيما في ما يخص إدارة السدود وتفاوت مستوى مياه الأنهر في دول المنبع ودول المصب.
أما بالنسبة لفترات الجفاف الطويلة، فهي لن تكون بعد اليوم “حدثا نادرا”، بحسب الخبراء، إذ أن مواسم الجفاف “قد تحل على الأقل مرة كل عشر سنوات في سوريا والعراق، ومرتين كل عشر سنوات في إيران”.
ويحذر الخبراء أن فرضية حدوث الجفاف قد تتضاعف “في حال ازداد الاحترار العالمي بدرجتين إضافيتين عما كان عليه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما قد يحصل في العقود المقبلة ما لم يتم التخلي سريعا عن الوقود الأحفوري”.

التصعيد العسكري في غرب سوريا يهدد مستقبل مليون طفل..تفاصيل

كشفت تقارير حقوقية أن قرابة مليون طفل من أصل 2.2 مليون في سن المدرسة يقيمون بمناطق شمال-غرب سوريا، لا يستطيعون الوصول إلى المدرسة، فيما يعيشون وضعا مأساوي في مخيمات النزوح.

وأكدت التقارير أنه حتى الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة يعانون من انقطاعات متكررة في عملية التعليم خلال التصعيد العسكري والصعوبات الاقتصادية المستمرة.

وبحسب وسائل إعلام، تشهد مناطق شمال غرب سوريا تصعيداً عسكرياً مكثفاً، ارتفعت وتيرته مع دفع القوات الروسية والنظام السوري بتعزيزات ومعدات عسكرية متطورة إلى تخوم مناطق نفوذ المعارضة، بالتزامن مع تجدد حملة القصف الجوي والبري بعد فترة “تهدئة” عاشتها المنطقة.

وذكر مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) أن التصعيد العسكري في مناطق شمال غربي سوريا أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم لـ2.2 مليون طفل في سن المدرسة.

وأفاد أن57 بالمئة من الأطفال لا يصلون إلى المدارس الابتدائية و80 بالمئة لا يمكنهم الوصول إلى المدارس الثانوية. وفق تقرير المكتب الصادر الجمعة الماضية.

واعتبر مكتب التنسيق أن تأثير التصعيد مؤخرًا في الأعمال العدائية بإدلب وريف حلب الغربي، التي بدأت في 5 أكتوبر تشرين الأول الماضي، هو الأسوأ على الأطفال في شمال غربي سوريا منذ عام 2019.

وتأثرت ما لا يقل عن 24 منشأة تعليمية، ما أدى إلى تعليق الدروس لأسباب أمنية، ونزح حديثًا أكثر من 120 ألف شخص من بينهم 40 ألف طفل في سن المدرسة، وهم بحاجة إلى الدعم التعليمي.

تعليق الدوام الدراسي 

ومطلع سبتمبر أيلول الماضي، جرى تعليق الدوام الدراسي مؤقتًا في أكثر من 56 مدرسة، بسبب التصعيد العسكري شمال شرقي حلب، واستُخدمت 14 مدرسة في الغندورة بريف حلب الشمالي كملاجئ مؤقتة للعائلات النازحة.

كما شهد العام الدراسي الحالي اضطرابات، أبرزها وقفات احتجاجية لمعلمين نتيجة عدم وجود رواتب ثابتة، وغياب نظام داخلي يحدد واجبات وحقوق المعلمين، وينظم العلاقة بين العاملين في المؤسسات التعليمية.

ويُقدّر مكتب تنسيق الأمم المتحدة أن ما يقارب من ربع المعلمين في إدلب لا يتلقون رواتب، ويبلغ عددهم 2380 معلمًا من أصل عشرة آلاف و853 معلمًا.

ويعاني المعلمون منذ سنوات من محدودية الدعم التي تجبر العديد منهم على ترك قطاع التعليم أو البحث عن عمل إضافي.

وتنقسم المدارس في الشمال السوري إلى مدارس مدعومة من المنظمات، وأخرى مدعومة من مديريات التربية (تعرّف عن نفسها بأنها مستقلة) ومن حكومتي “الإنقاذ” و”المؤقتة”، ومدارس غير مدعومة من أي جهة.

ورغم كثرة المطالبات بحلول تنقذ مستقبل الطلاب في المنطقة وتعطي المعلمين حقوقهم، تغيب الأطراف التي تدّعي مسؤوليتها عن قطاع التعليم وتقتصر ردود الفعل على سلال غذائية أو مبالغ رمزية تقدم لمرة واحدة.

تصعيد عسكري

وتتعرض مناطق شمال غربي سوريا لتصعيد عسكري من قبل الجيش السوري وروسيا، وصفته منظمات حقوقية وإنسانية بأنه الأعنف منذ سنوات.

وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، خلال إحاطة قدمها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 24 أكتوبر تشرين الأول الماضي، إن سوريا تشهد أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ أربع سنوات، لافتًا إلى “التجاهل التام لحياة المدنيين”.

وعرقل القصف إتمام عمل بعثة طبية تضم أطباء متخصصين مدعومة من قبل “ميد جلوبال“، وأجبرها على الخروج من المنطقة بعد يومين من دخولها، وأجّلت عملها إلى بداية العام المقبل.

وقال مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 70 شخصًا قُتلوا نتيجة التصعيد، وأُصيب 349 آخرون، وتضررت أكثر من 40 منشأة صحية و27 مدرسة و20 شبكة للمياه.

ويتخوف السّكان من ازدياد وتيرة القصف، مع انخفاض درجات الحرارة، وهطول الأمطار، بعد حلول فصل الشتاء، حيث يصبح المأوى حاجة ملحة. وفي التصعيد الأخير تعمدت قوات الجيش السوري والمليشيات الإيرانية وروسيا استهداف المنشآت الحيوية والمخيمات في المنطقة سواء بالمدفعية الثقيلة أو بالطيران الحربي، وهو ما يجعل المنطقة ككل غير آمنة، فضلاً عن الظروف المناخية الحالية مع انعدام المأوى.

Exit mobile version