بعد تصريحات أردوغان..هل تقف تركيا وراء أحداث دير الزور؟

قامشلو/ أية يوسف

أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في السابع والعشرين من آب الماضي عملية “تعزيز الأمن”، ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي وتجار المخدرات، حيث تحولت العملية الأمنية إلى الاشتباكات بين قسد ومسلحين مواليين لإيران والنظام السوري.
وأصدر المكتب الإعلامي لقوات سوريا ديمقراطية بياناً على موقعها الرسمي أعلنت فيه عن انطلاقها بعملية “تعزيز الأمن” وأفاد من خلالها أن العملية ستهدف ملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم، وتجار المخدرات وخلايا تنظيم داعش الذين يقوموا بضرب أمن واستقرار المنطقة، مشيراً البيان بأنه سيتم إنفاذ حكم قانوني ضدهم.
وفي نفس اليوم التي أصدرت به قسد عملية تعزيز الأمن شهدت سجن الصناعة التي يحتجز الاف عناصر تنظيم داعش، استنفاراً كبيراً وكان هناك أنباء عن دخول سيارة مفخخة، وفرار بعض العناصر منها.
بعدها تداولت منصات التواصل الاجتماعي عن توقيف قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل الملقب بـ “أبو خولة” بتهمة ارتكابه جرائم جنائية، وبحسب المصادر أن تم توقيفه مع أثنين من عناصره في مدينة الحسكة.
وأعلنت قسد عزل أبو خولة بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة، وارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات ليكون ذلك أول إعلان رسمي من قسد حيال مصير أبو خولة الذي كثر الحديث عنه مؤخراً وبات مثيراً للجدل.

وبعدها شهدت منطقة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قسد ومسلحين العشائر الذي كان يؤديهم شيخ عشيرة العكيدات، إبراهيم الهفل، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على عدة بلدان من منطقة دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي العشائر منها، فيما سيطرت على بلدة عزبة، صحبة، شحيل، بصيرة جديدة، ذيبان وأجزاء من الطيانة.
وفي الخامس من آب/أغسطس الماضي، قال الموقع الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية، إن القيادة العامة لقواتها استقبلت ثلاثة وفود من رؤساء وشيوخ عشائر دير الزور وريفها، وبحث الجانبان احتمالات تطورات الوضع والتجهيزات لمواجهة أية حالة طارئة من النواحي الأمنية والعسكرية وفقاً للبيان الرسمي.
وجاء في بيان قسد الأول عن العملية في دير الزور قال إنها “إحدى المراحل المتقدمة في الكفاح المشترك التي تقوده قواتنا بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي ضد داعش”.
وتابعت أنها نتيجة للنداء لبت مناشدات السكان والوجهاء، وبدأت بتمشيط القرى الخمس، حيث قامت بتطهيرها بعد فرض الاستسلام على المسلحين، فيما لاذ قسم منهم بالفرار ولجأ إلى غربي الفرات في مناطق سيطرة حكومة دمشق.

وذكر البيان أن القوى وعلى رأسها حكومة دمشق وتركيا حاولا خلق الفتنة، ولكن التواصل المستمر بين قسد وسكان المنطقة أغلق الطريق أمامهم وأمام المتربصين بزعزعة أمن المنطقة، إلى أن وصلت العملية إلى النجاح.

الدور التركي

ووجدت تركيا الفوضى والاشتباكات في دير الزور حجة لمهاجمة مدينة منبج لمحاولة السيطرة عليها تحت غطاء العشائر.
في إطار آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده للعشائر العربية، وقال في تصريحات له، إن موقف العشائر العربية في هذا المجال وطني بوصفها صاحبة تلك المناطق الأصلية وليس حزب العمال الكردستاني، أو ما يعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي وصفها بأنها إرهابية.
ولفت أردوغان إلى أن هذين الطرفين ارتكبا المجازر بهدف السيطرة على حقول النفط في دير الزور، وأن تركيا وجهت التحذيرات اللازمة للدول المجاورة بهذا الشأن.
الجدير بالذكر أصدرت القوات سوريا الديمقراطية أمر باعتقال شيخ عشيرة عكيدات إبراهيم الهفل بسبب تحريضه للفتنة بين العشائر العربية وقسد، وبحسب المصادر أن الهفل لاذ بالفرار للمناطق تحت سيطرة حكومة دمشق.

مؤامرة تركية

عبر خبراء مصريون عن قناعاتهم بوجود مخطط تركي تأمري وراء أحداث الفتنة التي تشهدها محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، مؤكدين أن الدور التركي واضح جدا في صناعة الأزمة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت مساء الجمعة 8 أيلول الجاري انتهاء العملية العسكرية الأساسية في دير الزور والانتقال إلى العمليات الأمنية المحددة.
ونشر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بياناً إلى الرأي العام والإعلام، حول عملية ” تعزيز الأمن” التي اطلقتها في 27 آب المنصرم، في ريف دير الزور، ضد خلايا داعش وتجار المخدرات والعناصر الإجرامية.
وخلال البيان نشر المركز الإعلامي حقائق حول العملية، وأشارت إلى مقتل 25 مُسلَّحاً، واستشهاد 25 مقاتلاً، وإصابة 9 مدنيين برصاص المسلحين، واعتقال مرتزقة لداعش وللدفاع الوطني .
وأكد البيان أن “بعض القوى وعلى رأسها النظامين السوري والتركي، حاولا خلق الفتنة، إلا أن التواصل المستمرّ بين قوات سوريا الديمقراطية وأهالي المنطقة واطّلاعها المستمر على مجريات العملية، أغلق الطريق أمام المتربّصين بزعزعة أمن المنطقة، وأوصلت العملية إلى النجاح”.
واتفق الخبراء مع بيان قوات سوريا الديمقراطية حول الدور التركي في الأزمة، مؤكدين فإن شعوب المنطقة وفي مقدمتهم العرب والكرد مطالبون بالوقوف في وجه المؤامرة التركية التي لا تريد سوي إسقاط مشروع الإدارة الذاتية والتدخل في شؤون الدول.

مؤامرة أردوغان وهاكان
وأكد الكاتب والمحلل السياسي المصري، إبراهيم شعبان رفضه تمامًا للصيغة التي يتحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته عن الاشتباكات في دير الزور السورية وتصويرها بأنها حرب بين العرب والأكراد.
وقال شعبان لوكالتنا “إن أردوغان يحاول أن ينشر الفتن في شمال سوريا وهى طريقة جديدة لإخضاعها وتنفيذ أجندته.”
وطالب المحلل السياسي المصري”أردوغان بالانسحاب من شمال سوريا والابتعاد عن محاولة شرعنة الاحتلال التركي للأراضي السورية تحت مسميات مختلفة”.
ويعتقد شعبان أن “تركيا لها يد واضحة في إشعال الاشتباكات في دير الزور، وتأجيج نار الخلافات لتصحيح أطماعها وهذا لا يحتاج إلى دليل. فسياسة تركيا الاستعمارية العسكرية في سوريا راسخة ومدمرة فيها من بعد 2011. مؤكدا أن يد تركيا العسكرية وراء دمار سوريا وكل المنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وغيرها “صنيعة تركية”.
ويري المحلل السياسي المصري أن “تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والذى كان رئيسا للاستخبارات التركية لسنوات طويلة، وتحريضه على الفتنة بين مكونات شمال شرق سوريا ليست بالجديدة ولا الغير متوقعة، خاصة أن هاكان هو مهندس العمليات التركية القذرة فى تركيا”.
وبحسب شعبان فإن “الهدف التركي هو تأليب مكونات شعوب شمال سوريا من أجل صناعة فتنة تركية رخيصة، بين العرب والأكراد تحديدا، مشددا على أن فلسفة أخوة الشعوب التي وحدت العرب والكرد في شمال سوريا قادرة على إنهاء أى خلاف مصنوع بينهما”.
واختتم إبراهيم شعبان، بالقول أن “اشتباكات دير الزور ستتوقف حال رفع الاحتلال التركي يده عن سوريا، كما أن الأزمة في سوريا كلها، قد تنتهي حال تركت أمر سوريا لأهلها، وتوقف المد الاستعماري التركي في المنطقة العربية. محذرًا: من حرب طويلة في دير الزور ومحافظات سورية أخرى، إن استمرار التدخل التركي السافر واستغلال الأزمة الأخيرة”.

أصابع تركيا
ويري الباحث والمؤرخ المصري على أبو الخير أن “ما حدث في الشرق السوري من مصادمة بين قوات سوريا الديمقراطية وبعض العشائر العربية يؤكد وجود أصابع تركية تعمل على تزكية الخلاف للوصول إلى درجة الصدام المسلح”
وقال لوكالتنا ” أن ما يؤكد وجود أصابع تركية وراء الأزمة هو تصريح وزير الخارجية التركي ماكان فيدان وإلقاء المسئولية على الكرد وهو أمر مفهوم ومتوقع في ظل القمع التركي الكرد منذ أتاتورك حتى اليوم”.
وبحسب المؤرخ المصري فإن “الرئيس التركي رجب أردوغان يريد تصدير الخلاف في الداخل السوري حتى يتجنب صدام مع الشعب الكردي في تركيا وهو يمهد لحل حزب الشعوب حتى لا يجد الكرد حزبا يتبنى او يتعاطف مع قضيتهم”.
وأشار إلي أن “الدعوات والتوقيعات في داخل وتركيا وخارجها التي تطالب الإفراج عن الزعيم عبد الله أوجلان تضع أردوغان أمام ضغط شعبي وبالتالي يريد إلهاء دعاة إنهاء العزلة والكرد في سوريا من أجل ديمومة الصدام وبقاء الصراع واستمرار الأزمات بالنطقة بما يحقق مصالح أردوغان ونظامه”.
وأكد أن “المطلوب من الأشقاء الكرد والعرب جميعا منع الفتنة َوعدم السقوط فى الفخ التركي وعدم إعطاء أردوغان الفرصة للهروب إلى الأمام، داعيا العرب لتاييد ومشاركة الكرد فى دعوات وفعاليات المطالبة بالإفراج عن أوجلان، وداعيا الكرد في الوقت نفسه بالوصول لحالة الانسجام الشعبي في الشرق السوري وفي كل الأرض السورية”.

رسالة أردوغانية مفاجئة.. سر الغضب التركي من نظام الأسد ..ما القصة

هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره السوري بشار الأسد على خلفية تصريحات الأخير جول شروط دمشق لاستعادة العلاقات مع تركيا.
وبحسب وسائل إعلام، دعا أردوغان نظيره السوري للابتعاد عن أي تصرفات تلحق الضرر بمسار التطبيع.
وخلال عودته من مدينة سوتشي الروسية، اليوم الثلاثاء، قال أردوغان أنه لا يرى أي خطوة إيجابية من الأسد لإعادة العلاقات مع سوريا.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد أيام من أخرى أدلى بها رئيس النظام السوري بشار الأسد، وضع فيها انسحاب القوات التركية من الشمال شرطاً أساسياً لعودة العلاقات.
جاء كلام الأسد خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، شدد فيه الأخير على وقوف بلاده إلى جانب دمشق.

وساطة روسية
في حين تأتي هذه التحركات وسط سعي روسي مستمر منذ أشهر، تمثّل باتصالات على أعلى مستوى دفعاً لعودة الاتصالات بين أنقرة ودمشق.
يشار إلى أن محادثات ثلاثية جرت قبل فترة، بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا في لقاء رسمي كان الأول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
وأعلنت موسكو مراراً عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين.
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المناطق الكردية، وتمكنت قواتها بالتعاون مع ميليشيات سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا.

ليست تركيا..طبول الحرب تدق أبواب شرق سوريا ..ما القصة

تحدثت تقارير صحفية عن مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين القوي الكبري داخل الأرض السورية.

وبحسب وسائل إعلام، فإن المناورات العسكرية التي تقوم بها أطراف النزاع المسلح في سوريا يبدو أنه إشارة متبادلة لصراع وشيك في شرق البلاد ، ولكن ليس مثل كل معركة .

وبحسب لصحيفة اندبندنت فإن الحرب القادمة ستكون حاسمة إذا اندلعت فهي أشبه بحرب البقاء على قيد الحياة في الأراضي ذات الأهمية الاستراتيجية مدفوعة برغبة ساحقة في طرد المعارضين من الأرض.

ووفقا للتقرير فإن شرق سوريا معرضة لأن تشهد عملية عسكرية كبري بين روسيا وأمريكا في ظل استعدادات قوية جريها الطرفين على قدم وساق بعد سلسلة من المناوشات بين الطائرات الروسية والأمريكية.

وخلال الأيام الماضية، زادت الولايات المتحدة حشدها القتالي، بما في ذلك الطائرة ” الشبح “لأول مرة في السماء السورية، كما تستعد موسكو من خلال مناورات مع القوات النظامية  للمعركة القادمة.

المعلومات الأولية تفيد عن إطلاق التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تدريبات عسكرية في قواعد تسيطر عليها شرقاً بالتوازي مع تحضيرات وزارة الدفاع “البنتاغون” لعملية عسكرية باتجاه ريف محافظة دير الزور الشرقي والشمالي ومن بينها المدن الحدودية مع العراق، مثل البوكمال والميادين وهذه الرقعة تتمركز بها فصائل مقاتلة ومدعومة من النفوذ الإيراني.

مناورات ليلية

في غضون ذلك، يتسارع سباق التسليح والتحصين والإمداد بين الطرفين على وقع المناورات والتدريبات الكثيرة، إذ نشرت من جهتها وزارة الدفاع الروسية مقطعاً مصوراً لأول مناورات ليلية أجرتها قواتها مع نظيرتها السورية في محافظة حماة غرب البلاد، وتظهر أعمالاً قتالية تحاكي معركة ليلية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المناورات أجريت بمشاركة مقاتلات “سو-24″ و”سو-35” الروسية وتشكيلات مدفعية لضرب أهداف حساسة للجماعات الإرهابية.

موسكو رصدت مقاتلات الشبح الأميركية “أف-35” في سماء سوريا، وفق مركز المصالحة الروسي، وهي نوع من المقاتلات المتطورة التي تدخل لأول مرة الأجواء، في وقت استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي إرادة لدى قوات بلاده للاشتباك العسكري مع الولايات المتحدة لكنه أعرب عن استعدادها لأي سيناريو محتمل.

المركز الروسي قال إنه “سجل ستة انتهاكات لطائرات من طراز “أف-16” وأربع طائرات من طراز “أف-35” وثلاث مسيرات أميركية في منطقة التنف التي تمر عبرها الخطوط الجوية الدولية، في المقابل لم تخف واشنطن وصول طائرة “أف-35″ إلى الشرق الأوسط، وتعزو ذلك لتعزيز قوة الردع ضد إيران وللمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا”.

قطع الطريق

إزاء هذه التطورات تكثف دمشق وطهران من اتصالاتهما السياسية والأمنية، على وقع قرع طبول الحرب، ومعها جاءت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العاصمة السورية، منتصف يوليو (تموز) الماضي، وهي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً تزامناً مع معلومات استخباراتية ترجح عزم واشنطن قطع الطريق بين سوريا وإيران مروراً بالعراق.

بالعودة إلى الوراء، وقفت واشنطن في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما موقفاً رافضاً لإرسال جنود أميركيين إلى سوريا لكن الأمر تغير في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 بوصول 50 جندياً من القوات الخاصة لممارسة نشاط استشاري غير قتالي.

آنذاك عدت هذه الدفعة الأميركية بمثابة أول وجود عسكري للولايات المتحدة على الأراضي السورية، منذ بداية الحرب بها، بعد تشكيل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” في أغسطس (آب) عام 2014 حتى سقوطه في عام 2019 في منطقة الباغوز شرق سوريا وعبر هذه السنوات زاد حضور المقاتلين إلى نحو 1000 مقاتل.

قرار إشعال فتيل الحرب قد اقترب، وهذا ما يفسر حدة التصريحات الصحافية التي يطلقها الساسة في دمشق، بدءاً من اتهام الخارجية السورية واشنطن بنهب النفط السوري، وصولاً إلى كلمات وزيرها فيصل المقداد شديدة اللهجة من طهران مطلع أغسطس الجاري “من الأفضل للجيش الأميركي أن ينسحب من الأراضي السورية قبل أن يجبر على ذلك”.

وقررت واشنطن في عالم 2019 إبقاء القوات الأميركية في شرق سوريا للمحافظة على آبار النفط من استيلاء تنظيم “داعش” الإرهابي عليها أو أية جهات أخرى وفق حديث لوزير الدفاع الأميركي وقتها مارك إسبر.

واكتفت أميركا بتقليص عدد قواتها بعد أن أقر الرئيس السابق دونالد ترمب سحب قواته نهائياً، وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات وعده سياسيون في واشنطن خيانة للقوات الكردية التي حاربت معها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وتركهم يواجهون تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعلى نحو ما تراقب الأطراف بحساسية بالغة أي تقدم من الخصوم، فمن يكون البادئ بقطع الطريق على الآخر، لا سيما مسعى واشنطن لإجهاض التحالف “العراقي السوري الإيراني” المتزايد شرقاً قبل ولادته، وهذا ما دفعها إلى تنفيذ مناورة مشتركة مع ما يسمى “جيش سوريا الحرة” وقوات “قسد” (سوريا الديمقراطية) وخبراء من الجيش الأميركي في منطقة يطلق عليها “55 كيلو”، هدفها تقطيع أوصال الشرق السوري لإنهاء النفوذ الإيراني وإطباق الحصار على دمشق من كل الجهات، في حين تسعى روسيا إلى إعادة الحقول النفطية والأراضي الخارجة عن سيطرة دمشق.

كارثة صحية بشمال سوريا والموت يهدد الاف الأشخاص..ما القصة

كشفت تقارير صحفية عن خطر كبير يطارد الالاف من المرضي في مناطق شمال غرب سوريا وارتفاع حالات الوفيات بين مرضي الشرطان بسبب عدم تلقيهم العلاج.

وبحسب وسائل إعلام محلية، أطلق ناشطون وإعلاميون حملة لإنقاذ مرضى السرطان في الشمال السوري، مع ارتفاع عدد حالات الوفاة لعدم توافر العلاج.

وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بإنشاء مركز متكامل لعلاج الأورام السرطانية، على الحدود السورية التركية، في منطقة آمنة، بعيداً عن قصف مختلف القوات التي تتمركز في سوريا لإنقاذ حياة 3 آلاف شخص، بينهم سيدات وأطفال ينتظرون العلاج.
من جانبه، وفي استجابة للحملة الشعبية ، أعلن معبر باب الهوى الحدودي، في بيان رسمي له، الثلاثاء أنه اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء، سيتم السماح للسوريين الذين يعانون من مرض السرطان بالدخول إلى الأراضي التركية لمتابعة علاجهم.

ونشرت إدارة المعبر في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، بياناً أكّدت من خلاله سماح السلطات التركية باستئناف دخول مرضى السرطان المستشفيات التركية لمتابعة علاجهم.

وبحسب تقارير صحفية فإن عدد الإصابات المسجلة بمرض السرطان وصل إلى 3000 مصاب، 65% منهم نساء وأطفال، نصفهم يتلقى العلاج داخل مشافي الشمال، وخلال الشهور التي تلت الزلزال تم تسجيل 608 إصابات، كما يحتاج للعلاج 876 مصاباً.
وتزداد معاناة مرضي السرطان بالشمال السوري مع تدهور الخدمات القطاع الصحي في المنطقة ونقص الإمكانات نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد.
ومنذ الزلزال، زاد عدد مرضى السرطان في إدلب ومناطق سيطرة المعارضة بـ608 حالات، ليبلغ عدد المصابين بالمرض والمحتاجين للعلاج 3200 حالة.
ومن المعروف أن مناطق الشمال الغربي بسوريا تسيطر عليها جماعات معارضة موالية لتركيا، ويقطنها حوالي 4.6 مليون شخص.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

مجلس سوريا الديمقراطية : ثورة 19 تموز علامة مضيئة في تاريخ البلاد

هنأ مجلس سوريا الديمقراطية شعوب شمال وشرق سوريا بذكري ثورة 19 تموز ,
وقال المجلس في بيان له اليوم “يستذكر الشعب السوري في مناطق شمال وشرق سوريا؛ ثورة 19 تموز الجليلة، التي كانت تمثل روح وعبق ثورة الشعب السوري الذي خرج من أجل الحرية والكرامة وبناء سوريا جديدة لا مكان للاستبداد والتطرف والتفرد فيها.
وتابع البيان ” أثبتت ثورة 19 تموز للعالم أن الشعب السوري قادر على التغيير والبناء، وأنه ليست هناك قوة قادرة على كسر إرادة هذا الشعب للحياةَ والحرية، وكان سر انتصار الثورة وقوتها يكمن في تلاحم ووحدة صف جميع مكونات المنطقة من الكرد، العرب، السريان الآشور والتركمان وغيرهم من مكونات الشعب السوري في المنطقة.
وأضاف : نحن اليوم إذ نحيي هذه المناسبة التي تعتبر علامة مضيئة في تاريخ البلاد، لا بد أن نستذكر ونشيد ببطولات بنات وأبناء شمال وشرق سوريا الذين سطّروا أعظم الملاحم ضد الإرهاب فكان النصر حليفهم بدءا من كوباني رمز المقاومة ومنبج والرقة ودير الزور وجميع المدن والقرى في المنطقة، ولم يألُ أبناؤها جهدا في البناء، وأثبتوا جدارتهم في الإدارة والريادة فأسسوا الإدارة الذاتية التي تعتبر نموذجاً مشرقاً لما ينشده السوريون في عموم البلاد.

نبارك للسوريين هذا الإنجاز الوطني، الذي حضن كافة المكونات وزرع روح الانتماء والارتباط بالهوية الوطنية السورية، ووقف سداً منيعاً أمام محاولات المساس بسلامة وسيادة الأراضي السورية ووحدة ترابها وشعبها. ومكّن المرأة من أخذ دورها في الحياة ومزاولة النشاط القيادي في شتى المواقع وشجّع الشباب على الانخراط في البناء والمساهمة في تطوير هذه التجربة بعقلية الشباب وهمتهم.

وبحسب البيان، يرى مجلس سوريا الديمقراطية أن ثورة 19 تموز التي أفرزت كل هذه المكاسب وقدمت نموذجاً لمستقبل البلاد وطرحت مبادرات لحل الأزمة جديرة أن نلفت الأنظار لها، وأن ندرسها كسوريين ونبني عليها ونطورها كنموذج حلٍّ وتحقيقٍ لتطلعات الشعب السوري في التغيير والديمقراطية والتعددية. فلا يمكن أن ننصف الشعب السوري بعد كل هذه التضحيات إلا عبر مشروع ديمقراطي يجمع السوريين بمختلف توجهاتهم، ويساهم بحل كافة الإشكاليات والقضايا لا سيما قضية الشعب الكردي وبقية المكونات، ويؤسس لحالة وطنية جامعة بعيدا عن الإقصاء والتمييز تمهيدا لبناء سوريا الجديدة واستعادة دورها الحضاري.

إدلب على شفا المجاعة ..ماذا يحدث في غرب سوريا ؟

تشهد مخيمات النزوح على الحدود التركية السورية أوضاعا إنسانية صعبة، لا سيما مع استمرار تخفيض برنامج الأغذية العالمي لقيمة السلة الغذائية.

وبحسب تقارير صحفية،وصلت قيمة السلة الغذائية إلى 40 دولارا بعد أن كانت 60 دولارا منذ بداية العام الجاري، مما أدى إلى تضرر الأسر الفقيرة في إدلب شمال غربي سوريا، حيث أصبح الآلاف منها على شفا المجاعة، خصوصا تلك التي تقيم في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وناشدت منظمات دولية معنية بالشأن الإنساني المجتمع الدولي سرعة إيجاد حلول سريعة لتفادي وقوع مأساة سببها الجوع والفقر وقلة فرص العمل.

من جانبها، قالت وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف السوري المعارض إن 47% من محطات المياه شمال غربي سوريا لا تعمل، بسبب حاجتها للصيانة أو عدم توفر نفقات تشغيلها.

وأوضحت وحدة تنسيق الدعم في تقرير لها، أن الأهالي يعتمدون على الآبار الزراعية الخاصة كمصدر بديل للمياه. وأكد التقرير أن 8 عينات مياه مأخوذة من شمال غربي سوريا من أصل 146 أظهرت أنها مياه ملوثة غير صالحة للشرب.

معاناة تتحدي الوصف

وكان أمين عام الأمم المتحدة قد اعتبر إن “معاناة السوريين تتحدى الوصف.” داعيا في كلمة وجهها لمؤتمر دولي لحشد الدعم للسوريين الذين ما زالوا يعانون من صراع مستمر منذ اثني عشر عاما.

وأشار الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر. وقال إن أكثر من 15 مليون سوري، أي 70% من إجمالي عدد السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك في رسالة مصورة أرسلها الأمين العام لمؤتمر بروكسل السنوي السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي.

وقد أدى الصراع السوري إلى مصرع نحو 500 ألف شخص وتشريد أكثر من 12 مليونا. وفيما وصلت الاحتياجات الإنسانية لأعلى مستوياتها، ضربت الزلازل المدمرة المنطقة لتفاقم الوضع.

وناشد الأمين العام المشاركين في المؤتمر أن يساعدوا الوكالات الإنسانية لتتمكن من مواصلة دعم السوريين.

وتبلغ تكلفة النداء الإنساني لسوريا، وهو الأكبر على مستوى العالم، 11.1 مليار دولار.

ولفت الأمين العام الانتباه إلى ضرورة العمل العاجل وعدم إضاعة الوقت، إذ إن 2.5 مليون سوري سيُحرمون من المساعدات الغذائية أو النقدية بحلول الشهر المقبل إذا لم يتوفر التمويل الضروري.

وشدد الأمين العام على ضرورة أن تتمثل الأولوية الأولى للجميع في تمويل النداء الإنساني وصرف التعهدات المالية بأسرع وقت.

وفي نفس الوقت شدد غوتيريش على ضرورة كسر الحلقة المفرغة التي يغذي الحرمان فيها الصراع، فيما يُعمق الصراع الشعور باليأس.

ودعا إلى رسم طريق للتحرك قدما يجد فيه السوريون قدرا من الاستقرار والأمل في المستقبل. وحدد الأمين العام ما يتعين فعله ومن ذلك ضمان الوصول الإنساني الدائم عبر كل الطرق الممكنة. وشدد في هذا السياق على أهمية أن يمدد مجلس الأمن قراره الذي يسمح بتوصيل الإغاثة عبر الحدود.

وأكد أيضا أهمية تحقيق تقدم حقيقي على صعيد قضية المحتجزين والمختطفين والمفقودين، بما في ذلك عبر إنشاء مؤسسة دولية معنية بتلك القضية.

كما شدد على ضرورة تحقيق تقدم على مسار إجراء مفاوضات شاملة وذات مصداقية.

بعد مزاعم روسية | قوات سوريا الديمقراطية تنفي مشاركتها في حرب أوكرانيا

نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بيان، اليوم السبت، مشاركة عناصرها في الحرب بأوكرانيا.

واعتبرت “قسد” في البيان الذي نشره مركزها الإعلامي، الأخبار التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول “مشاركة مفترضة” لعناصرها في الحرب الدائرة في أوكرانيا “مدسوسة”.

وأضافت “نؤكد أن تلك الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الواقع.. تلك التحركات المزعومة لا تتماشى مع الأولويات الوطنية لقوات سوريا الديمقراطية في الكفاح ضمن الأراضي السورية لحماية المنطقة وسكانها، وقواتنا غير مهتمة بالقضايا الأخرى خارج سوريا”.

مزاعم روسية
وكانت وكالة (سبوتنيك) الروسية للأنباء نقلت أمس الجمعة عن “مصادر خاصة” أن الولايات المتحدة نقلت نحو 650 من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتحالفة معها في شرق سوريا إلى أوكرانيا.

وأضافت أن نقل المسلحين إلى أوكرانيا تم عبر إقليم كردستان العراق على متن طائرات خاصة وعلى دفعات على مدى الأشهر الستة الماضية، قبل أن يتم الدفع بهم في جبهات القتال ضد القوات الروسية.

كما أضافت أن القوات الأميركية في سوريا افتتحت عددا من المراكز التدريبية في ريفي محافظتي دير الزور والحسكة لتدريب الملتحقين بهذه المعسكرات على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، قبل نقلهم إلى جبهات أوكرانيا.

قطع اتصالات واستدعاءات | ماذا فعل نظام الأسد خلال فترة تمرد فاغنر في روسيا ؟

بعد أيام من إنهاء التمرد الذى قاده مؤسس جماعة فاغنر ضد الحكومة الروسية بدأت تتكشف تفاصيل جديدة حول كواليس ما حدث خاصة في دولة مثل سوريا حيث تنتشر قوات روسية ومقاتلي فاغنر.

وبحسب وكالة رويترز ففي الوقت الذى كان مقاتلو “فاغنر” يتقدمون باتجاه موسكو ، كانت السلطات في سوريا والقادة العسكريون الروس هناك يتخذون سلسلة من التدابير والإجراءات السريعة ضد عملاء المجموعة العسكرية الخاصة لمنع اتساع التمرد، وفقا لستة مصادر مطلعة على الأمر.

وذكرت مصادر مسؤولة بحسب الوكالة أن حملة القمع، التي لم ترد عنها أي تقارير من قبل، شملت قطع خطوط الاتصالات الهاتفية واستدعاء نحو عشرة من قادة فاغنر إلى قاعدة عسكرية روسية وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور.

ومن بين المصادر التي كشفت النقاب عن هذه الأحداث مسؤولون أمنيون سوريون ومصادر متمركزة بالقرب من القوات الروسية في سوريا ومسؤولون إقليميون.

وأحجمت المصادر عن ذكر أسمائها نظرا لحساسية المعلومات العسكرية. ولم ترد الحكومة السورية أو وزارة الدفاع الروسية أو فاغنر في روسيا على طلبات للتعليق.

وتكشف هذه الإجراءات كيف تحركت السلطات السورية بسرعة للسيطرة على المقاتلين بدافع من الخوف من أن يتشتت تركيز موسكو، شريكة دمشق العسكرية الرئيسية، وسط الأحداث التي كانت تجري في الداخل الروسي، بحسب مصدرين سوريين مطلعين على العمليات.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أفادت في وقت سابق أنه بعد ساعات على توقف زحف مرتزقة جماعة “فاغنر” المسلحة بقيادة زعيمها، يفغيني بريغوجين، باتجاه موسكو، شرع الكرملين في السيطرة الكاملة على الإمبراطورية العالمية التي بناها رجل الأعمال العسكري سيئ السمعة.

وبدأت رحلة الكرملين من سوريا، وفقا للصحيفة، حيث توجه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إلى دمشق لإيصال رسالة شخصيا إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها أن قوات مجموعة فاغنر لن تعمل هناك بشكل مستقل.

وذكرت الصحيفة أن المسؤول الروسي حث الأسد على منع مقاتلي فاغنر من مغادرة سوريا دون إشراف موسكو.

وصدرت أوامر لمقاتلي فاغنر، الذين عملوا بشكل مستقل إلى حد كبير في سوريا بالذهاب إلى قاعدة جوية تديرها وزارة الدفاع الروسية في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، وامتثلوا لذلك، حسبما قال شخصان مطلعان على الأمر للصحيفة.

سوريا تستضيف بطولة آسيوية كبرى للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب

أعلن الاتحاد السوري لكرة السلة عن موافقة الاتحاد الدولي للعبة منح بلاده استضافة التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024.

وهذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو 12 عاما التي تستضيف فيها سوريا بطولة كبيرة بهذا الحجم.

وكانت القرعة أوقعت سوريا في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية وكازاخسنان واندونيسيا والهند. ومن المقرر إقامة التصفيات في الفترة من 12 إلى 20 أغسطس المقبل.

يذكر أنه تم توزيع المنتخبات الآسيوية على خمس مجموعات ويتأهل منتخب واحد في ختام التصفيات إلى أولمبياد باريس 2024 الذي سيقام بالفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.

وأكد رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة، طريف قوطرش، لوكالة فرانس برس عن أهمية استضافة سوريا للتصفيات، وقال: “هي مسألة مهمة جدا استضافتنا لأول مرة لتصفيات أولمبية بعد انقطاع كبير عن المشاركات الخارجية”.

وأضاف قوطرش: “ستقام التصفيات في مدينة دمشق حصرا بطلب من الاتحاد الآسيوي من أجل المطارات، ونسعى لظهور منتخبنا بشكل جيد”.

كارثة مركب اليونان| سوري يبحث عن جثة أخيه فيجده حيا ..شاهد

التئم شمل شاب سوري، نجا من غرق قارب أودى بحياة 78 شخصا على الأقل، مع شقيقه الأكبر اليوم الجمعة، لكن لم ترد أنباء لأقارب آخرين تجمعوا في مدينة كالاماتا بجنوب اليونان للبحث عن أحبائهم.

وبحسب وسائل إعلام، تشير روايات الشهود إلى أن ما بين 400 و750 شخصا كانوا مكدسين على متن قارب الصيد الذي يتراوح طوله ما بين 20 و30 مترا والذي انقلب وغرق في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء على بعد حوالي 50 ميلا (80 كيلومترا) من بلدة بيلوس الساحلية بجنوب اليونان.

وأحضرت السلطات اليونانية 104 ناجين وجثث 78 غريقا إلى الشاطئ في أعقاب الكارثة مباشرة، لكنها لم تعثر على أي شخص آخر منذ ذلك الحين.

وتستمر عمليات البحث والإنقاذ المكثفة اليوم الجمعة، لكن الآمال تضاءلت في العثور على ناجين آخرين من بين مئات الأشخاص الذين يُعتقد أنهم كانوا على متن القارب عندما غرق في واحدة من أعمق المناطق بالبحر المتوسط.

وأجهش السوري محمد (18 عاما)، الذي نجا من الغرق، بالبكاء عندما رأى شقيقه الأكبر فادي، الذي سافر من هولندا بحثا عنه.

وبكى الاثنان وتعانقا عبر الحواجز المعدنية التي أقامتها الشرطة اليونانية حول مستودع ينام فيه الناجون منذ يومين في كالاماتا.

وقال فادي وهو يقبل رأس شقيقه الأصغر مرارا “حمدا لله على سلامتك”.

وتجمع حوالي 25 من أقارب من كانوا على متن القارب خارج المستودع أملا في سماع أي أخبار واستعرضوا صور أحبائهم على الهواتف المحمولة.

يُعتقد أن قارب الصيد القديم غادر مصر ثم أخذ ركابا من مدينة طبرق الساحلية الليبية في العاشر من يونيو حزيران. وقال الناجون الذين تحدثوا إلى السلطات اليونانية إن كلا منهم دفع 4500 دولار للسفر إلى إيطاليا.

ولا تزال ظروف غرق القارب بينما كان خفر السواحل اليوناني يتابعه عن كثب غير واضحة.

وتقول السلطات اليونانية، التي راقبت القارب على مدى 15 ساعة قبل غرقه بعدما تلقت تنبيها من روما بشأنه في اليوم السابق، إن ركابه رفضوا مرارا المساعدة قائلين إنهم يريدون الذهاب إلى إيطاليا.

واعتُقل تسعة أشخاص، معظمهم من مصر، مساء أمس الخميس على خلفية غرق القارب. وقالت السلطات إنهم يواجهون اتهامات بالقتل غير العمد بسبب الإهمال، وتعريض الأرواح للخطر، والتسبب في غرق قارب، والاتجار بالبشر.

ونُقل الناجون بالحافلة إلى مخيم للمهاجرين في مالاكاسا بالقرب من أثينا اليوم الجمعة.

Exit mobile version