شمال سوريا _ الشمس نيوز
تسبب الهجوم المباشر والاعتداء بالأسلحة النارية والبيضاء من قبل مرتزقة “العمشات” على المدنيين، وخاصة النساء، في قرية كاخرة بعفرين المحتلة، مع فرض الحصار وقطع وسائل التواصل بين الأهالي والعالم الخارجي، في ظهور ردود فعل مستهجنة تجاه ممارسات المرتزقة. فما الذي يحصل في كاخرة؟
منذ احتلال مدينة عفرين في 18 من آذار عام 2018 على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وهي ترزح تحت وطأة الجرائم المرتكبة يومياً وفق خطة مفادها “الإبادة” بأشكالها كافة.
وبحسب وكوالة هاوار فإن متزعم مرتزقة “العمشات” المدعو “محمد جاسم” كان قد أوكل مهمة سرقة محاصيل أهالي قرية كاخرة وفرض الإتاوات غير الواقعية عليهم لأخيه “فادي الجاسم” الملقب بـ (أبو مالك) منذ حوالي الشهر ليذوق أهالي القرية الويلات على يد المرتزق أبو مالك الذي عمل على إجبار عدد من الأهالي تحت وطأة التهديد بالخطف والقتل بالتوقيع على أوراق للتنازل عن أراضي القرية والقبول بدفع الإتاوات (8 دولارات لكل شجرة).
وفرضت مرتزقة “العمشات” إتاوات أخرى على كل عائلة من السكان الأصليين في موباتا وشيه والقرى التابعة لها تقدر بـ 100 دولار أمريكي، مع تهديد من يمتنع عن الدفع.
ويبلغ أعداد أشجار الزيتون في قرية كاخرة بحسب شهادات محلية حوالي 80 ألف شجرة، وفي عملية ضرب بسيطة فإن مرتزقة “العمشات” تريد أن تستولي من خلال تلك الإتاوات على ما مجموعه 800 ألف دولار أمريكي من قرية واحدة، دون حساب مجمل السرقات أثناء عمليات المداهمة التي اتبعتها.
ويشير تحقيق سابق لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة الحقوقية كشف عن حجم الدخل السنوي البالغ 30 مليون دولار والذي يحققه المرتزق “أبو عمشة”، من خلال عدة طرق غير شرعية لكسبها أبرزها أشقاؤه الخمسة من خلال تفويضهم بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا، بعد إسنادهم مناصب كبيرة في الفصيل.
الإعتداء على النساء
من جانبهم، خرج عدد من أهالي القرية بريادة النساء في تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن المختطفين ورافضة الإتاوات التي أثقلت كاهلهم، لترد المرتزقة بالاعتداء عليهم بالضرب والرصاص الحي من فوهات بندقياتها، وتبدأ باقتحام منازلهم وتتسبب في إصابة أكثر من 20 مدنياً غالبيتهم من النساء.
ويؤكد إبراهيم شيخو رئيس منظمة حقوق الإنسان بعفرين بأن هذه الممارسات ترقى لجرائم حرب ترتكبها مرتزقة “العمشات” في التعدي المباشر على المدنيين العزل باستخدام الأسلحة وانتهاك حرمة بيوتهم واختطافهم.
وقال شيخو مضيفاً: “المرتزقة داهمت منزل مختار القرية أيضاً، واعتدت على المختار وأهالي البيت بالضرب، وتحت وطأة السلاح أجبرته على إرسال مقطع صوتي إلى مجموعة القرية على تطبيق “الواتس أب” قبل قطع الانترنت، يقول فيها بأن الأوضاع الأخيرة تم حلها ويطالب السكان بضرورة القدوم لتوقيع الأوراق كآخر فرصة لهم وهم محاصرون”.
كما عمدت المرتزقة إلى فرض طوق أمني على القرية ومنع دخول وخروج الأشخاص إليها إلى وقطع وسائل التواصل بين الأهالي والعالم الخارجي، ومنع الالتقاء بالجرحى الذين وضع عدد منهم في المشفى العسكري بعفرين مع وجود حراسة للمرتزقة وذلك للتستر على فضيحة الجرائم المرتكبة.
وتخوفاً من حصول ردود فعل أخرى من الأهالي جلب المرتزقة تعزيزات قدرت بحوالي 300 مرتزق إلى القرية التي يتمركز بها بالأصل 200 مرتزق، وحولوا مساء أمس مدرسة القرية إلى مكان احتجاز للشبان، واعتدوا بالضرب على طفل قاصر 12 عاما لم يتسنَّ لنا معرفة اسمه، بالإضافة إلى الاعتداء بالضرب المبرّح على امرأة تدعى أميرة عبدو جابو من القرية نفسها.
ونتيجة انعدام التواصل المباشر مع أهالي القرية أراد المرتزقة نشر شائعات مفادها أن الحادثة هي اقتتال بسيط بين عائلتين جرى حله، كما نُشرت بعض المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الافتراضي من قبل الاستخبارات التركية لتضليل الرأي العام مستخدمين مبدأ “قتل الشائعة” الذي اشتهر به النازيون إبان الحرب العالمية الثانية.
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت في عام 2023 عقوبات على كل من متزعمي مرتزقة “العمشات” و”الحمزات” لتورطهم في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بحق السكان الأصليين في مدينة عفرين المحتلة.