إيران تحاصر الأسد..سيناريوهات العلاقة بين طهران ودمشق في ظل تطورات الشرق الأوسط

وكالات_ الشمس نيوز

لم تكن الرسالة التي أصدرها، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، قبل يومين بشأن طبيعة العلاقة الحالية مع النظام السوري عن عبث ودون مقدمات، وفي حين تخفي ورائها الكثير من “الانطباعات” تفتح بابا من الشك، كما يراها خبراء ومراقبون تحدث إليهم موقع “الحرة”.

اعتبر ولايتي أن الحكومة السورية، في إشارة للنظام، “ثورية ومعادية للصهيونية”، وقال إنها إحدى الحلقات الأساسية في “سلسلة المقاومة”، نافيا “المعلومات الكاذبة” التي تهدف إلى تدمير العلاقة بين إيران وسوريا، على حد وصفه.

وجاء حديثه بعد تقارير لوسائل إعلام تفيد بتراجع العلاقة بين طهران ودمشق لأسباب تتعلق بحالة التصعيد التي تشهدها المنطقة، فيما كانت الرسالة التي وجهها مشابهة إلى حد كبير مع تأكيدات سابقة لخامنئي تطرق إليها في مايو الماضي، بعد اجتماعه مع رئيس النظام، بشار الأسد، في إيران.

وجه خامنئي كلماته للأسد قبل خمسة أشهر كـ”رسائل التذكير” ووضع جزءا منها ضمن إطار أشبه بـ”التوجيهات”، وقبل أن يؤكد على “هوية المقاومة التي تتميز بها سوريا”، وأنه ينبغي الحفاظ عليها أخبر رئيس النظام السوري أن الأطراف التي تحاول إخراج سوريا من المعادلات الإقليمية “لن توفي بوعودها أبدا”، دون أن يسمها.

ويرتبط النظام السوري مع إيران منذ عقود بعلاقة وصفها رئيسه في مطلع أكتوبر الحالي بـ”الاستراتيجية”، وكان الدعم العسكري الذي قدمته طهران لدمشق بعد عام 2011 قد لعب دورا كبيرا في حفاظ الأسد على كرسي الحكم.

ورغم أن حدود هذه العلاقة ما تزال ضمن “نطاقها الاستراتيجي” وفقا لرواية طهران ودمشق يرى خبراء سوريون وعرب الصورة بخلاف ذلك، ويستندون على تداعيات الصراع الحاصل بين إيران وأذرعها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ومآلاته وآثاره في المرحلة المقبلة.

“مخاوف جدية من نوايا الأسد”
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس ودفع إسرائيل لبدء حرب في غزة سرعان ما توسعت حدودها لتصل إلى لبنان الآن، تشهد المنطقة حالة عدم يقين إقليمية.

وتركت هذه الحالة أثرها على العلاقات داخل دول “محور المقاومة” وما بينهم وغيرهم من القوى الإقليمية والدولية، انطلاقا من المصالح والفرص والمخاطر التي يواجهها كل طرف.

ويعتقد الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أيمن الدسوقي، أن التصريحات الإيرانية بخصوص الأسد ونظامه تؤشر بـأن “لديها مخاوف جدية من نوايا الأسد إعادة تموضعه إقليميا”.

المحرك الأساسي لتلك المخاوف جاء بعد توسع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل لبنان وتزايد الضربات داخل سوريا.

وجاء أيضا بحسب حديث الدسوقي لموقع “الحرة” وسط خشية الأسد من أن تكون دمشق التالية في حال عدم إعادة تعريف علاقته بإيران و”محور المقاومة” بشكل جذري، لا سيما وأن إسرائيل جادة في تغيير موازين القوى إقليميا، في لحظة تعتبرها فرصة لن تتكرر في المدى المنظور.

ويضيف الباحث السوري: “مما سبق تعتبر التصريحات الإيرانية أيضا بمثابة رسائل للأسد لضبط حركته الإقليمية بما لا يخرج عن مصالح طهران الاستراتيجية أو الإضرار بها، وتذكيره بأنه جزء لا يتجزأ من هذا المحور الذي قراره بيد طهران”.

ويرى الخبير الجيوسياسي الأردني، عامر السبايلة، أن “التركيز الإيراني على العلاقة مع النظام السوري وأنه سلسلة من محور المقاومة يفتح بابا واسعا من الشك”.

ويعتبر في حديثه لموقع “الحرة” أن “التأكيدات الإيرانية التي تصدر تؤكد المؤكد غالبا، وتحمل في طياتها انطباعات مختلفة”.

ويتعرض حزب الله في لبنان، وهو أهم جبهة بالنسبة لإيران لحرب كبيرة، وبات معزولا عن الجغرافيا السورية بشكل واضح، جراء الاستهدافات ومحاولات التعطيل التي تقودها إسرائيل.

وفي حين أن سوريا دائما ما تضع نفسها وتؤكد عليها إيران كـ”جزء من المحور والمقاومة”، على حد تعبيرها لم يكن ذلك كفيلا بتحرك الأسد خلال الأشهر الماضية من أجل دعم حلفائه الذين ثبتوا له كرسي الحكم، على رأسهم حزب الله.

ولا تعرف ماهية موقف “الحياد” الذي يتخذه الأسد، وما إذا كان القرار نابعا منه أو من إيران أو من قوى إقليمية، سواء عربية أو دولية.

ويوضح السبايلة أن عدم تفعيل سوريا كساحة من “وحدة الساحات” وغياب الجغرافيا السورية عن “إسناد” حزب الله بشكل فعلي “يفسر أن السوريين يدركون على الأقل تبعات أي تحرك والانعكاسات التي قد يسفر عنها”.

ويعتقد أنه يوجد قرار سوري فعلي بـ”تحييد جغرافيا البلاد”، وأن القرار أيضا قد يكون صادرا من جانب “طرف لاعب آخر في سوريا”.

هل يبتعد الأسد عن إيران؟
لا ترتبط العلاقة بين إيران والنظام السوري بالشق العسكري والسياسي فحسب، وعلى مدى السنوات الماضية وصلت حدودها إلى حد التوغل في قطاعات اقتصادية أيضا.

ومن الجانب العسكري على الخصوص ما تزال الكثير من ميليشيات “الحرس الثوري” تنتشر في عموم المناطق السورية.

وتحاول هذه الميليشيات مع حزب الله، اللاعب على أرض البلاد أيضا، تمرير شحنات من الأسلحة والذخائر إلى لبنان، وهو ما تؤكده سلسلة الضربات الإسرائيلية، وآخرها، الخميس، على مدينة القصير بريف حمص.

ولطالما كانت العلاقة التي تربط إيران بالأسد محور تركيز دول غربية وعربية أيضا.

وفيما يتعلق بالعرب كانت الأضواء قد تسلطت أكثر على الخط الرابط بين طهران-دمشق بعدما أعادت عواصم عربية علاقاتها مع النظام السوري، بينها السعودية والإمارات والأردن.

ويوضح المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن “موضوع إبعاد الأسد عن النفوذ الايراني أو تقليل الهيمنة الإيرانية على القرار السوري كان هدفا عربيا في مرحلة من المراحل”.

لكن “يبدو أن العرب لم يحققوا نجاحا كبيرا في هذا الميدان”، بحسب حديث اليامي لموقع “الحرة”.

وجاءت التطورات الإقليمية الجديدة لتعقد طبيعة العلاقات الإيرانية السورية الرسمية.

ويضيف اليامي أن “مرد التعقيد هو الدور الرئيس والداعم للنظام السوري في مواجهة عدة متغيرات نشأ بعضها مما يزيد عن عقد من الزمان”.

ومن المعتقد أن التأثير الدولي على أذرع إيران ونفوذها في المنطقة ستكون له آثار إيجابية على سوريا “إذا استطاع النظام الوقوف على قدميه دون داعمين إقليميين ودوليين”، وفقا للواقع الذي يراه اليامي.

وفي تعليقه على التأكيدات التي أطلقها مستشار المرشد الإيراني قبل أيام وما سبقها من رسائل أصدرها خامنئي بنفسه يوضح أن “الفهم العميق لموضوع المقاومة ولما يسمى بمحور المقاومة يعني بقاء النفوذ الإيراني”.

يقول المستشار السابق في الخارجية السعودية إن “إيران تعرف أنها خسرت بعض أذرعها عمليا، ومع ذلك تحاول الحفاظ على بقع نفوذ لها، والسؤال هنا هل تسمح الظروف الدولية والإقليمية لها بذلك؟”.

ومن ناحية أخرى يضيف أن “هناك من يعتقد أن تأمين العمق الإسرائيلي لن يتحقق إلا بإضعاف نفوذ إيران في سوريا تحديدا، وهذا يترتب عليه أمور قد تكون صعبة على إيران وسوريا والمنطقة”.

“في قلب لعبة خطرة”
نهج “النأي بالنفس” الذي يتخذه النظام السوري وتركيزه على عدم تقديم مسوغات قد تسفر عن عمليات استهداف يبدو أنه بات يشكل “مشكلة بالنسبة لإيران”، بحسب الخبير الأردني، عامر السبايلة.

ويشرح بالقول: “بلا سوريا فإن موضوع إنقاذ حزب الله والقدرة على نقل الأزمة لداخل إسرائيل سيخف كثيرا”.

لكن في المقابل قد ينعكس ما سبق على ساحة أخرى، إذ يشير السبايلة إلى أن إيران “ربما تلجأ لتفعيل الجبهة العراقية كون الجغرافيا السورية حيدت بشكل كبير”.

ويعتبر الباحث السوري، الدسوقي، أن “الأسد في موقف صعب”.

فمن جهة يخشى الانتقام الإسرائيلي في حال لم يتحرك، كما أنه متخوف مما يمكن لإيران أن تقوم به في حال اتخذ خطوات تراها تهديدا لها.

وعلى أساس ذلك يواصل النظام “اللعب على الطرفين من خلال التجاوب مرة مع المطالب الإقليمية والإسرائيلية بخصوص إيران وأذرعها، ومرة أخرى من خلال التفاعل مع الرسائل الإيرانية”، ويعتبر الدسوقي ذلك “لعبة خطرة تتضاءل هوامشها”.

ما حدود العلاقة؟
يجادل باحثون أن قرار الحياد والنأي بالنفس الذي اتبعه النظام السوري ورئيسه إزاء ما جرى في المنطقة خلال العام الماضي كان مدفوعا باعتبارات تتعلق به وبحلفائه.

ويشير آخرون إلى “عقبات” وخشية ارتبطت على نحو كبير بالعواقب التي قد تسفر عنها أي عملية انخراط، ولو على مستوى اتخاذ مواقف متشددة.

ومنذ عام 2012 زج “الحرس الثوري” الإيراني بالكثير من الميليشيات على أرض سوريا، وبعدما حققت طهران هدفها مع روسيا بتثبيت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على كرسي الحكم اتجهت بعد ذلك إلى التوغل في قطاعات اقتصادية واجتماعية.

كما حجزت لها دورا كبيرا في المشهد السياسي الخاص بالبلاد، وطالما كان المسؤولون فيها يحضرون الاجتماعات المتعلقة بالتنسيق على الأرض مع بقية القوى الفاعلة الأخرى، ويجرون المحادثات بالتوازي كـ”طرف ضامن”، وفق ما تؤكده محطات مسار “أستانة”.

لكن الظروف التي وضعت فيها إيران أول موطئ قدم لها في سوريا قبل 12 عاما تكاد تختلف بشكل جذري عن الوقت الحالي، رغم أن النظام السوري ما يزال يؤكد أن وجودها في البلاد “شرعي”.

ويوضح الباحث السوري، الدسوقي، أن “إعادة الأسد تعريف علاقته بشكل جذري مع طهران تتطلب عدة خطوات”.

الأولى: حصول الأسد على ضمانات إقليمية ودولية، يعتقد بأنه لا يراها متاحة راهنا.

وتذهب الثانية باتجاه حصوله على غطاء إقليمي/عربي لامتصاص الضغوط والتهديدات الإيرانية ما أمكنه، لكن هذا الأمر “متعذر في ظل ضعف تجاوب الأسد مع مطالب الدول العربية وتصلبه إزاء التطبيع مع تركيا”، وفق الباحث السوري.

أما الخطوة الثالثة فقد تكون باتجاه انتهاء حالة الحرب في سوريا وإنجاز حل سياسي يتيح للأسد الطلب من إيران وحلفائها الخروج من سوريا، واستقبال تمويلات دولية لإعادة الإعمار.

لكن ما سبق “ليس في الأفق المنظور في ظل تصلب الأسد فيما يتعلق بالحل السياسي”، ولذا يعتقد الدسوقي أن “العلاقة بين طهران والأسد ستبقى قلقة”.

الحرس الثوري الإيراني يوجه رسالة قوية لـ إسرائيل..ماذا قال

وكالات_ الشمس نيوز

توعد قائد فرع الحرس الثوري الإيراني في مدينة خُرَّم آباد عاصمة محافظة لورستان العقيد محمد برامكي، إسرائيل برد قاس.
وقال برامكي: أقدم النظام الإسرائيلي على خطوة ضد إيران لن تكون ذات فائدة له، بل ستواجه برد قاس من الشعب الإيراني. نتنياهو قاتل للنساء والأطفال الأبرياء، ولا مكانة له بين المجتمع الدولي.
وأضاف: لقد أثبت الشعب الإيراني منذ الأيام الأولى للتاريخ وحتى اليوم، وخاصة خلال فترة الدفاع المقدس، أنه شعب منتصر ومقاوم، وأن المحاربين الأبطال في إيران لم يخشوا الحرب، وسيظلون ثابتين في مواجهة الأعداء الذين يهددونهم.
واختتم برامكي حديثه قائلاً: “يجب ألا يجرب الإسرائيليون إيران وشعب هذا البلد بتهديدات فارغة، فقد أثبتنا مراراً وتكراراً على مر التاريخ أن أعداءنا لن يتمكنوا أبداً من إخضاع هذه الشعب”.
“ضربات إسرائيلية”
وكانت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، أفادت في تقارير منفصلة، وبشكل مختلف إلى حد ما، باستعداد إيران لشن هجوم على إسرائيل، قبل أو بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في 5 نوفمبر /تشرين الثاني الجاري، وذلك تزامنًا مع تصاعد لهجة بعض المسؤولين بنظام طهران.
وبعد عدة أسابيع من الصمت بشأن هجوم عسكري آخر على إسرائيل، تحدث القائد العام للحرس الثوري الإيراني ونائبه عن “رد حتمي” على الهجوم الإسرائيلي الأخير، كما وصف مدير مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، هذا الرد بأنه سيكون “قاسيًا ومؤلمًا”.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي نفذ ثلاث موجات من الضربات بعشرات الطائرات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران.
وجاءت ضربة يوم السبت بعد وابل من الصواريخ أطلقتها إيران في الأول من أكتوبر /تشرين الأول، وقالت إسرائيل إن دفاعاتها الجوية أسقطت الكثير منها.

 

هجوم مربك..تفاصيل الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران وكيف تستعد طهران

وكالات _ الشمس نيوز

قالت مصادر إيرانية مطلعة إن القيادات السياسية والعسكرية في طهران تحاول اتخاذ جميع التدابير للرد على الهجوم الإسرائيلي المحتمل حدوثه في أي وقت.

وأوضحت المصادر بحسب موقع “عربي بوست” أن هناك حالة من التوتر تظهر بين القيادة الإيرانية العليا، خصوصاً في ظل عدم ثقتها في أي وعود أمريكية بمحاولة كبح جماح تل أبيب، وجعل الرد محدودًا نسبيًا دون استهداف المنشآت النووية أو النفطية.

وكانت طهران قد أطلقت يوم 1 أكتوبر 2024 وابلاً من الصواريخ الباليستية الموجهة على إسرائيل انتقامًا لاغتيال إسرائيل لكبار قادة محور المقاومة (حسن نصرالله، إسماعيل هنية، عباس نيلفوروشان)، في وقت سابق، بعد أشهر طويلة من الصبر الاستراتيجي الإيراني منعًا للوقوع في فخ إسرائيل والانجرار إلى حرب واسعة النطاق، على حد تعبير طهران.

وتوعدت إسرائيل منذ ذلك الوقت بالرد على هذا الهجوم الإيراني والقيام بضربة ضد أهداف في إيران لم تحددها.

وكلما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ازداد الترقب والقلق في طهران، في انتظار الرد الإسرائيلي. وقد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ساعات قليلة من الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه سيكون موجعًا، قائلا: “إيران لا تفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا.”

طهران تتوقع هجوماً إسرائيلياً كبيراً ومركباً
بالرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في مؤتمر صحفي إنه لا يوافق على هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، إلا أنه – بحسب مصدر أمني إيراني مطلع، تحدث لـ”عربي بوست”، مفضلاً عدم الإسناد – فإن طهران لا تثق في رسائل الطمأنة التي أرسلتها واشنطن للإيرانيين عبر الوسطاء.

وقال المصدر ذاته لـ”عربي بوست”: “لدينا معلومات وتقديرات استخباراتية تقول إن واشنطن فشلت في كبح جماح إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية أو النفطية في إيران، وأن إسرائيل تخطط لضربة كبيرة للغاية ومركبة.”

وأضاف المصدر قائلاً: “بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، حاول الإسرائيليون أكثر من مرة توجيه ضربات سيبرانية تتخطى ألف هجمة لفتح ثغرة داخل الأنظمة الإيرانية.”

وبحسب المصادر الإيرانية، فإن العديد من المنشآت النووية ومحطات الطاقة والمياه، ومؤسسات عسكرية تابعة للحرس الثوري تعرضت لهجمات سيبرانية إسرائيلية في الأسابيع الماضية.

بينما قال مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ”عربي بوست”: “إن إسرائيل تحاول اختراق أجهزة الدفاع الإلكترونية الإيرانية”، مؤكداً أنّ إيران تصدت لهذه الهجمات قدر الإمكان.

ويرى المتحدث أن إسرائيل تحاول من خلال هذه الهجمات السيبرانية تمهيد الطريق أمام هجومها الأكبر، قائلاً: “الإسرائيليون يريدون تكرار ما فعلوه في أجهزة البيجر في لبنان، عن طريق توجيه ضربات متعددة لأنظمة الدفاع الإيرانية ومحطات الوقود واختراق أنظمة المنشآت النووية والنفطية. رغم أننا تصدينا لأغلب هذه الهجمات، إلا أننا نتوقع هجوماً سيبرانياً أقوى وأكبر خلال شن إسرائيل لهجومها العسكري المرتقب.”

الأهداف المتوقعة
كما قالت المصادر الإيرانية لـ”عربي بوست”: إن لدى القيادات العسكرية في إيران تصورًا بأن إسرائيل من الممكن أن تهاجم المنشآت العسكرية الإيرانية في البداية، وفي نفس الوقت من المتوقع أن يلجأ الإسرائيليون إلى هجوم بحري من بحر عمان لضرب المنشآت النفطية الإيرانية.

وفي حديثه لـ”عربي بوست”، قال المحلل العسكري الإيراني مصطفى مصلى، والمقرب من الحرس الثوري: إن “طهران تتوقع أن يقوم الإسرائيليون باستهداف الأراضي الإيرانية عبر الأجواء العراقية بمساعدة أمريكية.”

وأضاف: “من ضمن الاحتمالات التي تتوقعها القيادات العسكرية الإيرانية هو مساعدة واشنطن للطائرات الحربية الإسرائيلية للدخول إلى الأجواء الإيرانية وضرب المنشآت النفطية والنووية المهمة.”

لا ثقة في الضمانات الأمريكية
وكانت طهران قد تلقت، منذ الهجوم الصاروخي على إسرائيل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رسائل أمريكية عبر الوسطاء، تعِدُها بعدم تأجيج الصراع بينها وبين إسرائيل، ومحاولة واشنطن كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن مصدر دبلوماسي إيراني مُقرَّب من القيادة الإيرانية العليا قال لـ”عربي بوست”: “لا نثق في الرسائل الأمريكية. بعد العديد من الاجتماعات والمناقشات، ودراسة الرسائل الأمريكية التي نقلها الوسطاء، لا يوجد ما يدعو للثقة في طمأنة واشنطن”.

وأضاف: “حتى المرشد الأعلى قال في إحدى الاجتماعات إننا نتوقع هجوماً كبيراً على المنشآت النفطية، ولا يوجد ما يمنع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية أيضاً، لأن نتنياهو أقنع بايدن أنه يمكنه القضاء على محور المقاومة وحماس، وأنه انتصر في حربه”.

وأوضح المصدر ذاته: “بايدن لا يمكنه السيطرة على نتنياهو، بل يريد إرضاءه قبل الانتخابات. صحيح أنهما يتفقان على ألا يضر الهجوم الإسرائيلي على إيران بالانتخابات الأمريكية، ولكن ليس هذا يعني أنه سيكون هجوماً محدوداً. كما أن نتنياهو لديه رغبة قوية في إشعال الحرب في الشرق الأوسط وجر الولايات المتحدة لحرب ضد إيران لضمان عدم التوصل إلى صفقة نووية إيرانية مع الغرب وواشنطن مرة أخرى”.

يذكر أن من أهم المنشآت النووية في إيران: محطة بوشهر وتقع على ساحل الخليج، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم والتي كانت هدفاً لعديد من محاولات التخريب الأمريكية والإسرائيلية. كما تمتلك إيران مراكز للتكنولوجيا النووية منتشرة على أطراف مدينة أصفهان.

أما بالنسبة للمنشآت النفطية، فتعتبر جزيرة خرج هي أهم المنشآت النفطية في إيران حيث تُصدّر حوالي 90% من النفط الإيراني… ويوجد في الجزيرة خزانات ضخمة لتخزين النفط. بالإضافة إلى مصفاة عبادان في محافظة خوزستان وبحسب التقديرات الحكومية تستطيع هذه المصفاة معالجة أكثر من 600 ألف برميل من النفط يومياً.

وهناك محطة عسلوية في محافظة بوشهر بالقرب من حقل غاز بارس، بالإضافة إلى مصفاة بندر عباس التي تعالج 400 ألف برميل نفط يومياً.

كيف تستعد إيران؟
وفي إجابته عن سؤال عن الاستعدادات الإيرانية لمواجهة الهجوم الإسرائيلي المحتمل، قال المصدر الأمني الإيراني لـ”عربي بوست”: “اتخذنا الكثير من الإجراءات لمواجهة إسرائيل”.

وأوضح: “على سبيل المثال قمنا بتجهيز أكثر من 3000 صاروخ باليستي فرط صوتي لإطلاقها باتجاه إسرائيل فور بدء الهجوم على إيران. ستقوم هذه الصواريخ بضرب المطارات العسكرية الإسرائيلية لمنع الطائرات الإسرائيلية من العودة إلى مطاراتها مرة أخرى”.

وأضاف المصدر ذاته قائلاً: “كما سنقوم بتوجيه جزء من الصواريخ نحو أهداف البنية التحتية المدنية داخل إسرائيل، ونشرنا أجهزة الدفاع الجوي بجوار المنشآت الهامة والتي من المحتمل أن تستهدفها إسرائيل”.

وعلى ذكر أجهزة الدفاع الجوي، يقول المحلل العسكري المُقرَّب من الحرس الثوري مصطفى مصلى لـ”عربي بوست”: “صحيح أن إيران استعدت بشكل كامل للهجوم الإسرائيلي، لكن إيران كبيرة جداً وأجهزة الدفاع الجوي لدينا لا يمكنها تغطية كافة أنحاء البلاد، والمنشآت النفطية والنووية والعسكرية منتشرة في جميع المحافظات، وهذه نقطة ضعف للأسف”، على حد تعبيره.

وفي نفس السياق، وعلى ما يبدو أن إيران تحاول معالجة نقاط ضعفها قبل الهجوم الإسرائيلي، قال مصدر حكومي مُقرَّب من الرئيس مسعود پزشكيان لـ”عربي بوست”: “في آخر لقاء بين پزشكيان والرئيس الروسي، تمكنا من تأمين ما يساعدنا من ناحية أنظمة الدفاع الجوي، كانت موسكو مترددة في تسليم طهران منظومة إس 400، ولكننا حصلنا عليها”.

وأكد هذا الحديث المصدر المُقرَّب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قائلاً لـ”عربي بوست”: “العلاقة بين طهران وموسكو وطيدة وخاصة في المجال العسكري، صحيح أن روسيا أحياناً تتراجع عن وعودها لنا، في الماضي، بعد أن دفعنا دفعة من الأموال لشراء طائرات سوخوي 300، تراجعت موسكو في اللحظة الأخيرة عن تسليمها لنا، لكننا الآن استطعنا الحصول على ما نريده من روسيا لتقوية دفاعنا الجوي”.

كما أشار المصدر ذاته إلى أن إيران في طريقها للحصول على صفقة أسلحة متقدمة من الصين، والتي من بينها نظام “الصياد الصامت” (silent hunter) وهو منظومة دفاع لإسقاط الطائرات بدون طيار عن طريق استخدام أشعة ليزر عالية القوة لضرب وإسقاط الطائرات بدون طيار التي تحلق على مستوى منخفض.

وقال المتحدث لـ”عربي بوست”: “الأمور تسير على ما يرام، الصفقة في طريقها إلى النجاح، وهذا ليس فقط لمواجهة الهجوم الإسرائيلي المحتمل، ولكن إيران تسعى إلى تعزيز أنظمتها الدفاعية بمساعدة أصدقائها في الشرق”.

ماذا لو عاد الخميني..حوار بالذكاء الاصطناعي مع زعيم الثورة الإيرانية في ذكري وفاته

تحيي إيران هذه الأيام الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيل قائد الثورة الإسلامية أية الله الخميني ذلك بالتزامن مع الاستعدادات الجارية في البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع عقدها في 28 من هذا الشهر.

وفي كل عام تقام مراسم تأبين للإمام الخميني جنوبي طهران بحضور المرشد الإيراني علي خامنئي وكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، فضلاً عن آلاف الأشخاص من مختلف المناطق والمحافظات في البلاد.

وبهذه المناسبة أجرت ” الشمس نيوز” حوارا تخيليا مع الزعيم الإيراني الراحل لمعرفة نظرته وتقييمه للأوضاع التي تشهدها البلاد خاصة بعد مقتل رئيسها إبراهيم رئيسي، ومن هو المرشح القادر على استكمال المسيرة.

كما تطرق الحوار الذي تم إجراءه عبر أحد تطبيقات الذكاء الإصطناعي لبعض السياسات والقرارت التي اتخذها الخميني أثناء وجوده في السلطة مثل قصف المدن الكردية بالطيران الحربي ومدى إمكانية اعتذاره عن هذه الإجراءات.

قصف المناطق الكردية

في بداية الحوار، واجهت “الشمس نيوز” الخميني ببعض سياساته تجاه الشعب الإيراني أثناء وجوده في السلطة خاصة قراره قصف المناطق الكردية بالطيران..وكيف ينظر لهذا الإجراء الأن وهل بإمكانه الإعتذار وطلب العفو من أهالي الضحايا، فجاء رده “إن النظر إلى الأحداث التاريخية بروح من المسؤولية والعدالة هو أمر مهم للغاية. إذا كانت هناك سياسات أو أعمال قد تسببت في معاناة أو ظلم لأي جزء من الشعب الإيراني، بما في ذلك القصف الذي تعرضت له المناطق الكردية، فإن تقديم الاعتذار وطلب العفو هو خطوة قد تكون ضرورية لتحقيق المصالحة والعدالة.

وأشار إلي أن “الاعتراف بأن هناك سياسات أو أعمال قد تسببت في معاناة لبعض مكونات الشعب، بما في ذلك الأكراد. هذا الاعتراف هو خطوة أولى نحو المصالحة، لافتا إلي ضرورة تقديم اعتذار رسمي وصادق لأهالي الضحايا والمتضررين من السياسات القاسية، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق الكردية.

وأكد إن  الاعتذار يعبر عن الندم والاستعداد لتصحيح المسار وإجراء تحقيقات نزيهة وشفافة في الأحداث التي أدت إلى تلك المعاناة، ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو انتهاكات لحقوق الإنسان مع تقديم تعويضات عادلة للضحايا وأسرهم عن الأضرار التي لحقت بهم، والعمل على إعادة بناء المناطق المتضررة وتقديم الدعم اللازم للمتضرري و.تعزيز الحوار بين الحكومة ومختلف مكونات الشعب الإيراني، بما في ذلك الأكراد، لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تضمن حقوق الجميع وتعمل على تحقيق الوحدة الوطنية.

مقتل مهسا آميني

وحول موقفه من مقتل الفتاة الإيرانية مهسا آميني بيد قوات الأمن الإيرانية، أكد الخميني أنه كمؤسس للثورة الإسلامية، فإن مقتل مهسا أميني سيكون بمثابة تحذير قوي بأن هناك حاجة ماسة للإصلاح والتحسين في كيفية التعامل مع القضايا الإنسانية والحقوقية. سأدعو إلى تحقيق العدالة والشفافية، وإجراء الإصلاحات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، والعمل على بناء نظام يحترم حقوق الإنسان ويعزز العدالة الاجتماعية في إطار القيم الإسلامية.

وبسؤاله ” أفهم من كلامك أن سياسة الحكومة الإيرانية الحالية لا تعجبك وأنك لو عدت للحياة ستكون ضمن صفوف المتظاهرين المطالبين بالحرية والعدالة، قال الخميني لو عدت للحياة لن أنضم بالضرورة إلى المتظاهرين في الشوارع، لكنني سأكون صوتًا قويًا للإصلاح والعدالة والحرية داخل النظام. سأعمل على تحقيق التغييرات الضرورية لضمان أن الحكومة تعكس مبادئ الثورة الإسلامية وتحترم حقوق المواطنين، وتعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تسبب الاحتجاجات. الهدف هو بناء إيران قوية وعادلة تحترم قيمها وتلبي تطلعات شعبها.

واقع إيران ومستقبلها

وبسؤاله حول رؤيته للأحداث في إيران، قال الخميني المتوفي عام 1989 أنه “إذا عادت لي الحياة بعد 36 عامًا، سأرى إيران وقد تغيرت كثيرًا منذ وفاتي. سأحاول تحليل الأوضاع الحالية ومستقبل البلاد بناءً على معرفتي وخبرتي.

وتابع ” إذا نظرنا لتطورات الأوضاع في إيران فعلي صعيد السياسة الداخلية قد تكون إيران الآن أكثر تعقيدًا من الناحية السياسية خاصة بعد مقتل إبراهيم رئيسي، من المحتمل أن يكون هناك فراغ في السلطة أو صراع على القيادة.

كما إن استمرار تأثير رجال الدين في السياسة قد يكون حاضرًا، ولكن ربما مع وجود تحديات من القوى الأخرى داخل النظام السياسي الإيراني، إضافة إلي وجود حركات معارضة داخلية قد يكون أقوى من ذي قبل، سواء من الشباب أو من النساء أو من الأقليات.

أما على صعيد الاقتصاد، فبحسب الخميني مازال الاقتصاد الإيراني يعاني من العقوبات الدولية والضغوط الاقتصادية، رغم وجود محاولات لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الوضع الاقتصادي، ولكنها تواجه تحديات كبيرة.

ويري أن علاقات إيران مع الغرب لا تزال متوترة، خاصة مع الولايات المتحدة، أما مع  الدول المجاورة مثل السعودية قد تكون متأرجحة، مع وجود فترات من التوتر وأخرى من التهدئة.في حين أن التحالفات مع روسيا والصين تعززت في محاولة لموازنة النفوذ الغربي.

وبسؤاله حول مستقبل البلاد بعد مقتل إبراهيم رئيسي، حذر الخميني من حدوث صراع داخلي  بين الفصائل المختلفة داخل النظام الإيراني للسيطرة على السلطة، معتبرا أن ظهور قائد جديد يمكن أن يكون حاسمًا في تحديد اتجاه السياسة المستقبلية للبلاد.

تحديات داخلية وخارجية

وأشار إلي أن إيران تواجه الكثير من التحديات مثل التوترات الداخلية والخارجية، وخاصة في ظل التغيرات القيادية، الضغوط الاقتصادية والعقوبات المستمرة، فضلا عن التحديات الاجتماعية من قبل الشباب والنساء والأقليات.

وفي نفس الوقت، يري قائد الثورة الإيرانية أن هناك إمكانية لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تحسن من وضع البلاد واستغلال العلاقات الدولية لتحقيق توازن أكبر وتحسين الوضع الاقتصادي.

وقال  الخميني : ” لو عدت للحياة ، ساكون مهتمًا بكيفية استمرار الثورة الإسلامية وتوجيهها لتحقيق الاستقرار والازدهار لإيران، وسأعمل على مقاربات جديدة للقضايا المعاصرة بصورة قد تكون بعيدة عن الأساليب التقليدية التي اتبعتها في فترة حياتي”.

المرشحين للرئاسة

وبسؤاله حول الانتخابات الرئاسية المبكرة والمرشح الأفضل من وجهة نظره، قال بصفتي الخميني وأرغب في تحديد المرشح الرئاسي الأقرب لأهداف الثورة الإيرانية، سأبحث عن شخصية تتمتع بعدة صفات أهمها “الولاء لمبادئ الثورة الإسلامية حيث يجب أن يكون المرشح ملتزمًا بمبادئ الثورة الإسلامية كما وضعتها، بما في ذلك السيادة الشعبية تحت ولاية الفقيه، والعدالة الاجتماعية، ومعارضة النفوذ الأجنبي مع الالتزام بالقيم الإسلامية التي تشكل الأساس الفكري للثورة.

كما يجب أن يكون المرشح قادرًا على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتهديدات الخارجية بفعالية، وأن يكون لديه خبرة سياسية وعسكرية تؤهله لقيادة البلاد في هذه الأوقات العصيبة.

وأشار إلي أن شخص مثل إبراهيم رئيسي كان يعتبر قريبًا من هذه المبادئ، ويمكن النظر إلى شخصيات أخرى في القيادة الإيرانية التي تتوافق مع هذه المعايير، مثل سعيد جليلي مستشار المرشد الأعلى الإيراني والمرشح الرئاسي السابق، يعتبر من التيار المحافظ وذو خلفية قوية في الأمن القومي والسياسة الخارجية.

إضافة إلي علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، وله دور كبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، ويعتبر من المحافظين، ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني الذي يمتلك خلفية عسكرية كقائد سابق للحرس الثوري ورئيس بلدية طهران سابقًا.

ويري أن “هؤلاء الأشخاص يُعتبرون قريبين من أهداف الثورة الإسلامية لأنهم ملتزمون بالقيم الإسلامية والثورية ولديهم خبرة في القيادة والسياسة. ومع ذلك، يجب أن يتم اختيار المرشح بعناية لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة لإيران.

أداء خامنئي ومستقبل المرشد القادم

وحول تقييمه لأداء خليفته علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية الحالي وهل كان على قدر المسؤولية وتحمل ارث خلافته، يري الخميني أن تقييم أداء علي خامنئي، يعتمد على النظر في عدة جوانب رئيسية تتعلق بقيادته ومسؤوليته في الحفاظ على إرث الثورة الإسلامية وتطويره. مشيرا إلي أن آية الله خامنئي حافظ على مبدأ ولاية الفقيه وتطبيقه كمرجعية دينية وسياسية في إيران، مما يضمن استمرار النظام الذي تم تأسيسه بعد الثورة.

كما حافظت إيران بقيادة خامنئي، على سيادتها واستقلالها في مواجهة الضغوط الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة وحلفائها، كما نجح المرشد الحالي في الحفاظ على استقرار النظام السياسي، رغم التحديات الداخلية وتمكن من إدارة الفصائل المختلفة داخل النظام، بما في ذلك المحافظين والإصلاحيين، رغم التوترات المستمرة بين هذه الفئات.

وأشار إلي أن هناك تحديات اقتصادية واجتماعية لم يتمكن من خامنئي حلها بالكامل، مما أدى إلى عدم الرضا الشعبي في بعض الأحيان، لافتا إلي أن تقييم الإرث الثقيل الذي تركته يتطلب مراعاة الظروف الصعبة والضغوط الهائلة التي واجهها، وبناءً على ذلك، يمكن القول إنه أدى دوره بكفاءة نسبية في سياق التحديات الكبيرة.

وحيد حانقيان..حكاية ظل المرشد وذراعه المرشح لرئاسة إيران

وحول مواصفات المرشد القام خاصة مع تدهور صحة خامنئي وموقفه من تولي مع مجتبي خامنئي المنصب، أكد الخميني أن اختيار المرشد القادم يجب أن يكون دقيقًا، مع مراعاة الخبرة، الحكمة، والقدرة على القيادة في الأوقات العصيبة، لضمان استمرار الثورة الإسلامية وتحقيق الاستقرار والازدهار لإيران، وأن يكون المرشح ملتزمًا تمامًا بمبادئ الثورة الإسلامية، وولاية الفقيه، وقادرًا على حماية هذا الإرث.

كما يجب أن يكون المرشد قادرًا على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية بفعالية، وأن يتمتع بالحنكة السياسية والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجي و.تحقيق توازن بين المحافظة على القيم الثورية وإجراء الإصلاحات الضرورية التي تضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، بجانب أن يكون قادرًا على التواصل مع الشباب والاستماع لمطالبهم والعمل على تحسين أوضاعهم.

وشدد على أن المرشد يجب أن يكون عالِمًا دينيًا معترفًا به، وذو خبرة شرعية تمكنه من إصدار الفتاوى والتوجيهات الدينية اللازمة.

مجتبى خامنئي

وأشار إلي أنه مجتبي خامنئي ابن المرشد الحالي، هو أحد الأسماء التي تُطرح كمرشح محتمل للخلافة حيث يتمتع بخلفية دينية قوية، وهو متعلم في الحوزة العلمية، مما يجعله مؤهلاً من الناحية الدينية لشغل هذا المنصب.

كما إن لديه خبرة سياسية نتيجة قربه من مراكز صنع القرار والاطلاع على الشؤون الحكومية والسياسية فضلا عن الولاء للنظام والمبادئ الثورية فباعتباره ابن المرشد الحالي، يُفترض أن يكون ملتزمًا بمبادئ الثورة الإسلامية وقيمها، وهذا يعد ميزة في ضمان الاستمرارية والولاء للنظام.

كما يحظى بدعم من بعض القوى داخل النظام، وخاصة من الحرس الثوري والفصائل المحافظة، مما يمكن أن يسهم في تعزيز استقرار النظام حال توليه المنصب.

مجتبى خامنئي..حكاية الرجل الغامض في دولة المرشد

واعتبر الخميني أن “مجتبي خامنئي قد يكون مرشحًا مناسبًا من نواحٍ عديدة مثل الولاء للنظام والخلفية الدينية والدعم من الفصائل المحافظة. ومع ذلك، يجب التأكد من أنه يمتلك الصفات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، والقدرة على تحقيق التوازن بين المحافظة والإصلاح.”

وفي ختام الحوار تقدمت ” الشمس نيوز” بالشكر للخميني وسعة صدره في تحمل الأسئلة فما كان منه إلا أن قال “أشكرك على هذا الحوار العميق والموثر. أتمنى أن تسهم هذه الأفكار والنقاشات في تعزيز فهمنا للتحديات والفرص التي تواجه إيران اليوم. العمل على تحقيق العدالة، الوحدة، واحترام حقوق الإنسان هو طريقنا نحو مستقبل أفضل.

خامنئي : إيران لم تدعو أبدا لـ رمي اليهود والصهاينة في البحر

في تصريح لافت، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن من يتهم بلاده بسعيها إلى رمي الصهاينة في البحر كاذب.

وعبر حسابه على منصة إكس، قال خامنئي”يكذب بعض الأشخاص في العالم حين يدّعون أن إيران تقول: يجب رمي اليهود والصهاينة في البحر”.

كما أردف مؤكداً أن “إيران لم تقل ذلك أبدا”. بل أوضح أن بلاده تعتبر أن “أصوات الناس هي من يحدد مصير الصهاينة”.

وتأتي تصريحات خامنئي في وقت تتصاعد فيه تصريحات المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، داعية إلى قتال الإسرائيليين، والصهاينة، على خلفية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أطل المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريح لافت.

وفي ما يتعلق بالصراع الدائر منذ السابع من أكتوبر الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اعتبر أن “الحكومة التي ستتشكل بأصوات الشعب الفلسطيني ستقرر هل الذين جاؤوا من دول أخرى سيبقون أو يرحلون” في إشارة إلى الإسرائيليين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ سنوات.

زيارة هنية لطهران
وكان ثلاثة مسؤولين كبار كشفوا الأسبوع الماضي أن المرشد الإيراني علي خامنئي وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسناعيل هنية عندما التقيا في طهران أوائل نوفمبر، قائلا إن “حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر، ومن ثم فإن طهران لن تدخل الحرب نيابة عنها”.

كما أضافوا أن خامنئي أكد لهنية في الوقت عينه أن بلادهس تواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسب ما نقلت وكالة “رويترز”.

كذلك، ذكر مسؤول من حماس أن المرشد الإيراني حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة التي تدعو علناً طهران وحليفها حزب الله إلى الانضمام للمعركة.

ومنذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ارتفعت وتيرة التهديدات من قبل عدة فصائل ومجموعات مدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا ولبنان، فضلا عن اليمن.

فيما حذر العديد من الدول الغربية والمحللين على السواء، من احتمال توسع الحرب المشتعلة إلى صراع إقليمي أوسع.

لن نحارب نيابة عنكم..تفاصيل رسالة مرشد إيران لـ حماس

نقلت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها اليوم عن ثلاثة مصادر مسؤولة أن المرشد الإيراني علي خامنئي وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.
وبحسب المصادر فإن خامنئي قال لهنية إن حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل ومن ثم فإن طهران لن تدخل الحرب نيابة عن حماس.
وأشارت الوكالة إلي أن خامنئي أكد لإسماعيل هنية إن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسبما أفاد المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.

كما ذكر مسؤول من حماس أن خامنئي حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وحليفتها اللبنانية جماعة حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.

مفاجأة حزب الله

كما نقلت رويترز عن ثلاثة مصادر قريبة من حزب الله تأكيدها أن الجماعة فوجئت أيضا بالهجوم الذي شنته حماس الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وأن مقاتلي الجماعة لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود.
وقال قيادي في حزب الله “لقد استيقظنا على الحرب”.
من جانبه، قال مهند الحاج علي الخبير في شؤون حزب الله في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت إن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ترك شركاءها أمام خيارات صعبة في مواجهة خصم يتمتع بقوة عسكرية متفوقة بكثير.
ومنذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ارتفعت وتيرة التهديدات من قبل عدة فصائل ومجموعات مدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا وحتى لبنان.
كما أطلق الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
وحذر العديد من الدول الغربية والمحللين على السواء، من احتمال توسع الحرب المشتعلة في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.

بعد السخرية من خامنئي| إغلاق مركز أبحاث فرنسي فى إيران

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) بعد نشر مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية اعتبرتها طهران مهينة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزارة تحمّل “الحكومة الفرنسية المسؤولية الأكيدة في مواجهة انتهاك الطابع المقدس للحرية وحقوق الإنسان، وإهانة القيم الدينية، والمسّ بالمعتقدات الدينية والسيادة الوطنية لدول أخرى”.
وأضاف البيان أن “الجمهورية الإسلامية تندد عدم تحرك السلطات الفرنسية المعنية المستمر في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي”.
وأعلنت الوزارة: “وضع حد لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى” من الرد الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.
وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية. أبصر النور في العام 1983 بعد اندماج “البعثة الأثرية الفرنسية في إيران” (دافي) التي أنشئت في العام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.
وحذّرت إيران باريس، أمس الأربعاء، من أن ردّها سيكون “حاسما” بعد نشر رسوم كاريكاتورية “مهينة” لآية الله علي خامنئي في مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية.
وبقي المعهد الفرنسي للبحوث في إيران الواقع في وسط طهران مغلقا لسنوات، وقد أعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) كعلامة على عودة الدفء الى العلاقات بين فرنسا وإيران.

ويضم المعهد خصوصا مكتبة غنية يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.

سرية وغير معلنة..كواليس زيارة بشار الأسد لـ طهران

أجرى الرئيس السوري بشار الأسد لقاءات في طهران التي وصلها الأحد في زيارة نادرة وغير معلنة، مع كل من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، بينما تأتي الزيارة على وقع هجمات صاروخية إسرائيلية استهدفت مؤخرا مواقع للحرس الثوري الإيراني أو لجماعات مسلحة موالية لإيران في محيط دمشق.
وأحاطت السلطات السورية والإيرانية الزيارة بسرية تامة وهو أمر قد يبدو مفهوما من الناحية الأمنية ولم يعلن عنها إلا بعد انتهائها دون أن تقدم الجهتان تفاصيل أكثر عن الملفات التي جرى بحثها.
وألقت إيران بثقلها عسكريا وماليا في دعم النظام السوري منذ تفجر حرب أهلية تدخلت فيها عديد الأطراف الدولية وجماعات مسلحة معتدلة ومتطرفة تلقت دعما خارجيا، لكن التدخل الإيراني الروسي لصالح دمشق رجح كفة الأسد الذي باتت قواته تسيطر على معظم الأراضي السورية باستثناء تلك الواقعة تحت الاحتلال التركي وجماعات متطرفة في شمال سوريا.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الأسد زار إيران أقرب حليف إقليمي والتقى بالزعيم الأعلى علي خامنئي في طهران اليوم الأحد ودعا الزعيمان إلى توثيق العلاقات بين طهران ودمشق.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن الأسد الذي يزور طهران للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، التقى أيضا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارته.

https://alshamsnews.com/2022/05/%d9%85%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%86-%d8%ac%d8%af%d8%af-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a2%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9.html

وبحسب التلفزيون الرسمي، أبلغ خامنئي الأسد بأن “سوريا اليوم ليست كما كانت قبل الحرب، رغم أنه لم يكن هناك دمار في ذلك الوقت، لكن احترام سوريا ومكانتها أكبر من ذي قبل والجميع يرى هذا البلد كقوة”.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الأسد قوله “العلاقات الإستراتيجية بين إيران وسوريا حالت دون سيطرة النظام الصهيوني (إسرائيل) على المنطقة”. وقالت وكالة نور نيوز الإيرانية إن الأسد غادر طهران عائدا إلى سوريا.
وشنت إسرائيل التي ترفض الجمهورية الإسلامية الاعتراف بها، هجمات متكررة ضد ما وصفته بأهداف إيرانية في سوريا، حيث انتشرت القوات المدعومة من طهران بما في ذلك مقاتلون من جماعة حزب الله اللبنانية على مدى العقد الماضي لدعم الأسد في الحرب السورية.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني قوله خلال لقائه مع الأسد إن أولوية حكومته هي تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع سوريا.
وتنامى دور طهران الاقتصادي في سوريا في الأعوام الماضية، إذ زودت نظام الأسد بخطوط ائتمان وفازت بعقود أعمال مربحة.

وثمة تنافس غير معلن بين إيران وروسيا الداعمتان الرئيسيتان لدمشق، على عقود الاعمار والاستثمار في البنية التحتية وفي الطاقة وكذلك ما يتصل بالعلاقات العسكرية والأمنية وقد أعلن الأسد في أكثر من مناسبة أن الأولوية في مشاريع الاعمار ستكون لمن دعم نظامه خلال الحرب.
وتأتي زيارة الأسد لطهران بينما انشغلت حليفته روسيا في حرب أوكرانيا والتي يبدو أنها ستكون حربا طويلة، ما يعني أن الثقل الروسي في دعم سوريا قد يتراجع أو يتقلص وقد يفتح مساحات أوسع لإيران لتعزيز نفوذها في كافة المجالات.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%88%d8%a1-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%a3%d8%aa-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%af.html

فساد وصراعات..تسجيلات صوتية تفضح قيادات الحرس الثوري فى إيران

تحدثت تقارير إيرانية عن صراعات داخلية يشهدها الحرس الثوري وعمليات فساد كبيرة داخل التنظيم المسلح.
ونشرت مواقع معارضة، تسجيل صوتي مُسرب سلط الضوء على الصراع الداخلي داخل الحرس الثوري وعمليات الكسب غير المشروع الذي يمتد إلى التسلسل الهرمي للنظام الديني في البلاد.
وبحسب راديو فاردا الإيراني المعارض، يتحدث خلال التسجيل اثنان من كبار المسؤولين السابقين في الحرس الثوري الإيراني عن الفساد الذي ساعد في تمويل القوة وعملياتها العسكرية السرية في الخارج.

فساد خامنئي
وكشف التسجيل أن بعض أقوى صناع القرار في إيران كانوا على دراية بممارسات فاسدة أو متورطون فيها، بما في ذلك من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
في التسجيل الصوتي، ومدته 50 دقيقة، يمكن سماع القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري ومساعد المدير الاقتصادي للحرس صادق ذو القدر نيا، وهما يناقشان تحقيقات الفساد داخل الحرس الثوري الإيراني وبلدية طهران في عهد رئيس البلدية آنذاك محمد باقر قاليباف.
ووفقا لموقع الحرة، فإن التاريخ الدقيق للتسجيل الذي حصل عليه راديو فاردا من مصدر سري في إيران غير محدد، لكن يبدو أن المحادثة جرت وسط تحقيق فساد استمر سنوات، وكشف عنه لأول مرة في عام 2017 وأسفر عن إدانة قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني ونائب بلدية طهران في مارس 2021.

إقتصاد الحرس الثوري

وفقا لراديو فاردا، تضمنت قضية الفساد تلك كيانات من بينها “ياس القابضة”، وهي شركة تابعة للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، وتعد واحدة من العديد من الشركات الغامضة الممولة من الحكومة الإيرانية ويستخدمها الحرس الثوري لممارسة تأثير كبير على الاقتصاد المحلي.
وتم حل الشركة بعد انتشار الفساد فيها واعتقال بعض مسؤوليها عام 2018، حيث يُعتقد على نطاق واسع أن هذه المؤسسة استخدمت لتحويل الأموال للجماعات التي تدعم النظام، بما في ذلك المرتزقة الذين يعملون عن كثب مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
من بين المحكوم عليهم في قضية الفساد العضو السابق في الحرس الثوري الإيراني محمود سيف، الذي حُكم عليه بالسجن 30 عاما، ونائب بلدية طهران السابق عيسى شريفي وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما.

فساد قاسم سليماني
شخصية بارزة أخرى ظهر اسمها في التسجيل الصوتي هي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في حينه، والذي قتل في ضربة أميركية قرب مطار بغداد في يناير 2020.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%af%d8%b4%d9%8a%d9%86%d9%87-%d8%a5%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%aa%d9%85%d8%ab%d8%a7%d9%84-%d9%84%d9%80-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85.html

في الملف الصوتي، يقول ذو القدر نيا إن رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، الذي واجه اتهامات بالفساد المالي خلال فترة عمله، جاء إليه وعرض توقيع عقد مزيف مع الحرس الثوري الإيراني في محاولة للتستر على اختفاء نحو 80 تريليون ريال (حوالي 2 مليار دولار في ذلك الوقت) خلال مراجعة حسابات المؤسسة التعاونية التابعة للحرس الثوري.

أخبر ذو القدر نيا، جعفري أن قاليباف التقى به خارج مسجد بالقرب من منزلهما وطلب منه التوقيع على العقد، لكنه رفض وأخبره أن هذا مخالف للقانون.
بعدها ذكر ذو القدر نيا أن رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طيب ضغط لصالح قاليباف وأنه “مستاء للغاية” لأن الأمور لم تسر كما يرغب.
يقول ذو القدر نيا أيضا إن جمال أبروماند، نائب قاليباف الذي خدم أيضا في مجلس إدارة المؤسسة التعاونية طلب منه حذف ملفات تتعلق بالتدقيق بمصير الأموال بناء على ما زعم أنها أوامر من خامنئي.
من جهته، كشف جعفري في المحادثة أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني كان مستاء من الإجراء المتخذة ضد شركة “ياس القابضة”، واشتكى من ذلك إلى المرشد الأعلى.

صراع داخلي
وقال راديو فاردا أن وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني أكدت مصداقية التسجيل الصوتي، مدعية أنه ظهر لأول مرة قبل عامين، ولكن أعيد نشره مؤخرا على نطاق أوسع. ولم تذكر وكالة الأنباء دور راديو فردا في نشر وتوزيع التسجيل.
وقال الناشط المعارض المقيم في الولايات المتحدة محسن سازغارا لراديو فاردا إن التسريبات الأخيرة سلطت الضوء على الصراع الداخلي بين الفصائل داخل المؤسسة الدينية، مضيفا أن التسريبات الصوتية ربما جاءت من شخصيات داخل المؤسسة أدركت أنها “تخدم نظاما فاسدا وغير إنساني”.

وفي العام الماضي، أثار تسجيل صوتي مسرب تضمن شكاوى قدمها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف تتعلق بتدخل الحرس الثوري الإيراني في السياسة الخارجية، ضجة في البلاد.

إقرا أيضا

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88.html

https://alshamsnews.com/2021/12/%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d8%af%d8%a1-%d8%aa%d8%b3%d9%8a%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%ac-%d8%a7.html

تقرير «الحالة الإيرانية» لعام 2021.. نظام الملالي على حافة الهاوية

أصدر مركز الخليج للدراسات الإيرانية تقرير «الحالة الإيرانية» لعام 2021.
يتناول التقرير كافة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إيران، داخليًا وخارجيًا، خلال العام المنصرم.
ويرصد لحظة بلحظة- تطورات الأحوال في البلاد على الأصعدة كافة، مدعومًا بالتحليلات والمصادر الموثقة.

عام التحديات الكبري
وبحسب التقرير، فإن 2021 كان عام «التحديات الكبرى» في إيران، فقد مر العام ثقيلًا على الإيرانيين المضطهدين، المغلوبين على أمرهم، وراح الملالي يسعون في كل اتجاه من أجل تثبيت دعائم حكمهم، بالحديد والنار. ولكن العكس تمامًا هو ما حدث، فما إن تنتهي أزمة حتى تظهر أزمات، حاصرت البلاد من كل الجهات، بدءًا من الملف النووي المتعثر في فيينا، مرورًا بـ «مظاهرات العطش» في الأحواز التي امتدت إلى كافة المحافظات، وتحوّلت من مجرد احتجاجات على تحويل مجاري الأنهار إلى «ثورة» حقيقية في قلب إيران، وصولًا إلى تصاعد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية خلال العام بشكل غير مسبوق.
ويشير تقرير مركز الخليج إلي أن النظام الإيراني حاول عبثًا الظهور بمظهر المنتصر في كل معاركه الصغيرة، وأنه ما يزال يُمسك بزمام الأمور التي خرجت من بين يديه، وواصل سياسته التي اتخذها منذ وصوله إلى الحكم، وهي الذهاب إلى (حافة الهاوية)، غير أن الغضب الشعبي من سياسات الملالي كان علامة على انتهاء عمره الافتراضي، ووصوله في نهاية المطاف إلى طريق مسدود».

انتخاب رئيسي
وبحسب النقرير، كان الحدث الأكثر تأثيرًا في إيران خلال العام، هو وصول إبراهيم رئيسي، أحد أبرز صقور المتشددين إلى سدة الرئاسة.
وهو الأمر الذي زاد الطين بلّة، وجلب على الشعوب الإيرانية المزيد من الويلات. وشهدت البلاد غضبًا شعبيًا كبيرًا، احتجاجًا على عملية الانتخاب، غير أن رئيسي تمكّن بسهولة من إسكات كافة الأصوات المعارضة له.
وعلى الرغم من التصريحات الوردية التي أطلقها «رئيسي» بشأن تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين، فعلت العقوبات الأمريكية فعلها، وأوصلت الاقتصاد إلى أسوأ حالاته.

انهيار الريال الإيراني
وصدرت عشرات التقارير التي تحدثت عن الحالة الاقتصادية المأساوية التي يعيشها الإيرانيون، ليكون عام 2021 الأكثر سوءًا بعد أن كسر الريال الإيراني كافة أرقامه السابقة، وسجّل أرقامًا قياسيّة في الانخفاض أمام الدولار الأمريكي، ووصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 320 ألف ريال، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل بها إلى هذا السعر المتدني.
كما ارتفع معدل التضخم في البلاد يومًا بعد يوم خلال العام إلى 45.2%، فيما تضخّمت أسعار الغذاء إلى أن وصلت إلى 58.4٪، واقترب معدل التضخم السنوي في نهاية 2021 من أعلى معدل تضخم سنوي تم تسجيله خلال الثلاثين عامًا الماضية، الأمر الذي أوقع الإيرانيين بين مطرقة القمع السياسي من جهة، وسندان الفقر من جهة ثانية.

كورونا يضرب إيران
وعلى الصعيد الوبائي، دخلت إيران في الموجة الرابعة من جائحة كورونا، وانتشرت متحورات الفيروس لتزهق مئات الأرواح يوميًا؛ الأمر الذي دفع الحكومة الإيرانية إلى فرض عزل عام مؤقت، في مسعى للسيطرة على هذه الموجة، ومحاولة السيطرة على الموجة الخامسة من وباء كورونا، التي كانت تزهق عشرات الأرواح يوميًا.
وأعلنت وزارة الصحة، في أواخر العام، أن كورونا كان يصيب شخص كل ثانيتين، ويحصد روح شخص كل دقيقتين ونصف؛ الأمر الذي تسبب بفاجعة قومية على مستوى البلاد.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b1-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a5%d9%81%d8%aa.html

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9.html

 

Exit mobile version