أكدت تقارير صحفية، التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية تطلق الحركة بموجبه 50 رهينة من الذين احتجزتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي، وتفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، في أول خطوة فعلية نحو تهدئة موقتة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.وأعلنت قطر اليوم الأربعاء ، توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق على “هدنة إنسانية” تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.
ذكرت وسائل إعلامية عربية أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ عند العاشرة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي (08,00 بتوقيت غرينتش).
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إنّه سيتم الإعلان عن “توقيت بدء” الهدنة التي ساهمت في التوسّط فيها إلى جانب قطر كلّ من مصر والولايات المتّحدة “خلال 24 ساعة وتستمرّ لأربعة أيام قابلة للتمديد”.
وأوضح البيان أنّ الاتفاق سيتيح كذلك “دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصّص للاحتياجات الإنسانية”.
كانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قالت في بيان إن “الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من اتّفاق يتمّ بموجبه إطلاق سراح ما لا يقلّ عن 50 مخطوفاً من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال”.
حماس تكشف الكواليس
وأصدرت حركة حماس من جهتها بيانًا أعلنت فيه التوصل الى “اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار موقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة”، يتمّ بموجبها “وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة”.
أشار البيان أيضا الى أن الاتفاق ينص على “إطلاق سراح خمسين من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما”، بالإضافة الى “وقف حركة الطيران في الجنوب على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة” بعد الظهر.
من جانبها، قالت حماس إنه سيتم أيضاً “إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالاً وجنوبا”.
وتحتجز حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى 240 شخصا منذ الهجوم الدامي على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول. وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة أوقع 14128 قتيلا بينهم 5840 طفلا، وفق حكومة حماس.
كما بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول. وتفرض “حصارا مطبقا” على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ومواد غذائية ومياه.
واعتبرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل الاربعاء أمام مجلس الامن الدولي أن قطاع غزة بات “المكان الأخطر في العالم بالنسبة الى الأطفال”.
ترحيب دولي
ورحبت دول وجهات عدة باتفاق الهدنة مقابل الإفراج عن الأسرى.
اشادت الأمم المتحدة بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح رهائن وهدنة في قطاع غزة، لكنها قالت إنه “لا يزال ينبغي القيام بالكثير”.
وكتب أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر منصة “إكس”، “الرئيس محمود عباس والقيادة ترحّب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمّن الجهد القطري المصري الذي تمّ بذله”.
في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ليل الثلاثاء/ الأربعاء أنه “راض تماماً” عن توصّل إسرائيل وحماس إلى الهدنة.
ورحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء بنجاح “الوساطة المصرية القطرية الأميركية” في “الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين”، مؤكدا استمرار الجهود “من أجل الوصول إلى حلول نهائية”.
فيما اعتبر الكرملين الاتفاق “خبرا سارا”. كذلك رحبت به الصين وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وأشادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “بجهود قطر خصوصا” التي أدت دور الوسيط للتوصل إلى الاتفاق، وبعمل إسرائيل والولايات المتحدة.
ورحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالاتفاق على منصة “إكس” وشدد كذلك على أن ذلك “ليس كافيا لوضع حد لمعاناة المدنيين”.
وعبر منتدى عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس الأربعاء عن سعادته بالافراج المرتقب عن عدد من هؤلاء المحتجزين، قائلًا: “لا نعرف راهنا من سيتم إطلاق سراحه بالضبط ومتى”.
وقال المسؤول في حماس طاهر النونو بعد ظهر الأربعاء “جاري في هذه اللحظات تبادل القوائم والتدقيق في هذه القوائم التي سيتم بناء عليها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإطلاق المحتجزين والأسرى لدى المقاومة الفلسطينية”.
والتقى البابا فرنسيس على نحو منفصل ذوي رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، وأقارب معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وقال إن الجانبين “يعانيان بدرجة كبيرة”.
وقال البابا في نداء مصور من أجل السلام في العالم والشرق الأوسط: “فلنصلّ من أجل السلام في الأرض المقدسة. فلنصلّ من أجل حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض، وليس عبر جبل من القتلى لدى الجانبين”.
تفاصيل جديدة
نقلت فرانس برس عن مسؤول كبير في حماس أن أول عملية تبادل ستشمل “عشرة رهائن مقابل 30 أسيرا الخميس”، مشيرا الى إمكان تمديد الهدنة.
وأوضحت الحكومة الإسرائيلية أنه بعد إطلاق سراح 50 رهينة، “سيؤدي الإفراج عن عشرة رهائن إضافيين إلى يوم إضافي من تعليق” القتال.
ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني من المحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيرا دون سنّ 18 عاما.
الهدنة والحرب
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات “بكامل قوته” بعد الهدنة من أجل “القضاء” على حركة حماس و”تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين”.
وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إنّ “الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن ستواصل الحرب لإعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حماس، وضمان عدم وجود أيّ تهديد بعد اليوم لدولة إسرائيل انطلاقاً من غزة”.
ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم (2,4 مليون) بسبب الحرب، الى هدنة في ظل صعوبة الحصول على مواد غذائية ومياه للشرب وملابس للشتاء ومأوى.
أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق”أنها استهدفت مطار خليل في محافظة أربيل للمرة 2.وفي بيان أصدرته المقاومة الإسلامية في العراق يوم الأربعاء (2023-11-22) ، ذكر أن “مقاتلي المقاومة استهدفوا قاعدة للاحتلال الأمريكي في خليل في شمال العراق للمرة 2 في هذا اليوم.”
وبحسب البيان ، فإن عملية الاستهداف نفذتها “طائرات بدون طيار هاجمت الهدف بشكل مباشر “ردا على” جرائم ارتكبها العدو ضد أهلنا في غزة.”
قبل ساعات قليلة ، قالت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان إنها استهدفت ” قاعدة احتلال أمريكية في خليل بطائرة بدون طيار أصابت هذا الهدف بدقة.”
ويأتي استهداف مطار خليل في سياق التصعيد بين ما يسمى بـ “المقاومة الإسلامية في العراق” وتشكيل الجيش الأمريكي ، على خلفية عشرات الأهداف التي أطلقتها “المقاومة” ضد مصالح الولايات المتحدة في العراق وسوريا ، في سياق تطور فلسطين.
غارة أمريكية
فجر يوم الثلاثاء ، نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية ، قال مسؤولون أمريكيون ، جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية ، استهدفت مجموعة نفذت هجوما على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار الغربية ، بما في ذلك قوات من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وفقا للتأكيدات الأمريكية ، حقق الهجوم هدفه وتسبب في إصابات ، تم تأكيده من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” (أي الهجوم الأمريكي) ، قائلة إنه أدى إلى وفاة 1 شخص من عضو يدعى حامل الاسم الرمزي (سيد رضا).
وقالت مصادر أمريكية إن هجوم ” المقاومة “على قاعدة عين الأسد أصاب 8 عناصر قبل أن يستهدف حديثا قاعدتي عين الأسد والشدادي في العراق وسوريا ، لكنها قالت إن” المقاومة الإسلامية ” كانت انتقاما لمقتل المقوسي ودعم أهالي غزة.
في استمرار الوضع المتصاعد ، شن الجيش الأمريكي سلسلة 2 من الضربات في العراق ضد المسلحين فجر يوم الأربعاء ، وفقا للإعلان الأمريكي الرسمي الأول ، مشيرا إلى أن هذا يتوافق مع عشرات الهجمات الأخيرة ضد القوات في المنطقة.
وقال بيان أمريكي” حتى هذا الأسبوع ، كانت الولايات المتحدة مترددة في الرد في العراق بسبب الوضع السياسي الحساس هناك ” ، قائلا إن الغارة التي نفذت ليلة الثلاثاء استهدفت منشآت 2 في العراق.كانت الضربة ردا مباشرا على الهجمات ضد الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها من قبل إيران ومجموعات الدعم الإيرانية.
وبحسب رويترز ، فإن الهجوم أسفر عن “مقتل عدد من المسلحين من الفصيل ، وتدمير مركز عمليات كتائب حزب الله بالقرب من جرف السحر” ، مشيرا إلى أن “الجيش الأمريكي تعرض لهجوم في قاعدة جوية غرب بغداد ، وردت طائرة إيه سي-130 العسكرية الأمريكية دفاعا عن النفس” ، نقلا عن مسؤول أمريكي.
حزب الله العراقي
ولتأكيد ذلك ، قال لواء حزب الله في العراق ، الذي ينتمي إلى الحشد الشعبي ، في بيان يوم الأربعاء (2023-11-22): “إن جريمة القصف الأمريكي لمقر حشد فجر اليوم ، حيث ارتفع 8 شهداء ، لم تمر ولن يعاقب ، فمن الممكن توسيع دائرة الأهداف إذا استمر العدو في نهجه الإجرامي.”نحن نتطلع إلى العمل معك.
من جانبها ، أدانت الحكومة العراقية عادة القصف الأمريكي الأخير لجرف السحر ووصفته بأنه ” تصعيد خطير حيث توجد انتهاكات غير مقبولة للسيادة العراقية ، وانتهاكات من قبل الأمم المتحدة بشأن مهمة محاربة داعش ، ومحاولات لتعطيل وضع أمني داخلي مستقر.”
يأتي ذلك في وقت تقوم فيه فصائل “المقاومة” العراقية بتعزيز أهدافها للقوات الأمريكية في سوريا والعراق كجزء من دعمها للمقاومة الفلسطينية ، التي خاضت معركة ضد القوات الإسرائيلية التي تشن حربا مدمرة في قطاع غزة منذ 47 يوما ، وردا على “الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل”. .
وفي هذا الصدد ، منذ 10/17 ، حتى الآن ، تلقى الجيش الأمريكي 66 هجوما في العراق وسوريا ، وفقا لما أعلنته نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ، سابرينا سينغ ، في إشارة إلى أحدث أهداف الجيش الأمريكي في بغداد ، مشيرة إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن 62 إصابة “لكن هذا تم الليلة الماضية.”لا يشمل الإصابات الناجمة عن الهجمات التي نفذت.”
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق في إطار جهود للسيطرة على مناطق واسعة من أراضي البلدين ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية قبل هزيمته على يد القوات المحلية المدعومة بضربات جوية نفذتها الأمم المتحدة بقيادة واشنطن.
كشفت وسائل إعلام موالية لجماعة الحوثي في اليمن تفاصيل احتجاز القوات المسلحة المحسوبة علي الجماعة لسفينة إسرائيلية.وبحسب يحيي سريع المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية فإنّ القوات البحرية اليمنية نفذت عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها احتجاز سفينة إسرائيلية.
وأكد العميد سريع أنّ السفينة الإسرائيلية تم اقتيادها إلى الساحل اليمني، قائلاً إن عمليات القوات المسلحة لا تهدد إلا سفن الكيان الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيليين.
وشدد على أنّ القوات المسلحة اليمنية تتعامل مع طاقم السفينة الإسرائيلية وفق تعاليم الدين الإسلامي، مجدداً التحذير “لكافة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي والتي تتعامل معه بأنها ستصبح هدفاً مشروعاً لنا”.
وأضاف سريع: “نهيب بالدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو المملوكة لإسرائيليين”.
وأكد أنّ القوات المسلحة اليمنية ستستمرّ في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة.
احتجاز 52 شخص
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وسائل إعلام، بأنّ “القوات البحرية اليمنية نجحت في احتجاز سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر”.
وذكرت مصادر صحفية إنّه جرى احتجاز 52 شخصاً كانوا على متن السفينة الإسرائيلية، وأنّ طاقم السفينة ومن كانوا عليها هم حالياً قيد التحقيق معهم، والتثبّت من جنسياتهم من قبل الأجهزة اليمنية المعنية.
إسرائيل تعترف
بدوره، رأى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ “اختطاف السفينة التي تحمل اسم “غالاكسي ليدر” من قبل الحوثيين قرب اليمن جنوبي البحر الأحمر يعد حدثاً خطيراً للغاية”.
بالتزامن، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ “الحوثيين يواصلون تحدّي إسرائيل ويسيطرون على سفينة إسرائيلية”، مؤكدةً أنّ “السفينة تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجر، وكانت تحمل سيارات، وشقّت طريقها من ميناء في جنوب تركيا إلى ميناء في غرب الهند”.
كما قال الإعلام الإسرائيلي إنّ “الحوثيين هدّدوا ونفّذوا بعد خطفهم سفينة إسرائيلية”، مؤكدة أنّ “عملية السيطرة على السفينة من قبل الحوثيين من شأنها أن تشكل مشكلة للتجارة الإسرائيلية تصعب مواجهتها، وتؤثر على تأمين شحن البضائع الذي سيرتفع لذا تقول إسرائيل إنها مشكلة عالمية”.
بقلم/ دجوار أحمد آغاعندما يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن موت الإنسانية، وعندما تُعلن “الأونروا” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين بأنه كل عشرة دقائق يُقتل طفل. وعندما يجتمع قادة ورؤساء وملوك وأمراء وسلاطين عرب ومسلمين في قمم ولا يستطيعون التأثير على مجريات الأحداث التي تعصف بمنطقتهم والتي تهدد وجودهم، وعندما تصعد أرواح الأطفال الأبرياء الى السماء بعد أن عجز البشر عن حمايتها من القتل والدمار، فاعلم حينها أن الموضوع والحدث هو “غزّة”.
هذا القطاع الممتد على مساحة 365 كم2 على الساحل الجنوبي لفلسطين وصولاً الى الحدود المصرية. أهم مدن القطاع غزة، خان يونس، رفح، ودير البلح، جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون. هي مكتظة بالسكان الذين يتجاوزون 2 مليون نسمة في هذه المساحة الضيقة.
مدخل
قضية الحرب بين إسرائيل وحماس وتدمير قطاع غزة، هي نتيجة تراكمات عقود من الزمن، منذ وعد بلفور 1917 ومروراً بقرار تقسيم فلسطين ومن ثم حرب الـ 48 وصولا الى النكبة، وبعدها حرب الـ 67 مروراً بحرب أكتوبر 73 الى أن تم عقد الاتفاقات، بدءا من كامب ديفيد المصرية ومرورا بوادي عربة الأردنية واتفاق أوسلو الفلسطيني.
كل هذه الأحداث الرئيسية وغيرها من الأحداث الثانوية قد أثرت بشكل مباشر على قضية هذا الشعب الذي يتعرض الآن في غزة الى الإبادة. الحكام العرب وحتى الشعوب العربية وليكن كلامي قاسياً، لم تكن بمستوى القضية الفلسطينية، ويبدو بأنها بحاجة إلى صلاح الدين الأيوبي الكردي الجديد ليتم حل هذه القضية المستعصية.
تأسيس حماس
ماذا تعني حماس؟ هي لمن لا يعرفها اختصار لثلاث كلمات حركة المقاومة الإسلامية، تأسست في العام 1978 أبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى على يد مؤسسها وزعيمها الشيخ أحمد ياسين الذي سعت كثيرا إسرائيل الى القضاء عليه والذي تم بالفعل من خلال ضربة جوية سنة 2004 في غزة.
رفضت اتفاقات السلام في أوسلو العاصمة النرويجية التيأجراها أبو عمار “ياسر عرفات” القائد التاريخي لمقاومة فلسطين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها العالم أجمع الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكانت تضم (حركة فنح، الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحري فلسطين، جبهة النضال الشعبي، القيادة العامة وغيرها من المنظمات). بعد انسحاب إسرائيل من القطاع سنة 2005 وبعد فوزها في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي جرت في العام 2006، سيطرة حماس على القطاع وشكّلت حكومتها التي لم تعترف بها أية جهة وتم حصارها من جانب إسرائيل والغرب.
كتائب القسام
الذراع العسكري لحركة حماس وقد تم تأسيسها في العام 1986 وقد استخدمت اسم المجاهد السوري من جبلة “عز الدين القسام” الذي استشهد دفاعا عن فلسطين. وقد صدر أول بيان علني سنة 1992 وقد بلغت هذه الكتائب مراحل متقدمة ومتطورة من الكفاح وعمليات القتال حتى أصبحت بمثابة جيش نظامي، كما طوّرت بنفسها العديد من الأسلحة منها مسيرات “الزواري” التي شاركت في عملية “طوفان الأقصى”
طوفان الأقصى
“طوفان الأقصى” رغم كل ما قيل عنه من ضربة قوية ومؤلمة وجبارة وتدمير لإسرائيل وووو الا انها كانت عبارة عن عرض عضلات أمام العالم. ظهرت النتيجة المزلزلة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي… دمار كامل وانهيار المباني السكنية فوق قاطنيها. مقاتلو حماس أو بالأحرى الذراع العسكري لها ما يُسمى بكتائب القسام، يختفون في الأنفاق التي جهزوها منذ سنوات طويلة، بينما المدنيين عرضة للقصف الجوي الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر بحقهم فبحسب الأمم المتحدة نفسها بلغت حتى لان حصيلة الضحايا أكثر من 12 الأف مدني بينهم فوق 4 الأف طفل وأكثر من ألفي إمرأة.
مجازر يومية، منها مجزرة مشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد الذين كانوا يحتمون بها لاعتقادهم أنها مكان آمن، لكن لا أمان في هذه الحرب القذرة التي تشنها إسرائيل. مجزرة مشفى مجمع الشفاء الطبي.
الرد الإسرائيلي
ورد إسرائيل على هذا “الطوفان” -إن صح التعبير- كان أيضا عرض عضلات واثبات قدرة وصلابة الدولة العبرية في تلقي الصدمة والانتقال من الدفاع الى الهجوم. لا يهم من يُقّتل المهم أن نجرب كافة صنوف الأسلحة المتطورة التي بحوزتنا ونريهم أننا قادرون على محوهم من على وجه الأرض وجعل أنفاقهم مقابر لهم.
لكن الحقيقة أن الضحايا من الطرفين هم بالدرجة الأولى المواطنين المدنيين الذين من المفترض أنهم أبرياء ولا ذنب لهم في اتخاذ قرار الحرب لا هنا ولا هناك. حماس هاجمت حفلا موسيقيا وفي يوم السبت العطلة الرسمية لإسرائيل وكان عنصر المفاجأة طاغيا ومباغتا ومعظم الأسري الذين بحوزتها مدنيون، وإسرائيل تقوم بقصف القطاع المكتظ بالسكان بالقنابل الفراغية والطائرات الحربية وتستخدم حتى تلك الأسلحة المحرمة والمحظور استخدامها غير عابئة بنتائجها المدمّرة.
نهاية اللعبة
مشكلتنا نحن شعوب الشرق الأوسط، عاطفيون لأبعد درجة وبعيدون جداً عن السياسة بمعناها الحقيقي والممارس على أرض الواقع والتي هي لعبة المصالح وتقاسم النفوذ. رغم أنه تبين لنا أن العملية كانت لعبة مصالح وان دماء الأطفال والنساء وعموم الشعوب تباع وتشترى في أسواق القوى الكبرى وعملائها في المنطقة. إلا أننا نبقى نندب حظنا ونسعى وراء الانتقام والمقاومة في مواجهة العدو، بينما العدو الحقيقي هو بيننا ويقوم بدفعنا الى الانتحار.
وإلا ما هو تفسير إفراج الولايات المتحدة الأمريكية عن 10 مليارات من الدولار لإيران كانت مجمدة بموجب العقوبات؟ وما هذا الخطاب الاستسلامي للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، حزب المقاومة! الذي لم يتدخل في الحرب والسبب هو التعليمات التي جاءت من طهران! وأين هم قادة حماس السياسيين خالد مشعل الى إسماعيل هنية؟ هم الان يفاوضون على قبض ثمن إطلاق سراح الرهائن وتوزيع ما تبقى من الشعب على البلدان المجاورة…
بالفعل هي كما لخصها صديق افتراضي على الفيسبوك، فظائع “حرب غزة” وملحقاتها، بجملة واحدة وضّحت كل الأمور بدون لبس وهي “اضربني لأضربك، ويموت الأبرياء”.
شهدت الساعات القليلة الماضية حربا كلامية وتلاسنا إعلاميا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية هجوم الأول على الأخير ووصفه لـ إسرائيل بالدولة الإرهابية عقب اقتحام قوات الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي بغزة.
ورد نتيناهو على هجوم أردوغان بقوله: هناك قوى تؤيد الإرهاب إحداها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقول إن إسرائيل دولة إرهاب لكنه يؤيد دولة حماس الإرهابية بحسب وصفه.
وبحسب وسائل إعلام ، أشار نتنياهو، اليوم الأربعاء، إلي أن “أردوغان نفسه فجر قرى تركية فلا نقبل منه الموعظة” وذلك في إشارة لما ارتكبه الجيش التركي من هجمات على المدن الكردية جنوب تركيا.هجوم أردوغان
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هاجم الأربعاء إسرائيل واصفا إياها بأنها “دولة إرهابية” واتهمها خلال كلمته أمام البرلمان بـ”ارتكاب جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي في غزة”، مؤكدا على وجهة نظره بأن حركة حماس ليست منظمة إرهابية. وتزامنت تصريحاته مع اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء الأكبر في القطاع.
وفي حديثه أمام المشرعين في البرلمان، دعا أردوغان أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الإعلان عما إذا كانت إسرائيل تمتلك قنابل نووية أم لا، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “راحل” عن منصبه.
وقال أردوغان: “إذا واصلت إسرائيل مجزرتها فإن العالم بأسره سيدينها بوصفها دولة إرهابية”. واصفا حماس بأنها حزب سياسي انتخبه الفلسطينيون.
وتابع الرئيس التركي: “هناك إبادة جماعية ترتكب في غزة وستتخذ تركيا خطوات على الساحة الدولية لوقفها”. مضيفا: “تركيا ستعمل على الساحة الدولية لضمان اعتبار المستوطنين الإسرائيليين إرهابيين”.
أكدت تقارير صحفية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة بعد حصاره لليوم السادس على التوالي.
ونقلت وسائل إعلام اليوم الأربعاء عن مدير عام مستشفيات غزة محمد زقوت، ، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مبنى الجراحات والطوارئ بمجمع الشفاء، كما دخل قسم الطوارئ وقام بتفتيش في قبو المستشفى، مؤكداً أنه لم يجد أي دليل على تمركز المقاومة داخل المستشفى، كما أشار إلى أنه لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من داخل مجمع الشفاء أثناء اقتحامه من قِبل الاحتلال.
وكشف المسؤول الطبي أن “الاحتلال أطلق النار على مَن خرج من الممر الذي زعم أنه آمن للخروج من مجمع الشفاء”، وأردف: “جيش الاحتلال كان يعتقد أن دخول جنوده مجمع الشفاء سيكون نصراً له، لكنه لم يجد أي دليل على وجود المقاومة”.
وأوضح أنهم أبلغوا مندوبة الصليب الأحمر بأن “جيش الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء الطبي”.
البيت الأبيض يعلق
وبالتزامن، قال البيت الأبيض إنه لا يؤيد قصف المستشفيات جواً، ولا يريد رؤية تبادل لإطلاق النار فيها، وذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء الطبي في غزة، وقامت بتفتيش القبو.
متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض طلب عدم الكشف عن اسمه قال “لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو، ولا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في مستشفى ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران”، وتابع “يجب حماية المستشفيات والمرضى”.
ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي، ونحو 700 مريض، و39 من الأطفال الخدج، و7 آلاف نازح، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
حرب على المستشفيات
ومنذ أيام يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي، بزعم “وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين”، وهو ما نفته “حكومة غزة” مراراً.
وتتعرض مستشفيات قطاع غزة، لا سيما في الشمال، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الاحتلال؛ ما يفاقم من الوضع الكارثي، خاصةً في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود، الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال.
ومنذ 40 يوماً يشنّ الاحتلال حرباً على غزة قتل خلالها 11 ألفاً و320 فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الثلاثاء.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
دعا أطفال من قطاع غزة، الثلاثاء، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 العالم إلى وقف ما يتعرضون له من “تجويع وإبادة وتهجير” من جانب إسرائيل، مشددين على ضرورة محاكمة “القتلة”. هذه الدعوة جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده أطفال، بحضور وسائل إعلام محلية، من أمام مستشفى الشفاء في غزة، الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي متكرر.
وقتل الجيش الإسرائيلي 4237 طفلاً بين 10 آلاف و328 قتيلاً في غزة، بالإضافة إلى نحو 26 ألف مصاب؛ جراء “حرب مدمرة” يشنها على القطاع منذ 32 يوماً، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
في المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية، قال أحد ممثلي الأطفال: “منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونحن نتعرض لإبادة وقتل وتهجير وتسقط الصواريخ في رؤوسنا أمام مرأى ومسمع العالم”، بحسب فضائية “الأقصى”.
وأضاف: “يكذبون (الإسرائيليون) بأنهم يستهدفون المقاومين، لكننا كأطفال ناجين من الموت لأكثر من مرة، لذنا بمستشفى الشفاء هرباً من القصف مراراً، لكننا تفاجأنا بأن الاحتلال الإسرائيلي أصبح يهددنا في هذا المكان الذي أصبح ملاذنا الوحيد”.
الطفل تابع أن “الاحتلال الإسرائيلي يجوعنا، وأياماً طويلة لا نجد ماء ولا خبزاً ونشرب المياه الملوثة”.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
وختم الطفل المؤتمر الصحفي بقوله: “ندعو العالم لحمايتنا، أوقفوا الموت والدمار، نريد الحياة والسلام، ونريد الدواء والغذاء، ونريد محاكمة القتلة”.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية، قتلت حركة “حماس” أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
حماس تدعو للضغط على إسرائيل
في سياق متصل، دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” الأمم المتحدة والأطراف الدولية إلى الضغط على إسرائيل لإعادة إمدادات المياه لقطاع غزة، مشددة على أن قطع المياه “جريمة ضد الإنسانية تُفضي إلى إبادة جماعية”.
جاء ذلك في بيان للحركة، مع تفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في معظم أرجاء القطاع، لا سيما مدينة غزة ومحافظتها الشمالية (ضمن 5 يتكون منها القطاع)؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر.
ومنذ اندلاع الحرب الراهنة بين “حماس” وإسرائيل، تقطع الأخيرة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
وحذرت “حماس” من “شح المياه في قطاع غزة، وسياسة الاحتلال الفاشي الذي يستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم”.
الحركة قالت إن “الاحتلال قطع كافة إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصاً عن مدينة غزة ومحافظة شمال غزة؛ ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام الاحتلال بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أمريكية”.
ودعت الأمم المتحدة والأطراف الدولية “لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه”.
كما دعت إلى تقديم الدعم اللازم “لجميع أبناء شعبنا في القطاع، بما في ذلك مدينة غزة والشمال التي يتواجد فيهما نحو 900 ألف فلسطيني”.
أكدت تقارير صحفية وجود تباين في وجهات النظر والمصالح الأمريكية والإسرائيلية القريبة والبعيدة في الصراع الدائر بالشرق الأوسط وتحديداً في قطاع غزة، ما أضفى ضبابية على الخطوات القادمة في طريق إنهاء الحرب التي أعلنتها إسرائيل على حركة حماس.
ووفقا للتقارير فإن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي ينطلق من النظرة حيال حركة حماس حيث ترى إسرائيل أن “حماس” تهديد وجودي لها وأن القضاء عليها هدف لا غنى عنه؛ أي إن الوصول إلى أي شيء أقل من ذلك لا يعني إلا الفشل، ويبدو أنها لم تستطع تحقيق أي من أهدافها بعد.
في حين أن واشنطن، رغم أنها تعهدت بمساعدة إسرائيل على هزيمة حماس، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرى أن التهديد أكبر من حماس، وإدارته معنية بالحفاظ على اتحاد حلفائها في مواجهة إيران وروسيا والصين. وكلا البلدين يريد تجنب حرب إقليمية أوسع، إلا أن إسرائيل مستعدة لمزيد من المخاطرة في غمار السعي إلى “هزيمة” حماس.
وبحسب تقرير لصحيفة ويل ستريت الأمريكية فإنه عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سارع بايدن بإظهار دعمه القوي لإسرائيل، وأقبل على معانقة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في زيارة لتل أبيب رغم الخلافات السابقة بينهما، وذلك في خطوة قلَّما يُقدم عليها رئيس أمريكي في منطقة تشهد حرباً.خلافات داخل أمريكا
وأشارت الصحيفة إلي أن موقف بايدن ودعمه المطلق لإسرائيل أثار الخلافات داخل أمريكا حيث تزايدت الانتقادات من داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن بشأن هذا الدعم، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى التشديد مراراً في مكالماته الهاتفية مع نتنياهو على أن إسرائيل يجب أن تدير حملتها العسكرية وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
كما تصاعدت في الوقت نفسه دعوات الولايات المتحدة إلى هدنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإخراج الأسرى المدنيين بأمان. لكنها عارضت الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وتصاعدت الضغوط على الرئيس الأمريكي لدرجة أنه في مؤتمر عقده بايدن لجمع التبرعات يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وقفت امرأة من بين الحضور، وقطعت خطابه، وقالت: “أنا حاخام يهودية، وأريدك أن تدعو إلى وقف للحرب. وبحسب الصحيفة فرغم أن بايدن حظي بالثناء في البداية لدعمه الصريح لإسرائيل، فإنه يواجه الآن انتقادات شديدة من أعضاء حزبه -خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين العرب- ممن أفزعهم تزايد عدد الضحايا في غزة، وهم يحثون الإدارة على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وحتى نواب الكونغرس الذين كانوا مؤيدين لإسرائيل ويدعمون المساعدات العسكرية الأمريكية لها، بدأوا يقولون هذا الأسبوع إنهم يريدون أن يروا من إسرائيل مزيداً من ضبط النفس في حملتها العسكرية على حماس.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، وهو عضو في اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط التابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني: “إن المعدل الحالي للوفيات بين المدنيين داخل غزة غير مقبول ولا يمكن استمراره”، لذا “أحث إسرائيل على مراجعة نهجها فوراً، والانصراف عنه إلى حملة أكثر دقة واتساقاً مع معايير الحرب”. فوري لإطلاق النار”، وردّ عليها بايدن بالقول: أظن أننا بحاجة إلى هدنة”!
خلافات واشنطن وتل أبيب
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أعلن إنه ناقش مسألة الهدنة، والتدابير المتعلقة بكيفية تنفيذها مع نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية في اجتماعه بهم في تل أبيب يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
في المقابل، رد نتنياهو على تلك الضغوط بالقول إنه يعارض أي وقف مؤقت لإطلاق النار لا يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس. وزعم مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل أوقفت القتال من قبل لإطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين.
وبحسب الصحيفة، قال مصدر مطلع إن إسرائيل وافقت على وقف الغارات الجوية في الموقع الذي سُلمتا فيه. إلا أن إسرائيل لم تُقر بأنها وافقت على تهدئة مؤقتة في ذلك الوقت.
وكشفت ويل ستريت إن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وهم من غالبية الضحايا في غزة، وزيادة الاعتماد على الضربات الدقيقة في استهداف قادة حماس. إلا أنه وعلى الرغم من ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، واصلت إسرائيل ضرباتها واسعة النطاق، ومنها تلك الضربة التي شنتها على أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، مخيم جباليا، وأسفرت عن مقتل عشرات من النساء والأطفال.
ورفض البيت الأبيض التصريح بما إذا كانت الضربة مناسبة أم لا، لكن مسؤولي الإدارة أبدوا “الحزن” بسبب الخسائر البشرية واسعة النطاق.
وظهر الخلاف بين واشنطن وتل أبيب واضحا في تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، حيث قال إن “هذه عمليتهم [الإسرائيليين] وهم وحدهم من يمكنهم التحدث عن قراراتهم المتعلقة بالاستهداف، والطريقة التي يديرون بها العملية”، أما “ما سنفعله، فهو التيقن من حصولهم على الأدوات والقدرات اللازمة، فضلاً عن إطلاعهم على آرائنا، والعبر التي استخلصناها في هذا النوع من المعارك للاستفادة منها في اتخاذ القرارات العملياتية”.
تراجع شعبية بايدن
فعلى الرغم من أن بايدن حظي بالثناء في البداية لدعمه الصريح لإسرائيل، فإنه يواجه الآن انتقادات شديدة من أعضاء حزبه -خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين العرب- ممن أفزعهم تزايد عدد الضحايا في غزة، وهم يحثون الإدارة على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ولا يقتصر الأمر على هؤلاء، فحتى نواب الكونغرس الذين كانوا مؤيدين لإسرائيل ويدعمون المساعدات العسكرية الأمريكية لها، بدأوا يقولون هذا الأسبوع إنهم يريدون أن يروا من إسرائيل مزيداً من ضبط النفس في حملتها العسكرية على حماس.
وكشف استطلاع أجرته مؤسسة جالوب أن نسبة اقتناع الديمقراطيين بأن بايدن يبلي بلاء حسناً في منصبه قد انخفضت بنسبة 11% في الشهر الماضي، لتصل إلى نسبة 75%، وهو أدنى مستوى من التأييد داخل حزبه منذ أن تولى الرئاسة.
في المقابل، يستدل بعض الجمهوريين، ومنهم المتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات عام 2024 الرئاسية، بدعوةِ بايدن لهدنةٍ مؤقتة في غزة على تراجع دعمه لإسرائيل.
أطلقت الشرطة التركية، الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بالقرب من قاعدة إنجرليك التي تضم قوات وأسلحة أميركية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود المتجمعة، وذكرت وسائل إعلام أن بعضها كان يحاول اقتحام القاعدة الجوية.
ونظمت قافلة الاحتجاجات “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية، وهي منظمة قادت في العام 2010 “أسطول الحرية” في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضتها في عملية قُتل خلالها عشرة مدنيين.
وكانت وكالة الأناضول ذكرت أن “قافلة الحرية من أجل فلسطين” المكونة من 250 سيارة، انطلقت من إسطنبول ومرت بالعديد من الولايات، متجهة إلى قاعدة إنجرليك العسكرية بولاية أضنة، حيث وجهتها الأخيرة. ورفع المشاركون في القافلة، الأعلام التركية والفلسطينية.
ويأت هجوم الشرطة التركية على المظاهرات الداعمة لفلسطين بعد ساعات قليلة من هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاحتلال الأسرائيلي وتأكيده إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال”.
دعا وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة لإبادة سكان قطاع غزة بالكامل وإلقاء قنبلة نووية على القطاع.
واعتبر عميحاي إلياهو وزير ما يعرف بالتراث في حكومة نتنياهو إن “إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن”.
وبشأن الأسرى الإسرائيليين في القطاع، علَّق الوزير الإسرائيلي قائلاً: “الحرب لها أثمان”.وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تناقلت تصريحات الوزير المتطرف وأجاب خلالها عن سؤال بشأن إذا كان ينبغي إلقاء قنبلة نووية على غزة بأكملها، فأجاب: “هذا أحد الخيارات”. وتابع قائلاً: “لن نقدم مساعدات إنسانية للنازيين، لا يوجد شيء اسمه عدم التدخل في غزة”.
كما أشار إلياهو إلى أكثر من 240 أسيراً إسرائيلياً لدى حركة حماس في قطاع غزة، وقال: “أصلي وآمل بعودتهم، ولكن هناك أيضاً أثمان للحرب”، وقال: “قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلينا إعادة إقامة المستوطنات فيه”، على حد تعبيره.
دعوات لإقالة الوزير
وأثارت تصريحات الوزير، موجة غضب داخل دولة الاحتلال، وسط دعوات لإقالته، بينما قرَّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إيقاف وزير التراث حتى إشعار آخر.
في أول تعليق له على تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، قال بنيامين نتنياهو إن كلامه “منفصل عن الواقع”، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو قرر إيقاف وزير التراث عن المشاركة في اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.
من جانبه، شنَّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً حاداً على إلياهو، قائلاً إن تصريحه “صادم ومجنون، وصدر عن وزير غير مسؤول”. وتابع: “وجود المتطرفين في الحكومة يعرّضنا للخطر، وعلى نتنياهو إقالة وزير التراث”.
بدورها، انتقدت زعيمة حزب العمل الإسرائيلي، ميراف ميخائيلي، تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال: “هؤلاء منفصلون عن الواقع، ويجب إقالته”.
أول تعليق لحماس
من جهته، قال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، إن تصريحات وزير التراث بحكومة الاحتلال، بأن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو خيار مطروح “تعكس الإرهاب غير المسبوق الذي تمارسه هذه الحكومة ورموزها ضد شعبنا الفلسطيني، وتشكّل خطراً على كل المنطقة والعالم”.
كما أضاف أن هذه التصريحات النازية لأحد وزراء حكومة الاحتلال نابعة من الدعم الكامل من بعض الدول، وخاصةً الولايات المتحدة، للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
تصريحات وزير التراث الإسرائيلي قد لا تبدو مفاجئة، خاصةً أن الوزير اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو معروف بآرائه المتطرفة، حيث سبق أن دعا عميحاي إلياهو، من حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية)، إلى ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، والقيام بذلك بـ”أسرع وقت ممكن”.
أضاف إلياهو في حديث مع إذاعة جيش الاحتلال، في شهر أغسطس/آب الماضي، أنه “يجب بسط السيادة داخل حدود الضفة الغربية أيضاً، والقيام بذلك بأكثر طريقة حكيمة، والبدء بترديد ذلك في كل مكان، لخلق اعتراف دولي بأن هذا المكان لنا”.
كما أن وزير التراث الإسرائيلي لم يكن أول مسؤول إسرائيلي يدعو إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، حيث دعا عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، على حسابه بمنصة “إكس”، إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي.
أيضاً في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دعت عضوة الكنيست، تالي جوتليف، الجيش الإسرائيلي إلى “استخدام السلاح النووي” في غزة، رداً على هجوم حماس.
حيث دعت جوتليف إلى “الانتقام العنيف”، وكتبت: “صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! إنذار استراتيجي. قبل التفكير في إدخال القوات، سلاح يوم القيامة! هذا رأيي”. وصاروخ أريحا هو صاروخ عابر للقارات، وقادر على حمل رؤوس نووية، ويصل مداه إلى أكثر من 6500 كيلومتر.