أكد الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن قواته تريد حل الخلافات مع تركيا بالحوار.
وأوضح عبدي فى تصريحات صحفية أن قوات سوريا الديمقراطية ليست طرفا في الحرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ونحن مستعدون لأي لقاء معهم.
وتابع: المشكلة الرئيسية في الحكومة الحالية في أنقرة حيث أن التقارب الحالي بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بقيادة بخجلي يهدف الى شن حرب على الأكراد.
وأشار إلي أنهم يرفضون وجود كيان كردي في سوريا وقالوا إنهم لن يكرروا خطأ العراق.، لافتا إلي أنه يعتقد أن هذا النهج العدواني لن يدوم. حالياً، خاصة أنهم يزدادون ضعفاً، وفي النهاية، وتحت الضغط الداخلي والدولي، سيبدؤون بالخطوة التالية وهي الحوار.
الحوار مع النظام السوري
وحول العلاقة مع النظام، أكد قائد قسد أن العلاقات مع حكومة دمشق متواصلة ولم تنقطع، مشيرا إلي أننا نريد أن نصل إلى حل للخلافات بيننا، ولكن الذي استنبطناه هو أن نظام الأسد غير جاهز حاليا للتوصل لحلول، و يتحدث النظام من موقع المنتصر، ومن وجهة نظره يحق له فرض قراراته والعودة الى ما يشبه عام 2011!
وشدد على أنه لا مجال للعودة لما قبل 2011، وعلى النظام أن يعترف بالإدارة الذاتية التى أصبحت حقيقة موجودة منذ عشرة سنوات، وعليهم تقبّلها دستورياً، مع ضرورة أن يعترف النظام بقوات سوريا الديمقراطية ووحدات الآسايش.
ولفت قائد سوريا الديمقراطية إلي أن النظام غير مستعد لتلك الخطوة بعد ، كما أن التوصل إلى حل لن يتحقق إلا بفرض ضغط مستمر من قبل الأطراف الدولية على نظام الأسد.
وأضاف: نحن نؤمن أنه في حال حدوث اتفاق بين شرق الفرات وغربها وبرعاية دولية فإن كل المشاكل في سوريا ستُحل تباعاً.
وبحسب الجنرال مظلوم فإن روسيا والولايات المتحدة الامريكية هما اللاعبان الرئيسيين في المنطقة، وفي حال حصول اتفاق بينهما فإنهما يمكنهما تحقيق تقدم في الملف السوري.
ويري القائد العام لقوات قسد أن اللقاءات الدولية سواء في جنيف أو أستانة أو سوتشي لن تتمكن من إيجاد مخرج ما، وذلك لأن الأطراف التي ترعاها غير جدية. لا النظام ولا المعارضة القريبة من تركيا يريدون الحل لكونهم يستفيدون من استمرار الصراع.
وأرجع تعنت النظام في الحوار والتوصل لحلول بأنها نتاج لـ إيديولوجية وسياسة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا الذي يرفض تقبل الآخرين.
موقف الإدارة الذاتية مع المعارضة السورية
ووصف القائد الكردي علاقات الإدارة الذاتية مع المعارضة بأنها ليست جيدة، خاصة بعد احتلال عفرين وتل أبيض ورأس العين، وتعاملهم مع تركيا وطلبهم منها احتلال تلك المناطق.
ولفت إلي وجود علاقات مع بعض أطراف المعارضة في الخارج كمنصتي موسكو والقاهرة وعلاقات مع شخصيات مُعارضة بارزة. ولكن، دون أى علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.
تنسيق مع الروس
وأكد قائد قسد أن هناك تنسيق وعلاقات عسكرية قوية ونقاط عسكرية مُشتركة مع موسكو.
وتابع: ونرغب من روسيا زيادة دورها، خاصة أنهم لعبوا دور الوسيط بين الإدارة الذاتية وبين دمشق، لافتا أن الروس هم الجهة التي تستطيع التأثير المباشر على النظام.
وحول قضية المقايضات الروسية التركية السابقة، أكد عبدي أنه لم يعد هناك أي شيء تُقدمه روسيا لتركيا، مشيرا إلي أن روسيا وضحت موقفها وأعلنت أنها لن تقبل أن يتم احتلال أي أراض سوريا جديدة من قبل تركيا.
العلاقات بين روج أفا وإقليم كردستان
وحول العلاقات الكردية الكردية، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية، أن روج آفا ليست لديها مشاكل مع اقليم كردستان، و لديها علاقات مع حكومته وتسعى الى بناء علاقات مع جميع الأحزاب وقياداتها.
وقال إنه رغم ارتفاع وتيرة الخلافات بين الطرفين في الفترة الأخيرة ألا إنه منذ عقدين من الزمن ولم يحدث اقتتال بين الأكراد، لافتا إلي أن الكُرد لم يحققوا وحدتهم، ولكنهم لم ينجّروا إلى حروب أهلية داخلية.
وأشار إلي أنه منذ بدء الربيع العربي والكل يقاتل الكل، واندلعت الحروب الداخلية في كل مكان. لكن، بين الأكراد لم يحدث أي اقتتال. الكُرد يحلّون خلافاتهم بالحوار.
وشدد على أن سفك الدم الكردي أصبح مُحرّم، لافتا أنه رغم أن الفترة الأخيرة شهدت ملامح خطر، ولكنه لم يتطور الى صراع مسلح.
العلاقات بين روج أفا وواشنطن
وتطرق الجنرال عبدي إلي العلاقات مع واشنطن، موضحا أن العلاقات بين الكرد السوريين وأمريكا بدأت منذ عهد أوباما خلال الحرب في كوباني، حيث تعاونا ضد تنظيم “داعش” واستمرينا حتى نهاية حكمه.
وأما فى عهد ترامب، فقد تسبب ربط إدارة ترامب التزاماتها نحو الإدارة الذاتية بالقضاء على تنظيم ” داعش” عسكريا فى حدوث المشاكل بين الطرفين، مضيفا أن ما فعلته إدارة ترامب سببت أضرار لهذه المنطقة وللمكتسبات التي حققناها نحن والجيش الأمريكي معاً، بعدها شعرت إدارة ترامب بالخطأ وحاولت تلافي الأخطاء.
وشدد على أن هناك فرق بين الإدارة الديمقراطية الحالية والجمهورية سابقاً، فحاليا القرارات أكثر مؤسساتية، ونشعر بإنهم أكثر شفافية معنا حيث يتشاركون ويتناقشون معنا في القضايا الخاصة بالمنطقة وبنا، ولديهم التزامات واضحة ومنها البقاء هنا وعدم الانسحاب.
وحول بقاء أمريكا بالمنطقة، أكد قائد قوات قسد ” نحن لا نقول على الجيش الأمريكي البقاء هنا للأبد ولا أن يقوموا بحمايتنا. لكن، نقول إنهم لا بد أن يبقوا حتى الوصول إلى حل سياسي.
وأضاف: نعم هزمنا داعش، ولكن الحرب ضده ما زالت مُستمرة. للوقوف في وجه داعش نحتاج إلى الوصول إلى حل سياسي. بالمختصر، نريد أن نحول بقاء أمريكا هنا إلى أرضية للوصول إلى حل سياسي.
سر تفاؤل الجنرال مظلوم
وختم الجنرال مظلوم عبدي تصريحاته بالتأكيد على تفاؤله حيال الأزمة السورية خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلي أن النظام السوري مُجبر على تغير مواقفه، خاصة أن الوضع الداخلي والاقتصادي والدولي لا يسمح له بالعودة إلى عام 2011، كما إن القوى الدولية بدأت تشعر أن المشكلة السورية لا بد أن تحل.
أما الجهات التي تريد خيار الحرب كتركيا والنظام السوري لا مستقبل لهم، والجهات التي تنادي بالحوار هي التي تتقدم.
وشدد على أنه في حال البدء بذاك الحوار سنكون موجودين ضمنه كوننا واقع ملموس هنا منذ عشرة سنوات،معربا عن اعتقاده انه في عام 2022 ستبدأ تلك الخطوات وسنشهد تقدم للعملية السياسية.
إقرا أيضا
الوحدة الوطنية أصبحت ضرورة..الجنرال مظلوم يوجه رسالة لـ إقليم كردستان