قامشلو/ أية يوسفأكدت لجنة التحقيق الأممية، في الثالث عشر من شهر أيلول الحالي، أن الاحتلال التركي ومرتزقته يرتكبون انتهاكات وجرائم حرب ضد الإنسانية في سوريا.
وأشارت اللجنة في تقريرها إلى الانتهاكات التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في المناطق التي احتلتها، وكشفت أنه يتم اعتقال الكُرد بتهمة أنهم على علاقة بالإدارة الذاتية ويتم تعذيبهم وتهجيرهم بشكل قسري.
وشدد التقرير على أن هجمات الدولة التركية المحتلة تستهدف المدنيين وخاصة في حلب والحسكة والرقة وعين عيسى وتل تمر، كاشفا أن الضباط والجنود الأتراك ما زالوا موجودين في مراكز شرطة في رأس العين وتل أبيض، وأن عمليات تعذيب شديدة ارتكبت ضد المدنيين الكرد على يد هؤلاء العسكريين الأتراك، مؤكداً أن تركيا مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، وأنه يجب على تركيا أن تتصرف وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وأن تلتزم بمنع التعذيب في الأماكن التي يوجد فيها مسؤولوها.
انتهاكات ممنهجة
من جانبه، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الأنسان، رامي عبد الرحمن، أن ما تشهده مناطق النفوذ التركي في شمال سوريا سواء درع الفرات أو نبع السلام ليست مجرد انتهاكات فردية.
وقال لـ “الشمس نيوز” الانتهاكات التركية سياسة ممنهجة لا تستهدف فقط احتلال المدن والأراضي بل تستهدف المدنيين الأبرياء والسكان الأصليين والمهجرين.
وأكد مدير المرصد السوري أن عملية التغيير الديمغرافي في عفرين مستمرة وبشكل واضح من قبل الاحتلال التركي من خلال بناء مستوطنات، ومحاولة استبدال السكان الكرد بقوميات أخري، وفرض اللغة التركية في كل المناطق التي تسيطر عليها تركيا.
فتنة دير الزور
وحل ما شهدته دير الزور من أحداث مؤخرا، يري مدير المرصد السوري أن التوتر الذي حصل في منطقة دير الزور كان جزءا من مؤامرة تركية إيرانية، بتؤاطا ومشاركة من النظام السوري، لافتا في الوقت نفسه لوجود مطالب مشروعة من أهالي دير الزور.
وأشار إلي أن تركيا سعت لخلق فتنة عربية كردية عن طريق أبو خولة المسؤول السابق في مجلس دير الزور العسكري والمعتقل الأن لدى قوات سوريا الديمقراطية نتيجة أعماله الفاسدة، وهو الذي خلق الضجة في دير الزور، حيث كان يغذى من تركيا وطهران ودمشق وأنقرة من أجل محاولة خلق وجر المنطقة إلى فتنة لتلبية شروط ورغبات إيران وتركيا بنقل المعركة من ضفة الفرات الغربية إلى الضفة الشرقية، مشددا في الوقت نفسه على أن الفتنة العربية الكردية انتهت ولا يمكن أن تعود من جديد بسبب الوعي لدى سكان المنطقة”.
واتهم مدير المرصد السوري المجتمع الدولي بالنفاق لأنه لم يعمل منذ البداية على وقف القتال في سوريا رغم قدرته على ذلك.
وأكد أن كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري سواء كانت تركيا أو إيران أو النظام يجب أن يحاكم، لافتا في الوقت نفسه إلي أن إقامة محاكم دولية بحق هؤلاء القتلة أكبر بكثير من أمكانيات المرصد، ويحتاج إلى أمكانيات دول وقرار سياسي دولي لمحاكمة قتلة الشعب السوري.
بقلم الناشط السوري / دلشير أفيستا

(ربما) يكون الذين أول من صرخوا بهذه العبارة عندما انطلق الحراك في سوريا في العام 2011 إنما فعلوها بعفوية و مصداقية لكن لم يمضِ وقتٌ طويل حتى أثبتت هذه العبارة فشلها الذريع بعد أن خرجت ما سُمِّي “بالثورة” عن الإطار الثوري المبدئي كما يجب أن تكون الثورات الحقيقية و كما تُفهم و بالتالي انزلقت نحو الأسلمة و الطائفية و التطرف و كأننا في قريش و في عهد الحروب و القتال بين “المؤمنين و الكافرين” هذا إما قوموية تارةً فيما لو تعلق الأمر بالكُرد حيث لم يشفع للكُرد مثلاً لا غالبيتهم المسلمة ولا غالبيتهم السُنِّية و إما دينية و مذهبية عندما يتعلق الأمر بمكونات عربية أخرى من دينٍ أو مذهبٍ مختلف؛؛ و هذا ما بدأت الوقائع تثبته و تبرهن عليه يوماً بعد يوم بحيث تضاربت تماماً مع العبارة المذكورة آنفاً ناهيكم عن أن البعض لاحقاً طبعَ حتى بعض الشعارات النظرية بطابعٍ طائفي سُنِّي واضح لا شك ولا لُبْسَ فيه.
أسلمة الثورة
هنا و بخصوص أسلمة الحراك دعونا نسأل سؤالاً للذين أسلموه و الذين يُفتَرَضْ أنهم “معتدلون” و ساروا خلفهم : هل كان المسلمون في سوريا محرومون مثلاً من ممارسة طقوسهم و شعائرهم الإسلامية؟؟؟ بالطبع لا بل كان النظام يبني لهم أو يسمح ببناء مساجد و جوامع أكثر من بناء المشافي و المدارس و أفران الخبز و غيرها من احتياجات المواطن للعيش الكريم.
كل هذا إذنْ أوضح مع الأيام أنه ليست هناك من ثورة حقيقية في البلاد أو في أفضل تقدير “إنها ثورة مشوهة” كالجنين الذي يولد مشوهاً بآثار واضحة على جسده أو قد يظهر جسده الخارجي سليماً لكن سرعان ما يكتشف الأطباء مختلف العلل و الأعراض المرضية بداخله مما يوحي بأنه غير قابل للحياة و إن عاش فسوف يكون عبئاً على أهله.
طالما أنها عجزت عن تأسيس مشروع وطني جامع و بلورته يستطيع أن يقود الوطن نحو الخلاص من الاستبداد و الدكتاتورية و إرساء الحرية و العدل و الديمقراطية للجميع.
فالمفهوم(الثوري) الوحيد لدى الغالبية العظمى حتى الآن من الذين يعتبرون أنفسهم أبناء الثورة هو “إسقاط النظام” فقط.
أنا لست ضد إسقاط النظام الفاسد و حيتانه و أجهزته القمعية المتسلطة و رحيلهم طبعاً لكن مالفائدة إذا كان من سيحل محله هو أكثر استبداداً و قمعاً و تسلطاً و إقصاءً و أكثر إجراماً كما أثبت الواقع ذلك منذ سنوات طويلة.
إذن أنا أنفي وجود “ثورة حقيقية” ليس لأنها انكسرت عسكرياً رغم كل الدعم العسكري الذي جاء للفصائل من هنا و هناك و إنما أنفي وجودها لأنها بالدرجة الأولى والأساسية فشلت و سقطت “أخلاقياً” و عليه فلا يهمني على الإطلاق أن تنتصر عسكرياً.
أما لو انتصرت أخلاقياً قبل كل شيئ و في المقابل خسرت عسكرياً و بات كل أبنائها إما في السجون أو المَهَاجِر و المنافي أو شهداء الحق فستبقى حينها بالتأكيد ثورة ناصعة و مشرفة و خالدة عبر التاريخ.
تخوين وطائفية
بالعودة إلى سياق التأطير الطائفي لم تكن الاتهامات تتوقف بحق المكونات الأخرى أو (الأقليات) كما يقولها هؤلاء باعتبارهم يشكلون الأغلبية بأنها تدعم النظام و تسانده في إجرامه ضد أهلهم السوريين ولاحقاً ضد “السُنَّة” و كان للكُرد طبعاً النصيب الأكبر من هذه الاتهامات ما أن لم ينخرط القسم الأكبر منهم في هذه المقتلة مجهولة المصير و استلم حزب الاتحاد الديمقراطي/PYD/ زمام الأمور على الأرض في المناطق الكُردية و أعلن عن انتهاجه للخط الثالث ثم تشكلت لاحقاً وحدات حماية الشعب/YPG/ و عندما بدأ هؤلاء(الثوار) يخسرون تدريجياً المناطق التي سيطروا عليها حيث شكلت مساحات شاسعة و تقدم النظام عسكرياً مرة أخرى رغم الدعم العسكري الهائل الذي كان يأتي لهم من هنا و هناك ارتفعت وتيرة الاتهامات ضد الكُرد تحت مسمى الـ/P.K.K/ على أنهم “ساعدوا النظام و خانوا الثورة و طعنوها في ظهرها” و ذلك لتبرير فشلهم و إلقاء اللوم و المسؤولية على الآخرين، بينما بقليلٍ من التفكير المنطقي بعيداً عن الهوبرة و الجعجعة فتلك الاتهامات ليست سوى هذيان مضحك و مثير للشفقة لأنه ببساطة بالإضافة لانتهاج سياسة الخط الثالث و اتخاذ موقف واضح حيال ما يجري، فالقوات الكُردية كانت أقل عدداً بكثير من الفصائل و كانت كذلك أقل تسليحاً من حيث الكم و النوع ولم يذهب منها مقاتل واحد إلى مناطق الاشتباكات الساخنة بين النظام و الفصائل بل التزمت البقاء في مناطقها للدفاع عنها ضد أي اعتداء من هنا و هناك حيث حدثت فعلاً اعتداءات كثيرة في السنوات الأولى.
و من جانب آخر نسمع كل الشوفينين المتزمتين عندما يتحدثون عن الوجود الكُردي في سوريا يقللون من شأنه عددياً بحيث لا يشكل الكُرد وفق مزاجهم سوى ثلاثة أو أربعة بالمئة و الذين انخرطوا في القوات العسكرية هم جزء صغير جداً من هذه النسبة المئوية الصغيرة ؛؛ إذنْ كيف استطاعت نسبة صغيرة جداً أن تفشل (ثورة) الأغلبية الساحقة التي كانت ستهزم النظام الذي يمتلك ترسانة عسكرية هائلة و فتاكة؟؟
و السؤال الآخر في هذا الصدد إذا كان الكُرد أو القوات الكُردية كانت “تساند النظام” وبالتالي هم “السبب خلف هزيمة (الثورة)” كيف إذنْ استطاع( الثوار) أن يتمكنوا من السيطرة على أكثر من ثلثين من الأراضي السورية قبل أن يخسروا و يتراجعوا ؟؟؟
و مثل هذه الاتهامات من حيث الغاية و المضمون طفت على السطح مرة أخرى بشكلٍ أو بآخر في سياق ما جرى من أحداث في دير الزور حيث ذهب البعض إلى اعتبارها نوعٌ من التشويه على الحراك في السويداء و ذلك خدمةً “للنظام” لتخفيف العبء عن كاهله بينما كانت تصريحات قيادة قوات سوريا الديمقراطية واضحة منذ البداية بأن هناك من هم مرتبطين بأجندات النظام و إيران يحاولون زعزعة الأمن و نشر الفوضى.
هنا أقول للذين اتهموا الكُرد سواء بشكل صريح أو مُبَطَّن بأنهم خانوا الثورة و طعنوها في ظهرها فمن خانها و سرقها و أكل منها هم أبنائها أنفسهم بالدرجة الأولى.
و من المثير للسخرية تارةً و الشفقة تارةً أخرى أننا و بعد مرور كل هذه السنوات و ما أفرزته هذه المقتلة الهوجاء لا زلنا نسمع بين الحين و الآخر في الساحات و المظاهرات هنا و هناك تلك الشعارات المُبْتَذَلة و المتهالكة التي عفا عليها الزمن مثل : “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” و عبارات من قبيل”ثورة الحرية و الكرامة و العدل”.
عزيزي أن تخرج و تصرخ ضد النظام خارج مناطق سيطرته أو في الساحات الأوربية هذه ليست حرية أو في أحسن الأحوال فهي حرية مشوهة و فاسدة في الوقت الذي تشكل فيه مناطق سيطرة فصائل ما يسمى بالجيش الوطني أكثر المناطق قمعاً و استبداداً و تشبيحاً و انعداماً للأمن و حرية التعبير و أنت تسميها “بالمناطق المحررة” و أنت نفسك لا تستطيع أن تذهب إليها و تنتقد فيها فصيلاً أو قائد فصيل هذا مثال من جهة أما من جهة أخرى هل يستطيع أحد من أبناء المكونات الأخرى أن يعيش فيها بسلام؟؟؟ هل يستطيع مثلاً جورج صبرا الذي ما زال معكم على (عهد الثورة) و يصرخ بكل عنفوان و حماس أن يعيش في تلك المناطق بسلام و طمأنينة لأسبوع واحد فقط ؟؟؟
كل هذا لا يعني أنني ضد تظاهركم و صراخكم ضد النظام في دمشق لكن حاولوا و فكروا بصدق و شفافية أن تنتصروا أخلاقياً قبل كل شيئ لتلك الحرية و الكرامة المنشودة و لا سيما تسمون أنفسكم بالأحرار و تعيشون في أماكن آمنة.
و فيما لو كان أحدهم سيقول بأنه لا يمثل الثورة أحداً من هؤلاء لا “أبو محمد الجولاني” ولا “أبو عمشة” و من لف لفيفهم و لا “الائتلاف” و لا “الحكومة المؤقتة” ولا من يحزنون إذنْ من يمثّل هذه الثورة على الأرض؟؟
مثل “د١١عـ-ـش” حيث الكثير يقولون بأن د١١عـ-ـش لا تمثل الإسلام بل جاءت لتشوه صورته.
السؤال هنا إذا كانت تشوه صورة الإسلام لماذا لم نشهد مثلاً ولا مظاهرة في أي بلد إسلامي تندد بـ د١١عـ-ـش؟؟؟
ازدواجية المعايير
أما بالحديث عن الواقع على الأرض و وجود عدة قوى أجنبية عليها، نرى أن الغالبية الساحقة من أبناء(الثورة) لا تعتبر الوجود التركي أيضاً احتلالاً مثلما تعتبر بقية القوى الأخرى محتلة لا سيما روسيا و إيران!!!!
لماذا هذه الازدواجية في التقييم و الاعتبار و خطورة المحتل التركي لا تقل أبداً عن خطورة الروسي و الإيراني في الوقت الذي يفرض في مناطق تواجده رفع علمه و التعامل بعملته و يفرض ثقافته و إيديولوجيته و إدارة تلك المناطق إما بأيدي أتراك أو بأيدي من هم أكثر ولاءً و طاعةً للأتراك.
حتى الفصائل العربية و قادتها الذين يتسابقون لتقديم فروض الطاعة و التملق لسيدهم التركي فهو لا يثق بهم ولا يستثيغهم ولا يكن لهم أي اعتبار لأن العنصر التركماني متقدم على العنصر العربي بالولاء و الأفضلية و ما يشفع للفصائل العربية عند التركي هو القمع و التشبيح الذي يمارسونه بحق السكان الكُرد بالدرجة الأولى /منطقة عفرين مثالاً/.
حتى تلك اللحظة التي كان التركي يَتَبَجَّحْ فيها بأنه “يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته و أنه لن يتركه ولن يخذله مهما كلف ذلك من ثمن ولن يضع يده أبداً بيد نظام مجرم قاتل” و كنا نسمع بين الحين و الآخر أحداً من الساسة الأتراك يقول بأن “تركيا هي الوحيدة التي تدافع عن الشعب السوري” رغم أن ذلك يحرجها كثيراً و يتسبب لها بالتحديات و المصاعب و من جهة أخرى كان اللاجئون السوريون في تركيا يعيشون بمستويات مقبولة من الأمان و الحماية رغم أنها عملياً لم تكن أفضل كثيراً من أحوال اللاجئين السوريين في دول الجوار أما بالنسبة لبلدان اللجوء الأوربية فبالتأكيد تركيا كانت أسوء بلد ولا مجال للمقارنة بينها وبين أسوء بلد أوربي في إطار اللجوء و كذلك شعار “المهاجرين و الأنصار” الخ من الأساليب المُخَدِّرة كان يمكن تفهم أولئك الذين لا يعتبرون تركيا أيضاً بلد محتل مثل القوى الأخرى لأنهم كانوا يمتلكون حيزاً لا بأس به من المحاججة كما أسلفت أعلاه و بالتالي كان من العبث محاولة حثهم على اتخاذ موقف واضح في هذا الإطار.
أما و أن بدأت الأقنعة بالسقوط واحداً تلوا الآخر و ظهر الوجه القبيح للتركي و فعل الكثير على عكس ما كان يبيعه للسوريين من شعارات واهية مزيفة لأن مصالحه أهم من أي اعتبار آخر.
أولاً: فقد سعى إلى التطبيع مع النظام و كان أكثر حماساً و طلباً لذلك و حدثت بالفعل بعض بوادره.
ثانياً: المئات من السوريين المدنيين العُزَّل قُتِلوا على الحدود على أيدي حرس الحدود التركي.
ثالثاً: ها نحن نشهد منذ فترة بشكل شبه يومي حالات اعتداء عنصرية متطرفة في تركيا ضد السوريين لدرجة أن قتل السوريين بدم بارد صار روتيناً مُعْتَمَدَاً و طقساً من طقوس المتعة و الترفيه؛؛ و بالطبع كل من يُقتَلْ أو يُضْرَبْ أو تُهان كرامته تذهب دمائه و كرامته أدراج الرياح.
ناهيكم عن حالات الابتزاز المتكررة التي كان الرئيس التركي يحاول أن يبتز الأوربيين و تكون أداته في ذلك اللاجئين السوريين فقط ليحصل من البلدان الأوربية على الأموال و بذلك كان يُشْهِرْ اللاجئ السوري في وجه الأوربيين كأداة رخيصة جداً و كبُعْبُعٍ أو فَزَاعةٍ مخيفة دون حساب أية قيمة أو اعتبار إنساني له.
تركيا والسوريين
و في هذا الصدد لابد أن نذكر أيضاً نقطة في غاية الأهمية؛؛ فقبل أن تجري الانتخابات الرئاسية و البرلمانية في تركيا في شهر أيار الماضي من هذا العام 2023 حيث كانت أحزاب المعارضة التركية ولا سيما حزب الشعب الجمهوري يصرح بوضوح أنه سيقوم بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم عندما يفوز بالانتخابات و يعتلي سدة الحكم ولا يرى أي ضيرٍ من إعادة فتح العلاقات التركية مع النظام السوري، كان هؤلاء السوريين يعبرون عن مخاوفهم من ذلك و بالتالي تمنوا أن يفوز أردوغان و حزبه باعتباره (حامي حمى السوريين).
و قد فاز أردوغان و هاهي السلطات التركية تقوم بترحيل اللاجئين السوريين على قدمٍ و ساق.
مع ذلك ترى و كأنهم يحاولون أن يبعدوا اللوم و المسؤولية عن الحزب الحاكم من خلال بعض التبريرات أو التغاضي و كذلك بخصوص الاعتداءات التي يتعرض لها السوريون في تركيا يضعون كل المسؤولية على أحزاب المعارضة في ذلك أي أنها “هي التي تزرع ثقافة التحريض والعنصرية و الذين يعتدون على السوريين هم من أنصارها حصراً”.
هذا نوع من إيهام و تضليل النفس قبل أن توهم الآخرين، أو دعونا نقولها بالعامية “عم تجدبها عليِّ ولا على حالك؟”.
فلو أرادت السلطات فعلاً أن تضع حداً لهذه الاعتداءات لفعلت ذلك من أول حادثة اعتداء و عاقبت المعتدي و أنصفت المعتدى عليه و بالتالي كان تطبيق القانون قولاً وفعلاً سيردع الآخرين و يكون عبرة لهم ما أن فكروا مجرد تفكير بأن يعتدوا على السوريين.
فهي ليست عاجزة عن ذلك، ألم تروا بأن أردوغان زج بألوف مؤلفة في السجون دون أن يَرُفَّ له جُفْنٌ؟؟
و إذا كان المستهدف كُردياً و يقوم الأمن بملاحقته و إلقاء القبض عليه لا يبقى إلا أن تشارك سيارات و عناصر الإطفائية أيضاً في ملاحقته و تطويقه.
إذنْ السؤال بعد كل هذا لماذا لا نرى حتى الآن موقفاً واضحاً يمكن اعتباره موقفاً وطنياً ضد تركيا و اعتبارها أيضاً بلد محتل ؟؟؟ما هذا السر و ما هو اللغز في ذلك؟؟؟
هذا السؤال طبعاً فقط للسوريين المقيمين خارج تركيا و خارج مناطق احتلالها في الشمال السوري الذين يعتبرون أنفسهم أحرار.
و في هذا السياق أي ضرورة اتخاذ السوريين لموقف واضح من تركيا هناك مشكلة أخرى مستعصية بعض الشيئ و هي أن قسمٌ من السوريين من أبناء (الثورة) المعتدلين و ليس فقط السوركيين عندما تتحدث معهم أنت ككُردي عن الدور السلبي لتركيا في الشأن السوري يعتقد بأنك “تحاول جره معك إلى الصراع بين الكُرد وتركيا” و يقول لك”لا شأن لي بينكم فلدي قضيتي السورية” هذا إن قَبِلَ أصلاً بوجود عداء تركي مقيت و مزمن للكُرد، لأن هناك أيضاً من ينفي وجود أي عداء تركي ضد الكُرد.
يا عزيزي الكُرد لا يطلبون من أحد الدفاع عنهم ضد عدوان الدولة التركية ولا يحاولون كذلك جر أحد إلى صراعهم على غَفْلَةٍ منه إن كان بالخداع أو التغرير بل لأنهم اختبروا جيداً عقلية الدولة التركية حيث تملك تاريخٌ حافل بالأكاذيب و النفاق و الابتزاز و نكث العهود، لا أمان لها ولا ذمة ولا عهد على الإطلاق و بتدخلها في الشأن السوري و احتلال عدة مناطق. صحيح أن الكُرد هم أكثر المتضررين من ذلك لكن بالنهاية لن يستفيد أحد من التركي ولن يجني منه سوى الخيبة و الخذلان بالإضافة إلى أن قسم ممن يعتبرون أنفسهم (ثوار) عادوا الكُرد و تسببوا لهم بالمآسي فقط لأن التركي طلب منهم ذلك لا لشيئ آخر.
قامشلو/ أية يوسفأطلقت قوات سوريا الديمقراطية في السابع والعشرين من آب الماضي عملية “تعزيز الأمن”، ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي وتجار المخدرات، حيث تحولت العملية الأمنية إلى الاشتباكات بين قسد ومسلحين مواليين لإيران والنظام السوري.
وأصدر المكتب الإعلامي لقوات سوريا ديمقراطية بياناً على موقعها الرسمي أعلنت فيه عن انطلاقها بعملية “تعزيز الأمن” وأفاد من خلالها أن العملية ستهدف ملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم، وتجار المخدرات وخلايا تنظيم داعش الذين يقوموا بضرب أمن واستقرار المنطقة، مشيراً البيان بأنه سيتم إنفاذ حكم قانوني ضدهم.
وفي نفس اليوم التي أصدرت به قسد عملية تعزيز الأمن شهدت سجن الصناعة التي يحتجز الاف عناصر تنظيم داعش، استنفاراً كبيراً وكان هناك أنباء عن دخول سيارة مفخخة، وفرار بعض العناصر منها.
بعدها تداولت منصات التواصل الاجتماعي عن توقيف قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل الملقب بـ “أبو خولة” بتهمة ارتكابه جرائم جنائية، وبحسب المصادر أن تم توقيفه مع أثنين من عناصره في مدينة الحسكة.
وأعلنت قسد عزل أبو خولة بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة، وارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات ليكون ذلك أول إعلان رسمي من قسد حيال مصير أبو خولة الذي كثر الحديث عنه مؤخراً وبات مثيراً للجدل.
وبعدها شهدت منطقة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قسد ومسلحين العشائر الذي كان يؤديهم شيخ عشيرة العكيدات، إبراهيم الهفل، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على عدة بلدان من منطقة دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي العشائر منها، فيما سيطرت على بلدة عزبة، صحبة، شحيل، بصيرة جديدة، ذيبان وأجزاء من الطيانة.
وفي الخامس من آب/أغسطس الماضي، قال الموقع الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية، إن القيادة العامة لقواتها استقبلت ثلاثة وفود من رؤساء وشيوخ عشائر دير الزور وريفها، وبحث الجانبان احتمالات تطورات الوضع والتجهيزات لمواجهة أية حالة طارئة من النواحي الأمنية والعسكرية وفقاً للبيان الرسمي.
وجاء في بيان قسد الأول عن العملية في دير الزور قال إنها “إحدى المراحل المتقدمة في الكفاح المشترك التي تقوده قواتنا بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي ضد داعش”.
وتابعت أنها نتيجة للنداء لبت مناشدات السكان والوجهاء، وبدأت بتمشيط القرى الخمس، حيث قامت بتطهيرها بعد فرض الاستسلام على المسلحين، فيما لاذ قسم منهم بالفرار ولجأ إلى غربي الفرات في مناطق سيطرة حكومة دمشق.
وذكر البيان أن القوى وعلى رأسها حكومة دمشق وتركيا حاولا خلق الفتنة، ولكن التواصل المستمر بين قسد وسكان المنطقة أغلق الطريق أمامهم وأمام المتربصين بزعزعة أمن المنطقة، إلى أن وصلت العملية إلى النجاح.
الدور التركي
ووجدت تركيا الفوضى والاشتباكات في دير الزور حجة لمهاجمة مدينة منبج لمحاولة السيطرة عليها تحت غطاء العشائر.
في إطار آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده للعشائر العربية، وقال في تصريحات له، إن موقف العشائر العربية في هذا المجال وطني بوصفها صاحبة تلك المناطق الأصلية وليس حزب العمال الكردستاني، أو ما يعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي وصفها بأنها إرهابية.
ولفت أردوغان إلى أن هذين الطرفين ارتكبا المجازر بهدف السيطرة على حقول النفط في دير الزور، وأن تركيا وجهت التحذيرات اللازمة للدول المجاورة بهذا الشأن.
الجدير بالذكر أصدرت القوات سوريا الديمقراطية أمر باعتقال شيخ عشيرة عكيدات إبراهيم الهفل بسبب تحريضه للفتنة بين العشائر العربية وقسد، وبحسب المصادر أن الهفل لاذ بالفرار للمناطق تحت سيطرة حكومة دمشق.
مؤامرة تركية
عبر خبراء مصريون عن قناعاتهم بوجود مخطط تركي تأمري وراء أحداث الفتنة التي تشهدها محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، مؤكدين أن الدور التركي واضح جدا في صناعة الأزمة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت مساء الجمعة 8 أيلول الجاري انتهاء العملية العسكرية الأساسية في دير الزور والانتقال إلى العمليات الأمنية المحددة.
ونشر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بياناً إلى الرأي العام والإعلام، حول عملية ” تعزيز الأمن” التي اطلقتها في 27 آب المنصرم، في ريف دير الزور، ضد خلايا داعش وتجار المخدرات والعناصر الإجرامية.
وخلال البيان نشر المركز الإعلامي حقائق حول العملية، وأشارت إلى مقتل 25 مُسلَّحاً، واستشهاد 25 مقاتلاً، وإصابة 9 مدنيين برصاص المسلحين، واعتقال مرتزقة لداعش وللدفاع الوطني .
وأكد البيان أن “بعض القوى وعلى رأسها النظامين السوري والتركي، حاولا خلق الفتنة، إلا أن التواصل المستمرّ بين قوات سوريا الديمقراطية وأهالي المنطقة واطّلاعها المستمر على مجريات العملية، أغلق الطريق أمام المتربّصين بزعزعة أمن المنطقة، وأوصلت العملية إلى النجاح”.
واتفق الخبراء مع بيان قوات سوريا الديمقراطية حول الدور التركي في الأزمة، مؤكدين فإن شعوب المنطقة وفي مقدمتهم العرب والكرد مطالبون بالوقوف في وجه المؤامرة التركية التي لا تريد سوي إسقاط مشروع الإدارة الذاتية والتدخل في شؤون الدول.
مؤامرة أردوغان وهاكان
وأكد الكاتب والمحلل السياسي المصري، إبراهيم شعبان رفضه تمامًا للصيغة التي يتحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته عن الاشتباكات في دير الزور السورية وتصويرها بأنها حرب بين العرب والأكراد.
وقال شعبان لوكالتنا “إن أردوغان يحاول أن ينشر الفتن في شمال سوريا وهى طريقة جديدة لإخضاعها وتنفيذ أجندته.”
وطالب المحلل السياسي المصري”أردوغان بالانسحاب من شمال سوريا والابتعاد عن محاولة شرعنة الاحتلال التركي للأراضي السورية تحت مسميات مختلفة”.
ويعتقد شعبان أن “تركيا لها يد واضحة في إشعال الاشتباكات في دير الزور، وتأجيج نار الخلافات لتصحيح أطماعها وهذا لا يحتاج إلى دليل. فسياسة تركيا الاستعمارية العسكرية في سوريا راسخة ومدمرة فيها من بعد 2011. مؤكدا أن يد تركيا العسكرية وراء دمار سوريا وكل المنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وغيرها “صنيعة تركية”.
ويري المحلل السياسي المصري أن “تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والذى كان رئيسا للاستخبارات التركية لسنوات طويلة، وتحريضه على الفتنة بين مكونات شمال شرق سوريا ليست بالجديدة ولا الغير متوقعة، خاصة أن هاكان هو مهندس العمليات التركية القذرة فى تركيا”.
وبحسب شعبان فإن “الهدف التركي هو تأليب مكونات شعوب شمال سوريا من أجل صناعة فتنة تركية رخيصة، بين العرب والأكراد تحديدا، مشددا على أن فلسفة أخوة الشعوب التي وحدت العرب والكرد في شمال سوريا قادرة على إنهاء أى خلاف مصنوع بينهما”.
واختتم إبراهيم شعبان، بالقول أن “اشتباكات دير الزور ستتوقف حال رفع الاحتلال التركي يده عن سوريا، كما أن الأزمة في سوريا كلها، قد تنتهي حال تركت أمر سوريا لأهلها، وتوقف المد الاستعماري التركي في المنطقة العربية. محذرًا: من حرب طويلة في دير الزور ومحافظات سورية أخرى، إن استمرار التدخل التركي السافر واستغلال الأزمة الأخيرة”.
أصابع تركيا
ويري الباحث والمؤرخ المصري على أبو الخير أن “ما حدث في الشرق السوري من مصادمة بين قوات سوريا الديمقراطية وبعض العشائر العربية يؤكد وجود أصابع تركية تعمل على تزكية الخلاف للوصول إلى درجة الصدام المسلح”
وقال لوكالتنا ” أن ما يؤكد وجود أصابع تركية وراء الأزمة هو تصريح وزير الخارجية التركي ماكان فيدان وإلقاء المسئولية على الكرد وهو أمر مفهوم ومتوقع في ظل القمع التركي الكرد منذ أتاتورك حتى اليوم”.
وبحسب المؤرخ المصري فإن “الرئيس التركي رجب أردوغان يريد تصدير الخلاف في الداخل السوري حتى يتجنب صدام مع الشعب الكردي في تركيا وهو يمهد لحل حزب الشعوب حتى لا يجد الكرد حزبا يتبنى او يتعاطف مع قضيتهم”.
وأشار إلي أن “الدعوات والتوقيعات في داخل وتركيا وخارجها التي تطالب الإفراج عن الزعيم عبد الله أوجلان تضع أردوغان أمام ضغط شعبي وبالتالي يريد إلهاء دعاة إنهاء العزلة والكرد في سوريا من أجل ديمومة الصدام وبقاء الصراع واستمرار الأزمات بالنطقة بما يحقق مصالح أردوغان ونظامه”.
وأكد أن “المطلوب من الأشقاء الكرد والعرب جميعا منع الفتنة َوعدم السقوط فى الفخ التركي وعدم إعطاء أردوغان الفرصة للهروب إلى الأمام، داعيا العرب لتاييد ومشاركة الكرد فى دعوات وفعاليات المطالبة بالإفراج عن أوجلان، وداعيا الكرد في الوقت نفسه بالوصول لحالة الانسجام الشعبي في الشرق السوري وفي كل الأرض السورية”.
هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره السوري بشار الأسد على خلفية تصريحات الأخير جول شروط دمشق لاستعادة العلاقات مع تركيا.
وبحسب وسائل إعلام، دعا أردوغان نظيره السوري للابتعاد عن أي تصرفات تلحق الضرر بمسار التطبيع.
وخلال عودته من مدينة سوتشي الروسية، اليوم الثلاثاء، قال أردوغان أنه لا يرى أي خطوة إيجابية من الأسد لإعادة العلاقات مع سوريا.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد أيام من أخرى أدلى بها رئيس النظام السوري بشار الأسد، وضع فيها انسحاب القوات التركية من الشمال شرطاً أساسياً لعودة العلاقات.
جاء كلام الأسد خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، شدد فيه الأخير على وقوف بلاده إلى جانب دمشق.وساطة روسية
في حين تأتي هذه التحركات وسط سعي روسي مستمر منذ أشهر، تمثّل باتصالات على أعلى مستوى دفعاً لعودة الاتصالات بين أنقرة ودمشق.
يشار إلى أن محادثات ثلاثية جرت قبل فترة، بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا في لقاء رسمي كان الأول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
وأعلنت موسكو مراراً عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين.
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المناطق الكردية، وتمكنت قواتها بالتعاون مع ميليشيات سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا.
تحدثت تقارير صحفية عن مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين القوي الكبري داخل الأرض السورية.وبحسب وسائل إعلام، فإن المناورات العسكرية التي تقوم بها أطراف النزاع المسلح في سوريا يبدو أنه إشارة متبادلة لصراع وشيك في شرق البلاد ، ولكن ليس مثل كل معركة .
وبحسب لصحيفة اندبندنت فإن الحرب القادمة ستكون حاسمة إذا اندلعت فهي أشبه بحرب البقاء على قيد الحياة في الأراضي ذات الأهمية الاستراتيجية مدفوعة برغبة ساحقة في طرد المعارضين من الأرض.
ووفقا للتقرير فإن شرق سوريا معرضة لأن تشهد عملية عسكرية كبري بين روسيا وأمريكا في ظل استعدادات قوية جريها الطرفين على قدم وساق بعد سلسلة من المناوشات بين الطائرات الروسية والأمريكية.
وخلال الأيام الماضية، زادت الولايات المتحدة حشدها القتالي، بما في ذلك الطائرة ” الشبح “لأول مرة في السماء السورية، كما تستعد موسكو من خلال مناورات مع القوات النظامية للمعركة القادمة.
المعلومات الأولية تفيد عن إطلاق التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تدريبات عسكرية في قواعد تسيطر عليها شرقاً بالتوازي مع تحضيرات وزارة الدفاع “البنتاغون” لعملية عسكرية باتجاه ريف محافظة دير الزور الشرقي والشمالي ومن بينها المدن الحدودية مع العراق، مثل البوكمال والميادين وهذه الرقعة تتمركز بها فصائل مقاتلة ومدعومة من النفوذ الإيراني.
مناورات ليلية
في غضون ذلك، يتسارع سباق التسليح والتحصين والإمداد بين الطرفين على وقع المناورات والتدريبات الكثيرة، إذ نشرت من جهتها وزارة الدفاع الروسية مقطعاً مصوراً لأول مناورات ليلية أجرتها قواتها مع نظيرتها السورية في محافظة حماة غرب البلاد، وتظهر أعمالاً قتالية تحاكي معركة ليلية.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المناورات أجريت بمشاركة مقاتلات “سو-24″ و”سو-35” الروسية وتشكيلات مدفعية لضرب أهداف حساسة للجماعات الإرهابية.
موسكو رصدت مقاتلات الشبح الأميركية “أف-35” في سماء سوريا، وفق مركز المصالحة الروسي، وهي نوع من المقاتلات المتطورة التي تدخل لأول مرة الأجواء، في وقت استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي إرادة لدى قوات بلاده للاشتباك العسكري مع الولايات المتحدة لكنه أعرب عن استعدادها لأي سيناريو محتمل.
المركز الروسي قال إنه “سجل ستة انتهاكات لطائرات من طراز “أف-16” وأربع طائرات من طراز “أف-35” وثلاث مسيرات أميركية في منطقة التنف التي تمر عبرها الخطوط الجوية الدولية، في المقابل لم تخف واشنطن وصول طائرة “أف-35″ إلى الشرق الأوسط، وتعزو ذلك لتعزيز قوة الردع ضد إيران وللمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا”.
قطع الطريق
إزاء هذه التطورات تكثف دمشق وطهران من اتصالاتهما السياسية والأمنية، على وقع قرع طبول الحرب، ومعها جاءت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العاصمة السورية، منتصف يوليو (تموز) الماضي، وهي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً تزامناً مع معلومات استخباراتية ترجح عزم واشنطن قطع الطريق بين سوريا وإيران مروراً بالعراق.
بالعودة إلى الوراء، وقفت واشنطن في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما موقفاً رافضاً لإرسال جنود أميركيين إلى سوريا لكن الأمر تغير في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 بوصول 50 جندياً من القوات الخاصة لممارسة نشاط استشاري غير قتالي.
آنذاك عدت هذه الدفعة الأميركية بمثابة أول وجود عسكري للولايات المتحدة على الأراضي السورية، منذ بداية الحرب بها، بعد تشكيل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” في أغسطس (آب) عام 2014 حتى سقوطه في عام 2019 في منطقة الباغوز شرق سوريا وعبر هذه السنوات زاد حضور المقاتلين إلى نحو 1000 مقاتل.
قرار إشعال فتيل الحرب قد اقترب، وهذا ما يفسر حدة التصريحات الصحافية التي يطلقها الساسة في دمشق، بدءاً من اتهام الخارجية السورية واشنطن بنهب النفط السوري، وصولاً إلى كلمات وزيرها فيصل المقداد شديدة اللهجة من طهران مطلع أغسطس الجاري “من الأفضل للجيش الأميركي أن ينسحب من الأراضي السورية قبل أن يجبر على ذلك”.
وقررت واشنطن في عالم 2019 إبقاء القوات الأميركية في شرق سوريا للمحافظة على آبار النفط من استيلاء تنظيم “داعش” الإرهابي عليها أو أية جهات أخرى وفق حديث لوزير الدفاع الأميركي وقتها مارك إسبر.
واكتفت أميركا بتقليص عدد قواتها بعد أن أقر الرئيس السابق دونالد ترمب سحب قواته نهائياً، وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات وعده سياسيون في واشنطن خيانة للقوات الكردية التي حاربت معها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وتركهم يواجهون تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعلى نحو ما تراقب الأطراف بحساسية بالغة أي تقدم من الخصوم، فمن يكون البادئ بقطع الطريق على الآخر، لا سيما مسعى واشنطن لإجهاض التحالف “العراقي السوري الإيراني” المتزايد شرقاً قبل ولادته، وهذا ما دفعها إلى تنفيذ مناورة مشتركة مع ما يسمى “جيش سوريا الحرة” وقوات “قسد” (سوريا الديمقراطية) وخبراء من الجيش الأميركي في منطقة يطلق عليها “55 كيلو”، هدفها تقطيع أوصال الشرق السوري لإنهاء النفوذ الإيراني وإطباق الحصار على دمشق من كل الجهات، في حين تسعى روسيا إلى إعادة الحقول النفطية والأراضي الخارجة عن سيطرة دمشق.
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات استغاثة أطلقها لاجئين سوريين تقطعت بهم السبل في جزيرة هيلاس اليونانية في طريقهم لأوروبا لأكثر من أسبوعين حيث لم يتمكنوا من العودة إلى تركيا وظلوا عالقين في إحدى الجزر اليونانية .
وبحسب وسائل إعلام، أطلق اللاجئون نداء استغاثة موجها إلى السلطات اليونانية ، قائلين: “نحن سوريون بلا طعام أو دواء ، ذهبنا إلى الجانب اليوناني ، رفضونا ، حاولنا العودة إلى الجانب التركي رفضونا. لدينا امرأة حامل وطفل مريض وشخص مسن وشخص مسن يعاني من كسر في ساقه. نحن خائفون وجائعون ومتعبون. نحن بحاجة إلى مساعدة المنظمات الإنسانية. الرجاء مساعدتنا على الفور”.وفقا لمنظمة “اللاجئون في ليبيا” فإن المجموعة “تضم 28 طفلا ، 18 رجلا و 11 امرأة ، يعاني الكثير منهم من مشاكل صحية ويعيشون بدون طعام وشراب ورعاية طبية منذ حوالي 16 يوما.”
غادر المهاجرون السوريون تركيا في 7/14 وتعرضوا للهجوم من قبل مسؤولي الأمن اليونانيين.اعترفت السلطات في البداية بوجودهم على أراضيها ، لكنها نفت ذلك لاحقا”.
ووفقا لصفحة” أوروبا العربية ” على فيسبوك ، فإن المهاجرين السوريين تقطعت بهم السبل في جزيرة صغيرة على نهر إيفروس في اليونان وعلى الحدود مع تركيا ، و هاجمهم مجهولون يوم الثلاثاء الماضي.
زاد عدد المهاجرين العالقين في اليونان بشكل كبير مؤخرا ، مما منعهم من التقدم على طول ما يسمى طريق البلقان إلى البلدان الغنية في شمال وغرب أوروبا.
بعد قرار السلطات المقدونية بإغلاق الحدود مع اليونان ، يعيش اللاجئون والمهاجرون-معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان – في وضع إنساني صعب للغاية.
واصلت اليونان خفض الدعم لطالبي اللجوء واللاجئين في الوقت الذي تعزز فيه سياساتها بشأن الهجرة في جميع أنحاء أوروبا ، حيث تتوقف المساعدات المالية لمئات الدولارات شهريا بمجرد حصول طالبي اللجوء على وضع اللاجئ.
في مايو 12 العام الماضي, علقت أثينا برنامجا يموله الاتحاد الأوروبي دفع إيجارا لعشرات الآلاف من اللاجئين على مدى الماضي 7 سنوات.
كشفت تقارير صحفية عن خطر كبير يطارد الالاف من المرضي في مناطق شمال غرب سوريا وارتفاع حالات الوفيات بين مرضي الشرطان بسبب عدم تلقيهم العلاج.وبحسب وسائل إعلام محلية، أطلق ناشطون وإعلاميون حملة لإنقاذ مرضى السرطان في الشمال السوري، مع ارتفاع عدد حالات الوفاة لعدم توافر العلاج.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بإنشاء مركز متكامل لعلاج الأورام السرطانية، على الحدود السورية التركية، في منطقة آمنة، بعيداً عن قصف مختلف القوات التي تتمركز في سوريا لإنقاذ حياة 3 آلاف شخص، بينهم سيدات وأطفال ينتظرون العلاج.
من جانبه، وفي استجابة للحملة الشعبية ، أعلن معبر باب الهوى الحدودي، في بيان رسمي له، الثلاثاء أنه اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء، سيتم السماح للسوريين الذين يعانون من مرض السرطان بالدخول إلى الأراضي التركية لمتابعة علاجهم.
ونشرت إدارة المعبر في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، بياناً أكّدت من خلاله سماح السلطات التركية باستئناف دخول مرضى السرطان المستشفيات التركية لمتابعة علاجهم.
وبحسب تقارير صحفية فإن عدد الإصابات المسجلة بمرض السرطان وصل إلى 3000 مصاب، 65% منهم نساء وأطفال، نصفهم يتلقى العلاج داخل مشافي الشمال، وخلال الشهور التي تلت الزلزال تم تسجيل 608 إصابات، كما يحتاج للعلاج 876 مصاباً.
وتزداد معاناة مرضي السرطان بالشمال السوري مع تدهور الخدمات القطاع الصحي في المنطقة ونقص الإمكانات نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد.
ومنذ الزلزال، زاد عدد مرضى السرطان في إدلب ومناطق سيطرة المعارضة بـ608 حالات، ليبلغ عدد المصابين بالمرض والمحتاجين للعلاج 3200 حالة.
ومن المعروف أن مناطق الشمال الغربي بسوريا تسيطر عليها جماعات معارضة موالية لتركيا، ويقطنها حوالي 4.6 مليون شخص.
تحدثت الكثير من التقارير الصحفية عن بوادر خلافات قوية تلوح في الأفق بين موسكو وأنقرة علي خلفية المواقف التركية الأخيرة التي تراها روسيا أقرب لمواقف الغرب العدائية تجاه روسيا.
وبحسب وسائل إعلام فقد اعتبر مسؤول كبير بمجلس الدوما الروسي أن تركيا تتحول إلي دولة غير صديقة لروسيا.
ووصف فيكتور بونداريف- رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي (مجلس الشيوخ) ممارسات وسياست تركيا الأخيرة تجاه روسيا بأنها طعنة في الظهر، معتبرا أن تركيا مستمرة بشكل تدريجي وثابت في التحول من دولة محايدة الى دولة غير صديقة لروسيا”.
تصريحات بونداريف حول الخلافات الروسية مع تركيا، أكدها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، كاشفا عن وجود خلافات في وجهات النظر بين بلاده وتركيا دون ذكر أسباب هذه الخلافات، مؤكدا في الوقت نفسه “إن موسكو عازمة على تطوير الحوار مع تركيا”.
توتر مكتوم
وتشهد العلاقات بين أنقرة وموسكو توترا مكتوما على خلفية أكثر من قرار تركي أثار قلق وغضب روسيا، خاصة بعد موافقة تركيا على تسليم قادة فوج أزوف الأوكران إلى الرئيس زيلينسكي خلال زيارته لأنقرة، رغم وجود إتفاقية بين روسيا وتركيا وأوكرانيا بأن يبقى هؤلاء القوميين في إسطنبول ولا يعودوا إلى أوكرانيا حتي نهاية الحرب.
وكذلك موافقة تركيا على انضمام السويد الى حلف الناتو، فضلا عن إعلان أردوغان خلال استقباله زيلينسكي تأييده انضمام أوكرانيا مستقبلا إلى حلف الناتو.
ورغم الغضب والقلق الروسي من التحركات التركية تجاه الغرب، فإن الخطاب الروسي الرسمي كان حذرا في التعامل مع تركيا، وسعي لتحذير تركيا من الغرب حيث أعلن المتحدث باسم الكرملين أنه يتعين على أنقرة عدم وضع نظارات وردية، فلا أحد في أوروبا يريد انضمامها للاتحاد الأوروبي”.
وتابع بيسكوف: “يمكن لتركيا أن تتجه نحو الغرب، فنحن نعلم بأنه في تاريخها كانت هناك فترات من التوجه المكثف نحو الغرب وكانت هناك فترات أقل كثافة، ولكننا نعلم أيضًا أن الأوروبيين لا يريدون رؤية تركيا في أوروبا”.
وبحسب خبراء فإن المواقف التركية العدائية تجاه روسيا ليست جديدة بل أن أنقرة طالما أخذت الموقف المناهض للسياسة الروسية في معظم الملفات الدولية، مؤكدين في الوقت نفسه أنه من غير المرجح أن يحدث انفكاك في العلاقات الروسية التركية لأنها استراتيجية وعميقة وتصب في مصلحة البلدين.
ويري الخبراء أن علاقات البلدين في سوريا أكبر من أن تتأثر بهذه الخلافات خاصة أن موسكو وأنقرة ينخرطان في الأزمة السورية منذ سنوات ويستطيعان تجاوز أى خلافات خارجها”.
رأي غير رسمي
واعتبر د.عمرو الديب الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية أن تصريحات رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما ضد تركيا لا يمكن التعويل عليها أو التعامل معها بجدية مؤكدا أنها لا تمثل وجهة النظر الرسمية في سوريا خاصة أن من أطلقها ليس شخصية تنفيذية ولا يشارك في عمليات صنع القرار الروسي.
وقال لوكالتنا ” يمكن اعتبار هذا التصريح أنه نوع من الرأي الشخصي حول العلاقات الروسية التركية لا أكثر ولا أقل”.
وأكد الديب وهو مدير النسخة العربية بمركز خبراء مركز رياليست الروسي إن “تركيا دولة مهمة في السياسة الخارجية الروسية ولا يمكن اعتبارها دولة غير صديقة لروسيا لأن هناك العديد والعديد من الملفات الساخنة والمهمة جدا التي تشترك فيها البلدين”.
ويعتقد الخبير في الشؤون الروسية أن “ما حدث في الفترة الأخيرة من أمور يمكن اعتبارها سلبية في العلاقة بين أنقرة وموسكو مثل الإفراج عن قادة كتيبة أزوف الأوكرانية الذين كانوا محتجزين في تركيا أو دعم أنقرة الغير محدود لكييف أو الموافقة التركية على انضمام السويد لحلف الناتو مشيرا إلي أنه يمكن في نهاية التوصل لحل وسط وتقريب وجهات النظر حول هذه القضايا لان روسيا وتركيا يعتمدان بشكل كبير على بعضهما البعض”.
وحول تأثير تلك الخلافات على التنسيق بين البلدين في سوريا، أكد الخبير في الشؤون الروسية أنه “على مدار سنوات الأزمة السورية أثبتت كلا من أنقرة وموسكو قدرتهما على تنسيق المواقف وتجاوز أى خلاف خارج حدود سوريا وذلك لرغبة الطرفين في الحفاظ على مصالحهما المشتركة وقدرتهما على التعاطي مع أى خلافات”.
خلافات ولكن
بدوره، يعتقد د.نور ندا الخبير المصري في الشؤون الروسية أن “تصريحات رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الدوما تؤكد أن مؤسسات الدولة الروسية لم تنسى دور تركيا ورئيسها أردوغان فى دعم الأضطرابات الشعبية فى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ودعمها العسكري لجمهورية أذريبجان فى صراعها مع أرمينيا، فضلا عن دعم أنقرة لجماعات متطرفة مرتبطة بنظام كييف بشبه جزيرة القرم بالسلاح والتدريب، بجانب دور تركيا فى إمداد أوكرانيا بالطائرات بدون طيار في حربها ضد روسيا”.
وقال ندا لوكالتنا إن “المواقف التركية الأخيرة متناقضة ومعادية للمصالح الروسية مما يعتبر بمثابة استفزاز مباشر للإدارة والشعب الروسى، لافتا في الوقت نفسه إلي ما تفرضه ظروف الصراع الدولي من مواقف وعلاقات على جميع الأطراف تبدو للوهلة الآولى غير مفهومة”.
ويعتقد خبير الشؤون الروسية أن “دور تركيا معادى للمصالح الروسية، ولكن فى ظل عالم غير مستقر تسوده الصراعات والحروب معظم مناطقه الجغرافية يمكن تجاوز الخلافات ولو مؤقتا من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة والمكاسب الاستراتيجية هو ما ينطبق على الأوضاع بسوريا حيث ترتبط روسيا وتركيا بالكثير من الملفات والاتفاقات”.
كشفت تقارير صحفية عن تعرض أسرة سوريا في تركيا لمأساة كبيرة بعد أن فقدت ثلاثة من أطفالها في ساعة واحدة.وبحسب وسائل إعلام، تداول رواد مواقع التواصل فيديو مؤلما لأم سورية تنتحب بحرقة أمام جثث أبنائها الثلاثة الذين غرقوا في بحيرة سيليفري في إسطنبول.
وقالت وسائل إعلام تركية إن الأطفال الثلاثة قضوا غرقا أثناء سباحتهم بمنطقة “سيليفري” في إسطنبول، فيما أفادت وسائل إعلام أخرى أن والدهم أنقذ أحد الأشقاء الثلاثة.
كما أشارت وسائل الإعلام تركية إلى أن الأطفال الصغار غرقوا بعد دخولهم للسباحة في بحيرة بسيليفري أمام أنظار والدتهم.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للأم المفجوعة تبكي وتصرخ بحرقة وسط مجموعة من عناصر الأمن.
كما بدت الأم السورية في مشهد تالٍ وهي تحمل حذاء أحد أطفالها الغرقى وتحاول جمع بقاياهم.
وظهر عدد من عناصر الإنقاذ وهم يحملون جثتي الطفلين، في أكياس بلاستيكية قرب الشاطئ ليتم وضعها في سيارة إسعاف.
هنأ مجلس سوريا الديمقراطية شعوب شمال وشرق سوريا بذكري ثورة 19 تموز ,
وقال المجلس في بيان له اليوم “يستذكر الشعب السوري في مناطق شمال وشرق سوريا؛ ثورة 19 تموز الجليلة، التي كانت تمثل روح وعبق ثورة الشعب السوري الذي خرج من أجل الحرية والكرامة وبناء سوريا جديدة لا مكان للاستبداد والتطرف والتفرد فيها.
وتابع البيان ” أثبتت ثورة 19 تموز للعالم أن الشعب السوري قادر على التغيير والبناء، وأنه ليست هناك قوة قادرة على كسر إرادة هذا الشعب للحياةَ والحرية، وكان سر انتصار الثورة وقوتها يكمن في تلاحم ووحدة صف جميع مكونات المنطقة من الكرد، العرب، السريان الآشور والتركمان وغيرهم من مكونات الشعب السوري في المنطقة.
وأضاف : نحن اليوم إذ نحيي هذه المناسبة التي تعتبر علامة مضيئة في تاريخ البلاد، لا بد أن نستذكر ونشيد ببطولات بنات وأبناء شمال وشرق سوريا الذين سطّروا أعظم الملاحم ضد الإرهاب فكان النصر حليفهم بدءا من كوباني رمز المقاومة ومنبج والرقة ودير الزور وجميع المدن والقرى في المنطقة، ولم يألُ أبناؤها جهدا في البناء، وأثبتوا جدارتهم في الإدارة والريادة فأسسوا الإدارة الذاتية التي تعتبر نموذجاً مشرقاً لما ينشده السوريون في عموم البلاد.نبارك للسوريين هذا الإنجاز الوطني، الذي حضن كافة المكونات وزرع روح الانتماء والارتباط بالهوية الوطنية السورية، ووقف سداً منيعاً أمام محاولات المساس بسلامة وسيادة الأراضي السورية ووحدة ترابها وشعبها. ومكّن المرأة من أخذ دورها في الحياة ومزاولة النشاط القيادي في شتى المواقع وشجّع الشباب على الانخراط في البناء والمساهمة في تطوير هذه التجربة بعقلية الشباب وهمتهم.
وبحسب البيان، يرى مجلس سوريا الديمقراطية أن ثورة 19 تموز التي أفرزت كل هذه المكاسب وقدمت نموذجاً لمستقبل البلاد وطرحت مبادرات لحل الأزمة جديرة أن نلفت الأنظار لها، وأن ندرسها كسوريين ونبني عليها ونطورها كنموذج حلٍّ وتحقيقٍ لتطلعات الشعب السوري في التغيير والديمقراطية والتعددية. فلا يمكن أن ننصف الشعب السوري بعد كل هذه التضحيات إلا عبر مشروع ديمقراطي يجمع السوريين بمختلف توجهاتهم، ويساهم بحل كافة الإشكاليات والقضايا لا سيما قضية الشعب الكردي وبقية المكونات، ويؤسس لحالة وطنية جامعة بعيدا عن الإقصاء والتمييز تمهيدا لبناء سوريا الجديدة واستعادة دورها الحضاري.