باشرت السلطات التركية بترحيل 14 لاجئاً سورياً بسبب شجار اندلع فيما بينهم استخدموا فيه العصي والسكاكين بولاية أفيون قره حصار.
وأوضحت أن الشجار جاء نتيجة “نظرات متبادلة” بين المجموعتين المشاركتين في القتال، حيث كانتا على خلاف سابق.
في حين ذكرت وكالة “HİBYA” التركية، أنه تم نقل السوريين المشاركين في القتال في منطقة إيميرداغ في أفيون قره حصار من إدارة الهجرة في الولاية إلى مركز ترحيل غازي عنتاب ليتم ترحيلهم تحت إشراف الشرطة.
وأضافت أن المشاركين استخدموا في الشجار العصي والسكاكين، وقُبض على 14 شخصاً منهم بوساطة فرق الشرطة المحلية.
وأشارت الوكالة إلى أن الشجار نشب بين المجموعتين بسبب “نظرات متبادلة” حصلت بين أطراف فيهما، الأمر الذي تسبب بنشوب شجار لم يخلف ضحايا، لكنه أسقط العديد من الجرحى.
اندماج السوريين والترحيل
وفي وقت سابق، أكد مسؤول رفيع بالهجرة التركية أن اندماج اللاجئين السوريين بالمجتمع لا يمكن أن يكون من طرف واحد، بل يجب أن يكون الطرفان متعاونين لكي تتحقق النتائج المطلوبة لمثل هذا الاندماج.
وفي تصريح تلفزيوني له على قناة (tv 100) قال الدكتور “غوكشه أوك” مدير عام الاندماج والتواصل برئاسة الهجرة: إنه يجب على الإخوة السوريين الموجودين في البلاد تعلم اللغة التركية واستخدامها في تعاملاتهم وحياتهم اليومية، كما يجب عليهم اتباع القوانين التركية والالتزام بها حرفياً.
وبيّن المسؤول التركي أن عدد الحاصلين على التأشيرة من الأجانب بلغ مليوناً و414 ألفاً، كما يبلغ عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة 3 ملايين و762 ألفاً و899 شخصاً، في حين أن عدد الأشخاص الخاضعين للحماية الدولية هو 320 ألفاً و 68 شخصاً، مؤكداً أنه وفقاً للقانون الدولي فلا يمكن لأحد أن يمنع أو يرفض حماية هؤلاء ولا يمكن ترحيل طالبي اللجوء أو إعادة توطينهم في بلد ثالث.
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنهم سيبنون 13 مستوطنة لمليون شخص في شمال سوريا.
وشدد أردوغان، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان بالعاصمة أنقرة، اليوم الأربعاء أنه لن يعيد أي شخص قسراً، واصفاً مناقشة موضوع اللاجئين بأنها جزء من “خطة قذرة”.
وأشار إلي أنهم يبنون 13 مستوطنة في شمال سوريا لمليون شخص، مبيناً أنهم أنهوا جزءاً كبيراً من البناء.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن في الـ3 مايو، أن تركيا تعد مشروعاً لإعادة مليون لاجئ سوري، وسينفذ المشروع في 13 منطقة بمساعدة المنظمات التركية والدولية.
وكشف أردوغان أنه سيبني 100 ألف منزل في إدلب ومشاريع أخرى مماثلة في 13 منطقة منها إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض / كري سبي.
أردوغان يهاجم السويد وفنلندا بسبب الكرد
كما ناقش الاجتماع، عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، واتهم أردوغان دولتي السويد وفنلندا بدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، في إطار سعيهما الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قائلاً إن تركيا طلبت 30 شخصاً من السويد لكن السويد رفضت تسليمهم.
ووصف أردوغان وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني بأنهما “منظمات إرهابية”بحسب قوله، مشيراً إلى أن مطالبة الدولتين لتركيا بدعمهما في عضويتهما إلى الناتو هو “تناقض” على أقل تقدير.
وأضاف: “وقعنا في الخطأ مرة واحدة حينما وافقنا على إعادة اليونان وفرنسا إلى الحلف”. لفت إلى أن “أنقرة تتطلع إلى حصولها على دعم الناتو في حماية حدودها وتعزيز أمنها واستقرارها وتفهم هواجسها”.
انخفضت الليرة التركية 0.4 في المئة أخرى مقابل الدولار، الثلاثاء، لتواصل خسائرها في اليوم السابق وتعود إلى أدنى المستويات التي سجلتها في أواخر ديسمبر الماضي، بعد سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة.
ونزلت الليرة إلى 15.1620 للدولار بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش من 15.09 عند الإغلاق، الاثنين.
وفقدت العملة التركية 13 في المئة من قيمتها هذا العام بالإضافة إلى 44 في المئة فقدتها عام 2021.
وقفز معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 69.97 بالمئة في أبريل، وهو ما تجاوز التوقعات وشكل أعلى مستوى للتضخم في عقدين، مدفوعا بالصراع الروسي الأوكراني وصعود أسعار السلع الأولية بعد انهيار الليرة أواخر العام الماضي.
ومنذ أقل من أسبوع، قال معهد الإحصاء التركي إن أسعار المستهلكين ارتفعت 7.25 في المئة على أساس شهري مقارنة مع توقعات استطلاع أجرته رويترز بارتفاع بنحو ستة في المئة.
وكان من المتوقع أن يبلغ تضخم أسعار المستهلكين 68 بالمئة على أساس سنوي.
وزاد مؤشر أسعار المنتجين المحليين 7.67 بالمئة على أساس شهري في أبريل، مسجلا ارتفاعا سنويا بنسبة 121.82 في المئة.
تراجعت الليرة التركية 0.5 بالمئة إلى 14.95 مقابل الدولار، لتلامس أضعف مستوياتها في ما يقرب من شهرين مع تراجع عملات الأسواق الناشئة مقابل العملة الأمريكية.
وبحسب وسائل إعلام تركية، انخفضت الليرة 12 بالمئة تقريبا هذا العام، بالإضافة إلى 44 بالمئة خسرتها من قيمتها العام الماضي، ويرجع ذلك إلى حد بعيد إلى أزمة العملة الناجمة عن سلسلة من التخفيضات غير التقليدية لأسعار الفائدة.
وأدى تراجع العملة إلى تأجيج التضخم الذي فاق 70 بالمئة في أبريل وضغط على ميزانية الحكومة المركزية بعد أن أعلنت عن خطة لحماية الودائع بالليرة من انخفاض قيمة العملة.
حلق مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في 20 عاما مقابل العملات الرئيسية المنافسة ، إذ عززت عمليات بيع في الأسواق المالية في مواجهة مخاوف من ركود عالمي العملة التي تعتبر ملاذا آمنا.
وقال اقتصاديون أتراك مستقلون من مجموعة الأبحاث بشأن التضخم (إيناغ) إن التضخم بلغ في الحقيقة 156,86% على أساس سنوي، أي أكثر من ضعف النسبة الرسمية.
على صعيد البيانات الرسمية، تجاوزت نسبة التضخم 70% خلال عام واحد في تركيا قبل أيام، مؤثرةً على العائلات وعلى فرص إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في 2023.
ولم تُجدِ وعود الحكومة وخفض ضريبة القيمة المضافة على المواد الرئيسية مطلع العام، إذ استمر ارتفاع الأسعار بنسبة 7,25 بالمئة في أبريل، رافعاً التضخم إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2002.
ارتفاع الأسعار
وتواصل ارتفاع أسعار مواد الاستهلاك خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، متخطياً نسبة 61 بالمئة على أساس سنوي، نتيجة انهيار الليرة التركية وارتفاع أسعار الطاقة.
ورغم المخاوف من حدوث ارتفاع جديد في الأسعار مرتبط بالحرب بين أوكرانيا وروسيا، التي تستورد تركيا منها الطاقة والحبوب، لم يرفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة المُحدَّدة بـ 14% منذ نهاية عام 2021.
يعتقد الرئيس رجب طيب أردوغان، خلافًا للنظريات الاقتصادية التقليدية بأن أسعار الفائدة المرتفعة تعزز التضخم، ودفع البنك المركزي إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي من 19% إلى 14% بين سبتمبر وديسمبر، ما أدى إلى انهيار الليرة.
بالتالي، شهدت العملة انهياراً بنسبة 44% مقابل الدولار في عام 2021، وخسرت مرة أخرى أكثر من 11% مقابل الدولار منذ الأول من يناير.
يشكل التضخم محور المناقشات في تركيا قبل 14 شهرًا من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في يونيو 2023، واتهمت المعارضة مكتب الإحصاء الوطني (تويك) بالتقليل من حجم نسبة التضخم عن قصد.
رغم تنبؤ استطلاعات الرأي بانتخابات صعبة، يأمل أردوغان بإعادة انتخابه في 2023، بعد عقدين تولى خلالهما رئاسة الوزراء ثم منصب الرئيس.
وكان أردوغان وعد في يناير الماضي بخفض التضخم “في أقرب وقت ممكن”، وأكد الأسبوع الماضي أنه “سيبدأ بالانخفاض بعد مايو”.
ويهدد التضخم المستمر بالتأثير على شعبية الرئيس الذي بنى نجاحاته الانتخابية خلال العقدين الماضيين على وعود بالازدهار.
واضطر البنك المركزي الأسبوع الماضي إلى رفع توقعاته لنسبة التضخم بحلول نهاية العام، مقدراً أنها ستبلغ 42,8 بالمئة، ما يتخطى نسبة 23,2 بالمئة المُعلن عنها سابقاً.
وبحسب أحوال تركية، اعتبر المحلل في مؤسسة “بلوأست مانجمنت” والمتخصص بالشأن التركي تيموثي آش، أن “الأمر أصبح محرجًا لتركيا. بالتأكيد هناك ارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة، لكنه أيضًا فشل ذريع للسياسة النقدية التركية”.
وقال جيسون توفي من مؤسسة كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن إن التضخم سيستمر بالارتفاع في الأشهر المقبلة، و”لا يوجد مؤشر على أن البنك المركزي التركي على وشك رفع أسعار الفائدة”.
أطلقت تركيا مشروعاً جديداً لتشجيع السوريين على العودة الطوعية إلى بلادهم، عبر خطة من ثماني مراحل، دشّنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوطين مليون لاجئ سوري شمال سوريا.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن الخطة الجديدة تهدف لبناء 100 ألف مبنى سكني في مناطق الشمال السوري، لتضاف إلى 67 ألف مبنى تم الانتهاء منها في تلك الأماكن بالفعل.
وتتضمن المراحل الثماني للخطة التركية ما يلي:
1- إجلاء السوريين من المدن التركية الكبرى
ستبدأ المراحل الثماني لتوطين السوريين في تلك الأماكن من خلال البدء بإخراجهم من المدن التركية الكبرى، والتي تشهد كثافة سورية كبرى، مثل أنقرة وإسطنبول وقونية وأضنة وغازي عنتاب.
2- ضمان الاستقرار الأمني والسياسي عبر المجالس المحلية
الخطة التركية لإعادة توطين السوريين في مناطق الشمال تشمل كذلك إنشاء 13 مجلساً محلياً في كل من أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين.
وتنص الخطة التركية -بحسب جريدة صباح التركية- على ضمان الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي في تلك المناطق، قبل بدء إعادة التوطين، وستتولى المجالس المحلية في أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورسولين مهمة ترسيخ الأمن في تلك المناطق.
3- إنشاء المرافق الاجتماعية بدعم المنظمات الاجتماعية
وإضافة لذلك، نصت الخطة التركية على إنشاء العديد من المرافق الاجتماعية في تلك المناطق، بدعم من عدد من المنظمات الاجتماعية التركية، مثل منظمة الهلال الأحمر التركي وكذلك منظمة IHH التركية.
4- إنشاء المناطق التجارية والمنشآت الصناعية
ومن أجل استدامة الحياة في تلك المناطق وضمان عدم مغادرتها، تشمل خطة إعادة توطين اللاجئين السوريين في مناطق الشمال السوري، وإنشاء مناطق تجارية وعدد من المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة.
5- إنشاء مشاريع البنى التحتية والفوقية
كما سيتم إنشاء العديد من مؤسسات البنى التحتية والفوقية في تلك المناطق، وخاصة المستشفيات والمدارس والمساجد، إضافة إلى توفير دورات التأهيل المهني للعائدين، وإقامة العديد من ورش الإنتاج، ليتسنى للسوريين العائدين ممارسة مهنهم في تلك المناطق.
6- توفير دورات التأهيل المهني ومؤسسات الدعم النفسي
وستشمل الخطة التركية كذلك أنشطة وتدريبات للعائدين من أجل التأهيل النفسي والاجتماعي في تلك المناطق، لإنشاء تجمعات سكنية دائمة ومستقرة، تضمن حياة كريمة للاجئين السوريين العائدين.
7- إنشاء المتاجر والمنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة
هذا إضافة لعدد من الأسواق والمتاجر، من أجل ضمان توفير فرص عمل للعائدين إلى هذه المناطق.
8- مؤسسات التدريب المهني بدعم من المنظمات الدولية
وكشفت الخطة التركية عن تولي الصناديق الوطنية التركية، وعدد من المنظمات الدولية، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل مهمة إنشاء تلك المناطق، التي بدأ بالفعل العمل عليها، بحسب صحيفة صباح التركية، المقربة من الحزب الحاكم في تركيا.
أعلنت مؤسسة الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان يزور اليوم الخميس المملكة العربية السعودية لمدة يومين، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وفق بيان مديرية الاتصالات في رئاسة الجمهورية، سيتم استعراض العلاقات بين تركيا والسعودية من جميع الجوانب، كما ستتم مناقشة فرص تطوير التعاون خلال الاجتماعات التي يعقدها الرئيس أردوغان في إطار زيارته اليوم وغدا، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وكانت وكالة رويترز نقلت يوم الثلاثاء عن مصادر أن أردوغان يعتزم زيارة السعودية يوم الخميس واللقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
يأتي ذلك بعد أن قررت تركيا في وقت سابق من الشهر الجاري، إحالة الدعوى المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول إلى السعودية.
تواصلت تركيا مع العديد من دول الخليج للحصول على دعم اقتصادي، حيث تواجه تضخمًا متصاعدًا، يضاف إليه ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
توترت العلاقات بين أنقرة والرياض منذ الحصار الذي فرضته السعودية على قطر في 2017 مع مجموعة من الدول العربية، ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول.
ثم فرضت الرياض مقاطعة غير رسمية على البضائع القادمة من تركيا بعدما ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باللوم على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين في مقتل الصحفي السعودي خاشقجي.
ولم تحقق محاولات أردوغان السابقة للتقارب مع السعودية أي نتيجة إيجابية للاقتصاد.
وبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية، فإن صادرات تركيا إلى المملكة العربية السعودية، تراجعت إلى 189 مليون دولار في الفترة من يناير إلى نوفمبر من عام 2021، بعد أن كانت 3.2 مليار دولار في عام 2019.
في الوقت الحالي تعمل أنقرة أيضًا على إصلاح علاقاتها الإقليمية المتوترة مع كل الإمارات وإسرائيل ومصر والسعودية واليونان وسوريا.
أثار الحكم على الناشط التركي عثمان كافالا بالسجن مدى الحياة من دون إمكان تخفيض العقوبة، ردود فعل دولية شاجبة، تندرج في سياق توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأدين كافالا، الاثنين 25 أبريل (نيسان)، بتهمة محاولة إسقاط الحكومة، فيما برئ من تهمة التجسس. وأعلن محاموه نيتهم استئناف الحكم.
ونفى كافالا على الدوام التهم الموجهة إليه. وهو معتقل منذ أربعة أعوام ونصف عام في سجن سيليفري قرب إسطنبول.
تنديد دولي
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن “قلقها وخيبة أملها الشديدين” من إدانة محكمة تركية لكافالا واصفة الحكم الصادر بأنه “جائر”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن “الولايات المتحدة قلقة للغاية وتشعر بخيبة الأمل حيال قرار المحكمة بإدانة عثمان كافالا” المسجون من دون محاكمة منذ أكثر من أربع سنوات.
وأضاف برايس “الحكم الجائر الصادر بحقه لا يتماشى مع احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية وحكم القانون”.
وشجب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر “تويتر” الحكم الذي “يتجاهل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”. وأضاف أن “احترام الحقوق والحريات الأساسية أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
واعتبر النائبان في البرلمان الأوروبي ناتشو سانشيز أمور وسيرغي لاغودينسكي في بيان مشترك أن “الحكم يعيد تأكيد الطبيعة الاستبدادية للنظام الحالي (…). هناك أفق أوروبي ضئيل أو معدوم لتركيا الحالية”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان الاثنين “ننتظر أن يتم الإفراج فوراً عن عثمان كافالا”، مضيفة أن هذا الحكم “يتعارض بشكل صارخ مع معايير سيادة القانون والتعهدات الدولية التي التزمت بها تركيا كعضو في مجلس أوروبا ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي”.
وأشارت بيربوك في بيانها إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طالبت تركيا بإطلاق سراح كافالا.
ونددت ممثلة منظمة “هيومن رايتس ووتش” إيما سنكلير-ويب التي حضرت الجلسة بـ “أسوأ نهاية ممكنة، مرعبة ووحشية وشيطانية”. وهاجم مدير فرع أوروبا في منظمة العفو الدولية نيلس موزنيكس في بيان ما اعتبره “مهزلة قضائية”.
“لم تحصل محاكمة”
وحكم على سبعة متهمين آخرين مثلوا مع الناشر والمتمول البالغ 64 سنة، بالسجن 18 عاماً بتهمة تقديم الدعم إليه.
ويعتبر كافالا وجهاً بارزاً في المجتمع المدني التركي، وهو متهم خصوصاً بمحاولة إسقاط الحكومة عبر تمويل تظاهرات مناهضة لها عام 2013.
ومن سجن سيليفري وبواسطة تقنية الفيديو، تابع كافالا الاثنين مرافعات محاميه ثم استمع إلى تلاوة الحكم الذي أرجئ من شهر إلى آخر.
وأكد محاموه الثلاثة أن القضاة لم يسألوه يوماً عن “مكان وجوده” عند حصول الوقائع المرتبطة بتوجيه الاتهام إليه. وقال أحدهم “لم تحصل محاكمة. لم تطرحوا سؤالاً واحداً على عثمان كافالا”.
وذكر محام آخر بأن “كافالا متهم بأداء دور في محاولة الانقلاب عام 2016، لكن أحداً لم يسأله عن مكان وجوده ليلة الانقلاب”.
احتجاجات
من جانبها، دعت “الجمعية التركية للحقوقيين المعاصرين” المحامين إلى المشاركة في وقفة خارج قاعة المحكمة الثلاثاء للاحتجاج على الحكم.
وفي السياق نفسه، قال زعيم أكبر أحزب المعارضة “حزب الشعب الجمهوري” كمال قلجدار أوغلو “هذه الحكومة التي هبطت على البلاد مثل الكابوس لا تزال تدوس القانون”.
وخيّمت قضية كافالا المعروف بأعماله الخيرية والمولود في باريس على العلاقة بين تركيا وحلفائها في الغرب منذ توقيفه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
وعُرف الناشط البالغ من العمر 64 سنة كرجل أعمال استخدم جزءاً من ثروته لدعم مشاريع ثقافية وغيرها تهدف لمصالحة تركيا مع خصمتها أرمينيا.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صوّره كعميل يساري للملياردير الأميركي المولود في المجر جورج سوروس الذي اتُّهم باستخدام أموال أجنبية في محاولة للإطاحة بالدولة.
واتُّهم بداية بتمويل موجة تظاهرات عام 2013. وبرّأته المحكمة من هذه التهمة وأطلقت سراحه في فبراير (شباط) 2020، لتوقفه الشرطة مباشرة بعد القرار.
واتّهمته محكمة أخرى لاحقاً بالضلوع في محاولة انقلاب 2016 الدامية التي أطلقت العنان لحملة أمنية استمرت سنوات وتم خلالها سجن عشرات آلاف الأشخاص أو تسريحهم من وظائفهم الحكومية.
إجراءات تأديبية
ودفعت طريقة معاملته مجلس أوروبا لإطلاق إجراءات تأديبية نادرة من نوعها يمكن في نهاية المطاف أن تؤدي إلى تعليق عضوية تركيا في المجموعة الحقوقية الأكبر في القارة.
وقال كافالا للمحكمة في بيان ختامي صدر الجمعة في اتصال عبر الفيديو من سجنه الخاضع لإجراءات أمنية مشددة خارج إسطنبول “حقيقة أني أمضيت أربع سنوات ونصف السنة من حياتي في السجن هي خسارة لا يمكن تعويضها”.
وأضاف “عزائي الوحيد هو وجود احتمال بأن ما مررت به قد يساعد في وضع حد للأخطاء القضائية الجسيمة”.
اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يواجه أصعب تحد بشأن إعادة انتخابه حتى الآن، وخصمه السياسي الرئيسي هو، كمال كيليتشدار أوغلو، المحاسب السابق الذي “يفتقر إلى الكاريزما”، لكنه يملك خبرة سياسية مهمة.
ويبلغ كيليتشدار أوغلو، من العمر 73 عاما، وهو لاعب أساسي في السياسة التركية للفترة ذاتها تقريبا التي يمتلكها أردوغان.
يضطلع كيليتشدار أوغلو، بمهمة قيادة تحالف متباين من ستة أحزاب في انتخابات يونيو 2023، على أمل الإطاحة بأردوغان بعد عقدين من الزمان في السلطة.
ولم يختر التحالف بعد مرشحا للرئاسة، لكن كيليتشدار أوغلو هو زعيم أكبر حزب في الكتلة.
وبحسب وسائل إعلام تركية، تدهورت أرقام استطلاعات الرأي لإردوغان منذ العام الماضي عندما تسببت أزمة اقتصادية في فقدان الليرة التركية ما يصل إلى 45 بالمئة من قيمتها في غضون ثلاثة أشهر.
وبحسب وول ستريت يقول خبراء اقتصاديون إن الأزمة هي إلى حد كبير من فعل أردوغان نفسه، بعد أن ضغط على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة أربع مرات متتالية في عام 2021 على الرغم من ارتفاع التضخم، مما تسبب في انهيار الليرة وأثار احتجاجات واسعة النطاق واضطرابات عمالية.
وقد جعل كيليتشدار أوغلو، النحيل وذو الشعر الأبيض، إصلاح السياسة الاقتصادية محورا لحملته.
ونقلت الصحيفة عنه قوله “لا توجد حكومة لن يهزمها وعاء الطهي الفارغ”، في إشارة إلى اعتقاده بأن نضالات الطبقة العاملة في الأزمة الاقتصادية ستطيح بأردوغان.
وبصفته محاسبا قديما في وزارة المالية التركية وزعيم حزب الشعب الجمهوري، منذ عام 2010، دعا كيليتشدار أوغلو إلى إلغاء الرئاسة القوية التي تم تقنينها من خلال استفتاء في عهد أردوغان في عام 2017.
في ذلك العام، سار كيليتشدار أوغلو 280 ميلا من العاصمة أنقرة إلى إسطنبول للاحتجاج على مركزية أردوغان.
وكيليتشدار أوغلو هو وجه المعارضة التي خسرت سلسلة من الانتخابات على مدى عقد من الزمان، ويرى حزبه الجمهوري نفسه حاملا لشعلة الأتاتوركية، وهي الأيديولوجية العلمانية الغربية لمؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.
وينظر النقاد، بمن فيهم أنصار أردوغان، إلى حزب الشعب الجمهوري على أنه حزب النخبة “الأتراك البيض” الذين أداروا البلاد بحماس لعقود قبل أن يكتسح حزب العدالة والتنمية الإسلامي السلطة في عام 1999.
وبقي أردوغان في السلطة من خلال مزيج من المناورات الذكية والقيود المفروضة على الخطاب السياسي منذ أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 2003.
ويمكن أن تكون أفضل فرصة له للبقاء في منصبه هي استغلال نقاط ضعف المعارضة، بما في ذلك الخلافات حول من ينبغي أن يكون مرشحهم في الانتخابات الرئاسية وافتقار أوغلو إلى الكاريزما.
وفي مارس، قال 33 بالمئة من الناخبين إنهم سيصوتون لأردوغان، بينما قال 34 بالمئة إنهم سيصوتون لأي من منافسيه.
ويقول 28 بالمئة آخرون إن تصويتهم سيعتمد على هوية خصم أردوغان، وفقا لوكالة استطلاعات الرأي التركية “متروبول”.
ومنذ العام الماضي، عندما بدأت الأزمة الاقتصادية في تركيا في التعمق، غالبا ما تفوق أوغلو على أردوغان في استطلاعات الرأي، لكن استطلاعات الرأي تظهر أيضا أن زعماء المعارضة الآخرين يتفوقون على الرئيس.
كما يتفوق رئيس بلدية إسطنبول الشهير، عضو حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، على أردوغان في استطلاعات الرأي.
وتتمتع ميرال أكشينار، شريكة تحالف المعارضة، وهي وزيرة داخلية سابقة وأيقونة لدى يمين الوسط، بميزة على أردوغان أيضا.
هل تغير الحرب الروسية قواعد الانتخابات بتركيا
يمكن للحرب الروسية الأوكرانية أن توفر لأردوغان فرصة لإعادة صياغة الانتخابات كمنافسة تركز على السياسة الخارجية، وعرض أوراق اعتماده كزعيم قاد تركيا خلال سلسلة من الأزمات الإقليمية.
وأصبحت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لاعبا رئيسيا في الأزمة الأوكرانية حيث باعت أسلحة لكييف ومنعت بعض السفن الحربية الروسية من الوصول إلى البحر الأسود واستضافت محادثات سلام رفيعة المستوى بين الجانبين.
كما اختارت تركيا عدم فرض عقوبات على روسيا، والحفاظ على علاقة أنقرة مع روسيا.
ورفع دور تركيا في الأزمة من مكانة أردوغان كزعيم عالمي بعد سنوات تجنبه فيها بعض القادة الأجانب باعتباره مستبدا.
وأشاد الرئيس الأميركي، حو بايدن، الذي لم يتحدث مع أردوغان لعدة أشهر بعد توليه منصبه العام الماضي، بدور الزعيم التركي في التوسط في الأزمة في مارس.
وقد ساعد تعامل الحكومة مع الأزمة الأوكرانية أردوغان على تحقيق انتعاش صغير في استطلاعات الرأي.
وزادت حصة حزب العدالة والتنمية من الأصوات بنسبة 3 بالمئة في مارس مقارنة بفبراير، وفقا لموقع “متروبول”، وهي زيادة عزاها مدير الوكالة إلى دور تركيا في تسهيل محادثات السلام.
سياسة كيليتشدار أوغلو الخارجية
وعلى النقيض من ذلك، كافح كيليتشدار أوغلو لتحديد طريقة تعامله الخاصة في السياسة الخارجية. وردا على سؤال حول كيفية تعامله مع الأزمة الأوكرانية بشكل مختلف عن أردوغان، حدد كيليتشدار أوغلو سياسة تركز على الداخل التركي.
وقال للصحيفة “عندما نصل إلى السلطة، سنعطي الأولوية للمصالح الوطنية التركية ولدينا علاقات حسن جوار أكثر توازنا مع روسيا مع تقاسم العبء والمسؤولية بشكل أكثر عدالة مع حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف كيليتشدار أوغلو “تركيا تريد أن تتطور ليس كدولة شرق أوسطية، ولكن كجزء من الحضارة الغربية”.
ويجب على كيليتشدار أوغلو، أيضا إقناع الجمهور التركي بأن لديه خطة لإنعاش الاقتصاد.
وردا على سؤال حول هذا الملف، قدم قائمة من التغييرات التي سينفذها في وقت مبكر، بما في ذلك تعيين محافظ مستقل للبنك المركزي، واتخاذ إجراءات صارمة ضد الفساد، وإنشاء “منظمة تخطيط استراتيجي” للسياسات الاقتصادية.
احتجزت السلطات التركية صحفيا الثلاثاء على ذمة المحاكمة بعد أن أعلن أن متسللين سرقوا معلومات شخصية من مواقع حكومية وأطلعوه على بعض منها، بما في ذلك بطاقة هوية الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونشر الصحفي المستقل ويدعى إبراهيم هاسكول أوغلو الإعلان على موقع تويتر، موضحا إياه بصورة أظهرت جزئيا ما قال إنه بطاقة هوية أردوغان.
وقال محاميه إمره كاراتاي إن موكله اعتقل بتهمة الحصول على معلومات شخصية ونشرها بطريقة غير مشروعة بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تغريداته على تويتر الأسبوع الماضي، قال هاسكول أوغلو إن مجموعة من المتسللين اتصلوا به قبل شهرين وأبلغوه بحصولهم على معلومات شخصية تركية من مواقع حكومية.
وبالإضافة إلى مشاركة الصورة المزعومة لبطاقة هوية أردوغان، نشر هاسكول أوغلو أيضا صورة لما قال إنها بطاقة هوية هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية. وتم إخفاء معظم المعلومات الموجودة على البطاقات.
وقال كاراتاي “سبب اعتقاله الرسمي هو أنه لم يخطر النيابة”، مضيفا أن هاسكول أوغلو حذر عدة سلطات لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وقالت محطة إن.تي.في التلفزيونية إن وزارة الداخلية تقدمت بشكوى بحق هاسكول أوغلو بعد تعليقه، مما دفع مكتب المدعي العام في إسطنبول إلى فتح تحقيق.
وتركيا واحدة من أكثر دول العالم سجنا للصحفيين، كما تخضع وسائل الإعلام الرئيسية لسيطرة المقربين من حكومة أردوغان. وتنفي الحكومة التركية اتهامات جماعات حقوق الإنسان بأنها تكمم وسائل الإعلام.
وتدين المنظمات غير الحكومية بانتظام ما تتعرض له حرية الصحافة في تركيا وخصوصا منذ محاولة الانقلاب عام 2016 التي أعقبها توقيف عشرات الصحافيين وإغلاق العديد من وسائل الإعلام التي تصنّف على انها “معادية”.
وحلت تركيا في المركز 153 بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة للعام 2021 الذي تعده منظمة “مراسلون بلا حدود”.
بعد نحو قرنين من اندثارها، قررت دائرة الشؤون الدينية التركية هذا العام، إعادة إحياء طريقة اندرون لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان، تزامنا مع قرارها بإعادة فتح المساجد لأداء صلوات الجمع والتراويح، والتي توقفت لعامين بسبب تفشي جائحة كورونا.
المؤسسة الدينية التركية قررت في العام الجاري، ومع عودة الحياة بشكل شبه طبيعي في البلاد، إحياء هذا التقليد القديم، والذي كان شائعا في قصور السلاطين العثمانيين منذ بدايات القرن التاسع عشر.
ما هي طريقة أندرون لأداء صلاة التراويح ؟
وبحسب بي بي سي عرفت طريقة «أندرون» لصلاة التراويح في قصور الخلافة العثمانية، وانتقلت منها إلى المساجد، وكانت تقام في أيام خاصة، وفيها تتم القراءة في أول 3 ركعات من صلاة التراويح على مقام أصفهان، وينتقل الإمام في الركعة الرابعة إلى مقام الصبا، بينما يقوم المؤذنون بتلاوة أناشيد وصلوات على النبي بمقام الصبا.
وقال مؤذن مسجد آيا صوفيا شوكرو اصيليرين إن الإمام يستمر في التنقل بين المقامات كل 4 ركعات، وفقاً للمقام الذي ينشد به كبير المؤذنين الأدعية والصلوات على النبي. وبعد الانتهاء يقوم بتلاوة أناشيد وأدعية، وبعد أداء صلاة الوتر يتم الانتقال إلى مرحلة الذكر والتسبيح.
ويقول اصيليرين إن الحدث يستقطب عشرات الآلاف من المصلين في شهر رمضان، والذين يتوافدون لأداء صلاة التراويح بهذه الكيفية في الصرح التاريخي، والذي يشهد هذا العام إقامة صلوات التراويح للمرة الأولى منذ 88 عاما، بعد قرار تحويله من متحف الى مسجد في الرابع والعشرين من شهر تموز – يوليو من عام 2020.
أشار الإمام إلى أن صلاة اندرون في آيا صوفيا أقيمت منذ بداية شهر رمضان في أيام الجمعة والسبت والأحد، من كل أسبوع.
وتبدأ الصلاة على مقامات الحجاز وسيكا ويتم التنقل بين المقامات في الأدعية كل اربع ركعات، وتتخللها أناشيد وتسبيح وأدعية في أجواء يرى المصلون أنها “تضفي مزيدا من الشعور بروحانيات هذا الشهر وبركاته”
حشود هائلة
الحشود انتظرت عند بوابات مبنى آيا صوفيا الذي بني في القرن السادس الميلادي ككنيسة بيزنطية، واستمر كذلك لأكثر من تسعة قرون قبل أن يتحول إلى مسجد على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي دشن مرحلة جديدة في تاريخ المدينة مع استيلائه عليها، حيث تحولت القسطنطينية، حاضرة الدولة الرومانية الشرقية، إلى مدينة إسلامية ولاحقا مقر للخلافة الإسلامية.
اصطف الزوار حتى قبل رفع أذان العشاء، رجالا ونساء شيبا وشبانا، فهم يرون أن الصلاة تحت قبة يزيد ارتفاعها عن خمسين مترا، وبين أعمدة رخامية ملونة جلبها بناة المكان من مصر واليونان وأواسط الاناضول والشرق الأدنى، لها “طعم أخر”، حيث يتردد صوت الأذان والتسابيح وترانيم تاريخية تركية في أرجاء المكان الواسع.
وبعد أن امتلأ المكان عن أخره، افترش الآلاف أرض الساحات والباحات الخارجية وحتى في الحدائق المحيطة بالمكان، وبدا المصلون في حالة من الدهشة وهم يستمعون لمؤذنين يتبارون في استعراض قدراتهم على تغيير مقامات التلاوة، كما يقول اورهان دينيز 57 عاما، والذي اكد لبي بي سي، أنه جاء ومعه كل أفراد عائلته فهو يعتبر نفسه “محظوظا” لأنه عاش هذا الحدث بعد 88 عاما من توقف الصلاة في هذا المسجد.
ويقول محمد كايا، 40 عاما، إنه كان يأمل في أن يصلي في داخل المسجد، لكنه سيحاول المجيء بشكل مبكر في يوم أخر، عله يتمكن من الدخول.
يقول كايا إنه لم يكن يتخيل أن الصلاة في العهد العثماني كانت تختلف عن تلك التي اعتاد أن يؤديها في مواسم رمضانية سابقة، ويقول إن صلاة اندرون تجعل الناس يعيشون اجواء إيمانية وروحية لم يشعر بها في السابق.
كاترينا كانت واحدة من السياح الكثر الذين تحلقوا حول المصلين في باحات آيا صوفيا.
وتقول الأمريكية التي قدمت مع زوجها إلى إسطنبول إنها كانت تأمل في دخول آيا صوفيا لمشاهدة مقتنيات متحف المبنى التاريخي، غير أن حشود المصلين جعلت من الأمر مستحيلا، لكنها غير نادمة، “هذه المرة الأولى التي شاهد فيها هذا العدد من الناس وهم يؤدون عباداتهم، كما أنها المرة الأولى التي استمع فيها لأناشيد دينية إسلامية”، معربة عن إعجابها بأجواء رمضان في إسطنبول.