يسير كالسلحفاة..لماذا تأخر التطبيع بين مصر وإيران؟

مع الزخم الذى أحدثه اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران برعاية صينية في مارس الماضي، بدأت تقارير عديدة تتحدث عن تحركات ووساطات لتطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران.
وجاءت تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 29 مايو/أيار خلال لقائه مع سلطان عمان في طهران بترحيبه بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر كدليل جديد على وجود تحركات على اعلي مستوي لاعادة العلاقات بين البلدين.
وكانت العلاقات المصرية الإيرانية قد دخلت في نفق مظلم منذ قيام الثورة الاسلامية خاصة بعد استقبال مصر لشاه إيران السابق وأسرته ودفنه بالقاهرة، وهو ما ردت عليه طهران بإطلاق إسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات على أحد أشهر شوارعها.
محاولات تقارب
وخلال السنوات الأخيرة، كانت هناك محاولات كثيرة للتقارب بين البلدين، وحدثت تحولات في الخطاب الإعلامي وظهرت نوايا الطرفين في إنهاء القطيعة حيث تم إزالة إسم قاتل السادات من شوارع طهران في حين خفت النبرة المعادية لإيران من الإعلام المصري.
كما تحدثت تقارير عن تجاح الوساطة العمانية والعراقية في ترتيب عدة جلسات بين مسؤولين مصريين وإيرانيين في بغداد منذ مارس الماضي، فضلا عن إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن تفاؤله بشأن آفاق تحسين العلاقات مع مصر، وشدد على أهمية اتخاذ البلدين إجراءات متبادلة لتعزيز العلاقات.
ورغم كل اللقاءات والتحركات والوساطات والتصريحات الرسمية وغير الرسمية مازالت العلاقات بين مصر وإيران لم تأخذ الشكل الرسمي ومازال قطار التطبيع يسير بسرعة السلحفاة منتظرا دفعة دبلوماسية لم تأت حتى الأن.
وبحسب مراقبون فإنه رغم أهمية التقارب بين القاهرة وطهران للبلدين ألا إن هناك عدة ملفات عطلت استكمال تطبيع العلاقات وهو ما يتطلب جدية أكثر من الطرفين نظرا لما يمثله عودة العلاقات من أهمية استراتيجية لكلا من مصر وإيران.
خيار استراتيجي
ويري د.إياد المجالي خبير الشؤون الإيرانية ان “خيار التطبيع بين القاهرة طهران بات أولوية لصانع القرار السياسي في كلا البلدين مع تطور شكل التحالفات الإقليمية جراء الازمة الأوكرانية وتراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة”.
وقال لوكالتنا” مصر كغيرها من بعض دول المنطقة تعاني من أزمات اقتصادية مركبة ومعقدة ويشكل فتح أفق التقارب مع طهران جزء مهم من دعم جوانب اقتصادية حيوية، واستعادة العلاقات بين القاهرة وطهران من شأنه أن يسهل تدفق السياح الإيرانيين إلى مصر، مما قد يسهم بالعملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها للبلاد. علاوة على ذلك، ستستفيد مصر بشكل كبير من توسيع صادراتها من البضائع إلى السوق الإيرانية.
وأكد أن التطبيع مع القاهرة يمثل لطهران خيار استراتيجي تفرضه المتغيرات التي توالت على المسرح السياسي، خاصة أن استعادة العلاقات مع مصر وتطبيعها سيحبط جهود العزلة التي تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل فرضها على إيران، فضلا أن إقامة علاقة طبيعية مع مصر من شأنه أن يمهد الطريق لتعزيز التعاون الاقتصادي والوصول إلى السوق المصري الواسع، مما يوفر إمكانات كبيرة للمنتجات الإيرانية. وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة العائدات المالية لطهران ويساعد في التخفيف من أزمتها الاقتصادية.
وأشار إلي ان “التباطئ القائم بخطوات تطبيق اتفاق وتطبيع سياسي اقتصادي بين الطرفين يتطلب جهود دبلوماسية تعالج القضايا المشتركة وتحدد الإطار الرئيسية للتعاون قبل الاعلان عن هذا التطبيع”.
توقف مفاجىء
بدوره، أكد محمد عبادي الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أنه من المعروف أن الدبلوماسية المصرية العريقة ذات خطوات ثقيلة خاصة في الملفات الشائكة، كملف تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران عقب اتفاق التهدئة بين إيران والمملكة العربية السعودية في مارس الماضي برعاية صينية”.
وقال لوكالتنا” كان من المتوقع أن يكون هناك اتفاق مماثل بين مصر وإيران، خاصة مع دخول الوساطة العمانية على الخط، والإشارات الإيرانية المستمرة التي تغازل الحكومة المصرية المرحبة بعودة العلاقات”.
ويعتقد عبادي أنه ” كان من المفاجئ أن يتوقف الحديث عن المصالحة المصرية الإيرانية وهذا ما يمكن تفسيره بعدة أسباب، الأول أن المصالحة السعودية الإيرانية لا تزال تحت الاختبار، وبحاجة إلى وقت لإثبات جدية إيران في السلام ورغبتها في التهدئة داخل الإقليم.
والسبب الثاني بحسب الباحث “هو التعقيدات الإيرانية في الملفات الدولية مثل البرنامج النووي والعقوبات المفروضة على إيران، والسبب الثالث هو محدودية المكاسب التي يمكن أن تحصل عليها مصر من الإقدام على هذا الاختراق التاريخي في العلاقات الفاترة منذ وصول نظام الثورة الإسلامية والقطيعة السياسية في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات”.
وأشار إلي ان ” هذا ما يضعنا أمام خيار تجميد الحديث عن أي محاولة جادة للتصالح الشامل في الوقت الراهن، خاصة مع إرجاء خطوات التطبيع المتسارعة بين الرياض وطهران”.

فشل متوقع

ويري د.مصطفي النعيمي خبير الشؤون الإيرانية بأن التطبيع المصري الإيراني لن يكتب له النجاح نظرا لأن مصر لديها تصور حول طبيعة النشاطات والممارسات التي كانت ومازالت تستخدمها إيران في مناطق نفوذها المتعددة في المنطقة العربية وبالتالي أتفاقيات الضرورة مكتوب لها الفشل

وقال لوكالتنا ” أما عن التفصيل في استكمال اتفاقية بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران فأرى بأن هذا المسار تكميلي وأن الدول العربية كافة أبدت حسن النية ومدت يدها مجددا إلى طهران لكن أرى بأن المرشد الأعلى في طهران لا تعنيه كل تلك الاتفاقيات فنظام الحكم في طهران يعمل ضمن مسارين مسار مستخدم للتهدئة لتحقيق أعلى المكتسبات في كافة مسارات التهدئة الدولية والمتمثل بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وتابع ” بينما على الضفة الأخرى نجد أن مسار المرشد هو المتحكم في المشهد من خلال الرصد الحثيث لتحركات طهران العسكرية في المنطقة العربية رغم اتفاقية التهدئة مع طهران وبالتالي لحظة الحقيقة ستكون حاسمة ولن تغير طهران من سلوكياتها العدائية تجاه المنطقة العربية وباقي العالم وما زالت في ذهنية نظام الحكم القائم بأنهم قادرون على إعادة أمجاد امبراطوريتهم من خلال التحشيد العسكري واتفاقيات الدفاع المشترك المبرمة مع النظام السوري ولن تتخلى طهران عن تمويل أذرعها في المنطقة العربية بل ستسعى إلى تقديم مزيد من الدعم خاصة بعد قيام دولة قطر بتسيير ملف تبادل الرهائن الأمريكيين الموقوفون في طهران مقابل سجناء موجودون في الولايات المتحدة والافراج المباشر عن 10 مليارات دولار أمريكي كانت مجمدة نتيجة للعقوبات وما زالت الولايات المتحدة تلوح بآلية سناب باك التي تنص على فرض حزم عقوبات متتالية ضد إيران في حال عدم التزامها بمسار التفاوض في الملف النووي إضافة إلى ملف المسيرات والباليستي وصولا إلى ملف حقوق الانسان والتظاهرات التي تعم البلاد.

وأشار إلي أن مصر مدت يدها من أجل تحقيق التعاون مع طهران لكن لا أعتقد بأن أي مشروع للتعاون مع طهران سيكون خارج نطاق دراسة الملفات التي أرهقت المنطقة العربية وارتداداتها على المنطقة العربية وأعتقد بأن إيران لن تفي بأياً من تعهداتها بل ستقوم بالتغلغل في داخل المجتمع المصري وذلك من خلال استخدام وسائلها الناعمة تدريجيا وصولا إلى المطالبة بفتح حسينيات وترميم المقامات والمطالبة بحرية ممارسة الشعائر وتدريس من يرغب في دراسة المذهب الجعفري من خلال المدرسة الإيرانية والذين سيستخدمون كموطئ قدم إيراني مستقبلي وبالتالي القيادة المصرية المتعاقبة تدرك تماما حجم مخاطر ترك الباب مفتوحا لطهران والتداعيات التي ستتبعه سواء على البنية المجتمعية أو حتى على شكل مصر المستقبلي بمكوناتها الإثنية والدينية.

صدمة لـ بايدن..حكم قضائي قد يمنح آلاف المهاجرين حق اللجوء بأمريكا..تفاصيل

أكدت تقارير صحفية أن القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لمنع تدفق المهاجرين تواجه تحديا كبيرا قد يسمح بتدفق الالاف من طالبي اللجوء على الولايات المتحدة .

وبحسب وسائل إعلام فقد أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي، حكماً أبطل بموجبه سياسة اللجوء التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أكثر من شهرين، رافضاً المبدأ الذي اعتمدته هذه الإدارة، من أجل وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية، فيما تعتزم وزارة أمريكية الاستئناف على الحكم.

ووفقا لوكالة فرانس برس، اعتبر القاضي جون تايغار من المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو، أن السياسة التي تجبر المهاجرين على التقدم بطلبات لجوء من بلدانهم، أو بلدان العبور، من أجل الحصول على قبول في الولايات المتحدة “غير قانونية”.

كانت إدارة بايدن قد فرضت منذ أكثر من شهرين سياسة تعاقب المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، عبر رفض طلبات اللجوء التي يتقدمون بها، في حين تقبل النظر في طلبات من يحصلون على مواعيد لطلب اللجوء قبل دخولهم الأراضي الأمريكية.

هذا القرار القضائي قد يُجبر الحكومة الأمريكية على قبول طلبات لجوء المهاجرين الذين دخلوا الأراضي الأمريكية، ما يؤدي إلى موجة تدفق جديدة للمهاجرين من المكسيك بعد انخفاض في الشهرين الماضيين.

أول تعليق من حكومة بايدن

إلا أن القاضي تايغار علّق حكمه لمدة 14 يوماً كي يمنح إدارة بايدن وقتاً لاستئنافه، وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها سوف تستأنف الحكم الذي تراه مخالفاً لقناعاتها، مشيرة إلى أنها ستسعى في غضون ذلك إلى إرجاء تطبيق قرار تايغار لأطول فترة ممكنة.

أضافت الوزارة في بيان، أن القواعد التي وضعتها إدارة بايدن، في مايو/أيار 2023، هي “ممارسة قانونية للسلطة الواسعة التي منحها إياها قانون الهجرة”.

كان القانون الذي فرضته إدارة بايدن جزءاً من خطة ضبط الحدود التي وضعها الرئيس، بعد انتهاء العمل بمفاعيل “البند 42″، الذي يمنح السلطات الأمريكية القدرة على فرض حالة الطوارئ لمنع انتشار الأمراض.

في مارس/آذار 2020، استندت إدارة ترامب إلى هذا القانون في إطار مساعيها لوقف تدفق أمواج المهاجرين، بحجة منع انتشار وباء كورونا، ومكّن القانون السلطات الأمريكية خلال هذا الوقت، وبحجة منع انتشار الوباء داخل البلاد، من طرد المهاجرين وطالبي اللجوء.

تقول واشنطن إنها تهدف من وراء هذه الإجراءات إلى تنظيم الهجرة إليها، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت 19 يناير/كانون الثاني 2023، برنامج رعاية خاصاً جديداً، سيمكّن المواطنين في أمريكا من رعاية اللاجئين الذين يَصلون من خلال برنامج قبول اللاجئين الأمريكي.

البرنامج الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أُطلق عليه اسم “Welcome Corps” أو “هيئة الترحيب”، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

بحسب بلينكن فإن هذا البرنامج سيدعم إعادة توطين اللاجئين بشكل مباشر، ويُحدث فرقاً من خلال الترحيب بهؤلاء الجيران الجدد في مجتمعاتهم.

يشار إلى أن أمريكا جلبت ما لا يقل عن 3.2 مليون لاجئ منذ إقرار قانون اللاجئين لعام 1980، وأغلبهم أصبحوا مواطنين في الوقت الحالي، حيث يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات من وصولهم للولايات المتحدة.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

اساءات جديدة للمصحف بأوروبا..حرق القرآن أمام سفارات مصر وتركيا بالدانمارك

على غرار ما شهدته السويد خلال الأيام الماضية، أضرم متطرفون اليوم الثلاثاء النار في نسخ من المصحف الشريف أمام السفارتين المصرية والتركية في كوبنهاجن.
وبحسب وسائل إعلام، تأتي الإساءة الجديد للمصحف في كوبنهاجن، التي نظمتها جماعة تسمى “دنماركيون وطنيون”، عقب إحراق الجماعة نسخاً من المصحف الإثنين 24 يوليو/تموز والأسبوع الماضي أمام السفارة العراقية.
ووقعت حادثتان مماثلتان في السويد الشهر الماضي، كان من نتائجهما إضرام محتجين في العراق النار في السفارة السويدية ببغداد الأسبوع الماضي.
فيما قالت الدنمارك والسويد إنهما تستنكران حرق المصحف، لكن لا يمكنهما منع هذا الفعل بموجب قواعد تحمي “حرية التعبير”.
من جانبها،دعت وزارة الخارجية العراقية، الإثنين، سلطات دول الاتحاد الأوروبي إلى “إعادة النظر بسرعة فيما يسمى بحرية التعبير والحق في التظاهر” بعد وقائع حرق المصحف.
كما استنكرت تركيا بشدة، الإثنين، ما وصفته بأنه “هجوم حقير” على المصحف ودعت الدنمارك إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع “جريمة الكراهية” هذه ضد الإسلام.
واستدعت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة السويدية للتنديد بحوادث حرق المصحف والإساءة إليه.
كما نددت الحكومة الدنماركية بوقائع حرق المصحف ووصفتها بأنها “أعمال استفزازية ومخزية”، لكنها تقول إنها لا تملك سلطة منع من وصفتهم بـ”المتظاهرين السلميين” من القيام بذلك.
وأعلن وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن، الثلاثاء، إنه أجرى “مكالمة هاتفية بناءة” مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حول العلاقات الثنائية بين البلدين ووقائع حرق المصحف.
وكتب على شبكة (إكس) للتواصل الاجتماعي، التي كانت تعرف سابقاً باسم تويتر، يقول: “دأبت الدنمارك على التنديد بهذه الأعمال المشينة التي نفذها عدد قليل من الأفراد. وأكدت أن جميع الاحتجاجات يجب أن تظل سلمية”.
بينما قالت ترين بومباخ، أستاذة القانون بجامعة كوبنهاغن، لرويترز في شرح للقوانين الدنماركية: “الناس تستغل حرية التعبير الموسعة عندما تتظاهر… هذا لا يشمل التعبير اللفظي فقط وإنما يستطيع الناس التعبير عن أنفسهم بطرق مختلفة، مثل حرق الأشياء”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

مسؤول عراقي : كارثة كبيرة تقترب من بلادنا ..تفاصيل

كشفت تصريحات رسمية جديدة عن حجم الكارثة التي تنتظر العراق جراء التغييرات المناخية، وحذر مستشار وزارة الموارد المائية العراقية طه درع، اليوم الجمعة، من أن بلاده مقبلة على “شح مياه كبير”.

وبحسب وكالة الأنباء العراقية، قال درع إن مخزون المياه في السدود والخزانات هو الأقل “في تاريخ الوزارة”.

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجه بأن يكون ملف المياه في أولوية المباحثات مع دول الجوار.

وأكد أن الوزارة تعكف على مكافحة التجاوزات التي تتسبب في هدر كبير للمياه، بما في ذلك عشرات الدونمات المغطاة ببحيرات الأسماك، مشيرا إلى وجوب تقنين الخطة الزراعية بناء على المتوافر من الخزين المائي.

يشار إلى أن أزمة شح المياه في العراق وصلت إلى حد تحذير وزارة البيئة من أنها تسبَّبت في “كارثة” للتنوع الإحيائي في البلاد، خاصة في الأنهار ومنطقة الأهوار الشهيرة بطبيعتها الخلابة.

وتكالب على العراق تغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، مع قلة سقوط الأمطار، مع النشاط البشري الجائر في استخدام المياه، مع تلويث المياه بمخلفات الصناعة والصرف الصحي، إضافة إلى الاضطرابات السياسية، في ظهور أزمة شح مياه غير مسبوقة في بلد النهرين الشهيرين، دجلة والفرات.

 

تابعوا أخبار الشمس نيوز على جوجل نيوز

بعد حرقه المصحف..لماذا لا تحاكم السويد سلوان موميكا بتهمة نشر الكراهية ؟

لماذا تسمح السويد بحرق المصحف ولماذا لا تحاكم من يفعل ذلك بتهمة نشر الكراهية ؟ بات هذا السؤال مطروحا على نطاق واسع في العالم الإسلامي وخارجه، مع تكرار أفعال حرق نسخ من المصحف، رغم أنه يمس ملياري مسلم ويتسبب في إحداث توترات في علاقات السويد الخارجية.

وشهدت السويد أمس الخميس أحدث واقعة لتدنيس المصحف ارتكبها عدد محدود من الأشخاص المناهضين للإسلام في ستوكهولم بعد قيام اللاجىء العراقي سلوان موميكا بركل المصحف ووضعه تحت قدمه وذلك أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم.
كانت الشرطة السويدية قد سمحت بتنظيم هذا الحدث، ونشرت عددا من أفرادها في المكان، حيث أبعدوا ناشطين معارضين لهذا الفعل.
كان سلوان موميكا قد أحرق نسخة من المصحف في أواخر يونيو الماضي، وحينها سمحت الشرطة أيضا لهذا الشخص بحرق المصحف تحت حمايتها.
في وقت سابق من العام الجاري، أقدم عناصر من اليمين المتطرف على إحراق نسخ من المصحف، وهو ما أشعل حينها احتجاجات واضطرابات في السويد.

هل تدنيس المصحف الشريف مسموح في السويد؟

بحسب تقارير صحفية ، لا يوجد قانون في السويد يمنح تحديدا حرق أو تدنيس القرآن أو أي كتاب مقدس.
ومثل كثير من الدول الأوروبية لا يوجد في السويد قوانين خاصة بالتجديف.
لكن الحال لم يكن كذلك في السابق، فحتى أواخر القرن التاسع عشر، كان التجديف يعتبر جريمة خطيرة في السويد، ويعاقب مرتكبها بالإعدام.
بمرور الزمن، جرى تخفيف قوانين التجديف في السويد مع تحول البلاد نحو العلمانية أكثر فأكثر، وتم إلغاء آخر قانون في هذا السياق عام 1970.

هل بوسع السلطات في السويد وقف هكذا أفعال؟

طالبت العديد من الدول الإسلامية الحكومة السويدية بوقف حرق المصحف على أراضيها.
لكن في السويد، يضطلع جهاز الشرطة لا الحكومة بقرار منع أو السماح بتنظيم التظاهرات العامة.
وتقول السويد في ردها على احتجاجات الدول الإسلامية إن حرية التعبير مكفولة بالدستور، وعلى الشرطة تقديم أسباب معينة لرفض تنظيم تظاهرات أو تجمعات عامة، مثل وجود خطر على سلامة الجمهور.
بالفعل، منعت الشرطة السويدية في فبراير من العام الماضي طلبين لتنظيم تجمعات لحرق نسخ من المصحف، وذلك بعد أن وصلت الشرطة إلى خلاصة مفادها بأن أحداثا مثل هذه ستزيد من خطورة وقوع أعمال إرهابية ضد السويد.
لكن محكمة في البلاد نقضت تلك القرارات وقالت إن على الشرطة تقديم أدلة عن تهديدات ملموسة لمنع التجمعات العامة.
هل يمكن اعتبار حرق المصحف خطاب كراهية؟

يمنع قانون خطاب الكراهية في السويد التحريض ضد المجموعات البشرية بناءً على العرق أو الإثنية أو الدين أو التوجه الجنسي أو النوع الاجتماعي.
يقول المسلمون إن حرق نسخ من المصحف يشكل تحريضا ضدهم، ولذلك يجب اعتباره جريمة كراهية.
أما مؤيدو حرق المصحف فيرون أن جرائم الكراهية تنطبق فقط على مهاجمة ممارسي العقيدة، أما التطاول على الدين نفسه فهو جزء مكفول بحرية التعبير، حتى لو اعتبر الكثيرون الأمر اعتداءً.
وسعيا للحصول على توجيهات من القضاء، وجهت الشرطة السويدية اتهامات أولية بارتكاب جرائم كراهية ضد الشخص الذي أحرق المصحف خارج مسجد في ستوكهولم في يونيو الماضي ودنّسه مرة أخرى، الخميس.
وبات الأمر لدى المدعين العامين ليقرروا ما إذا كانوا سيوجهون لهذا الرجل اتهاما رسميا.

العراق يطرد سفيرة السويد احتجاجا على حرق المصحف

تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين العراق والسويد على خلفية سماح السلطات السويدية لمتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف .

وأكدت وسائل إعلام عراقية، أن حكومة بغداد طلبت بشكل رسمي من سفيرة السويد في بغداد مغادرة البلاد.

كما تم الإعلان عن سحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم، بقرار من رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني .

في وقت سابق، الخميس، هددت بغداد، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد، في حال تكرار حرق نسخة من المصحف على أراضيها، بينما أعلنت اعتقال متظاهرين على خلفية اقتحام وإضرام النار في السفارة السويدية ببغداد، بعد ترخيص ستوكهولم لمتطرفين بحرق نسخة من المصحف وعلم العراق.

اقتحام السفارة السويدية

في الساعات الأولى من الخميس اقتحم مئات المحتجين السفارة السويدية في وسط بغداد، حيث تسلقوا أسوارها وأشعلوا فيها النيران، وذلك احتجاجاً على إحراق متوقع لنسخة من المصحف في السويد، في تكرار لما وقع نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، تزامناً مع عيد الأضحى، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

قالت الحكومة، الخميس، إنها هددت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد، في حال تكرر حرق نسخة من المصحف على أراضيها، وذكرت في بيان أنها “أبلغت الحكومة السويدية أمس، عبر القنوات الدبلوماسية، بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق القرآن الكريم على أراضيها”.

أضافت الحكومة أن العراق يَعتبر حادثة اقتحام السفارة السويدية في بغداد “خرقاً أمنياً” تجب معالجته حالاً، مع “محاسبة المقصرين من المسؤولين عن الأمن”.

بينما قال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستورم، الخميس، إن اقتحام سفارة بلاده في بغداد، الذي وقع في وقت سابق “غير مقبول على الإطلاق”. وأضاف في بيان “من الواضح أن السلطات العراقية تخفق بشكل خطر في مسؤوليتها عن حماية البعثات الدبلوماسية والموظفين الدبلوماسيين”.

احتجاجات غاضبة في العراق
فيما فرّقت قوات الأمن العراقية، الخميس، متظاهرين من محيط السفارة السويدية في العاصمة بغداد، بعد اقتحامها وإضرام النار في أجزاء منها، احتجاجاً على ترخيص السلطات السويدية حرق نسخة من المصحف والعلم العراقي، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

وبحسب وكالة الأناضول التركية، قال ضابط في “قوات النخبة” (تابعة لمجلس الوزراء)،، إن “قوات مكافحة الشغب والفرقة الخاصة (سوات) المكلفة بحماية المنطقة الخضراء (تقع فيها مقرات السفارات)، انتشرت بكثافة في محيط السفارة السويدية وعلى الطريق المؤدي إلى المطار الدولي، وأبعدت بالقوة المحتجين عن مبنى السفارة”.

كما أوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن قوات الأمن “نصبت حواجز خرسانية وأسلاكاً شائكة في محيط السفارة، بأمر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني”.

أضاف أن الإجراء يهدف إلى “منع وصول المحتجين، وأي اعتداء قد يقع بالقرب من المنطقة الخضراء”، شديدة التحصين، وسط بغداد، حيث مقر الحكومة والبرلمان والبعثات الأجنبية، وكذلك لتأمين الوضع تحسباً لخروج احتجاجات جديدة لأنصار الصدر أمام بوابات المنطقة خلال الساعات القادمة.

جاء اقتحام السفارة من قبل أنصار “التيار الصدري” وإضرام النار في أقسام منها على خلفية ترخيص السلطات السويدية لسلوان موميكا، وهو عراقي مقيم في السويد، بحرق نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام مبنى سفارة بغداد في ستوكهولم.

كما أنه في 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق موميكا نسخةً من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.

الصدريون يقتحمون مقرات الدعوة.. صراع الشيعة يشتعل مجددا بالعراق..فيديو

بعد مرور عام تقريباً على الأزمة التي اندلعت بين التيار الصدري وحزب الدعوة العراقي، أتى جديد أعاد الخلافات للواجهة.فقد أقدم غاضبون من أنصار التيار الصدري في العراق، على اقتحام وإغلاق مقار تابعة لحزب الدعوة في عدة محافظات عراقية، ليل السبت الأحد، على خلفية اتهام قيادي بالتيار لجهات “إطارية” بالإساءة لوالد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وأفاد مصدر أمني صباح الأحد، بأن عناصر مجهولة استهدفت مقر الحزب في النجف بقذيفة “آر بي جي”، وفقا لموقع “السومرية نيوز” .

كما قام أنصار التيار الصدري بإغلاق مقار تابعة لحزب الدعوة في مناطق في وسط وجنوب العراق، وكتابة عبارة “مغلق بأمر من أبناء الصدر” على جدران تلك المقار.

في حين عززت القوات الأمنية تواجدها أمام مقار حزب الدعوة، بعد انسحاب أنصار التيار الصدري منها، وسط مخاوف من تفاقم المواجهات بين أنصار الجانبين.

أتى تحرك أنصار التيار بعد اتهام القيادي بالتيار الصدري حسن العذاري في منشور له عبر صفحته على فيسبوك حزب الدعوة بالوقوف وراء حملة تتهم رجل الدين الشيعي الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر بأنه على علاقة مع نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ورأى العذاري أن هدف الحملة هو الإساءة والتشكيك بشخص الرجل الراحل والإساءة إلى الخط الصدري ومبادئه وحوزته الناطقة بشكل عام، بحسب تعبيره.

بالمقابل، نفى حزب الدعوة اتهامات العذاري، قائلا إن صفحات محسوبة على أمينه العام نوري العام الغريم التقليدي لمقتدى الصدر تتعمد الإساءة للمراجع الدينية.

وقال المالكي في بيان صحفي، إن هذه تصريحات غريبة، معتبراً أن توجيه الاتهام لحزب الدعوة والدعاة بالإساءة للراحل محمد الصدر وما تبعه أمس من اعتداءات على مقرات حزب الدعوة هي ممارسات مؤسفة أثلجت قلوب أعداء العراق وأعداء المدرسة الصدرية، وأن هذه الأعمال لن تصب في مصلحة أبناء العراق وأبناء المذهب الواحد، وفق قوله.

يشار إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين أجرت “سرايا السلام” استعراضات لعناصرها في البصرة، وظهر المئات وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في جولة بين شوارع وأحياء المدينة، مع العلم أن مقتدى الصدر كان قد جمّد عمل “سرايا السلام”، عقب الاشتباكات التي وقعت عند مدخل المنطقة الخضراء في بغداد، في أغسطس الماضي.

عمرها 300 سنة.. مأذنة مسجد تشعل الغضب بالعراق..ما القصة

تواصلت ردود الأفعال الغاضبة بالعراق على هدم مسجد السراجي ومئذنته البالغة من العمر حوالى 300 سنة في محافظة البصرة الجنوبية مستمرة.

أثارت هذه الحادثة استياء واحتجاجًا بالعراق، إذ قامت إدارة محافظة البصرة بتنفيذ هذا العمل رغم عدم الاتفاق مع الوقف السني ووزارة الثقافة، مما دفع الوزارة للتدخل.

وأعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار أن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية لحماية التراث الثقافي الهام من أي تجاوزات إدارية أو شخصية تلحق به ضررًا بشكل مقصود أو عفوي، بما في ذلك حادثة هدم مئذنة جامع السراجي.

ودعا الوزير الوقفين السني والشيعي للتدخل ومعاقبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو تزوير للحقائق التاريخية.

كما أعلنت إدارة مفتشية الآثار في البصرة أنها ستقاضي المتورطين في هذا الملف قضائيًا.

واعتبرت لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان العراقي أن الاعتداء على المنارة هو تصرف فردي غير مسؤول وطالبت بمحاسبة المسؤولين وفقًا للقانون.

ودعت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في البرلمان إلى محاسبة المقصرين الذين خالفوا قانون الآثار العراقي وأهميته للحفاظ على الآثار التاريخية.

يُذكر أن جامع السراجي هو أحد المساجد التاريخية القديمة في البصرة، وتميز بعمارته التراثية والأثرية. يحتوي الجامع على مئذنة فخمة ومصلى واسع، ويُعتبر واحدًا من أكبر المساجد في البصرة من حيث المساحة. كان يُعرف سابقًا بجامع المناوي لجم الكبير نسبةً إلى المنطقة التي كان يقع فيها.

نهاية الانترنت تقترب..كارثة طبيعية تضرب الأرض خلال عامين..تفاصيل مرعبة

في تقرير “هل سينتهي عصر الإنترنت قريبا؟” ، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن وجود عاصفة شمسية مرعبة ستضرب الأرض وتدمر البنية التحتية للإنترنت خلال عامين قادمين حيث تقترب الشمس من تسجيل أعلى درجات الحرارة في التاريخ.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الحدث الذي وقع في كارينغتون في سبتمبر 1859، حيث شهدت الأرض في ذلك الوقت أكبر عاصفة شمسية في التاريخ.

صحيفة واشنطن بوست نقلت تفاصيل حدث كارينغتون وتأثيره على الكوكب، مشيرة إلى أن أرضنا شهدت حينها أكبر عاصفة شمسية على الإطلاق، مما تسبب في انقطاع الكهرباء من باريس إلى بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت إلى أن الناس شاهدوا أيضًا الشفق على طول الطريق في المناطق الاستوائية، مثل كوبا وجامايكا وبنما.

الكارثة تقترب

في تقريرها، أفادت الصحيفة بأن هناك عاصفة شمسية تلوح في الأفق بعد حدث كارينغتون الذي وقع في عام 1989 وألحق أضرارًا بشبكة الكهرباء في محافظة كيبيك الكندية لعدة ساعات.

وتأكدت الصحيفة أنه منذ عام 2012، لم يحدث أي عواصف كبيرة، وهذا يعود إلى دورة الشمس التي تستمر لمدة 11 عاماً. ومن المتوقع أن تصل الشمس إلى ذروة طاقتها الشمسية في عام 2025 المقبل، وسوف تكون هذه الدورة أكثر قوة وتأثيراً على الأرض.

ويرجع التقرير سبب ذلك إلى العاصفة الشمسية التي تحمل موجات كهرومغناطيسية، والتي قد تؤثر سلباً على أنظمة شبكة الإنترنت وتسبب انهيارها تماماً، بالإضافة إلى انهيار شبكات الكهرباء وتعطلها في مختلف دول العالم.

يقول الخبراء إن الشمس ستدخل في ذروة دورة الطاقة الشمسية الأخيرة في عام 2025، وبسبب ذلك ستحدث عاصفة شمسية تتجه نحو الأرض، حسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ستار” البريطانية.

وبالرغم من أن هذا ليس شيئاً معتاداً، إلا أنه حدث 25 مرة منذ عام 1755 عندما بدأت التسجيلات. يعبر الخبراء عن قلقهم بسبب التصاعد السريع الغير معتاد في الدورة الحالية، إذ شهدت وجود بقع شمسية وثورات أكثر مما كان متوقعاً.

ومن المعروف أن العواصف الشمسية تتضمن نبضات كهرومغناطيسية، والتي قد تسبب تأثيرات مدمرة على الأرض إذا كانت ضخمة بما فيه الكفاية.

ووفقا لمتحدث باسم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن تحديد دورات الشمس والتنبؤ بها يمكن أن يقدم فكرة تقريبية عن تكرار وقوع العواصف الفضائية بمختلف أنواعها، مثل الآثار الراديوية المظلمة والعواصف المغناطيسية الجيومغناطسية والعواصف الشمسية، وتستخدم هذه المعلومات من قبل العديد من الصناعات لقياس التأثير المحتمل لطقس الفضاء على الأرض.

دعوة رسمية لـ نتنياهو..هل تخطط بكين لاختراق حلفاء واشنطن بالشرق الأوسط ؟

يبدو أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين بدأ يتجاوز حدود الاقتصاد وسباق التسلح ليدخل مرحلة جديدة تعتمد على لعب أدوار أكثر تأثيرا في ملفات الشرق الأوسط، وجذب حلفاء جدد فهل تنجح الصين سياسيا كما نجحت إقتصاديا أم يكون لواشنطن رأيا أخر؟
بعد عقود من التركيز على التوسع الاقتصادي بالشرق الأوسط ، بدأت الصين تتوسع سياسيا وتلعب أدوارا مؤثرة في ملفات المنطقة وتنافس الولايات المتحدة على ملفات طالما احتكرت واشنطن إداراتها، ولا يمكن قراءة الاتفاق الذى رعته بكين بين السعودية وطهران، ثم محاولتها التوسط في الصراع العربي الإسرائيلي ودعوة طرفا الأزمة لزيارة بكين إلا في سياق السعي الصيني للعب دور مؤثر في ملفات المنطقة ومنافسة واشنطن على ذلك.
والأسبوع الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو تلقي دعوة رسمية من الصين لزيارة بكين خلال الفترة المقبلة.
وتأت الدعوة في ظل حالة من الجفاء تشهدها العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية رغم التحالف الإستراتيجي التاريخي بين البلدين، حيث لم يتم دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض منذ تولي بايدن الرئاسة الأمريكية.
وبحسب مراقبون فإن الصين تسعي لدور أكثر تأثيرا في ملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها ملف الصراع العربي الإسرائيلي خاصة بعد نجاحها في رعاية إتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران؟
كما يري المراقبون أن الحكومة الإسرائيلية قد تستخدم العلاقات مع الصين كورقة ضغط على إدارة بايدن التي ترفض سياسات حكومة نتنياهو وتتهمها بالتطرف.
أهداف الصين
ويري عامر تمام الباحث المتخصص في الشؤون الصينية أن “الصين تسعي منذ فترة ليكون لها تواجد سياسي وامني واستراتيجي بخلاف التواجد الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط”.
وقال لوكالتنا:”بالنسبة لإسرائيل هناك علاقة قوية مع الصين، وكان هناك مشروع تطوير ميناء حيفا الاسرائيلي باستثمارات صينية ولكن تدخلت واشنطن وأوقفت المشروع نظرا لآن ميناء حيفا كان يستقبل قطع عسكرية أمريكية”.
وبحسب الباحث فإن ” الصين بدأت تتواجد في الشرق الأوسط وتسعي ليكون لها دور فاعل بالمنطقة ولعل الاتفاق الذى رعته بين الرياض وطهران يوضح رغبة بكين في إحداث تأثير كبير في ملفات الشرق الأوسط”.
وأضاف:” الصين تحاول الأن أن تتدخل في الصراع العربي أو الفلسطيني الإسرائيلي، وتريد أن تكون طرف مؤثر في هذا الملف لافتا إلي أن وجود الصين في هذا الملف لابد أن يكون برضا طرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي”.
وقال تمام : “بكين بدأت خطواتها باستضافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في فترة سابقة وتم الاحتفاء به بشكل كبير والإعلان عن مبادرة صينية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي”.
وتابع : “كان لابد من تقديم دعوة للطرف الاسرائيلي ممثلا في رئيس الوزراء نتنياهو لمناقشة المبادرة الصينية والحصول على موافقة تل أبيب أن تكون الصين طرف في الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
ويعتقد الباحث أن “نجاح الصين في الدخول لملف الوساطة في الصراع العربي الإسرائيلي يعتبر ضربة استراتيجية للنفوذ الأمريكي بالمنطقة نظرا لسيطرة واشنطن التاريخية على قيادة عملية السلام في هذا الملف منذ عقود”.

ويري خبير الشؤون الصينية أن “الهدف الحقيقي لبكين من التفاعل مع ملفات الشرق الأوسط هو الضغط على الولايات المتحدة بالتواجد في مناطق نفوذها وذلك ردا على تحركات واشنطن في مناطق نفوذ الصين، لافتا إلي أن أمريكا بدأت تضغط على الصين بمناطق المحيط الهادي والهندي وتزيد من تواجدها في مناطق جوار الصين مثل اليابان وكوريا الجنوبية وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان وفيتنام والفلبين وذلك ضمن سياسة واشنطن لحصار الصين والحد من نفوذها”.
ويعتقد أن “الصين بدأت تحارب أمريكا بنفس سلاحها، حيث تتحرك في ملفات الشرق الأوسط ومناطق نفوذ الولايات المتحدة للضغط على واشنطن لوقف التمدد بمناطق نفوذ الصين وفك الحصار عنها وفق قاعدة خطوة بخطوة بحيث ترفع الصين يدها عن ملفات الشرق الأوسط ومناطق نفوذ واشنطن مقابل تخفيف أمريكا لحصارها للصين ووقف تمددها بدول جوارها”.
التطبيع السعودي الإسرائيلي
وحول احتمالية أن تلعب الصين دورا في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كما فعلت بين الرياض وطهران، أكد الباحث أن استراتيجية الصين في الوقت الحالي لا تخطط للعب دورا في هذا الملف الذى وصفه بالمعقد”، مشيرا إلي أنه لا يمكن القفز على أمور معينة حتى يتم الوصول لتطبيع سعودي إسرائيلي بدون مقابل، خاصة أن سبق وأعلنت أن لديها مبادرة ورؤية لحل القضية الفلسطينية وتريد أن تحقق مكاسب استراتيجة من تطبيعها مع إسرائيل”.
وبحسب الباحث فإن “السعودية تريد أن تكون القوي الاقليمية الأولي بالشرق الأوسط واللاعب الرئيسي في ملفات هامة مثل القضية الفلسطيينية ولذا تريد من اسرائيل تقديم تنازلات ملموسة للتطبيع معها بما يعزز دور السعودية ونفوذها كدولة محورية وقائدة للشرق الأوسط”.
ويري تمام أن “هدف الصين من دعوة نتنياهو لزيارتها، ليس التحرك في ملف التطبيع بين تل أبيب والرياض، أو الوصول لحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لأن هذا أمر ليس بالسهولة تحقيقه، بل كل ما تسعي له بكين أن تنال موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين لتكون طرفا محايدا نزيها في عملية السلام لافتا إلي أن الصين تريد من ذلك تحقيق مكسب إستراتيجي من خلال تواجدها في هذا الملف وأن ينظر لها العالم على أنها صانع سلام وطرف مؤثر في أزمات الشرق الأوسط وتنافس الولايات المتحدة” .
كما تسعي الصين بحسب الباحث لـ “استغلال الخلافات بين اسرائيل والإدارة الأمريكية الحالية خاصة أن البيت الأبيض لم يوجه دعوة لنتيناهو لزيارة واشنطن منذ وصوله للحكم، وهناك خلافات بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته المتطرفة”.
الموقف الإسرائيلي
وحول الموقف الإسرائيلي من الزيارة، يري الباحث أن نتنياهو ربما يسعي لاستغلال زيارته للصين للضغط على الولايات المتحدة وإدارة بايدن”.
ويشير تمام إلي أن “هذه رابع زيارة يقوم بها نتنياهو للصين، حيث تسعي إسرائيل للاستفادة من العلاقات السياسية والاقتصادية مع الصين وألا تخلق عداء مع بكين بما يدفع الأخيرة لدعم الطرف الفلسطيني بشكل مباشر لافتا إلي أن تل أبيب تسعي لتحييد الصين وعدم الوقوف ضدها وفي نفس الوقت تسعي لعدم إغضاب واشنطن للحفاظ على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل”.
وبحسب الباحث فإن “إسرائيل قد توافق على أن تكون الصين طرفا في عملية السلام مع الفلسطينين ولكن دون أن تكون الطرف الأصيل في الوساطة كما هو حال الولايات المتحدة، كما لن تمانع تل أبيب من مناقشة المبادرة الصينية لحل الصراع العربي الفلسطيني”.

Exit mobile version