بلغت الأوضاع في سوريا خلال شهر رمضان حداً صادماً مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للسكان.
وبحسب تقارير صحفية ظل أحمد يبيع الحلوى الرمضانية منذ سنوات. يخبز الخبز الحلو بنفسه، ويخلط الماء والطحين ودبس العنب.
لكن الأعمال التجارية آخذةٌ في التراجع، وأسعار المكوِّنات التي يستخدمها في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
رمضان في سوريا هذا العام هو الأصعب
قال أحمد لموقع Middle East Eye البريطاني: “في هذا الشهر الكريم، عادةً ما أعمل طوال الوقت، لكن العمل ليس كما كان في السنوات السابقة. لم يكن رمضان هكذا؛ عادةً ما يكون هناك بعض الرحمة فيما يتعلق بالأسعار.. لم يعد الحال كذلك”.
بعد شتاء من الكوابيس الاقتصادية، أصبح رمضان في سوريا هذا العام هو الأصعب منذ سنواتٍ على السوريين، الذين يواجهون الآن أزمةً ماليةً متصاعدة، وارتفاعاً في الأسعار، ونقصاً متفاقماً في الطاقة.
مع الارتفاع الهائل في تكاليف البقالة والسلع، يضطر الصائمون خلال الشهر الكريم إلى تقليص نفقاتهم، حيث تكسب أعداد كبيرة من العاملين بالكاد دخلاً كافياً لإعالة أسرهم.
لا لحوم في رمضان والفاصوليا تلتهم ربع الراتب
قال أحمد متنهِّداً: “المستهلكون حريصون في إنفاقهم، وعليهم وضع ميزانية لأن الرواتب منخفضة للغاية والنفقات مرتفعة. حتى إن بعض الناس قد توقفوا عن تناول اللحوم لأنها باهظة الثمن، لذا فإن رمضان هذا سيكون كفاحاً حقيقياً”.
وصل الكيلوجرام من الفاصوليا الخضراء إلى 23 ألف ليرة سورية في بعض المناطق- ما يقارب ربع الراتب الشهري من الدولة.
ويُتوقَّع أن يبلغ متوسط إنفاق الأسرة السورية 2 مليون و860 ألف ليرة (ما يقرب من 730 دولاراً)، أي حوالي 40 ضعف متوسط دخل الفرد في الشهر.
السكان يعتمدون على الحوالات القادمة من الخارج
تضرَّرَ الاقتصاد السوري بسبب عقدٍ من الحرب والعقوبات الغربية الشديدة. وصلت المصاعب الاقتصادية إلى هذه الحالة التي يعتمد فيها الكثيرون الآن في الغالب على نظام الحوالة وأفراد الأسرة الذين يعيشون في الخارج لإبقاء أسرهم واقفةً على قدميها.
أرقام صادمة
مع مرور الأيام القليلة الأولى من شهر رمضان، يواجه السوريون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد زيادةً غير مسبوقة في تكاليف المعيشة. تكشف تقديرات مركز الأبحاث الاقتصادي السوري “قاسيون” أنه بالنسبة للأسرة المتوسطة في مارس وأبريل 2022، تُقدَّر تكلفة المعيشة الشهرية بحوالي 2.860.381 ليرة، بزيادة قدرها 833.405 (أكثر من 200 دولار) منذ يناير/كانون الثاني.
وفي مواجهة زيادةً بنسبة 41% في تكاليف المعيشة على مدى ثلاثة أشهر، تكافح العائلات لإعداد وجبات الإفطار.
قال فادي، وهو صاحب متجر بالقرب من مدينة دمشق القديمة، لموقع Middle East Eye إن الوضع الاقتصادي كان صعباً بالنسبة له في ظل شتاء قاسٍ للغاية، لكن الأمر يزداد سوءاً.
وأضاف: “الأسعار في أعلى مستوياتها. في كلِّ عام تزداد الأمور سوءاً، لكن الأمر متفاقم الآن بالذات. قضيت معظم الأشهر الستة الماضية أعاني من أجل سداد فواتيري. ليس هناك رحمة للشخص العادي، فكلُّ شيءٍ باهظ الثمن”.
وقال: “أواجه صعوبةً أكبر في إطعام عائلتي كلَّ شهر. بالكاد لدينا أي عمل، والمال مثل الورق- تغادر المنزل ومعك 100 ألف ليرة وتعود بدون أيِّ شيء”.
حتى إن الزيادة الملحوظة في الأسعار وصلت إلى ضروريات رمضان في سوريا، مثل التمور، التي ارتفعت أسعارها بنحو 50% منذ العام الماضي. تصل التكلفة القصوى للكيلو من أفخم التمور إلى 40 ألف ليرة، أي ضعف السعر في عام 2021. وشهد سعر الدجاج والخضار ارتفاعاً كبيراً مع حلول شهر رمضان أيضاً.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي باليأس والازدراء بشأن الوضع.
وقال أحد السوريين في منشورٍ على فيسبوك: “لا أعرف ما إذا كان هناك منطق أو سبب يجعلنا نفهم ارتفاع الأسعار بهذا الجنون. اليوم على سبيل المثال إذا كنت ترغب في صنع سلطة، فإن شراءها من أحد المطاعم سيكلفك أقل”.
غرامة لمن ينفض السجاد في شرفة منزله
أدَّت الأزمة الاقتصادية أيضاً إلى اتِّخاذ إجراءات غير معتادة من جانب حكومة الأسد التي تعاني من ضائقة مالية، والتي تحاول بشكلٍ عاجل جمع أكبر قدر ممكن من الأموال. صدر قانون جديد عن محافظة دمشق يقضي بغرامة قدرها عشرة آلاف ليرة عقاباً على نفض السجاد في الشرفات المُطِلَّة على شرفاتٍ أخرى وإلقاء القمامة من النوافذ والشرفات.
وقطاعات الطاقة كانت تحت ضغط مستمر، مع تأخر وصول البنزين المدعوم أسبوعياً، الآن، يمكن للسائق الذي يستوفي معايير الدعم الحصول على 25 لتراً فقط من البنزين المدعوم من الدولة كلَّ 10 أيام، بدلاً من كلَّ أسبوع، كما كان الحال سابقاً. والبنزين في السوق السوداء هو ضعف التكلفة ويصعب الحصول عليه.
وزاد الوضع الاقتصادي من اعتماد الناس على الحوالات التي يرسلها المغتربون السوريون إلى عائلاتهم داخل سوريا. وقد زاد هذا بشكلٍ كبير خلال شهر رمضان. وقُدِّرَت القيمة الإجمالية للتحويلات الرسمية التي وصلت البلاد خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بحوالي 7 ملايين دولار في اليوم. ومع هذا الطلب المتزايد، من المُتوقَّع أن تتعامل شركات الصرافة الرسمية مع حوالي 420 مليون دولار مُرسَلة إلى سوريا هذا الشهر.
قالت مايا، التي تعمل في مجال المنسوجات، لموقع Middle East Eye: “لديّ أخ يعيش في ألمانيا، وهو يرسل لي المال كلَّ أسبوعين. اعتاد الإرسال كلَّ شهر، لكن هذا لا يكفي، لذا فهو يرسل الآن كلَّ أسبوعين. بدون ذلك، لا أستطيع العيش هنا”.
أعلن التحالف الدولي اليوم الخميس إصابة جنديين أميركيين في هجوم غير مباشر على “القرية الخضراء” قرب دير الزور، في إشارة إلى القاعدة العسكرية بحقل العمر النفطي في سوريا.
وقال التحالف عبر تويتر إن الهجوم قيد التحقيق حاليا.
وأضاف أنه تم علاج أحد المصابين بينما يخضع الآخر للتقييم بعد إصابته في الرأس.
واستهدفت الميليشيات الإيرانية بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس قاعدة حقل العمر النفطي أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في سوريا، والاستهداف هو الأول من نوعه منذ نحو 3 أشهر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد دوت انفجارات في منطقة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، شرق الفرات، ناجمة عن قذائف صاروخية مصدرها مناطق نفوذ الميليشيات التابعة لإيران على الضفة الأخرى للنهر.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القذائف بلغ عددها 5، انفجرت اثنتان منها بينما لم تنفجر البقية، عقب ذلك عمدت قوات التحالف الدولي إلى توجيه ضربات صاروخية لمواقع الميليشيات الإيرانية غرب الفرات.
وفي الخامس من يناير المنصرم، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن الانفجارات التي ضربت أماكن في منطقة شرق الفرات وغربها عند الساعة الخامسة والنصف فجراً بتوقيت دمشق، ناجمة عن قصف متبادل بين قوات التحالف والميليشيات الإيرانية.
وسقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها ميليشيات تابعة لإيران مستهدفة حقل العمر النفطي، والتي تقع بريف دير الزور الشرقي، وجرى إطلاق القذائف الصاروخية من بادية الميادين غرب الفرات.
ووفقاً للمصادر، فإن إحدى القذائف سقطت في مهبط للطيران المروحي في القاعدة، بينما سقطت قذيفتان بمواقع خالية ما أدى لأضرار مادية فقط، وعقب الاستهداف قامت قوات التحالف بإطلاق قذيفتين اثنتين على بادية الميادين.
كشفت تقارير سورية عن مقتل 4 أطفال أثناء عودتهم من المدرسة، الاثنين، بقصف لقوات النظام السوري، استهدف بلدة “معارة النعسان” بريف إدلب.
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في منشور على تويتر، الاثنين، مقتل الأطفال الأربعة أثناء عودتهم من المدرسة.
وأشار إلى أن فريق إنقاذ “انتشل جثامين الأطفال وسلمها لذويهم، ليتم دفنهم في البلدة”.
ووثق المرصد إصابة أشخاص آخرين بجروح نتيجة القصف، وبحسب مصادر محلية “فإن الطلاب (…) أعمارهم دون سن الـ 18”.
مقتل 4 أطفال، اليوم الاثنين 4 نيسان ثالث أيام شهر #رمضان، بقصف لقوات النظام وروسيا استهدفهم أثناء عودتهم من المدرسة في بلدة معارة النعسان شمال شرقي #إدلب، فرقنا انتشلت جثامين الأطفال وسلمتها لذويهم ليتم دفنهم في البلدة.#الخوذ_البيضاءpic.twitter.com/yX33dBG7Ho
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) April 4, 2022
وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس في البلدة ثلاث جثث موضوعة داخل أكياس بلاستيكية سوداء في شاحنة صغيرة، قبل أن يصار إلى دفنها في مقبرة واحدة بالبلدة، بينما تم دفن الفتى الرابع الذي قضى في وقت لاحق متأثرا بإصابته في مقبرة أخرى.
ولم تتضح وفق المرصد أسباب القصف على البلدة التي تعد خط جبهة مع قوات النظام، وتسيطر عليها فصائل مقاتلة بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا). كما تضم على أطرافها نقطة مراقبة للقوات التركية.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) April 4, 2022
وسبق لقوات النظام أن استهدفت بقصف صاروخي في 12 فبراير منزلا في البلدة، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين من عائلة واحدة، هم رجلان وطفلان وامرأتان، وفق المرصد.
وتتعرض مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أخرى في محافظة إدلب منذ يونيو لقصف متكرر من قوات النظام، ترد عليه الفصائل أحيانا باستهداف مواقع سيطرة القوات الحكومية في مناطق محاذية.
ويسري منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار في المنطقة أعقب هجوما واسعا شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامدا إلى حد كبير، رغم الخروق المتكررة.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان.
أظهر تقرير طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأميركي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة التي شهدت سقوط تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، وذلك تجنبا لدفع ما وصفته بالكلفة الاستراتيجية.
وبحسب التقرير الذي أعدّته مؤسسة “راند” البحثية، ففي نهاية هذه المعركة التي دامت قرابة خمسة أشهر واستهدفت تحرير هذه المدينة السورية الكبيرة من قبضة التنظيم المتطرف، “كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن” وقد صب السكان جام غضبهم على القوات التي حررت المدينة.
وأشار التقرير إلى أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 أكتوبر 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل بحسب إحصائيات التحالف ومنظمة العفو الدولية وموقع “ايروورز” المتخصص.
دمار الرقة
مستوى الدمار ونقص الدعم الأميركي دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم
وأضاف التقرير المكون من 130 صفحة أن معركة الرقة تسببت أيضا في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما “أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل” في المنطقة.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة راند، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين فبراير وأكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجدا وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.
كان بالإمكان أفضل مما كان
وبحسب “راند” فإن الجيش الأميركي الذي نفّذ 95% من الضربات الجوية وشنّ ما نسبته 100% من نيران المدفعية خلال معركة الرقة، لم يرتكب أيّ جرائم حرب خلال تلك المعركة لأنه حاول احترام القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب ولكنه كان “بإمكانه أن يفعل أفضل من ذلك”.
ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة لـ”القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية” والذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أميركيون في ذلك الوقت، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم إلى اتخاذ السكان دروعا في الأحياء الأكثر اكتظاظا.
و حسب “راند” فإنه بدلا من تركيز عملياته على الضربات الجوية لإنقاذ حياة جنوده توجب على الجيش الأميركي أيضا أن يكون مستعدا لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر،
وقال التقرير إنّه توجَّب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عمليّاته آخذا في الحسبان أنّ الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة استراتيجية.
وذكر أنّ “الرقة تعرّضت لأكبر أضرار هيكلية في الكيلومتر المربّع مقارنة بأي مدينة سورية”، مشيرا الى أن “مستوى الدمار البنيوي ونقص الدعم الأميركي لإعادة إعمار الرقة دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم”.
واصلت الميليشيات السورية الموالية لتركيا انتهاكاتها بحق شعوب شمال شرق سوريا.
وبحسب وسائل إعلام سورية، فقد شهد الأسبوع الرابع من شهر مارس الجاري، استمرار سيناريو الانتهاكات في مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، في شمال شرقي سوريا، من عمليات قصف إلى جرف منازل وسط حالة من الفلتان الأمني جراء تناحر الفصائل فيما بينها.
ونقلت وكالة نورث برس، عن مصادر قولها أن القوات التركية وفصائل المعارضة قصفت قريتي المعلق وصيدا بالإضافة لمحيط الطريق السريع M4 بريف بلدة عين عيسى شمال الرقة، مرتين خلال الأسبوع الأخير.
وأسفر القصف الذي استهدف تلك المنطقة بعشرات قذائف المدفعية بتاريخ الخامس والعشرين والثلاثين من مارس الجاري، عن أضرار مادية كبيرة بالممتلكات الخاصة والعامة.
في حين قصفت القوات التركية بوابل من القذائف عدة قرى بريف بلدة زركان (ابو راسين) شمالي الحسكة، في السابع والشعرين من هذا الشهر، أسفرت عن نزوح سكان من قراهم بعدما أدى القصف لأضرار مادية في ممتلكاتهم.
ومنذ وصول القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة له، إلى مشارف الطريق الدولي شمال الحسكة والرقة، بشمال شرقي سوريا، منذ أواخر عام 2019، تشهد المنطقة حالة عدم استقرار بسبب القصف المتواصل على خطوط التماس، والتي غالباً ما تسفر عن سقوط قتلى وجرحى من السكان.
تناحر وفلتان أمني
إلى ذلك، تستمر حالة الفلتان الأمني في منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض الخاضعتان لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة.
وكانت وسائل إعلام قد كشفت في الثامن عشر من الشهر، عن مقتل قياديين اثنين في فصائل مسلحة موالية لتركيا، عقب انفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهما بالقرب من قرية رنين بريف مدينة تل أبيض.
والقياديان هما ‘‘أبو علي الدرعاوي’’ من فصيل الجبهة الشامية ويتزعم منطقة سلوك، و ‘‘ياسين الحمد’’ من فيلق المجد، وفق المصدر.
فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، اندلاع اشتباكات قوية بين فصيلي الحمزات والفرقة 20 المواليان لتركيا، في حي الكنائس وسط مدينة سري كانيه.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن الاشتباكات التي لم تعرف أسبابها، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى دون التأكيد من العدد.
هذا وتكثر عمليات التناحر والتصفية بين عناصر فصائل المسلحة الموالية لتركيا في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا، جراء خلافاتهم على أماكن بسط النفوذ والاستحواذ على المسروقات.
جرف منازل وبساتين
وفي ظل الخلافات المتفاقمة بين الفصائل، ذكرت وسائل إعلامية محلية، عن قيام القوات التركية وفصائل المعارضة بتدمير منزل لمدني مهجر يدعى ‘‘عبدالرزاق العمر’’ من قرية تليل الضلع بريف تل أبيض.
وسبق أن تحدثت مصادر متقاطعة، الأسبوع الفائت، أن أحد فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، قام بجرف 12 منزلاً في قرية عين حصان جنوبي مدينة سري كانيه.
وقال مظلوم حمو كور، وهو أحد أصحاب المنازل التي تم جرفها في القرية، إن “فصيلاً مسلحاً قام بجرف 12 منزلاً في مزرعة أبو مظلوم، في قرية عين حصان، تعود ملكيتها له ولذويه في القرية”.
إلى ذلك قالت لجنة مهجري سري كانيه (رأس العين) عبر صفحتها الرسمية فيسبوك، إن “فرقة الحمزة التابعة لحركة ثائرون، جرفت المنازل، بإيعاز من الدولة التركية”.
وأشارت اللجنة إلى أن الهدف من جرف المنازل واقتلاع الأشجار، هو إنشاء مقرات عسكرية للجيش التركي والفصائل المسلحة.
نشر مركز إسرائيلي معلومات استخباراتية عن قيام الميلشييات الإيرانية وميلشيا حزب الله اللبناني بإنشاء معسكر تدريبي كبير للحرب السرية في ريف حمص وسط سوريا.
ووفقاً لمركز “ألما” الإسرائيلي فإن ميلشيا الحرس الثوري الإيرانية أقامت معسكراً تدريبياً في منطقة قرية زغروتية الواقعة في الصحراء، على بُعد نحو 35 كيلومتراً شرق مدينة حمص، وذلك بالتعاون مع حليفتها ميلشيا حزب الله، حيث يحتوي المعسكر على بنية تحتية كبيرة داخل الأرض تشمل العديد من الأنفاق والحفريات.
وأشار المركز إلى أن الميلشييات الإيرانية استولت على المنطقة الواقعة في بادية حمص مستغلّة غياب ونزوح سكانها عنها بسبب قصف قوات الأسد والحرب التي شنّها على المدنيين هناك، إضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي واجهها السكان في قرية زغروتية.
ولفت مركز “ألما” إلى أن المعسكر التدريبي المُقام يهدف إلى أن يصبح معسكراً تدريبياً كبيراً من أجل تدريب عناصر الميلشيات الإيرانية وميلشيا حزب الله وعناصر من ميلشيات النظام على القتال السرّي بقيادة الحرس الثوري الإيراني.
وتابع المركز الإسرائيلي أنه بالإضافة إلى عناصر حزب الله والميلشييات الشيعية العاملة في سوريا، فإن التقديرات تشير إلى وصول عناصر من ميلشيات الحوثي اليمنية وعناصر من الميلشييات الشيعية في العراق إلى المخيم للتدريب أيضاً.
يذكر أنه خلال الشهر الماضي ومطلع الشهر الحالي استقدمت الميلشييات الإيرانية الموجودة في الحسكة شحنات أسلحة ومعدّات عسكرية وذلك بهدف تعزيز وجودها العسكري والأمني في المنطقة، حيث أفاد أحد العاملين في مطار القامشلي أن ثلاث شحنات إيرانية وصلت المطار محمّلة بأسلحة وذخائر متنوّعة ومعدّات لوجستية وقرابة 50 طائرة درون صغيرة، خاصة بالتدريب على جمع الصور والمعلومات التجسسية.
نبهت قوات سوريا الديموقراطية، الأربعاء، إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول بعد ثلاثة أعوام من القضاء على “دولة الخلافة” التي أرساها، إعادة تنظيم صفوفه، محذرة من تداعيات “تقاعس” المجتمع الدولي عن تقديم الدعم اللازم لمنع ذلك.
ويُصادف الأربعاء ذكرى مرور ثلاثة أعوام على إعلان قوات سوريا الديموقراطية، ومكونها الرئيسي المقاتلون الأكراد، القضاء على التنظيم في سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن إثر معارك عنيفة في قرية الباغوز الحدودية مع العراق التي شكلت آخر معقل للجهاديين في البلاد.
رغم ذلك، لا تزال خلايا للتنظيم مختبئة في أماكن جبلية نائية، تنفذ هجمات بين الحين والآخر تستهدف نقاطا للقوات الكردية وحلفائها وأخرى لقوات النظام السوري. وتمكنت قبل شهرين من شن هجوم واسع على سجن يديره الأكراد في الحسكة (شمال شرق)، موقعة المئات من القتلى.
وشددت القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية في بيان أن “تقاعس المجتمع الدولي وإدارة بعض الدول ظهرها لهذا الملف وكذلك عدم وجود خطة دولية واضحة وشاملة وطويلة الأمد، يزيد التكاليف البشرية والمادية ويوفر فرصة مستمرة لـ+داعش+” من أجل “تقوية تنظيمه وابتزاز جزء من المجتمعات المحلية وتخويفها”.
واعتبرت أن التنظيم “يحاول إنعاش أحلامه مجددا ومحاولة السيطرة الجغرافية على بعض المناطق في سوريا والعراق”.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية رأس الحربة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وسجنت خلال المعارك الآلاف من مقاتلي التنظيم، بينما تحتجز في مخيمات نساء وأطفالا من عائلات المقاتلين الجهاديين. ومنذ إعلان القضاء على التنظيم، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم ومواطنيها المحتجزين في السجون.
ورغم النداءات المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع “كارثية” خصوصا في مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي يضم عائلات جهاديين، ترفض غالبية الدول استعادة مواطنيها.
كما لم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين القابعين في سجونها.
وقالت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) الأربعاء”سيستغرق الأمر ثلاثين عاما قبل أن يتمكن الأطفال العالقون في مخيمات غير آمنة في شمال شرق سوريا من العودة إلى ديارهم، في حال استمرت عمليات الترحيل على هذا المنوال”.
ونبهت قوات سوريا الديموقراطية في بيانها من خطورة ما وصفته بـ”المقاربات الضيقة لبعض الدول وعدم استعدادها لتحمل مسؤولياتها في مسألة تسلم رعاياها من عائلات داعش وكذلك معتقليها في سجون شمال وشرق سوريا، بالتوازي مع عدم تقديم المساعدة الضرورية لإنشاء محكمة دولية” لمحاكمتهم.
وتحدث محللون بعد الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران عن قدرة الفصيل على إعادة تنظيم صفوفه.
ومني التنظيم بضربة موجعة مع إعلان واشنطن في الثالث من فبراير مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي في عملية خاصة نفذتها القوات الأميركية في شمال غرب سوريا. وبعد شهر تقريبا، أعلن التنظيم مبايعة أبو الحسن الهاشمي القرشي زعيما له.
أثار رسمٌ كاريكاتيري أعاد نشره الفنان السوري، علي فرزات عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك” قبل يومين موجة غضب عارمة بين أوساط السوريين، حيث أظهر لقطة خلفية لجسد امرأة عارية، مع “إشارة مبطنة” لقيادية في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، بقوله: “الائتلاف ما في شي بيرفع راسكم غير مؤخرة ربى”.
وبحسب قناة الحرة الأمريكية، يعتبر فرزات من أبرز رسامي الكاريكاتير السوريين، ويعرف بمناهضته للنظام السوري، منذ مطلع أحداث الثورة السورية، وحادثة “تكسير أصابعه” الشهيرة، من قبل عناصر أفرع المخابرات.
وعلى الرغم من أنه لم يذكر اسم المرأة التي تضمنها منشوره بشكل مباشر أولا، إلا أن سياق التعليقات التي تفاعل من خلالها مع متابعيه أظهرت أنه يقصد “ربا حبوش”، والتي تشغل منصب نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري.
وسرعان ما أسفر ذلك عن حالة غضب وجدل عارمة بين سوريين، والذين أطلقوا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: “متضامن مع ربا حبوش”، واستنكروا طريقة “الانتقاد السياسي” التي اتبعها فرزات من خلال “جسد المرأة”.
متضامن مع الأستاذة ربا حبوش ضد سفاهات المدعو علي فرزات ، للأسف اذا كان هذا التافه فنان عالمي ويمثل النخبة السورية، فربما هذا يفسر لنا لماذا وصلت سوريا الى ماهي عليه والحقيقة الدائمة التي يجب ان نعترف بها دائما ، أن الشبيحة موجودين في طرفي الصراع وليس في طرف واحد @RubaHaboshpic.twitter.com/2N6hMjDdOD
— Dr.Mokhles Nazer مخلص الناظر (@Dr_MokhlesNazer) March 21, 2022
ورأى عدد من الباحثين والناشطين والعاملات في مجال حقوق المرأة أن الرسم “تحقيري” ويوجه “إساءة وإهانة” للمرأة ككل وجسدها من جهة، بينما يتجاوز الحدود الأخلاقية، على خلاف الغايات التي يريد الفن إيصالها.
لكن فرزات قال في المقابل خلال حديث له لموقع “الحرة”: “تحدثت عن حالة وممارسات لصوصية من قبل الائتلاف”، مضيفا: “لا يهمني أشخاص ولم أشر للمرأة المذكورة. أنا لم أكتب عنها. رسمت عن ممارسات، وعريّت الناس من الداخل وليس من الخارج”.
تنديد وغضب
ونشرت منظمة “اللوبي النسوي السوري” بيانا، الثلاثاء، نددت فيه “بالإساءة للنساء العاملات في الشأن العام، وللنساء عموما، سواء لفظيا أو من خلال الفن عبر استخدام أجسادهن للإساءة والإهانة”.
واعتبرت المنظمة أن ما أقدم عليه الفنان فرزات هو “شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي”، مضيفة: “أصبحت الإساءة للنساء تيمة يستخدمها بعض الأشخاص في الفضاء العام، وآخرهم فنان كاريكتور سوري، باتت تلك الإساءات سمة في كثير من أعماله، عبر استخدامه جسد المرأة كأداة للتحقير من خلال كلامه ورسومه”.
وتابعت المنظمة المهتمة بحقوق المرأة: “نعبّر عن تضامننا مع السيدة ربا حبوش التي تعرضت للإساءة والعنف القائم على النوع الاجتماعي من قبل هذا الفنان”.
وردت حبوش على منشور الفنان السوري بتعليق، بقولها: “شكرا أستاذ علي فرزات، هذا من حسن تحضرك واحترامك للمرأة”، ليرد الأخير: “أنا لم أقصدك أنت. لماذا هذا التهجم. أنا قمت فقط بذكر الإيجابيات، وهذا مدعاة إعجاب واهتمام لي وفضلته على كل ماتم إنجازه من الائتلاف بصدق ولايسيء لك ولا للمرأة.؟؟بل بالعكس”.
وكتبت الباحثة والأكاديمية السورية، ريم تركماني عبر “فيس بوك”: “مرة أخرى يتقيأ علي فرزات رسما يستخدم فيه جسد النساء كوسيلة للهجاء السياسي، وينحدر إلى قاعٍ جديد بتسمية السيدة المستهدفة”.
وأضافت تركماني الثلاثاء: “ما يقوم به هو أحد أشكال العنف ضد المرأة التي تستهدف إبعادها عن الفضاء العام وتحقير دورها، وهو ليس مجرد هجوم شخصي، بل يستهدف أيضا كل سيدة تشتغل في الشأن العام”.
ماذا يقول فرزات؟
خلال حديثه مع موقع “الحرة” أشار فرزات إلى أنه لا يتحمل أي مسؤولية، ورد على منتقديه بالقول: “أنا رسمت عن لونا الشبل وأسماء الأسد بنفس الرسوم والصور. لماذا لم يناصرونهن. هم يقيسون الأمور بـ 40 مكيال!”.
وأضاف فرزات في رده على حالة الغضب والجدل السائدة: “القصة لأني كشفت حيل الائتلاف. هم يفخخون المرأة ويضعونها في واجهة اللصوصية. تمنيت لو أنهم يأتون بامرأة من عوائل الشهداء ويضعونها في الائتلاف”.
“هناك خلط عام واستخفاف في عقول الناس وتغييب. هناك قطيع”، بحسب تعبير فرزات، وتابع: “الائتلاف يبيع دم الشهداء بالجملة والمفرق. باعوا سوريا مفروشة بشعبها. اليوم يأخذوا مهمات إلى جنيف وسوتشي. يضعوا المرأة عنصر في الواجهة، بحيث لا يمكن الانتقاد؟”.
تحدثت تقارير صحفية واستخباراتية عن عودة مدير إدارة المخابرات العامة السورية، واليد اليمنى لبشار الأسد في قضايا الخارج، علي مملوك، إلى الساحة السياسية بعد اختفاء عن المشهد العام دام أشهراً وحديث عن إبعاد تم بشكل قسري، وهذه المرة وكله في مهمة اهتمام خاصة بالانتخابات اللبنانية.
بحسب موقع Intelligence Online الفرنسي الإثنين 21 مارس/آذار 2022، فإن بشار الأسد أرسل علي مملوك مؤخراً إلى طهران للتفاوض على تقليل نفوذ الميليشيات الشيعية الخاضعة لسيطرة إيران، كما وكَّله بالإشراف على الانتخابات المقبلة في لبنان وتقديم الدعم للموالين لسوريا.
يشار إلى أن الموقع ذاته من نشر خبر ابتعاد المسؤول في النظام السوري عن المشهد العام في يناير 2022.
ومسؤوليات “مملوك” تنوعت بين قضايا خارجية، مثل المصالحة الإقليمية وعودة سوريا إلى الهيئات الدولية، بجانب قضايا داخلية التي على شاكلة المفاوضات مع الأكراد، وغيرها.
وفقاً للموقع الاستخباراتي الفرنسي، فإن مملوك يراقب عن كثب المرشحين اللبنانيين الموالين لسوريا ويراقب المعارك الدائرة لاختيارهم.
يقول الموقع إن المسؤول في النظام السوري يراقب بصفة خاصة الدائرة الانتخابية بعلبك الهرمل، التي يتنافس عليها الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن العام جميل السيد، ومرشحان آخران مشهوران بقربهما من دمشق، كذلك يراقب مملوك الممثلين في منطقة عكار الشمالية.
آخر ظهور له في بغداد
كانت شائعات قد أشارت، في يوليو 2019، إلى أن “مملوك” أُقيل من منصب “رئيس مكتب الأمن الوطني” وخلفه نائبه اللواء محمد ديب زيتون. لكن المراسلات الرسمية واصلت الإشارة إليه بصفته رئيس مكتب الأمن الوطني حتى بعد هذا التاريخ.
أما في مارس 2020، فشوهد “مملوك” مع بشار الأسد وهما يستقبلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة دمشق. غير أنه منذ ذلك الحين، اختفى اسم “مملوك” من المراسلات القادمة من القصر الرئاسي، برغم أن ذكره كان اعتيادياً في إطار زياراته العديدة إلى الخارج وعدم الإعلان عن مغادرته منصبه.
كما أكد الموقع الاستخباراتي أن “مملوك”، الذي كان دائماً حريصاً على السفر إلى الخارج، شوهد لآخر مرة علناً في بغداد خلال شهر سبتمبر 2021. وكان قد تولى مسؤوليات تتعلق بالخلاف بين سوريا والأردن، وهي قضية تعامل فيها سراً مع نظرائه في دائرة المخابرات العامة الأردنية اللواء عدنان الجندي، ثم اللواء أحمد حسني.
بخلاف ذلك، كان “مملوك” نشطاً في هذا التواصل مع الجانب الأردني في أثناء اندلاع الثورة السورية، رغم قطع العلاقات الدبلوماسية رسمياً بين دمشق وعمّان، “لكن المؤسف بالنسبة له أن وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، وعملاءه في جهاز الاستخبارات العسكرية، حصدوا ثمار عمله الشاق عندما سافروا إلى عمّان في 19 سبتمبر 2021، ليمهِّدوا الطريق أمام أول مكالمة هاتفية بين الأسد والملك عبد الله الثاني، في 3 أكتوبر الأول”، وفقاً للموقع الفرنسي.
في حين تابع الموقع: “صحيحٌ أن هناك حاجةً لمعالجة عدد من القضايا الإقليمية، من ضمنها المصالحة مع الإمارات وعودة سوريا إلى الإنتربول وإلى الجامعة العربية، لكن مملوك لا يضطلع على ما يبدو بأي دورٍ في محادثات ما بعد الصراع التي تنخرط فيها سوريا”.
شائعات حول أدواره
يشار إلى أنه في 11 مايو عام 2015، انتشرت شائعة تفيد بمحاولة علي مملوك، الانقلاب على نظام الأسد كالنار في الهشيم، وذلك بعد أن نشرت صحيفة The Telegraph البريطانية تقريراً عن تلك المحاولة، على لسان أحد المقربين من الأسد، والذي رفض ذكر اسمه.
حينها اتُّهم مملوك- بحسب ما أوردته الصحيفة- بإجراء محادثات سرية مع المخابرات التركية ودول أخرى تدعم المعارضة السورية، إضافة إلى إجراء محادثات مع شخصيات منفيَّة من سوريا مثل عمّ الرئيس السوري، رفعت الأسد.
إلا أن الإعلام السوري الرسمي أنكر تلك الشائعات، وحمَّل الإعلام الخليجي مسؤولية نشرها، وظهر علي مملوك فيما بعد إلى جانب بشار الأسد بدمشق في أثناء لقائهما مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي.
وعلى الرغم من تأكيد صحف مثل The Guardian البريطانية هذه الشائعات، فلا أحد يعلم ماذا حدث فعلاً خلف كواليس اختفاء علي مملوك عن الأنظار في تلك الفترة.
كشفت تقارير إعلامية عن عمليات تجنيد واسعة تشهدها سوريا للمشاركة فى الحرب الروسية الأوكرانية.
وبعد إعلان النظام تأييده للموقف الروسي وإرسال قوات من الجيش السوري للمشاركة فى القتال إلى جانب القوات الروسية، تشير أنباء صحفية إلي وقوع عملية تجنيد مقاتلين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة فصائل مقاتلة ومجموعات جهادية معارضة للنظام السوري، للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
وأفاد قيادي ومقاتلون بأن التجنيد يحصل خصوصا في صفوف فرق ‘السلطان مراد’ و’سليمان شاه’ و’الحمزة’ وجميعها أرسلت مئات المقاتلين إلى ليبيا وناغورني قره باخ وهي الميلشيات الموالية لتركيا.
وعلى الأرض، لا تبدو دوافع المسارعين إلى تسجيل أسمائهم للقتال عقائدية، إنما تمليها ظروف بلد غارق في نزاع مدمر وانهيار اقتصادي وغياب أفق. وبالتالي، تشكل الرواتب سببا أساسيا للمخاطرة.
سأذهب ولن أعود
وبحسب أحوال تركية، قال أحد مقاتلي الفصائل في منطقة واقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا طالبا عدم الكشف عن اسمه “وعدونا بثلاثة آلاف دولار… الأموال التي سأحصل عليها من أوكرانيا، سأفتح بها متجرا هنا”. وقال آخر “تعبنا من الجوع.. سأذهب ولن أعود. من أوكرانيا سأذهب إلى أوروبا”.
وتتناغم هذه التصريحات مع تصريحات مرتزقة سوريين عادوا من ليبيا كانت قد جندتهم تركيا في العام 2019 للقتال دعما لحكومة الوفاق الليبية السابقة في مواجهة هجوم كان قد أعلنه المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي للسيطرة على طرابلس والذي تراجع بفعل التدخل العسكري التركي من محيط العاصمة الليبية إلى محيط مدينة سرت قبل أن تتشكل حكومة وحدة وطنية برعاية الأمم المتحدة.
وكان عدد من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا قد قالوا بعد عودتهم لمناطق سيطرة المعارضة إن دوافعهم في المشاركة في حرب غير حربهم، مادية ، مشيرين إلى فتح مشاريع صغيرة من الأموال التي جنوها من القتال لمواجهة متطلبات عيش صعب في شمال سوريا.
أعدت روسيا قوائم من أكثر من 40 ألف مقاتل ينتمون إلى مجموعات موالية لقوات النظام السوري ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في الحرب الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، بينما أكدت مصادر أخرى فتح مراكز للتجنيد في سوريا تستهدف إيجاد عناصر يقاتلون إلى جانب روسيا وكذلك أوكرانيا.
مراكز تجنيد روسية
وبحسب المرصد السوري، أُنشأت كذلك مراكز تجنيد في سوريا، بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام السوري في عدة محافظات أبرزها في دمشق وريفها وفي حمص (وسط) وصولا إلى دير الزور (شرق).
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن” بناء على دعوة موسكو.
ولن تكون هذه المرة الأولى التي يُشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد، فمنذ نهاية 2019، أرسلت تركيا وروسيا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها كل منهما في ليبيا وإقليم ناغورني قره باغ.
وقال عبدالرحمن “وافقت روسيا على 22 ألف مقاتل” منضوين ضمن القوات الحكومية أو مجموعات موالية للنظام، موضحا أن المجندين ينضوون في “الفرقة 25 المهام الخاصة” التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر والفيلق الخامس الذي أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين ولواء القدس الفلسطيني وهو مجموعة فلسطينية موالية للنظام السوري قاتلت خصوصا في منطقة حلب في شمال البلاد.
ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت القوات الروسية بدأت بإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا.
وتُعد روسيا أبرز داعمي دمشق في النزاع بين قواتها ومجموعات معارضة والذي يصادف اليوم الثلاثاء ذكرى مرور 11 عاما على اندلاعه. وتتواجد قواتها في سوريا منذ 2015 حين بدأت تدخلها العسكري الذي لعب الدور الأساسي في قلب موازين القوى على الأرض لصالح دمشق.
وتشترط روسيا أن يكون المجندون تلقوا تدريبات عسكرية من القوات الروسية وشاركوا في القتال إلى جانبها في سوريا وأن يكونوا من أصحاب الخبرة في حرب الشوارع، وفق المرصد الذي يملك شبكة واسعة من المندوبين في كل المناطق السورية والذي يوثق النزاع السوري منذ بدايته.
وفي بلد يتراوح فيه راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولارا وعدت القوات الروسية، وفق المرصد، المجندين براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار.
كما يحق للمقاتل تعويضا قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلته في حال الوفاة في بلد أنهكت سنوات الحرب اقتصاده وباتت غالبية سكانه تحت خط الفقر.
ولا يتوقف الأمر على القوات الروسية، وفق المرصد وناشطين، إذ تجنّد شركة فاغنر الأمنية التي باتت معروفة بتجنيد مرتزقة في عدة دول والمعروفة بعلاقتها الوطيدة بالكرملين والناشطة في سوريا منذ سنوات، أيضا مقاتلين.
وأفاد المرصد بأنه تم “تسجيل أكثر من 18 ألف شخص” حتى الآن بالتعاون مع فاغنر.
ونقلت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في تقرير الشهر الحالي عن جندي أنهى خدمته الإلزامية قوله “الأوضاع مزرية، لا كهرباء ولا تدفئة ولا غاز”، فما كان منه سوى أن سجل اسمه في “فرع للمخابرات الجوية” قرب دمشق للقتال في أوكرانيا.
فاغنر فى دير الزور
وفي محافظة دير الزور، افتتح مركز تسجيل في مدينتي دير الزور والميادين، وفق ما أفاد عمر أبوليلى الذي يوثّق الأوضاع في المنطقة عبر موقعه “دير الزور 24”.
وقال أبوليلى “بدأت فاغنر الموضوع في دير الزور”، مشيرا إلى أن عدد المجندين لا يتجاوز العشرات حتى الآن.
وأضاف “في بلد لا تتوفر فيه أي مقومات معيشية، لا يجد البعض خيارا سوى الذهاب إلى حرب لا علاقة لهم فيها مقابل بضع مئات من الدولارات”.
في السويداء ذات الغالبية الدرزية (جنوب)، أفادت منصة “السويداء 24” الإعلامية المحلية أن شركة أمنية سورية معنية بالتجنيد للقتال خارج البلاد، بدأت قبل يومين تسجيل أسماء.
في المقابل، نفى المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية التابعة للحكومة السورية عمر رحمون وجود تجنيد. وقال “لا يوجد حتى الآن أي اسم كُتب، وأي جندي سجّل في مركز، وأي شخص سافر بغرض القتال في أوكرانيا”، مضيفا “حتى اللحظة، كل ما أثير هو حديث إعلامي ليست له صلة على أرض الواقع”.
وإذا كان تجنيد مقاتلين سوريين في الحرب الأوكرانية يجد طريقه إلى الواقع، فقد سبقته وتتزامن معه سلسلة من الأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول مشاركة سوريين في حرب أوكرانيا.
وتداولت عدة صفحات سورية على فيسبوك الأسبوع الماضي صورا لجندي سوري قالت إنه قتل في أوكرانيا، لكن خدمة تقصي الحقائق في وكالة فرانس برس بينت في الحقيقة أن الصورة تعود لضابط في الجيش السوريّ قضى في معارك في شمال سوريا عام 2015.
وأعلن الكرملين قبل أيام أنه سيفتح الباب للسوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي الذي بدأ في 24 فبراير غزو أوكرانيا. ويقول خبراء ومحللون إن روسيا تعتمد استراتيجيات عسكرية في أوكرانيا مارستها خلال سبع سنوات من التدخل العسكري في سوريا إلى جانب قوات النظام.