تحدثت تقارير صحفية عن توتر في علاقات الدولة التركية مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس على خلفية عملية طوفان الأقصي التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتناثرت أنباء عن طلب تركيا من قيادات حماس مغادرة أراضيها، ورغم نفي أنقرة ذلك، إلا أن مؤشرات عدة تؤكد أن علاقة الحركة بأنقرة تضررت بفعل «طوفان الأقصى».
وعبر حسابه على منصة إكس قال «مركز مكافحة التضليل التابع» لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، مساء الاثنين، إن «الادعاءات بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر كبار المسؤولين في (حماس) بمغادرة تركيا على الفور عارية تماماً عن الصحة».
وأرفق نسخة من تقرير نشره موقع «المونيتور» الأميركي، تحدث فيه عن طلب تركيا «بلطف» من رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية وقيادات في الحركة مغادرة البلاد.سر النفي
الغريب في الأمر أن النفي التركي نشر في النسخة العربية فقط من حساب الهيئة التابعة للرئاسة التركية وهو ما يشير إلي رغبة أردوغان توجيه رسالة للشارع العربي وإخفاء الأمر عن الأتراك والعالم الغربي بحسب مراقبون.
وكان هنية المقيم بين قطر وتركيا، متواجداً في الأخيرة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) يوم اندلاع عملية «طوفان الأقصى».
وأفادت تقارير بأن ممثلين للمخابرات التركية التقوا قيادات «حماس» صباح 7 أكتوبر، وأبلغوهم بأن السلطات التركية لن تتمكن من ضمان أمنهم في ظل تهديدات إسرائيل. وبعد ذلك قرر قادة حماس المغادرة بشكل مستقل.
كواليس الأزمة
وبحسب جريدة الشرق الأوسط رجحت مصادر تركية أن تكون التكهنات بمطالبة قادة حماس بالخروج من تركيا، مبنية على الموقف الذي التزمت به أنقرة منذ البداية برفض قتل المدنيين تحت أي مبرر.
وعبّر أردوغان عن رفضه لاستهداف المدنيين مهما كانت الجهة التي تقوم بذلك، ودعا كلاً من إسرائيل وحماس إلى ضبط النفس، قائلاً: «نعارض الأعمال العشوائية ضد السكان المدنيين الإسرائيليين وعلى الطرفين احترام أخلاق الحرب».
وأغضب الموقف التركي حركة «حماس» وحركات فلسطينية أخرى، اعتبرت أن تصريحات مسؤوليها والهدوء الذي التزمه الرئيس التركي، خلافاً لمواقفه السابقة، لا تخدم القضية الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته، رفضت إسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط لإنهاء الأزمة مع «حماس». وقالت السفيرة الإسرائيلية لدى أنقرة إيريت ليليان، إن تركيا لا يمكنها القيام بذلك، مشيرة إلى أن القيادي البارز في «حماس» صالح العاروري يُشاهد أحيانا في فعاليات بتركيا، «بينما يجب محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».
واعتبرت المصادر التركية إن أنقرة «لم يكن بوسعها أن تبرر قتل المدنيين من جانب (حماس)، فيما تندد بوحشية إسرائيل في قتل المدنيين». وأكدت أن «سقوط مدنيين إسرائيليين في هجمات (حماس) الأخيرة أغضب تركيا».
تركيا وإسرائيل
وأدى هجوم «حماس» إلى تعطيل الخطط والتوازنات في علاقات تركيا الخارجية، وكذلك على المستوى العالمي.
وكانت صحيفة «المونيتور» قد ذكرت في تقرير لها أن تركيا تحاول موازنة موقفها بعناية في مواجهة الحرب، إذ حافظت على مناصرتها للقضية الفلسطينية مع تهدئة العلاقات مع الحركة والسعي لتجنب تداعيات جديدة مع إسرائيل.
ولفت التقرير إلى أن الأزمة جاءت في وقت يسعى فيه إردوغان إلى التطبيع مع القوى الإقليمية، بما في ذلك إسرائيل، مضيفاً: «للوهلة الأولى، يمكن للمرء أن يشير إلى أن العلاقات الوثيقة بين حكومة إردوغان و(حماس) قد تم حصرها في زاوية، وعلاوة على ذلك، يمكن للمرء أن يتوقع ضغوطاً أميركية متزايدة على أنقرة لقطع العلاقات مع حماس بعد أن تستقر الأوضاع».
والمعروف أن تركيا أطلقت، أخيراً، عملية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. والتقى إردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى منذ سنوات، في نيويورك في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولو لم تشن «حماس» هجومها في 7 أكتوبر، لكان وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار قد ذهب إلى إسرائيل في ذلك الأسبوع لمناقشة مشروع خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا عبر تركيا.
انتقادات من حزب إردوغان
ولم يقتصر التحول في الموقف التركي على الرئاسة فقط، فللمرة الأولى وصف كتاب في الصحف الموالية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، ومتحدثون في القنوات التليفزيونية المحسوبة عليه التي تشكل أكثر من 90 في المائة من وسائل الإعلام في تركيا، ما قامت به «حماس» بأنه «إرهاب»، وأن استهدافها المدنيين هو «جريمة حرب» لا تختلف عن ممارسات إسرائيل المتكررة بحق الفلسطينيين.
ومع التصعيد الإسرائيلي رداً على هجمات «حماس»، تحول الموقف التركي إلى التنديد برد الفعل الإسرائيلي غير المتكافئ وقصف المستشقيات والمدارس ودور العبادة، فضلاً عن تركيز الضوء على الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل وزيارة الرئيس جو بايدن.
بقلم/ دجوار أحمد أغاتتسع دائرة الحروب في الشرق الأوسط وتستعر فيها النيران المشتعلة والتي تأتي على الأخضر واليابس. هذه الحروب التي تغذيها النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والتي هي نتاج الدولة القومية التي أنشأتها وأقامتها قوى الهيمنة العالمية في هذه المنطقة. لكن شعوب الشرق الأوسط أصحاب الحضارات العريقة وأصحاب الفكر الحر والعيش المشترك منذ الأزمان السحيقة. لم يقبلوا هذه الاملاءات من الخارج ولم يخضعوا للاستعباد والاحتلال. فرغم مرور 500 عام انتفضوا في وجه الاحتلال العثماني وتحرروا منه ومن بعده تحرروا من الاستعمار الأوروبي الذي جاء تحت مسمى “الانتداب”.
ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من حرب شاملة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة خاصة في مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا يندرج في إطار سياسة الإبادة التي تمارسها وريثة العثمانيين والساعية الى إعادة احياء “الميثاق الملي” واحتلال الأراضي السورية والعراقية (حلب، الجزيرة، الموصل، وصولاً الى كركوك). وهي تقوم بذلك بالفعل. استهدافها للبنية التحتية هو جريمة حرب ضد الإنسانية، واستهدافها لمركز تدريب قوات مكافحة الإرهاب التابع لقوات سوريا الديمقراطية وسقوط 29 شهيداً، يأتي في سياق سعيها لنشر هذه الآفة بين شعوبنا وتدمير الأجيال من خلال الإدمان على المخدرات.
لا يغيب عن بالنا أنه خلال هذا الشهر وفي التاسع منه سنة 2019 قامت دولة الاحتلال التركي باحتلال سري كانية (راس العين) وتل أبيض وهجّرت عشرات الالاف من الأهالي كما قام مرتزقتها باستهداف الامينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف في 12 تشرين الأول على الطريق الدولي بين الرقة والحسكة.
الأوضاع السائدة الان مفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة في ظل الحرب المفتوحة بين حركة حماس وإسرائيل والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا.
نفاق عالمي
إسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والعالم يتضامن مع إسرائيل! يا للعجب بينما نرى أردوغان يتباكى على أطفال غزة بينما تقوم قواته المحتلة بقتل الأطفال السوريين في شمال وشرق سوريا وتدمر مقومات الحياة!
بالأمس لفت انتباهي موقف جماهير إنكليزية وايطالية في ملعب رياضي كانت ستجري فيه مباراة بين فريقين أحدهم إنكليزي والآخر إيطالي حيث طلب القائمون على المباراة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح قتلى إسرائيل دون ذكر شهداء الشعب الفلسطيني مما اثار موجة من الاحتجاج والصخب والصفي بين الجماهير.
كما جرى خلال القاء المندوبة الأمريكية في لجنة حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة أن قام قسم كبير من الحاضرين بإدارة ظهرهم للمندوبة الأمريكية في موقف احتجاج على موقفها الداعم والمنحاز بشكل واضح لإسرائيل.
يجب على العالم أن ينظر الى حقيقة ما تجري الاحداث بنظرة واقعية وليس من باب التعاطف مع طرف ضد آخر. هذه الازدواجية في الرؤية غير مقبولة وعلى العالم أن يغير من نظرته الى الأحداث..
المقاومة مستمرة من دون شك، والشعوب في سوريا، العراق، فلسطين، ليبيا، اليمن وفي كل مكان في الشرق الأوسط سوف تستمر في المقاومة التي هي حقها المشروع في الدفاع عن وجودها طالما بقيت جيوش الدول تحمي حكامها وسلطاتهم المستبدة.
تبدو منطقة الشرق الأوسط على حافة حرب إقليمية في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة والتهديد بتهجير سكانها لسيناء المصرية وهو ما ترفضه القاهرة بشدة نظرا لما تمثله هذه الخطوة من انتهاك للسيادة المصرية فضلا عن احتمالية نشوب حرب جديدة بين مصر وإسرائيل بعد أن تصبح سيناء معقلا للفلسطينيين..فماذا ينتظر المنطقة وهل نحن على أبواب حربا جديدة؟وجاءت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برفض فكرة تهجير الفلسطينيين لسيناء واعتبار ذلك مهددا لعملية السلام بين مصر وإسرائيل.
وقال السيسي خلال لقاء مع المستشار الألماني أولف شولتس الأربعاء 18 تشرين الأول أكتوبر:«الحديث عن نقل فكرة المقاومة والقتال من قطاع غزة إلى سيناء وبالتالي المواجهات هتتنقل إلى المواجهات تكون مع مصر، ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص».
وهدد السيسي بدعوة المصريين للتظاهر ضد هذا المقترح قائلا: «إذ طلبت من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصري في هذا الأمر، ستشاهدون الملايين في الشوارع».
وجاءت تصريحات السيسي مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة واستعداد تل أبيب لشن هجوم بري على القطاع الذى يعاني من الضربات الحوية المستمرة منذ قرابة أسبوعين مع نفاد كامل للوقود والأدوية والمواد الغذائية وتوقف المستشفيات عن العمل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد حث الفلسطينين في شمال قطاع غزة للتوجه جنوبا الحدود المصرية، كما نقلت وسائل إعلام عن اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل دعوته للفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر، وهو ما رفضته الخارجية المصرية في بيان رسمي .
وبحسب مراقبون فإن تهجير الفلسطينين من قطاع غزة إلي شبه جزيرة سيناء المصرية يأتي ضمن مخطط إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وهو أمر قد يدفع المنطقة لدوامة حربا إقليمية لا يتحلمها أحد.
العدوان الثلاثي الجديد
ويري د.عبد الله المغازي عضو مجلس النواب المصري السابق أن “الكيان الإسرائيلي المحتل للأراضى العربية يريد تصفية القضية الفلسطينية والتخلص منها وبالتأكيد سيفعل مع أهل غزة مثل فعل فى الفلسطينين اللاجئين فى كل الدول الأخرى ورفض فى كل المناسبات حق العودة”.
وقال لوكالتنا ” التهجير لسيناء تحديدا لكى تكون الهدف القادم بعد غزة لأن الكيان المحتل يعلم جيدا أنه حتي لو وافقت مصرعلى إقامة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى سيناء أو عملية الاستبدال بين جزء من سيناء وصحراء النقب فحال قيام مجموعه بسيطة من الفلسطينيين اللاجئين بإطلاق أى صواريخ من سيناء سيكون هذا مبررا لهذا الكيان المحتل للدخول لسيناء مثل ما يفعل فى غزة”.
وأشار إلي أن التدخل في سيناء سيكون بمشاركة حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وتتكرر فكرة العدوان الثلاثي ويتم انتزاع كامل سيناء بحجة إطلاق صواريخ وأسلحة تهدد هذا الكيان المحتل”.
وبحسب البرلماني المصري فإن هناك “سيناريو كبير جدا لإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط وصنع مايسمى بالشرق الأوسط الكبير الذى ستتغير فيها خريطة المنطقة وموازين القوة فيها” .
وشدد على أن “عقيدة الجيش المصرى ومهمته الاولى هي حماية الأمن القومي المصرى وكامل التراب الوطني وبالتالى ستمنع أى محاوله للاعتداء على الأراضي المصرية باى صورة من الصور” .
كرة النار
بدوره، يري محمد عبادي الباحث فى العلاقات الدولية أن “غزة تمثل صداع في رأس اسرائيل منذ عقود، مستشهدا بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين في عام 1992 الذي قال إنّه يتمنى أن لو يصحو في الصباح ليجد غزة قد ابتلعها البحر”.
وقال لوكالتنا ” قطاع غزة يمثل الخزان البشري في هذه المساحة الجغرافية الضيقة، التي وضعت مشروعا عسكريا مقاوما لإسرائيل بأهداف معلنة هي تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال، لذلك تأتي الفرصة اليوم سانحة أمام حكومة الكيان التي تحظى بدعم عسكري وسياسي واقتصادي غير مسبوق من حلفائهم الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يدفع قادة الكيان المحتل إلى التفكير في التخلص من معضلة غزة مرة واحدة وإلى الأبد”.
وأشار إلي أن “إسرائيل تريد تهجيرهم إلى سيناء بالتحديد، للتخلص من هذا العبء تماما، والقائه على كاهل دول أخرى، من دون تحمل أي تبعات، وهذا ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع لأنها ببساطة هو تصفية للقضية الفلسطينية بشكل كامل”
واما عن الاضرار على الأمن القومي المصري، يعتقد الباحث أن “خطوة كهذه بالإضافة إلى كونها تصفية لمشروع التحرر الفلسطيني من الاحتلال، فإن انتقال شعب غزة الى سيناء هو انتقال المقاومة بالضرورة إلي سيناء ومن ثم اطلاق صواريخ من سيناء تجاه إسرائيل وهو ما يقتضي الرد الاسرائيلي داخل موطنهم الجديد ، وقطعا سيجعل مصر على خط الاشتباك”
وختم الباحث المصري تصريحاته بالتأكيد على أن “تهجير شعب غزة إلى سيناء أشبه بكرة نار تُلقيها إسرائيل في هذه المنطقة، وهو امر محسوم لدى القيادة المصرية”.
حرب إقليمية
من جانبه، يري بهجت العبيدي الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج “إن الأحداث الملتهبة في قطاع غزة مرشحة للاستمرار بل واتساع رقعتها وزيادة العمليات العسكرية ما يعني أن منطقة الشرق الأوسط معرضة للدخول في نفق من الاضطرابات والمواجهات العسكرية. ”
وقال لوكالتنا أن “أبناء غزة المدنيين يتعرضون لعملية إبادة جماعية على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم الذي لا يحرك ساكنا بل يدعم إسرائيل ويزيد من وتيرة عملياتها العسكرية مرة بالصمت وأخرى بمدها بمزيد الأسلحة المتطورة.”
وذكر العبيدي أن “المخطط الصهيوني، كما يراه الغالبية الساحقة، بل كل أبناء الشعب المصري، هو القضاء قضاء مبرما على القضية الفلسطينية، وذلك من خلال تهجير أبناء غزة خارج القطاع، والذي إن نجحت فيه فإنها تكون قد قضت على القضية الفلسطينية قضاء تاما، وهو ما يحتم على أبناء الغزة الصمود والتمسك بالأرض وعدم الخروج منها مهما كانت التضحيات التي يقدمها أبناء غزة. ”
وأكد أن “المخطط الإسرائيلي والذي يهدف إلى دفع أبناء غزة بالتوجه تحت وطأة الضربات العسكرية الجبانة بالتوجه نحو شبه جزيرة سيناء مكشوف لكل أبناء الشعب المصري، فضلا عن القيادة السياسية وقادة الجيش المصري والساسة والمفكرين والمثقفين المصريين، والذين هم جميعا متيقظون لهذا المخطط الخبيث المرفوض جملة وتفصيلا والذي لم ولن يقبل به أي مصري مهما كان توجهه ومهما كانت قناعاته ومهما كانت أفكاره، فكل ذرة رمل مصرية هي خط أحمر لدى كل المصريين على تنوع فئاتهم واختلاف طبقاتهم. ”
ولفت العبيدي إلى أن “ما يتسرب من أخبار حول تصفير ديون مصر مقابل توطين الفلسطينيين في غزة يواجه بكل سخرية من أبناء الشعب المصري الذين يدركون حجم ومكانة مصر ويعلمون أن ما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية هي بكل تأكيد أزمة عابرة وكم من أزمات مثلها وأضخم منها قد مرت على البلاد ولكن بفضل شعبها تم تجاوزها ونجحت مصر في عبورها”.
ويعتقد الكاتب المصري أن “لدى إسرائيل أوهام تعشعش في مخيلتها من بين تلك الأوهام أنه يمكن أن يستعيض أهل غزة عن أرضهم بجزء من أرض سيناء الذين يظنون أنها مجرد صحراء، وهم لا يدركون أن كل ذرة رمل في مصر تمثل للمصريين الوطن كله، حيث أنها ارتوت بدماء أبناء مصر الذين حافظوا على أرضهم عبر آلاف السنوات مر عليها عديد الغزاة الذين دفنوا فيها لتصبح مصر مقبرة الغزاة. ”
ويؤمن العبيدي أن “مصر لن تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس بكل الوسائل بما في ذلك استخدام القوة العسكرية حيث أن مصر لا تقبل تحت أي ظرف أن يفرض عليها أمر، وهو ما تدركه إسرائيل ومن يقفون خلفها بشكل كامل، وهذا هو الذي سيفشل كل مخطط صهيوني كان أو غير صهيوني”.
أعلن الجيش المصري الأحد وقوع “بعض الإصابات الطفيفة” في صفوف القوات المصرية على الحدود مع إسرائيل نتيجة قصف عن طريق الخطأ من دبابة اسرائيلية، من دون أن يحدد عدد الجرحي، وفقا لفرانس برس.وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش في بيان نشره على صفحته على فيسبوك “خلال الاشتباكات القائمة فى قطاع غزة اليوم الأحد الموافق 22 / 10 / 2023، أصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ مما نتج عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية”.
وأضاف أن الجانب أبدى “أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه، وجار التحقيق في ملابسات الواقعة”.
وفي وقت سابق الأحد، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن دبابة تابعة للجيش قصفت “دون قصد” موقعا مصريا قرب الحدود في منطقة كرم أبو سالم، وفق رويترز.
وعلى منصة “أكس”، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: “أطلقت دبابة لجيش الدفاع قبل قليل نيرانها عن طريق الخطأ وأصابت موقعا مصريا بالقرب من الحدود في منطقة كرم شالوم. الحادث قيد التحقيق ويتم فحص تفاصيله. جيش الدفاع يبدي أسفه عن الحادث”.
إصابات إسرائيلية
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين، الأحد، بصاروخ مضاد للدبابات خلال توغل في قطاع غزة.
وقال الجيش: “قُتل جندي وأصيب آخر بجروح متوسطة وأصيب اثنان بجروح طفيفة نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه دبابة ومركبة هندسية تابعتين للجيش الإسرائيلي”، وفق ما أوردته رويترز.
وحدث إطلاق النار في الجانب الغربي من السياج الحدودي، بالقرب من بلدة كيسوفيم الجنوبية، حسب “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن الجيش.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات عبر الحدود، يقول الجيش إنها تهدف إلى تطهير المنطقة، وجمع معلومات استخباراتية عن المفقودين والمختطفين الذين تحتجزهم حماس في القطاع.
وبينما يترقب العالم هجوما بريا محتملا، قالت وكالة بلومبرغ الأميركية نقلا عن مصادر وصفتها بالـ”مطلعة” إن إسرائيل تدعم الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن من غزة “بسرعة وبأعداد كبيرة”.
واحتجز مقاتلو حماس نحو 200 شخص من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية في إسرائيل ونقلوهم إلى غزة خلال الهجوم غير المسبوق في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ هجوم حماس، تقصف إسرائيل قطاع غزة بكثافة. وارتفعت حصيلة الغارات على غزة منذ بدء الحرب إلى 4651 قتيلا و14245 مصابا، معظمهم مدنيون، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأحد.
أكدت تقارير صحفية أن سفينة حربية أمريكية بالبحر الأحمر نجحت مساء الخميس في إحباط هجوم صاروخي كبير يعتقد أنه كان يستهدف إسرائيل.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد تم اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة، مساء الخميس، فوق البحر الأحمر، يعتقد أنها كانت موجهة نحو إسرائيل.
وكشفت شبكة cnn الأمريكية، إن سفينة حربية أمريكية اعترضت وابلاً أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفاً في السابق، حيث أسقطت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار على مدار 9 ساعات، وفقاً لمسؤول أمريكي مطلع على الأمر.
واعترضت المدمرة “يو إس إس كارني” الصواريخ والطائرات بدون طيار أثناء توجهها شمالاً على طول البحر الأحمر. وقال المسؤول إن مسارها لم يترك مجالاً للشك في أن القذائف كانت متجهة إلى إسرائيل، وهو تقييم أوضح من التقييم الأولي لـ”البنتاغون”.
ووفقا لـ cnn يعد الوابل من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي استهدفت الاحتلال من أماكن بعيدة خارج الصراع في غزة، واحدة ضمن سلسلة من العلامات المثيرة للقلق على أن الحرب تخاطر بالتصعيد.
من جانبه، قال السكرتير الصحفي لـ”البنتاغون” الجنرال بات رايدر، إن ثلاثة صواريخ كروز أطلقت وعدة طائرات بدون طيار.
وقال المسؤول الأمريكي إن بعض المقذوفات كانت تحلّق على ارتفاعات جعلتها تشكل خطراً محتملاً على الطيران التجاري عندما تم اعتراضها.
فيما تم اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ بصواريخ أرض/جو من طراز SM-2 تم إطلاقها من حاملة الطائرات الأمريكية، بحسب الشبكة.هجمات بالعراق
في الوقت ذاته تقريباً استهدفت طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه موقعين أمريكيين مختلفين في العراق، وفقاً للقيادة المركزية الأمريكية، وطائرتان مسيرتان حامية التنف في سوريا، التي تضم قوات أمريكية.
في وقت مبكر من صباح الجمعة، استهدف صاروخان مركز الدعم الدبلوماسي في بغداد بالقرب من المطار، والذي يضم عسكريين ودبلوماسيين ومدنيين أمريكيين، وفقاً لمسؤول دفاعي أمريكي آخر.
وقال المسؤول إن أحد الصواريخ اعترضه نظام مضاد للصواريخ، بينما أصاب الصاروخ الثاني منشأة تخزين فارغة، ولم يصب أحد بأذى نتيجة الهجوم الصاروخي.
وأرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، تشمل حاملتي طائرات وسفن دعم لهما ونحو 2000 من مشاة البحرية.
وفي حين يقول البيت الأبيض إنه لا توجد “خطط أو نوايا” لاستخدامها، فإن هذا يعني أن الأصول العسكرية الأمريكية ستكون موجودة لتقديم الدعم لحماية مصالح الأمن القومي الأمريكي إذا لزم الأمر.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق و900 جندي آخرين في سوريا المجاورة، في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتال “تنظيم الدولة” الذي سيطر في عام 2014 على مساحات واسعة من الأراضي في البلدين.
قوبلت المبادرة التي أطلقتها منظومة المجتمع الكردستاني لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بردود أفعال إيجابية واسعة.
وثمن خبراء عرب المبادرة باعتبارها تمثل خارطة طريق لحل المعضلة الفلسطينية وفق أسس ديمقراطية بعيدا عن الحرب والعنف.
وأطلقت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مباردة حول الأحداث والحرب الدائرة في فلسطين وإسرائيل.
وقالت منظومة المجتمع الكردستاني إن حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية يكمن من خلال تعزيز المجتمع وتطوير الديمقراطية وتطوير حياة الأمة الديمقراطية على أساس الحُكم الذاتي الحر والمساواة والديمقراطية وإرادة الشعوب.
وأكد البيان إن مشكلة فلسطين لا يمكن حلها بالعنف، بل بالديمقراطية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، إن نهج العنف لن يؤدي سوى لتفاقم المشاكل.
تستحق الدراسة
ويري الكاتب والباحث الفلسطيني جميل عادي أن “المبادرة التي قدمتها منظومة المجتمع الكردستاني تستحق الدراسة الدقيقة ومراجعة كاملة ويمكن تطبيقها على أرض الواقع بعد انتهاء اعمال العنف بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي والبدء في المسار السياسي”.
وقال لوكالتنا “نثمن موقف الحركة التحررية الكردية وتضامنها مع عدالة القضية الفلسطينية وشرعيتها بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة؛ ولكن الحديث عن الديمقراطية الحديثة سابق لأوانه في ظل العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب العربي الفلسطيني الاعزل والعقاب الجماعي”.
وأوضح ” من السابق الحديث عن الحكم الذاتي الحر القائم على الحرية والمساواة والديمقراطية وإرادة الشعوب، خاصة أن الوضع الراهن هو ابادة بشرية وعقاب جماعي يدفع ثمنها الشعب العربي الفلسطيني والشعب الاسرائيلي”.وأشار إلي أن “ماقامت به حركة حماس وجناحها العسكرى وبالتنسيق مع حركة الجهاد الاسلامي من مباغتة وهجوم مسلح على الكيانات والمستوطنات والتجمعات الاسرائيلية او ما يعرف بغلاف غزة كان سببه الاول الاحتلال وتعنت الحكومه الاسرائيلية التي تعاني من خلافات داخلية ، لافتا أن “استخدام القوة هو سيد الموقف ولا حديث عن حلول أو تهدئة دون حسم عسكرى وفرض الشروط التي تداخلات بعد تدخل اطراف بشكل مباشر وواضح وداعم لجهة على حساب أخرى .
وبحسب الباحث فإن “القضية الفلسطينية لا يمكن حلها باستخدام القوة العنصرية والعنف، وإنما بالإعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة على أرضها وتمارس كل أشكال الديمقراطية الحديثة القائمة على العدل والمساواة، معتبرا “أن تمدد الصراع التاريخي بين القومية العربية واليهودية وتراكماتها جعلت من منطقة الشرق الاوسط ملعب لتصفية حسابات ومصالح خارجية للسيطرة على مقدرات الدول” .
ويعتقد الخبير الفلسطيني أن “التغلب على المشكلة القومية وتصحيح المسار يبدأ بتخلي رأس الهرم في إسرائيل بنيامين نتانياهو عن أحلامه في اقامة دولة يهودية توسعية على حساب أرض فلسطين وباقي الدول المحيطة، متهما نتانياهو الذى تعاني حكومته من أزمات داخلية بأنه دعم وعزز الانقسام السياسي الفلسطيني، وهو المسؤول عن الإخفاق في كل مسارات التسوية وتدهور الاوضاع وإراقة الدماء في كل مكان بين الشعب العربي الفلسطيني والاسرائيلي”.
وشدد عادي على أن “الطريق الوحيد لإزالة الصراع وإنهاء حالة التوتر هو إبعاد كل أطراف الصراع المتشددة في إسرائيل، ويجب على الشعب الإسرائيلي أن يرى الحقيقة ويعترف بوجود الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الشرعية، وعلى حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي تحمل المسؤولية في إتخاذ قرار الهجوم دون تنسيق أو استعداد له بشكل كامل ومدروس مع كل الأطراف الفلسطينية، وأن يعلم الجميع أن إرادة الشعوب وتحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليس بأعمال فردية وإنما هناك ممثل شرعي للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية”.
كما يعتقد الباحث الفلسطيني أن “عقلية الدولة القومية اليهودية والتعنت في حل وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض فلسطين التاريخية ما قبل عام ١٩٤٨م هو أساس المشكلة الإسرائيلية ، محذرا من احتمالية اتساع رقعة الصراع في المنطقة بعد تدخل الولايات المتحدة بموقف داعم ومساند ومؤيد لكل ما تقوم به اسرائيل دون مراعاة القانون الدولي والاممي”.
إيجابية يجب تعميمها
من جانبه، أشاد الكاتب والمؤرخ المصري علي أبو الخير بمبادرة منظومة المجتمع الكردستاني لحل القضية الفلسطينية، موجها تحية للقائمين عليها.
وقال لوكالتنا ” نعم كما جاء بالمبادرة ثبت إن مشكلة فلسطين لا يمكن حلها بالعنف، بل بالديمقراطية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلي أنه “اذا كان الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال فإن الشعب الكردي يعاني أيضا من الاحتلال وفي الحالة الفلسطينية يوجد من يتفاعل معها ويؤيدها من كافة المسلمين لوجود المسحدالاقصى بها وذلك بعكس الشعب الكردي الذي يعاني من احتلال وقتل وعنصرية والمأساة أن تاتي من دول إسلامية”.
وبحسب المؤرخ المصري “تبدو المبادرة جيدة لنبذ العنف وكما جاء بها أن نهج العنف لن يؤدي سوى لتفاقم المشاكل، إن الوضع الأليم الذي برز في الأيام القليلة الماضية هو نتيجة وصول القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود، والسبب في ذلك هي القضية نفسها، إذا كان المرء منزعجاً حقاً من هذا الوضع، فعليه التركيز على حل المشكلة الفلسطينية، وكل خطوة سيتم اتخاذها دون مناقشة حل المشكلة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ستؤدي إلى تفاقم المشاكل أكثر، وقد أثبتت المشكلة الفلسطينية التي مضى عليها قرن من الزمان، هذه الحقيقة مرات عديدة”.
وتابع “نثمن ما جاء بالمبادرة لان الأمة الديمقراطية تذيب الفوارق النفسية والحياتية وتذيب العنصرية وتصلح لكل حالات العنف في دول المنطقة، لافتا إلي أن الأمة الديمقراطية فكرة وحركة سلمية تنجح عندما يتمسك بها القادة والشعوب”.
ويري أبو الخير أن “المبادرة تحمل روحا إيجابية تمنع من الحرب وبالتالي فإن على الاحتلال الصهيوني أان يستمع لنداء العقل أولا وأن تسير الحياة داخل فلسطين بصورة مواطنة يكون فيها المواطنون سواسية واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه بصورة سلمية، وهو نفس النداء الذي نطالب به النظام التركي تجاه الشعب الكردي”.
وختم المؤرخ المصري تصريحاته بقوله “المبادرة يجب تعميمها وإرسالها لكافة المنظمات الإقليمية والدولية لتكون خطوة على طريق الحقوق الشرعية للشعوب المظلومة مثل الشعب الفلسطيني والشعب الكردي”.
حل ديمقراطي مقبول
من جانبه يري الكاتب الصحفي والباحث في دراسات المستقبل ايهاب عطا أنه بالقراءة المتأنية للمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية وتطورات الأحداث في الساحة الفلسطينية، وما أحدثته عملية طوفان الأقصى التي بدأتها حركة حماس السبت الماضي، نجد أن هناك تغييرات جوهرية وجذرية كشفت عنها نتائج العملية حتى الان، ستؤدي بالتأكيد إلى تعديل مسار ومستقبل القضية الفلسطينية القريب والبعيد.
وقال لوكالتنا ” المتابع لتصريحات قادة حماس من جهة والكيان الاسرائيلي من جهة اخرى وما يتم الإعلان عنه من خسائر في الأرواح والممتلكات والأبنية نتيجة القصف المتبادل بين الكرفين، وكذلك عدد الأسرى من الجانب الإسرائيلي والذي يعد باعتراف الإسرائيليين سابقة في تاريخ اسرائيل وتاريخ الصراع مع الفلسطينيين أصحاب الأرض.
وتابع :من أهم المؤشرات والمتغيرات أن قدرات الكتائب الفلسطينية العسكرية والتي ستعمل لها اسرائيل الف حساب مستقبلا، بعد أن كانت تتحكم في توجيه دفة الصراع بتفوقها العسكري والدبلوماسي، وتصفيتها للقضية الفلسطينية من خلال اتفاقات سياسية أصبحت مفرغة من أي مضمون.
وأشار إلي أنه عندما ننظر إلى تفاعل القوى الدولية والإقليمية تجاه المشهد الحالي وانقسامه بين مؤيد لحق الفلسطينيين التاريخي في تحرير أرضهم المغتصبة، وبين معارض لحملتها المسلحة التي أوقعت خسائر فادحة في الجانب الإسرائيلي، جاء بيان أصدرته الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) حول الأحداث والحرب الدائرة في فلسطين وإسرائيل، قالت فيه، أن حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية يكمن من خلال تعزيز المجتمع وتطوير الديمقراطية وتطوير حياة الأمة الديمقراطية على أساس الحُكم الذاتي الحر والمساواة والديمقراطية وإرادة الشعوب”.
ويري أنه ” من وجهة النظر الدبلوماسية قد يبدوا حلا جيدا في نفس الوقت الذي تتغنى فيه إسرائيل دائما وتدعي أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن يصطدم هذا الحل بأرض الواقع إذ أن اسرائيل تتعامل في مسألة الديمقراطية بوجهين محتلفين، فهي نؤمن بالديمقراطية وتنادي بها فيما يخص مصلحتها وأمنها ووجودها، مستعينة بالقوى الكبرى وحلفائها في امريكا واوربا، حتى لو على حساب اي طرف أو جهة أو دولة، متجاهلة حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة تاريخيا، وتعارض مبادئ الديمقراطية وتضرب بها عرض الحائط عندما يصبح في مصلحة الفلسطينيبن، ومطالبتهم بأقل وأبسط حق لهم مما أقرته المعاهدات الدولية.
وتابع الباحث المصري : قد اتفق مع ما جاء في بيان منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ، من كون الديمقراطية هي الحل للقضية الفلسطينية، لكنه حل يحتاج إلى توحيد الرؤى والقوى الدولية وإبداء الرغبة وبذل الجهد لحلها بالاعتراف بالدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينيين المشردين والمبعثرين في دول الشتات، ولكن ما أتوقع في مستقبل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، هو مزيد من التعقيد في المشهد وتكريس لمنهج الغلبة للأقوى، في ظل تنافس دولي وانشقاق وانقسام في تأييد الطرفين، وقد تابعنا الرد والدعم الأمريكي والغربي الفوري لإسرائيل، وإعلان قوى دولية كبرى في حجم الصين وكوريا الشمالية وروسيا وإيران دعمها لحق الفلسطيني واستعادة الأراضي المحتلة.
وأضاف : لعلي استشرف المستقبل القريب جدا وأرى أن التطور الاخير في المشهد والساحة الفلسطينية الإسرائيلية، والتغيير في موازين القوة، سيلقي بظلاله وربما يعجل بما يتم التجهيز له حاليا والاعلان عن قيام نظام عالمي جديد، تكشف مؤشرات عديدة أن منطقة الشرق الأوسط وخاصة فلسطين وإسرائيل ستكون مركزه ونقطة انطلاقه، وربما مركز التحكم في مختلف دول العالم،والتي سيحكمها، ما أصبح متعارف عليه بين رواد ونشطاء الاعلام البديل “مواقع التواصل الاجتماعي”، ب-“السيد العالمي”.
وختم بقوله “أرى أنه كما كانت بريطانيا قائدة العالم في حقبة طويلة من الزمان، ثم سلمت الراية لأمريكا من نهاية الحرب العالمية الثانية د، فإن المستقبل يقول بأن القدس ستكون عاصمة النظام العالمي الجديد، ومن ثم فدفة الصراع ستتجه إلى غلبة الطرف الإسرائيلي على الفلسطينيين، ولسوف تؤكد الأحداث هذا التوقع خلال الأسابيع القادمة، بقرارات وخطوات حازمة على أرض الواقع ترد الصاع صاعين للفلسطينيين، الذين أخذوا الإسرائيليين على حين غرة، وكسبوا احترام وتعاطف العالم، وأكدوا صدق مطالبهم وقضيتهم”.
أكدت وسائل إعلام فلسطينية استشهاد أكثر من 500 شخص في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف مستشفى المعمداني وسط القطاع المحاصر، مساء اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتداولت ومواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لنيراناً مشتعلة بعدد من المباني وسط عدد من جثث الضحايا نتيجة غارات الاحتلال على المستشفى.
في الوقت ذاته، أكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” أن مئات الشهداء والجرحى في قصف المستشفى الأهلي المعمداني أغلبهم من المرضى والأطفال.
بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني : “نحن غير قادرين على تلبية الاحتياجات، والمجزرة كبيرة”، كما لفت المتحدث إلى أنه “لا يوجد مكان آمن في القطاع”.
يأتي ذلك، بينما قصفت طائرات الاحتلال، الثلاثاء، مدرسة تؤوي آلاف النازحين في مخيم للاجئين بقطاع غزة، وفق ما أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، مشيراً إلى استشهاد 6 وإصابة العشرات نتيجة القصف.
لازاريني قال في بيان على موقع الوكالة: “قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) عندما قُصفت مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين بالمنطقة الوسطى بغزة”.
وتابع: “أُصيب العشرات (بمن فيهم موظفو الأونروا)، ولحقت أضرار هيكلية جسيمة بالمدرسة.. ومن المرجح أن تكون الأرقام (الخاصة بالضحايا) أعلى”.
وأفاد لازاريني بأن “المدرسة تعرضت للقصف خلال الغارات الجوية والقصف الجوي الذي شنته القوات الإسرائيلية على غزة”، كما أشار إلى أن “ما لا يقل عن 4 آلاف شخص لجأوا إلى مدرسة الأونروا التي تحولت إلى ملجأ، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.
في الوقت ذاته، شدد لازاريني على أن “هذا أمر مشين، ويظهر مرة أخرى استهتاراً صارخاً بحياة المدنيين”، مضيفاً أنه “لم يعد هناك مكان آمن في غزة بعد الآن، ولا حتى منشآت الأونروا”.
يُذكر أنه رداً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتواصل مواجهتها مع جيش الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي.
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف شهيد و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويوصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، قتلت “حماس” أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت نحو 200 آخرين، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
كشفت تقارير صحفية عن تحركات عربية مكثفة لؤأد التطورات المتسارعة في الحرب الإسرائيلية على غزة.وبحسب التقارير فإن العاصمة المصرية القاهرة ستستضيف قمة دولية السبت المقبل لبحث تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس وطالت مستوطنات ما أدى لسقوط آلاف القتلى والجرحى من الجانبين ووسط مخاوف من عملية برية تستهدف القطاع فيما ستنظم قمة رباعية أردنية مصرية وأميركية وفلسطينية في عمان لبحث نفس الملفات غدا الأربعاء.
ووفقا لوسائل إعلام مصرية، كشف اللواء احمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب إن مصر اتخذت قرارا لاستضافة قمة دولية وإقليمية من أجل تناول تطورات المستقبل في القضية الفلسطينية فيما تتخوف العديد من القوى من اتساع نطاق الصراع بعد تهديدات دول مثل إيران.
وتحدث المسؤول المصري عن الجهود التي يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي بهدف إيقاف إطلاق النار، مؤكد “أن الأمن القومي المصري خط أحمر، ولن نقبل تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء”.
وتشعر مصر بقلق كبير من التقارير التي تتحدث عن نوايا إسرائيل تهجير سكان غزة الى منطقة سيناء قائلة أن ذلك غير مقبول في حين نفى الجانب الإسرائيلي وجود مخطط للتهجير مشيرا إلى أن العملية البرية الوشيكة تهدف للقضاء على حركة حماس.
دور تركيا
بدوره أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور لبنان اليوم الثلاثاء نية مصر استضافة قمة لقادة عدد من الدول يوم السبت لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داعيا إلى ضرورة إحلال السلام.
وقال إن الحرب الدائرة في قطاع غزة والتي قد تتسبب باندلاع حروب أكبر، قد ينتج عنها أيضا سلام تاريخي.
وستكون تركيا من بين الدول المشاركة في القمة على الأرجح حيث تسعى للعب دور من اجل الوساطة لسحب فتيل التوتر.
ولا توجد مؤشرات في الوقت الراهن على تهدئة محتملة بين حماس وإسرائيل مع استمرار احتكاكات عسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله قد تشعل الجبهة الشمالية بينما توحي تهديدات إيرانية باحتمال تدخلها في النزاع.
تهديد إيراني
وهددت إيران بشكل غير مسبوق بانها يمكن ان تنخرط في الصراع الحالي في حال أقدمت إسرائيل على اجتياح غزة مع اشعال جبهة جنوب لبنان وتحريض حزب الله على شن هجمات فيما أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط ونقل معدات وذخائر وهو ما يهدد بتوسع النزاع في منطقة الشرق الاوسط.
وسيشارك كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في قمة تستضيفها الأردن غدا الأربعاء حيث سيؤدي بايدن زيارة لإسرائيل لتقديم الدعم والتضامن قبل التوجه لعمان.
وستبحث القمة العديد من الملفات بشأن التطورات في غزة بما في ذلك انشاء ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع وكذلك تداعيات الحرب البرية وتهجير السكان.
واقتربت شاحنات تحمل مساعدات مصرية اليوم الثلاثاء من المعبر الوحيد إلى غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل رغم عدم الاتفاق على إدخال المواد الإغاثية واستمرار إغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني بسبب الضربات الإسرائيلية. ولم يتضح بعد متى يمكن أن تعبر هذه المساعدات.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على خلفية عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس فجر السبت7 أكتوبر، تتجدد المخاوف من انزلاق المنطقة لخطر حرب إقليمية تهدد ما بقاء من استقرار الشرق الأوسط خاصة في ظل إعلان إيران أن كل الخيارات أصبحت مفتوحة بالتزامن مع عمليا يشنها حزب الله وتهديدات لميليشيات عراقية باستهداف الأمريكان ببلاد الرافدين في ظل دعم مفتوح من واشنطن والغرب لتل أبيب .. فما ينتظر المنطقة، وهل نحن على أعتاب حربا إقليمية ؟فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كانت المنطقة على موعد مع صراع عسكري وأزمة جديدة بعد ان أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وما بين عاصفة الأقصي، والسيوف الحديدية سقط الالاف الضحايا والمصابين خاصة من الجانب الفلسطيني في ظل استهداف إسرائيل للمدنيين والأطفال.
يأتي هذا وسط مخاوف من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية خاصة بعد أن تورط قوي دولية وإقليمية في الصراع، حيث أعلنت واشنطن صراحة وقوفها بجانب تل أبيب، وأرسلت الولايات المتحدة هذا الأسبوع مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة، وهددت طهران بشكل مباشر.
كل الاحتمالات واردة
من جانبها، أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها أمير عبد اللهيان أن كل الاحتمالات واردة في المنطقة مع استمرار جرائم الحرب في غزة.
فيما قال موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مصدرين دبلوماسيين مطلعين أن إيران أرسلت رسالة إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة، أكدت فيها أنها لا تريد المزيد من التصعيد، ولكن سيتعين عليها التدخل إذا استمر الهجوم على غزة.
ونقل الموقع الأمريكي عن وزير الخارجية الإيراني قوله بأن إيران لا تريد أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية، ولكن إذا استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية وخاصة إذا نفذت إسرائيل وعدها بشن هجوم بري على غزة فسيتعين على إيران الرد، بحسب المصادر.
وكانت كتائب حزب الله العراقي وفصائل شيعية أخرى قد هددت بضرب القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة في حال أي تدخل عسكري أميركي دعما لإسرائيل في الحرب مع حماس.
كما أعلن حزب الله السبت 14 تشرين الأول أنه هاجم 5 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا بصواريخ موجهة وقذائف مورتر.
بالتزامن مع هذا التوتر، تصاعدت التحذيرات من لجوء إسرائيل لتهجير سكان قطاع غزة وشن عملية عسكرية برية ضد القطاع، وهو أمر حذرت منه الأمم المتحدة عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول الذى اعتبر إنّ نقل سكان قطاع غزة عبر منطقة حرب إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن “أمر خطير للغاية وببساطة غير ممكن”.
خطر التهجير
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طالب المدنيين في مدينة غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى الانتقال جنوباً خلال 24 ساعة، في إشارة إلى أن إسرائيل قد تشن غزواً برياً قريباً وذلك بالتزامن مع استمرار القصف الجوي.
من جانبها حذرت الأردن من خطورة تهجير سكان القطاع، واعتبر وزير خارجيتها أيمن الصفدي أن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو “الهاوية”.
وبحسب مراقبون فإن الأوضاع في غزة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة، خاصة في حال إقدام إسرائيل على تنفيذ إجتياح بري للقطاع وتهجير سكانه.
وتري الأكاديمية والباحثة الفلسطينية د.سنية الحسيني أن”الوضع حرج للغاية خاصة في ظل تهديد إسرائيل بترحيل ٢مليون فلسطيني من غزة في محاولة لتكرار نكبة عام 48 معتبرة أن هذا أشبه بالجنون”.
وقالت لوكالتنا “اذا لم بضغط العالم العربي والمجتمع الدولي لوقف هذه الجريمة الإسرائيلية فقد تسقط المنطقة في أتون حرب مدمرة”.
دلالات التوقيت
وحول توقيت عملية طوفان الأقصي، تري الباحثة الفلسطينية أن “حماس اختارت التوقيت بعناية، واستفادت من خدعة حرب عام ١٩٧٣ التي حققت فيها مصر اختراق مهم، كما أن حماس عندما أقدمت على توتير حدود غزة قبل أسابيع من العملية، ثم موافقتها على التهدئة، كان جزء من هذه الخطة”.
وبحسب الباحثة فإن “توقيت العملية راعي بشكل كبير التطورات الاقليمية والدولية وحتى الأوضاع الداخلية بإسرائيل، لافتة إلي أنه بالنظر للتطورات الدولية نجد أن حرب أوكرانيا أعطت الانطباع بانشغال الولايات المتحدة والغرب بها، مما يحد من تركيز واشنطن على مناطق أخرى من العالم وهو ما سعت حماس لاستغلاله”.
وتابعت : “على الصعيد الإقليمي، وهو عامل يترتب على الجانب الدولي، فقد شهد الإقليم عدد من المواقف التي تدعم تراجع مكانة الولايات المتحدة في المنظومة الدولية، كتراجع واشنطن عن مواقفها المنتقدة للسعودية، وموقف المملكة الجرئ الذي رفض الاستجابة للمطالب الامريكية، وتوسيع تحالفاتها لتشمل الصين وروسيا، فضلا عن المصالحة السعودية الإيرانية، والتي حسنت من مكانة إيران في المنطقة، وكذلك نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، والتي نتج عنها الافراج عن جزء من أموال ايران المجمدة”.
وأشارت إلي أنه “بالنظر للداخل الإسرائيلي، وكما يلاحظ الجميع منذ وصول حكومة نتنياهو للسلطة تعاني من مشكلة داخلية، انعكست في التظاهرات المستمرة الرافضة لتوجهات الحكومة اليمينية الدينية، كما ساعد التخبط السياسي الداخلي لاسرائيل، واضطراب علاقة نتنياهو مع بايدن بسبب التعديلات القضائية، لاعطاء انطباع أن هناك أزمة في إسرائيل وهو ما سعت حماس لاستغلاله”.
وتري الباحثة الفلسطينية أنه “مع هذه العوامل الدولية والاقليمية والاسرائيلية، والتي تمثل نقطة تحول مهمة، وإن لم تكن مكتملة الملامح، جاء العامل الداخلي الفلسطيني ليحسم فكرة العملية خاصة في ظل حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون من ممارسات حكومة نتنياهو المتطرفة وتصاعد القمع الرسمي من قبل الاحتلال بشكلٍ كبير ضد الفلسطينيين في الفترة الاخيرة، تصاعد أزمة الاستيطان، سواء من حيث زيادة المساحة، وعدد المستوطنيين، وتسليح وعنف المستوطنيين”
وتضيف :” أهم نقطة عززت فكرة القيام بالعملية هو تطاول الاحتلال ومستوطنيه مؤخراً وبشكل بالغ على المقدسات الإسلامية، والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المستوطنيين واستباحته بطريقة مستفزة، بالإضافة إلى إقدام جيش الاحتلال على الاعتداء على الفلسطينيات في المسجد الاقصى ورحابه، بصورة تستفز أي إنسان يمتلك نخوة وكرامة، وهو ما شددت عليه حركة حماس مرارا وتكراراً.”
الدور الإيراني والأمريكي
وحول الدور الإيراني في العملية، تعتقد الباحثة الفلسطينية أن “العملية كانت سرية للغاية، ولم تكن معلوماتها متاحة إلا لقلة، وهو ما ضمن عنصر المفاجأة فيها، لافتة في الوقت نفسه إلي أن ايران وحزب الله حلفاء معلنين للحركة، ويمكن أن يكون هناك تفاهمات على الفكرة العامة، وردود الأفعال، لكن ليس بشكل محدد”.
وتري د.سنية أن “تدخل أمريكا في الحرب وإرسال بوارج يحمل دلالة معروفة هي استمرار التزام واشنطن بوجود إسرائيل بشكل صارخ وعلى حساب كل دول المنطقة، والتصريحات الامريكية الاخيرة خلال التطورات الميدانية تؤكد ذلك، معتبرة في الوقت نفسه أن “التدخل الاميركي لم يأت فقط لابراز الدعم المطلق لاسرائيل فقط، وانما جاء كرسالة لردع حزب الله من التدخل لنصرة حركة حماس، وليس بهدف التدخل الفعلي في هذا الهجوم”.
وتضيف: ” أرادت اسرائيل أن تقول لحزب الله أن تدخلها في هذه اللحظات يعني أنها ستواجه رداً امريكيا وليس إسرائيليا فقط، وتم التهديد بتدمير لبنان، لتذكير الحزب بحرب ٢٠٠٦، خصوصا في ظل الضغوط الحالية في لبنان. كما أن حزب الله يتدخل بشكل مضبوط أيضا ليرسل رسالة رادعة للاحتلال، بأن الحركة جاهزة للتصعيد، في حال اقدام الاحتلال على اجتياح غزة برياً.”
أما عن السيناريوهات المتوقعة، ومدي إمكانية تطور الصراع لحرب اقليمية، أكدت الباحثة الفلسطينية أنه “لا أحد يستطيع أن يتوقع نشوب حرب اقليمية، لكن التوترات الحالية خطيرة، ومن المعروف أنه في مثل هذه الظروف، وحتى في حال عدم رغبة الاطراف بالذهاب لحرب إقليمية، الا أنها ممكن أن تندلع نتيجة سوء تقدير أو خطأ في التصرف”.
مرحلة جديدة
لكن الأكاديمي الإماراتي د. سالم الكتبي المتخصص في العلاقات الدولية يستبعد فكرة حدوث حرب إقليمية مؤكدا أن ليس هناك دول مستعدة للتضحية بنفسها لأجل منظمات إرهابية بحسب وصفه”.
وقال الكتبي لوكالتنا: “الشرق الأوسط يتجه لمرحلة جديدة تتغير فيها موازين قوى وتخرج قوى جديدة، معتبرا أن المرحلة الحالية هي حد السيف مابين التبجح بالبطولات ومابين الإقدام على الانتحار”.
وأوضح: “نعيش مرحلة تفجير الوضع الاستراتيجي مسبقا، ومحاولة إدخال المنطقة العربية في أتون حرب المتسبب والرابح فيها ايران على كل الاصعدة، لافتا في الوقت نفسه إلي أن هذا المخطط ينتظره الفشل والمرحلة الجديدة ستشهد مسح تنظيمات أو قيادتها من الموجود وبالتالي تفقد ايران جزء من اذرعها في المنطقة”.
وحول الدور الإيراني في العملية، أكد الخبير الإماراتي أن “تصريحات قادة حماس متضاربة، والحركة فشلت أن تبرر العملية التي أدخلت غزة في حرب دموية، معتبرا أن حماس مجرد أداة وضعت لتنفيذ أجندة لكن المفاجأة كانت أكبر من المتوقع والكل الأن يتبرىء من الاخر”.
وتابع : “حتى حزب الله وحركة أمل يعلمون أنه سيتم محوهم فعليا ومايقومون به فقط لرفع المعنويات، ولكن عموما لننتظر النتائج وهل فعلا سيكون رد الفعل بذاك القدر من القوة، الايام حبلى والتقديرات كثيرة”.
يواصل الاحتلال الاسرائيلي جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 300 فلسطيني وإصابة 800 آخرين، بسبب الغارات الإسرائيلية على القطاع طوال يوم السبت، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أشارت الوزارة إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى في القطاع، فيما حذر مسؤول أممي من أن الوضع في غزة أصبح حرجاً.وبحسب المتحدث بإسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، فإن الاستهداف الإسرائيلي للأحياء السكنية أدى إلى استشهاد 300 مواطن وإصابة 800 آخرين، ومعظم الضحايا أطفال ونساء، خلال الـ24 ساعة الماضية”.
كان الاحتلال قد واصل بكثافة أمس السبت قصف مواقع متفرقة من قطاع غزة مأهولة بالمدنيين، وذلك في وقت دخل فيه القطاع الطبي في غزة مرحلة حرجة، بسبب كثرة الشهداء والجرحى، وقلة الإمكانيات الطبية، إضافة إلى استمرار إسرائيل في استهداف الكوادر الطبية بالقطاع.
وصباح اليوم الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن ارتفاع العدد الإجمالي لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء قصف إسرائيل للقطاع يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقالت الوزارة إن عدد الشهداء وصل إلى 2329 شخصاً، وإصابة 9042 آخرين بجراح مختلفة.
وضع كارثي
يأتي هذا فيما أكد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة حرج وأصبح غير محتمل بالفعل.
غريفيث قال في بيان، أمس السبت: “لا توجد كهرباء أو مياه أو وقود في غزة، والإمدادات الغذائية تتناقص بشكل خطير، المستشفيات مكتظة بالمرضى وتنفد منها الأدوية”.
أضاف أن عائلات في غزة تعرضت للقصف أثناء تحركها جنوباً ببطء على الطرق المزدحمة والمتضررة، في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي جعل مئات الآلاف من السكان يتدافعون بحثاً عن الأمان، ولكن من دون مكان يذهبون إليه.
https://twitter.com/ShehabAgency/status/1713285395671052682
كذلك أشار المسؤول الأممي إلى أن المنازل والمدارس والملاجئ والمراكز الصحية ودور العبادة تتعرض لقصف مكثف، حيث تم تدمير أحياء سكنية بأكملها وسويت بالأرض، وقتل عمال إغاثة أيضاً.
وشدد غريفيث أيضاً على وجوب السماح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق أكثر أماناً، “وسواء انتقلوا أو بقوا، يجب الحرص المستمر على سلامتهم”، إضافة إلى السماح بوصول الإمدادات والخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية دون عوائق.
كما حذر في الوقت ذاته من أن خطر امتداد الصراع إلى لبنان المجاور “يشكل مصدر قلق كبيراً”.
مجزرة دير البلح
ولليوم التاسع على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وارتكبت قوات الاحتلال صباح الأحد مجزرة في دير البلح، باستهدافها منازل سكنية، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”، وأسفرت العملية عن مقتل 1300 شخص.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية “السيوف الحديدية”، قائلاً في بيان، إن طائراته “بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس”.