قسد تدعو إلى الحوار لحل الأزمة في سوريا..هل ينجح السوريين في تجاوز فخاخ تركيا؟

د. سماهر الخطيب

يبدو أن هناك جهات ثالثة وفصائل محلية في سوريا وبعض الدول تحاول إثارة اشتباكات عسكرية بين قسد و”إدارة العمليات العسكرية” التي تسيطر عليها الحكومة في دمشق، وفق تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، الذي أكد أن قسد تدعو إلى الحوار وسوريا موحدة، رافضاً الاتهامات بالسعي إلى الانفصال.

كما أشار عبدي، إلى أن المفاوضات جارية لضم قسد إلى الجيش السوري، مؤكدًا على عدم وجود أي اشتباكات بين قواته وإدارة العمليات العسكرية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024، رغم الشائعات عن وجود صراعات في دير الزور والرقة.

الدور التركي في النزاع السوري

ويبدو أن قائد قوات قسد (المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية) كان يقصد تركيا تحديدًا في حديثه عن الجهات الثالثة والدول الأخرى، خاصة وأن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في عدة مناسبات قبل ذلك، توحي برغبته في محاربة القوات الكردية لـ “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”، وقال إن انفصال الأكراد يهدد الأمن القومي لتركيا، لذلك ستستمر تركيا بمحاربة “الإرهاب”.

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلامية سورية محلية، أن تركيا رفضت دمج “الجيش الوطني السوري” المدعوم من قبلها في تشكيل وزارة الدفاع الجديدة، بهدف المضي في مواجهة القوات الكردية وعدم الرضوخ للقيادة السورية الجديدة.

التناقض في التصريحات والسياسات التركية

ويذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قد أكد أن الفصائل المسلحة في سوريا يجب أن تجتمع تحت سقف جيش واحد، وأن جهاز الدولة الشرعي الواحد يجب أن يكون لديه السلطة لحمل السلاح واستخدام القوة في تصريحات إعلامية، ولكنها على أرض الواقع تدعم بالاتجاه المعاكس.

الطموحات التركية في سوريا بعد الثورة

وبدأت تركيا منذ بداية الثورة السورية في محاولاتها للتدخل بشكل مباشر في الشأن السوري لتأمين نفسها من أي مخاطر ضد أمنها القومي، ودعمت الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري بالسلاح والإمدادات طوال فترة الحرب السورية، واليوم بعد سقوط النظام وصعود المعارضة المسلحة للسلطة، تسعى أنقرة لانتهاز الفرصة وتحقيق أحلامها التوسعية في المنطقة انطلاقًا من سوريا على الصعيد الاقتصادي أيضًا.

الدور الاقتصادي التركي في سوريا

حيث تحتاج سوريا إلى الكثير من العمل في مجالات إعادة الإعمار والتسليح والتطوير بعد سنوات من الصراع والدمار والانهيار الاقتصادي واستنزاف الثروات، وهنا يأتي دور تركيا، التي تحاول فرض نفسها كخيار وحيد للمشاركة في إعادة إعمار البلاد والتسليح، خصوصًا بعد الضربات التي نفذتها إسرائيل ضد البنى التحتية العسكرية للجيش السوري وإخراجها عن الخدمة.

التبادل التجاري بين تركيا وسوريا

واللافت أن وزير التجارة التركي عمر بولات قال إن صادرات تركيا إلى سوريا ارتفعت بنسبة 35.5 بالمئة في الشهر الأول من العام الحالي، حيث وصلت إلى 219 مليون دولار مقارنة بـ 161 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويأتي ذلك نتيجة تخفيض الرسوم الجمركية بين الجانبين، والذي فرضته تركيا بما يخدم مصلحتها على حساب مصلحة سوريا الاقتصادية، وارتفعت كذلك عدد الشاحنات المحملة بالبضائع بين البلدين. وفي يناير/كانون الثاني، تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف التجارة الحرة والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك السلع الزراعية والصناعية والعبور والبناء.

التوقعات المستقبلية للوضع في سوريا

وبحسب مراقبين، ستكون الشهور المقبلة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث، وتركيا لديها الفرصة لأن تلعب دورًا تاريخيًا في استقرار البلاد، وبنفس الوقت استغلال الوضع السياسي والاقتصادي الصعب بعد سقوط النظام ووصول المعارضة للسلطة، وفرض أجنداتها ومصالحها في المقام الأول.

اقرا ايضا

وفد روسي رفيع المستوى في سوريا..هل تعترف موسكو بالواقع الجديد في دمشق؟

كرد سوريا وبريطانيا..هل تكون عملية سد تشرين بداية التعاون في مواجهة تركيا ؟

بقلم: د. سماهر الخطيب

 

يبدو أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا الجديدة، التي يطمح إليها السوريون، لا يزال يكتنفه الغموض والتكهنات. ويعود ذلك بشكل كبير إلى السيطرة شبه الكاملة للدولة التركية على قرار الإدارة الجديدة في دمشق. فتركيا مستمرة في فرض رؤيتها فيما يتعلق بالأكراد على الإدارة السورية الجديدة، معتبرة أن أي تمكين لهم في النظام السوري الجديد قد يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي. وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المرابطة في شمال وشرق سوريا، كامتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه على أنه جماعة إرهابية.

تصاعد التوتر على الحدود في سوريا

لا يزال التوتر قائماً على الحدود الشمالية لسوريا، حيث تشتبك قسد يومياً مع المسلحين الموالين لتركيا، مع إبقاء الجيش التركي على حالة التأهب. وتطالب أنقرة بتفكيك “قسد” وضمان أمن حدودها، وقد سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن صرح بأنه يتعين على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم، وإلا فإنهم “سيدفنون في الأراضي السورية”.

قسد: مستمرون في القتال ومستعدون للحوار

من جهته، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في آخر تصريحاته، أن الاشتباكات والمواجهات مستمرة في كوباني، وأن مقاتلي قسد يصدون هجمات الجماعات المسلحة التابعة لتركيا.

وقال: “في كوباني لا يزال القتال مستمراً، ومقاتلونا يقاومون الهجمات بشجاعة كبيرة”. وأكد عبدي استعداد قسد للمشاركة في أي عملية سياسية جديدة تهدف إلى بناء سوريا لا مركزية، قائلاً: “نحن مستعدون للمساهمة في العملية الجديدة لبناء سوريا لا مركزية”. في المقابل، لوح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بشن عملية جديدة ما لم توافق الوحدات الكردية على شروط أنقرة، التي تقضي بنزع السلاح.

مناطق الإدارة الذاتية وقسد في شمال سوريا

يُشار إلى أن مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا تخضع لسيطرة “الإدارة الذاتية”، التي أنشأتها وحدات حماية الشعب الكردية بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وانسحاب قوات نظام بشار الأسد منها حينها دون مواجهات.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل الداعمين لها في إطار الجهود المشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وسبق لمستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن أفاد بأن “الأكراد أفضل شركاء لنا لمحاربة التنظيم، ونخشى أن ينشغلوا عن ذلك إذا حاربتهم تركيا”.

دعم بريطاني لقسد

يرى مراقبون أن هناك قوى أخرى تدعم قسد وتقف إلى جانبها في وجه الاعتداءات التركية، مثل بريطانيا. وعلى سبيل المثال، يذكر المراقبون العملية النوعية الناجحة التي حققتها قوات قسد منذ أيام في محيط سد تشرين ضد فصائل “أبو عمشة” الموالية لتركيا، حيث أسرت عدداً منهم، كان من بينهم جنديان تركيان.

ويبدو أن العملية المذكورة قد نجحت بفضل معلومات قدمتها المخابرات البريطانية لقسد عن أماكن تواجد المسلحين وتحركاتهم وأعدادهم وتسليحهم، مما يعني وجود تنسيق أمني ومعلوماتي بين الاستخبارات الغربية والبريطانية وقوات قسد بشكل مستمر. وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على وجود تعاون وثيق بين بريطانيا وقسد في الخفاء، وذلك لتجنب نشوء خلاف بين أنقرة ولندن.

 مصالح مشتركة وتنافس خفي

تتشارك بريطانيا مع الولايات المتحدة في قضايا عالمية كثيرة، ومستقبل الأكراد في سوريا مرتبط بالدعم الأمريكي البريطاني المباشر لهم. كما أن البريطانيين يفضلون الإمساك بورقة ضغط (الأكراد) ضد تركيا، عوضاً عن الخوض معها في مفاوضات في ملفات أخرى تتعارض مصالح تركيا فيها مع مصالح الغرب.

في المقابل، يبدو أن تركيا تعول على تحقيق نصر سريع وإنهاء القضية الكردية بقوة السلاح، مستفيدة من وصول أحمد الشرع، المدعوم من تركيا وقائد هيئة تحرير الشام، إلى دمشق محرراً لها من نظام الأسد “الهارب”. إلا أنه وعلى أرض الواقع، تصطدم الطموحات التركية بتحركات الأكراد وحلفائهم، والمعطيات على الأرض تُظهر أن الصراع الحالي سيستمر ويتطور لصالح الكرد، ما دام أردوغان مصراً على مواقفه المعادية لهم.

 علاقات معقدة

بطبيعة الحال، فإن الأتراك لن يتوقعوا من البريطانيين القيام بعمل ضدهم في سوريا، استناداً إلى الصداقة التي تربط بعض شخصيات النظام التركي برئيس المخابرات البريطانية، ريتشارد مور، الذي عمل طويلاً سفيراً لبلاده في تركيا، ناهيك عن الدور المفصلي الذي لعبته بريطانيا في إفشال الانقلاب العسكري الذي كاد يطيح بأردوغان في عام 2016، والذي نظمته المعارضة التركية حينها، وهذا ما استفادت منه “قسد” في عمليتها النوعية الآنفة الذكر.

سوريا على أطلال هوبز

يُشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، صرح سابقاً بأن بلاده تعيد النظر مع حلفائها في العقوبات المفروضة على سوريا، خلال جلسة للبرلمان حول قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية. وأوضح أن بلاده ستحكم على الحكومة السورية الجديدة بناء على أفعالها لا أقوالها.

وأضاف “نريد لهذه الحكومة أن تكون ناجحة، ونحن سعداء حتى الآن بالعملية في سوريا، ولكن كما ذكرنا سابقاً، بعض الأشياء التي شاهدناها في الميدان لم تكن جيدة”.

في هذا التصريح تأكيد آخر على أن البريطانيين لديهم مآخذ على السياسة التركية في سوريا وعلى الإدارة الجديدة في دمشق، والتي تعمل وفق الأجندة التركية. وهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التمدد التركي في سوريا على حساب السوريين والأكراد في آنٍ معاً، وبالأحرى على حساب المصالح البريطانية في سوريا، باعتبار أن العلاقات الدولية تحكمها المصالح لا العواطف، لو كانت على حساب الشعوب.

اقرا أيضا

نساء بلا حجاب حول الشرع..حكاية صورة أثارة الجدل في سوريا

أردوغان يهدد بالتدخل العسكري في سوريا

منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، يسعي النظام التركي أردوغان الذي يحتل مساحة واسعة من شمال سوريا لفرض وصايته على النظام الجديد في سوريا.
ولا يتوقف أردوغان عن إطلاق التهديدات بالتدخل العسكري ضد الكرد السوريين وقوات سوريا الديمقراطية دون مراعاة لسيادة الدولة السورية.

 

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مساحة من شمال سوريا وشاركت إلي جانب التحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي أحدث تصريحات أردوغان، حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أي تقسيم لسوريا مؤكدا استعداد بلاده للتدخل.
واعتبر أردوغان في تصريحات صحفية أن “مرحلة جديدة بدأت في منطقتنا.
وتابع أردوغان: “الدائرة تضيق على حزب العمال الكردستاني وأتباعه في سوريا.
قائلا إن نهاية المسلحين الأكراد في سوريا تقترب، وإنه لا مجال “للإرهاب” في مستقبل سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي.
وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني وتعتبر كل أكراد سوريا وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب جزء منه رغم نفي الأخيرة ذلك.

أردوغان يهدد سوريا

وهدد أردوغان بعد اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة بشن عملية جديدة عبر الحدود داخل سوريا ضد الفصائل المسلحة الكردية إذا شعرت تركيا بتهديد.
وقال “إن شاء الله لدينا القدرة على القيام بذلك. وعلى الجميع تقدير حساباتهم على هذا الأساس.

وزير الخارجية التركي يهدد كرد سوريا

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا “بات وشيكاً”.
وأضاف الوزير أن أنقرة لن توافق على أي سياسة تسمح لوحدات حماية الشعب بالحفاظ على وجودها في سوريا.

وقال فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، نحن في وضع يسمح لنا ليس فقط برصد، بل بسحق أي نوع من المؤامرات في المنطقة.

وشدد فيدان على أن القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في سوريا هي “مسألة وقت”، قائلاً: “لقد تغير الوضع في سوريا. نعتقد أن القضاء على حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب ليس سوى مسألة وقت”.

اشتباكات شمال سوريا

وتأتي تصريحات فيدان فيما تدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل مسلحة تدعمها تركيا والقوات الكردية السورية، ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ومن ثم تصنفها “إرهابية”.

من جهته قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إنه ناقش في تركيا “التحدي بشأن إعادة إعمار سوريا”، مضيفاً: “بحثنا توفير الدعم للشعب السوري”.

وتابع الصفدي: نريد لسوريا أن تستعيد أمنها واستقرارها وسيادتها، مشدداً على “رفض أي عدوان على سيادة سوريا.

وتابع: “نرفض الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي السورية”.

كما قال وزير الخارجية الأردني: ندعم حقوق تركيا في مواجهة حزب العمال الكردستاني”.

تسمم بشار الأسد..هل تعرض رئيس النظام المخلوع لمحاولة اغتيال في موسكو ؟

إنها آخرُ ليلةٍ في هذه السنة..أريدكم أن تستكردوني أكثر، فأنا لا زلتُ كردياً

سليمان محمود

يشيعُ في بلاد مصرَ والشام والعراق استعمالُ كلمة( الاستكراد )، يتداولها العامةُ للتعبير عن موقفٍ أو حال. ولكي يثبتَ المرءُ في هذه البلاد أنه ليس غبياً أو بهلولاً، في حديثٍ أو مجلسٍ أو معاملة، يلفظها علناً: (أنا لستُ كردياً). وإذا أراد الواحدُ أن يثبتَ للآخر أنه ذكي وليس أحمقاً حتى تنطلي عليه الحيلةُ، يحذّرهُ بقوله: أتستكردني؟!

الاستكرادُ لفظةٌ مؤذيةٌ جداً للأكراد، وهم يسمعون الناسَ يتبرؤون منهم ليثبتوا أنهم ليسوا بحمقى!

إنّ كلمةَ الاستكراد- التي خرجت من عند المصريين أولاً- كانت في بداية الأمر مديحاً، ولقباً يُطلَق للمجاملة على غير الأكراد، تقديراً لهم ومبالغةً في احترامهم. فالأكرادُ الذين حكموا مصرَ والدول المجاورة لها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي، اُشتهروا بالعدل والمعاملة الحسنة مع الناس، على أنّ الحكّام والقادة قبلهم ومن جاء بعدهم أيضاً من المماليك كانوا على النقيض من ذلك، برفع الضرائب على العامة وضربهم وتعذيبهم، وتودّدهم للإفرنجة الذين لم يلقوا من عامة المسلمين سوى الكراهية والرفض.

الأكراد- إذ لم يتساهلوا في مواجهة الصليبيين- لانت وتواضعت نفوسهم لعامة الناس في مصرَ وغيرها من الأمصار التي حكموها. واقترنَ عند الناس العدلُ والأخلاق الحسنة بالعنوان الكرديّ، نظراً لكون الحكّام والقادةُ الكبار في الدولة كانوا أكراداً، فأسد الدين شيركو وصلاح الدين الأيوبي وقاضي القضاة والقاضي الفاضل وقادةُ الديوان والجيش في معظمهم كانوا كُرداً.

ومن هنا فإنّ الناسَ البسطاء في مصرَ كانوا يجاملون الشرطة وحرّاسَ السجون والضباط الصغار في الجيش من المصريين بإطلاق لقب (الكردي )عليهم، لتبجيلهم وتعظيمهم عبرَ تشبيههم بطبقة الحكّام والأشراف في الدولة. والسببُ في أغلب الأوقات كان من أجل تجنّب الأذى من الشرطة وحراس السجون، وأحياناً في سبيل نيل الحاجات.

وحين كان الواحدُ يطلقُ لقبَ (الكردي) على أيّ شخصٍ في ذلك العهد، كان يعني بمثابة تشريفٍ للمقام وتعظيمٍ للشأن. لكنّ المصريين أفرطوا في استعمال المدح لرجالهم بالوصف الكرديّ، حتى كان السارقُ والمحتالُ والزاني ومن ارتكبوا جرائمَ مختلفة يتوسّلون إلى سجّانيهم وشرطتهم ألاّ يعذبوهم، بإطلاق اللقب الكردي عليهم: أنتَ كرديّ ولا تظلم. أنتَ كردي أي أنك طيبٌ ومتسامح.

لكنّ الشرطةَ وحرّاسَ السجون الذين كانوا يصرّون على إذاقة هؤلاء العذاب والضرب كانوا يردّون فوراً: (أتستكردني)!، أنا لستُ كردياً، وسأشبعكَ ضرباً. وهكذا بمرور الزمن تبدّلَ المفهومُ تدريجياً من مدحٍ إلى قدح. وأصبح القولُ (أنتَ كرديّ) حيلةً لنيل مرامٍ غير مقبول. وحتى يتخلّص المسؤولُ أو القائمُ على الشأن من الإحراج كان يجيب: (لا تستكردني. أنا لستُ كردياً). وهكذا، وربما لسوء حظّ الأكراد وطالعهم، أصبح عنوانهم الذي أوحى بالمجد والمديح إلى كلمةٍ متداولة لدى عامة شعوب المنطقة، تحملُ معنىً سلبياً، وذلك لتقطّع أسباب معرفة أصول الكلمة عندهم، أو الجذر الثقافي لهذه الشتيمة.

مظلومية الشعب الكردي

ملاحظة 1: الشعب الكردي من أكثر الشعوب مظلوميةً في العالم. ورغم ذلك لم يذكر التاريخ أنّ الأكرادَ احتلوا أرضَ أحدٍ ليتوسّعوا على حساب شعوبٍ أخرى، أو ليقوموا بإبادة شعبٍ آخر بهدف السيطرة عليه، كما فعل جيرانهم العربُ والفرس والترك، الذين امتلأ تاريخهم بالسواد بغرض بقائهم على مدى التاريخ.
ملاحظة2: إنّ المصريين أكثرُ ميلاً من الشعوب الأخرى إلى الفكاهة وإطلاق الأوصاف على الجميع، وحتى على أنفسهم (الصعايدة مثلاً عندهم والنوبيين) سخريةً وتفريغاً لشحنات الغضب والإحباط الناتجة عن الأزمات المعيشية المتلاحقة.

الطريفُ في الأمر أنه طالما استكردَ العالمُ بعضه البعض منذ مئات السنين! ومنذ 13 عاماً والنظام يستكردُ الشعبَ بقوله: انتهى الأمر والأمور بخير، والمعارضةُ تستكردُ العالم بقولها: سننتصرُ بإرادتنا ومبادئنا. والروسُ يستكردون تركيا، والأتراكُ يستكردون الجماعات والفصائل المسلحة بتسميتهم (الجيش الوطني الحرّ).. والآن جاء الجولاني ليستكردَ الجميع بخارطة طريقه الإرهابية.
وبما أنّ الجميعَ يحاولُ أن يستكردَ الجميع، فإنّ الجماهيرَ والشعبَ السوري قد يتحوّلُ في عام 2025 إلى أكراد!

عبدي: نحن جزء من سوريا وهذا موقفنا من تحرير الشام ومناطقنا لن يتم مهاجمتها

متابعات_ الشمس نيوز

كشف مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية عن موقفه من القضايا التي تعيشها سوريا عموماً، ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا خصوصاً هذه الفترة.

وتحدث عبدي خلال لقاءه في قناة روناهي حول قرار رفع علم استقلال سوريا على جميع المؤسسات، مؤكدا “نحن جزء من سوريا ونقبل الأعلام والرموز السورية”.

وكشف عبدي عن وجود اتفاقية بينهم وبين “هيئة تحرير الشام” في حلب ودير الزور، مشيراً إلى أن هدف تواجدهم في غرب دير الزور كان بهدف منع تقدم داعش.

وأكد عبدي أنه مع بداية الهجمات تلقوا تأكيداً من “هيئة تحرير الشام” بأن مناطقهم لن تكون هدفاً لهم.

منبج وكوباني واتفاقية وقف إطلاق النار

كما تطرق مظلوم عبدي إلى قضية مقاطعة منبج، مشيراً إلى أن قواتهم تطبق اتفاقية وقف إطلاق النار لكن مرتزقة تركيا لا تطبق ذلك وتخرق الاتفاق.

وأعرب عبدي عن أمله من أن تدخل اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم غد الجمعة، كما أعرب عن أمله أن تتحول اتفاقية وقف إطلاق النار في منبج إلى اتفاقية شاملة.

لحظة تاريخية..أول رسالة من مظلوم عبدي بعد رحيل نظام الأسد

 

وأكد مظلوم عبدي بأنه حسب الاتفاقية “يجب ألا تتواجد أي قوات عسكرية في منبج” في تلميح واضح إلى الاتفاق على افراغ منبج من كافة التشكيلات المسلحة.

وبخصوص الهجمات التي طالت ريف كوباني الجنوبي، وتحديداً منطقة قره قوزاق قال عبدي بأن قواتهم دافعت ببسالة عن المنطقة.

كما نوّه عبدي إلى تعرض تركيا لضغط دولي كبير بسبب هذه الهجمات، مؤكداً بأنه مع أي هجوم تركي على كوباني، سيكون هناك تكرار لمقاومة كوباني التاريخية.

ولفت القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية إلى أن طرحهم لقرار إعادة رفاة سليمان شاه جاء كبادرة حسن نية من جانبهم.

تركيا والمناطق المحتلة

وكشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية عن علم روسيا بهجوم “هيئة تحرير الشام” عن طريق تركيا، لافتاً إلى أن “المجموعات المرتبطة بتركيا لا تستطيع اتخاذ قرارها دون الرجوع إلى أنقرة”.

مظلوم عبدي ينتقد أمريكا ويوجه رسالة لـ تركيا..ماذا قال

كما كشف القائد العام لقسد، عن وجود إمكانيات لحل موضوع المناطق المحتلة، في إشارة إلى المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها.

وأكد مظلوم عبدي بأنهم لا يشكلون خطراً على الأمن التركي، كما جدد استعدادهم للحوار مع تركيا، لافتا إلى أن تركيا تحاول إبعادهم عن المرحلة السياسية بقدر الممكن، مشدداً على أن لا أحد يريد الحرب في سوريا سوى المجموعات المرتبطة بتركيا.

الحل السياسي السوري

أبدى مظلوم عبدي عن الحاجة إلى اتحاد وأخوة الشعوب أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن الأزمة السورية لم يتم حلها بسبب تهميش الإدارة الذاتية من الحوارات.

وأكد عبدي أن مشاركة الإدارة الذاتية في المرحلة السياسية ستجلب معها حل الأزمة السورية، مستدركاً بالقول: “يجب أن يكون للكرد موقف موحد في المرحلة الجديدة لسوريا”.

وتمنى عبدي أن يكون لإدارة جنوب كردستان موقف من أجل توحيد الصف الكردي.

في ختام حديثه أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن “المخاطر لم تنتهي بعد” داعياً الشعب إلى التكاتف مع القوات العسكرية، ومؤكداً بأنه “بدعم ومساندة شعبنا سنتخطى هذه المرحلة الحساسة”.

 

ظنت أنها تركية..قوات سوريا الديمقراطية تسقط طائرة أمريكية

وكالات_ الشمس نيوز

كشفت وسائل إعلام أمريكية عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بإسقاط طائرة أمريكية عن طريق الخطأ أمس  الإثنين.

ونقلت  شبكة “سي إن إن” عن مصادر وصفتها أن طائرة أمريكية من طراز MQ-9 ريبر أُسقطت عن طريق الخطأ يوم الاثنين في شمال سوريا من قبل الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، قوات سوريا الديمقراطية (SDF) التي يقودها الأكراد.

وأفادت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية اعتقدت أن الطائرة تركية وأطلقت النار عليها لأنها اعتبرتها تهديدًا.

وكانت الفصائل المدعومة من تركيا قد اشتبكت مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا خلال الأيام الماضية، في مناطق خاضعة للسيطرة الكردية منذ قرابة عقد.
يسلط هذا الحادث الضوء على الطبيعة الفوضوية للقتال الدائر حاليًا في شمال سوريا.

مباحثات أمريكية تركية

ويجري مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى اتصالات منتظمة مع نظرائهم الأتراك لحثهم على تخفيف التوتر، وساعدت الولايات المتحدة في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات المدعومة من تركيا. ووافقت قوات سوريا الديمقراطية بموجب الاتفاق على الانسحاب من مدينة منبج الخاضعة لسيطرتها.

تُشغل الطائرة MQ-9 ريبر عن بُعد من قبل القوات الجوية الأمريكية، وهي قادرة على تنفيذ عمليات مراقبة وضربات هجومية. ولم يتضح بعد المهمة التي كانت الطائرة تنفذها وقت إسقاطها، لكن الولايات المتحدة تواصل تنفيذ عمليات ضد تنظيم داعش في سوريا رغم سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

لا يزال حوالي 900 جندي أمريكي موجودين في سوريا ضمن تحالف مكافحة داعش الذي يشمل قوات سوريا الديمقراطية. وصرح مسؤولون دفاعيون أن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على وجودها في البلاد لمنع إعادة تشكيل التنظيم الإرهابي.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين في اليابان يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف أوستن: “لدينا علاقة جيدة معهم وأعتقد أنها ستظل كذلك”.

قوات سوريا الديمقراطية تحذر من فيديوهات تركية مفبركة

متابعات_ الشمس نيوز

اتهم فرهاد شامي – مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية وسائل إعلام تركية بتناول فيديوهات مفبركة لتبرير مجازرها بحقّ الشعب الكردي.

وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان رسمي “تناولت بعض وسائل الإعلام مشاهد مفبركة قالت أنها لمدنيين تعرضوا للتعذيب على أيدي قواتنا، مؤكدا أن تلك المشاهد المفبركة نشرتها وسائل إعلام تركية لأول مرة في نوفمبر ٢٠١٩، لتبرير غزو الجيش التركي في منطقتي تل أبيض وسريه كانيه  رأس العين، وهي مشاهد كاذبة وتمثيلية صنعتها الاستخبارات التركية تُستخدم لتبرير المجازر التي يرتكبها الجيش والفصائل التركية بحق شعبنا.

ختم شامي بيانه بقوله ” ندعو شعبنا إلى الحذر من ألاعيب الاحتلال التركي ومرتزقته في خلق الفتنة بين مكونات المنطقة.

 

الإدارة الذاتية: تركيا تخطط لاستغلال الفوضى في سوريا

متابعات_ الشمس نيوز

حذّرت الإدارة الذاتية  من أن استمرار دولة الاحتلال التركي بارتكاب “الأعمال الإجرامية” يقوض مساعي تحقيق الأمن والاستقرار.

وأشارت الإدارة الذاتية إلى أن الاحتلال التركي يسعى للاستفادة من “حالة الفوضى” في سوريا، بهدف ترسيخ سياساته.

وأدان بيان الإدارة ارتكاب الاحتلال التركي مجزرة بشعة في قرية المستريحة بريف عين عيسى راح ضحيتها 12 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، ومجزرة أخرى في ريف كوباني راح ضحيتها طفلان.

وقال بيان الإدارة إن “هذه الممارسات تهدد حياة الملايين من المدنيين وتضعهم أمام خيارات صعبة وسط هذه الصعوبات التي يمر بها البلد”.

وناشد البيان كافة الجهات الأممية والحقوقية كذلك القوى الفاعلة في سوريا لمنع هذه الممارسات ضد المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها والعمل على دعم جهود الإدارة الذاتية لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال تكاتف أبنائها.

(ك و)

بعد سقوط حماة..أردوغان يوجه رسالة لـ نظام الأسد

وكالات_ الشمس نيوز

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، نظيره السوري بشار الأسد إلى إيجاد “حل سياسي” للوضع في سوريا “بشكل عاجل” وذلك في خضم التطورات الميدانية المتسارعة وسقوط مدينة حماة بيد المعارضة المسلحة التي استولت قبل أيام على مدينة حلب.

و بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، قال أردوغان خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “يجب على النظام السوري أن ينخرط بشكل عاجل مع شعبه من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل”.

وأضافت الرئاسة التركية أن “الرئيس أردوغان أكد أن تركيا تعمل على تقليص التوتر وحماية المدنيين وفتح الباب أمام مسار سياسي، وستستمر في ذلك” مشددة على أن “النزاع السوري بلغ مرحلة جديدة”.

نقطة تحول..ماذا يعني سيطرة فصائل المعارضة السورية على منظومة بانتسير الروسية؟

وجاء في البيان أيضا “تتمثل أمنية تركيا الكبرى في ألا تغرق سوريا في مزيد من عدم الاستقرار وألا تشهد سقوط مزيد من الضحايا المدنيين”.

وتستضيف تركيا التي تتشارك حدودا طويلة مع سوريا نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها.

تدابير تركية 

والإثنين وفي أول تعليق على الوضع في سوريا، قال أردوغان إن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة لـ”عدم الإضرار بأمننا القومي”.

وأكد أن موقف بلاده وحساسية موقعها وأولوياتها الأساسية في الصراع السوري “واضحة”، لذا فإن “أولويتنا هي الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وإنهاء حالة عدم الاستقرار المستمرة منذ 13 عاما، بتوافق الآراء”.

وأعلنت فصائل سورية مسلحة بدء دخول أحياء مدينة حماة، الواقعة وسط البلاد، وفقا لبيان أصدره الناطق باسم ما تعرف بـ”إدارة العمليات العسكرية”.

سقوط حماة

وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن الفصائل المسلحة “دخلت حماة من عدة جهات، وتدور معارك طاحنة” مع قوات النظام.

وأوضح أن الفصائل المسلحة “سيطرت على الجهة الشمالية الشرقية من المدينة”.

مدينة استراتيجية..ماذا يعني سيطرة المعارضة السورية على حماة ؟

أضعفت التطورات المتسارعة في سوريا منذ أكثر من أسبوع موقع الرئيس الأسد الذي تعرّض جيشه لنكسة مع خروج حلب عن سيطرته، فيما يعاني اقتصاد البلاد من أزمة خانقة وينصرف داعمو دمشق الخارجيون إلى أولويات أخرى.

لماذا انسحبت قوات سوريا الديمقراطية من الشيخ مقصود وتل رفعت ؟

متابعات _ الشمس نيوز

جاء إعلان مظلوم عبدي، القائد العام لـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن انسحاب قواته من مناطق سيطرتها داخل مدينة حلب في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وكذلك انسحابها من بلدة تل رفعت وقرى ريف بلدة عفرين الكردية الواقعة بريف حلب الشمالي، ليثير تساؤلات حول سر القرار ومدى إمكانية أن يشكل مقدمة لاحتمالية تقدم فصائل «الجيش الوطني» التي أطلقت عملية «فجر الحرية» نحو مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) الواقعتين بالريف الشرقي لمحافظة حلب وتتبعانها إدارياً.

وتتلقى قوات «قسد» الدعم من القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في حربها ضد تنظيم «داعش»، في حين تدعم تركيا فصائل «الجيش الوطني» التابعة لحكومة الائتلاف السوري المعارض المؤقتة، وتعادي «قسد»، ما ينذر بحرب مستعرة بين هذه الجهات وتبدل مناطق التماس والنفوذ، وانتقال دائرة المعارك إلى شرق الفرات، بعدما أعلنت الإدارة الذاتية وقوات «قسد» التعبئة العامة والنفير العسكري.

حقنا للدماء

وبحسب جريدة “الشرق الأوسط” قال بكر علو رئيس مجلس مقاطعة عفرين والشهباء التابعة للإدارة الذاتية،  أنهم قبلوا الخروج والانسحاب من مدينة حلب وريفها الشمالي حقناً للدماء «ولمنع تعرض شعبنا للمجازر ولحماية الأبرياء، قررنا وبمحض إرادتنا الخروج من المنطقة، بعد تطويقها وحصارها من قبل مرتزقة الفصائل الموالية للاحتلال التركي»، على حد تعبيره.

أردوغان: أولويتنا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا

وأشار المسؤول الكردي إلى أن الخروج من أحياء حلب وإقليم الشهباء، «لا يعني أننا تنازلنا عن نضالنا في سبيل تحرير عفرين، فمثلما تحملنا كل الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية في الخيم وبالعراء، سيستمر نضالنا وبشكل أقوى».

منبج وكوباني في خطر 

ويقول براء صبري، وهو باحث مُساهم في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن أطماع تركيا وفصائل «الجيش الوطني» الموالية لها؛ لن تتوقف عند بلدة تل رفعت، وذكر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه «على (قسد) إدراك أن منبج وكوباني (عين العرب)، هدفان لتركيا، وهي تستغل الضجيج المرتبط بسقوط حلب والمعارك على تخوم حماة وحمص، لتوجيه جماعاتها وتوسيع ما تسميه، المنطقة الآمنة، لاستهداف (قسد) والمناطق ذات الكثافة الكردية».

ويرى الباحث أن جولة الاتصالات الإقليمية والدولية حول التطورات المتسارعة والمفاجئة في سوريا بعد سقوط مدينة حلب، بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي لدمشق وأنقرة واتصالات روسيا مع الأطراف المعنية، «يعني أن الصخب الإعلامي والهيجان العسكري بدأ يتحول إلى سياسة وصفقات عملية على الأرض، ستدفع تركيا بكل جهودها لتكون حصتها من الكعكة على حساب (قسد)، وهنا أين تقف أميركا من كل ما يحدث في المنطقة؟».

ماذا يحدث في سوريا وما دلالات توقيت هجوم المعارضة على حلب؟

ولفت إلى أن الاتصال الأخير بين وزير الخارجية الأميركية بلينكن ونظيره التركي فيدان، تطرق بالضرورة إلى الخطوط التركية في تقسيمات ما بعد معركة حلب: «فهل طلبت تركيا من أميركا السماح لها بأخذ حصة جديدة من (قسد)، وهل سمحت أميركا بذلك؟ بالتأكيد التطورات العسكرية المقبلة على الأرض ستظهر ذلك».

استفتاء شعبي

أما ميرفان إبراهيم، وهو كاتب وباحث متخصص في شؤون الأحزاب الكردية ويتحدر من مدينة عفرين الكردية، فرجح في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، امتداد الحرب إلى مدينتي منبج وكوباني (عين العرب) في مقبل الأيام، واقترح لتجنيب هذه المناطق ويلات الحرب؛ «تنظيم استفتاء شعبي لسكان هذه المناطق، إما الانضمام لمناطق الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، أو البقاء ضمن مناطق الإدارة الذاتية»، وعبر عن اعتقاده بأن الفصائل المسلحة والائتلاف السوري المظلة السياسية للجيش الوطني، لن يقبلا بنتائج استفتاء كهذا.

ورأى إبراهيم أن التطورات المتسارعة، وما حدث في مناطق الشهباء والأحياء الكردية داخل حلب، تم عبر توافقات دولية وإقليمية: «انسحاب الجيش السوري ومن بعده القوات الروسية من قواعدها بالشهباء وكذلك من حلب، وترك (الوحدات الكردية) وحيده لم يكن صدفة، وأن الوحدات أدركت طبيعة هذه الحرب وفضلت تجنيب الشعب الكردي مجازر كبرى لو قررت البقاء».

وعن احتمال نشوب حرب بين قوات «قسد» والفصائل الموالية لتركيا في منبج وكوباني، لم يستبعد المتخصص بشؤون الأحزاب الكردية، حدوثها، لافتاً إلى أنهم «اختاروا الحل العسكري ويبدو هو الأنسب لهم، فمنبج تحريرها تطلب تضحيات كبرى قدمتها الإدارة وقواتها، أما كوباني وصمودها فسيكون عاملاً حاسماً بالنسبة للإدارة الذاتية (الكردية)، لأن انهيار الإدارة أو إضعافها مرتبطان بالشعب وبإرادته، وهذا مستبعد، والسنوات الماضية أثبتت ذلك».

الموقف الأمريكي

وعدّ الباحث في معهد واشنطن براء صبري، أن «السياسة التركية المرتبطة بعدائية مستمرة للطموحات الكردية بسوريا، تأتي في إطار سعيها لإنهاء المشروع الكردي القائم على اتفاق الكرد وباقي مكونات المنطقة، الذي لا يتعارض مع وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأن الكرد جل طموحاتهم تأسيس كيان إداري يعيش فيه الكرد بهويتهم مع العرب والمسيحيين».

وختم صبري حديثه بالقول: «العامل الحاسم في المقبل من الأيام، هو الموقف الأميركي؛ هل ستقبل أميركا خسارة شريكتها (قسد) لمساحة جديدة على الأرض؟ وهل تقبل بتعرض منبج وكوباني، حيث قاتل الكرد مع الأميركان هناك ضد تنظيم (داعش)؟».

Exit mobile version