السنوار يخلف إسماعيل هنية في قيادة حماس

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024 عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، انتخب السنوار رئيساً للحركة في القطاع عام 2017، ومرة أخرى عام 2021، وذلك بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال في صفقة تبادل “شاليط” عام 2011.

ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.

السنوار بين سجون إسرائيل وعقوبات أمريكا

وأمضى زعيم حماس 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة “الإرهابيين الدوليين” الأميركية.

وسبق أن نفت حركة حماس صحة تقارير تحدثت عن تكليف أسماء شخصيات معينة بقيادة الحركة خلفاً لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الذي اغتيل الأربعاء الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، في تصريح نشرته منصة حماس على تطبيق “تلغرام”، إن “ما تتداوله بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة غير صحيح”.

وأضاف الرشق: “ستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها (بشأن تكليف رئيس جديد لحماس) حال الانتهاء منها”.

وفي الأيام الأخيرة تداولت وسائل إعلام دولية، أسماء لشخصيات قالت إنه تم تكليفها برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لإسماعيل هنية.

والسبت، أعلنت حركة حماس، أن قياداتها بدأت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية.

وقالت الحركة، في بيان، إنها “ستعلن عن نتائج مشاوراتنا حال الانتهاء منها”.

والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وجاء اغتيال هنية، الذي لم تتبنَّهه تل أبيب حتى الساعة، بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

هدنة أم حربا جديدة..إلي أين تتجه الأوضاع في غزة بعد مباحثات حماس بالقاهرة ؟

أكدت تقارير صحفية انتهاء مباحثات وفد حركة حماس في مصر ومغادرة مفاوضيها القاهرة بإتجاه العاصمة القطرية الدوحة.

وبحسب وكالة فرانس برس، فقد انتهت المحادثات التي عقدها ممثلي حركة حماس مع اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية ضمن جهود الوساطة التي تقوم بها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن قيادي بحركة حماس أن أعضاء الوفد غادر إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مزيد من المشاورات مع قادة المكتب السياسي.

وفي نفس السياق، نقلت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع إن مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” وليام بيرنز، توجه إلى الدوحة أيضا للقاء وزير الخارجية القطري بشكل “طارئ”.

وأوضح المسؤول، أن بيرنز توجه إلى الدوحة؛ لممارسة مزيد من الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لاستكمال المفاوضات.

بدورها، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر رفيع المستوى، قوله إن الوفد المصري المشارك بالمفاوضات ناقش كافة التفاصيل مع وفد حماس، مشيرا إلى أن هناك تقدم كبير في التوافق بين الطرفين.

وكشف المصدر، أن وفد حماس غادر القاهرة متجها إلى الدوحة، ومن المقرر عودته خلال 48 ساعة بالرد النهائي على الورقة المصرية.

احتمالات معدومة

من جانبها، قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن احتمالات التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى باتت معدومة، لافتة إلى أن المرحلة التالية هي بدء إخلاء مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بناء على النقاشات في مجلس الوزراء.

فيما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن إسرائيل تسلمت من الوسطاء رد حركة حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى، وفق ما أوردته “العربية” في بيان عاجل.

بينما أوضح المسؤول في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الأمل في وقف إطلاق النار تضاءل خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا أن هناك خلافات كبيرة بين الجانبين في هذا الشأن.

اعتقال نتنياهو وقادة الاحتلال..هل يمكن أن تفعلها الجنائية الدولية ؟

كثر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن احتمالية صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة دولة الاحتلال بسبب الحرب على غزة.
وتحدثت تقارير صحفية أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم نتنياهو، بتهم تتعلق بالحرب المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ206 على التوالي وأسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، أن نتنياهو “خائف ومتوتر بشكل غير عادي” من احتمال صدور مذكرة دولية باعتقاله.

ما التهم التي ستوجه للإسرائيليين؟
وفي حال كانت المحكمة تعمل على هذا الأمر، فمن المحتمل أن يتم اتهام المسؤولين الإسرائيليين بمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة واتباع رد شديد القسوة على الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون، الذين يشعرون بالقلق من التداعيات المحتملة لمثل هذه القضية، إنهم يعتقدون أن نتنياهو من بين الأشخاص الذين قد يتم ذكر أسمائهم في مذكرة الاعتقال.
يُشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تقوم بالتحقيق في تصرفات إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، بشكل مستقل عن القضايا الأخرى في محكمة العدل الدولية، مثل الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا حول “الإبادة الجماعية في غزة”.
لكن هل تستطيع المحكمة الجنائية اعتقال نتنياهو؟
“الجنائية الدولية”، ومقرها في لاهاي، هي المحكمة الدولية الدائمة الوحيدة في العالم التي تتمتع بسلطة محاكمة الأفراد المتهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وليس لدى المحكمة قوة شرطة خاصة بها. وبدلا من ذلك، تعتمد على أعضائها البالغ عددهم 124، والتي تشمل معظم الدول الأوروبية ولكن ليس إسرائيل أو الولايات المتحدة، لاعتقال الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في مذكرات الاعتقال.
كما لا يمكنها محاكمة المتهمين غيابيا.
وأي أوامر اعتقال ستتطلب موافقة لجنة من القضاة ولن تؤدي بالضرورة إلى محاكمة أو حتى اعتقال فوري للأهداف.

تأثير المذكرة
لم يكشف المسؤولون الإسرائيليون عن طبيعة المعلومات التي دفعتهم إلى القلق بشأن احتمال صدور مذكرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي لم تعلق هي الأخرى على الأمر.
غير أنه من المحتمل أن يُنظر إلى أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة في معظم أنحاء العالم على أنها توبيخ أخلاقي مهين، خاصة لإسرائيل، التي واجهت منذ أشهر ردود فعل دولية عنيفة بسبب سلوكها في غزة، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصفها بأنها “تجاوزت الحدود”.
ويمكن أن يؤثر ذلك أيضا على سياسات إسرائيل في الوقت الذي تضغط فيه البلاد بشأن حربها في غزة.
كما يمكن لأوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة أن تشكل عقبات أمام سفر المسؤولين المذكورين فيها.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة الأمريكية، إن إمكانية إصدار المحكمة مذكرات اعتقال قد تم إيصالها إلى صناع القرار في تل أبيب، خلال الأسابيع الأخيرة، لكنهم لا يعرفون المرحلة التي وصلت إليها العملية.
وسبق أن أكد كريم خان، المدعي العام للمحكمة، أن فريقه يحقق في حوادث وقعت خلال الحرب.

نتنياهو يعلق
وفي تعليق له، قال نتنياهو “تحت قيادتي، لن تقبل إسرائيل أبدا أي محاولة من جانب المحكمة الجنائية الدولية لتقويض حقها الأصيل في الدفاع عن النفس. إن هذا التهديد بالاعتقال أمر مثير للغضب”.
هل يمكن لأمريكا أن تتدخل؟
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الولايات المتحدة هي جزء من جهد دبلوماسي أخير لمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين.
في موقع “والا” الإخباري، كتب المحلل بن كاسبيت أن نتنياهو “تحت ضغط غير عادي” بشأن احتمال صدور مذكرة اعتقال ضده وضد إسرائيليين آخرين، الأمر الذي سيكون بمثابة تدهور كبير في مكانة إسرائيل الدولية.
وحسب المحلل، يقود نتنياهو “حملة متواصلة عبر الهاتف” لمنع صدور مذكرة اعتقال، مع التركيز بشكل خاص على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
والولايات المتحدة، مثل إسرائيل، ليست من بين 124 دولة وقعت على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

فيديو وصور..كل ما تريد معرفته عن الهجوم الإيراني على سفينة إسرائيلية

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 13 أبريل/نيسان 2024، قولها إن السفينة التي تعرضت لهجوم قرب مضيق هرمز مملوكة على الأغلب لإسرائيل بشكل جزئي.

 وفي تدوينة مقتضبة على حسابها بمنصة “إكس”، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال: “السفينة التي هاجمتها القوات الإيرانية قرب مضيق هرمز مملوكة جزئياً على الأغلب لإسرائيل”.

وأضافت أن “السفينة كانت في طريقها من الإمارات إلى الهند”، وفق الإذاعة، فيما لم يصدر عن الإمارات أو الهند تعليق فوري.

الحرس الثوري يعلن السيطرة على سفينة إسرائيلية

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت إن البحرية التابعة للحرس الثوري، ضبطت السبت سفينة شحن مرتبطة بالكيان الصهيوني في الخليج العربي.

وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الحرس الثوري سيطر على سفينة “مرتبطة بإسرائيل”، وأشارت إلى أن السفينة “إم.إس.سي أريس” المحتجزة سيتم قطرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، وكشفت أن السفينة المحتجزة ترفع علم البرتغال، وتديرها شركة زودياك، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي.

وزعمت بعض المصادر الإخبارية أن سفينة الشحن هذه، والتي تحمل اسم (MSC Aries)، ترفع العلم البرتغالي، وترتبط بشركة “زودياك ماريتايم”، ومقرها لندن، والتي يملكها الملياردير الإسرائيلي “Eyal Ofer”.

من جانبها قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن مقطع فيديو اطلعت عليه، يُظهر قوات كوماندوز تداهم سفينة بالقرب من مضيق هرمز بطائرة هليكوبتر، يوم السبت، وهو هجوم نسبه مسؤول دفاع في الشرق الأوسط إلى إيران، وسط توترات أوسع بين طهران والغرب.

وأظهر الفيديو الهجوم الذي أبلغت عنه في وقت سابق عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني. ووصفت السفينة بأنها “احتجزتها السلطات الإقليمية” في خليج عمان، قبالة مدينة الفجيرة الساحلية الإماراتية، دون الخوض في تفاصيل.

وشارك مسؤول الدفاع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الاستخباراتية، مقطع الفيديو مع وكالة أسوشيتد برس. وفي ذلك، نزل رجال الكوماندوز على كومة من الحاويات الموجودة على سطح السفينة.

وأمكن سماع أحد أفراد الطاقم على متن السفينة وهو يقول: “لا تخرجوا”. ثم يطلب من زملائه الذهاب إلى جسر السفينة، حيث ينزل المزيد من الكوماندوز على سطح السفينة، يمكن رؤية أحد الكوماندوز راكعاً فوق الآخرين لمنحهم غطاءً نارياً محتملاً.

رغم أن وكالة أسوشيتد برس لم تتمكن على الفور من التحقق من الفيديو، فإنه يتوافق مع التفاصيل المعروفة للصعود، ويبدو أن المروحية المعنية هي واحدة يستخدمها الحرس الثوري شبه العسكري الإيراني، الذي نفذ غارات أخرى على السفن في الماضي.

سفينة إسرائيلية

من المرجح أن تكون السفينة المعنية هي MSC Aries، التي ترفع العلم البرتغالي، وهي سفينة حاويات مرتبطة بشركة Zodiac Maritime ومقرها لندن. Zodiac Maritime هي جزء من مجموعة Zodiac التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر. ورفضت شركة زودياك التعليق وأحالت الأسئلة إلى شركة MSC التي لم ترد على الفور.

وتم تحديد موقع السفينة MSC Aries آخر مرة قبالة دبي متجهة نحو مضيق هرمز يوم الجمعة. وكانت السفينة قد أوقفت بيانات التتبع الخاصة بها، وهو أمر شائع بالنسبة للسفن التابعة لإسرائيل التي تتحرك عبر المنطقة.

الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا

يأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بين إيران والغرب، خاصةً بعد الهجوم الإسرائيلي المشتبه به على القنصلية الإيرانية في سوريا.

ومن ناحية أخرى، يظل الشرق الأوسط على نطاق أوسع على حافة الهاوية بعد ستة أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس في قطاع غزة.

ومع ذلك، انخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، وشنَّت هجمات على السفن المنسوبة إليها وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

حادثة قرب الإمارات

كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قد قالت يوم السبت 13 أبريل/نيسان 2024، إنها تلقت تقريراً عن واقعة على بعد 50 ميلاً بحرياً شمال شرقي الفجيرة في الإمارات، وإن السلطات تحقق في الأمر، وذلك في الوقت الذي يشن فيه الحوثيون المتحالفون مع إيران هجمات على حركة الشحن في منطقة البحر الأحمر منذ شهور، تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة.

من جهته قال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، يوم الثلاثاء، إن الوجود الإسرائيلي في الإمارات يمثل تهديداً لطهران، وإنها قد تغلق مضيق هرمز في حالة الضرورة. وتقع الفجيرة على الجانب الشرقي من مضيق هرمز.

فيما تعطل هجمات الحوثيين المستمرة منذ شهور في البحر الأحمر حركة الشحن العالمية، ما أجبر شركات على تغيير مسارات سفنها للقيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة، وتثير مخاوف من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الشرق الأوسط، وزعزعة الاستقرار فيه. وتنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين، رداً على هجماتهم على السفن.

يذكر أنه ومنذ مطلع عام 2024 يشن تحالف “حارس الازدهار”، بقيادة الولايات المتحدة، غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل بردٍّ من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيدياً لافتاً، في يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

كيف فضحت جنوب إفريقيا أكاذيب إسرائيل أمام العدل الدولية ؟

تحليل / بهجت العبيدي


ليس هناك من شك في أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسكانه الآمنين يصيب قلب كل إنسان في الصميم؛ لأنه يعكس الوحشية غير المتناهية التي تتعامل بها دولة الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق.
وللأسف فإن العالم، وخاصة الدول الكبرى لا تردع هذا المعتدي الأثيم بل يا للعار تصطف بجانب المجرم مدافعة عن إجرامه مرة ومادة له يد العون من خلال الوقوف أمام تلك القرارات التي تدينه مرة أخرى مقدمة له الأسلحة التي يبيد بها أبناء الشعب الفلسطيني مرة ثالثة.
وفي هذا المشهد العبثي وهذا الظلام الذي يخيم على العالم يظهر على استحياء شعاع تنيره أيادي طاهرة من جنوب أفريقيا هي أياد لأبناء المناضل نيلسون مانديلا.

وقفت دولة جنوب أفريقيا موقفا نبيلا تعلِّم به العالم القيم الإنسانية؛ وتثبت من خلاله أنه مازال هناك ضمائر حية تدافع عن الإنسانية وتسعى للمحافظة على الأرواح فرفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية اتهمت فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.
وأنهت محكمة العدل الدولية في لاهاي، ظهر الجمعة، ثاني جلساتها للنظر في الدعوى التي أقامتها دولة جنوب إفريقيا واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكانت المحكمة قد استمعت في أولى جلساتها الخميس لمرافعة الفريق القانوني لجنوب إفريقيا والتي ركزت على أن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تعتبر ذات طابع إبادة جماعية، لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الفلسطينية الأوسع.”
وأشارت جنوب إفريقيا في أوراق الدعوى، المكونة من 84 صفحة، إلى أن “إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى” لسكان القطاع.
وفضلا عن المطالبة بإدانة إسرائيل بجريمة إبادة جماعية، طالبت جوهانسبرج المحكمة بإصدار قرار يُجبر إسرائيل على وقف الأعمال القتالية بشكل فوري لحين صدور قرار نهائي من المحكمة.

موقف تاريخي
هذا الذي قامت به جنوب أفريقيا رغم علمنا أنه لن يؤثر كثيرا في المعركة الدائرة والتي يُسْحَق فيها الشعب الفلسطيني، إلا أنها تسجيل لموقف تاريخي لجنوب أفريقيا التي لن نستبعد أن يتم الانتقام منها من خلال اللوبي الصهيوني المنتشر في كل العالم، والذي نظن أن جنوب أفريقيا لا تستبعد هذا الانتقام، هذا الذي يزيد من احترامنا لها، فعلى الرغم مما يمكن يطالها من أذى فإنها اتخذت الموقف الذي يتفق مع نضالها في التحرر من براثن العنصرية البيضاء.
مما لا شك فيه أن الكيان الصهيوني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تلك القضية التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا، ولن نعدم الاستماع إلى الأكاذيب التي يتفنن الصهاينة في ابتكارها، هذا الذي لم ننتظر كثيرا ليظهر على الساحة بل لنستمع إليه في قلب المحكمة وذلك حينما اعتبر المحامي الإسرائيلي مالكولم شو أن إسرائيل لم تنعقد لديها “النية الخاصة” اللازمة لارتكاب جرائم بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. وأضاف: “هذه ليست إبادة جماعية. جنوب أفريقيا تروي لنا نصف القصة فقط”، على حد قوله.
وقال تال بيكر، المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية للمحكمة “يجب رفض الطلب والالتماس لما ينطويان عليه من تشهير عميق وصور قانونية مشوهة للحقائق ولا تعكس واقع الوضع خلال حرب غزة… إن حماس تسعى إلى إبادة جماعية لإسرائيل”.
واعتبر المستشار أن المطالبة بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة سيترك إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها. وأضاف أن ” الطلب يسعى إلى تقويض حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها… وجعلها عاجزة عن الدفاع عن نفسها”.
وتعليق على انطلاق المحاكمة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه “في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل إبادة شعب تُتهم هي بإبادة شعب”. وأضاف نتنياهو “رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب، ونحن نحارب الإرهابيين والأكاذيب”.
ومما تقدم يمكننا – أيها القارئ الكريم – أن نرى، فيما يزعمه الجانب الإسرائيلي المجرم، بكامل الوضوح قلب الحقائق الذي تتخذه الدولة الصهيونية منهجا ليس في هذه الحرب الحالية على الشعب الفلسطيني فحسب بل كامل تاريخها المؤسس في الأصل على الأكاذيب.
وللأسف فإنه على الرغم من هذا الجهد المقدر من دولة جنوب أفريقيا في هذه القضية والتي كشفت فيها جرائم الدولة الصهيونية وفضحت الدول العالمية الداعمة لها فإننا لا نذهب إلى أنها سيكون لها أثر يذكر على مجريات تلك الحرب، وذلك ناتج عن الصلف الإسرائيلي المدعوم من القوى الكبرى في العالم. وإن كنا في ذات الوقت نذهب على استحياء إلى أن هذا العمل “البطولي” الذي تقوم عليه جنوب أفريقيا يمكن أن يؤثر قليلا على صورة إسرائيل في العالم، تلك الصورة التي ما زالت الشعوب وخاصة الغربية لا تعرف حقيقتها البشعة نظرا لأنها تستقي معلوماتها من خلال وسائل الإعلام الخاصة بكل دولة والتي للأسف هو إعلام يميل بشكل كبير للدعاية الصهيونية المدعومة من عديد القطاعات والمنظمات والمؤسسات في الغرب، وإن كنا نلمح أيضا على استحياء تغيرا طفيفا لصالح الشعب الفلسطيني نتيجة لجهود تبذلها بعض منظمات المجتمع المدني الذي بدأ في الخجل من مواقف الحكومات.

إلي أين تتجه الأوضاع في غزة بعد قرابة 100 يوم من الحرب..خبراء يجيبون

بينما كانت جهود الوساطة تتوالي لإعلان هدنة جديدة وصفقة تبادل أسري بين إسرائيل وحماس، جاء اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قصف إسرائيل على لبنان ليوقف كل جهود السلام ويعيد الحرب لنقطة الصفر بعد مرور قرابة 100 يوم على اندلاعها.

واغتالت إسرائيل صالح العاروري القيادي بحركة حماس و6 من رفاقه الثلاثاء 2 كانون الثاني، في شقة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء اغتيال العاروري بعد التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ستعمل ضد قادة حماس أينما كانوا.
واُثارت عملية الاغتيال التي وقعت فى لبنان وتحديدا في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تمثل أحد معاقل حزب الله مخاوف من تطور الصراع لحرب إقليمية خاصة أن العاروري كان يمثل وفق مراقبين حلقة الوصل بين حماس والحزب وإيران.
كما تأت حادثة اغتيال العاروري وستة آخرين، من بينهم اثنان من القادة العسكريين في حماس، في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهات أخرى، بما في ذلك ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، حيث يهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وبحسب مراقبون فإن الحرب لن تنتهي قريبا خاصة فى ظل عدم وجود رغبة حقيقة من الجانب الإسرائيلي بإنهاءها نظرا للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 7 أكتوبر.
الحرب مستمرة
وتري ياسمين حلمي العايدي الباحثة فى الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية أن “الحرب في غزة مستمرة ولن تنتهي في الأمد القريب لأن نتنياهو يؤجج الوضع الأمني لبقائه في السلطة بإسرائيل وفتح جبهة الشمال مع لبنان والدليل على ذلك زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي لجبهة الشمال و تعبئة القوات لخوض حرب مع لبنان لتغطية فشلهم في التوغل في غزة و السيطرة على خانيونس “.


وقالت لوكالتنا “مسلسل الاغتيالات لقيادات المقاومة الفلسطينية لن ينتهي في ظل نشاط كبير للموساد الإسرائيلي وتعاونه مع اللوبي الصهيوني في العالم الغربي ومحاولة حكومة نتنياهو استمالة الشارع الإسرائيلي وعموم اليهود بأنهم يحققون أهدافهم بتصفية قيادات حماس”.
وأكدت أن “اغتيال العاروري هو البداية كما أكد رئيس الموساد الإسرائيلي لافتة إلي أن إسرائيل تتفاخر بأنها قامت بإنجاز كبير باغتيال العاروري ووزعت الشرطة الإسرائيلية الحلوى على المستوطنين اليهود احتفالا باستهدافه “.
وأشارت ياسمين إلي أن ” الدخول في حرب إقليمية أمر غير مستبعد بسبب طول أمد الحرب في غزة و حرب التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و زيادة التوتر في البحر الأحمر”.
وبحسب الباحثة فإن “الحرب قد تنتهي تدريجيا دون الإعلان الرسمي عنها حيث تتحول استراتيجية الحرب من غزة لتعزيز القوات العسكرية في الشمال مع حدود لبنان”.
وتري أن “اغتيال العاروري منح نتنياهو شرعية جديدة ورفع شعبيته وظهر أنه حقق نجاح كبير و لكن في نفس الوقت فإن نتائج الحرب التي أسقطت عدد كبير من جنود الاحتلال من الصعب تجاوزها و هو في كل الأحوال لن يدوم منصبه و سيحاكم قريبا فور تركه للسلطة”.

أزمة حماس وحزب الله
بدوره يري الباحث والمحلل السياسي المصري محمد يسري أن “مقتل العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ليس دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب”.


وقال لوكالتنا ” لا يمكن اعتبار عملية مقتل العاروري دليلا على إمكانية توسيع دائرة الحرب في المنطقة، بقدر ما هي إثارة أزمة جديدة لكل من حماس وإيران وحزب الله في وقت واحد، فقد سبق العملية بأقل من ثلاثة أيام عملية أخرى باقتناص أحد أبز القيادات الإيرانية في مزرعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق وثبت أن هذا الشخص “راضي موسوي” كان همزة الوصل بين مكتب خامنئي في إيران وبين الفصائل التابعة للجمهورية الإسلامية في كل من العراق وسوريا ولبنان كالحشد الشعبي وفيلق القدس وحزب الله إذ كان مسؤولا عن إيصال الدعم اللوجيستي لتلك الكيانات والمتعاونين معها في تلك المنطقة الحساسة من الشرق الأوسط.”
وبحسب الباحث “تحاول إسرائيل لفت نظر المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية إلى أن هناك شيئا غامضا بين كل من حماس وأذراع إيران في المنطقة وهو الفخ الذي وقع فيه المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني بعد عملية استهداف راضي موسوي وزعمه أن عملية طوفان الأقصى كانت جزءا من الثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في قصف بطائرة مسيرة أمريكية لسيارته على طريق مطار بغداد الدولي رغم مرور ثلاث سنوات على الحادث وأن المنفذ لم يكن دولة الاحتلال”.
وتابع ” تأتي عملية اغتيال العاروري الذي يمثل وزير خارجية حماس لدى إيران وكان من المقرر أن يلتقي في اليوم التالي للعملية حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وهو ما يثبت أن الكيان يخترق تلك الشبكة التي تربط بين كل من حماس وإيران فمن أخبر الاحتلال بوجود العاروري في المبني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية في بيروت يماثل من أرشد عن مكان موسوي في ريف دمشق”.
ويعتقد الباحث أنه ” بالتالي فإن هناك رابطا بين العمليتين من حيث الهدف ومن حيث التوقيت رغم نفي حماس علاقة ايران بعملية طوفان الأقصى لكن إلحاح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمته الأخيرة على تأكيد ما قالته حركة حماس يشير إلى أن هناك علاقة ولو كانت من بعيد بهذه العملية.”
ولفت إلي أنه ” من المتوقع حدوث بعض العمليات النوعية البسيطة بين كل من الاحتلال وأذرع إيران التقليدية في المنطقة ردًأ على هاتين العمليتين وكذا الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر وليس حربًا واسعة النطاق، لعدم وجود مؤشرات قوية على ذلك”.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

هل تندلع حربا إقليمية..مستقبل الحرب في غزة ما بعد اغتيال العاروري

بقلم د.سامي عمار

قضية القضايا هي وبيت المقدس تاجها، أرضها ارتوت بدماء شهداءها في مشاهد بشعة من الدمار في غزة لتهز مشاعر دول العالم برمته حتى تلك البعيدة عن الشرق الأوسط مثل بيليز وبوليفيا اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل رغم امتناع دول عدة بالشرق الأوسط عن ذات الخطوة واكتفت بالتنديد والتصريحات.

مظاهرات حاشدة غاضبة تندد بقتل المدنيين في ميادين العالم ومواقف وقرارات أممية تعطي زخماً دولياً للقضية الفلسطينية وفرصة يمكن استثمارها لنصرتها، وخسارة لصورة إسرائيل التي استثمرت بها مليارات الدولارات لهندستها في وسائل الإعلام ودوائر صناعة القرار الغربي كدولة ضعيفة ومظلومة ومعتدى عليها من جيرانها الحالمين برميها في البحر على حد ادعائهم!

ويعتبر كل هذا الزخم الذي اكتسبته القضية أحد مكاسب تلك الحرب رغم فداحة الخسائر البشرية التي تجاوزت عشرين ألف شهيد ويشكل الأطفال نصفهم تقريباً وهو ما يشكل أضعاف أعداد الشهداء في مجازر الاحتلال سابقاً والتي كانت تتراوح بين 70 و400 شهيد كحد أقصى وإن كانت صبرا وشاتيلا استثنائية! بل ويتجاوز أعداد ضحايا كافة الحروب التي أشعلتها إسرائيل مجتمعه بما في ذلك حرب ١٩٤٨ التي ورطت العرب في مأزق جيوسياسي كارثي ومزمن يلقي بظلاله علي واقعهم حتي اليوم بوجود اختراع في صورة دولة اخترعتها القوى الدولية بينهم!

ووسط تصريحات الساسة الغاضبة، تمت إزاحة الستار عن البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي الذي ظل سرياً ومحل تساؤل وتشكيك فيما كانت تمتلك إسرائيل سلاحاً نووياً أم لا، فمع تصريح عميحاي الياهو وزير التراث لضرب غزة بالنووي واعتبار مقاتلي حماس والمدنيين لا اختلاف بينهم، بات امتلاك إسرائيل للنووي أخيراً أمراً مؤكداً.

ماذا يحدث إذا قامت دولة فلسطينية في سيناء؟

كما تم فضح مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية بالدفع بالغزيين نحو سيناء وتوطينهم فيها، تارةً عبر تعمد قصف المناطق الشمالية لغزة لدفعهم باتجاه الجنوب ثم مهاجمة الجنوب لدفعهم نحو سيناء، وتارةً أخرى عبر التلميح بوضع خطة لضح مليارات الدولارات لبناء بنية تحتية ووحدات سكنية وخدمية في سيناء لتأهيلها لبناء دولة فلسطينية فيها وهو الأمر الذي رفضته القاهرة حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على خطورة تصفية القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير، رغم التصريحات الإعلامية لساسة إسرائيليين بضرورة استغلال الوضع الاقتصادي في مصر وتقديم حزم إغرائية للقاهرة لقبول هذه الصفقة وإنهاء صداع غزة الذي أصاب قادتها ولم تتمكن من علاجه إلى اليوم.

هنا أتساءل، هل ستكتفي إسرائيل بتهجير الغزيين لسيناء، وإذا حدث سيناريو “بناء دولة فلسطينية في سيناء” أو تهجير كل الغزيين لها، لا أستبعد أن تتحول سيناء إلى قاعدة مدججة بالسلاح ومقاتلي المقاومة الفلسطينية بين حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم للانطلاق منها بهجماتهم على إسرائيل ومن ثم لن تتردد إسرائيل في الرد ومقاتلتهم والتذرع بهم للعدوان على سيناء واحتلالها من جديد، وستتخذ كل السبل الدبلوماسية وآلاتها الإعلامية في شرق وغرب العالم لتبرير عدوانها على سيناء مثل 67، طالما كانت مطمعاً لها، ولعل واقعة تحرش لسائح الأجنبي في دهب وما تلفظ به أن سيناء أرض إسرائيل فاضحة وكاشفة لنوايا الصهاينة وما يضمرونه تجاه سيناء وما قد يروجون له في أروقتهم ومحافلهم.

وسواء كانت مقولة “إسرائيل من النيل إلى الفرات” خرافة أو مخطط حقيقي ستظل تلك الدولة متمسكة بعقلية وعقيدة أمن ثابتة تتلخص في أن بقاء وقوة إسرائيل رهن فناء وضعف الدول المحيطة بها، فهي كالكبد المزروع في جسد يرفضه، وطالما وقفت دول عتيدة على حدودها سيظل وجودها في تهديد، فمنذ اندلاع الثورة السورية التي تلاها حرب أهلية ضارية، لم تكل الطائرات الإسرائيلية ولم تدخر وقتاً ولا جهداً في قصف المطارات السورية خاصة في دمشق وحلب بحجة وجود وكلاء وأذرع إيرانية بها، بل ويمثل توجيهها لضربة ناجحة في الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل صالح العاروري تطوراً استخباراتياً بالغ الأهمية واختراقاً محترفاً للموساد في لبنان وربما بالمنطقة برمتها، وسيعيد له جزء من سمعته أمام شعب إسرائيل خاصة بعد فشله في توقع طوفان الأقصى المفاجئ في ٧ أكتوبر، ولا أتوقع جر لبنان لحرب شاملة مع إسرائيل شبيهه بحرب ٢٠٠٦ نظراً للخسائر الفادحة التي تكبدها اقتصاد إسرائيل والضغوط العالمية لعدم اتساع رقعة القتال خارج غزة.

لذا ستظل عملياتها في العمق اللبناني محدودة ودقيقة ضد قيادات حماس هناك على غرار عملية العاروري، التي اعتبرتها ضربة لإيران أيضاً، والجدير بالذكر أن أغلب دوائر صناعة القرار في الغرب تنظر لحرب غزة أنها حرب بالوكالة مع إيران بسبب تصريحات الأخيرة المدعية أن طوفان الأقصى كان انتقام إيراني لاغتيال قاسم سليماني عام ٢٠٢٠ إلا أن حماس نفت ذلك حتي لا يتبدد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وأنا أؤمن بشدة بأن الربط بين إيران والقضية الفلسطينية يضعف الأخيرة ويفرغها من مضمونها وقد يجعلها حرباً إيرانية – غربية بالوكالة مثل تلك الدائرة باليمن وسوريا، وهو ما قد يبرر استماتة واشنطن في دعم إسرائيل خاصة مع دخول الحوثيين المدعومين إيرانياً علي خط المواجهة وضرب السفن ذات الصلة بإسرائيل بالبحر الأحمر علاوة علي هجمات المسيرات والصواريخ علي جنوب إسرائيل والتي سقط بعضها في سيناء دون إصابة إيلات، وهي الواقعة الأولى بالصراع العربي الإسرائيلي حيث ظلت اليمن خارجه دائماً دون مواجهة إسرائيلية مباشرة.

وأرى أن الدور اليمني أو بالأحرى الحوثي بحرب غزة يعكس مدى تطور المشروع والنفوذ الإيراني بالمنطقة الذي زاد ترابطاً وتنسيقاً واندماجاً فيما بين أطرافه وأذرعه وكأنه بات كيان واحد، بل ويرسم صورة مستقبلية للحروب القادمة التي لن تنحسر داخل رقعة جغرافية محددة، فإذا قامت حرب في غزة أو جنوب لبنان، ستتدحرج كرة النار بالمنطقة بدءاً من باب المندب حتي بيروت بلا شك كما هو المشهد الآن.

ولا يجب النظر للقضية الفلسطينية بعدسة ضيقة كصراع فلسطيني إسرائيلي، بل هناك صورة أكبر كلفت واشنطن وحلفائها أموالاً ووقتاً أكبر لضمان استدامة الاختراع “إسرائيل” في منطقة شديدة التعقيد والوعورة سياسياً وطائفياً.

حقاً هي اختراع استراتيجي قوى وعبقري ومجال استثمار مجدي لمليارات الدولارات الأمريكية كما وصفها جو بايدن في أكثر من مناسبة وهو وصف دقيق ردده الرئيس الأمريكي منذ بداية مسيرته السياسية مؤكداً شغفه بهذا الاختراع وتصريحه بأنه صهيوني، حيث قال أن والده قد أخبره بعدم ضرورة أن يكون الصهيوني يهودياً وإن لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعتها أمريكا، ذلك الأمر الذي يطرح تساؤل عن تاريخ والده الكاثوليكي وصلته بالصهيونية واحتفائه بها.

ووفق مقال نشرته جريدة تايمز أوف إسرائيل، فإن عائلة بايدن وتاريخه ممتلئين باليهود، مثل أبنائه الثلاثة المتزوجين من فتيات يهوديات وبالتالي جميع أحفاده يهود.

ويقوم هذا الاختراع بالوظيفة التي اختُرع من أجلها بكفاءة وفعالية وأحيانًا يتجاوز التوقعات كما حدث في ١٩٦٧، َولا يقل قيمةً عن اختراع بريطانيا لسياسة ‘فرق تسد’ في مستعمراتها، ذلك التكنيك الذي مكنها من السيطرة علي المستعمرات الشاسعة لعقود إن لم تكن قرون في بعض الأراضي. ففي إحدى تصريحاته، قال بادين إذا غادرت أمريكا منطقة الشرق الأوسط سيسيطر عليها كلاً من روسيا والصين المنافستان لها وبالتالي تراجعاً للهيمنة الأمريكية علي العالم الذي يمثل الشرق الأوسط قلبه الجيوسياسي الاستراتيجي.

 الخلافة الإسلامية

وفي إحدى تجلياته، وقف نتنياهو أمام خريطة للمنطقة العربية يتحدث عن الخلافة الإسلامية وحدودها الجغرافية، وقيمة تموضع وتمركز إسرائيل استراتيجياً بالمنتصف لتحول دون عودتها ومنع اتصال ووحدة وتكامل تلك الكتلة العربية الضخمة التي إذا اتحدت ستشكل متحدياً ونداً للقطب الأمريكي لا يقل قوة عن الاتحاد السوفيتي.

ذلك الأمر الذي يدفعني للتساؤل هل الخوف من عودة الخلافة أو بالأحرى دولة توحد العرب والمسلمين على غرار الخلافة في نسخة محدثة أمراً شائعاً بين ساسة الغرب! ودافعاً يضمرونه وراء سياساتهم الشرق الأوسطية المضعِفة للدول العربية والاسلاموفوبيا، إنه أمر يستحق البحث والتفكير حقاً!

ففي أوروبا، يتحجج اليمين المتطرف دائماً بخطورة أسلمة الدول الأوروبية إذا لم يتم كبح جماح هجرة المسلمين وانتشار الدعاة هناك، تضيق في هولندا وأخر في ألمانيا وثالث في سويسرا، رغم معاناة القارة العجوز من عوز شديد في القوة العاملة مع انخفاض معدل المواليد وتزايد مواطنيها لأمريكا الشمالية وتزايد المتقاعدين.

إسرائيل.. الاختراع العظيم الذي تجاوز حدود الأهداف التي تم ابتكاره من أجلها والذي تحول لقوة تحتل وتغزو وتثير الحروب الطاحنة وتعيد رسم حدود وخريطة المنطقة كما تشاء،

وتؤكد صحف عالمية كثيرة أنه لم يعد الكثير من ساسة وشعوب العالم ينظرون لإسرائيل بتعاطف كدولة تمت هندستها للم شمل اليهود المضطهدين والهاربين من هولوكوست النازي وتوطينهم في أرض تم نسج أساطير وحجج توراتية لملكية اليهود لها، حيث يرونها مجرد دهان خارجي لاختراع حديث الصنع في مصانع القرار الغربي، والتي طالما استثمرت في صورة المضطهَد المظلوم بل وجنت أرباحاً طائلةً من استعطاف ودعم دول العالم لها لعقود طويلة، ولعل أزمة غزة فاضحة وكاشفة!

وكيف تبدو المنطقة العربية غداً، هل هي على أعتاب صلح عربي إيراني واحتمال تقزم إسرائيلي، أم شرقاً أوسطياً جديداً يلوح بالأفق يكون فيه الاختراع “إسرائيل” في مركزه وعرب منقسمين على هامشه، لكني أراها أرضاً مليئة بالفرص للعرب إذا ما استُثمِرت!

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

القتل مستمر..أكثر من 21 ألفاً و500 شهيد ضحايا الإجرام الصهيوني فى غزة

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي إلى 21 ألفاً و507 شهداء، و55 ألفاً و915 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يأتي ذلك بينما حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أنه لا يمكن إدخال المساعدات إلى غزة دون وقف إطلاق النار، حيث قال منسق المنظمة في غزة، جاكوب بيرنز، الجمعة، إنّ قرار مجلس الأمن الدولي إدخال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة ليس حلاً طالما لم يتم إعلان وقف إطلاق النار.

بحسب بيان نشرته المنظمة على موقعها، الجمعة، أكد بيرنز أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الناس في غزة هي “إنهاء العنف والعقاب الجماعي للفلسطينيين”.

أضاف المسؤول بالمنظمة: “نريد أن نفعل المزيد من أجل مساعدة الناس في غزة، لكن القصف والقتال المستمر يحصرنا في منطقة أضيق مع مرور الوقت”.

وأشار إلى المنشورات التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي من الطائرات على مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي يأمر فيها السكان بإخلاء المباني القريبة من “مستشفى ناصر” رغم تلقيه تأكيدات من المسؤولين الإسرائيليين بعدم نيتهم استهداف المستشفى.

وذكر بيرنز أنه من المستحيل تقديم المساعدة الطبية للمحتاجين في ظل هذه الظروف، وشدد على ضرورة عدم استهداف المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مضيفاً أن الفلسطينيين في غزة اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان وأن معظمهم لا يجد هذا الأمان.

وأشار إلى أن عدد سكان مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ارتفع من 300 ألف نسمة قبل الحرب إلى 1.2 مليون على الأقل.

يُذكر أنه في 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري اعتمد مجلس الأمن قراراً يدعو لاتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين.

عدد المعتقلين يتجاوز 4800
في سياق آخر، ارتفعت حصيلة المعتقلين من الضفة الغربية في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 4840 فلسطينياً، عقب اعتقال 20 شخصاً فجر اليوم الجمعة، وفق بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية (رسمية)، ونادي الأسير الفلسطيني (خاص).

وقالت المؤسستان في البيان، إن السلطات الإسرائيلية “اعتقلت فجر الجمعة، 20 مواطناً، ما يرفع عدد المعتقلين في الضفة الغربية بما فيها القدس إلى نحو 4840 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وفق البيان توزعت الاعتقالات الجديدة بمحافظات طولكرم وطوباس (شمال)، ورام الله (وسط)، والخليل (جنوب) وأريحا (شرق)، ومدينة القدس الشرقية. ​​​​​

​​​​​​​وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حملة اعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين في بلدة دير أبو مشعل غربي رام الله، تم التحقيق معهم ميدانياً وأفرج عن غالبيتهم فيما بعد.

ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.

ورافقت حملة الاعتقالات والمداهمات “عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تحقيق ميداني وتخريب وتدمير واسع في منازل المواطنين وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل”، وفق البيان.

إصابة 15 جندياً إسرائيلياً بغزة خلال 24 ساعة
من جانب آخر، أصيب 15 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، بينهم 3 حالتهم “خطيرة” منذ أمس الخميس، ضمن العملية البرية المستمرة بقطاع غزة لأكثر من شهرين، حيث تشير معطيات جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، إلى ارتفاع أعداد الجرحى من الجنود والضباط منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 936 جريحاً.

وبمقارنة عدد المنشور اليوم مع عدد أمس الخميس، وهو 921، يتضح وجود 15 إصابة جديدة بين ضباط وجنود إسرائيل، بينهم 3 إصاباتهم “خطيرة​​​”، وفق الأناضول.

يذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “من بين إجمالي 936 جريحاً، يوجد 209 إصاباتهم خطيرة و345 متوسطة و382 طفيفة”.

وبحسب نفس المعطيات، ارتفع عدد الضباط والجنود الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 2180، وبالمقارنة مع إحصاءات الخميس والجمعة، بلغ إجمالي الجرحى 2159، بعدد 21 إصابة جديدة، دون أن يوضح الاحتلال موقع إصابات الجنود.

وأوضح جيش الاحتلال أن من بين المصابين “344 بحالة خطيرة و606 بحالة متوسطة و1230 طفيفة”، ووفقاً للمعطيات، قُتل 502 ضابط وجندي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 168 قتلوا منذ بداية العملية البرية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 21 ألفاً و507 شهداء، و55 ألفاً و915 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

نهاية نتنياهو..ماذا ينتظر رئيس حكومة الاحتلال بعد طوفان الأقصى ؟

تحليل/د.دانييلا القرعان

تعتبر الفترة التي شغلها نتنياهو في منصب رئيس الوزراء الأطول في تاريخ إسرائيل إذ بلغت 16 سنة بصورة إجمالية، ومستقبله السياسي هذه المرة مرهون بمدى تحمله المسؤولية تجاه هجوم حماس وإخفاق الجيش في تحقيق أهدافه في الهجوم على غزة.

وهذه المسؤولية لا يمكن تحديدها الا إذا خلصت لجنة تحقيق حكومية حيادية بذلك واعتبرته مسؤولاً عن هجوم «حماس»، لكن الغريب في الأمر أن تشكيل هذا النوع من لجان ملقى على عاتق الحكومة نفسها، مثلما حصل بعد حرب أكتوبر 1973 وبعد الاحتجاجات التي أعقبت الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

ورغم أن نتنياهو غير ملزم بذلك قانوناً، لكن حتماً سيصل ضغط الرأي العام إلى مستوى لن يكون متاحا به أي خيار أخر وإلا قد ينزل كل مواطني إسرائيل برمتهم إلى الشارع للمطالبة بذلك، بالتالي هذا أمر لا بد منه بعد الحرب مباشرة على أبعد تقدير.

تشير كل الدلائل الى أن نتنياهو كان يتجاهل تحذيرات العسكريين صاباً اهتمامه بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية على حساب الاهتمام بالكيبوتسات اليسارية بصورة عامة، وكان أسير مفهوم خاطئ يقول أن «حماس» لن تجرؤ أبداً على مهاجمة إسرائيل بمثل هذه الوحشية، الأمر الذي جعله غير قادر على اتخاذ أي قرار واضطر تحت ضغط المعارضة إلى استبدال الحكومة بحكومة طوارئ وحرب بعد مرور 5 أيام في حين كان يجب أن يتم ذلك في غضون 48 ساعة بعد المأساة.

بالرغم من متاعب نتنياهو مع القضاء الذي يحاكمه في 3 قضايا فساد، لكنه فاز في انتخابات نوفمبر 2022 واستلم السلطة مستنداً إلى تحالف مع أقصى أحزاب اليمين المتطرف، ومع ذلك هو يعرف في قرارة نفسه أنه قد ارتكب خطأ وسيضطر إلى دفع الثمن الذي قد يكون يشمل هذه المرة لسجن إضافة إلى فقدان مسيرته السياسية، أي أن نهايته محتومة لكن المسالة مسألة وقت فقط، لذا، نراه كي لا تتم محاسبته يماطل ويناور ويحاول تحقيق نصر حاسم في غزة يشفع له عن جمهور الناخبين.

ورغم موقعه القيادي لكنه واجه احتجاجات شرائح كثيرة من قاعدته الانتخابية التي دعمته سابقاً بوجه المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على مشروع الإصلاح القضائي الذي طرحته حكومته، أما اليوم فقد باتت معظم قاعدته الانتخابية تعتبره غير صالح للحكم ويرى معارضوه أن الانقسام الذي أثاره داخل المجتمع بمشروعه لإصلاح القضاء سينقلب ضدّه.

ضغوط دولية

بالنسبة للحرب على غزة، توسع الضغوط الدولية على إسرائيل من حلفائها جعلتها تفقد التأييد الدولي تدريجياً، خاصة بعد استمرار المظاهرات المعارضة لإسرائيل في عواصم أولئك الحلفاء، لقد استطاع نتنياهو أن يوهم حلفائه أنه يحتاج فقط أسابيع قليلة وسيقضى على «حماس» ويستعيد المخطوفين بل ويعيد التفكير في مستقبل غزة نفسها، لكن صمود المقاومة واستمرارها في قصف المدن الإسرائيلية وتورطه في حرب شوارع فوق رمال غزة جعلته يبدو أمام الحلفاء والعالم بمظهر العاجز عن تحقيق وعوده مما جلب لإسرائيل أزمة جديدة مع الحلفاء خاصة الولايات المتحدة حليفها الأكبر الذي قاوم المجتمع الدولي في مجلس الأمن أكثر من مرة متيحاً بذلك للجيش فرصة أخرى للقضاء على المقاومة، لكن الأمر طال وثبت أن الانتقال من مرحلة الى مرحلة ما هو إلا ذر في الرماد لإخفاء الخسائر المتتالية التي تكبدها هذا الجيش، الأمر الذي جعل الحلفاء يعتقدون أنه خدعهم بوعوده، إذ تبين أن وجود إسرائيل برمتها مبني على مساعدات الغرب لها ولا يعتمد على القدرات الإسرائيلية التي كانت تتباهي بها.

الأيام القادمة ستثبت بطلان نظرية نتنياهو على وقع ارتفاع أعداد قتلى الجيش في المعارك الطاحنة، فهو لن يستطيع أن يصمد طويلاً، خاصة وأن «حماس» لم يعد لديها شيئاً تخسره بعد تدمير البنية التحتية في القطاع، وما مسألة إعادة تنظيم ألوية النخبة وسحب فرق وزج فرق أخرى في المعركة إلا مسرحية يأمل منها نتتياهو أن ينجح في المفاوضات ووقف إطلاق النار تلافياً للمزيد من هدر القوة الإسرائيلية المنشغلة على خمس جبهات، أهالي المخطوفين، غزة، الضفة الغربية، جنوب لبنان، والملاحة في البحر الأحمر.

إسرائيل تطلب هدنة وحماس تشترط وقف العدوان

أكدت تقارير إسرائيلية رغبة تل أبيب في الدخول فى هدنة جديدة مع حركة حماس بوساطة أجنبية من أجل استعادة بقية أسراها.

ونقلت وسائل إعلام مساء اليوم الثلاثاء عن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، قوله إن إسرائيل مستعدة للدخول في هدنة أخرى بوساطة أجنبية في غزة من أجل استعادة المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، وتمكين وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبحسب بيان رسمي لمكتبه، قال هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه شرفياً إلى حد كبير، أمام حشد من السفراء: “إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى والمزيد من المساعدات الإنسانية من أجل تمكين إطلاق سراح الرهائن”.

كما زعم أن “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق (زعيم حماس يحيى) السنوار وقيادات حماس (الآخرين)”.

حماس تعلق على طلب إسرائيل

من جانبها، أعلنت حركة حماس رفضها أى مفاوضات دون وقف العدوان, وأكد باسم نعيم  القيادي الكبير في حركة حماس أن الحركة ترفض إجراء مفاوضات بشأن تبادل المحتجزين خلال الحرب الإسرائيلية، لكنها منفتحة على أي مبادرة لإنهائها.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكد القيادي الحمساوي في بيان له أنه “لا تفاوض حول الأسرى قبل وقف العدوان، ومنفتحون أمام أي مبادرة تخفف العبء عن شعبنا”.

كما اعتبر باسم نعيم أن “النظام الإسرائيلي الفاشي فشل في تحقيق كل أهدافه، ونحن لن نتخلى عن أرضنا”،  مشدداً على أن “الإدارة الأمريكية متواطئة في الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا”.

وكانت “حماس” قد أكدت، يوم الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول، في تصريحات لنائب رئيسها في قطاع غزة خليل الحية، أنه “لا حديث عن صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل قبل انسحاب الأخيرة من قطاع غزة، ووقف شامل لإطلاق النار”.

في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، قال الحية: “نريد وقف إطلاق نار شاملاً، وانسحاب كل قوات الاحتلال (الإسرائيلي) من غزة، ثم نتحدث عن ملف الأسرى، كما أننا نريد وحدة لشعبنا في غزة والضفة”.

لقاء ثلاثي في وارسو

تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد، من إعلان وسائل إعلام عبرية، عن اجتماع أمريكي إسرائيلي قطري في العاصمة البولندية وارسو، لبحث “الخطوط العريضة” لصفقة تبادل أسرى جديدة بين تل أبيب وحركة “حماس” الفلسطينية.

القناة “12” الإسرائيلية، قالت الإثنين، إن “رئيس الموساد ديفيد برنياع، يجتمع مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، في إحدى العواصم الأوروبية في هذا الوقت”.

كما أضافت: “تشير التقديرات إلى أن الثلاثة يناقشون الخطوط العريضة الجديدة التي من شأنها أن تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات، من أجل إطلاق سراح رهائن إضافيين”.

القناة الإسرائيلية أوضحت أنه “وبحسب تقارير، فقد تم تداول أفكار بين الوسطاء وحماس في الأيام الأخيرة”، دون ذكر تفاصيل أكثر بشأن فحوى تلك الأفكار، كما تقول إن هناك 129 أسيراً إسرائيلياً في غزة.

وتطالب “حماس” بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الأسرى الإسرائيليين في غزة.

طوفان الأقصي

يشار إلى أنه رداً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوم “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت “حماس” نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت 18 ألفاً و800 شهيد و51 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصائية نشرت الجمعة الماضي، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

Exit mobile version