بلغت الأوضاع في سوريا خلال شهر رمضان حداً صادماً مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للسكان.
وبحسب تقارير صحفية ظل أحمد يبيع الحلوى الرمضانية منذ سنوات. يخبز الخبز الحلو بنفسه، ويخلط الماء والطحين ودبس العنب.
لكن الأعمال التجارية آخذةٌ في التراجع، وأسعار المكوِّنات التي يستخدمها في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
رمضان في سوريا هذا العام هو الأصعب
قال أحمد لموقع Middle East Eye البريطاني: “في هذا الشهر الكريم، عادةً ما أعمل طوال الوقت، لكن العمل ليس كما كان في السنوات السابقة. لم يكن رمضان هكذا؛ عادةً ما يكون هناك بعض الرحمة فيما يتعلق بالأسعار.. لم يعد الحال كذلك”.
بعد شتاء من الكوابيس الاقتصادية، أصبح رمضان في سوريا هذا العام هو الأصعب منذ سنواتٍ على السوريين، الذين يواجهون الآن أزمةً ماليةً متصاعدة، وارتفاعاً في الأسعار، ونقصاً متفاقماً في الطاقة.
مع الارتفاع الهائل في تكاليف البقالة والسلع، يضطر الصائمون خلال الشهر الكريم إلى تقليص نفقاتهم، حيث تكسب أعداد كبيرة من العاملين بالكاد دخلاً كافياً لإعالة أسرهم.
لا لحوم في رمضان والفاصوليا تلتهم ربع الراتب
قال أحمد متنهِّداً: “المستهلكون حريصون في إنفاقهم، وعليهم وضع ميزانية لأن الرواتب منخفضة للغاية والنفقات مرتفعة. حتى إن بعض الناس قد توقفوا عن تناول اللحوم لأنها باهظة الثمن، لذا فإن رمضان هذا سيكون كفاحاً حقيقياً”.
وصل الكيلوجرام من الفاصوليا الخضراء إلى 23 ألف ليرة سورية في بعض المناطق- ما يقارب ربع الراتب الشهري من الدولة.
ويُتوقَّع أن يبلغ متوسط إنفاق الأسرة السورية 2 مليون و860 ألف ليرة (ما يقرب من 730 دولاراً)، أي حوالي 40 ضعف متوسط دخل الفرد في الشهر.
السكان يعتمدون على الحوالات القادمة من الخارج
تضرَّرَ الاقتصاد السوري بسبب عقدٍ من الحرب والعقوبات الغربية الشديدة. وصلت المصاعب الاقتصادية إلى هذه الحالة التي يعتمد فيها الكثيرون الآن في الغالب على نظام الحوالة وأفراد الأسرة الذين يعيشون في الخارج لإبقاء أسرهم واقفةً على قدميها.
أرقام صادمة
مع مرور الأيام القليلة الأولى من شهر رمضان، يواجه السوريون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد زيادةً غير مسبوقة في تكاليف المعيشة. تكشف تقديرات مركز الأبحاث الاقتصادي السوري “قاسيون” أنه بالنسبة للأسرة المتوسطة في مارس وأبريل 2022، تُقدَّر تكلفة المعيشة الشهرية بحوالي 2.860.381 ليرة، بزيادة قدرها 833.405 (أكثر من 200 دولار) منذ يناير/كانون الثاني.
وفي مواجهة زيادةً بنسبة 41% في تكاليف المعيشة على مدى ثلاثة أشهر، تكافح العائلات لإعداد وجبات الإفطار.
قال فادي، وهو صاحب متجر بالقرب من مدينة دمشق القديمة، لموقع Middle East Eye إن الوضع الاقتصادي كان صعباً بالنسبة له في ظل شتاء قاسٍ للغاية، لكن الأمر يزداد سوءاً.
وأضاف: “الأسعار في أعلى مستوياتها. في كلِّ عام تزداد الأمور سوءاً، لكن الأمر متفاقم الآن بالذات. قضيت معظم الأشهر الستة الماضية أعاني من أجل سداد فواتيري. ليس هناك رحمة للشخص العادي، فكلُّ شيءٍ باهظ الثمن”.
وقال: “أواجه صعوبةً أكبر في إطعام عائلتي كلَّ شهر. بالكاد لدينا أي عمل، والمال مثل الورق- تغادر المنزل ومعك 100 ألف ليرة وتعود بدون أيِّ شيء”.
حتى إن الزيادة الملحوظة في الأسعار وصلت إلى ضروريات رمضان في سوريا، مثل التمور، التي ارتفعت أسعارها بنحو 50% منذ العام الماضي. تصل التكلفة القصوى للكيلو من أفخم التمور إلى 40 ألف ليرة، أي ضعف السعر في عام 2021. وشهد سعر الدجاج والخضار ارتفاعاً كبيراً مع حلول شهر رمضان أيضاً.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي باليأس والازدراء بشأن الوضع.
وقال أحد السوريين في منشورٍ على فيسبوك: “لا أعرف ما إذا كان هناك منطق أو سبب يجعلنا نفهم ارتفاع الأسعار بهذا الجنون. اليوم على سبيل المثال إذا كنت ترغب في صنع سلطة، فإن شراءها من أحد المطاعم سيكلفك أقل”.
غرامة لمن ينفض السجاد في شرفة منزله
أدَّت الأزمة الاقتصادية أيضاً إلى اتِّخاذ إجراءات غير معتادة من جانب حكومة الأسد التي تعاني من ضائقة مالية، والتي تحاول بشكلٍ عاجل جمع أكبر قدر ممكن من الأموال. صدر قانون جديد عن محافظة دمشق يقضي بغرامة قدرها عشرة آلاف ليرة عقاباً على نفض السجاد في الشرفات المُطِلَّة على شرفاتٍ أخرى وإلقاء القمامة من النوافذ والشرفات.
وقطاعات الطاقة كانت تحت ضغط مستمر، مع تأخر وصول البنزين المدعوم أسبوعياً، الآن، يمكن للسائق الذي يستوفي معايير الدعم الحصول على 25 لتراً فقط من البنزين المدعوم من الدولة كلَّ 10 أيام، بدلاً من كلَّ أسبوع، كما كان الحال سابقاً. والبنزين في السوق السوداء هو ضعف التكلفة ويصعب الحصول عليه.
وزاد الوضع الاقتصادي من اعتماد الناس على الحوالات التي يرسلها المغتربون السوريون إلى عائلاتهم داخل سوريا. وقد زاد هذا بشكلٍ كبير خلال شهر رمضان. وقُدِّرَت القيمة الإجمالية للتحويلات الرسمية التي وصلت البلاد خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بحوالي 7 ملايين دولار في اليوم. ومع هذا الطلب المتزايد، من المُتوقَّع أن تتعامل شركات الصرافة الرسمية مع حوالي 420 مليون دولار مُرسَلة إلى سوريا هذا الشهر.
قالت مايا، التي تعمل في مجال المنسوجات، لموقع Middle East Eye: “لديّ أخ يعيش في ألمانيا، وهو يرسل لي المال كلَّ أسبوعين. اعتاد الإرسال كلَّ شهر، لكن هذا لا يكفي، لذا فهو يرسل الآن كلَّ أسبوعين. بدون ذلك، لا أستطيع العيش هنا”.
أعلن التحالف الدولي اليوم الخميس إصابة جنديين أميركيين في هجوم غير مباشر على “القرية الخضراء” قرب دير الزور، في إشارة إلى القاعدة العسكرية بحقل العمر النفطي في سوريا.
وقال التحالف عبر تويتر إن الهجوم قيد التحقيق حاليا.
وأضاف أنه تم علاج أحد المصابين بينما يخضع الآخر للتقييم بعد إصابته في الرأس.
واستهدفت الميليشيات الإيرانية بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس قاعدة حقل العمر النفطي أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في سوريا، والاستهداف هو الأول من نوعه منذ نحو 3 أشهر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد دوت انفجارات في منطقة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، شرق الفرات، ناجمة عن قذائف صاروخية مصدرها مناطق نفوذ الميليشيات التابعة لإيران على الضفة الأخرى للنهر.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القذائف بلغ عددها 5، انفجرت اثنتان منها بينما لم تنفجر البقية، عقب ذلك عمدت قوات التحالف الدولي إلى توجيه ضربات صاروخية لمواقع الميليشيات الإيرانية غرب الفرات.
وفي الخامس من يناير المنصرم، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن الانفجارات التي ضربت أماكن في منطقة شرق الفرات وغربها عند الساعة الخامسة والنصف فجراً بتوقيت دمشق، ناجمة عن قصف متبادل بين قوات التحالف والميليشيات الإيرانية.
وسقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها ميليشيات تابعة لإيران مستهدفة حقل العمر النفطي، والتي تقع بريف دير الزور الشرقي، وجرى إطلاق القذائف الصاروخية من بادية الميادين غرب الفرات.
ووفقاً للمصادر، فإن إحدى القذائف سقطت في مهبط للطيران المروحي في القاعدة، بينما سقطت قذيفتان بمواقع خالية ما أدى لأضرار مادية فقط، وعقب الاستهداف قامت قوات التحالف بإطلاق قذيفتين اثنتين على بادية الميادين.
كشفت وسائل إعلام تركية عن واقعة عنصرية جديدة ضد اللاجئين السوريين فى تركيا.
وبحسب موقع “medyascope” فقد تعرض الطفل السوري (م. سعيد) 11 عاماً لاعتداء عنصري جديد من قبل خمسة من زملائه الأتراك، وذلك عقب خروجه من مدرسته الواقعة في منطقة “كوجوك جكمجه” وسط مدينة إسطنبول، الأمر الذي تسبب برضوض شديدة في جميع أنحاء جسمه وكسر في أنفه تم نقله على إثرها للمستشفى القريب لتلقي العلاج.
وقال عم الطفل (عثمان سعيد) إن ابن أخيه أثناء خروجه أمس من مدرسة “مؤنس فايق أوزان سوي” الثانوية حوالي الساعة 12.30 ظهراً تعرض للضرب الشديد على يد خمسة من زملائه أرادوا أخذ لعبة من يده وعندما رفض قاموا بكسر أنفه.
وأكد “عثمان” أن الصبي الصغير (م. سعيد) تعرض للعنف والضرب والنبذ والعنصرية من قبل زملائه عدة مرات سابقاً، ولا سيما بعد قدومه مع عائلته إلى تركيا عام 2019، كما إن إدارة المدرسة والمعلمين لم يهتموا بما جرى بحجة أنه كان خارج أسوار المدرسة ولا علاقة لهم به، مضيفاً أن ابن أخيه يتعرض للمضايقة فقط لأنه سوري.
وبين عثمان أنهم قاموا بتسجيل محضر بالحادثة لدى قسم الشرطة في المنطقة وأبلغوا المدرسة التي طلبت تقريراً بما جرى، موضحاً أنهم سيقومون بتقديم شكوى لوزارة التربية الوطنية إذا لم تتخذ المدرسة إجراءات عقابية بحق من اعتدى على الطفل.
اعتداءات عنصرية
ونقل موقع “medyascope” عن الناشط الحقوقي “طه الغازي” الذي يعمل مع منظمة حقوق اللاجئين تأكيده مراراً أن الاعتداءات العنصرية في ازدياد، وهناك جو سلبي في المدارس، حيث يتعرض الطلاب السوريون لاعتداءات عنصرية بشكل متواصل في الأشهر الأخيرة.
وأضاف الغازي أن هذا الأمر يُعزى لأسباب جمّة منها، عدم الاعتراف من قبل إدارات المدارس و مؤسسات التربية التركية بأنّ هذه الاعتداءات تأتي ضمن إطار و سياق الاعتداءات ذات الطابع العنصري ( يتم الإعلان عنها غالباً كسلوكيات طلابية طبيعية ).
وتابع الناشط الحقوقي أن السبب يُعزى أيضاً إلى تأثر الطالب التركي بالأفكار المتداولة والمتناقلة في أسرته ومجتمعه ومدى تأثيرها في خلق مشاعر الكراهية والحقد ضد قرينه السوري، إضافة إلى عدم تحقيق برامج الدمج المجتمعي النجاح المطلوب، حيث إن المستهدف فقط هو اللاجئ السوري دون المجتمع ككل.
وبحسب الموقع فقد أعلنت وزارة التربية الوطنية التركية في تقرير لها قبل أيام إن 730 ألف طفل من أصل مليون و124 ألفاً في تركيا يذهبون إلى المدارس، في حين أن 35 في المئة منهم محرومون من التعليم ولا يذهبون إلى المدرسة.
فيما صرح الباحث التركي “كيهان نديم” أن استبعاد الأطفال من التعليم يؤثر على عملية التكيّف في البلاد، كما إن هناك محاولات إقصائية للسوريين (في إشارة للكثير من المواقف العنصرية والتنمّر الكبير الذي يتعرض له الطلاب السوريون)، وهذا يؤثر بشكل مباشر في كل من البيئة المدرسية والبيئات الأخرى.
كشفت تقارير سورية عن مقتل 4 أطفال أثناء عودتهم من المدرسة، الاثنين، بقصف لقوات النظام السوري، استهدف بلدة “معارة النعسان” بريف إدلب.
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في منشور على تويتر، الاثنين، مقتل الأطفال الأربعة أثناء عودتهم من المدرسة.
وأشار إلى أن فريق إنقاذ “انتشل جثامين الأطفال وسلمها لذويهم، ليتم دفنهم في البلدة”.
ووثق المرصد إصابة أشخاص آخرين بجروح نتيجة القصف، وبحسب مصادر محلية “فإن الطلاب (…) أعمارهم دون سن الـ 18”.
مقتل 4 أطفال، اليوم الاثنين 4 نيسان ثالث أيام شهر #رمضان، بقصف لقوات النظام وروسيا استهدفهم أثناء عودتهم من المدرسة في بلدة معارة النعسان شمال شرقي #إدلب، فرقنا انتشلت جثامين الأطفال وسلمتها لذويهم ليتم دفنهم في البلدة.#الخوذ_البيضاءpic.twitter.com/yX33dBG7Ho
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) April 4, 2022
وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس في البلدة ثلاث جثث موضوعة داخل أكياس بلاستيكية سوداء في شاحنة صغيرة، قبل أن يصار إلى دفنها في مقبرة واحدة بالبلدة، بينما تم دفن الفتى الرابع الذي قضى في وقت لاحق متأثرا بإصابته في مقبرة أخرى.
ولم تتضح وفق المرصد أسباب القصف على البلدة التي تعد خط جبهة مع قوات النظام، وتسيطر عليها فصائل مقاتلة بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا). كما تضم على أطرافها نقطة مراقبة للقوات التركية.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) April 4, 2022
وسبق لقوات النظام أن استهدفت بقصف صاروخي في 12 فبراير منزلا في البلدة، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين من عائلة واحدة، هم رجلان وطفلان وامرأتان، وفق المرصد.
وتتعرض مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أخرى في محافظة إدلب منذ يونيو لقصف متكرر من قوات النظام، ترد عليه الفصائل أحيانا باستهداف مواقع سيطرة القوات الحكومية في مناطق محاذية.
ويسري منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار في المنطقة أعقب هجوما واسعا شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامدا إلى حد كبير، رغم الخروق المتكررة.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان.
أظهر تقرير طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأميركي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة التي شهدت سقوط تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، وذلك تجنبا لدفع ما وصفته بالكلفة الاستراتيجية.
وبحسب التقرير الذي أعدّته مؤسسة “راند” البحثية، ففي نهاية هذه المعركة التي دامت قرابة خمسة أشهر واستهدفت تحرير هذه المدينة السورية الكبيرة من قبضة التنظيم المتطرف، “كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن” وقد صب السكان جام غضبهم على القوات التي حررت المدينة.
وأشار التقرير إلى أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 أكتوبر 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل بحسب إحصائيات التحالف ومنظمة العفو الدولية وموقع “ايروورز” المتخصص.
دمار الرقة
مستوى الدمار ونقص الدعم الأميركي دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم
وأضاف التقرير المكون من 130 صفحة أن معركة الرقة تسببت أيضا في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما “أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل” في المنطقة.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة راند، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين فبراير وأكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجدا وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.
كان بالإمكان أفضل مما كان
وبحسب “راند” فإن الجيش الأميركي الذي نفّذ 95% من الضربات الجوية وشنّ ما نسبته 100% من نيران المدفعية خلال معركة الرقة، لم يرتكب أيّ جرائم حرب خلال تلك المعركة لأنه حاول احترام القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب ولكنه كان “بإمكانه أن يفعل أفضل من ذلك”.
ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة لـ”القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية” والذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أميركيون في ذلك الوقت، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم إلى اتخاذ السكان دروعا في الأحياء الأكثر اكتظاظا.
و حسب “راند” فإنه بدلا من تركيز عملياته على الضربات الجوية لإنقاذ حياة جنوده توجب على الجيش الأميركي أيضا أن يكون مستعدا لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر،
وقال التقرير إنّه توجَّب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عمليّاته آخذا في الحسبان أنّ الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة استراتيجية.
وذكر أنّ “الرقة تعرّضت لأكبر أضرار هيكلية في الكيلومتر المربّع مقارنة بأي مدينة سورية”، مشيرا الى أن “مستوى الدمار البنيوي ونقص الدعم الأميركي لإعادة إعمار الرقة دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم”.
كشفت وسائل إعلام سورية، بأن قوات «الفرقة 25» التابعة لقوات الحكومة السورية، التي يقودها سهيل الحسن، وتُعرَف بـ«قوات النمر»، واصلت، تدريباتها في وسط سوريا وشمالها الغربي استعداداً إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسانأن (الفرقة 25) بجيش النظام، التي تتلقى الأوامر والتمويل من القوات الروسية، تواصل تدريبات عالية المستوى وسط سوريا وشمال غربيّها، بطلب القوات الروسية.
تدريبات النمر
وبحسب «المرصد السوري»، فإن «الفرقة 25»، بقيادة سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، تجري تدريبات عالية المستوى لليوم الثالث في مناطق إدلب وريف حمص الشرقي وحماة، حيث إن الفرقة التي تجري تدريبات تعتمد عليها القوات الروسية بشكل أساسي في حربها ضمن الأراضي السورية، وممن تجهز عناصرها وقادتها للقتال في أوكرانيا إلى جانب الروس في حال الطلب، في محاولة من قِبل الروس لإرسال رسائل إعلامية للمجتمع الدولي بأن فرقاً عسكرية تابعة لـجيش النظام تستكمل جاهزيتها بتلقي التدريبات للمشاركة في الحرب الروسية – الأوكرانية في حال تصاعدت حدة المعارك والمواجهات، بالتزامن مع عودة ممثلين عن القوى العسكرية السورية الموالية لروسيا من جولة استطلاع في روسيا.
وتضمنت التدريبات عملية إنزال جوي لعناصر الفرقة.
كما رصد المرصد انطلاق المروحيات التدريبية من مطار حميميم في محافظة اللاذقية غرب سوريا، وشارك في التدريبات نحو 700 عنصر سوري، وضباط من القوات الروسية.
وتأتي التدريبات بعد عودة ممثلين عن القوى العسكرية الموالية لروسيا من جولة استطلاع في روسيا.
وكان المرصد قد ذكر فى تقرير له يوم 26 مارس أنه لا تزال المشاركة إلى الجانب الروسي تقتصر على زيارة ممثلين عن الفرقة 25 ولواء القدس الفلسطيني (التابع للجبهة الشعبية – القيادة العامة، بزعامة الراحل أحمد جبريل) وكتائب البعث والفيلق الخامس (الذي أسسته موسكو في ريف درعا) إلى روسيا لاستطلاع الأوضاع هناك، بينما على الأرض لم يشارك أي سوري في القتال الدائر إلى الآن، والشيء ذاته ينطبق على المرتزقة من فصائل الجيش الوطني وغيرهم، الذين أبدوا استعدادهم ورغبتهم في قتال الروس، والوقوف إلى جانب أوكرانيا للحصول على المنفعة المالية».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لوزير الدفاع، سيرغي شويغو، خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن الروسي: «إذا رأيتم أن هناك أشخاصاً يرغبون طوعاً (بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا)، فعليكم إذن مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال».
وقال متحدث باسم «الكرملين» إنه بوسع السوريين الانضمام إلى القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا.
وقال شويغو إن 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا.
وبحسب جريدة الشرق الأوسط فإن وسطاء في دمشق ومناطق الحكومة بدأوا بالترويج لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وضمت قائمة «المرشحين الجدد» نحو 23 ألفاً من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة ضمن ميليشيات «جمعية البستان» التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، ثم جرى حلها في إطار حملة لتفكيك جميع الأذرع السياسية والاقتصادية والعسكرية في «إمبراطورية مخلوف»، ومن «قوات الدفاع الوطني» التي أسهمت إيران في تأسيسها من اللجان الشعبية بدءاً من عام 2012، ثم تراجع دورها مع التدخل العسكري الروسي نهاية 2015، وتراجع العمليات العسكرية في السنتين الماضيتين بين قوات الحكومة والمعارضة.
ونشط «أمراء الحرب» بدمشق وأخواتها الحكومية في توزيع مسودات عقود على شباب.
ويقول العقد: «سبعة آلاف دولار أميركي لكل شخص لمدة سبعة أشهر للعمل في (حماية المنشآت)» بأوكرانيا، والشرط الأول عدم الرجوع إلى سوريا خلال الأشهر السبعة. والشرط الثاني أن الحكومة السورية لا علاقة لها بهذه العقود.
ميليشيات الجولاني
وفى سياق متصل، ذكرت وكالة «سبوتنيك» قبل يومين، أن 87 من المسلحين الأجانب في تنظيمات «حراس الدين» و«أنصار التوحيد» و«هيئة تحرير الشام» الإرهابية غادرت ريف إدلب، شمال غربي سوريا، قاصدة أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة أن المسلحين الذين غادروا إلى أوكرانيا السبت، كانوا دفعتين، ومعظمهم عراقيون وشيشان وتوانسة وفرنسيون.
وكشفت المصادر للوكالة أن جميع أولئك المسلحين كانوا ينتمون إلى «داعش» قبل اندماجهم في تنظيماتهم الجديدة، وأنهم «على المستوى القتالي، يمتلكون خبرة عالية في حرب العصابات».
وتولت «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـتنظيم «جبهة النصرة» في إدلب، نقلهم، يومي الخميس والجمعة، إلى مدينة سرمدا (5 كلم شرق الحدود السورية – التركية)، ليدخلوا بعدها الأراضي التركية يوم السبت، باتجاه أوكرانيا.
وأكدت المصادر أن أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم «النصرة» في إدلب «عقد شخصياً، على مدار الأسبوع الماضي، سلسلة اجتماعات مع متزعمين في تنظيمات مسلحة عدة داخل أحد الجوامع وسط مدينة إدلب، حثهم خلالها على تشجيع الذهاب إلى أوكرانيا ضد القوات الروسية»، وأضافت أن «الجولاني تعهد شخصياً خلال تلك الاجتماعات، بتأمين احتياجات عوائل المسلحين بشكل كامل حتى عودتهم من أوكرانيا».
وركز الجولاني خلال لقاءاته على المسلحين الأجانب في المجموعات المسلحة الناشطة في إدلب، مشدداً على رفضه خروج المسلحين المحليين في الدفعات الحالية للقتال في أوكرانيا.
واصلت الميليشيات السورية الموالية لتركيا انتهاكاتها بحق شعوب شمال شرق سوريا.
وبحسب وسائل إعلام سورية، فقد شهد الأسبوع الرابع من شهر مارس الجاري، استمرار سيناريو الانتهاكات في مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، في شمال شرقي سوريا، من عمليات قصف إلى جرف منازل وسط حالة من الفلتان الأمني جراء تناحر الفصائل فيما بينها.
ونقلت وكالة نورث برس، عن مصادر قولها أن القوات التركية وفصائل المعارضة قصفت قريتي المعلق وصيدا بالإضافة لمحيط الطريق السريع M4 بريف بلدة عين عيسى شمال الرقة، مرتين خلال الأسبوع الأخير.
وأسفر القصف الذي استهدف تلك المنطقة بعشرات قذائف المدفعية بتاريخ الخامس والعشرين والثلاثين من مارس الجاري، عن أضرار مادية كبيرة بالممتلكات الخاصة والعامة.
في حين قصفت القوات التركية بوابل من القذائف عدة قرى بريف بلدة زركان (ابو راسين) شمالي الحسكة، في السابع والشعرين من هذا الشهر، أسفرت عن نزوح سكان من قراهم بعدما أدى القصف لأضرار مادية في ممتلكاتهم.
ومنذ وصول القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة له، إلى مشارف الطريق الدولي شمال الحسكة والرقة، بشمال شرقي سوريا، منذ أواخر عام 2019، تشهد المنطقة حالة عدم استقرار بسبب القصف المتواصل على خطوط التماس، والتي غالباً ما تسفر عن سقوط قتلى وجرحى من السكان.
تناحر وفلتان أمني
إلى ذلك، تستمر حالة الفلتان الأمني في منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض الخاضعتان لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة.
وكانت وسائل إعلام قد كشفت في الثامن عشر من الشهر، عن مقتل قياديين اثنين في فصائل مسلحة موالية لتركيا، عقب انفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهما بالقرب من قرية رنين بريف مدينة تل أبيض.
والقياديان هما ‘‘أبو علي الدرعاوي’’ من فصيل الجبهة الشامية ويتزعم منطقة سلوك، و ‘‘ياسين الحمد’’ من فيلق المجد، وفق المصدر.
فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، اندلاع اشتباكات قوية بين فصيلي الحمزات والفرقة 20 المواليان لتركيا، في حي الكنائس وسط مدينة سري كانيه.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن الاشتباكات التي لم تعرف أسبابها، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى دون التأكيد من العدد.
هذا وتكثر عمليات التناحر والتصفية بين عناصر فصائل المسلحة الموالية لتركيا في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا، جراء خلافاتهم على أماكن بسط النفوذ والاستحواذ على المسروقات.
جرف منازل وبساتين
وفي ظل الخلافات المتفاقمة بين الفصائل، ذكرت وسائل إعلامية محلية، عن قيام القوات التركية وفصائل المعارضة بتدمير منزل لمدني مهجر يدعى ‘‘عبدالرزاق العمر’’ من قرية تليل الضلع بريف تل أبيض.
وسبق أن تحدثت مصادر متقاطعة، الأسبوع الفائت، أن أحد فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، قام بجرف 12 منزلاً في قرية عين حصان جنوبي مدينة سري كانيه.
وقال مظلوم حمو كور، وهو أحد أصحاب المنازل التي تم جرفها في القرية، إن “فصيلاً مسلحاً قام بجرف 12 منزلاً في مزرعة أبو مظلوم، في قرية عين حصان، تعود ملكيتها له ولذويه في القرية”.
إلى ذلك قالت لجنة مهجري سري كانيه (رأس العين) عبر صفحتها الرسمية فيسبوك، إن “فرقة الحمزة التابعة لحركة ثائرون، جرفت المنازل، بإيعاز من الدولة التركية”.
وأشارت اللجنة إلى أن الهدف من جرف المنازل واقتلاع الأشجار، هو إنشاء مقرات عسكرية للجيش التركي والفصائل المسلحة.
نشر مركز إسرائيلي معلومات استخباراتية عن قيام الميلشييات الإيرانية وميلشيا حزب الله اللبناني بإنشاء معسكر تدريبي كبير للحرب السرية في ريف حمص وسط سوريا.
ووفقاً لمركز “ألما” الإسرائيلي فإن ميلشيا الحرس الثوري الإيرانية أقامت معسكراً تدريبياً في منطقة قرية زغروتية الواقعة في الصحراء، على بُعد نحو 35 كيلومتراً شرق مدينة حمص، وذلك بالتعاون مع حليفتها ميلشيا حزب الله، حيث يحتوي المعسكر على بنية تحتية كبيرة داخل الأرض تشمل العديد من الأنفاق والحفريات.
وأشار المركز إلى أن الميلشييات الإيرانية استولت على المنطقة الواقعة في بادية حمص مستغلّة غياب ونزوح سكانها عنها بسبب قصف قوات الأسد والحرب التي شنّها على المدنيين هناك، إضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي واجهها السكان في قرية زغروتية.
ولفت مركز “ألما” إلى أن المعسكر التدريبي المُقام يهدف إلى أن يصبح معسكراً تدريبياً كبيراً من أجل تدريب عناصر الميلشيات الإيرانية وميلشيا حزب الله وعناصر من ميلشيات النظام على القتال السرّي بقيادة الحرس الثوري الإيراني.
وتابع المركز الإسرائيلي أنه بالإضافة إلى عناصر حزب الله والميلشييات الشيعية العاملة في سوريا، فإن التقديرات تشير إلى وصول عناصر من ميلشيات الحوثي اليمنية وعناصر من الميلشييات الشيعية في العراق إلى المخيم للتدريب أيضاً.
يذكر أنه خلال الشهر الماضي ومطلع الشهر الحالي استقدمت الميلشييات الإيرانية الموجودة في الحسكة شحنات أسلحة ومعدّات عسكرية وذلك بهدف تعزيز وجودها العسكري والأمني في المنطقة، حيث أفاد أحد العاملين في مطار القامشلي أن ثلاث شحنات إيرانية وصلت المطار محمّلة بأسلحة وذخائر متنوّعة ومعدّات لوجستية وقرابة 50 طائرة درون صغيرة، خاصة بالتدريب على جمع الصور والمعلومات التجسسية.
نبهت قوات سوريا الديموقراطية، الأربعاء، إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول بعد ثلاثة أعوام من القضاء على “دولة الخلافة” التي أرساها، إعادة تنظيم صفوفه، محذرة من تداعيات “تقاعس” المجتمع الدولي عن تقديم الدعم اللازم لمنع ذلك.
ويُصادف الأربعاء ذكرى مرور ثلاثة أعوام على إعلان قوات سوريا الديموقراطية، ومكونها الرئيسي المقاتلون الأكراد، القضاء على التنظيم في سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن إثر معارك عنيفة في قرية الباغوز الحدودية مع العراق التي شكلت آخر معقل للجهاديين في البلاد.
رغم ذلك، لا تزال خلايا للتنظيم مختبئة في أماكن جبلية نائية، تنفذ هجمات بين الحين والآخر تستهدف نقاطا للقوات الكردية وحلفائها وأخرى لقوات النظام السوري. وتمكنت قبل شهرين من شن هجوم واسع على سجن يديره الأكراد في الحسكة (شمال شرق)، موقعة المئات من القتلى.
وشددت القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية في بيان أن “تقاعس المجتمع الدولي وإدارة بعض الدول ظهرها لهذا الملف وكذلك عدم وجود خطة دولية واضحة وشاملة وطويلة الأمد، يزيد التكاليف البشرية والمادية ويوفر فرصة مستمرة لـ+داعش+” من أجل “تقوية تنظيمه وابتزاز جزء من المجتمعات المحلية وتخويفها”.
واعتبرت أن التنظيم “يحاول إنعاش أحلامه مجددا ومحاولة السيطرة الجغرافية على بعض المناطق في سوريا والعراق”.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية رأس الحربة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وسجنت خلال المعارك الآلاف من مقاتلي التنظيم، بينما تحتجز في مخيمات نساء وأطفالا من عائلات المقاتلين الجهاديين. ومنذ إعلان القضاء على التنظيم، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم ومواطنيها المحتجزين في السجون.
ورغم النداءات المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع “كارثية” خصوصا في مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي يضم عائلات جهاديين، ترفض غالبية الدول استعادة مواطنيها.
كما لم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين القابعين في سجونها.
وقالت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) الأربعاء”سيستغرق الأمر ثلاثين عاما قبل أن يتمكن الأطفال العالقون في مخيمات غير آمنة في شمال شرق سوريا من العودة إلى ديارهم، في حال استمرت عمليات الترحيل على هذا المنوال”.
ونبهت قوات سوريا الديموقراطية في بيانها من خطورة ما وصفته بـ”المقاربات الضيقة لبعض الدول وعدم استعدادها لتحمل مسؤولياتها في مسألة تسلم رعاياها من عائلات داعش وكذلك معتقليها في سجون شمال وشرق سوريا، بالتوازي مع عدم تقديم المساعدة الضرورية لإنشاء محكمة دولية” لمحاكمتهم.
وتحدث محللون بعد الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران عن قدرة الفصيل على إعادة تنظيم صفوفه.
ومني التنظيم بضربة موجعة مع إعلان واشنطن في الثالث من فبراير مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي في عملية خاصة نفذتها القوات الأميركية في شمال غرب سوريا. وبعد شهر تقريبا، أعلن التنظيم مبايعة أبو الحسن الهاشمي القرشي زعيما له.
أثار رسمٌ كاريكاتيري أعاد نشره الفنان السوري، علي فرزات عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك” قبل يومين موجة غضب عارمة بين أوساط السوريين، حيث أظهر لقطة خلفية لجسد امرأة عارية، مع “إشارة مبطنة” لقيادية في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، بقوله: “الائتلاف ما في شي بيرفع راسكم غير مؤخرة ربى”.
وبحسب قناة الحرة الأمريكية، يعتبر فرزات من أبرز رسامي الكاريكاتير السوريين، ويعرف بمناهضته للنظام السوري، منذ مطلع أحداث الثورة السورية، وحادثة “تكسير أصابعه” الشهيرة، من قبل عناصر أفرع المخابرات.
وعلى الرغم من أنه لم يذكر اسم المرأة التي تضمنها منشوره بشكل مباشر أولا، إلا أن سياق التعليقات التي تفاعل من خلالها مع متابعيه أظهرت أنه يقصد “ربا حبوش”، والتي تشغل منصب نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري.
وسرعان ما أسفر ذلك عن حالة غضب وجدل عارمة بين سوريين، والذين أطلقوا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: “متضامن مع ربا حبوش”، واستنكروا طريقة “الانتقاد السياسي” التي اتبعها فرزات من خلال “جسد المرأة”.
متضامن مع الأستاذة ربا حبوش ضد سفاهات المدعو علي فرزات ، للأسف اذا كان هذا التافه فنان عالمي ويمثل النخبة السورية، فربما هذا يفسر لنا لماذا وصلت سوريا الى ماهي عليه والحقيقة الدائمة التي يجب ان نعترف بها دائما ، أن الشبيحة موجودين في طرفي الصراع وليس في طرف واحد @RubaHaboshpic.twitter.com/2N6hMjDdOD
— Dr.Mokhles Nazer مخلص الناظر (@Dr_MokhlesNazer) March 21, 2022
ورأى عدد من الباحثين والناشطين والعاملات في مجال حقوق المرأة أن الرسم “تحقيري” ويوجه “إساءة وإهانة” للمرأة ككل وجسدها من جهة، بينما يتجاوز الحدود الأخلاقية، على خلاف الغايات التي يريد الفن إيصالها.
لكن فرزات قال في المقابل خلال حديث له لموقع “الحرة”: “تحدثت عن حالة وممارسات لصوصية من قبل الائتلاف”، مضيفا: “لا يهمني أشخاص ولم أشر للمرأة المذكورة. أنا لم أكتب عنها. رسمت عن ممارسات، وعريّت الناس من الداخل وليس من الخارج”.
تنديد وغضب
ونشرت منظمة “اللوبي النسوي السوري” بيانا، الثلاثاء، نددت فيه “بالإساءة للنساء العاملات في الشأن العام، وللنساء عموما، سواء لفظيا أو من خلال الفن عبر استخدام أجسادهن للإساءة والإهانة”.
واعتبرت المنظمة أن ما أقدم عليه الفنان فرزات هو “شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي”، مضيفة: “أصبحت الإساءة للنساء تيمة يستخدمها بعض الأشخاص في الفضاء العام، وآخرهم فنان كاريكتور سوري، باتت تلك الإساءات سمة في كثير من أعماله، عبر استخدامه جسد المرأة كأداة للتحقير من خلال كلامه ورسومه”.
وتابعت المنظمة المهتمة بحقوق المرأة: “نعبّر عن تضامننا مع السيدة ربا حبوش التي تعرضت للإساءة والعنف القائم على النوع الاجتماعي من قبل هذا الفنان”.
وردت حبوش على منشور الفنان السوري بتعليق، بقولها: “شكرا أستاذ علي فرزات، هذا من حسن تحضرك واحترامك للمرأة”، ليرد الأخير: “أنا لم أقصدك أنت. لماذا هذا التهجم. أنا قمت فقط بذكر الإيجابيات، وهذا مدعاة إعجاب واهتمام لي وفضلته على كل ماتم إنجازه من الائتلاف بصدق ولايسيء لك ولا للمرأة.؟؟بل بالعكس”.
وكتبت الباحثة والأكاديمية السورية، ريم تركماني عبر “فيس بوك”: “مرة أخرى يتقيأ علي فرزات رسما يستخدم فيه جسد النساء كوسيلة للهجاء السياسي، وينحدر إلى قاعٍ جديد بتسمية السيدة المستهدفة”.
وأضافت تركماني الثلاثاء: “ما يقوم به هو أحد أشكال العنف ضد المرأة التي تستهدف إبعادها عن الفضاء العام وتحقير دورها، وهو ليس مجرد هجوم شخصي، بل يستهدف أيضا كل سيدة تشتغل في الشأن العام”.
ماذا يقول فرزات؟
خلال حديثه مع موقع “الحرة” أشار فرزات إلى أنه لا يتحمل أي مسؤولية، ورد على منتقديه بالقول: “أنا رسمت عن لونا الشبل وأسماء الأسد بنفس الرسوم والصور. لماذا لم يناصرونهن. هم يقيسون الأمور بـ 40 مكيال!”.
وأضاف فرزات في رده على حالة الغضب والجدل السائدة: “القصة لأني كشفت حيل الائتلاف. هم يفخخون المرأة ويضعونها في واجهة اللصوصية. تمنيت لو أنهم يأتون بامرأة من عوائل الشهداء ويضعونها في الائتلاف”.
“هناك خلط عام واستخفاف في عقول الناس وتغييب. هناك قطيع”، بحسب تعبير فرزات، وتابع: “الائتلاف يبيع دم الشهداء بالجملة والمفرق. باعوا سوريا مفروشة بشعبها. اليوم يأخذوا مهمات إلى جنيف وسوتشي. يضعوا المرأة عنصر في الواجهة، بحيث لا يمكن الانتقاد؟”.