44 عاما من المقاومة..كيف نجحت قوات الدفاع الشعبي فى إحباط مخططات إبادة الكرد؟

دجوار أحمد أغا
أساسيات وجود الحياة على كوكبنا، وبقاء الكائنات حية منذ ملايين السنين تكمن في ثلاثة أمور جوهرية لكل الكائنات الحية، وهي الغذاء والتكاثر والحماية. هذه الأمور يحتاجها كل كائن حي، وهي موجود في كينونته تكمل بعضها البعض، بدون أحداها لا يمكن أن تستمر الحياة كونها مترابطة ومتداخلة بشكل وثيق.
نأتي الأن إلى الانسان فهو حسب التطور الطبيعي للكائنات الحية يُعتبر الكائن الأكثر خبرة وتطوراً واستخداماً للعقل والفكر. حيث اخترع الكثير من الأشياء طور من خلالها أساليب العيش والحماية وغيرها من الأمور التي تساعده على تحسين نوعية غذائه والعيش بسلام. لكن بالمقابل ظهر نوع أخر اجرامي وذو تفكير اناني نرجسي يعمل من أجل عالمه الخاص، يبغض العام ويسعى للسيطرة عليه مستخدما العقل البشري في اختراع أسلحة دمار شامل ومؤامرات ودسائس بحق الشعوب والأمم بحيث يبقى هو سيد العالم متحكماً بكل مفاصل الحياة من خلال القوة المفرطة. برز هذا العقل الاجرامي مع ظهور النظام الذكوري والذهنية السلطوية المسيطرة على الشعوب بعد بناء نظام الدولة والتحكم برقاب ومقدرات الشعب من خلال ادواتها القمعية.
مقالنا مخصص للمقاومة الأسطورية التي تسطرها قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان في مواجهة الوحشية والهمجية التي تشنها “مدنية” الجمهورية التركية ضد شعبنا الكردي وحركة حرية كردستان. هذه المقاومة التي بدأت مع ولادة الخط الثوري الفكري الذي اعتبر كردستان مستعمرة دولية ولا بد من تحريرها من خلال مجموعة من الطلبة الثوريين الكرد والترك في بداية سبعينيات القرن الماضي في تركيا ومن ثم تحولت فيما بعد إلى حزب سياسي مكافح ومناضل من أجل هذه الفكرة وهذا الهدف، ألا وهو حزب العمال الكردستاني في 27 / 11 / 1978.
لم يتوقع النظام التركي أن تتطور هذه الحركة وتستطيع بناء الانسان الكردي الثوري المؤمن بعدالة قضيته والمستعد للتضحية بروحه وجسده في سبيلها بسهولة. خاصة مع زرع عملاء لها داخل الحركة. وعندما لم تستطع أن تُسيطر على الأمر، قامت بالضربة العسكرية في 12 أيلول 1980 بقيادة رئيس أركان جيشها حينها “كنعان ايفرين” والذي يُعد الانقلاب الأكثر دموية في التاريخ الحديث. حيث بدأت القوات الأمنية وقطعات الجيش والجندرمة باعتقال كل من تعاطف مع حركة حرية كردستان، لا بل وصل بهم الأمر إلى اعتقال كل من تجرأ ونطق بالكردية. لم تعد السجون تتسع للمزيد من السجناء والمعتقلين، فعمد النظام الى جعل المدارس معتقلات وتجاوزت أساليب التعذيب التي ارتكبتها قواته بحق المعتقلين والسجناء حدود العقل البشري وقدرة الانسان على الاحتمال.
في مواجهة ذلك أشعل القائد الثوري مظلوم دوغان (كاوا العصر) النار بنفسه لتتقد شعلة النوروز في ليلة 20 اذار 1982 ومن بعده قام رفاقه قادة الحركة محمد خيري دورموش وكمال بير وعلى جيجك وعاكف يلماز بمقاومة مختلفة من نوع آخر الا وهي “صيام الموت” أو الاضراب عن الطعام حتى الموت بإصرار وعزيمة لا تلين. كانت هذه المقاومة كافية لإبقاء الحركة على قيد الحياة بعد أن كانت على وشك الانتهاء من خلال عملاء الداخل التصفويون وعمليات التعذيب الوحشية بحق السجناء.
لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، استمرت الأنظمة المتعاقبة على تركيا في ممارسة كل أنواع العنف والترهيب والقتل بحق المناضلين السياسيين لشعبنا الكردي. فكان اغتيال وداد أيدن ومحمد سنجار وموسى عنتر وطاهر الجي وغيرهم من خيرة أبناء شعبنا على يد عصابات الدولة الفاشية وتسجيل الجريمة تحت بند “فاعل مجهول”. إلى ذلك استمرت هذه الأنظمة بممارسة سياساتها القمعية والتدميرية بحق كردستان فقامت بتجريد عشرات ومئات الحملات العسكرية العدوانية الضخمة ضد كردستان وتجاوزت الحدود المرسومة مع جنوب كردستان في أكثر من مرة وتحت حجة حماية أمنها القومي.
اللافت للنظر أنه كان البرلمان التركي دوما يصوت لصالح هذه الحملات معارضة ومولاة. أي أنهم متفقون على الحسم العسكري للقضية الكردية. لكن قوات الدفاع الشعبي التي لها ميراث وتاريخ نضالي يستند الى ارث مظلوم دوغان ومعصوم قورقماز (عكيد) الذي أطلق حملة 15 آب 1984 العسكرية في مواجهة الحرب المدمرة، وحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر. هذه القوات الثورية طورت اساليبها النضالية في مواجهة الأسلحة التي تستخدمها الأنظمة الفاشية حتى تلك المحرمة دولياً. أمام هذه الروح العالية للمقاومة والإرادة الحرة، انهزمت وانكسرت وتراجعت قوات الفاشية التركية في جميع حملاتها السابقة والتي كانت تسميها مسميات مختلفة (الفولاذ1995، المطرقة 1997، الشمس 2008، مخلب النسر ومخلب النمر 2021، والآن قفل المخلب منذ 14 نيسان 2022).
هذه الحملة الأخيرة التي بدأت في الرابع عشر من نيسان المنصرم لا تختلف عن سابقاتها بشيء سوى بكثافة القوات المشاركة وضراوة المعارك والاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية. وفي الجهة المقابلة نرى قوات الدفاع الشعبي قد جعلت من مناطق آفاشين ومتينا والزاب ورخلة وخاركوك وغيرها من المناطق الكردستانية مقبرة للغزاة وتوقع يوميا بين صفوفهم العشرات من القتلى والجرحى الذين لم تعد تسعهم المستشفيات، مما تضطر حكومة الحرب الى إخفاء عدد قتلاها وعدم الإعلان عنهم وخاصة أبناء الطبقة الكادحة الفقراء الذين تزج بهم في هذه الحرب المدمرة. إن قوات الدفاع الشعبي التي جعلت من هذه الجبال الموحشة والوديان السحيقة والكهوف المرعبة أماكن عشق للحياة الحرة واستطاعت ان تدجن الصقور والغزلان. لا يصعب عليها أن تبتكر وتخترع أساليب جديدة وتكتيكات حديثة لمواجهة آلة الحرب الجهنمية والتكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها القوات الغازية وهي تقوم بواجبها على أكمل وجه.
لكن نحن ماذا علينا أن نفعل؟ برأي الشخصي المتواضع أرى بأنه يجب على كل إنسان يعتبر نفسه انساناً ومؤمن بعدالة قضية شعبنا في العيش بحرية وكرامة فوق أرض وطنه، أن يرفع صوته عالياً ضد هذه الحملات العدوانية البشعة ويطالب بوقفها وسحب قوات الاحتلال منها. كما يجب عليها أن تدعم هذه المقاومة الباسلة التي تعدت حدود العقل البشري وأصبحت ضرباً من ضروب الخيال في تصديها وبسالتها للدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المقدسة التي رويت بدماء أبنائها وبناتها الشجعان.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2021/11/%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%aa%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87.html

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%ac%d8%a7%d9%87%d8%b2%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a3%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%b1%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b8%d9%84%d9%88%d9%85%d9%84.html

الفتنة العربية الكردية هدف رئيسي..قراءة متأنية فى مسار الأزمة السورية قبل الثورة وبعدها

قامشلو: دجوار أحمد أغا

ليس بخافي على أحد خطورة ما يجري في العالم منذ بداية القرن الحادي والعشرين والتي سوف ترسم ملامح الخريطة السياسية العالمية خلال القرن الحالي وربما لقرون قادمة. انطلاقا من الأحداث والتطورات الدراماتيكية التي حدثت وتحدث في العالم عامة والشرق الأوسط خاصة بعد اندلاع ما سُمي ب “ربيع الشعوب” أو الربيع العربي كون معظم الحراك السياسي الذي انطلق في هذه المرحلة بدأ من البلاد العربية بدءا من تونس مرور بكلا من مصر وليبيا ولبنان والاردن والجزائر والبحرين وصولا الى اليمن والعراق وسوريا.
لنلقي نظرة على ما جرى في مطقتنا خلال العقدين الماضيين من قرننا الحالي الواحد والعشرين. ربيع دمشق بدأ مع موت الرئيس السوري حافظ الاسد ومجيء ابنه بشار الذي درس طب العيون في بريطانيا وكان الناس متفائلين بحدوث بعض التغيير في عقلية النظام الأمنية وإعطاء فسحة من الأمل لظهور نوع من الديمقراطية.
وبالفعل تم افتتاح المنتديات الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية والتي أضحت دمشق تضج بها لفترة قصيرة من الزمن، عادت بعدها لسابق عهدها وربما أشد قسوة. كان هناك غليان داخل نفوس الشعب السوري فمنذ مجيْ نظام البعث للحكم في سوريا بانقلاب 8 آذار 1963 ومن ثم استلام حافظ الأسد الحكم بانقلاب 16 تشرين الثاني 1970 والتي سماها “الحركة التصحيحية” أصبحت الديمقراطية في مهب الريح والاشتراكية كلمة تُقال دون وجود فعلي على الأرض. فرغم وجود شعارات براقة كالأرض لمن يعمل بها، واليد المنتجة هي العليا في دولة البعث، إلا أن الواقع كان مختلفاً، فالبعث كان حزباً عروبياً عنصريا أول ما قام به هو تغير اسم الجمهورية السورية إلى الجمهورية العربية السورية إضافة إلى محاربة القضية الكردية واحداث تغيرات ديمغرافية في المنطقة، خاصة مسألة الحزام العربي وتوطين السكان العرب من مناطق الرقة والطبقة الذين غمرت مياه سد الفرات أراضيهم في مناطق الجزيرة وعلى طول الشريط الحدودي (خط العشرة) الذي يتميز بوفرة المياه والأراضي الزراعية الخصبة حيث تم الاستلاء على أراضي مئات القرى الكردية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين باكور وروجافا واعطائها للقادمين الغمر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تم طرد الكثير من المواطنين الكرد من قراهم بعد مصادرة أراضيهم الزراعية وتعريب أسماء القرى والبلدات والمدن الكردية.
لم تكتفي حكومة البعث بكل هذه الإجراءات التعسفية والكيدية بحق الكرد بل سعت إلى إحداث فتنة بين الكرد والعرب كشعوب يعيشون معاً في السراء والضراء. فكانت أحداث 12 آذار التي سرعان ما تحولت إلى انتفاضة كردية عارمة عزت عرش السلطة في دمشق والتي دفعت بقوتها إلى المنطقة بشكل مكثف والضغط على الكرد بشكل أكبر. الأمر الذي أدى إلى غليان في الشارع الكردي خاصة بعد خطف الشخصية الدينية والوطنية الشيخ معشوق الخزنوي وقتله ومن ثم دفن جثمانه في دير الزور لإعادة إحياء الفتنة وخلق بلبلة بين أبناء الجزيرة من كرد وعرب.
كما قاموا باغتيال الشخصية الوطنية مشعل تمو في تحد واضح للقوى والحركات السياسية الكردية التي سعت إلى تغير نهجها والدعوة الى اللحمة الوطنية ومقاومة الأساليب الأمنية والقمعية من جانب سلطة البعث الحاقدة.
ومع بروز بزوغ فجر جديد في سوريا من خلال المسيرات وحركة الاحتجاجات السلمية خاصة في الداخل مدن دمشق وحمص وحماه وجنوبا درعا والسويداء حيث امتدت إلى الشمال السوري وكذلك للجزيرة وخرجت جماهير حلب وإدلب وعفرين والرقة ودير الزور وقامشلو وعامودا والحسكة لتشارك في هذه المسيرات السلمية والداعية إلى العيش بحرية وكرامة.
لكن مع تحريف الثورة عن مسارها من خلال المداخلات الإقليمية وخاصة تركيا واستلام الجماعات الإسلامية المتطرفة لزمام الأمور وخروج قطار الحرية عن سكته، قام الكرد بثورتهم في التاسع عشر من تموز 2012 أي بعد مرور سنة وعدة أشهر على اندلاع الاحتجاجات في آذار 2011 حيث تم تشكيل وحدات حماية الشعب ومن ثم وحدات حماية المرأة وبعدها قوى الأمن الداخلي (الأسايش) للحفاظ على أمن وأمان المواطنين وظهرت نية العيش المشترك وأخوة الشعب لدى جميع الشعوب القاطنة في المنطقة وفق فلسفة الامة الديمقراطية حيث تم تأسيس وتشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في 21 كانون الثاني 2014 في الجزيرة وبعدها في كوباني وعفرين ومن ثم بعد تحرير مناطق (منبج، الطبقة، الرقة، دير الزور) تم تشكيل مجالس وإدارات مدنية فيها تُدار من قبل أبناء المنطقة، إلى جانب تشكيل مجالس عسكرية لحماية هذه المناطق وتكون منضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.
لكن هذا الأمر لم يرق للعدو التركي حيث قام بعده عمليات عسكرية بمشاركة مرتزقته ممن سماهم ب(الجيش الوطني) حيث لم يعد هناك شيء اسمه الجيش الحر بل أصبحت معظمها فصائل موالية لتركيا ومن خلال هذه العمليات احتلت تركيا مناطق (جرابلس، اعزاز، الباب، عفرين، سري كانية، تل أبيض) لكنها لم تكتفي بذلك فهي تسعى لاحتلال المزيد من الأراضي السورية والهدف الأوحد لها هو عدم السماح للكرد بالعيش بحرية وهي تتشارك هذا الهدف مع نظام البعث في دمشق.
لذا نرى أنها وعلى لسان رئيسها الطاغية أردوغان تهدد باحتلال مناطق (تل رفعت، منبج، كوباني، عين عيسى، تل تمر…..) أي بالمختصر هدم مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وتحطيم تطلعات شعوب المنطقة في العيش المشترك وإدارة نفسهم بنفسهم.

لكن ليس بالسهل على من تنفس هواء الحرية ومارسها أن يقبل بالخنوع والذّل والعبودية مرة أخرى. لذلك نرى جميع شعوب المنطقة متكاتفين معا ويقفون بشكل واضح وصريح ضد هذه التهديدات التركية وهم خلف قواتهم العسكرية يؤكدون مساندتهم لها بكل ما لديهم وسوف يقاومون حتى تحقيق الانتصار وتحرير المناطق المحتلة من جانب تركيا وإجبارها على الخروج من سوريا وقبول إرادة شعوب المنطقة في العيش بسلام.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/06/%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%a7%d9%87%d8%b2%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%b5%d8%af-%d8%a3%d9%89-%d8%b9.html

https://alshamsnews.com/2022/06/%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%ad%d9%82%d9%82-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%aa.html

العالم بين شيرين الفلسطينية وبارين الكردية

بقلم / محسن عوض الله

خلال الأيام الماضية، ضجت وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالجريمة البشعة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المراسلة التلفزيونية بشبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
غضب عارم عم مواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات شجب محلية ودولية وإدانة واسعة للجريمة التي ليست بجديدة على المحتل الصهيوني الذى لا يعترف بقانون أو حصانة ولا يراعي حرمة أو قداسة.
لم تكتف قوات الاحتلال بقتل شيرين أبو عاقلة وإسكات صوتها إلى الأبد بل عمدت لاقتحام جنازتها وإسقاط التابوت الذى يحمل جثمانها فى تصرف همجي متطرف ليس بغريب على الصهاينة.

جريمة مقتل شيرين أبو عاقلة أعادت إلى ذهني حادث مشابه إلى حد كبير، بل ربما أشد إجراما، ولكنه لم يحظى بهذا الكم من الاستنكار والتعاطف رغم أن الجاني فى الحالتين قوة محتلة مجرمة.
بارين كوباني أو أمينة عمر فتاة كردية فى العشرينات من عمرها تعرضت ربما لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ربما يقول قال وهل هناك أبشع من القتل! سنعود لتوضيح هذه النقطة بعد أن نتعرف على بارين الكردية.
بارين أو أمينة فتاة سورية كردية “مسلمة” وذكر دياناتها لو مغزي سنذكره أيضا.
بارين الكردية بنت مدينة عفرين أو أرض الزيتون كما يسميها الكرد تلك المدينة التى كانت آمنة مستقرة تنعم بالتعايش والتأخي بين جميع أبناءها وسكانها وغالبيتهم من الكرد وربما كان هذا أحد أسباب نكبتها.
استقرار عفرين وكونها أرضا للتأخي والتعايش بين جميع المكونات والأطياف السورية وانتماء غالبية سكانها للقومية الكردية لم يعجب قوات الاحتلال وهنا نتحدث عن الاحتلال التركي الذى تسيطر قواته بشكل عدواني استيطاني على قطاع كبير من الأرض السورية.
مطلع 2018 اقتحمت قوات الاحتلال التركي مدينة عفرين بقصد السيطرة عليها واحتلالها وإخضاعها لمناطق النفوذ التركي بشمال سوريا.
اعتمدت قوات الاحتلال التركي فى هجومها على عفرين على القصف الجوي والصاروخي مع هجمات برية على ثغور عفرين وحدودها نفذها ميليشيات سورية إرهابية موالية للمحتل التركي.
على أحد هذه الثغور، وقفت بارين تحمل سلاحها شأنها شأن كل أهالي المدينة دفاعا عن أرضهم ووطنهم أمام قوات الاحتلال والميليشيات الإرهابية الموالية له.
وبعد قرابة شهر من الحرب، وبالتحديد مطلع فبراير 2018، هاجمت مجموعة مسلحة من الميليشيات المدعومة من تركيا حدود المدينة من النقطة التي تحرسها بارين ورفاقها، لم يكن الأمر سهلا على الفتاة الكردية التى رفضت الاستسلام للمرتزقة والإرهابيين، أبت السماح للمحتلين بدخول المدينة، قاومت حتى أخر لحظة فى حياتها حتى ارتقت شهيدة على يد أنجاس الأرض من مرتزقة تركيا.

ومن مشهد مقتل بارين الكردية، نعود ثانية إلى شيرين الفلسطينية، فإذا كان إجرام الاحتلال الصهيوني قد توقف عند قتل شيرين فإن إجرام ميليشيات الاحتلال التركي لم ترحم بارين حتى بعد مقتلها.
مقتل بارين كان بداية لعمليات أقذر قامت بها الميليشيات الموالية للاحتلال التركي فى سوريا ولهذا قلت فى بداية المقال أن الفتاة الكردية تعرضت لأبشع مما تعرضت له الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وجدت شيرين أبو عاقلة من يحاول اسعافها بعد استهدافها من قبل قوات الاحتلال، وجدت من حمل جثمانها، ومن صرخ على الإسعاف، ومن بكي ومن هتف، ومن ومن ومن…
أما بارين وهى فتاة مسلمة فقد سقطت بين يدي أوباش الأرض من مرتزقة الاحتلال التركي ومعظمهم للأسف ينتمي زورا للإسلام، لم يكتف هؤلاء المجرمين بقتلها بل عمدوا إلي تعريتها والوقوف بأقدامهم على صدرها وقطع ثدييها والتمثيل بجثتها.
لم يكتف مرتزقة الاحتلال التركي بما فعلوه بل قاموا بتوثيق جريمتهم عبر فيديو نشروه بأنفسهم وهو يوجهون أقذر الألفاظ  للشهيدة بارين بعد أن مثلوا بجثتها وقطعوها.
ومن بارين نعود لـ شيرين التى شهدت جنازتها إرهابا جديدا، وهجمية غير غريبة على الاحتلال الإسرائيلي بعد أن عمدت قواته للهجوم على الجنازة ومحاولة إسقاط التابوت الذى يحمل الجثمان وهو أمر رغم بشاعته ربما أفضل بكثير مما تعرض له جثمان بارين.
يكفي شيرين حظاَ، أن كانت لها جنازة وجثمان حتى لو تم إسقاطه من قبل قوات الاحتلال، يكفي شيرين أن جنازتها شاهدها العالم أجمع عبر فضائية الجزيرة التى كانت تعمل بها، يكفي شيرين أن صلى عليه المسلمون صلاة الجنازة وهي المرأة المسيحية، يكفي شيرين أن صورتها رُفعت فى العديد من الميادين والساحات بالعديد من العواصم كرمز ودليل على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
أما بارين، فجنازتها كانت رمزية ضمن جنازات شهداء الهجوم التركي على عفرين، لم يكن لـ بارين جنازة ولم يكن لها جثمان، لأن أسرة بارين لم تتسلم جثمانها من قوات الاحتلال التركي بعد أن عمدت الميليشيات التابعة له لتقطيع الجثمان وربما حرقه كما تواترت الأنباء فى ذلك الوقت.


حظ بارين من حظ شعبها الكردي، فهي المسلمة التى يُكفرها بعض المسلمون، هى الموحدة التى يتهمونها بالإلحاد، هى الفتاة الجميلة التى يصفونها بالخنزيرة، هى الشهيدة الحرة التى يرفضون الترحم عليها أو الدعاء لها!
مقارنة بسيطة بين ما حدث مع بارين وشيرين ربما تكشف حجم النفاق الدولي بل والعربي والإسلامي، شيرين الفلسطينية أو الأمريكية إن “أردنا الدقة” هى الشهيدة صوت الحق وهى بالفعل كذلك، أما بارين فهي المقاتلة الإرهابية رغم أنها كانت تدافع عن وطنها وأرضها!
انتفض العالم غضبا لمقتل شيرين، وحق له ذلك، ولكن بارين رغم جرم ما حدث لها لم يلق خبر قتلها هذه الضجة الإعلامية والتفاعل والتعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية!
شيرين وبارين ضحايا إجرام وفُجر قوات احتلال، دنست الأرض، وهتكت العرض، وقتلت البشر والحجر، لن ألوم الاحتلال، ولكن ألوم الأعين الملونة التى تري شيرين ضحية وبارين مجرمة !!

https://alshamsnews.com/2022/01/4-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%aa-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad.html

ظاهرة الدولة القومية بين الاستبداد والتنوير 

الكاتب والباحث السياسي : أحمد شيخو


إن القوموية والدولة القومية التي أوجدتهما أمستردام هولندا ولندن بريطانيا بعد توطد وترسخ اليهود مع رأسمالهم هناك فيها في أوربا الغربية ، بغرض إزالة العوائق أمام قدرتهم على التسلط والهيمنة ونهب العالم ، انتشر بشكل كبير هذين المصطلحين بعد مدة وجيزة في العالم ومنها منطقتنا الشرق الأوسط والعالم وكأنهما الفكرة والوسيلة المنتظرة والسبيل لتحقيق حلم الحياة الحرة والعادلة والمرفهة. لكن في الحقيقة ، إن ما ترافق من أزمات حادة وقضايا اجتماعية وحالات الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي ، مع تمكين وتثبيت الاستعمار الخارجي وبأدواته الفكرية والإجرائية التنفيذية لنموذج الدولة القومية والفكر القوموي في المنطقة ، أظهر جزء من حقيقية وماهية ودور القوموية والدولة القومية المتواطىء والمتأمر على مجتمعات وشعوب المنطقة رغم الغطاء الأيدولوجي والميتافيزيقي و حتى الوضعي لهما.
ويمكننا القول إن القوموية و الدولة القومية ليسا سوى مجموعة من الكثير من العلاقات الظواهرية المتناقضة القمعية والجائرة الاستغلالية التي تعكسها . وليس لهما علاقة بخصوصية المنطقة وشعوبها ومجتمعاتها وتقاليدهم الديمقراطية وحياتهم المشترك وثقافتهم المتكاملة، وهما يمثلان سياق غير طبيعي و قسري خارجي مفروض على مجتمعات وشعوب المنطقة و وهو سياق مخادع ومضلل و متواطئ ومنحرف عن الطبيعة الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية للبشر.
وكما أنه ما من مصطلح ومفهوم له صلة مع الحياة الاجتماعية، وما من ظاهرة يمثلها تؤثر سلباً على المجتمع، بقدر هذين المصطلحين و مجموعة العلاقات والسلوكيات التي يعكسانها.

مع العلم ان التمكن من التأثير سلباً لا يعني في الوقت عينه القدرة على طمس الحقيقة وتحريفها. لكن القوموية والدولة القومية كظاهرتين ومصطلحين وضعيين، يمثلان القدرة على تحريف نسق الحقيقة الاجتماعية وتركيبها وإبقائه في الظلام الدامس إلى أقصى درجة.

أما تقديمها للمجتمعات والشعوب وتسليط الضوء على الدولة القومية و بدرجة كبيرة من الأمل و الجاذبية والبريق والظهور الملفت والتثقيف وكأنها الجنة المنتظرة والهدف الوحيد المراد بإلحاح والمفروض بذل الغالي والنفيس في سبيلها، فهو بسبب طاقة الاستيلاء وعلاقات الربح الأعظمي ورأس المال و إمكانية النفوذ و السلطوية والتحكم والهيمنة والاستغلال والقمع التي تخفيها بين طواياها والذي تنشده القوى المركزية في نظام الهيمنة العالمية وأدواتهم المحلية والإقليمية الذين يقدمون ويقدسون القوموية والدولة القومية لمأربهم بعيداً عن إرادة ومصالح مجتمعات وشعوب المنطقة.
إن القوموية هي المبرر الميتافيزيقي والحجة الدينية الوحيدة لحداثة النظام العالمي المهيمن الذي لليهود برأسمالهم المادي والفكري الذي لا يقبل سوى كسب المزيد دور مؤثر فيه.

ولكن إلهه الذي تخدمه وتمتثل لأوامره هو الدولة القومية. والقول أن القوموية هي دين الأديان، و الدولة القومية هي إله الآلهة هو قول وشرح موفق. فالدولة القومية والقوموية تتسمان بالطابع الميتافيزيقي الأكثر غلاظة وقشرية وتفاهة، رغم كل مظاهرهما الوضعية وإدعائهما بالعلمية. وهما المصطلحان المساهمان في تحقيق الربح الرأسمالي ورأس المال والنهب وتحقيق الهيمنة الاقتصادية والسياسية للقوى المركزية في النظام العالمي.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7.html

و ينبغي الفهم بأنه تم إحلال الدولة القومية والقوموية محل الإله وعلم الإلهيات، كترجمة وانعكاس لكافة الميادين الدينية وترتيباتها ذات الأنظمة الهرمية والأصول الدولتية السلطوية والمركزية الشديدة على حداثة النظام العالمي الرأسمالية .
نعتقد أن إحدى ركائز علم الاجتماع المهمة هي تاريخية المجتمع. فالدولة القومية، وبدلاً من التاريخ الاجتماعي، تعرض الصياغة الملفقة والخيالية لنخبة السلطوية الدولتية البورجوازية على أنها التاريخ. إنها بذلك غير منتبهة حتى لخروجها عن الحقيقة أكثر من التاريخ الميثولوجي والديني الذي انتقدته كثيراً. فكلما صار علم الاجتماع الحديث والأوروبي أيديولوجية رسمية، فإنه يتحول إلى التعبير الميثولوجي الأكثر رجعية وتخلفاً. إنه ميتافيزيقي رغم كل مزاعمه بأنه علمي.

كما أن الدولة القومية والقوموية الراهنتين في المنطقة والعالم والمجهزتين بالأجهزة و بوسائل التحكم و الأمن اللازمة قد أسرتا مختلف العلوم ومنها علم الاجتماع ومازالوا تسخرانه كما تشاءان، بقدر ما هو عليه رأس المال الذي يركز ويكثف من استغلاله. و ما من علم أو أيديولوجية أو فن أو نشاط إلا وأخضعته الدولة القومية لأمرها واستخدمته لأغراضها بعيداً عن مصالح وأولويات المجتمعات والشعوب ومستقبلهم.

وكما أن إضعاف الوعي و القضاء على الفلسفة بوصفها طريق وعلم الحقيقة في إطار تحكم الهيمنة العالمية والدول القوموية بالوعي والحرك التفكري، وفقدانها أهميتها، مهد السبيل أمام الإبادات المادية والمعنوية التي تعرض ويتعرض لها المجتمعات والشعوب في الشرق الأوسط والعالم، وكل مجتمع بلا وعي وفلسفة لحقيقته ولحقيقة الكون والتفاعلات فيها، مجتمع فقد ارتباطه مع الحقيقة.
وهذا يعني تحول المجتمع إلى مجموعة من الموضوعات الشيئانية لا غير أي إلى حالة أداتية ليس لها ذات فاعلة. و المجتمع الشيئاني، يعني أدوات وحشداً وقطيعاً ضاعت جميع مهاراته في الدفاع والحياة الحرة، ومنفتحا أمام شتى أشكال النهب و الاستغلال والاستعمار والاحتلال.
ولايمكننا التفكير بكارثة شديدة و مفجعة بقدر ما هو خسران المجتمعات والشعوب لدفاعهم الذاتي وفهم لذاتهم. والدولة القومية تشكل مؤثر وفاعل كبير في القضية الاجتماعية، بإبعادها المجتمع والشعوب عن العلم والفن والحقيقة وترويضها لهم بالتزييف وبالعلم والفن الخالي من الحقائق المجتمعية ، وبتركهم أياهم بلا دفاع ذاتي وبلا وعي حقيقي للسائد والتاريخ.
وعلينا الإشارة إلى إحدى أهم الخصائص الأساسية الأخرى للدولة القومية وهي أحاديتها واقصائيتها و انغلاق بنيتها قدر الإمكان إزاء البنى والتركيبات والكيانات التعددية والسياسية المختلفة أو الاتحادات المجتمعية الديمقراطية والعلاقات الاستراتيجية والتحالفات اللازمة لمواجهة التحديات وتحقيق التكامل بين الشعوب والمجتمعات. فالكيانات والتركيبات والاتحادات المجتمعية التعددية والسياسية المتنوعة والديمقراطية، تشكل عائق و حجر عثرة على درب الاستغلال و الاحتكار الذي تمارسها ضمن الدولة القومية وضمن حدودها المصطنعة القائمة. فإذ ما اكتسب المجتمع الديمقراطي وجوده بماهيات وبكيانات واتحادات مغايرة بحكم طبيعته، وبالأخص بالكينونات السياسية المجتمعية الديمقراطية، فإن مساحة الاحتكاريين والسلطويين الدولتيين والانتهازيين سوف تضيق على نحو كبير و خطير على استغلالاتهم.

https://alshamsnews.com/2022/04/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b3%d8%b1.html

ومن هنا، أضيفت واستخدمت القدسية والإلهية وتم إيجاد مفاهيم ومصطلحات جعلت من المستحيل اقتسام الهيمنة أو التشارك في السلطة والقرار، كوحدة الوطن، والبنية المركزية الشديدة و والهالة القدسية وغيرها لهذا الغرض. الهدف هنا هو عدم اقتسام وتشارك قيم البلد والوطن مع المجتمعات والشعوب والتفرد بالسلطة والاستبداد. وتؤدي هذه الذريعة دوراً رئيسياً حتى في إبادة الثقافة المعنوية أيضاً إلى جانب عدد كبير من حالات الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي تحت هذه المصطلحات والتسميات المبالغة فيها لقصد وهدف غير نبيل.

فعلى الرغم من كون التعددية السياسية الديمقراطية النظام الأنسب للحرية وللمساواة المتأسسة على الاختلاف والتعددية والتنوع واحترام الخصوصية، إلا أن كل نشاط أو جهد أو عمل في هذا المنحى يعكس على أنه ممارسة خطيرة وحتى إرهابية وخروج على القانون لأنه يهدد وحدة الوطن ونظامه حسبهم وبالتالي وجب قتلهم ومنع هذا التفاعل بين تكوينات المجتمع.

من الواضح أن مواطنة الدولة القوموية التي يتشدق بها السياسيين والمثقفين الانتهازيين والسلطويين الدولتيين، تعبر عن الانتقال من العبودية الخاصة إلى عبودية الدولة. ذلك أنه لا يمكن للرأسمالية العالمية تحقيق الربح كهدف أسمى لها دون هذا النمط من العبيد والحثالات العصريين والموظفين . فعلى الرغم من كل تجاربها في التقديس، إلا أن الحقيقة الكامنة في مضمون المواطنة، هي بناء عبودية عصرية منتجة للربح. والمجتمع الوطني النمطي و المتجانس هو ثمرة من ثمار مشروع الهندسة الاجتماعية ، التي لا يمكن تخيل تحقيقها حتى ضمن أي نظام فرعوني أو نمرودي أو فاشي وطاغي في التاريخ. إنه شكل التجمع الأكثر زيفاً وكذباً. فحتى أمم الأنبياء لم تصبح يوماً نوعاً واحداً بهذه الدرجة. والهندسة الاجتماعية بذاتها لا تعبر سوى عن الألوهية الأكثر غدراً وجبروتاً ونفاقاً.

ومن المهم التطرق إلى مقاربة الدولة القومية والقوموية للمرأة واستغلالها، فعبودية المرأة هي الحقل الاجتماعي الأعمق والذي لم يتم كشف الستار عنه و الذي طبقت عليه شتى أشكال العبودية والقمع والاستغلال. إنها الموضوع الشيئاني الاجتماعي الذي جربت عليه جميع أشكال السلطة والدولة ورأته مصدرا لها أنه تم جعلت المرأة غير ممتلكة لذاتها وقرارها.
والنظام الرأسمالي العالمي والدولة القومية اللتان تتحركان بوعي وإدراك كبير لخصائص عبودية المرأة هذه، إنما تتوخيان العناية الفائقة في استخدام المرأة كأرقى أداة لرأس المال والسلطة وتحقيق النفوذ والتسلسل إلى المجتمعات والدول. لذا، ينبغي العلم أنه من دون عبودية المرأة، لا فرصة لأي شكل عبودي في التطور والحياة. وتعبر الرأسمالية والدولة القومية عن حاكمية الرجل الأكثر تمأسساً على الإطلاق، فالرأسمالية والدولة القومية هما احتكارية الرجل الطاغي والمستغل والمهيمن.

نستطيع الإشارة أيضاً، إلى أن الدولة القومية هي الممثل الأكثر تواطؤاً وعمالة وتبعية للقوة المركزية العالمية من خلال الهوية القومية التي تفعلها وتقدسها بشكل مبالغ جداً فيها. إنها المتواطئة الأكثر وفاء مع النظام الرأسمالي العالمي تحت غطاء القومية والوجود القومي والضخ العنصري، وما من مؤسسة تابعة وخادمة للقوة المركزية في نظام الهيمنة العالمية في كل مراحل التاريخ، بقدر ما هي عليه الدولة القومية.
وكما أن نزعتها الاستعمارية وعدائها على الصعيد الداخلي تنبع من خاصيتها هذه. فبقدر ما تدعي دولة قومية ما تمسكها بالنزعة القومية الضيقة، فستكون مجبرة و خادمة لقوة الهيمنة للنظام العالمي بالمثل.
أما الدولة القومية التي أعدتها القوة المهيمنة بعناية فائقة، وحددت ملامحها، وصيرتها نظاماً طيلة أربعة قرون؛ فاعتبارها بأنها الدولة الأكثر وطنية وإنها دولة المواطنة المطلوبة، إنما يعبر عن التضليل و الجهل المطبق والفاقع بالحروب والصراعات الكبيرة لقوة الهيمنة للنظام الرأسمالي العالمي.

و من المستحيل الإبقاء على دولة قومية واحدة صامدة لفترة قصيرة، في حال عدم اعتراف القوى المركزية لنظام الهيمنة بها في الخارج أو ما يسميه البعض من باحثي مراكز البحث والدراسات والجامعات التابعة للهيمنة العالمية بالمجتمع الدولي .

وسبب ذلك يكمن في منطق النظام الرأسمالي العالمي. إذ لا يمكن لوجود أية دولة قومية أن يدوم دون رضى القوى المحورية في نظام الهيمنة العالمي وقبولهم بها . فجميع الدول القومية هي فصول وأبواب مكتوبة في كتاب المهيمن العالمي. ومن يخرج أو يشذ عن القاعدة يتعرض لعاقبة صدام أو حسني مبارك أو زين الدين عابدين أو عمران خان، أو يطاح به بعد تعريضه للإفلاس بالحصار والعقوبات الاقتصادية والفوضى الخلاقة.
هذا ويفترض سلفاً أن كل دولة قومية تعلم علم اليقين أنه يستحيل تكريس وجودها دون إذن من القوة المركزية العالمية، سواء سمح لها بذلك أثناء تشييدها أم بعده. وكما أن روسيا والصين ليستا خارج إطار هذه القاعدة وهم أعضاء في نظام القطب الواحد والحروب بينهم تفيد بصرعات داخل النظام الواحد ولا غير رغم إدعاء الكثيرين ورغبتهم بنظام تعدد قطبي وأكثر عدالة والحرب الأوكرانية نموذج لصراعات القوى داخل نفس النظام العالمي.
إن الدولة القومية ليست كباقي أشكال السلطة والحكم والهيمنة. إنها شكل الدولة الذي تطور مقتفياً أثر الفاشية والسلطوية الحادة. فالهيمنة التي أسستها الاحتكارية الرأسمالية على الاقتصاد غير ممكنة، إلا بتوسيع سلطة الدولة لنفسها وتنظيمها لذاتها على مستوى المجتمع والتغلغل فيه.
وتعبر الفاشية عن المرحلة التي يبلغها شكل الدولة عند دخولها حالة حرب تجاه الشرائح والفئات الاجتماعية المسحوقة والمستغلة والكادحة في الداخل، وتجاه القوى المنافسة لها في الخارج. والفرق بينهما شبيه بالفرق بين مرحلتي الحرب والسلم. وفي كلتيهما يصفى أمر الكيانات والبنى السياسية المتباينة، ويتم تنميط السلطة في هذه الحالة كما المجتمع. أي أنه تتم إطالة عمر تبعية المجتمع المنمط المتجانس على شكل سلطة متجانسة يتحد معها.
وعليه، فحياة كل التراكم على مدار التاريخ الاجتماعي من ثقافات وأثنيات ولغات وكيانات سياسية وأفكار وعقائد مختلفة وعلاقات، تصبح مهددة بالخطر في سياق الدولة القومية. فكلما تطورت رغبة هذه الكيانات والبنى في الحياة والوجود بمقاوماتها وتبايناتها الفكرية والعقائدية وخصوصياتها، كلما ظهر الوجه الفاشي للدولة القومية.
ذلك أن كل دولة أو حركة أو حزب يتصدى بهذا النمط إزاء التنوع والاختلاف المجتمعي، لا مفر من تحوله إلى فاشي، حتى لو عكس ذاته كاشتراكي. والدولة القومية إما أنها تنشأ على يد هكذا حركات وأحزاب، أو أنها بذاتها تنشئ أحزاباً وحركات كهذه.
كما أن الليبرالية البورجوازية تتخبط في مقاربات الخداع المحض، مهما تبنت مفهوم الدولة الليبرالية تحت شعارات مناهضة الفاشية والشيوعية. حيث أن الليبرالية بالذات هي تجسيد صارغ ومعبر بحرفية عن الدولة القومية.
والدولة القومية هي شكل الدولة الأمثل بالنسبة لليبرالية، سواء في نشوئها أم نضوجها فهي التي تقمع المجتمع وتقيد حريته وتجعل الأنانية والفردية هي السائدة لإضعاف وتهديم أي قوى وصيغ طبيعية للحياة الحرة والديمقراطية. فلا شك أن الحرية الفردية من دون الهوية المجتمعية وحريتها غير ممكنة وبذلك تفتح الطريق لتحكم الفاشية وتقويتها.
والدولة الفاشية تعبر عن الوحدة القسرية و القصوى بين المجتمع النمطي المتجانس والدولة. وشعارها الأساسي يتلخص بالأحادية الإنكارية والإقصائية مثل: لغة واحدة، وطن واحد، ثقافة واحدة، علم واحد، وأمة واحدة. ودين واحد ومذهب واحد، ومن الواضح أن هذه البنية والماهية تنتج المشاكل بنسبة كبيرة وليس الحل بالنسبة لواقع يبسط تعقيداً شائكاً وتنوعاً وتعدداً وفيراً كالطبيعة الاجتماعية. إنها المرحلة المسماة بالتسرطن الاجتماعي المتأزم.
وهكذا نجد أنه من عظيم الأهمية تقييم الدولة القومية والقوموية بصفتهما مصدر المشاكل الاجتماعية، وهذا هو الحكم التاريخي للحقيقة الاجتماعية والرؤية الصحيحة، مهما عرضتا نفسيهما على أنهما مركز الجذب وقوة الحل وإطار الديمقراطية والحرية لكافة القضايا الاجتماعية. فأهم وظيفة للعلوم وعلى رأسهم لعلم الاجتماع على صعيد التغيير والبناء الصحيح، تتجسد في إنهاء و تصفية قوة التحريف والتعمية والتزييف والكذب المسلطة على الحقيقة الاجتماعية. كما أن بناء العلاقات الصحيحة والمتينة والاستراتيجية بين المجتمعات والشعوب ودول المنطقة لابد أن تتجاوز هذه المفاهيم وتفهمها بالشكل المناسب والكافي. لذا، فالتنور الحقيقي والنهضة الفكرية المطلوبة في الشرق الأوسط والمنطقة يمر من تحليل وتجاوز ظاهرتي حداثة النظام العالمي المهيمن الوضعيتين القوموية والدولة القومية تلك، بعد إدراكاتهما بالشكل الكافي و كذلك العمل لبناء إرادة جمعية حرة للمنطقة وذهنية تشاركية ديمقراطية وبنى وتركيبات مجتمعية لتشكيل سياقات مجتمعية ديمقراطية وحرة بديلة عن الدولة القومية والقوموية وتقسيماتهما وتفتيتهما للمنطقة وتبعيتهما للخارج ولراعيتهم العالمية النظام الرأسمالي ، كما هو مشروع الأمة الديمقراطية والفيدرالية الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية للشرق الأوسط وأممها الديمقراطية المستندة لأخوة الشعوب و حرية المرأة وريادتها مع الشباب لسياق وجهود تحقيق الديمقراطية والتحول الديمقراطي في دول المنطقة.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d9%81%d9%89-%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82-%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0%d9%87%d8%a7-%d9%84.html

https://alshamsnews.com/2021/12/%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%86%d8%a7%d8%ac%d8%ad.html

الأسوء لم يأت بعد..الكارثة العالمية بعد كورونا وأوكرانيا!

بقلم الدكتور/ سامي عمار

يُحكى أن شعوب الانكا والمايا في أمريكا الوسطى اعتادت تقديم قرابين بشرية في طقوس دموية تنظمها بشكل ممنهج خلال احتفالات عامة من أجل نزول المطر، ورغم غزو الإسبان، إلا أنهم كانوا بالفعل على وشك التلاشي بسبب موجات الجفاف المتتالية التي ضربت منطقة الكاريبي لعقود.

وظل المناخ سيد الأسباب في استنبات الحضارات أو بمعني أدق التجمعات البشرية سواء كانت متقدمة أو متخلفة بمعايير زمانها.

وفي القرن 18، استيقظت البشرية على ثورة صناعية سببت ثراء وراحة الانسان لكن معدلات ثاني أكسيد الكربون باتت كارثية مع الاعتماد على الفحم مما قاد لتأزم الاحتباس الحراري العالمي خاصة مع تأخر الدول في استشعار الخطر.
ورغم تبعات وباء كورونا وحرب أوكرانيا، إلا أن هناك أزمة أكبر بكثير تلوح بالأفق تنتظر عالمنا، فمع ذوبان الجليد في المناطق القطبية المتجمدة سيرتفع مستوى البحر مما يعرض الأراضي المنخفضة للغرق حتماً مثل هولندا التي أنفقت أموال طائلة لتجنب مصير غرق أراضيها المنخفضة تحت مياه الأطلسي على غرار المدن الإيطالية التي تغرق أجزاء من مدنها تحت مياه البحر المتوسط مثل فلورنسا مما دفعها لدفع المليارات للمواطنين فقط لعدم النزوح منها بسبب الغرق، ويوجد تنبؤات بغرق دولاً بأكملها مثل المالديف، وفي مصر تعتبر منطقة الدلتا والساحل الشمالي مهدده بنفس المصير مما سيعرض الأراضي الزراعية للبوار بسبب المياه المالحة في عصر تكافح فيه الحكومة المصرية لتوسيع الرقة الزراعية بمشاريع ملياريه التي تآكلت بالفعل بسبب البناء المخالف عليها، وإن كانت “الدلتا الجديدة” بارقة أمل إلا أن الغرق سيزيد الضغوط على موارد مصر المائية وأمنها الغذائي.
والملفت للانتباه تصريحات الرئيس بوتين منذ أيام عن خطة لتطوير طرق النقل بالقطب الشمالي بما يُعرف “بممر الشمال” كبديل لقناة السويس وهي فكرة قديمة إلا أن الجليد بالشتاء يشل حركة التجارة، ومع انتقال تنافس الناتو وروسيا على مناطق النفوذ الجيوسياسي والجيواستراتيجي للشمال والتغير المناخي، سيصبح ممر الشمال حقيقي مع تشغيله بالصيف والشتاء، مما يمثل مأزق خطير لقناة السويس!

وعلاوة على هذا، ستتكرر موجات الحرارة المرتفعة كل ١٠ سنين رغم تكرارها بالماضي كل ٥٠ سنة، وستؤثر بالسلب على أغلب سكان العالم في الدوام بالعمل وهو ما حدث بالفعل في اليونان العام الماضي حينما منحت أجازه لموظفيها بسبب موجة الحر الشديدة، وتكرارها سيتسبب في موجات جفاف واسعة في عدة دول خاصة المتاخمة للمناطق الصحراوية مثل الصحراء الكبرى الأفريقية وكذا أزمات مياه خانقة وموجات نزوح بشرية ضخمة، مما يعيد للأذهان ما حدث بدارفور من اقتتال طاحن كان سببه المباشر الشح المائي وتراجع المراعي مع موجات الجفاف المتتالية، وتعتبر بحيرة أرال بآسيا الوسطى نموذج صارخ حيث جفت مياهها في فترة قياسية وظلت مراكب الصيادين على أرض البحيرة الجافة في مشهد مروع التي كانت يوماً تعج بالصيادين والأسماك.

ولا يعتبر حوض نهر النيل في منأى من هذا السيناريو المفزع، بل كانت إدارة المياه بفترة الجفاف الممتد نقطة شديدة المحورية في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، ومن سنوات عدة دخلت مصر بتصنيف الشح المائي، أما السودان وإثيوبيا فقد عانتا ويلات الحروب بسبب الجفاف الذي دفع القبائل للقتال من أجل الآبار بل ومطالبة أقاليم انفصالية بالاستقلال مع شح الماء والموارد.
هذا بجوار الاضطرابات البيئية كالفيضانات وحرائق الغابات التي ستصبح أقل توقعاً وأكثر عنفاً، وخسائر مالية ضخمة بالدول التي لديها مشاريع يعتبر استقرار ودفء المناخ عامل تميز كما حدث بتركيا واليونان بالصيف الماضي حينما دمرت حرائق الغابات منتجعات فاخرة.

وكذلك سيحدث عدم انتظام للنشاط الزراعي مع فقدان القدرة على زراعة المحاصيل التي تعطي بعض الدول ميزة عن أخرى بسبب مناخها، وسيضطر أغلبهم لتغيير محاصيله لتتناسب مع ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.

ولا شك أن الأمراض ترتبط بالمناخ الذي يوفر لها البيئة الحاضنة والمحفزة للتحول إلى وباء، وكثير من الفيروسات والجراثيم التي لا تمثل تهديد الآن قد تتحول بفضل توفر مناخ مختلف لأوبئة عالمية، ففي الماضي كان تكرار الأوبئة يحدث خلال فترات متباعدة قد تصل لقرون مثل الطاعون أو الموت الأسود تلك الجرثومة التي ضربت العالم خلال قرون متباعدة وقد تنكمش تلك الفترة لتصبح سنوات بفضل التغير المناخي! ومع زيادة تلوث الهواء ستزيد الأمراض ذات الصلة مثل أمراض الرئة وهو ما سيؤثر حتماً بالقوة الإنتاجية لدى الانسان بالمستقبل.

ولن تكون البنية التحتية في مأمن من تبعات الأزمة، ففي ألمانيا توقفت حركة القطارات بالصيف مع تمدد قضبان الحديد، وتعطلت شبكات الكهرباء ببعض الدول بسبب موجات الحرارة المرتفعة التي لا تتحملها شبكة الكهرباء، وللتكيف مع الوضع الجديد ستضر الحكومات لإنفاق تريليونات الدولارات مما يعني ضغوط اقتصادية أشد على شعوبها للنجاة من الكارثة العالمية القادمة!

ورغم تسابق الدول لتحقيق الحياد الكربوني، إلا أن السؤال لم يعد كيف بل مَن سينجح في التكيف والبقاء؟

إقرا أيضا

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8f%d8%af%d8%af-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/04/%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d9%87-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82.html

بین الإطار الخارجي والداخلي..هل تنجح خطط إنقاذ العراق من الهيمنة الإيرانية؟

بقلم/ غياث خالد الزيباري

بعد نتائج الانتخابات المبكّرة في العاشر من أكتوبر ۲۰۲۱، قرّر غالبية الشعب العراقي كسر شوكة ومخطّطات الإطار الخارجي التي رسمها له بعض القوی السياسية الحاكمة الموالية لـ إيران حوالي عقدين، و تنفیذ توجهاتها وأوامرها من أجل مصالح تلك الدولة. وكذلك تشكیل مجموعات من الميليشيات الطائفية المسلّحة وفرض إرادتها علي السلطة والقانون .
هذه القوی السیاسیة الخاسرة في الانتخابات شكّلت تحالفاً سیاسياً بإسم الإطار التنسیقي المكّون من نوري المالكي و حیدر العبادي و قیس الخزعلي و هادي العامري و …الخ، إضافة إلى الإتحاد الوطني الكردستاني، المتحالف معهم عملیاً و لیس رسمیاً.
الجبهة المقابلة هو تحالف الإنقاذ الوطني بقیادة السید مقتدی الصدر و الحزب الدیمقراطي الكردستاني و المكّون السّني.
وأعتبِر أن التحالف المذكور (الإنقاذ الوطني) ٳطار عراقي داخلي يتألف من قوی عراقیة أصیلة، هدفه إعادة سیادة الدولة وإخراجها من التبعیة والهيمنة الإیرانیة، و تحسین الوضع الأمني و المعیشي، وسیادة الدستور و القانون، وإغراق سفینة الفساد المالي و الٳداري التي بنتها القوی الحاكمة في العراق ،أي من قبَل قوی الٳطار الخارجي (الإطار التنسيقي).
مثلما قلت سابقاً فإن أغلبیة الشعب العراقي بجمیع مكوناته القومیة و الدینیة والطائفیة والعرقیة قرّرت إختیار قادة الٳطار الداخلي (الإنقاذ الوطني) في الانتخابات الماضیة لحكم البلد بغية إحباط مخططات الٳطار الخارجي التي رسمتها قوی الٳطار التنسیقي، وإخراج العراق من التبعية والهیمنة الخارجیة و حكم المیلیشات الطائفیة التي تسلّطلت علی مصادر القرارات السیاسیة و الٳداریة و المالیة و العسكریة، ووصلت بالأمر الی قصف منزل رئیس الوزراء وتهدیده بقطع ٲذنیه….! و منع تنفیذ الإتفاقات الأمنیة و الٳداریة بین مكونات الدولة، خاصة بین حكومة المركز وٳقلیم كوردستان .
لهذه الأسباب یحاول قادة الٳطار الخارجي ٳعاقة جلسات مجلس النواب العراقي لاختیار رئیس الجمهوریة، وتسمیة رئیس الوزراء، و تشكیل حكومة لاشرقیة ولا غربیة، حكومة أغلبیة وطنیة، مكوّنة من تحالف الٳطار الداخلي الذي رسم وقرّر إیصال سفینة العراق إلی برّ الامان و غرق سفینة التبعیة الخارجیة و الفاسدین ، حيث يتمتع بأغلبية مريحة لتشكيل الحكومة، الأمر الذي يُبعد المكونات السياسية للإطار -المجَرّبين سابقاً- عن سدّة الحكم الهادفين إلى تنفیذ مشاریعهم اللاعراقیة كي یصبح مصیر العراق، مثله مثل سوریا و الیمن و لبنان، والفائز الوحید في هذه اللعبة هي الجمهوریة الإیرانیة، و بعد ذلك ستمتد شرارة الوضع الی الدول المجاورة للعراق …
من جهة ثانية فإن محاولات الجبهه الثانیة، الٳطار الداخلي ( الإنفاد الوطني ) وهي جبهة الشعب و العراقیین الوطنیین مستمرة لكسب أصوات الثلثین في مجلس النواب، و كاد أن يكتب لها النجاح في جلسة (۲٦/۳/۲۰۲۲) لولا الضغوطات الإقلیمیة و تهدیدات القتل، و شراء الأصوات بمبلغ هائل.
ومن المحتمل في الجلسة القادمة أن يتغیر الوضع إيجاباً لصالح الإطار الداخلي، و تسیر الأمور بنجاح لانتخاب رئیس الجمهوریة، وتسمیة رئیس مجلس الوزراء لتشكیل حكومة ٲغلبیة وطنیة، لأن البلد لا یتحمل أكثر. و بعكس ذلك سوف يتجه مصیر العراق إلی نفق ومستقبل مظلميْن.
فلننتظر كیف سيفرز العراق مستقبله في هذه (الحرب البيضاء) الدائرة بین الإطار الداخلي و الإطار الخارجي .
أليس الصبح بقریب؟.

ذات صلة 

https://alshamsnews.com/2021/11/%d9%85%d9%82%d8%aa%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d9%80-%d8%aa%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b4%d8%af-%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%86-%d8%a3%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%ad%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d9%84%d8%b1%d8%a6.html

من أعياد نوروز لـ مجزرة حلبجة ..كيف أصبح آذار شهر كردي بامتياز ؟

غياث خالد الزيباري

المعروف لدى الكورد أن شهر آذار شهر الكورد ، وهذه حقيقة، لأن جميع أيام هذا الشهر هي أحداث و مناسبات كوردية.
منها أحداث حزينة، وأحداث سعيدة و انتصارات الثورات الكوردية ضد السلطات الدكتاتورية.
وفي آذار عيد نوروز القومي.
‏لا أريد سرد هذه الأحداث الكوردية و لكن الموضوع بحاجة للتوضيح.
من الأحداث الحزينة ذكرى وفاة القائد الكوردي الكبير و الأب التاريخي و الروحي للأمة الكوردية الملا مصطفى البارزاني في أول من آذار عام 1979، و ذكرى إتفاقية الجزائر المشؤومة في 6 آذار عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك ( صدام حسين ) و شاه إيران محمد رضا بهلوي و بإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين ضد الحركة التحررية الكوردية و قيادة ثورة أيلول العظمى بقيادة الراحل ملا مصطفى البارزاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني ذلك بعد الإنتصار الكبير من الناحيتين السياسية و العسكرية لصالح الكورد، و اعتراف الدولة العراقية ببعض حقوق الشعب الكوردي، منها الحكم الذاتي الحقيقي، و السير نحو السلم و السلام الدائم في اتفاقية 11 آذار عام 1970 .

كذلك ذكرى إستشهاد (5000) خمس آلاف مواطن كوردي في مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في 16 / 3 / 1988، و الهجرة المليونية الكوردية الى إيران و تركيا في أواخر الشهر من عام 1991 التي أدت الى وصول صوت الشعب الكوردي إلى العالم، و فتح عيون الدول المساندة للحقوق الانسانية و الشعوب وفي مقدمتهم جمهورية فرنسا، وإصدار مجلس الامن الدولي القرار ( 688 ) في 5 من نيسان 1991 الخاص بإعلان منطقة آمنة للكورد في كوردستان العراق على خط العرض ( 36 ).
كان ذلك أول قرار دولي من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين الكورد .
‏ و إعدام القاضي محمد أول رئيس جمهورية كوردية بإسم جمهورية كوردستان المعروفة بإسم ( مهاباد) في شرق كوردستان ( كوردستان إيران ) على يد النظام الايراني .
من الأحداث السعيدة عيد نوروز القومي و رأس السنة الكوردية في 21 آذار من كل عام، و ذكرى الانتفاضة العظيمة في كوردستان العراق في 5/3/1991 و تحرير معظم جغرافية جنوب كوردستان.

و إتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970، و ذكرى ميلاد القائد العظيم ملا مصطفى البارزاني في 14/3/1903 و ذكرى ثورة بارزان الأولى بقيادة الشيخ أحمد البارزانى في 15/3/1931 حيث ظهر فيها الشيخ أحمد البارزاني أول مرة كقائد ثوري ووطني كبير بعد بروزه ونجاحه كشيخ و مرشد الطريقة النقشبندية في تكية بارزان وذلك بعد إعدام شقيقه الكبير و قائد الثورة الكوردية الشيخ عبد السلام البارازاني في عام 1914، و كان عمر الشيخ أحمد فقط (18) عاما، و حقّق إنتصارات كبيرة أمام الجيوش العراقية و البريطانية بامكانيات محدودة و …..الخ الاحداث .
أحداث و مناسبات آذار و نوروز الكوردية تحمل رسائل الشعب الكوردي للعالم و للدول الإقليمية ولقادة الكورد بأن الشعب الكوردي يمتلك إرادة وطنية قوية و يتحدى الموأمرات الدولية و الاقليمية من أجل الحرية و الديمقراطية و التعايش السلمي و الرفاهية، في هذه الاحداث نداء الشعب الكوردي المناضل الى قادته بأن يوحدوا مواقفهم السياسية و الوطنية من أجل الحفاظ على المنجزات الحالية و السير نحو تحقيق أهداف اكبر.
وعلى قادة الكورد الاستفادة من هذه الدروس و العبر من اجل مصلحة الكورد و الكوردستانيين و الإبتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة .

ممثل الائتلاف السوري بالقاهرة يكتب لـ الشمس نيوز في الذكرى الحادية عشر للثورة

ما أصعب أن يكتب المرء عن الثورة السورية بعد أحد عشر عاماً اُستهلكت خلالها الكلمة والجملة والمفردة ودخلت ثورتنا في تيه الصالونات السياسية وأروقة مجلس الامن والارتزاق على آلام هذا الشعب.

وعاش السوري مع معاناة الموت المقنّع من نزوح ولجوء وتشرّد وجوع وليس حال من بقي في الداخل تحت سقف هذا النظام بأحسن حال لا مال ولا ماء ولا كهرباء وخوف وإرهاب حتى اللذين شبحوا معه حولهم لمرتزقة ودفعهم للموت للخلاص منهم.
ولم يرتوي بعد هذا النظام من دماء هذا الشعب وساديته مازالت تترنم بآهات وصرخات المعتقلين.

وبعد انقضاء إحدى عشر عاماً على الثورة بيع فيها الوطن والمواطن ودُفنت القومية العربية بجلب أعدائها والتمكين لهم مازال بعض أشقائنا العرب يسعون لإنقاذه يعيشون وهم التغيير وتعديل السلوك وحلم احتوائه وعودته للحضن العربي وتخليه عن إيران ولكن هيهات هيهات.

لا يمكن لمن حكم بعقلية رئيس طائفة ومدير صراعات ومجرم أن يعدل او يُحتوى أين تذهبون؟ بدمائنا وآلامنا وآهاتنا (لا تشاركوا المجرم بإجرامه فالبقاء للشعب).

ان كان ضعف هذا المجتمع الدولي ومنظومته الأخلاقية قد انهارت فالشعب السوري باق ولن ينسى وما أشبه اليوم بالأمس 15/3/2011 طوفان الحرية.

واليوم نتابع أفواج السوريين التي مازالت تهتف للعيش بحرية وكرامة في الشمال والشمال الشرقي وحلب ودول اللجوء ومن لم يتمكن من الخروج للشوارع يتواصل مع أقرانه بصباح الحرية والفجر بإذن الله آت.

عاشت سورية حرة كريمة

عادل الحلواني
ممثل الائتلاف الوطني السوري في مصر والجامعة العربية

من أحضان الأسد لـ أردوغان..كيف تحول الائتلاف السوري لـ مرتزقة تحت الطلب

تحليل يكتبه/ آلان معيش – إعلامي كردي سوري

عندما وصلت شعلة نيران جسد بوعزيزي التونسي إلى سوريا وفاحت منها رائحة الياسمين، استنشقها السوريون بعشق، وتعالت الأصوات المطالبة بالحرية والعدالة والمطالبة بسقاط النظام الأسدي.
مظاهرات مليونية خرجت، وأُلفت شعارات وأغاني وكتب ولافتات ومسرحيات ..ألخ، وذلك ترحيباً بنسمات الحرية التي كانت قاب قوسين.
وفي خضم الأشهر الست الأولى التي مثلت الثورة السورية الحقيقة بكافة مفاهيمها وأهدافها ومسمياتها، تأسس بعدها ما يسمى بـ “الأئتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة” بقيادة الدولة الإخوانية قطر لتعلن من نفسها منطلقاً “للحراك الشعبي” والوصول إلى أهداف الثورة التي بدأتها أطفال درعا من خلال كتابات على جدران المدارس.
ولكن ماذا حدث وكيف استطاع النظام السوري الإيقاع “بالثورة” وتحويلها إلى حرب داخلية دامية، خلفت القتل والدمار والخراب والهجرة وجرائم حرب؟.

https://alshamsnews.com/2022/01/14-%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d8%af-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82.html

في بداية انطلاق المظاهرات تدخلت القوات الأمنية للنظام السوري وشنت حملات اعتقال واسعة ضد المتظاهرين الرافضين لحكمه وسياسته التعسفية، وأطلقت الرصاص الحي عليهم، ولكن دون جدوى. حينها لجأ النظام إلى أسلوب إخراج الثورة عن مسارها الحقيقي ونخرها من الداخل.

انشقاقات رجال النظام
بعد فترة وجيزة شاهدنا انشقاقات واسعة من صفوف النظام السوري متوجهين إلى صفوف “المعارضة ” التي كانت تُدار من قبل تركيا وقطر بالدرجة الأولى، واستلموا مناصب ذي صلاحيات قوية … وهنا بدأت الحكاية.
فالقيادات التي بدأت بإدارة المعارضة، عانى الشعب السوري الويلات منهم وكانوا يشرفون على تعذيب المواطنين وإصدار قرارات مجحفة بحق الشعب السوري.
أتبع النظام هذا الأسلوب ليزرع أجندته الخاصة في أذرع المعارضة ويبعدها عن أهدافها التي آمن بها الشعب السوري والتحق بالثورة في سبيل تحقيقها والتي حرم منها لعقود بسبب عائلة الأسد، بدءً من الأب وصولاً إلى الأبن.

معارضة فى خدمة أردوغان
ومن هذا المنطلق سلمت “المعارضة” نفسها إلى تركيا، وباتت أنقرة الآمر الناهي بتحركاتها. ناهيك عن أن حكومة أردوغان حولتها إلى حفنة من المرتزقة المتطرفين تجاوزوا النظام في ارتكاب الجرائم وحولت المدن إلى بؤرة للمجموعات الإرهابية وممراً آمناً لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابييَن، ومن هذه النطقة بدأت قصة “بيع المعارضة” إلى روسيا ومنها إلى النظام وأصبحت الثورة كلمة يتداولها تجار الحرب فقط.
مقايضة المدن السورية بين روسيا وتركيا وبغياب ما تسمى بـ “المعارضة” بدأت في 24 آب/أغسطس عام 2016 ، عندما دخل الجيش التركي بحجة محاربة داعش إلى جرابلس، في حين أنها سلمت حلب “عاصمة الثورة” إلى النظام السوري وروسيا، وبذلك بدأ مسلسل تسليم المناطق للنظام حتى مهد الثورة السورية “درعا”، لتجتمع قيادات “المرتزقة” في إدلب وتتحول بذلك إلى مأوى آمن لجميع الفصائل المتطرفة.
استمر المسلسل إلى أن وصل لعفرين، فقايضتها تركيا بالغوطة الشرقية واحتلتها، لتحول ما تسمي نفسها بـ “الثورة” إلى قتال الكرد بدلاً من قتال قوات النظام السوري والتي خرجوا ضده وضد حكمه الجائر، مستهدفين بذلك الكرد والمكونات المتعايشة معها.

محاربة الكرد
في ظل هذه المخططات، نزح أكثر من 6 مليون سوري وقُتل عشرات الآلاف منهم، وتحولت سوريا إلى ميدان لتصفية الحسابات الدولية، والمعارضة إلى “مناديل المراحيض” تستخدمها تركيا متى ما شاءت.
كل هذا السيناريوهات، تُبين أن تركيا باعت الثورة واتفقت مع النظام وروسيا منذ بداية الأحداث، وبذلك يحافظ الأسد على كرسي الرئاسة وتتمكن تركيا من محاربة الكرد وترسل مرتزقة المعارضة إلى أوكرانيا واذربيجان وليبيا.
انتهت الثورة!… استخدام هذا المصطلح بات جريمة، مقارنة بالممارسات التي صنفت بأنها جرائم حرب التي تُرتكب بيد من يدعون الثورة. فلا فرق بينهم وبين النظام الاستبدادي. فهم عادوا إلى حضن الأسد، وأصبح الائتلاف أحد أجزاء حزب البعث، ويجاهد من أجله بمسميات مختلفة.
لا مبادئ للثورة بعد اليوم.. خلقوا أزمة يستفيد منها الكبار وتبقى الضحية الشعب السوري، الذي أصبح أكبر حلم له، الحصول على تنكة زيت وربطة خبز وسماعات يحمي آذانه من خطابات الائتلاف البعثي الأسدي.

 

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%81%d9%89-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d8%af%d9%84%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85.html

رسالة مواطن كردي لـ إيران: إسرائيل ليست فى أربيل ابحثوا عنها فى طهران

قال تعالى : { { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } } (الحجرات 13).
و قالَ رسولُ اللهِ “صـلى اللهُ عليهِ و سلـم ” : ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )…
مع الأسف الشديد إن بعض الدول أعداء الإنسانية مثل تركيا وإيران و بعض قادة العرب يحللون لهم علاقات وأشياء ويحرمونه على قوميات أخرى خاصة الشعب الكردي المظلوم.
من المعلوم ومن اليقين أن أكثر الدول الإسلامية مثل تركيا وأكثر الدول العربية لهم علاقات علنا مع إسرائيل وأول وثاني دولة الذين اعترفوا بدولة إسرائيل هم إيران وتركيا وأكثر الدول العربية ولهم علاقات علنا.
إيران التى أعلنت الهجوم على إقليم كردستان بزعم وجود مركز استخباراتي إسرائيلي من أكثر الدول التى ترتبط بعلاقات مع إسرائيل، وكشفت وثائق عن التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، حيث أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة الضخمة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر الكيان الصهيوني، وأنه كان هناك تعاون بين الأطراف الثلاثة منذ بداية الحرب العراقية – الإيرانية.


وفي عام (1981)، انكشف التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث في المجال العسكري، وذلك عندما تمكنت قوات الدفاع الجوي السوفيتية من إسقاط طائرة أرجنتينية، تابعة لشركة “أروريو بلنتس”، ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية، وكانت هذه الطائرة تنقل بين طهران والكيان الصهيوني، محملة بالسلاح والعتاد، وكشفت صحيفة “التايمز” البريطانية وقتها تفاصيل دقيقة عن هذا التعاون العسكري الصهيوني الإيراني.


ومؤخرا كشف موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن قيام حاخام إسرائيلي بزيارة إلي إيران مؤخرا والإجتماع بأعضاء الجالية اليهودية، كما زار المواقع الدينية في جميع أنحاء البلاد.
بمجرد وصول هرتسوغ إلى هناك، لم يخف هويته اليهودية، وكان يتجول في طهران مرتديا ملابس دينية يهودية.

 

و بحسب الصور المنشورة على حسابه في تويتر، تضمنت رحلة هرتسوغ زيارات إلى البازار الكبير في طهران ومواقع دينية في همدان شمالي إيران.
كما التقى بأبناء الجالية اليهودية في طهران وعدد من الزعماء الدينيين الإيرانيين.
ويبلغ عدد الجالية اليهودية في إيران حوالي 9000 شخص، وفقا لما نقله الموقع عن تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي نُشر في مايو الماضي.

ورغم أن إقليم كردستان ليس لهم أي علاقة مع اسرائيل لكنهم يتهمون الشعب الكردي بان لهم علاقة مع إسرائيل و يهاجمونها بصواريخ ويقتلون المدنيين الابرياء. وهذه الظلم على الشعب الكردي مستمر أكثر من مئة سنة حيث استشهدو منهم أكثر من مئة الف إنسان بالأسلحة و الطرق المختلفة مثل الضرب بالسلاح الكيمياوي وجريمة الأنفال التي كان يتم دفنهم وهم أحياء وعن طريق الطائرات والدبابات والصواريخ المختلفة.
أقول لمن شنوا الهجوم الإرهابي على مدينة أربيل، يا جبناء إن دولة إسرئيل مكانها معلوم، أنها ليس في قضاء بردرش ولا قضاء ئاميدي ولا في قرية ملا اومر في محافظة هولير التابعين لإقليم كردستان العراق! وإذا لا تعرفونه مكانه استعملوا (G p s) أو أنا راح أدلكم على الطريق لكن أنتم أولا حلفاء إسرائيل و ثانيا تخافون منه.
حسبنا الله ونعم الوكيل…
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و انصرنا من بينهم سالمين.

مقال بقلم /الصحفي والقانوني الكردي/حامد ناظم خورشيد

Exit mobile version