جماعة السلفية المحتسبة..حكاية تنظيم ديني استباح احتلال الكعبة

تأسست جماعة السلفية المحتسبة، المعروفة أيضًا باسم جماعة أهل الحديث أو جماعة جهيمان، في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية خلال ستينيات القرن الماضي.
كانت الجماعة تتبنى الفكر السلفي، مع التركيز على “الاحتساب”،ومحاربة “البدع”.
تأثرت الجماعة بشدة بأفكار الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة آنذاك، لكنه لم يشاركهم تطرفهم، حيث اتسمت الجماعة بآرائها المتشددة، معتقدة بانتشار الفساد والضلال وأن الساعة على وشك الظهور حيث رفضوا العمل في الوظائف الحكومية، واعتبروا أنظمة الحكم العربية غير إسلامية.

جهيمان العتيبي

زعيم الحركة كان يسمي جهيمان العتيبي وهو شاب سعودي اختلفت حوله الأقاويل بين من يصفه أنه كان داعية سلفي انخرط في التعليم الديني منذ صغره، ودرس في المدينة المنورة والتحق بالجامعة الإسلامية هناك، وتعمق في العلوم الشرعية والفكر السلفي.
في حين تحدثت مصادر أخري أنه لم يعرف عن جهيمان أنه التحق بتعليم نظامي والروايات المتعلقة بهذا الشأن غير مؤكدة، ولم يثبت أنه تلقى تعليما جامعيا دينيا نظاميا في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل تحدث البعض أن جهيمان غادر مقاعد الدراسة وهو في الصف الرابع الابتدائي.

سيطر جهيمان العتيبي على الجماعة، ولقب بـ “أمير المؤمنين” حيث ادعى تلقي “الوحي” من الله، مما عزز من سلطته على أتباعه.
واتخذ العتيبي قرارات متطرفة، مثل منع النساء من الخروج من بيوتهن، وتحريم التلفزيون والموسيقى.

هجوم الحرم المكي

عام 1979، قاد جهيمان العتيبي مجموعة من أتباعه للاحتجاج المسلح داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة، أقدس موقع في الإسلام.
احتجز المسلحون الرهائن، وقتلوا العديد من المصلين، مطالبين بإصلاحات دينية وسياسية.

مع بزوغ فجر غرة محرم من عام 1400 هجري الموافق 20 نوفمبر 1979 دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشا، وأوهموا حراس المسجد الحرام أنها نعوش لموتى سيصلون عليها صلاة الميت في الحرم بعد صلاة الفجر، والحقيقة أن هذه النعوش كانت توابيت خزنوا داخلها أسلحة نارية وذخائر.
وما أن انفضت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ “ظهور المهدي المنتظر”، وفراره من “أعداء الله” واعتصامه في المسجد الحرام، ثم قدم جهيمان إلى المصلين صهره محمد بن عبد الله القحطاني باعتباره “المهدي المنتظر” ومجدد هذا الدين.
وقام جهيمان وأتباعه وكانوا قرابة مائتي رجل بمبايعة “المهدي المنتظر” وطلبوا من جموع المصلين مبايعته، وأوصدوا أبواب المسجد الحرام فوجد المصلون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام، وفي نفس الوقت كانت هناك مجموعات أخرى من جماعة جهيمان تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها.
احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم بمن فيهم النساء والأطفال ثلاثة أيام، أخلوا بعدها سبيل النساء والأطفال وبقي عدد من المحتجزين داخل المسجد لمدة أسبوعين حيث حاولت الحكومة في البداية إنهاء الأمر بالتفاوض وديا مع المسلحين بدعوتهم إلى وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين والاستسلام والخروج من الحرم إلا أنهم رفضوا، فعطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام وتبادل الطرفان إطلاق النيران وتدخلت قوات الحكومة السعودية معززة بقوات الكوماندوز في هجوم استخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة لم يعهدها جهيمان وأتباعه، فسقط منهم عدد من القتلى من بينهم صهره، وشكل مقتله صدمة كبيرة لأتباع جهيمان الذين اعتقدوا أنه المهدي المنظر وأنه لا يموت، فبدؤوا في الانهيار والاستسلام تباعا، واستسلم جهيمان أيضا.

وفي 9 يناير 1980 تم تنفيذ حكم الإعدام حدا بالسيف في من تمت إدانتهم في هذه الواقعة حسب أحكام القضاء الشرعي السعودي، حيث أعدم 61 مدانا في مقدمتهم جهيمان العتيبي وسجن 19 آخرون.

كان من أبرز تداعيات الهجوم تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز الرقابة على الحركات الدينية المتشددة داخل المملكة، فضلا عن تنفيذ عملية إصلاح داخل المؤسسة الدينية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث.

سعيد جليلي..هل يكون رجل المرشد الرئيس الجديد لـ إيران ؟

مع إعلان سعيد جليلي السياسي المقرب من المرشد الترشح للانتخابات تكون إيران قد أغلقت صفحة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وبدأت رحلة البحث عن رئيس جديد، في دولة السيطرة الكاملة فيها لمؤسسة المرشد، ولا يعدو الرئيس عن كونه رجلا ثانيا أو ظلا وسكرتيرا لتنفيذ تعليمات المرشد.
وأعلن سعيد جليلي، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أنه سيترشح لخوض انتخابات الرئاسة المبكرة التي ستُجرى يوم 28 يونيو حزيران بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء، ليصبح بذلك أول المتقدمين للمنافسة على المنصب وذلك قبل ساعات من فتح باب الترشح الرسمي في الانتخابات.
ومن المقرر أن يتم فتح الباب لتسجيل أسماء المرشحين الرئاسيين في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو على أن تكون الحملات الانتخابية من 12 إلى 27 يونيو.
ومن المعروف أن جليلي هو مرشح شبه دائم في الانتخابات الرئاسية حيث سبق له خوض الانتخابات عام 2013، كما ترشح في 2020 قبل أن ينسحب لصالح رئيسي.

مجتبى خامنئي..حكاية الرجل الغامض في دولة المرشد

وتصف تقارير سعيد جليلي، بأنه أحد المقربين من المرشد الإيراني فهو ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، كما تم تعيينه من قبل المرشد في مجلس تشخيص مصلحة النظام كما أنه دبلوماسي وعضو حالي في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد علي خامنئي.

من هو سعيد جليلي ؟
ولد سعيد جليلي الذي يصنفه البعض كأحد رجال المرشد المقربين والمحسوب على التيار المتشدد داخل إيران في مدينة مشهد بشمال شرق إيران في 9 سبتمبر من عام 1965 وهي ذات المدينة التي خرج منها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
ودرس جليلي في جامعة إيران للعلوم والتقنية في طهران ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام صادق ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية.
كان جليلي مقاتلاً خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفقد خُمسًا من ساقيه في عملية يطلق عليها الحرس الثوري “كربلاء الخامسة”، والتي كانت عام 1986.
وفي عام 1986 تولى مسؤولية قيادة اللواء 21 في الحرس الثوري أو ما يعرف بـ (لواء الإمام الرضا في خراسان)، وأصيب في عملية كربلاء وفقد ساقه اليمنى ولهذا السبب يلقبه أنصاره بالشهيد الحي.
بعد ثلاث سنوات من إصابته في الحرب وبالتحديد عام 1989، إلتحق جليلي بوزارة الخارجية الإيرانية، حيث عينه الرئيس هاشمي رفسنجاني في الفترة ما بين 1989-1997 ملحقا دبلوماسيا في أميركا الشمالية وهو في الـ24 من العمر.

محمد مخبر..كل ما تريد معرفته عن الرئيس الإيراني المؤقت

كما تولى دائرة شؤون أوروبا وأمريكا بوزارة الخارجية ثم رئاسة دائرة التفتيش بالوزارة نفسها، وبعدها عمل في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مديرا لدائرة التفتيش في الفترة ما بين 2001-2005.
وفي الفترة من 2007 إلى 2013، كان مسؤولاً عن المفاوضات النووية الإيرانية وذلك بالتزامن مع تعيينه كممثل للمرشد في المجلس الأعلي للأمن القومي.
ويعتبر جليلي من أبرز مناهضي الاتفاق النووي الذي وقعته حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني مع القوى الدولية عام 2015.
في 12 سبتمبر 2013 تم تعيينه عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.

جليلي والانتخابات

وفي انتخابات 2013، كان سعيد جليلي مرشح جبهة الصمود في الانتخابات الرئاسية وحصل على المركز الثالث وحصد أكثر من 4 ملايين صوتفي الانتخابات التي فاز بها حسن روحاني.
في عام 2021، ترشح جليلي مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، لكنه انسحب لصالح إبراهيم رئيسي. وكان لهذا الانسحاب أيضًا حصة في حكومة رئيسي التي تضم عددا ليس بقليل من المحسوبين على جليلي ربما أبرزهم محسن منصوري، أحد مساعدي الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.
وكانت صحيفة «مردم سالاري» الإصلاحية قد وصفت سعيد جليلي في وقت سابق بأنه رئيس الظل.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

احتلها الحشد الشعبي وطرد أهلها..”جرف الصخر” معقل الميليشيات الشيعية بالعراق

رغم مرور أكثر من 10 سنوات على تحرير مدينة جرف الصخر التي تقع على بعد نحو 60 كلم جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد، من تنظيم داعش الإرهابي آلا أن أهلها مازالوا ممنوعين من العودة إليها.

وتعتبر جرف الصخر من المناطق ذات الغالبية السنية في العراق وتتبع إداريا محافظة بابل،  وتمتد من عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار شمالا وصولا إلى الحلة مركز محافظة بابل جنوبا وكربلاء، ومن الجهة الشرقية تتصل بمناطق اليوسفية واللطيفية والمحمودية (المعروفة سابقاً بمثلث الموت) التابعة لبغداد، أما من جهة الغرب فهي مفتوحة على صحراء الأنبار.

ينتمي معظم سكان جرف الصخر إلي عشائر الجنابيين الذين كانوا محل ثقة صدام حسين في فرق الاغتيالات وفرق مهام المخابرات الخاصة والمكتب العسكري لحزب البعث الذي كان يرأسه علاء الدين الجنابي أحد المقربين من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

بين القاعدة وداعش

بعد الغزو الأمريكي للعراق، تحولت المنطقة إلى أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة وكانت منطلقا لمهاجمة القوات الأميركية والحكومية في جنوب بغداد وبابل وكربلاء، والمسؤولة عن تنفيذ التفجيرات الكبيرة المنظمة في بغداد.

في 2010 أصبحت جرف الصخر عاصمة ولاية الجنوب لتنظيم داعش، ومن هناك استمرت المفخخات والانتحاريون وقذائف الهاون بضرب التجمعات المدنية في المسيب والاسكندرية والحلة وكربلاء وبغداد.

وبعد سقوط الموصل في يد داعش 2014، كان التنظيم داعش يعتبر جرف الصخر هي بوابة إكمال فتوحاته في العراق لإسقاط بغداد وبابل وكربلاء والنجف وصولا إلى البصرة، حسب ما أعلنه محمد العدناني المتحدث بإسم التنظيم بعد سقوط الموصل بأيام، لذلك قام التنظيم بالدفع بمئات المقاتلين إلى القرى والأرياف والقصبات التابعة لناحية جرف الصخر تمهيدا للهجوم الكبير على بغداد والحلة وكربلاء، خصوصا أن الأنظار كانت تتجه إلى احتمال تعرض بغداد للهجوم من جهة مناطق التاجي وأبو غريب القريبة من المطار حيث تتواجد هناك أفضل الوحدات القتالية العراقية.

وفي خريف 2014، تحولت بلدة جرف الصخر إلى ساحة معارك بين قوات الأمن العراقية، المدعومة بميليشيا الحشد الشعبي من جهة، ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى.

تحرير أم تهجير

وفي أواخر أكتوبر من عام 2014، أصبحت جرف الصخر ضمن قائمة المناطق العراقية المحررة من داعش، لكن تزامن ذلك مع تهجير للسكان على يد قوات الحشد الشعبي رغم الإعلان بشكل رسمي تحرير المدينة من التنظيم الإرهابي.

ومنذ عام 2014، بدأ سكان جرف الصخر بالخروج منها تحت ضغط السلاح، حتى خلت تماما منهم بحلول عام 2017، نفس العام الذي أعلن فيه العراق دحر تنظيم داعش.

ومنذ ذلك الحين، تسيطر فصائل تابعة للحشد الشعبي العراقي، وأخرى تابعة للميليشيات، على منطقة جرف الصخر بشكل شبه كامل، وأطلقوا عليها اسم “جرف النصر”، بعدما غادر أهالي المنطقة الزراعية الخصبة مساكنهم، نتيجة العمليات العسكرية.

ورغم مرور 10 سنوات على تحرير المنطقة من داعش، مازال أهالي جرف الصخر ممنوعين من العودة لمزارعهم ومنازلهم، كما تم استثنائهم من إعلان وزارة الهجرة والمهجرين العراقية الصادر 2022 بأنه ستتم إعادة كل النازحين إلى مناطقهم المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

ووفق قاعدة البيانات الرسمية التي نشرتها وسائل إعلام عراقية، يوجد 7500 عائلة نازحة من جرف الصخر.

ومنذ سيطرة الميليشيات على تلك المنطقة، لا يُعرف ماذا يدور بداخلها، حيث أنها محاطة بالسرية التامة، وهو ما دفع إلى تداول كثير من الشائعات حول ما تحتويه القاعدة المحصنة التابعة للميليشيات.

وكان تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عام 2014  قد ذكر إنه “بعد 4 أشهر من المعارك بين تنظيم داعش والجيش العراقي، تدفق نحو 10 آلاف من رجال الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة إلى منطقة جرف الصخر، وذلك حسبما أعلن لهادي العامري قائد فيلق بدر المدعوم من إيران والذي نسق العملية”.

تدفق الميليشيات الشيعية على جرف الصخر تزامن مع عملية تهجير واسعة النطاق لسكان المنطقة، حيث تراوحت الأرقام تتراوح بين 130 ألف، إلى 150 ألف نسمة تم تهجيرهم بحسب بيانات مركز جنيف الدولي للعدالة في سويسرا.

دولة داخل الدولة

ذكر تقرير لمعهد دراسات الحرب الأميركي، أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران أخلت جرف الصخر من سكانها، وطوقتها منطقة مغلقة، ومنعت الدخول إليها وغيرت اسمها لـ”جرف النصر”.

وحسب قناة الحرة الأمريكية فقد اعتبر مايكل نايتس، الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن “ما هو مهم جدا في جرف الصخر، أنها كبيرة، ولا يسمح لقوات الأمن العراقية بدخولها، المنطقة ضاعت وصارت كثقب أسود في العراق، جزء منه تسيطر عليه إيران، ولا أحد في البلاد يمتلك السلطة لاستعادتها”.

ليس قوات الأمن العراقية فقط الغير مسموح لها بدخول المدينة فالأمر يمتد لأكبر قيادات الدولة العراقية، فبحسب الإعلامي العراقي، مهند الغزي، فإن” جرف الصخر أصبح عبارة عن قاعدة محصنة لا يستطيع أحد دخولها، حتى رؤساء الوزراء لا يستطيعون دخول المنطقة”، بحسب قوله.

دولة جرف الصخر كما يمكن وصفها تؤكدها تصريحات أحد منسوبة لرئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أعلن فيها إن “جرف الصخر الآن معسكر.. معسكر للفصائل المسلحة، ولا أحد قادر على دخولها”.

وهو نفس ما أعلنه رئيس الحكومة العراقية الأسبق، إياد علاوي، في تصريحات متلفزة، ما إن “جرف الصخر أصبحت مستقلة فيها معامل ومصانع ومعتقلات”.

لهذا احتلتها الميليشيات

سطوة الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق تكشفها أكثر تصريحات رئيسة لجنة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المعنية بالاختفاء القسري، باربرا لوشبيهلر، حيث ذكرت بحسب بحسب وسائل إعلام أنه “أحيانا يخرج الأشخاص الذين يتحكمون في المنطقة لنقل ميليشيات معينة، ويهددون علنا أي مسؤول عراقي ‘إذا اقتربت من المكان ستندم’، وهذا يعني أن الناس خائفون جدا من الذهاب إلى جرف الصخر، أو حتى التعامل مع هذا الملف”.

وفق الكثير من التقارير فقد أصبحت جرف الصخر”قاعدة عسكرية إيرانية” داخل العراق نظرا لسيطرة الميليشيات الموالية لطهران عليها بشكل كامل.

اهتمام الميليشيات الإيرانية بجرف الصخر دون غيرها من مدن العراق يرجع بحسب خبراء إلى المكانة العسكرية والاستراتيجية لهذه المنطقة التي يوجد بها ثلاث منشآت مهمة وأبنية كاملة جاهزة مخصصة للأمور العسكرية، كما إن المنطقة المجاورة لجرف الصخر كانت مركز المجمع الصناعي العسكري في عهد صدام حسين، وبالتالي كانت موقعا للمنشآت، الخاصة باختبار القذائف والصواريخ إضافة لتوافر الخدمات والمرافق، كالهرباء، والصرف الصحي وكل الخدمات، التي يجعل المنطقة أشبه بالمعسكر المتكامل.

وكان المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة، ناجي حرج قد ذكر في تصريحات صحفية: “المعلومات لدينا هي أنه استخدمت بعض المصانع القديمة، التي كانت تابعة للدولة قبل عام 2003، وأنه يجري التعاون مع الحرس الثوري الإيراني في كل هذه القضايا، مشددا على أنه عندما لا يسمح لأي مسؤول عراقي بالذهاب إلى جرف الصخر، والتجول في جرف الصخر، وعندما لا يسمح للأهالي بالعودة، إذاً هنالك أمر خطير جدا يجري إخفاؤه”.

كما تحتوي المنطقة بحسب مايكل نايتس، زميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على منشآت ضخمة تحت الأرض محصنة ضد الهجمات العسكرية، وبالإمكان إخفاء الكثير داخل تلك الأنفاق الكبيرة كمراكز تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ”.

هذه الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لجرف الصخر ربما كانت نقمة على أهالي المدينة الذين يبدو انه كتب عليهم البقاء نازحين داخل وطنهم ، خاصة أن الميليشيات ومن خلفها، إيران، لا تبدي أي نية للجلاء عن المنطقة على الأقل في المستقبل القريب.

جماعة بحجم دولة..نصرة الإسلام والمسلمين.. رأس حربة تنظيم القاعدة بإفريقيا

تبنت جماعة تطلق علي نفسها “نصرة الإسلام والمسلمين”  الهجوم الذي وقع على قاعدة عسكرية للجيش المالي، في، ولاية موبتي صباح الجمعة الماضية.

وبحسب تقارير صحفية، تنتشر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والتي تعرف نفسها بأنها الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في مالي في مناطق واسعة من غرب إفريقيا حيث تسيطر على أقاليم شاسعة بدولتي مالي وبوركينا فاسو وتضم عشرات الأف من العناصر الجهادية.
وكانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد تأسست في عام 2017، بعد اتحاد كل من فرع إمارة الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة المرابطون، وجماعة أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا.
ووفقا لموقع مكافآت من أجل العدالة التابع للحكومة الأمريكية فإن الجماعة التي يمتد نفوذها إلى مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، مسؤولة عن العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف بحق السكان المحليين أو السائحين الغربيين، مشيرا إلي أنه شهر يونيو من عام 2017، شنت الجماعة هجوما على منتجع يرتاده الغربيون خارج مدينة بامكو عاصمة مالي، كما كانت مسؤولة عن تنفيذ العديد من الهجمات المنسقة واسعة النطاق في العاصمة البوركينية واغادوغو في يوم 2 مارس/آذار من عام 2018.
وفي يوم 6 سبتمبر من عام 2018، صنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية واعتبارها كيان إرهابي عالمي وتم حظر جميع ممتلكاتها والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، وتم منع الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع الجماعة.

تنظيمات متحالفة
وكشف الباحث الموريتاني في شؤون الجماعات الجهادية والمتطرفة محمدن أيب أيب في مقابلة خاصة أن عملية الهجوم والسيطرة على قاعدة موبتي العسكرية المالية التي نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ليست غريبة على الجماعة حيث سبق لها استهداف قاعدة قرب العاصمة باماكو، بجانب الهجوم على معسكرات وقواعد عسكرية بين السنغال وغينيا وقواعد أخري على حدود بوركينا فاسو.
وقال آيب المقيم بالعاصمة المالية موباكو إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعتبر من أقوي الجماعات الجهادية في إفريقيا نظرا لكونها نتيجة تحالف واتحاد بين 4 من التنظيمات حيث ينضوي تحت راياتها جماعات مثل أنصار الدين وإمارة الصحراء الكبري وبقايا تنظيم المرابطين التي كانت تضم تنظيم الموقعين بالدماء والتوحيد والجهاد إضافة لكتائب تحرير ماسينا التي تأسست عام 2015 بزعامة أمادو كوفا.
كما تمتلك الجماعة بحسب خبير التنظيمات الجهادية خزان بشري حيث يصل تعداد عناصرها لأكثر من 20 ألف مقاتل بينهم 14 ألف على الأقل ينتمون لكتائب تحرير ناسينا التي تشكل قبيلة الفولانية الغالبية العظمي فيها، مشيرا إلي أن الفولانية أو شعب الفولان هى قبيلة كبيرة تنتشر بعموم غرب ووسط أفريقيا حيث تضم كتائب تحرير ناسينا عناصر من مالي وبوركينا فاسو وغينيا السنغال وتشاد.

تنظيم بحجم دولة
ويري آيب أن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين بات شبه دولة خاصة أنه بجانب ما يمتلكه من قوة بشرية فلديه ترسانه عسكرية تتشابه بشكل كبير مع ما تمتلكه جيوش مالي والنيجر وبوركينا فاسو، موضحا أننا نتحدث عن تنظيم متكامل وليس مجرد مجموعة مارقة فهناك 20,000 مقاتل من ثماني دول إفريقية يسيطرون على 40% من مساحه مالي 38% من بوركينا فاسو، و40 % من أرض النيجر.
وأشار إلي أن قيادات الجماعة يتوزعون مختلف الأقاليم بمالي، حيث يتولي قائد الجماعة وأميرها العام وزعيم تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الإفريقي إياد آغ غالي قيادة منطقة شمال مالي القريبة من حدود الجزائر، أما منطقة تمبكتو فتقع تحت سيطرة “إمارة الصحراء” التي يقودها أبو هند طلحة الليبي بينما منطقة جاو وما حولها فيسيطر على قيادتها بقايا جماعة المرابطين السابقة، وتخضع منطقة موبتي وسط مالي وصولا إلي حدود موريتانيا جنوبا لسيطرة كتائب تحرير ماسينا وزعيمها أمادو كوفا.
وبحسب الباحث فإن فصيل كتائب ماسينا يعتبر أقوي الأجنحة داخل جماعة نصرة الاسلام والمسلمين نظرا لكونه الأكثر عددا وعدة فضلا عن انتشاره وسط دولة مالي وهي المنطقة التي تتواجد بها القواعد العسكرية الحكومية ما يجعل عملياته أكثر تأثيرا، فضلا أن زعيمها آمادو كوفا يمتلك خبره قتالية تمتد لأكثر من 40 عاما حيث كان يساريا قبل تحالفه مع تنظيم القاعدة وسبق له المشاركة في حروب بليبيا وتشاد وجنوب لبنان.
وقال إن التوزيع الجغرافي والتنظيم والشكل العملياتي الذي تعتمده جماعة نصرة الاسلام والمسلمين بأذرعها المختلفة يجعل من هجماتها مؤثرة جدا، لافتا إلي أن ما يعرقل جهود مكافحة التنظيم هو تمدد أذرعه بين 3 دول فضلا عن صعوبة التضاريس الجغرافية والغابات التي تقف حائلا أمام أي عمليات عسكرية برية أو بإستخدام الطائرات المسيرة.

داعش ونصرة الإسلام
وحول العلاقة بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية داعش، يؤكد الباحث الموريتاني أن العداء هو السمة الحاكمة بين الطرفين نظرا لكون الأول تابع لتنظيم القاعدة، مشيرا إلي أن داعش أو تنظيم الدولة يعتبر عناصر القاعدة مرتدون يجب قتلهم، وهو نفس موقف القاعدة حيث سبق وأعلن يوسف العنابي أمير القاعدة السابق في بلاد المغرب الإسلامي أنه ليس بيننا وبينهم تنظيم الدولة إلا الرصاص.
وأشار إلي أن شهر الماضي الماضي شهد حربا دامية بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة بعد أن أقدم الأخير على إعدام قيادات من تنظيم القاعدة على حدود بوركينا فاسو.
ويعتقد خبير الحركات الجهادية أن الخبرات التي تمتلكها التنظيمات المكونة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين تمنح تنظيم القاعدة أفضلية كبيرة عن تنظيم الدولة بمنطقة المغرب الإسلامي خاصة أن معظم عناصر وقيادات الأولي من أبناء شعوب المنطقة ويمارسون العنف المسلح منذ أكثر من عشر سنوات عكس داعش التي تضم قيادات كثيرة من سوريا والعراق لا يملكون الخبرة الكافية بدروب إفريقيا.

عودة القاعدة
وشدد الباحث الموريتاني على أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ذراع تنظيم القاعدة في منطقه المغرب الإسلامي أصبحت من أقوى فروع التنظيم الذي تعرض لمرحلة أفول وشبه اندثار خلال المرحلة الأخيرة في العديد من المناطق على رأسها أفغانستان الحاضنة الأم للقاعدة إضافة لسوريا والعراق وذلك مقابل تمدد وانتشار لتنظيم الدولة داعش الذي تسيد المشهد الجهادي خلال السنوات السابقة، لافتا إلي أن خبرات وتماسك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بمنطقة الساحل والصحراء بجانب قوة حركة الشباب المجاهدين التي تمثل ذراع القاعدة في الصومال يمكن أن يمثلا بادرة لعودة قوية لتنظيم القاعدة مرة أخري واستعادة نفوذها في أوساط الجماعات المسلحة التي بايع الكثير منها تنظيم الدولة الإسلامية، لافتا في الوقت نفسه إلي أن مستقبل القاعدة وعودتها يرتبط بشكل كبير باستمرار تحالف مكونات جماعة نصرة الاسلام والمسلمين وهو أمر لا يمكن الجزم ببقائه.

مفاجأة صادة لـ بايدن..ترامب يقترب من العودة للبيت الأبيض..ما القصة

تحدثت تقارير صحفية عن تزايد شعبية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وارتفاع نسبة داعميه وذلك قبل أشهر قليلة من انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة نوفمبر المقبل.

وبحسب وسائل إعلام، أفاد استطلاع للرأي بأن غالبية المواطنين الأميركيين يدعمون الرئيس السابق دونالد ترامب قبل انتخابات نوفمبر، ويعتقدون أن فترة توليه منصب رئيس الدولة كانت أكثر نجاحا من فترة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

ووفق الاستطلاع الذي أجرته خدمة “إس آر إس” بتكليف من “سي إن إن” CNN، انخفض عدد الأميركيين الذين يدعمون بايدن من 45% إلى 43%، وحصل ترامب على دعم 49% من المستطلعين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضا أن 55% من المشاركين صنفوا فترة ترامب كرئيس من 2017 إلى 2021 على أنها ناجحة، و44% على أنها فاشلة، و61% يعتبرون فترة رئاسة بايدن غير ناجحة.

لقاء سري 

وفي شأن متصل، كشفت مصادر مطلعة عن لقاء سري بين الرئيس السابق ترامب وحاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس على انفراد صباح أمس الأحد في ميامي، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وكسر اللقاء غير المتوقع حالة من الجمود استمرت لسنوات بين المرشح الجمهوري المفترض ومنافسه الرئيسي في الانتخابات التمهيدية.

وقالت المصادر المطلعة على الأمر إن الحلفاء توسطوا في الاجتماع على أمل حدوث انفراج محتمل بين الرجلين، ويأمل مستشارو ترامب أن يستغل ديسانتيس شبكة المانحين للمساعدة في جمع مبالغ كبيرة من المال للانتخابات العامة. والتقى الثنائي لعدة ساعات، ووافق ديسانتيس على مساعدة ترامب، وكان اللقاء ودياً، بحسب شخص مطلع.

ويتخلف ترامب والجماعات المتحالفة معه عن الرئيس بايدن وحلفائه في جمع الأموال. وقام ديسانتيس ببناء شبكة واسعة من الرعاة الأثرياء الذين ستكون مساعدتهم ذات قيمة في مساعدة ترامب في محاولة سد الفجوة، كما يحظى بشعبية لدى بعض الناخبين الجمهوريين الذين أنهكهم ترامب.

وهناك حافز لدى ديسانتيس لتكوين علاقة أوثق مع ترامب، وقال أشخاص مقربون من ديسانتيس إنه من غير الممكن أن يستمر في علاقته المتوترة مع ترامب، خاصة وهو يتطلع إلى مستقبله السياسي. ويُنظر إليه على نطاق واسع بين المانحين والمستشارين الجمهوريين على أنه ضعيف بعد انتقادات حادة من ترامب في الانتخابات التمهيدية.

ولم يتحدث ترامب وديسانتيس منذ نهاية الموسم الابتدائي للانتخابات، حيث انسحب ديسانتيس بعد نهاية مخيبة للآمال في ولاية أيوا، بعد أشهر من الهجمات من ترامب وأنصاره. وعرض ديسانتيس مقطع فيديو يؤيد ترامب في اليوم الذي غادر فيه السباق.

لكن ديسانتيس لم يقم بحملة من أجل ترامب أو ساعده منذ ذلك الحين، وفي الواقع وجه انتقادات حادة لترامب.

وقال أشخاص مقربون من حاكم فلوريدا إن ديسانتيس تعرض للخيانة بسبب كيفية معاملته ترامب وفريقه خلال الانتخابات التمهيدية.

انفجارات أصفهان..4 رسائل إسرائيلية من العملية “المحدودة”؟

أثارت الأنباء حول انفجارات هزّت مدينة أصفهان الإيرانية، الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024، تساؤلات بشأن محدودية الرد الإسرائيلي رغم عدم تبني تل أبيب الهجوم الذي استهدف الجمهورية الإسلامية، وذلك في إطار الرد الإسرائيلي المتوقع على استهداف إيران لإسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة؛ رداً على قصف تل أبيب لقنصليتها في سوريا، والذي أسفر عن مقتل 7 مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في فيلق القدس، وهو الذراع الخارجية للحرس الثوري.

بحسب الأنباء الواردة من طهران، فإن الانفجارات وقعت في مدينة أصفهان، التي تحتوي على مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع التخصيب تحت الأرض في نطنز. وتحتوي على قاعدة عسكرية مهمة تعد مركزاً للأسطول الإيراني من طائرات إف-14 توم كات الأمريكية الصنع، والتي تم شراؤها قبل الثورة الإسلامية عام 1979، بالإضافة إلى مطار أصفهان المدني.

العديد من الصحف الناطقة باللغة الانجليزية سلطت الضوء على هذه الضربة، محللة الأسباب التي قد تكون وراء قيام تل أبيب بهذا الرد الذي وصفه البعض بالضعيف بما فيهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير.

في هذا التقرير نرصد بعض الأسباب التي جعلت الضربة تخرج بهذه الطريقة.

1- تجنب مزيد من التصعيد

رغم عدم إعلان الجانب الإسرائيلي بشكل رسمي عن تبنيه للهجوم الذي استهدف مدينة أصفهان، إلا أن الترجيحات تشير إلى أن إسرائيل هي التي نفذت هجوماً محدود النطاق تجنباً لمزيد من التصعيد، وهذا قد يعد أحد أسباب الرد المدروس.

الصحيفة الأمريكية نقلت عن راز زيمت، الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، أنه “من الواضح تماماً أن الهجوم لم يكن يهدف إلى إحداث مزيد من التصعيد، ولا يوجد هجوم واسع النطاق. وقد تم تحديد ذلك بدقة”.

كما أن الهجوم يوصّل رسالة مفادها أن الضربة هي رد محدود يهدف إلى التوازن في مواجهة الهجوم الإيراني الأخير، بحسب ما أورده موقع غلوبس الإسرائيلي.

بينما اعتبر رونين سولومون، محلل المخابرت الإسرائيلي، أن الهجوم أكثر رمزية، ما يسمح لإسرائيل بإرسال رسالة إلى إيران، وأن تعلن طهران بدورها أن الهجوم الإسرائيلي لم يسبب سوى أضرار قليلة حتى لا تثير الرأي العام الإيراني الداخلي مثلما حدث في عملية قصف السفارة في دمشق.

ومما يؤكد هذا الطرح أن التلفزيون الرسمي الإيراني قللّ من شأن الهجوم ضمن بثه الصباحي، قائلاً إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ثلاثة أجسام طائرة صغيرة، مشيراً إلى أنها أُطلقت من داخل البلاد.

الرأي نفسه شاركه يوناتان توفال، عضو مجلس إدارة مركز ميتفيم للأبحاث الإسرائيلي، على موقع إكس، حين كتب: “ضربة بهدف خفض التصعيد”. وأضاف: “باستثناء أي تطورات غير متوقعة، فإن الضربة الإسرائيلية داخل إيران فجر اليوم قد تستحق صياغة هذا المصطلح الجديد”.

 

2- استهداف نووي باستهداف نووي مثله

على الرغم من نفي الحرس الثوري الإيراني أنه حين استهدف إسرائيل قبل نحو أسبوع منشآت نووية إسرائيلية مثل موقع مفاعل ديمونة الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب قالت إن بعض الصواريخ وصلت إلى هذا المكان الحساس، ما يتطلب ربما رداً مشابهاً من قبل إسرائيل.

فالاستهداف الذي وقع اليوم في إيران طال مدينة أصفهان التي تحوي منشآت نووية بما فيها مركز التخصيب الحساس في نطنز في إيران.

فقد يكون السبب وراء استهداف هذا المكان هو إيصال رسالة لإيران بأن الموساد الإسرائيلي يمكنه ضرب موقع نووي أو عسكري سراً دون أن يكون ذلك قد تم تنفيذه بشكل علني.

كما يذكر أيضاً رونين سولومون، المحلل الإسرائيلي، أن الهجوم يبدو مشابهاً لضربات سابقة بطائرات من دون طيار نُسبت إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد. وأضاف أنه من المرجح أن إسرائيل أرادت تجنب استهداف المواقع النووية بشكل مباشر، أو هجوم أوسع نطاقاً، لأن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قلقين من أن إيران قد “تستخدم الضربات كذريعة للمضي قدماً في برنامجها النووي”.

3- إرضاء الولايات المتحدة

لطالما طلبت الولايات المتحدة من حليفتها إسرائيل ألا يؤدي ردها على الهجوم الإيراني الأخير إلى مزيد من التصعيد. وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن التصعيد مع إيران لن يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية، وحثت إسرائيل على “توخي الحذر” في أي رد انتقامي.

لذا ربما أرادت إسرائيل إرضاء الولايات المتحدة، وتنفيذ ضربة محدودة لا تستدعي من إيران رداً آخر، ما قد يخاطر بجر الدولتين بشكل أعمق نحو دوامة من التصعيد قد تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية قد تطول الأخضر واليابس.

ورغم ما ذكره مسؤول أمريكي من أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالهجوم، إلا أن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إنه من غير الواضح لماذا كشف البنتاغون لوسائل الإعلام الأمريكية عن تورط إسرائيل في الهجوم ضد إيران، وأنه كان بإمكانهم التزام الصمت وتجنب التصعيد من تلقاء أنفسهم وحفظ كرامة إيران.

4- التركيز على جبهة غزة

سبب آخر قد يقف وراء الضربة المحدودة لإيران ولم تتبنَّها إسرائيل وهو الاستمرار في التركيز على قطاع غزة كمسرح رئيسي للحرب. حيث إن فتح ساحة قتال جديدة سيضر إسرائيل في الوقت الراهن.

ورغم مرور أكثر من 6 أشهر على عملية طوفان الأقصى، إلا أن إسرائيل لم تحقق أياً من أهدافها في غزة، ما جعل موقف نتنياهو وحكومته ضعيفاً جداً أمام الداخل الإسرائيلي.

وهذا قد يدفع إسرائيل للتريث قليلاً في فتح جبهة جديدة، خاصة مع إيران التي تمتلك إمكانات عسكرية كبيرة مقارنة بفصائل المقاومة في غزة وحزب الله في لبنان وأيضاً الحوثيين في اليمن.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن إسرائيل تواجه عدداً متزايداً من التحديات العسكرية. فهي تقاتل بالفعل على ثلاث جبهات: في غزة ضد حماس، وعلى حدودها الشمالية مع حزب الله، فضلاً عن محاولة مواجهة الاضطرابات في الضفة الغربية. وهي تتعرض لضغوط لاستعادة الردع مع إيران، ومن ثم فإن فتح جبهة مع طهران قد يكون عكس ذلك التوجه ويضر بالمصالح العليا لإسرائيل كما تراها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.

الموقف الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية بات في وضع صعب جداً عما كان عليه قبل عملية طوفان الأقصى، فحتى الآن ورغم مرور قرابة 7 أشهر على طوفان الأقصى، إلا أن كل الأهداف التي وضعها نتنياهو وحكومته باءت بالفشل، ما يجعل الدخول في حرب جديدة مع إيران القشة التي قد تطيح به من سدة الحكم، وهو يعلم ذلك جيداً رغم فراره إلى الحرب.

فيديو وصور..كل ما تريد معرفته عن الهجوم الإيراني على سفينة إسرائيلية

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 13 أبريل/نيسان 2024، قولها إن السفينة التي تعرضت لهجوم قرب مضيق هرمز مملوكة على الأغلب لإسرائيل بشكل جزئي.

 وفي تدوينة مقتضبة على حسابها بمنصة “إكس”، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال: “السفينة التي هاجمتها القوات الإيرانية قرب مضيق هرمز مملوكة جزئياً على الأغلب لإسرائيل”.

وأضافت أن “السفينة كانت في طريقها من الإمارات إلى الهند”، وفق الإذاعة، فيما لم يصدر عن الإمارات أو الهند تعليق فوري.

الحرس الثوري يعلن السيطرة على سفينة إسرائيلية

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت إن البحرية التابعة للحرس الثوري، ضبطت السبت سفينة شحن مرتبطة بالكيان الصهيوني في الخليج العربي.

وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الحرس الثوري سيطر على سفينة “مرتبطة بإسرائيل”، وأشارت إلى أن السفينة “إم.إس.سي أريس” المحتجزة سيتم قطرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، وكشفت أن السفينة المحتجزة ترفع علم البرتغال، وتديرها شركة زودياك، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي.

وزعمت بعض المصادر الإخبارية أن سفينة الشحن هذه، والتي تحمل اسم (MSC Aries)، ترفع العلم البرتغالي، وترتبط بشركة “زودياك ماريتايم”، ومقرها لندن، والتي يملكها الملياردير الإسرائيلي “Eyal Ofer”.

من جانبها قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن مقطع فيديو اطلعت عليه، يُظهر قوات كوماندوز تداهم سفينة بالقرب من مضيق هرمز بطائرة هليكوبتر، يوم السبت، وهو هجوم نسبه مسؤول دفاع في الشرق الأوسط إلى إيران، وسط توترات أوسع بين طهران والغرب.

وأظهر الفيديو الهجوم الذي أبلغت عنه في وقت سابق عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني. ووصفت السفينة بأنها “احتجزتها السلطات الإقليمية” في خليج عمان، قبالة مدينة الفجيرة الساحلية الإماراتية، دون الخوض في تفاصيل.

وشارك مسؤول الدفاع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الاستخباراتية، مقطع الفيديو مع وكالة أسوشيتد برس. وفي ذلك، نزل رجال الكوماندوز على كومة من الحاويات الموجودة على سطح السفينة.

وأمكن سماع أحد أفراد الطاقم على متن السفينة وهو يقول: “لا تخرجوا”. ثم يطلب من زملائه الذهاب إلى جسر السفينة، حيث ينزل المزيد من الكوماندوز على سطح السفينة، يمكن رؤية أحد الكوماندوز راكعاً فوق الآخرين لمنحهم غطاءً نارياً محتملاً.

رغم أن وكالة أسوشيتد برس لم تتمكن على الفور من التحقق من الفيديو، فإنه يتوافق مع التفاصيل المعروفة للصعود، ويبدو أن المروحية المعنية هي واحدة يستخدمها الحرس الثوري شبه العسكري الإيراني، الذي نفذ غارات أخرى على السفن في الماضي.

سفينة إسرائيلية

من المرجح أن تكون السفينة المعنية هي MSC Aries، التي ترفع العلم البرتغالي، وهي سفينة حاويات مرتبطة بشركة Zodiac Maritime ومقرها لندن. Zodiac Maritime هي جزء من مجموعة Zodiac التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر. ورفضت شركة زودياك التعليق وأحالت الأسئلة إلى شركة MSC التي لم ترد على الفور.

وتم تحديد موقع السفينة MSC Aries آخر مرة قبالة دبي متجهة نحو مضيق هرمز يوم الجمعة. وكانت السفينة قد أوقفت بيانات التتبع الخاصة بها، وهو أمر شائع بالنسبة للسفن التابعة لإسرائيل التي تتحرك عبر المنطقة.

الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا

يأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بين إيران والغرب، خاصةً بعد الهجوم الإسرائيلي المشتبه به على القنصلية الإيرانية في سوريا.

ومن ناحية أخرى، يظل الشرق الأوسط على نطاق أوسع على حافة الهاوية بعد ستة أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس في قطاع غزة.

ومع ذلك، انخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، وشنَّت هجمات على السفن المنسوبة إليها وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

حادثة قرب الإمارات

كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قد قالت يوم السبت 13 أبريل/نيسان 2024، إنها تلقت تقريراً عن واقعة على بعد 50 ميلاً بحرياً شمال شرقي الفجيرة في الإمارات، وإن السلطات تحقق في الأمر، وذلك في الوقت الذي يشن فيه الحوثيون المتحالفون مع إيران هجمات على حركة الشحن في منطقة البحر الأحمر منذ شهور، تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة.

من جهته قال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، يوم الثلاثاء، إن الوجود الإسرائيلي في الإمارات يمثل تهديداً لطهران، وإنها قد تغلق مضيق هرمز في حالة الضرورة. وتقع الفجيرة على الجانب الشرقي من مضيق هرمز.

فيما تعطل هجمات الحوثيين المستمرة منذ شهور في البحر الأحمر حركة الشحن العالمية، ما أجبر شركات على تغيير مسارات سفنها للقيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة، وتثير مخاوف من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الشرق الأوسط، وزعزعة الاستقرار فيه. وتنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين، رداً على هجماتهم على السفن.

يذكر أنه ومنذ مطلع عام 2024 يشن تحالف “حارس الازدهار”، بقيادة الولايات المتحدة، غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل بردٍّ من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيدياً لافتاً، في يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

أمريكا تنتظر الثلاثاء الكبير..بايدن وترامب يبحثان عن الرقم السحري

تحدثت تقارير صحفية عن حالة من الترقب تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية حول السباق الانتخابي الذي انطلق منذ أشهر.

وبحسب وسائل إعلام يتوقع أن تصوت اليوم الثلاثاء 15 ولاية أميركية، إضافة إلى إقليم ساموا، ضمن أهم المنافسات الرئاسية للديمقراطيين والجمهوريين على السواء.

وسيمنح هذا التصويت الذي يعرف باسم “الثلاثاء الكبير” أكثر من ثلث إجمالي المندوبين في الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي.

فبالنسبة للجمهوريين، سيكون على المحك 854 مندوباً من أصل 2429، بينما سيمنح الديمقراطيون 1420 مندوباً.

الرقم السحري

وقد حصل الرئيس السابق دونالد ترمب بالفعل على 247 مندوباً حتى الآن، لكنه يحتاج إلى 968 مندوباً آخرين لبلوغ ما يسمى بـ “الرقم السحري” ألا وهو 1215.

أما الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي حصل على 206 حتى الآن فيحتاج إلى 1762 ليصل إلى الرقم السحري ألا وهو 1968 مندوباً.

ترامب مرتاح البال

فيما يبدو ترامب غير قلق على الإطلاق، لاسيما أن حظوظه مرتفعة جداً. وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي أنه متقدم في صفوف الجمهوريين، بل إنه المرشح المفضل للناخبين في انتخابات الحزب الجمهوري.

لاسيما أنه قد ضمن أصوات المندوبين في كل من ولايات ميسوري وايداهو وميشيغان وقبلها نيوهامشير وأيوا وساوث كارولينا.

في حين لم تحقق منافسته الجمهورية نيكي هايلي سوى فوز يتيم في العاصمة واشنطن، واستحوذت على 19 مندوباً فقط.

ويسعى المرشح الجمهوري المثير للجدل إلى قلب ولايات كماساتشوستس وكاليفورنيا من اللون الأزرق (الموالية للحزب الديمقراطي) إلى الأحمر، مستفيدا من تراجع شعبية بايدن بشكل طفيف بسبب مواقفه من الحرب في غزة، وفشله في وقف إطلاق النار، فضلا عن مسألة الحدود وقضية عمره وقدراته الذهنية التي أثير الجدل بشأنها مؤخراً.

بينما يتوقع فريق حملته الانتخابية أن يحصل على الرقم السحري، ويضمن ترشيحه بحلول 19 مارس الحالي.

لا منافس لبايدن

أما في ما يتعلق بوضع بايدن، فلا يبدو أن الرئيس الحالي قلق أيضا.

إذ يحظى بايدن بكل الدعم من قبل الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية للحزب، في ظل غياب أي منافس حقيقي له، باستثناء النائب دين فيليبس، على الرغم من الحملة التي انطلقت قبل أيام بين صفوف الديمقراطيين من ولاية ميشيغان لأجل الدفع نحو التصويت بـ “غير ملتزم”، وامتدت شرارتها إلى ولايات أخرى.

إلا أن حملة الرئيس الديمقراطي مرتاحة، وتؤكد أنه ماض في الحصول على العدد الملوب من المندوبين ودون عوائق تذكر أيضا.

يذكر أنه بحسب تاريخ الانتخابات الأميركية، فإن الفائز في يوم “الثلاثاء الكبير” يصبح على الأرجح مرشح حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية.

غير أن استثناء واحدا حصل عام 1984، ما يبين أهمية هذا اليوم في تحديد هوية المرشح الأوفر حظاً للحزبين!

بعد تصريحات واشنطن وبغداد..ما حقيقة الانسحاب الأمريكي من العراق ؟

يبدو أن العلاقة بين واشنطن وبغداد على أعتاب مرحلة جديدة في ظل تقارير تتحدث عن انسحاب قريب للقوات الأمريكية من العراق خاصة بعد الهجمات التي تستهدف هذه القوات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قد أعلن في وقت سابق أن واشنطن وبغداد ستبدأ “قريبا” محادثات بشأن إنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وكيفية استبداله بعلاقات ثنائية.
ويأت الحديث عن الانسحاب الأمريكي من العراق بعد تصاعد حدة التوتر بين تلك القوات وفصائل عراقية مسلحة، ما أثار مخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط وزعزعة استقرار العراق.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي ، تعرضت قوات التحالف الدولي بالعراق لعشرات الهجمات من فصائل عراقية مسلحة، وردت القوات الأمريكية بتنفيذ غارات ضد تلك الجماعات.
وفي حوار مع وكالة رويترز للأنباء، أكد رئيس الوزراء العراقي أنه يريد “خروجا سريعا ومنظما” لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من بلاده، مضيفا “لنتفق على إطار زمني للانسحاب يكون سريعا حتى لا نطيل أمد الوجود وتبقى الهجمات مستمرة”، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتفادي حدوث تصعيد إقليمي هو وقف الحرب في غزة.
وبحسب مراقبون فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يقصد به الوجود العسكري لدول التحالف وليس أمريكا فقط خاصة أن الأخيرة ترتبط باتفاقيات تعاون شاملة مع العراق يتيح لها البقاء بشكل أو بأخر.

انسحاب عسكري لا أمني
ويري السياسي العراقي فايق يزيدي أن “هناك لغط في فهم طبيعة الحوارات التي ستجري لانسحاب التحالف الدولي، لافتا إلي أن المحادثات ستجري بين الحكومة العراقية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خاصة أنه بعد سنوات من القضاء على القضاء على داعش وبسط الدولة العراقية سيادتها على كامل أراضيها انتفت الحاجة لوجود التحالف الدولي بشكل كبير”.
وقال لوكالتنا ” الوجود الأمريكي بالعراق له شكلان أحدهما عسكري ضمن التحالف وهذا سيتم التفاوض على انسحابه كما سيحدث مع قوات التحالف الدولي، والثاني دبلوماسي وأمني ولا علاقة لهما بالمباحثات حول الانسحاب خاصة أن الولايات المتحدة والعراق شريكان وبينهما اتفاقية إطار إستراتيجي لا تزال سارية وعلى الجانبين العودة لها والإلتزام بها خاصة أن بها الكثير من البنود التي تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن العراق وردع أى عدوان خارجي وبموجب الاتفاقية يجب أن يكون هناك موقف أمريكي واضح من الهجمات التركية على العراق”.
وأشار إلي أنه “بعد 20 عاما من التدخل الأمريكي بالعراق بدات الولايات المتحدة تدرك أن العراق اليوم معادلته السياسية تغيرت ونظام الحكم السياسي الاتحادي بات أفضل مما كان عليه في 2003 وحتى 2008 عندما وقعت الاتفاقية الثنائية”.
وبحسب يزيدي فإن “الانسحاب العسكري الأمريكي لن يؤثر على الأوضاع بالعراق، خاصة مع البقاء الوجود الأمريكي الدبلوماسي والأمني كون واشنطن شريكة وحليفة لبغداد، فضلا عن حاجة العراق لجهود استخباراتية وأمنية على مستوي التدريب والاستشارات ما يتطلب بقاء مجموعات من الخبراء الأمريكيين لتدريب الأجهزة العراقية لافتا إلي أن البلدين بحاجة لاتفاق جديد لتحديد مهام وعمل هذه المجموعات التي ستبقي بالعراق”.

واشنطن وطهران
بدوره، يري الكاتب والباحث العراقي عباس عزيز أن” لدى العراق اتفاق سابق مع الولايات المتحدة هو اتفاق الإطار الإستراتيجي الذي يسمح للولايات المتحدة أن يكون لها تواجد في العراق للحفاظ على تمثيلها ومصالحها”.
وقال لوكالتنا “الولايات المتحدة لن ترضخ لشروط الحكومة العراقية الحالية التي تعد إلى حد ما عاجزة عن معالجة قضية السلاح المنفلت والجماعات المسلحة، لأن الإنسحاب الأمريكي تحت أي مسمى سيحرج الإدارة الأمريكية الحالية من جانب ومن جهة أخرى سيفقدها دورها وتاثيرها في المنطقة خصوصا وإن أحد أهم الأسباب المعلنة للتواجد الأمريكي في العراق ردع التمدد الايراني ومنع استكمال الهلال الشرقي الممتد من طهران والعراق وسوريا ولبنان”.
وأشار إلي أن “الولايات المتحدة تعتبر تواجدها في العراق الخط الاول في الحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل من التهديدات الإيرانية، إضافة إلى المصالح الإقتصادية التي تمتلكها في العراق وخصوصا في ملف النفط ومستقبل الغاز في المنطقة والعالم”.
وبحسب عزيز فإن”القوى والمكونات العراقية تري أن وجود الولايات المتحدة بنحو فاعل في العراق يحافظ على توازن القوى ويحفظ دور المكونات الاساسية من عرب وكرد وسنة وشيعة”.

حرب أهلية
من جانبه، حذر الباحث في الشؤون العربية والدولية طارق أبو زينب من “نشوب حرب أهلية بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتوسع نفوذ إيران في العراق عبر فصائل و مليشيات متعددة الاسماء والاهداف على غرار الانتشار الايراني في سوريا “.
وقال لوكالتنا ” منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر، تتعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا لهجمات متواصلة تبنى أغلبها ما يسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” والتي تجمع فصائل حليفة لإيران”.
وتابع ” أخشى أن يتم التعامل مع إنهاء عمليات التحالف بالعراق وكأنها عملية طرد للقوات الامريكية لافتا إلي أن الخوف أن نشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلاً لإمدادات الطاقة ما يهدد بزيادة معدلات التطرف والعنف”.
وبحسب الباحث اللبناني فإن “المثير للتساؤل هو كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع وجود انقسام سياسي داخلها في ظل وجود تيار محسوب على إيران يضرب في القواعد العسكرية الأمريكية ممثل داخل الحكومة العراقية والتي لها علاقات قوية للغاية مع الولايات المتحدة، وكيف ستتعامل مع قوات الحشد الشعبي بمكوناتها المختلفة التي هي جزء من القوات المسلحة العراقية”.
وختم تصريحاته بقوله ” أعتقد أن العراق يحتاح لمبادرة صادقة من جميع القيادات للنهوض بالبلاد ومحاربة الفساد وفك الارتباط السياسي مع إيران ووضع مصالحه فوق أي اعتبار وذلك خوفا من تقاسم النفوذ بين إيران والولايات المتحدة والصراع القائم في المنطقة بينهما، وما يحدث الآن هو جزء من تداعيات الحرب في غزة وأيضاً جزء من اللعبة السياسية الكبرى في العراق”.

مصرع وإصابة 55 من عناصر الجيش التركي ومرتزقته في عفرين..تفاصيل

كشفت تقارير صحفية عن مصرع وإصابة 55 من عناصر الجيش التركي والمرتزقة الموالين لأنقرة في عملية نفذتها قوات تحرير عفرين.
وبحسب وسائل إعلام كردية فقد أسفرت العملية التي نفّذتها قوات تحرير عفرين (HRE) في قرية باصلة/باصلحايا في عفرين المحتلة، عن مقتل 12 جنديّاً من جيش الاحتلال التركي و8 مرتزقة، وإصابة 25 جنديّاً ومرتزقاً، إضافةً إلى استشهاد 5 مقاتلين في قوات تحرير عفرين.
وذكر بيان لـ قيادة قوات تحرير عفرين (HRE) أن العمليّة نفّذتها القوات ضدّ قاعدة لجيش الاحتلال التركي في قرية باصلة/ باصلحايا التابعة لناحية شيراوا في عفرين المحتلّة، في الـ 30 من كانون الثاني الماضي.
وتطرّق البيان الذي نُشر على القناة الرسميّة لقوات تحرير عفرين على تيليجرام، إلى هجمات المحتلّين والمرتزقة، وجاء في نصّه:
“منذ اليوم الأوّل لاحتلال عفرين وحتّى الآن، ودولة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش المتطرّفين الذين تتبنّاهم يواصلون انتهاج سياسات الإبادة وارتكاب المجازر بحقّ أهالي عفرين، وتهاجم قوات الاحتلال التي هجّرت مئات الآلاف من أهالينا من ديارهم، شعبنا على الدوام، إذ يواصل العدو الذي قتل الآلاف من أبناء شعبنا، هجماته على قيمنا المقدسّة وإهانتها، وينتهج جنود الاحتلال التركي ومرتزقته تجاه الكرد في عفرين وقراها سياسات إبادة ويرتكبون بحقّهم جرائم ضدّ الإنسانيّة، إنّهم يخطفون الناس في تلك المناطق، ويحاولون إسكاتهم من خلال ترهيبهم وبثّ الخوف في قلوبهم. وبالإضافة إلى كلّ هذه الممارسات والانتهاكات، يقوم المحتلّون أيضاً بقطع أشجار الزيتون المزروعة منذ قرون والتي تشكّل مصدر دخل رئيس لأهالي المنطقة، إنّهم يدمّرون الطبيعة ويخنقون شعبنا.

ولا تقتصر هجمات المحتلّين على الأهالي في عفرين فقط، فهم يواصلون هجماتهم على مهجّري عفرين أيضاً، إذ يتعرّض أهالي عفرين الذين هجّروا إلى محيط حلب والشهباء إلى هجمات المرتزقة الجهاديين، والقصف البريّ والجوّي، وقد أسفرت هذه الهجمات عن فقدان المئات من أبناء شعبنا لحياتهم.

وقد صعّد العدو من هجماته على مناطقنا خلال الفترة الأخيرة، وأسفرت الهجمات الجويّة تحديداً، عن استشهاد عشرات المواطنين من شعبنا بينهم نساء وأطفال، وتُرتكب هذه الجرائم أمام أنظار العالم أجمع، دون أن تعترض عليها أي قوى”.

العملية الكبرى
وتابع البيان مشيراً إلى أنّ قوات تحرير عفرين ترد على الهجمات وتنفّذ عمليات انتقاميّة ضدّ المحتل بصفتها قواتٍ تدافع عن الأهالي، وكشف أنّه في سياق هذه العمليات، نفّذ مقاتلو قوات تحرير عفرين في الـ 30 من كانون الثاني الماضي، عمليّة فدائيّة واسعة النطاق ضدّ قاعدة لجيش الاحتلال التركي في قرية باصلة/ باصلحايا التابعة لناحية شيراوا في عفرين المحتلّة، وقدّم هذه المعلومات حول العمليّة:
“وجّه رفاقنا الذين هاجموا العدو بشجاعة كبيرة ضربات موجعة لقوات العدو، فقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 12 جنديّاً من جيش الاحتلال التركي و8 من مرتزقته، وإصابة 8 جنود من جيش الاحتلال التركي و17 مرتزقاً، إضافةً إلى تدمير سلاح دوشكا، موقع للأسلحة الثقيلة وكاميرتي رصد، و18 موقعاً”.
استشهاد 5 مقاتلين
وكشف البيان استشهاد 5 مقاتلين من قوات تحرير عفرين خلال العمليّة واختتم بالقول: “هاجم رفاقنا العدو بفدائيّة، وقاتلوا بشجاعة وارتقوا إلى مرتبة الشهادة، وسيتم الكشف عن هويات رفاقنا الشهداء للرأي العام لاحقاً”.

Exit mobile version