رفعت السلطات التركية اليوم الخميس أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي للأسر بنحو 20 بالمئة وحوالي 50 بالمئة للقطاع الصناعي، مما زاد الضغوط على التضخم الذي بلع قرابة 80 بالمئة في يوليو.
ومن المتوقع أن تؤدي الزيادات إلى دفع التضخم لأعلى بمقدار 0.8 نقطة مئوية، وفقا لحسابات رويترز، بينما يؤدي ارتفاع الأسعار الصناعية أيضا إلى زيادة غير مباشرة في التضخم إذ يُحمل المنتجون التكاليف على المستهلكين.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة التركية إنها رفعت أسعار الكهرباء المنزلية بنسبة 20 بالمئة، وبنسبة 30 بالمئة للقطاع العام والخدمات و50 بالمئة للقطاع الصناعي.
وقالت شركة بوتاش الحكومية المستوردة للطاقة إنها رفعت سعر الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي بنسبة 20.4 بالمئة، و47.6 بالمئة لشركات الإنتاج الصناعي الصغيرة والمتوسطة، و50.8 للمستخدمين الصناعيين الكبار.
وقالت بوتاش إن سعر الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء ارتفع بنسبة 49.5 بالمئة.
وأرجعت هيئة تنظيم الطاقة وبوتاش زيادات الأسعار إلى بالصراع في أوكرانيا والتطورات العالمية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19.
وتعتمد تركيا بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط. وأدى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية هذا العام، فضلا عن الانخفاض الحاد في الليرة- 44 بالمئة في 2021 وأكثر من 27 بالمئة هذا العام- إلى ارتفاع الأسعار محليا.أزمة اقتصادية تضرب تركيا
على صعيدٍ آخر، أعلنت غرفة تجارة إسطنبول عن استمرار ارتفاع ذروة التضخم في أكبر المدن التركية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث ارتفعت أسعار التجزئة بنسبة 99.9 في المائة على أساس سنوي.
وفيما احتياطيات البنك المركزي التركي آخذة في الانخفاض، والعجز التجاري يتصاعد، أظهرت بيانات أن معدل التضخم السنوي في تركيا قفز إلى أعلى مستوياته في 24 عاما مسجلا نحو 80 بالمئة في يوليو، وهو مستوى أقل من التوقعات ولكنه مدفوع بتداعيات الحرب وارتفاع أسعار السلع الأولية والليرة التي تتراجع منذ أزمة ديسمبر 2021.
وتعتقد المعارضة وبعض خبراء الاقتصاد أن الارقام الرسمية لا تعكس الواقع.
وتواجه تركيا، التي أصابها الركود الاقتصادي بسبب الوباء، أوقاتًا صعبة بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وذلك بالتوازي مع أزمة العملة، حيث يتوقع الخبراء انفجار التضخم الاقتصادي في تركيا بشكل أكبر في الأشهر القادمة.
ويستمر الاتجاه التصاعدي في تصاعد نسب التضخم في إسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا، وذلك وفق المؤشر الرئيسي لبيانات التضخم الصادرة عن معهد الإحصاء التركي، بينما تتصاعد الأزمة المعيشية في البلاد بشكل خانق مع ازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق.
شهدت تركيا صباح اليوم حادثا مروعا حيث لقي 16 شخصا مصرعهم وأصيب 21 آخرون بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
ووفقا لوكالة “الأناضول” التركية فقد اصطدمت حافلة ركاب بفرق انقاذ كانت تتعامل مع سيارة تدحرجت إلى منحدر في منطقة نزيب، على طريق “طرسوس-أضنة-غازي عنتاب” السريع.
واصطدمت الحافلة أيضا بعربة بث مباشر تابعة لوكالة “إخلاص” للأنباء كانت تغطي حادثة تدحرج السيارة، وفقا للوكالة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حاكم محافظة غازي عنتاب، مقتل 15 شخصا وإصابة 22 بجروح في حادث السير.
ووفقا لـ”فرانس برس” قال الحاكم داود غول على تويتر “لقي 15 من مواطنينا مصرعهم وأصيب 22 (…) في الحادث بين حافلة وفريق إنقاذ وسيارة إسعاف (…) على الطريق السريع بين غازي عنتاب ونيزيب”،
وبحسب الأناضول أعلن والي غازي عنتاب، في تصريح صحفي، ارتفاع عدد القتلى من 15 إلى 16 شخصا، بينهم 4 من الكادر الصحي.
وأضاف الحاكم أن ثلاثة عناصر إطفاء ومسعفين وصحفيين بين القتلى، مشيرا إلى أن الحافلة انقلبت على بعد 200 متر من مكان تدحرج السيارة، وانزلقت لتصطدم بفرق الإنقاذ.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/08/%d8%a3%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84-%d8%a3%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7.html
https://alshamsnews.com/2022/08/%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%aa%d9%81%d9%82-%d9%85%d8%b9-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%ab%d9%85%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%a7.html
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الأربعاء أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين، في حين سارعت أنقرة الى القول انها “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية”.
وبعد أكثر من عقد من القطيعة الدبلوماسية، فتحت إسرائيل وتركيا حقبة جديدة في علاقاتهما في الأشهر الأخيرة، تميزت بشكل خاص بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أنقرة في مارس.
وقال لابيد في بيان “تقرر مرة أخرى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين”.
واضاف البيان أن “إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم جدا لمواطني اسرائيل”.
وفي أنقرة صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن تركيا “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية” على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.
وشدد تشاوش أوغلو على “أهمية أن تُنقل رسائلنا (حول القضية الفلسطينية) مباشرة من خلال السفير”، مؤكدا أن سفيرًا تركيًا سيعين قريبًا في تل أبيب.
وقام تشاوش أوغلو بزيارة إلى القدس في نهاية شهر أيار/مايو في إطار عودة الدفء إلى العلاقات.
وسبق ان انتقد الرئيس رجب طيب أردوغان في الماضي السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وتحافظ تركيا على علاقات وثيقة مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
توترت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في عام 2010 بسبب قضية سفينة مافي مرمرة عندما شنت القوات الإسرائيلية هجومًا على السفينة التركية التي كانت تحاول إيصال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة ناشطين أتراك.
شهدت الأيام الأخيرة استمرار الهجمات التركية على مناطق الشمال السوري وقيام مسيرات الجيش التركي بقصف واستهداف العديد من المناطق التي يقطنها المدنيين فى الشمال السوري.
وتصادف أن تزامن القصف التركي مع عملية عسكرية أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة وهي العملية التي حظت باهتمام عربي وعالمي وإعلامي بالغ.
الغريب فى الأمر أن القصف التركي الذى ربما لا يتوقف بحق دول مثل سوريا والعراق وما تبعه من سقوط ضحايا عرب ومسلمين لم يحظي بذلك الاهتمام الذى حظي به الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
حتى إن الهجمات الإسرائيلية التي ينفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق والانتهاك المتكرر للسيادة السورية لم يجد يقابل بالاهتمام الذى يستحقه من الدول العربية حتى بيانات الشجب والإدانة التي كانت تترافق مع هذه الجرائم أصبحت توقف العواصم العربية عن إصدارها !
وفى محاولة لتفسير هذه الحالة، إلتقت الشمس نيوز ببعض الخبراء والمتخصصين العرب فى الشؤون والعلاقات والأزمات الدولية.
تركيا أخطر ولكن
فى البداية، اعتبر الخبير المصري فى العلاقات الدولية دكتور عمرو الديب أن الدولة التركية فى ظل نظامها الحالي بزعامة رجب طيب أردوغان تمثل خطورة شديدة على الدول العربية ربما تفوق فى خطورتها ما تمثله إسرائيل على العرب.
وأوضح الديب الذى يعمل أستاذ للتاريخ الحديث بجامعة لوباتشيفسكي الروسية فى تصريحات خاصة إن الاهتمام والتركيز العربي على إسرائيل كعدو يأت فى ظل ما تمثله القضية الفلسطينية للعرب بحكم التقارب المكاني واللغوي والاهتمام الإعلامي وذلك على الرغم من أن المظلومية التاريخية للشعب الكردي تمتد لعقود أكثر من القضية الفلسطينية.
وبحسب الخبير المصري فإن الوضع الفلسطيني مشكلة عربية صرفة قربها المكاني يجعلها بؤرة اهتمام الشعوب العربية بالرغم أن إسرائيل وتركيا يرتكبون نفس الجرائم مثل القتل والتشريد والتغيير الديموغرافي واغتصاب الأراضي ولكن المفعول به مختلف بالنسبة للعرب فى فلسطين ينظرون على أن الضحية شعب عربي مسلم أما بالنسبة لتركيا فالضحية شعب مسلم ولكنه ليس عربي.
وشدد خبير العلاقات الدولية على أن تركيا بالنسبة للعرب أخطر من إسرائيل فالأخيرة معلومة للجميع أنها عدو للعرب والمسلمين أما تركيا فبحكم كونها دولة إسلامية فهي تستخدم الإسلام للسيطرة على الدول العربية والتدخل فى شؤونها مشيرا إلي أنه لا يجب الانخداع بمحاولة تركيا تصفير مشكلاتها مع الدول العربية خلال الفترة الأخيرة فهذا الأمر يرجع بشكل او بأخر للاقتصاد التركي والأزمات التي يواجهها.
وأكد أن تركيا دولة خطيرة يجب على الدول العربية أن تعي الخطر الذى تمثله عليها والخطط التي تستخدمها لتنفيذ استراتيجيها وتحقيق أهدافها فى الشرق الأوسط .
وأشار إلي ان تركيا لها خطط واسعة واهداف استراتيجية ليس فى الشرق الأوسط فحسب بل فى منطقة البلقان وأسيا الوسطي مشيرا إلي أن هناك مخطط نفوذ واسع تسعي أنقرة لتنفيذه بهذه المناطق .
وختم الخبير المصري تصريحاته بالقول إن تركيا دولة يجب الوقوف أمامها مشيرا إلي انه لا يدعو للسلام مع إسرائيل ومعاداة تركيا بل يجب الحذر من تركيا كما نحذر من إسرائيل فالاثنين يمثلون خطرا كبيرا على الدول العربية ولكن تركيا أخطر .
حرب بالإنابة
من جانبه يري د. إياد المجالي الباحث الأردني في العلاقات الدولية بجامعة مؤتة بالمملكة الأردنية أنه فى اطار تحليل أبعاد المشهد السياسي لشكل الصراع القائم وأنماطه في المنطقة, لابد من تسليط الضوء على أبرز محاور هذا الصراع وشكل التحالفات التي تحكم العلاقات بين الأطراف الدولية والإقليمية, حيث تتسم هذه الأطراف أمام معادلات التدابير الوقائية تارة والهجومية تارة أخرى في مواجهة أدوات المشروع الصهيوامريكي بالتعاون مع شركائهم الإقليميين, في مسرح الأحداث على الجغرافيا السورية أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد لـ الشمس نيوز إن نيران القصف الهمجي الصهيوني وتداعياتها على غزة, هي حربا شرسة و غير متكافئة ومؤشر فاضح لمراوغة ما تنشره الماكينة الإعلامية الغربية لمبررات ومسوغات هذا العدوان الصهيوني المتكرر على الشعب الفلسطيني بعد انتهاك حرمة وقدسية الأرض والبشر والشجر, لتجيب بشكل واضح على حجم الخنوع والقبول العربي لهذه الجرائم الممنهجة, تكتفي أطراف الاقليم والعربية منها بخجل في الشجب والاستنكار أمام شعب يذبح بدم بارد, والحقيقة المؤلمة ان أغلبها أنظمة تابعة للمشروع الصهيوأمريكي تنفذ تعليمات الغرب المتصهين دون اعتراض.
وشدد الخبير الأردني على أن حال الشعب الفلسطيني لا يقل او يزيد عن ما آلت إليه الأزمة السورية, التي فقدت عناصر الحل السياسي لتستمر مبادرات التفكيك والتقسيم والتهجير والحرب بالإنابة على الجغرافيا السورية.
وأشار إلي أن تشعب جزيئيات هذا الصراع وتنامي الدور التركي في زعزعة استقرار المنطقة, لا يقل همجية ووحشية على ممارسات الكيان الصهيوني في فلسطين المحتله, لتأتي التساؤلات الموضوعية حول : لماذا هذا الاهتمام في ممارسات الكيان الصهيوني والتغاضي عنها من المشروع الامبراطوري العثماني الأردوغاني في شمال شرق سوريا هي بالمجمل هندسة مشتركة لشكل الصراع القائم وتحالفاته في تحقيق أهداف تركية صهيونية مشتركة في بؤر التوتر وعدم الاستقرار , سواء من خلال تعزيز الأداة العسكرية ومصانع الأسلحة , وبقاء الوضع القائم يتغذى على الهجمات الإرهابية المتعددة حيث يوظف العدوان الصهيوني والتركي أدواته بشكل محترف, لتنفيذ عملياته الهجومية سواء على الأراضي المحتلة وشمال الشرق سوريا.
وهو الأمر الذي يجعل خيارات الدولة السورية وحلفائها موضع الدفاع أما الاستراتيجية الأمريكية التي تنفذها بالإنابة على الجغرافيا السورية, فمساعي الولايات المتحدة استمرار التوتر والتصعيد في الملف السوري , يشكل أحد اهم البدائل السياسية لاستثمار الضغوط القصوى في الجبهة الإيرانية والروسية بحكم حضورها على الأراضي السورية, وتمثل أطراف داعمة وحافظة للدولة السورية من الانهيار والتفكك,ومواجهة تقاطع المصالح بين القوى الكبرى في مسرح الأحداث.
وبحسب الخبير فإن ما تظهره مؤشرات وردود الفعل المتباينة من الاطراف الاقليمية الحليفة للمعسكر الغربي, تجد أن السياق الاستراتيجي الناظم للصراع في سوريا ليس من الأولويات التي تمنع أو تشجب السلوك العدواني التوسعي التركي, الذي يعمل بشكل حثيث الى تفكيك واحتلال الأراضي السورية, المعززة للوجود الإيراني والروسي في إطارها السياسي والعسكري لذا تتعمق جذور الرؤية لشكل ما يسمى حرب الإنابة ضمن هذا الصراع المبرر للعرب كغيرهم من الأطراف الإقليمية التي تحتكم في سياساتها إلى تبعية مطلقة لنفوذ وسيطرة المشروع الصهيوامريكي فيها.
أكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن تركيا ستبدأ دفع ثمن جزء من وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي بالروبل.
وأُعلن ذلك أولا في بيان للكرملين مساء الجمعة بعد أكثر من أربع ساعات من المحادثات بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الأسود.
وتقود الولايات المتحدة جهودا دولية لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا في فبراير.
لكن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت البقاء على الحياد في الصراع بسبب اعتمادها الكبير على الطاقة الروسية.
وكانت روسيا مصدر حوالي ربع واردات تركيا من النفط و45 في المئة من مشترياتها من الغاز الطبيعي العام الماضي.
وقال إردوغان لصحفيين أتراك خلال رحلة العودة من سوتشي “نحن، تركيا، بابنا مفتوح للجميع”. وأضاف “من الأمور الجيدة التي حدثت في زيارة سوتشي هو أننا اتفقنا على (مسألة الدفع) بالروبل مع (فلاديمير) بوتين”.
وتابع “بما أننا سنقوم بهذه التجارة بالروبل سيدر ذلك الأموال على تركيا وروسيا”.
ولم يوضح إردوغان ولا المسؤولون الروس أي جزء من الغاز سيغطى بمدفوعات الروبل.
ومن شأن تجنّب دفع ثمن الغاز بالدولار مساعدة تركيا على حماية احتياطاتها المتناقصة من العملة الصعبة.
وأنفقت الحكومة التركية عشرات مليارات الدولارات العام الماضي في محاولة لدعم الليرة التركية في مواجهة تدهورها خلال أزمتها الاقتصادية الأخيرة.
وتحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط على مستوردي الطاقة الروسية لعدم الدفع بالروبل بهدف الحد من قدرة موسكو على شن حربها ضد أوكرانيا.
دجوار أحمد آغا
تقوم الشعوب بثورات من أجل إحداث تغيرات في حياتها وطريقة عيشها وأسلوب ممارستها لإدارة نفسها، الأمثلة كثيرة (ثورة الشعب الفرنسي ضد لويس السادس عشر والهجوم على سجن الباستيل، ثورة الشعب الجزائري ضد فرنسا وتقديم مليون ونصف شهيد، ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا ضد القيصر نيقولاي رومانوف الثاني، ثورة الشعب الكردستاني ضد النظام القمعي الفاشي التركي،) بينما تقوم الأنظمة بالانقلابات ضد بعضها البعض وتسميها ثورات ويكون هدفها استلام السلطة والسيطرة على ثروات ومقدرات الشعب والوطن.
شعوب الشرق الأوسط لا تتقبل بسهولة فكرة الاحتلال والاستعمار والعبودية، فهي لديها ميراث كبير من المقاومة والصمود في وجه الغزاة والطامعين في ثرواتها، إلى جانب غناها بالثروات الطبيعية كالنفط والحبوب والمياه. لذلك نرى بأن أنظار العالم كله تتجه نحو هذه المنطقة من أجل السيطرة عليها واستغلالها وفرض الخنوع والذل والتبعية عليها.
لكن هذه الشعوب وفي مقدمتها الشعب الكردي الذي خرج من أحشائه قائد مفكر عظيم وضع خارطة طريق له ولكل شعوب المنطقة والعالم من أجل الخلاص من ظلم وطغيان الأنظمة المستبدة الحاكمة، يُدعى عبد الله أوجلان. هذا القائد المفكر الذي كنّا بحاجة ماسة له لينير لنا طريقنا ويضع نظرية ثورية تسير وفقها لنصل إلى تحقيق طموحاتنا وأهدافنا في الحرية والعيش بسلام.
وفق هذه الرؤية الفكرية والمنهج العلمي التحليلي الذي رسمه هذه القائد، سارت شعوب المنطقة وكما قلنا في طليعتها الشعب الكردي الذي التف حول حركة حرية كردستان منذ بداية تأسيسها في أواخر سبعينيات القرن المنصرم وخاض معها الكفاح تلو الكفاح وحقق الكثير من المكتسبات والإنجازات أخرها وليس الأخير فوز حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في كردستان وتركيا وضمن ظروف وشروط قاسية للغاية، حقق الحزب المركز الثالث على المستوى العام وحصل على 81 نائباً في البرلمان.
أما هنا عندنا في سوريا التي بدأت شرارة ثورتها الحقيقية خلال أحداث انتفاضة قامشلو في الثاني عشر من آذار 2004 والتي من خلالها برز الشعب كقوة جماهيرية حاشدة وقادرة على الوصول الى ما تريده وعلى طريقتها الثورية. حيث سبقت القوى والأحزاب السياسية وسارت في طريق الانتفاضة العارمة والتي هزت أركان الحكم في دمشق مما دفع بقادتها الى الإسراع في حل الموضوع وتدخل الوسطاء والعشائر والأحزاب السياسية وغيرها. لكن الشعب لم يستكين وبدأ ينظم نفسه وفق مبدأ الدفاع الذاتي والحماية الذاتية حيث نشط خلال المرحلة من 2004 ولغاية 2011 المناضلين الثوار بين الشعب واستطاعوا ان ينظموا الشعب من خلال عقد الاجتماعات الجماهيرية وشرح طرق المقاومة والكفاح لنيل الحرية.
عند بدء الاحتجاجات بشكل علني في 15 اذار 2011 في درعا بجنوب سوريا، شارك أبناء الشمال السوري وبفعالية في هذه الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية والعدالة. ولكن فيما بعد عندما تحولت هذه الاحتجاجات إلى ما يشبه الحرب الأهلية وتم عسكرتها من الطرفين (ما سمت نفسها بالمعارضة والنظام) قرأت القيادة السياسية الكردية ذات الخط والنهج الثوري التحرري المشهد السوري بشكل صحيح حيث امتنعت عن الانضمام إلى أي طرف من طرفي النزاع وانتهجت الخط الثالث المتمثل في حماية الشعب والحفاظ على مكتسباته الوطنية وبنيته التحتية ساعية في الوقت نفسه إلى لعب دور محوري وهام في مسألة حل الأزمة بحيث يكون الحل سورياً دونما تدخل من جانب الدول الإقليمية تحديداً وبضمانات دولية من قوى داعمة فعلية للشعب السوري.
نتيجة هذا التوجه السياسي المغاير لما هو موجود على الساحة السياسية التقليدية في الشرق الأوسط بين معارضة وموالاة، تم إبعاد الممثلين الحقيقيين للشعب السوري عن المباحثات بين طرفي النزاع وفق قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في 2015. على الرغم من أن شعوب شمال وشرق سوريا كانت قد حققت بعد ثورة 19 تموز 2012 التي انطلقت من كوباني في روج افا لتمتد وتشمل معظم مناطق شمال وشرق سوريا وتحقق أول أهدافها في اعلان الإدارة الذاتية في الجزيرة بتاريخ 21 /1 / 2014 بعد اتفاقهم على تشكيل عقد اجتماعي يتضمن حقوق وواجباتهم جميعاً.
اعتمدت ثورة 19 تموز على نهج وفكر علمي تحليلي يأخذ طبيعة مجريات الأحداث والتاريخ بعين الاعتبار ويستند إلى ارث فكري فلسفي يعتمد مبدأ الديالكتيك في ربط تطور المجتمعات وفق الحضارة العصرانية الديمقراطية في مواجهة الحداثة الرأسمالية التي أصبحت كغول ضخم يبتلع الشعوب بشكل وحشي.
هذه الثورة أصبحت نجمة ساطعة في سماء كفاح ونضال المرأة من أجل تحقيق ذاتها وحريتها، خاصة بعد أن استطاعت أن توقف زحف التطرف الإرهابي تحت مسمى “تنظيم داعش” الموغل في الاجرام والوحشية.
أظهرت هذه الثورة أهمية التحرر الفكري وتغيير الذهنية الذكورية السلطوية والسعي لتحقيق مجتمع أخلاقي سياسي بيئي يتخذ من حرية المرأة أساساً له ويعمل من أجل بناء اقتصاد كومينالي ويحقق العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الصلح كعرف اجتماعي دنما الحاجة إلى القانون الذي هو من مفرزات الدولة والسلطة.
رغم الوضع الصعب والظروف القاسية التي تمر بها معظم المناطق السورية، إلا أن وهج ثورة 19 تموز ما زال يشّع كشمعة في عتمة الليل تنير الطريق وتعطي فسحة أمل لكل المناطق السورية سواء المحتلة من جانب تركيا أو تلك القابعة تحت سلطة وسيطرة النظام.
لذا يجب علينا أن نقف جميعاً مع هذه الشمعة ونحميها بكل قوتنا وامكاناتنا الذاتية ونطلب من أصدقائها شعوب العالم أن يقفوا معنا في مواجهة الاعتداءات والتهديدات المستمرة والمتكررة وخاصة من جانب نظام أردوغان الفاشي القمعي الذي رسم خطوط حمراء منذ بداية الأزمة السورية وتم تجاوزها بكل أريحية من جانب النظام وروسيا وإيران دون أن يحرك ساكناً، اللهم أنه أجرى مقايضات كبيرة وكثيرة على حساب دماء وتضحيات السوريين تخلى بموجبها عن دعم من كان يسميهم بالثوار مقابل أن يحتل مناطق في الشمال السوري.
https://alshamsnews.com/2022/06/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d8%af%d9%81-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1.html
تصاعدت خلال الأيام الأخيرة الضغوط الدبلوماسية والعسكرية فى سوريا والعراق ضد الوجود العسكري التركي بالبلدين.
وأدي القصف التركي على مصيف زاخو بمدينة دهوك شمال العراق والذي أسفر عن قرابة 30 قتيلا وجريحا فى حالة من الغضب الشعبي ضد تركيا.
ومنذ وقوع الجريمة، ندد العراق بالوجود العسكري التركي على أراضيه، ودعا أنقرة إلى سحب قواتها.
وطالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية، “حيث أن تواجد هذه القوات غير شرعي ولم يكن بطلب من الحكومة العراقية، وليس هناك أي اتفاق أو اتفاقية عسكرية أو أمنية بهذا الخصوص… تواجدها سيؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني وخلق حالة من عدم الاستقرار”.
وأضاف حسين في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن القصف الذي تعرضت له مدينة دهوك بإقليم كردستان شمالي العراق الأسبوع الماضي: “نؤكد أمام المجتمع الدولي أجمع ومن خلال المجلس الموقر، بعدم وجود أي اتفاق أمني بين العراق وتركيا بشأن السماح للقوات التركية التوغل داخل الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني التركي، مقابل إصرار تركيا على وجود هكذا نوع من الاتفاق”.
وكان حسين استبق الجلسة بالتأكيد على أن القوات العسكرية التركية هي من قصفت المنطقة السياحية في دهوك وأوقعت ضحايا وإصابات بين المدنيين، ولا مجال للإنكار من قبل الجانب التركي، وهو عمل مدان ويجب تعويض الضحايا من جراء هذا الاعتداء.
وتابع: “هناك نحو 4 آلاف عسكري تركي على الأراضي العراقية و100 نقطة عسكرية تركية وقواعد عسكرية وهذا يعني أن القوات التركية تتواجد في عمق الأراضي العراقية”.
وطالب بتشكيل لجنة دولية لحسم موضوع تواجد القوات العسكرية التركية وحزب العمال الكردستاني وإخراجهما من العراق لأن “هذا التواجد غير مقبول وغير مؤطر قانونيا بين البلدين”.
وأضاف: “كما نذكر بأن الجانب التركي هو المتسبب بهذه الأزمة من الأساس، من خلال مبادرة أنقرة مع حزب العمال الكردستاني التركي عام 2013، المتضمنة في إحدى فقراتها مطالبة مسلحي الحزب بالانسحاب من تركيا إلى داخل الأراضي العراقية متجاهلين بشكل كامل مشاغلنا الأمنية وحقنا السيادي على أراضينا”.
ولفت إلى أنه “وضمن هذا المقام، ترفض حكومة العراق نهج تركيا في تصدير مشاكلها الداخلية إلى العراق وألا تكون تسوية مشاكلها على حساب العراق، وفي الوقت ذاته، تؤكد حكومة بلادي أن السلطات الأمنية الاتحادية التي من مهامها حفظ أمن الحدود تنسق مع السلطات الأمنية وقوات البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة التنظيمات المسلحة والإرهابية”.استهداف القنصلية
وفى سياق أخر ، أفاد مصدر أمني عراقي ليل الثلاثاء/الأربعاء بتعرض محيط القنصلية التركية في مدينة الموصل شمال العراق لهجوم صاروخي.
ونقلت قناة السومرية عبر موقعها الإلكتروني عن المصدر الأمني قوله إن “محيط القنصلية التركية في الموصل تعرض لقصف بصاروخين”.
وأضاف المصدر أنه “تم تسجيل أضرار مادية بعدد من العجلات المدنية نتيجة استهداف محيط القنصلية التركية”.
الجيش السوري يهدد تركيا
الغضب ضد الوجود التركي انتقل من بغداد لدمشق حيق أكد الجيش السوري استعداده للتصدي للجيش التركي في حال شن عملية عسكرية في مناطق شمال سوريا.
وقال المكتب الصحفي في الإدارة السياسية التابعة للجيش السوري في بيان الثلاثاء: “مع تزايد حدّة الاستفزازات التي يمارسها النظام التركي على الأراضي السورية خلال اليومين الماضيين والاعتداءات على مناطق مختلفة وعددٍ من مواقع قواتنا المسلحة، نؤكد أن جيشنا الباسل جاهز للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل هذا النظام وتنظيماته الإرهابية”.
وتشهد مناطق ريف حلب والرقة والحسكة تصعيداً وقصفاً متبادلاً بين قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة والجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.
إلى ذلك أكد مصدر فيما يعرف بالجبهة الوطنية للتحرير “مقتل 3 وإصابة في قصف طال قصف قاعدت للجيش التركي في قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي”.
وأكد المصدر أن “مصدر القصف هو قوات سوريا الديمقراطية وأن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الوطني والجيش التركي من جهة وقوات قسد بالرشاشات والمدفعية على محور قرية الدغلباش على أطراف بلدة الباب بريف حلب الشرقي”.
وحشد الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية الموالية له آلاف المقاتلين في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي وريفي الرقة والحسكة لشن عملية عسكرية لفرض منطقة أمنة بعمق 30 كيلومترا عن الحدود السورية التركية.
ونشر الجيش السوري المئات من جنوده معززين بالأسحلة الثقيلة في مناطق ريف حلب الشرقي والرقة منذ منتصف الشهر الماضي بعد تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على تلك المناطق.
استهداف قاعدة تركية بحلب
على صعيد آخر، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل جندي ضمن القوات التركية متأثراً بجراحه جراء الاستهداف البري للقاعدة العسكرية التركية في كلجبرين بريف حلب الشمالي، ليرتفع تعداد القتلى الأتراك في الاستهداف إلى 2، وسط معلومات عن وجود جريج آخر من القوات التركية، وحراس القاعدة العسكرية.
وسقطت قذائف مدفعية قرب القاعدة التركية في بلدة كلجبرين بريف حلب، مصدرها مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام في ريف حلب، مما أدى إلى اندلاع النيران في الأراضي المحيطة بالقاعدة، مع ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا، أمس بأن محاور مارع وحربل بريف حلب الشمالي، شهدت اشتباكات بين وقصف صاروخي متبادل بين فصائل “الجيش الوطني” والقوات التركية من جهة وقوات النظام والقوات الكردية من جهة أخرى.
كما رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام السوري بعد منتصف ليل أمس وفجر اليوم، استهدف مناطق في سفوهن والبارة وفليفل وبينين ضمن جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما أصيب شخص بجراح جراء قصف بري لقوات النظام، طال منطقة كفرتعال بريف حلب الغربي، في حين حلقت طائرات استطلاع روسية في أجواء جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
حذرت تقارير دولية من مخاطر كبيرة تستهدف الأقليات الدينية فى سوريا فى ظل التهديدات التركية بشن غزو جديدة لمناطق بشمال سوريا.
وشبهت شخصيات دولية ما تمارسه تركيا بحق الأقليات الدينية بسوريا بأنه لا يختلف عما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي.
ووفقاً لنادين ماينزا وهي رئيسة سابقة للجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية والتي تم تعيينها حديثا رئيسة لأمانة الحرية الدينية الدولية، فإن مصير الأقليات في المنطقة على المحك: “وإذا سقطت هذه المنطقة ( في يد تركيا)، لن يبقى مسيحيون أو أيزيديون”.
من جهته، يرى كليف سميث مدير برنامج واشنطن بمنتدى الشرق الأوسط، وريتشارد غزال المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن المسيحيين الأمريكية، وديليمان عبدالقادر رئيس مجموعة أصدقاء كردستان الأمريكية أن أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، والحرب الأهلية الدائرة في سوريا مآساتان تعرض لهما بشكل كبير للغاية المسيحيون والأيزيديون وغيرهما من الأقليات الدينية في المنظقة.
ويضيف سميث وغزال وعبد القادر في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن كثيرين ممن نجوا من القتل أُرغموا على ترك المنطقة تماما، مما أسفر عن انخفاض كبير للغاية في أعداد أفراد طوائفهم. ومع ذلك فإنه حتى رغم كل ذلك، لم تنته المآساة- وربما بدأت لتوها. فالناجون من الإبادة الجماعية التي نفذها داعش يتعرضون الآن لتهديد العدوان من جانب تركيا، التي تُعرض للخطر الآن الهياكل والمؤسسات الاجتماعية التي تم إقامتها لحمايتهم.
فمنذ 2016، غزت تركيا شمال سوريا ثلاث مرات، حيث قامت بتوسيع نطاق أراضيها في كل توغل متعاقب يتم تنفيذه تحت ذريعة محاربة الإرهاب. ومرة أخرى يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو شامل لشمال سوريا، ليكمل على ما يبدو إقامة منطقة عازلة”ضد الإرهاب” على طول الحدود التركية السورية التي سوف تمتد مسافة 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
ومع ذلك، فإنه في هذه الحالة يعتبر التاريخ خير دليل. فمنذ 2016، أصبحت الأراضي التي قامت تركيا بغزوها والسيطرة عليها مركزا للجماعات الجهادية التي تدعمها تركيا، والتي تحكم أراضيها وفق الشريعة الاسلامية. ومن الممكن أن تؤدي تهديدات تركيا إذا تم اكتمالها إلى نزوح حوالي مليون شخص. ومثل هذا العدوان يمثل تهديدا مباشرا ليس فقط لمصالح هذه الأقليات، وأراضيها، ومعايشها، ولكن أيضا لحياتهم نفسها. ويقول سميث وغزال وعبد القادر إن تهديد أردوغان القوي والغامض بـ” الانقضاض عليهم فجأة في ليلة من الليالي” لايترك مجالا للشك بالنسبة لنواياه. وليس سرا في واشنطن أن السفارة التركية تسعى للحصول على تأييد الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة. وعلى الجانب الآخر، بدأ تحالف منظمات متنوعة العمل بالفعل لمواجهة هذا العدوان.
وأضافوا أن الأمر سيتطلب قدرا هائلا من القدرات الفكرية لتأكيد وتصديق أن أردوغان يحاول حقيقة إقامة أي نوع من المنطقة الأمنية المشروعة. ومن الواضح أنه يسعى فقط للقضاء على خصومه وتوسيع نطاق سيطرته الجغرافية السياسية.
وقد قاتل المجلس العسكري السوري، وهو ميليشيا مسيحية، كجزء حيوي من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ضد داعش وغيره من الجماعات المتطرفة. وطوال حوالي عقد من الزمان، عكف المجلس العسكري السوري على حماية المسيحيين السوريين في شمال سوريا، والآن يجد نفسه في مرمى النيران التركية. وذكر تقرير نشره مركز ويلسون مؤخرا ذلك بوضوح، وقال” ما كان في وقت من الأوقات /صراعا تركيا كرديا / أصبح يؤثر الآن على كل جماعة دينية وعرقية في شمال سوريا، ومنطقة كردستان في شمال العراق، ومنطقة سنجار في غرب العراق”.
ويرى سميث وغزال وعبد القادر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها تركيا القيام بمناورة مماثلة. وفي الحقيقة ستكون هذه هي المرة الرابعة منذ 2016 . ومنذ آخر غزو في عام 2019، انتهكت تركيا الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الولايات المتحدة بعمليات قصف جوي متكررة على المدن المدنية.وحديث أردوغان في الوقت الحالي يعكس اعتزامه امتلاك الأراضي السورية الممتدة حتى الحدود العراقية تماما. وهذا الأمر سوف يسفر عن نتيجة دموية بوجه خاص.
ولا تقوم تركيا فقط بطرد المسيحيين والاقليات الدينية العرقية الأخرى، فهي تسعى أيضا لأن يحل محلهم نحو 6ر3 مليون من اللاجئين السوريين الموجودين داخل الحدود التركية حاليا.
واختتم سميث وغزال وعبد القادر تقريرهم بأن موافقة تركيا المهمة والمشروطة على طلبات السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الناتو أدت إلى أن يتجاهل الكثيرون في أنحاء العالم قائمة جرائم تركيا الطويلة، التي تتعارض جميعها مع قيم الناتو. كما أن استمرار مبيعات الأسلحة الغربية لتركيا سوف يعزز تهديد تركيا الوجودي للأقليات الدينية العرقية في المنطقة. ومثل هذه الأقليات، التي يعتبر الكثير منها من الحلفاء الأكثر ولاء لأمريكا في المنطقة، يجب عدم التخلي عنها من أجل إرضاء تركيا.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/07/%d9%8a%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d9%81%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%85%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84.html
وقع أعضاء الناتو الثلاثون، الثلاثاء، على بروتوكولات انضمام السويد وفنلندا، وأرسلوا طلبات عضوية الدولتين إلى عواصم دول الحلف للحصول على الموافقات التشريعية.وستعزز هذه الخطوة زيادة عزلة روسيا عقب غزوها لأوكرانيا في فبراير والصراع العسكري الدائر هناك منذ ذلك الحين.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: “إنها حقا لحظة تاريخية لفنلندا والسويد وحلف شمال الأطلسي”.
وقد وافق السفراء والممثلون الدائمون الثلاثون رسميا على قرارات قمة الناتو، الأسبوع الماضي، حيث اتخذ الحلف قرارا تاريخيا بدعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف العسكري.
وشاركت وزيرة الخارجية السويدية آن لينده ونظيرها الفنلندي بيكا هافيستو في المناقشات النهائية في مقر المنظمة في بروكسل الاثنين.
وقال وزير الخارجية الفنلندي، الثلاثاء، قبل توقيع بروتوكولات الانضمام “نأمل في أن تتم المصادقة بسرعة”.
من جانبها، قالت نظيرته السويدية” “توقيع بروتوكولات الانضمام يمنحنا مكانة البلد الضيف” في الحلف.
وأعلن ستولتنبرغ، قبل أن يوقع سفراء الدول الأعضاء في الحلف هذه البروتوكولات، خلال احتفال أقيم في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أن “توقيع بروتوكولات الانضمام يطلق عملية المصادقة في كل من الدول الأعضاء”.
وأضاف “عندما نصبح 32 عضوا سنكون أقوى (…) في وقت نواجه فيه أخطر أزمة أمنية منذ عقود”.
وذكر بأنه “بعد أسابيع من المحادثات المكثفة حول المخاوف الأمنية التي طرحتها تركيا، تم التوصل إلى أرضية مشتركة ودعت قمة مدريد البلدين المرشحين للانضمام إلى الناتو”.
ورغم موافقة الحلف، لا تزال موافقة البرلمان التركي تشكل عائقا أمام انضمام الدولتين لعضوية الناتو.
ووافقت تركيا على إطلاق هذه العملية خلال قمة قادة الحلف في مدريد، لكن الرئيس رجب طيب إردوغان ذكّر الدولتين الشماليتين بالشروط الواجب توافرها.
وقال في مؤتمر صحفي: “إذا قامتا بواجبهما، سنقدم (مذكرة التفاهم) إلى البرلمان (لإقرارها). وإذا لم تفعلا ذلك، لن نرسلها إلى البرلمان”.
وأشار أردوغان إلى “وعد قطعته السويد” بشأن “ترحيل 73 إرهابيا”. وجاء هذا الوعد في مذكرة وقعها قادة الدول الثلاث في مدريد، الثلاثاء، قبل افتتاح القمة.
وتطالب أنقرة ستوكهولم منذ سنوات بترحيل مقاتلين أكراد وأشخاص مقربين من حركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بمحاولة الانقلاب في يوليو 2016.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/07/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ac%d8%a7%d9%86%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%8a%d8%ae%d8%b6%d8%b9.html
https://alshamsnews.com/2022/06/%d9%87%d9%84-%d8%ad%d9%82%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%b2%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%89-%d9%85%d8%b9%d8%b1.html
دجوار أحمد أغا
أساسيات وجود الحياة على كوكبنا، وبقاء الكائنات حية منذ ملايين السنين تكمن في ثلاثة أمور جوهرية لكل الكائنات الحية، وهي الغذاء والتكاثر والحماية. هذه الأمور يحتاجها كل كائن حي، وهي موجود في كينونته تكمل بعضها البعض، بدون أحداها لا يمكن أن تستمر الحياة كونها مترابطة ومتداخلة بشكل وثيق.
نأتي الأن إلى الانسان فهو حسب التطور الطبيعي للكائنات الحية يُعتبر الكائن الأكثر خبرة وتطوراً واستخداماً للعقل والفكر. حيث اخترع الكثير من الأشياء طور من خلالها أساليب العيش والحماية وغيرها من الأمور التي تساعده على تحسين نوعية غذائه والعيش بسلام. لكن بالمقابل ظهر نوع أخر اجرامي وذو تفكير اناني نرجسي يعمل من أجل عالمه الخاص، يبغض العام ويسعى للسيطرة عليه مستخدما العقل البشري في اختراع أسلحة دمار شامل ومؤامرات ودسائس بحق الشعوب والأمم بحيث يبقى هو سيد العالم متحكماً بكل مفاصل الحياة من خلال القوة المفرطة. برز هذا العقل الاجرامي مع ظهور النظام الذكوري والذهنية السلطوية المسيطرة على الشعوب بعد بناء نظام الدولة والتحكم برقاب ومقدرات الشعب من خلال ادواتها القمعية.
مقالنا مخصص للمقاومة الأسطورية التي تسطرها قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان في مواجهة الوحشية والهمجية التي تشنها “مدنية” الجمهورية التركية ضد شعبنا الكردي وحركة حرية كردستان. هذه المقاومة التي بدأت مع ولادة الخط الثوري الفكري الذي اعتبر كردستان مستعمرة دولية ولا بد من تحريرها من خلال مجموعة من الطلبة الثوريين الكرد والترك في بداية سبعينيات القرن الماضي في تركيا ومن ثم تحولت فيما بعد إلى حزب سياسي مكافح ومناضل من أجل هذه الفكرة وهذا الهدف، ألا وهو حزب العمال الكردستاني في 27 / 11 / 1978.
لم يتوقع النظام التركي أن تتطور هذه الحركة وتستطيع بناء الانسان الكردي الثوري المؤمن بعدالة قضيته والمستعد للتضحية بروحه وجسده في سبيلها بسهولة. خاصة مع زرع عملاء لها داخل الحركة. وعندما لم تستطع أن تُسيطر على الأمر، قامت بالضربة العسكرية في 12 أيلول 1980 بقيادة رئيس أركان جيشها حينها “كنعان ايفرين” والذي يُعد الانقلاب الأكثر دموية في التاريخ الحديث. حيث بدأت القوات الأمنية وقطعات الجيش والجندرمة باعتقال كل من تعاطف مع حركة حرية كردستان، لا بل وصل بهم الأمر إلى اعتقال كل من تجرأ ونطق بالكردية. لم تعد السجون تتسع للمزيد من السجناء والمعتقلين، فعمد النظام الى جعل المدارس معتقلات وتجاوزت أساليب التعذيب التي ارتكبتها قواته بحق المعتقلين والسجناء حدود العقل البشري وقدرة الانسان على الاحتمال.
في مواجهة ذلك أشعل القائد الثوري مظلوم دوغان (كاوا العصر) النار بنفسه لتتقد شعلة النوروز في ليلة 20 اذار 1982 ومن بعده قام رفاقه قادة الحركة محمد خيري دورموش وكمال بير وعلى جيجك وعاكف يلماز بمقاومة مختلفة من نوع آخر الا وهي “صيام الموت” أو الاضراب عن الطعام حتى الموت بإصرار وعزيمة لا تلين. كانت هذه المقاومة كافية لإبقاء الحركة على قيد الحياة بعد أن كانت على وشك الانتهاء من خلال عملاء الداخل التصفويون وعمليات التعذيب الوحشية بحق السجناء.
لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، استمرت الأنظمة المتعاقبة على تركيا في ممارسة كل أنواع العنف والترهيب والقتل بحق المناضلين السياسيين لشعبنا الكردي. فكان اغتيال وداد أيدن ومحمد سنجار وموسى عنتر وطاهر الجي وغيرهم من خيرة أبناء شعبنا على يد عصابات الدولة الفاشية وتسجيل الجريمة تحت بند “فاعل مجهول”. إلى ذلك استمرت هذه الأنظمة بممارسة سياساتها القمعية والتدميرية بحق كردستان فقامت بتجريد عشرات ومئات الحملات العسكرية العدوانية الضخمة ضد كردستان وتجاوزت الحدود المرسومة مع جنوب كردستان في أكثر من مرة وتحت حجة حماية أمنها القومي.
اللافت للنظر أنه كان البرلمان التركي دوما يصوت لصالح هذه الحملات معارضة ومولاة. أي أنهم متفقون على الحسم العسكري للقضية الكردية. لكن قوات الدفاع الشعبي التي لها ميراث وتاريخ نضالي يستند الى ارث مظلوم دوغان ومعصوم قورقماز (عكيد) الذي أطلق حملة 15 آب 1984 العسكرية في مواجهة الحرب المدمرة، وحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر. هذه القوات الثورية طورت اساليبها النضالية في مواجهة الأسلحة التي تستخدمها الأنظمة الفاشية حتى تلك المحرمة دولياً. أمام هذه الروح العالية للمقاومة والإرادة الحرة، انهزمت وانكسرت وتراجعت قوات الفاشية التركية في جميع حملاتها السابقة والتي كانت تسميها مسميات مختلفة (الفولاذ1995، المطرقة 1997، الشمس 2008، مخلب النسر ومخلب النمر 2021، والآن قفل المخلب منذ 14 نيسان 2022).
هذه الحملة الأخيرة التي بدأت في الرابع عشر من نيسان المنصرم لا تختلف عن سابقاتها بشيء سوى بكثافة القوات المشاركة وضراوة المعارك والاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية. وفي الجهة المقابلة نرى قوات الدفاع الشعبي قد جعلت من مناطق آفاشين ومتينا والزاب ورخلة وخاركوك وغيرها من المناطق الكردستانية مقبرة للغزاة وتوقع يوميا بين صفوفهم العشرات من القتلى والجرحى الذين لم تعد تسعهم المستشفيات، مما تضطر حكومة الحرب الى إخفاء عدد قتلاها وعدم الإعلان عنهم وخاصة أبناء الطبقة الكادحة الفقراء الذين تزج بهم في هذه الحرب المدمرة. إن قوات الدفاع الشعبي التي جعلت من هذه الجبال الموحشة والوديان السحيقة والكهوف المرعبة أماكن عشق للحياة الحرة واستطاعت ان تدجن الصقور والغزلان. لا يصعب عليها أن تبتكر وتخترع أساليب جديدة وتكتيكات حديثة لمواجهة آلة الحرب الجهنمية والتكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها القوات الغازية وهي تقوم بواجبها على أكمل وجه.
لكن نحن ماذا علينا أن نفعل؟ برأي الشخصي المتواضع أرى بأنه يجب على كل إنسان يعتبر نفسه انساناً ومؤمن بعدالة قضية شعبنا في العيش بحرية وكرامة فوق أرض وطنه، أن يرفع صوته عالياً ضد هذه الحملات العدوانية البشعة ويطالب بوقفها وسحب قوات الاحتلال منها. كما يجب عليها أن تدعم هذه المقاومة الباسلة التي تعدت حدود العقل البشري وأصبحت ضرباً من ضروب الخيال في تصديها وبسالتها للدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المقدسة التي رويت بدماء أبنائها وبناتها الشجعان.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2021/11/%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%aa%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87.html
https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%ac%d8%a7%d9%87%d8%b2%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a3%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%b1%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b8%d9%84%d9%88%d9%85%d9%84.html