أعلن مؤسس مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، عن استعداده لنقل قواته إلى أي نقطة في العالم تتطلب وجودهم، وأكد بان لديه مابين 15 و 20 ألف مقاتل على أتم الجاهزية بدروعهم الواقية وسلاحهم وعتادهم لإعطاء الأوامر لهم بالتحرك.
وتأتي هذه التصريحات فى ظل تقارير اخبارية تشير إلي أن مؤسس فاغنر، ينوي إعادة جزء كبير من قواته النخبة إلى سوريا والتحضير لشن عملية لدحر ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابي، الذي يقوض استقرار المنطقة والسكان المدنيين بهجمات متفرقة وعمليات خطف وسطو.
وبحسب وكالة (OSINTdefender) سيتم استبدال السابقة مقاتلي فاغنر في أوكرانيا على وجه التحديد عبر جبهة مدينة باخموت، بجنود ومعدات من القوات البرية الروسية.
وكان رئيس مجموعة فاغنر قد سحب في السابق جزءًا كبيرًا من مقاتليه من سوريا، وألحقهم بقواته شرقي أوكرانيا، للمشاركة فى الحرب الروسية على نظام كييف الذى تتهمه موسكو بالتبعية للغرب والنازيين الجدد.وبحسب تقارير صحفية فقد تسبب انسحاب مقاتلي فاغنر من سوريا فى استعادة تنظيم داعش لنشاطه في البادية السورية زعزع من استقرار منطقة البادية في سوريا، كونها كانت تعاني أساسًا من فلول ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابي.
اتهامات روسية لواشنطن
وانتشرت في الآونة الاخيرة أنباء وتسريبات استخباراتية، حول قيام واشنطن بتقديم تسهيلات ودعم عسكري ولوجيستي لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
الأنباء التي أكدها رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية “سيرغي ناريشكين”، الذي قال بأن معلومات استخبارية تفيد بتلقي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تدريبات مكثفة بقاعدة التنف الأمريكية في سوريا، على تنفيذ عمليات إرهابية داخل روسيا .
وجاء ذلك في كلمة ألقاها “ناريشكين”، خلال مشاركته في اجتماع دولي حول الأمن عقد بالعاصمة الروسية موسكو.
وأوضح “ناريشكين” أن “الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو تدعم الإرهابيين والمجموعات الانفصالية في سوريا منذ عام 2011.
بينما اتهم من جانبه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه بوزراء خارجية إيران وسوريا وتركيا، واشنطن بدعمها لتنظيم داعش الإرهابي بشكل مباشر لتقويض الاستقرار في سوريا.
قائلًا: “هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إنشاء ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة” بمشاركة “داعش” من أجل زعزعة استقرار الوضع في هذا البلد”.
مضيفًا: “بحسب معلوماتنا بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بـ “جيش سوريا الحرة” في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي “داعش” ومنظمات إرهابية أخرى”.
مؤكدًا أن “الهدف واضح وهو استخدام هؤلاء المسلحين لزعزعة استقرار الأوضاع في البلاد”.
حذر خبراء وباحثون في شؤون الحركات الإرهابية والمتطرفة من خطورة العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال التركي على مناطق الشمال السوري نظرا لما تمثله من فرصة سانحة لتنظيم داعش من أجل إعادة تنظيم صفوفه.
ويري الخبراء أن هناك علاقة وثيقة تجمع بين نظام الاحتلال التركي وتنظيم داعش الإرهابي ووجود تنسيق بين الطرفين على أعلي مستوي لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية والانتقام منها بعد دورها فى إسقاط دولة داعش الإرهابية فى مناطق الشمال السوري واحباط المخططات التركية فى المنطقة.
وبحسب الخبراء فإن تنظيم داعش الإرهابي سيستغل الهجمات التي يشنها الاحتلالالتركي على مناطق الشمال السوري من أجل تنفيذ وصية خليفته الأول أبو بكر البغدادي فى الهجوم على السجون وتحرير عناصره الإرهابية من قبضة وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من أجل إعادة تنظيم الصوفوف والانتقال لمرحلة جديدة من الإرهاب بالمنطقة.إعادة إنتاج داعش
وأكد منير أديب الخبير المصري المتخصص فى شؤون الجماعات الإرهابية أن الحرب التركية ضد الشمال السوري سواء كانت الضربة الجوية التي استهدفت قوات حماية مخيم الهول أو الهجوم البري المتوقع ستؤثر على فكرة مواجهة الإرهاب فى هذه المنطقة الحساسة التي نجح تنظيم داعش فى إقامة دولته فى بعض أجزاءها .
وقال أديب أن قوات قسد هي من نجحت فى دحر التنظيم المتطرف وأسقطت دولته وتسيطر على السجون والمخيمات التي تآوي عشرات الالوف من الدواعش وأسر عناصر التنظيم فى المخيمات المنتشرة بالشمال السوري، لافتا إلي ان هذه القوات إذا واجهت حربا من تركيا فهذا يعطي مزيد من القوة لداعش ويعيد انتاج هذا التنظيم المتطرف خاصة أنه كانت هناك محاولات سابقة لهورب هؤلاء المتطرفين من السجون كما سبق وحدث فى سجن الصناعة شديد الحراسة بالحسكة بحسب وكالة هاوار.
الفوضي القادمة
وبحسب الخبير المصري فإن هناك مجموعات متطرفة على شكل خلايا نائمة ونشطة داخل مناطق شمال شرق سوريا، لافتا إلي الحرب التركية المرتقبة قد تفتح باب التعاون بين المتطرفون فى السجون، والمتطرفون فى المخيمات مثل الهول، والخلايا النائمة والخاملة وهو التعاون الذي قد يتسبب فى حدوث نوع من الفوضي بالمنطقة يمكن أن ثؤثر على استراتيجيات محاربة الإرهاب ومواجهة التنظيم المتطرف بشمال شرق سوريا وهروب هؤلاء المتطرفون من السجون مهما كانت التحصينات ومهما كانت قوة قوات الحماية المكلفة بهم.
وتطرق أديب إلي حالة الفوضي التي أحدثتها الضربة الجوية التي استهدفت قوات حماية مخيم الهول الذى يضم الالوف من أسر وعائلات داعش فضلا عن الاف المقاتلين المحتملين الذين كانوا أطفالا فى فترات سابقة والأن وصلوا لمرحلة عمرية تسمح لهم بالقتال، مشددا على أن الضربات الجوية التركية أحدثت حالة من الهرج والمرج داخل المخيم وهذا ما يؤثر على فكرة مواجهة هؤلاء المتطرفون أو علي الأفل الحفاظ على السجون التي يتواجد بها هؤلاء المتطرفون .
ويري أديب إن قرار قسد وقف التنسيق مع التحالف الدولي فى مواجهة داعش يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن السماح لتركيا بتوجيه ضربة جوية أو اجتياح بري لشمال شرق سوريا سيؤثر على جهود محاربة الإرهاب ومكافحة داعش.
ودعا الخبير فى الجماعات الإرهابية العالم أن يدرك أن أى عملية تركية ضد شمال شرق سوريا سيؤثر على الأمن العالمي بأسره وليس فقط على أمن شمال شرق سوريا أو أمن الأكراد.
وصية البغدادي
وكشف أديب أن هناك تغييرات نتجت عن مقتل خليفة داعش أبو الحسن الهاشمي القرشي وتعيين خليفة له أبو الحسين الحسين القرشي مشيرا إلي أن الخليفة الجديد قد يحاول تنفيذ وصية الخليفة الاول أبو بكر البغدادي التي ظهرت فى تسجيل صوتي تحت عنوان ” معركة فك الأسوار” التي كان يقصد فيها اقتحام السجون التي يتواجد فيها عناصر التنظيم أو حتى اقتحام المخيمات التي تآوي عائلات داعش ، مؤكدا أن العمليات العسكرية التركية قد تمثل فرصة جيدة لعناصر التنظيم لتنفيذ وصية البغدادي وهو هذا ما سيمثل خطرا وتهديدا على أمن العالم بأسره وليس على أمن الأكراد وحدهم.
وختم الخبير المصري فى الجماعات الإرهابية تصريحاته بدعوة العالم لدعم قوات سوريا الديمقراطية وعدم السماح لتركيا بماجهمة الشمال السوري لأن ذلك سيوفر مناخا وملاذا آمنا لعودة تنظيم داعش.
مخطط الهروب الكبير
من جانبه يري د.عمرو عبد المنعم خبير الحركات والجماعات المتطرفة أن داعش تعتبر أحد أدوات نظام أردوغان وتقوم المخابرات التركية بتحريك عناصر التنظيم لتحقيق مصالح أنقرة.
وأوضح أن الأتراك يستغلون حالة العداء والكراهية التي يحملها عناصر التنظيم الإرهابي ضد القوي الكردية بعد أن نجحت الأخيرة فى إسقاط دولتهم المزعومة وفق نظرية عدو عدوي صديقي.
وأكد خبير الحركات المتطرفة أن الحرب التركية على الشمال السوري تخدم داعش وتسهل هروبهم من السجون والمخيمات الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وكشف عن وجود مخطط لتصفية مخطط الهول بدعم من بعض دول الجوار لتهريب أكبر عدد ممكن من السجناء الدواعش الموجودين بمخيم الهول، مشيرا إلي أن هروب الدواعش من المخيم يعني وجود جيل رابع من إرهابيو التنظيم وانتشارهم بدول المنطقة تمهيدا لإعادة تموضع التنظيم فى المنطقة من جديد.
وأشار إلي أن بقاء مخيم الهول بشكله الحالي ورفض الدول استلام إرهابيها يخدم الدواعش بشكل كبير ويجعل من المنطقة ساحة حرب جديدة لأنه مكان لتربية الدواعش ويمكن اعتباره معسكر إعداد للتنظيم قبل العودة المرتقبة التي يجري الإعداد لها وتساعد فيها الحرب التركية على الشمال السوري.
https://alshamsnews.com/2022/12/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84.html
قال فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة، في تقرير نشر الخميس، إن الأدلة التي تم جمعها في العراق تعزز النتائج الأولية التي تفيد بأن تنظيم داعش ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المجتمع المسيحي بعد أن سيطر على نحو ثلث البلاد في عام 2014.
وذكر التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الجرائم تشمل النقل القسري للمسيحيين واضطهادهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم، والانخراط في العنف الجنسي والاستعباد وغير ذلك من الأعمال اللاإنسانية، مثل التحويل القسري للديانة وتدمير المواقع الثقافية والدينية.
علاوة على ذلك، قال الفريق إنه حدد قادة وأعضاء بارزين في تنظيم داعش المتطرف الذين شاركوا في الهجوم والسيطرة على ثلاث بلدات ذات أغلبية مسيحية في سهول نينوى شمال الموصل في يوليو وأغسطس 2014: هي الحمدانية وكرمليس وبرطلة. كما بدأ في جمع الأدلة على الجرائم المرتكبة ضد الطائفة المسيحية في الموصل.واستولى مقاتلو داعش على مدن عراقية وأعلنوا الخلافة على مساحة واسعة من الأراضي في سوريا والعراق في العام 2014.
وتم الإعلان عن هزيمة التنظيم رسميا في العراق في عام 2017 بعد معركة دامية استمرت ثلاث سنوات خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتركت مدنا في حالة خراب، لكن خلاياه النائمة تواصل شن هجمات في أجزاء مختلفة من العراق.
داعش والأسلحة الكيماوية
والتقرير المكون من 26 صفحة قدمه فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش.
وقام الفريق بتحديث تحقيقاته في تطوير المتطرفين للأسلحة الكيماوية والبيولوجية واستخدامهم لها، والهجمات على الطائفتين الأيزيدية والسنية، والإعدام الجماعي للسجناء والمعتقلين في سجن بادوش بالقرب من الموصل في يونيو 2014، والجرائم في تكريت وما حولها.
جرائم ضد الإيزيديين.
في ديسمبر 2021، قال رئيس الفريق التابع للأمم المتحدة، كريستيان ريتشر، لمجلس الأمن إن الدواعش ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سجن بادوش.
في مايو 2021، أخبر سلف ريتشر، كريم خان، المجلس أن المحققين وجدوا أدلة واضحة ومقنعة على ارتكاب تنظيم داعش إبادة جماعية ضد الأقلية الأيزيدية في عام 2014. وقال أيضا إن التنظيم المسلح نجح في تطوير أسلحة كيماوية واستخدم غاز الخردل.
وقال التقرير الجديد إن فريق ريتشر وجد أدلة على مدفوعات لعائلات أعضاء داعش الذين قتلوا أثناء نشرهم أسلحة كيماوية وسجلات مدفوعات لتدريب كبار النشطاء على استخدام الأسلحة الكيماوية.
موضوعات متصلة
https://alshamsnews.com/2022/07/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ae%d8%b7%d9%89-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%aa.html
بقلم/ مالافا علي
تصدر شعار (المرأة الحياة الحرية) كل ميادين عالم التواصل الافتراضي والفعاليات العالمية المقامة لدعم مقاومة المرأة في روجهلات كردستان (شرق كردستان) وإيران ,النساء رفعن صوتهن عالياً في وجه العنف الممارس ضدهن وتدريجياً انضمت النساء من دول الشرق الأوسط وأوروبا إلى حملة مناهضة العنف ضد النساء في إيران .
وبدأت التظاهرات النسائية ضد النظام الملالي منذ عدة أسابيع احتجاجا على مقتل الفتاة الكردية جينا أميني بتاريخ 16سبتمبر 2022في طهران بسبب تعذيب “شرطة الأخلاق” الإيرانية ومنذ ذلك الحين الاحتجاجات مستمرة في إيران وشرق كردستان.
لكن السؤال هنا ،هذا الشعار “جن جيان آزادي ” (المرأة ,الحياة , الحرية ) من أطلقهُ للمرة الأولى؟
فلسفة أوجلان
تبنت حركة تحرر كردستان بقيادة القائد الكردي والأممي عبدالله أوجلان منذ خمسونَ عاماً مع بداية النضال من أجل حرية الشعب الكردي وتحقيق حرية المرأة ورفع القيود عنها ، شعار المرأة الحياة الحرية ، ولطالما رددته النساء المنضويات ضمن الحركة المقاومة في الأجزاء الأربعة لكردستان ( كردستان سوريا, كردستان العراق , كردستان تركيا ,كردستان إيران ) .
الحراك الكردستاني إتخذ من حرية المرأة أيدلوجية له وارتبط تطور وتقدم هذا الحراك مع ازدياد عدد النساء المنضوياتِ في صفوفهِ كون قضية المرأة كونية وليست مرتبطة بحدود جغرافية أو تاريخية ما .
فالمرأة باختلاف الجغرافيا والأزمنة تعرضت لانتهاكاتٍ جسيمة مسَتْ وجودها وهويتها، وتمثل الظلم الممارس بحقها بصور عديدة أبرزُها تحويلها إلى سلعةٍ جنسية مسخرة لحاجاتِ الرجل إضافةً إلى تحويلها لِآلة إنجاب الأطفال من أجل زيادة النسل، والوسيلة الأفضل لممارسة الدين عليها ناهيك عن تحويلها إلى كائنٍ ضعيف في المنزل والعمل والمدرسة لا يحقُ لها إبداءَ الرأي والانخراط في الوسط الاجتماعي بحرية.
https://alshamsnews.com/2022/05/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84.html
المرأة الكُردية لم ترضخ طويلاً لُحكم وسلطة الرجل بل كَسرتْ القيود وأسقطتْ كُلَّ الأقنعة عن نظام الدولة الرأسمالية والدين والسياسة وعرّت حقيقتهم للخليقة، بدأت بخلع لباس الذُّل والخنوعّ لفكر الرجل ، رفضت الإمتثال لرجال السلطة والدين وخاضت النضالَ المُسلح ضد كُلّ من حاولَ أنْ يحتلَ أرضها ويقتلَ أبنائها.
ففي سوريا بدأت ثورة المرأة من مدينة كوباني (عين العرب ) واستطاعت أن تقود الثورة بكل قوة لِتُدْخِلَ الثورةَ إلى كل بيت في منطقة شمالِ وشرقِ سورية، صارتْ أيقونةً ونموذجاً للنضال والحرية ، للدفاع والتنظيم ، للتربيةِ والتدريب .
المرأة الكُردية بحدِ ذاتِها ثورة نهضت من بين الركامِ والعاداتِ والتقاليدِ الباليةِ، نفثتْ الرماد عن روحِها ،حولَتْ تاريخَ 5000 عامٍ من الانكسار والإنكار والعبودية إلى ماضٍ ولىَ ، ماضٍ يستحيل أن تسمح لهُ بالعودة حتى وإنْ دفعت الثمن من روحها ودمها ،قطعت أشواطاً طويلة في سبيلِ تحقيقِ نهضةٍ جدية لِكُل النساء من كافة المكونات ، و رغمَ كل العقبات والنكسات التي مرت بها إلى أنَّها لم تَعْدُلّ عن طريق الثورة التحريرية فتعمقت في فلسفة الحرية والديمقراطية والبيئة، وكانت أفضل من حققت المساواة في المجتمع وتحدت كل العادات والتقاليد البالية وشجعت المرأة العربية إلى التجرأ للانضمام إلى الحراكِ الثوري المقاوم لكل أشكال العنف الممارس ضد المرأة.
نساء شرق سوريا
وتتعدد صور العنف من عنفٍ جسدي ولفظي ونفسي واجتماعي وسياسي واقتصادي وفكري ، لذلك كان ينبغي للمرأة أنْ تكونَ مُنظمة ومُحنكة سياسياً ومثقفة لتستطيعَ مواجهة كل أشكال التصفية النسائية والهيمنة الذكورية.
https://alshamsnews.com/2022/09/%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%85%d9%87%d8%b3%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d8%a7.html
ففي شمال وشرق سوريا هناك مئات النساء امتطين جواد السياسة ، تُبدينَ آرائهن بحرية ومحط إهتمام من المحيط المحلي والعالمي وعليهِ في الغمار السياسي لمع بريقُ اسم الكثيرات وإنْ ذكرتُ إسما دون غيره سأظلِّمُ الكثيرات .
كذلك في الاقتصاد ،أسست اقتصادها الخاص لتعتمد على نفسها وتخرج من هيمنة وتحكم الرجلِ بحياتها وتتحررَ منَ الابتزاز الاجتماعي من الأب أو الزوج أو الأخ أو العم وحتى الابن .
في التدريب والتعليم تحولت إلى مدرسة تعليمية مليئة بالحب والمعرفة لكل الأجيال واستخدمت أفضلَ المُصطلحات التي تحررُ النساءَ والرجالَ من مُستنقع المصطلحات والمفاهيم الخاطئة .
أمّا في العدالة الاجتماعية ، وضعت قوانين خاصة بالمرأة وكتبت عقدها الاجتماعي ، عبر هذه القوانين ضبطتْ الواقع الذكوري ووضعتْ حداً لزواج القاصرات والأطفال ومنعتْ تعدد الزوجات.
ثورة الجدائل
في المجال العسكري برزت آلاف الأسماء اللواتي سطرن بطولات لن ينساها التاريخ وهيهات أن تتكررَ تلك الجسارة والبطولة ، أسست صورةً صحيحة ونموذجاً إيجابيا وسليماً للمرأة القائدة والمقاتلة على كافة الجبهات وتصدتْ لِكل القِوى الظلامية التي أرادتْ أن تقمع إرادتها وتستحوذ مجدداً على كيانها فكانت قلعةً صامدة في وجه تنظيم داعش الإرهابي على طولِ جغرافيةِ شمال وشرق سوريا ، وتصدرَ اسمُها وصورتُها، الصحفَ والمواقِعَ والكتبَ العالمية وعُرِفتْ باسمِ قوة الجدائل التي هزت عرشَ تنظيمِ داعش وحررت العشرات والآلاف من النساء الإيزيديات والعرب من بين فكي الموت والعبودية في مدن الرقة والطبقة ،دير الزور ومنبج والموصل ، وصلت إلى شنكال في كردستان العراق وساعدت المرأة هناك على تأسيسِ وحداتِها الخاصة بحمايةِ شنكال أُسوةً بوحدات حماية المرأة التي تأسست في روج آفا بتاريخ 3 نيسان 2013 في مدينة عفرين الكردية.
لكن هذهِ الثورة التحريرية والنهضة الفكرية والاقتصادية والسياسية لم تستلطفها الأنظمة الذكورية وخاصةً الدولة التركية المحتلة التي بدأت بشنِ هجماتها على هذه الثورة مستهدفةً إرادة المرأة واحتلت مدن عفرين وسري كانيه وكري سبي (تل أبيض ), واستشهدت نساء كثيرات إضافة إلى خطف واختفاء العشرات، كما حاولت تصفية التنظيم النسوي عبر استهداف ناشطات نسويات بمسيراتها وطائراتها الحربية كونها مُدركة أنَّ هذا المجتمع بات يستمدُ قوتهُ منْ المرأة الحُّرة التي جسدت الديمقراطية الحقيقة.
العديد من دول العالم والمنظمات الحقوقية النسائية استقبلن اليوم العالمي لِمناهضة العنفِ ضدَّ المرأة بفعالياتٍ واحتفالاتٍ عديدة ،إلا النساء في إيران وشمال وشرق سوريا كان الاستقبال مُختلفاً.
في إيران العشرات من النساء فقدنَ حياتهنَ لانضمامهن إلى التظاهرات المنادية بحرية المرأة وفي شمال وشرق سورية استقبلنَ يوم 25 تشرين الثاني 2022 بسقوط صواريخ تركية وطائرات حربية تقصفهن , نساءٌ ارتقينَ إلى الشهادة مثل الناشطة النسوية هدية عبدالله والإدارية جيجك ولايزال العدوان التركي مستمراً بهذه الحرب على هذهِ المنطقةِ ضارباً عرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية .
أفضل النساء اللواتي واجهن العنف والتميّز الجنسي بالقوة والتنظيم والتدريب هُنَّ النساء الكُردياتْ في روج آفا لكن تركيا تُريد أنْ ترضخَ المرأة الكُردية للاستسلام وتتخلى عن فلسفة الديمقراطية والحرية وتخنعَ للنظام الذكوري السلطوي بقيادة رجال الدين ، لكن مع كلِّ ذلك المرأة لم تتخلى عن نهجها التحرري وكما احتضنت شعار ( المرأة الحياة الحرية ) لأول مرة، لا تزال تدافع عنه بِكُّلِ ما أُتيتْ من عزيمة وإرادة لتجعل هذا الشعار شعار القرن الحالي والقادم .
أكد أمير الكرد الإيزيديين، حازم تحسين بك أن قراهم ومدنهم هدمت ولم يعاد يناؤها وتأهيلها حتى الآن، كما نزح أعداد هائلة من الإيزيديين في ظروف قاسية، ومازال مئات الألوف منهم يعيشون في المخيمات.
وأشار فى كلمة خلال الجلسة العاشرة لملتقى ميري في أربيل، اليوم الأربعاء والتي حملت عنوان “الإزيديون والمسيحيون- دعونا لا نخذلهم” أن الكثير من البنات والنساء الإيزيديات مازلن في الأسر كسبايا مشيرا إلي أن المجتمع الإيزيدي ينتظر عودة الأحياء منهن إلى عوائلهن معززات مكرمات.الاستثمار فى المناطق الإيزيدية
وبحسب وسائل إعلام عراقية، طالب أمير الإيزيدين من الحكومة العراقية بالاستثمار في البنية التحتية بمناطقهم المهدمة، منوّهاً إلى أن القادة في إقليم كردستان وعلى رأسهم نيجيرفان بارزاني، عملوا على إعادة الكثير من بناتنا ونسائنا الينا”.
وأشار أمير الكرد الإيزيديين إلي إن الديانة الإيزيدية من أعرق أديان المنطقة، وتعود جذورها إلى ما قبل الاسلام والمسيحية، وهي مبنية على السلم والتعايش والتواضع.
74 حملة إبادة
مشددا على أن الإيزيديين لم يشكلوا خطراً على أحد وعلى أي معتقد، لكنهم واجهوا عبر التاريخ 74 حملة من حملات الإبادة الجماعية آخرها على يد داعش الإرهابي.
وأضاف أنه “عند تغيير النظام السابق وتبني العراق دستوراَ ديمقراطياَ استبشرنا خيراً بأن العهد الجديد كفيل بحماية ديننا ومجتمعنا، لكننا شاهدنا ما شاهدناه من كوارث في ظل هذا النظام الجديد ما سيبقى في مخيلة أجيالنا إلى الأبد”.
منوّهاً إلى أن القادة في إقليم كردستان وعلى راسهم نيجيرفان بارزاني عملوا “على إعادة الكثير من بناتنا ونسائنا الينا، لكن هناك حاجة إلى المزيد من العمل معاً”.
و بشأن الأوضاع الاقتصادية في مناطق الإيزيدين، أشار إلى هدم اقتصادهم الذي كان يعتمد على الزراعة بالدرجة الأولى، ولم نتلق دعماً لتنشيطه مرة أخرى، كما أجبرت الكثير من عوائلنا على الهجرة وذلك يهدد وجود مجتمعنا في أرضنا”.
حازم تحسين بك شدد على أن “قضية الإيزيديين تحولت إلى مسألة سياسية وأمنية مع تدخل قوى حكومية وغير حكومية، محلية وإقليمية ودولية، وسنجار أفضل مثال على ذلك”.
أمير الإيزيديين : هذه مطالبنا
بشأن مطالب الإيزديين، قال: “نطالب من القادة وصناع القرار في محافظة نينوى وبغداد وأربيل ودول الجوار والمجتمع الدولي على تبني قضيتنا من أجل معالجتها، لأن قضيتنا لم تعد قضية محلية”.
كما طالب الحكومة العراقية بـ “الاستثمار في البنية التحتية في مناطقنا المهدمة، في مجالات التعليم وتأهيل الشباب، وتمكينهم لخدمة أهاليهم وأهالي العراق أجمع”.
ودعا إلى العمل على الحفاظ على الهوية والديانة الإيزيدية وحقوق الإيزيديين كمواطنين من الدرجة الأولى، ومنع حدوث حملات إبادة مستقبلية، وذلك بتشريع، ثم تطبيق قوانين صارمة وتثبيتها في الدستور العراقي بوضوح أكثر.
وشدد على أن “المجتمع الإيزيدي قادر على بناء نفسه بنفسه والنهوض من جديد لكن ذلك يتطلب تمكينه وحمايته من قبل الدولة”.
الأمير حازم تحسين بك خلص إلى أن القادة الإزيديين كانوا على استعداد حتى على تغيير الثوابت الدينية كي يحمون حقوق النساء الإزيديات، وإعادة تأهيلهن وتعافي مجتمعهم من آثار الإبادة”، مستطرداً أن “تحقيق هذا الأمر يستدعي الدعم من الدولة خلال تشريع القوانين وتخصيص ميزانية خاصة والاستثمار في مناطقنا المنكوبة مثل سنجار”.
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%aa%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84.html
https://alshamsnews.com/2022/08/%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d9%86-3-%d8%a3%d8%ba%d8%b3%d8%b7%d8%b3-%d8%ac%d8%b1%d8%ad-%d9%85%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%b2.html
في أكتوبر 2019، وقّع عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق، حينها، اتفاقية مع الصين فعّلت برنامج “النفط مقابل إعادة الإعمار”، تعهّدت بموجبه عشرات الشركات الصينية بالعمل في البنى التحتية العراقية مقابل تلقّي بكين 100 ألف برميل نفط يوميًا.أحيا هذا الاتفاق اتفاقًا قديمًا وقّعه عبد المهدي أيضًا مع بكين عام 2015 حمل المبادئ ذاتها لكنه حينها كان وزيرًا للنفط في عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعدما وافق العراق على الانخراط في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية مقابل توقيع اتفاق “النفط مقابل الإعمار”، والذي شملت بنوده السماح للشركات الصينية بالاستثمار بكثافة في كافة مفاصل العراق الاقتصادية مقابل تزويد الصين بعددٍ محدد من براميل النفط.
لم يُنفّذ “اتفاق 2015” بسبب التوترات السياسية التي عاشها العراق ونتج عنها تعرّض الحكومات لتغييرات وزارية متلاحقة جمّدت “صفقة الصين” حتى تولّى عبد المهدي دفّة الحُكم فأعاد إحياءه من جديد.
بموجب الاتفاقية الجديدة، فإن الشركات الصينية ستبني ألف مدرسة في العراق –مع التعهد ببحث بناء 7 آلاف مدرسة أخرى في المستقبل-، كما بدأ العمل لبناء مطار في مدينة الناصرية، و90 ألف منزل في مدينة الصدر وألف مرفق طبي، وكذلك تنفيذ عملية تحسين شاملة للصرف الصحي في بغداد وبناء “مدينة للعلوم” في شمال العراق ستتضمّن جامعة ضخمة ومعامل أبحاث وحدائق عامة، بخلاف عشرات المشاريع الأخرى في البنى التحتية العراقية تنفذها شركات صينية بتمويل من بنوكٍ صينية.
فتحت هذه الصفقة الباب واسعًا أمام الصين للتدفّق على قطاعات الاقتصاد العراقي، وهي الخطوة التي تسبّبت في اندلاع مخاوف غربية من أن تُصبح بغداد رهنًا للتنّين الصيني مثلها مثلا العديد من عواصم الدول الآسيوية الناشئة التي غرقت في أزمات اقتصادية عدة بسبب اعتمادها المُطلق على الاستثمارات الصينية.
وبعكس الغرب، تقدّم بكين مساعدات سخية للعراق دون أن تفرض شروطًا سياسية على القادة العراقيين، كتحقيق المزيد من الديمقراطية أو اتّباع سياسات إصلاحية هيكلية للاقتصاد المحلي، لذا فإن التعاون مع الصين يبدو أكثر جاذبية.
انسحاب أميركي
تأتي هذه الخطوات في الوقت الذي تقلّل فيه الولايات المتحدة من وجودها في البلاد، بعدما أعلنت انتهاء “مهامها القتالية” في العراق، وتحويل أدوار ما تبقّى لجنودها (2500 جندي أميركي، وألف جندي آخرين تابعين لقوات التحالف) إلى مهامٍ استشارية، وهو ما يعكس سعي بكين السريع لملء أي فراغ قد تخلّفه الولايات المتحدة في العراق.
على الصعيد الاقتصادي أيضًا، فإن العديد من شركات النفط الغربية بدأت في تقليص حضورها في العراق بسبب اعتبارها البلاد “بيئة استثمار محفوفة بالمخاطر” وانتشار الفساد في البلاد، أبرزها خروج شركة النفط الأميركية إكسون موبيل من حقل بترول “غرب القرنة 2” رغم المناشدات الحكومية الرسمية لها بعدم فِعل ذلك.
وتعتزم شركة “بريتيش بيتروليوم” البريطانية القيام بخطوة مماثلة مع استثماراتها في حقل “الرميل”، أكبر حقل نفطي في العراق.
نتيجة لهذه الخطوات فإن الشركات الصينية لا تتوقّف عن الاستحواذ على امتيازات حقول نفط العراق الواحد تلو الآخر.
عراق ما بعد داعش
نجح العراق في إنهاء سيطرة تنظيم داعش على أجزاءٍ شاسعة من أراضيه. لكن، رغم الانتصار فإن الثمن كان باهظًا: تداعت البنية التحتية للبلاد وبات العراق في احتياج لـ88 مليار دولار لإعادة بناء بنيته التحتية المتهالكة وفقًا لتقديرات خبراء البنك الدولي.
في المقابل، فإن نهم بكين للطاقة لا ينقطع، ما وضعها على عرش الدولة الأكثر طلبًا للنفط في العالم، لذا فإنها لا تتوقّف عن عقد صفقات تؤمّن لها البترول يمينًا ويسارًا: مع إيران، السعودية وأخيرًا العراق، الذي وضعته الصين نصب أعينها هدفًا رئيسيًا فور سقوط نظام حسين. وفي 2010 شطبت 80% من ديون العراق البالغ حجمها 8.5 مليار دولار حينها، مقابل “تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين”.
أتت هذه الخطوة أثرها وبدأت الشركات الصينية في التوغّل بالعراق شيئًا شيئًا: في 2018، استوردت الصين 27% من إجمالي نفط العراق، وبذلك دفعت الصين 22 مليار دولار من إجمالي 83 مليارًا حصدها العراق ذلك العام جرّاء بيع نفطه لدول العالم.
هذه النسبة قفزت بشكلٍ مرعب حاليًا، ففي عام 2021 وحده استوردت الصين قرابة 44% من نفط العراق لتحتّل المرتبة الأولى عالميًا في طلب البترول العراقي، بكمية زاد حجمها عن 60 مليون طن من النفط الخام.
أحد الأسباب الرئيسية في تطور التعاون الاقتصادي يتمثل في أن الصين لا تشغل بالها كثيرًا بالأوضاع الأمنية المضطربة في العراق، فهي تمتلك علاقات وثيقة بإيران وبالميليشيات العسكرية المؤيدة لها داخل العراق، ما يجعل استثماراتها تحظى بتأمين لا تناله عادةً الشركات الغربية، فلم تسحب الصين عمّالها ولا مهندسيها مهما مرّت البلاد بأوضاعٍ سيئة حتى في ظِل استيلاء متطرّفي “داعش” على ثلث مساحة العراق في أقصى اتّساع دولتهم.
العراق على ناصية طريق الحرير
في 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج عن مبادرة “الحزام والطريق” التي اعتبر أنها ستكون طريق الحرير الجديد في هذا العصر، في إشارة لشبكة الطرق المتشعّبة التي كانت تتبعها القبائل الصينية قديمًا لبيع بضاعتها حول العالم.
يحتلُّ العراق ركنًا أساسيًا في هذه المبادرة. لذا تهتمُّ بكين بتطوير علاقتها ببغداد حتى تكون حجر أساس في تواصلها التجاري بين دول الشرق الأوسط وباقي الدول التي تدخل ضمن نطاق المبادرة الصينية، وتبلغ 125 دولة وفقًا لما أعلنت بكين.
فالعراق، الذي يمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم، وموقعا جغرافيا استراتيجيا في قلب الشرق الأوسط، تعتبره الصين حجر زاويتها للسيطرة على التجارة عبر أوروبا وآسيا، فضلاً عن صلاحيته للعب دور “ممر شحن” لنقل بضائعها لدول أخرى في الخليج أو تركيا أو إسرائيل وكذلك إلى سوريا ولبنان.
وللمفارقة التاريخية فإن العراق قديمًا لعب دورًا أساسيًّا في طريق التجارة الصيني الذي حظي بدعمٍ كبير من أسرة “هان” الإمبراطورية الصينية بفضل العلاقات الوثيقة التي نمت بين الصين والعرب منذ قديم الأزل.
أكثر من مجرد تجارة
يقول جون كالابريس المحلل السياسي في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن الصين لا تقوم بكل ذلك فقط من أجل تنمية تجارتها، وإنما تسعى أيضًا لفرض وجودها في الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي بات يهيمن عليها الغرب، وخاصة الولايات المتحدة في العقود الأخيرة عقب انهيار الاتحاد السوفييتي الدولة الوحيدة التي تمتّعت بنفوذٍ مُنافسٍ في المنطقة.
أحد أشكال هذا الحضور هو ما جرى في يونيو من هذا العام، حين وقّع العراق والصين اتفاقية “إعفاء من تأشيرة الدخول” لفئاتٍ محددة من مواطني الدولتين، على رأسهم طبعًا المستثمرين، سعيًا في تسهيل عمليات التجارة بين البلدين.
الشكل الآخر للتوغل الصيني في العراق هو الإقبال الملحوظ على تعلُّم لُغة الماندرين (اللغة الصينية الرسمية) في بغداد. فبحسب اتفاقية “النفط مقابل البناء”، سيتعيّن على الشركات الصينية التعاون مع مقاولين محليين يوفّرون لها المواد الخام والقوى العاملة، وهو ما يفتح الباب واسعًا لتعاوُن مجتمعي بين الطرفين.
ثمار هذا التعاون ظهرت سريعًا في التُربة العراقية، بعدما أُعلن تدشين جمعية “الصداقة العراقية الصينية”، والتي بدأت في تقديم دروس اللغة الصينية للعراقيين.
شهدت تلك الدروس إقبالاً من رجال الأعمال العراقيين الذين يتعاونون مع الشركات الصينية في بلادهم أو يستوردون منها البضائع ويبيعونها في السوق المحلي العراقي.
أحد العراقيين المنخرطين في دروس تعلُّم الماندرين، قال “أردتُ تعلم لغتهم لأن الصين تتوسع هنا، لذا أنا اخترتها، سيكون لها اليد العُليا في المستقبل”.
أيضًا، في 2019 افتتحت كلية اللغات في جامعة صلاح الدين قسمًا لتدريس اللغة الصينية بناءً على طلبٍ ودعمٍ من القنصلية الصينية التي موّلت بناء الفصول وتزويدها بالوسائل التعليمية المناسبة، كما تحمّلت رواتب المعلمين.
عميد الكلية عبد الله فرهادي أكّد أن هذا القسم شهد إقبالاً كثيفًا رغم صعوبة تعلُّم اللغة الصينية، متمنيًّا أن يشهد قسم اللغة الإنجليزية في كُليته ذات الدعم، منتقدًا التجاهل التام للقنصليتين الأميركية أو الإنجليزية لتنشيط ذلك القسم.
هذا التمدّد الصيني ألقى بظلاله على السياسة الخارجية العراقية في تماهيها مع مواقف بكين الدولية. ففي 2019، اتّخذ العراق موقفًا مؤيدًا لسياسات الصين، رغم تعرُّض مسلمي الإيجور لانتهاكات عديدة في منطقة شينجيانغ التي تتمتّع بحُكم ذاتي. وكان العراق أحد الموقّعين على رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أشادت بجهود الصين في مكافحة الإرهاب والتطرف.
بعدها بعامٍ واحد، دافع العراق عن قانون “الأمن القومي لهونج كونج”، الذي فرض قيودًا جمّة على حرية التظاهر والتعبير ضد أي دعاوى محلية تطالب بالانفصال عن الصين، نال بسببها انتقاداتٍ غربية شديدة، لكنه في المُقابل حظي بدعمٍ من حلفاء بكين، بخاصةٍ الدول الصغيرة المكبّلة بالقيود الصينية.
في كردستان أيضًا
طموح الصين في التمدّد داخل العراق لا يتوقّف على التعامُل مع بغداد وحسب، وإنما أبدت بكين اهتمامًا أيضًا بالتواجد داخل إقليم كردستان الذي يتمتّع بحُكم ذاتي داخل الدولة.
في 2014، افتتحت بكين لنفسها قنصلية داخل أربيل، وهي خطوة برّرها نائب وزير الخارجية الصيني تشانج مينج برغبة بلاده في تقوية “علاقاتها الثنائية مع العراق وإقليم كردستان في مختلف المجالات”.
خلال جائحة كورونا زوّدت بكين الإقليم الكردي بمساعدات ضخمة من الأقنعة والمُعقِّمات والمستلزمات الطبية. وخلال العام الماضي فقط وقّع الطرفان اتفاقية بمليارات الدولارات لبناء عشرات المشاريع الضخمة في أربيل بمجالات الإسمنت والإسكان والسياحة والمراكز التجارية.
وفي أغسطس من العام الماضي، صرّح كينغشنغ القنصل التجاري الصيني في أربيل بأن الإقليم بات “منجم ذهب” للاستثمار الأجنبي.
آثار هذا التواجد الاستثماري الكثيف في كردستان تبدو جليّة في تصريح مسعود بارزاني الرئيس السابق للإقليم، بأنه يتمنّى أن تلعب الصين “دورًا كبيرًا” في إحلال السلام بالشرق الأوسط، وهو ما ينسجم مع ما فعله مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق الحالي، الذي اجتمع بالسفير الصيني في بلاده وطالبه بتعزيز تواجد الصين في بلاده وتوسيع “اتفاقات التعاون” بينهما لتشمل العديد من المشاريع الإضافية.
مثل تلك التصريحات تؤكد ترحيب قادة المنطقة بلاعبين جُدد بخلاف قوى الغرب المهيمنة عليها منذ عقود، وهو ما دفع محللين لاعتبار أن الفائز الأول من حرب أميركا في العراق كانت الصين.
بقلم / مالافا علي
لكلِّ إمرءٍ تاريخٌ يحبذُ قدومه أو تاريخٌ يتوجس منهُ .
إنه الثالثُ من أغسطس /آب، حرٌّ يفتِكُ بالبدن وأطفالٌ يبكونَ حتى يذوب صدى صوتهم بين أذرعةِ أُمهاتهم اللواتي تحولن إلى سبايا بيد تنظيم داعش الإرهابي ،إنهن نساءٌ كُرديات إيزيديات غدرَ بهم القدر للمرة الثالثة والسبعين.
والإيزيدية هي مجموعة إثنية من الناس مدموجة من الدين وتراث الأجداد وبحسب التاريخ الإيزيديون يتركزون في جغرافية كردستان المقسمة بين سوريا والعراق وتركيا، يتحدثون اللغة الكُرمانجية ويحافظون إلى اليوم على تاريخهم وتراثهم القديم .
اشتهر الإيزيديون في العالم بتاريخهم المآساوي ومعاناتهم الطويلة مع الإبادات وأخرها مجزرة شنكال سنة 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي.
المرأة الشنكالية ذاقت الأمرين في كنف تنظيم داعش الإرهابي وجُرِدت من حقيقتها التاريخية والدينية , فارتدت الأسود مُكرهة وحُرِمت عليها ألوانها الزاهية التي لطالما تزينت بها ، تلك الألوان التي مثلت الحياة الطبيعية الأولى ، اغُتصِبت هويتها وثقافتها و أُجبِرت نساءٌ كثيرات على إعتناق الإسلام وكثيرات تم قتلهن بأفظع الطرق لرفضهن تغيير دينهن وتم بيع الآلاف في أسواق النخاسة في الرقة عاصمة الخلافة المزعومة يوماً ما،
هكذا كانت هي الضحية التي أُجبِرت على حياةٍ لا تشبه الحياة بإمكانك أنْ تصفها بالجحيم المُستعر و على الرغم من تحرير شِنكال وتحرير الآلاف من النساء الإيزيديات إلى أنَّ ذكريات شهر آب تمتدُ بتلك الحرائر إلى يومنا هذا .
فانتظار انجِلاء ليل وظلام داعش حفر في قعر عقلِهن الأسى والخوف . مشاهد قتل الأجنة في بطون الأُمهات والاعتداء عليهن وحرق أخريات أحياءً داخل الأقفاص ،خاصة اللواتي رفضنَ الرضوخ لتنظيم داعش لا تفارقُ مُخيلة نساء ناجيات من فكيّ داعش الإرهابي بعد تحريرهن على يد قوات سورية الديمقراطية عام 2017 عند تحرير مدينة الرقة السورية من رجس داعش , ذاك النصر الذي أعاد الحرية للمرأة الإيزيدية .
وتعرض المجتمع الإيزيدي في شنكال في إقليم كردستان العراق لهجمة بربرية شاسعة من تنظيم الدولة الإسلامية تنظيم داعش الإرهابي في الثالث من أغسطس آب سنة2014 ، وارتكبت المجزرة بعد انسحاب قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق منها , كان الإنسحاب فُجائياً ومع انسحابهم تُرِك المجتمع الإيزيدي وجهاً لوجه مع إرهاب تنظيم داعش الذي قتل الرجال والشباب أمام أعيُّن نسائهن وأُمهاتِهن وعزلَ الأطفال عن النساء , ونقل النساء إلى عاصمته مدينة الرقة السورية ليتم بيعهن في أسواق الموصل والرقة .
تعاني المرأة الإيزيدية إلى اليوم من آثارٍ نفسية وصحية إثر تلك المذابح والمجازر التي صنعت شرخاً في ذاكرتها المنقسمة إلى ثلاثة وسبعين مجزرة . تحولت من سيدة منزلها وأم أطفالها وأخت أشقاءها إلى سبية رخيصة تُباع كغرضٍ أو حاجة مادية للبشر، عُرِضت على الباعة كالألعاب وكانت محط سخرية البعض أو سيل لُعاب الآخرين من وحوش العصر الحديث (داعش) .
المرأة الشنكالية عاصرت وحشية القرن الواحد والعشرين وما سبقها من عصور شبيهة ،لكن لم ترضى بالبقاءِ أسيرةَ الذكريات المُظلمة والرضوخ لقانون الغاب و لم ترضى العيش ضمن دائرة الضحية لتحافظ على نفسها ومجتمعها وبدأت بتنظيم نفسها ضمن وحدات المرأة الشنكالية YJŞ أسوةً بوحدات حماية المرأة في شمال وشرق سورية ، عبر تأسيس المنظمات المدنية والإدارية والسياسية والأمنية حتى غدت المرأة الإيزيدية من النساء الرائدات في كافة المجالات وتقلدت المناصب العليا وأدارت نفسها بنفسها ،
ومنهن الإيزيدية الناجية من تنظيم داعش (نادية مراد )من قرية كوجو في قضاء شنكال التي تم اختيارها عام 2016, كسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2018.
كذلك لمياء حجي بشار إحدى رموز نضال وكفاح المرأة للتحرر من قيود داعش وتأثيراته ،لمياء أيضاً من قرية كوجو، منحها الإتحاد الأوروبي جائزة ساخاروف لحرية الفكر عام 2016.
في السياسة أيضا طفى خيال المرأة الإيزيدية على السطح وطغت صورتها العصرية على البرلمان العراقي عبر شخصيات نسائية إيزيدية حاربن بكل ما أُتين من قوة من لإيصال صوت المرأة الإيزيدية وألمها للمجتمع الدولي .
المرأة الإيزيدية هي خيرُ مثالٍ تحتذي بها النساء اللواتي تعرضن لكافة أشكال الظلم والاضطهاد ولكن نفضن الغبار عن أجسادهن النحيلة المنهكة، وتغلبن على الألم في صدرهن , حولن الغضب إلى قوة وإرادة للاستمرار في حماية مكتسباتهن وإلى اليوم تدافعن عن قضيتهن لتكون قضية عالمية تُساهم في الاغتراف الأممي والدولي بالمجازر المرتكبة بحق شعبهن وإدراج تاريخهم وتراثهم في التاريخ الدولي .
https://alshamsnews.com/2022/05/%d9%88%d8%b1%d8%af-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%87%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a3%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%87%d8%a7-%d8%b9%d9%86.html
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%aa%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84.html
حذرت تقارير دولية من مخاطر كبيرة تستهدف الأقليات الدينية فى سوريا فى ظل التهديدات التركية بشن غزو جديدة لمناطق بشمال سوريا.
وشبهت شخصيات دولية ما تمارسه تركيا بحق الأقليات الدينية بسوريا بأنه لا يختلف عما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي.
ووفقاً لنادين ماينزا وهي رئيسة سابقة للجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية والتي تم تعيينها حديثا رئيسة لأمانة الحرية الدينية الدولية، فإن مصير الأقليات في المنطقة على المحك: “وإذا سقطت هذه المنطقة ( في يد تركيا)، لن يبقى مسيحيون أو أيزيديون”.
من جهته، يرى كليف سميث مدير برنامج واشنطن بمنتدى الشرق الأوسط، وريتشارد غزال المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن المسيحيين الأمريكية، وديليمان عبدالقادر رئيس مجموعة أصدقاء كردستان الأمريكية أن أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، والحرب الأهلية الدائرة في سوريا مآساتان تعرض لهما بشكل كبير للغاية المسيحيون والأيزيديون وغيرهما من الأقليات الدينية في المنظقة.
ويضيف سميث وغزال وعبد القادر في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن كثيرين ممن نجوا من القتل أُرغموا على ترك المنطقة تماما، مما أسفر عن انخفاض كبير للغاية في أعداد أفراد طوائفهم. ومع ذلك فإنه حتى رغم كل ذلك، لم تنته المآساة- وربما بدأت لتوها. فالناجون من الإبادة الجماعية التي نفذها داعش يتعرضون الآن لتهديد العدوان من جانب تركيا، التي تُعرض للخطر الآن الهياكل والمؤسسات الاجتماعية التي تم إقامتها لحمايتهم.
فمنذ 2016، غزت تركيا شمال سوريا ثلاث مرات، حيث قامت بتوسيع نطاق أراضيها في كل توغل متعاقب يتم تنفيذه تحت ذريعة محاربة الإرهاب. ومرة أخرى يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو شامل لشمال سوريا، ليكمل على ما يبدو إقامة منطقة عازلة”ضد الإرهاب” على طول الحدود التركية السورية التي سوف تمتد مسافة 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
ومع ذلك، فإنه في هذه الحالة يعتبر التاريخ خير دليل. فمنذ 2016، أصبحت الأراضي التي قامت تركيا بغزوها والسيطرة عليها مركزا للجماعات الجهادية التي تدعمها تركيا، والتي تحكم أراضيها وفق الشريعة الاسلامية. ومن الممكن أن تؤدي تهديدات تركيا إذا تم اكتمالها إلى نزوح حوالي مليون شخص. ومثل هذا العدوان يمثل تهديدا مباشرا ليس فقط لمصالح هذه الأقليات، وأراضيها، ومعايشها، ولكن أيضا لحياتهم نفسها. ويقول سميث وغزال وعبد القادر إن تهديد أردوغان القوي والغامض بـ” الانقضاض عليهم فجأة في ليلة من الليالي” لايترك مجالا للشك بالنسبة لنواياه. وليس سرا في واشنطن أن السفارة التركية تسعى للحصول على تأييد الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة. وعلى الجانب الآخر، بدأ تحالف منظمات متنوعة العمل بالفعل لمواجهة هذا العدوان.
وأضافوا أن الأمر سيتطلب قدرا هائلا من القدرات الفكرية لتأكيد وتصديق أن أردوغان يحاول حقيقة إقامة أي نوع من المنطقة الأمنية المشروعة. ومن الواضح أنه يسعى فقط للقضاء على خصومه وتوسيع نطاق سيطرته الجغرافية السياسية.
وقد قاتل المجلس العسكري السوري، وهو ميليشيا مسيحية، كجزء حيوي من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ضد داعش وغيره من الجماعات المتطرفة. وطوال حوالي عقد من الزمان، عكف المجلس العسكري السوري على حماية المسيحيين السوريين في شمال سوريا، والآن يجد نفسه في مرمى النيران التركية. وذكر تقرير نشره مركز ويلسون مؤخرا ذلك بوضوح، وقال” ما كان في وقت من الأوقات /صراعا تركيا كرديا / أصبح يؤثر الآن على كل جماعة دينية وعرقية في شمال سوريا، ومنطقة كردستان في شمال العراق، ومنطقة سنجار في غرب العراق”.
ويرى سميث وغزال وعبد القادر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها تركيا القيام بمناورة مماثلة. وفي الحقيقة ستكون هذه هي المرة الرابعة منذ 2016 . ومنذ آخر غزو في عام 2019، انتهكت تركيا الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الولايات المتحدة بعمليات قصف جوي متكررة على المدن المدنية.وحديث أردوغان في الوقت الحالي يعكس اعتزامه امتلاك الأراضي السورية الممتدة حتى الحدود العراقية تماما. وهذا الأمر سوف يسفر عن نتيجة دموية بوجه خاص.
ولا تقوم تركيا فقط بطرد المسيحيين والاقليات الدينية العرقية الأخرى، فهي تسعى أيضا لأن يحل محلهم نحو 6ر3 مليون من اللاجئين السوريين الموجودين داخل الحدود التركية حاليا.
واختتم سميث وغزال وعبد القادر تقريرهم بأن موافقة تركيا المهمة والمشروطة على طلبات السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الناتو أدت إلى أن يتجاهل الكثيرون في أنحاء العالم قائمة جرائم تركيا الطويلة، التي تتعارض جميعها مع قيم الناتو. كما أن استمرار مبيعات الأسلحة الغربية لتركيا سوف يعزز تهديد تركيا الوجودي للأقليات الدينية العرقية في المنطقة. ومثل هذه الأقليات، التي يعتبر الكثير منها من الحلفاء الأكثر ولاء لأمريكا في المنطقة، يجب عدم التخلي عنها من أجل إرضاء تركيا.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/07/%d9%8a%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d9%81%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%85%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84.html
أكدت تقارير صحفية مقتل الزعيم الجديد لتنظيم داعش فى سوريا.وبحسب وسائل إعلام، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، مقتل زعيم تنظيم “داعش” في سوريا بضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية في البنتاغون، ديف إيستبرن، إن ماهر العقال قتل أثناء ركوبه دراجة نارية، بالقرب من جندريس في سوريا
وأوضح المتحدث أن العملية أسفرت كذلك عن إصابة أحد كبار مساعدي زعيم تنظيم داعش بجروح خطيرة.
ووفق مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العقال كان يحمل هوية مزورة تحمل اسم شخص آخر، صادرة عن المجلس المحلي في عفرين، حيث يعمل ضمن فصيل “جيش الشرقية”، الموالي لتركيا.
وانتقل العقال من منطقة “نبع السلام” عام 2020 إلى منطقة عفرين بتسهيل من قادة في فصيل “جيش الشرقية” حيث كان قياديا بارزا بتنظيم “الدولة الإسلامية” إبان سيطرة التنظيم على مدينة الرقة.
وهو شقيق فايز العقال، الذي شغل منصب أمير اللجنة المفوضة (إدارة الولايات) قبل مقتله في مشهد شبه متطابق بمدينة الباب في يونيو عام 2020، حسب المرصد.
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، نهاية الشهر الماضي، أنها نفذت غارة على جماعة تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” في محافظة إدلب السورية الإثنين.
واستهدفت الضربة “أبو حمزة اليمني”، أحد كبار قادة “حراس الدين”، المنظمة الإرهابية المتحالفة مع تنظيم “القاعدة”.
وتحذر واشنطن من أن “داعش” لا يزال يخطط لإعادة تشكيل صفوفه وتنفيذ هجمات في المنطقة وخارجها.
وتساعد القوات الأميركية في جهود محاربة التنظيم مع الشركاء المحليين في سوريا والعراق.
وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، إن “داعش” يشكل تهديدا للمنطقة، رغم عدم سيطرته على أراض في العراق وسوريا.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/06/%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d8%b6-%d8%b9%d9%84%d9%89.html
https://alshamsnews.com/2022/06/%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%ad%d9%82%d9%82-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%aa.html
كشفت وسائل إعلام سورية عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا من قوات النظام السوري، وإصابة اثنين أخرين في هجوم على حافلة بمدينة الرقة شمالي البلاد.
وبحسب وكالة “سانا” فإن الهجوم استهدف حافلة ركاب على طريق الزملة ضمن جبل البشري بريف الرقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية الاستهداف نفذها تنظيم داعش في البادية، مشيرا إلى احتمالية أعداد الوفيات بسبب ارتفاع الإصابات
وأفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة تدور بين خلايا تنظيم داعش من جهة والميليشيات الموالية لإيران والنظام من جهة أخرى قرب المحطة الثالثة في بادية تدمر شرقي حمص.
وتأتي هذه الحادثة بعد نحو شهر من مقتل 10 وإصابة 9 من عناصر النظام في استهداف حافلة عسكرية بالقرب من حلب.ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d8%b1-%d9%88%d8%b5%d9%84-%d9%84%d9%80-15-%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%b2%d9%86%d8%b3-%d8%af%d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa.html
https://alshamsnews.com/2022/01/%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%aa.html