أكدت تقارير صحفية أن كتيبة كوماندوز تابعة للجيش التركي، استكملت اليوم الأربعاء 7 يونيو/حزيران 2023، انتقالها إلى كوسوفو بناءً على طلب قيادة عمليات حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وذلك على خلفية احتجاجات عنيفة نظمها الصرب المحليون شمال كوسوفو لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين حديثاً من دخول مباني البلديات لبدء مهامهم.ووصلت الدفعة الأخيرة من كتيبة الكوماندوز التركية التابعة لقيادة لواء المشاة الميكانيكي رقم 65، وصلت إلى مطار آدم يشاري الدولي بالعاصمة بريشتينا، وكان في استقبال الكوماندوز في المطار، السفير التركي في بريشتينا، صبري تونج أنغيلي.
كما ستؤدي الكتيبة التركية مهامها كوحدة احتياط، من المقرر أن تعسكر في ثكنة السلطان مراد بكوسوفو.
وفي وقت سابق أعلنت تركيا اعتزامها إرسال قوات إضافية إلى بعثة الحلف في كوسوفو.
فيما أعرب أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو”، ينس ستولتنبرغ، عن ترحيبه بقرار أنقرة.
وأشار المسؤول بحلف الناتو عقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقصر دولما بهتشه في إسطنبول أنه عقد اجتماعاً مثمراً للغاية مع أردوغان بمشاركة أعضاء حكومته الجديدة، مؤكداً على أهمية تركيا وإسهاماتها في الناتو.
ولفت إلى رفد تركيا بعثة حفظ السلام في كوسوفو بوحدات عسكرية، مشدداً على الأهمية الكبيرة لهذا الإسهام في وقت تتصاعد فيه التوترات هناك، وعبّر عن شكره لتركيا على إرسالها القوات، لافتاً إلى إسهاماتها الأخرى في العراق وأوكرانيا وغيرها من البلدان.
وذكر في سياق منفصل، أنه جدد تهانيه للرئيس أردوغان لفوزه بالرئاسة، معرباً عن تقديره للشعب التركي لمشاركته الواسعة في الانتخابات.
حل الأزمة قد يكون بيد تركيا!
وفي وقت سابق، قال السفير الأمريكي في كوسوفو، جيف هوفينير إن كوسوفو أصبحت تتطلع بدرجةٍ متزايدة إلى “شركاء بدلاء يعاملونها بكرامة.
وتحتل تركيا موقعاً مثالياً لتحقيق ذلك. وإذا استمر المسار الحالي للسياسة الغربية دون تغيير، وفي حال نشطت الدبلوماسية التركية أكثر داخل دول البلقان؛ فمن المتوقع أن تتكثف جهود استكشاف البدائل في كوسوفو”.
وقد دعا الرئيس الصربي، ألكساندر فوتشيتش، نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، إلى التوسط لتهدئة التوترات.
أزمة كوسوفو
ومنذ 26 مايو/أيار الماضي، ينظم الصرب المحليون شمال كوسوفو احتجاجات لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين حديثاً من دخول مباني البلديات لبدء مهامهم، فيما أعلن الجيش الصربي حالة “تأهب قصوى”، وأمر وحداته بالتحرك إلى أماكن قريبة من الحدود مع كوسوفو.
إذ يرجع تاريخ الأزمة الحالية في كوسوفو إلى أبريل/نيسان الماضي، عندما قاطع الصرب في كوسوفو الانتخابات المحلية. ونتيجة لضعف الإقبال الانتخابي، سيطر أبناء العرق الألباني على المجالس المحلية التي هيمن عليها الصرب، كما يقول تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
وعندما حاول الممثلون المنتخبون الألبان دخول البنايات الحكومية، تعرّضوا لهجومٍ على يد مسلحين تدعمهم بلغراد، ويحملون شارات حرف “Z” الإنجليزي، وهو شعار روسيا في الحرب الأوكرانية.
بينما شرعت الولايات المتحدة الآن إلى فرض العقوبات على حكومة كوسوفو في بريشتينا، لأنها لم تعرض عملية اتخاذها للقرار على واشنطن أولاً، في خطوةٍ وصفتها رئيسة اللجنة المختارة للشؤون الخارجية البريطانية، أليسيا كيرنز، بـ”التفكك الاستراتيجي”.
والثلاثاء 30 مايو/أيار، قرر حلف شمال الأطلسي “الناتو” إرسال 700 جندي إضافي إلى مناطق التوتر، الأمر الذي رحبت به حكومة كوسوفو، في حين انتقدته صربيا، معتبرة أن قوات حفظ السلام تجاوزت النطاق القانوني لعملها، وأنها تساعد شرطة كوسوفو على احتلال مقار البلديات.
أكدت تقارير صحفية أن شركات النفط الغربية أحد أسباب أزمة نقص المياه والتلوث في العراق.وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية فإن ممارسات شركات النفط أدت لتفاقم أزمة الجفاف في العراق في الوقت الذي تتسابق فيه هذه الشركات على التربح من ارتفاع أسعار النفط الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتسبب شح المياه بالفعل في نزوح الآلاف وتفاقم انعدام الاستقرار، وفقاً لخبراء دوليين، فيما اعتبرت الأمم المتحدة العراق خامس أكثر دولة تأثراً بأزمة المناخ.
وفي الجنوب الغني بالنفط، وشديد الجفاف في الوقت ذاته، تحولت الأهوار التي كانت مصدر رزق مجتمعات بأكملها إلى قنوات موحلة.
ضخ المياه لاستخراج النفط
التقرير أشار إلى أن الشركات تحتاج في عملية استخراج النفط إلى ضخ كميات كبيرة من المياه في باطن الأرض. فمقابل كل برميل نفط، الذي يُصدّر الكثير منه إلى أوروبا بعد ذلك، تضخ 3 براميل من المياه في الأرض، ومع ارتفاع صادرات العراق من النفط، انخفضت مياهه انخفاضاً هائلاً.
إذ يُظهر تحليل لصور أقمار صناعية كيف أن سداً صغيراً بنته شركة النفط الإيطالية Eni إيني، التي تعمل في العراق منذ عام 2009، لتحويل المياه من قناة البصرة إلى محطتها الخاصة بمعالجة المياه، يمنع فيضانات موسمية في المنطقة.
فيما يستحوذ مصنع آخر قريب، تستخدمه شركات نفطية من ضمنها بريتيش بتروليم BP وإكسون موبيل ExxonMobil على 25% من استهلاك المياه اليومي في منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين شخص.
بينما تدير مصنع كرمة علي، على بُعد 8 كيلومترات جنوب مصنع إيني، شركة الرميلة (ROO)، التي تتألف من شركة بريتيش بتروليوم وشركة بتروتشاينا وشركة نفط الجنوب العراقية. وتأتي مياه هذا المصنع مباشرة من قناة عبد الله، التي تعيد توجيه المياه العذبة من أحد الأنهار قبل أن تصل إلى شط العرب، النهر المتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، ومصدر المياه الرئيسي في البصرة.
بدائل للمياه العذبة
من جهته، يقول روبرت ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، وهي شركة استشارية مستقلة، ومعدّ تقرير صدر عام 2018 عن حقن المياه في العراق: “بشكل عام، الحجم المطلوب من المياه للحقن ليس ضخماً، ولكن في المناطق التي تعاني شحاً مائياً، فقد تتسبب في مشكلات خطيرة”.
وتابع: “في البصرة، التي تعاني مشكلات مائية مروعة، يتعين على شركات النفط إيجاد بدائل للمياه العذبة”.
والبدائل موجودة، ففي السعودية، جارة العراق التي تعاني مشكلات مائية مماثلة وتضم ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم، تُؤخذ المياه اللازمة للحقن من البحر.
وفي العراق، نوقش إنشاء مشروع لتوفير مياه البحر منذ أكثر من عقد، ولكن لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن. وقال ميلز: “وزارة النفط لا تملك ميزانية كافية، وشركات النفط لا ترغب في الدفع”.
زيادة الإنتاجية
وفي العقد الذي يسبق عام 2019، قد زاد العراق إنتاجه من النفط الخام بأكثر من الضعف، بل زاد إنتاجه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. وذلك العام، ارتفعت صادرات النفط العراقي إلى أوروبا بنحو 40%.
في غضون ذلك، قال وليد الحامد، رئيس هيئة البيئة في جنوب العراق: “على عكس البلدان الأخرى التي تعمل فيها، معظم شركات النفط الأجنبية في العراق لا تفعل شيئاً للحد من تأثيرها البيئي: فمن الأرخص لها الاستمرار في تلويث البيئة”.
وفي وثيقة اطلعت عليها صحيفة الغارديان، كانت إيني وبريتيش بتروليم من بين الشركات المفروض عليها غرامات. لكن الكثير من هذه الغرامات، بحسب الحامد، لم تُدفع.
الغاز الطبيعي
وحرق الغاز الطبيعي- المرتبط باستخراج النفط- مصدر قلق خطير أيضاً. فعام 2018، تجاوز الغاز الذي أُحرق في دائرة نصف قطرها 70 كم من البصرة إجمالي حجم حرق الغاز في السعودية والصين وكندا والهند مجتمعة.
وتشير بيانات البنك الدولي إلى إحراق 2.5 مليار متر مكعب من الغاز في حقل الزبير وحده العام الماضي، رغم مزاعم إيني في تقريرها السنوي لعام 2021 أن الشركة مسؤولة عن أقل من نصف هذا الرقم على مستوى العالم.
إذ قالت شركة إيني في بيان إنها تقود اتحاد الشركات التي تعمل في حقل الزبير، لكنها ليست المسؤولة عن التشغيل، ولا سيطرة لها على “استراتيجية الحقل، أو الحرق… وهما مسؤولية شركة نفط البصرة، الشركة العراقية الوطنية المسؤولة عن النفط في جنوب البلاد”.
الشركة أوضحت أنها غير مسؤولة عن الغرامات التي تفرضها هيئة البيئة، وأن المسؤولة عن دفعها شركة نفط البصرة التي تدير الحقل المعني، لافتة إلى أن شروط العقد “تعفيها صراحة من أي مسؤولية عن حرق الغاز أو مشاريع خفض الحرق أو تعويض المجتمع”.
بدورها، قالت شركة بريتيش بتروليم إنها ليست مسؤولة عن الغرامات المدرجة في الوثائق، وإن الحقل المعني تديره شركة الرميلة، وهي شركة أسستها وتمتلك 47.6% من أسهمها.
كشفت وثائق سرية عن وجود مخطط إيراني لتوجيه ضربات “مميتة” للقوات الأميركية في سوريا، وذلك بدعم من موسكو.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست “تعمل طهران على تدريب مجموعات مسلحة موالية لها في سوريا على استخدام عبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرق وتكون أكثر قوة وخارقة للدروع بهدف قتل أفراد الجيش الأميركي”.واعتمدت الصحيفة على تقارير استخبارية ووثائق سرية مسربة، مشيرة إلى أن “هذه الهجمات ستشكل تصعيدا لحملة إيران المستمرة والتي تستخدم الميليشيات بالوكالة لشن ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ضد القوات الأميركية في سوريا”.
وبيّنت أن العبوات الناسفة الجديدة “يمكن أن تزيد الخسائر في صفوف الأميركيين، مما يهدد بمواجهة عسكرية أوسع مع إيران”.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعات المسلحة الموالية لإيران كانت قد استخدمت نفس النوع من العبوات الناسفة الخارقة للدروع، في هجمات مميتة ضد القوافل العسكرية الأميركية في العراق خلال السنوات الماضية.
إحدى الوثائق الاستخبارية المسربة ذكرت أن “مسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أشرفوا على اختبار للعبوات الناسفة الخارقة للدروع في أواخر كانون الثاني الماضي في منطقة الضمير شرقي دمشق، وقيل إنها تسببت باختراق درع دبابة”، لافتة إلى أن المسؤولين الإيرانيين “ساعدوا في تصميم العبوات وتقديم المشورة العملياتية بشأن استخدامها”.
وثيقة ثانية تحدثت عن جهود جديدة واسعة النطاق من جانب موسكو ودمشق وطهران لطرد الولايات المتحدة من سوريا، وذلك عبر الرد على الضربات الإسرائيلية من خلال ضرب القوات الأميركية في شمال شرق سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن طهران وموسكو ودمشق، تخطط لتأجيج “المقاومة الشعبية ودعم الحركات المحلية” لتنفيذ هجمات ضد الأميركيين في شرق وشمال شرق سوريا.
وبيّنت أن مسؤولين عسكريين من الأطراف التقوا في شهر تشرين الثاني الماضي واتفقوا على إنشاء “مركز تنسيق” لتوجيه الحملة، بحسب تقييم استخباراتي سري أُعد في كانون الثاني.
في الـ 24 آذار الماضي، شنت القوات الأميركية “ضربات جوية دقيقة” في شرق سوريا بعد هجوم بطائرة بلا طيار أسفر عن مقتل أميركيّ وإصابة ستة آخرين حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قوله “أذنتُ لقوات القيادة المركزية الأميركية بشن ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح أن “الضربات الجوية جاءت رداً على هجوم اليوم وسلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري”.
تهديد للقوات الأمريكية بالعراق
وفي سياق متصل، اعلن فصيل عراقي مسلح، يطلق على نفسه اسم “كتائب الصابرين” البدء بمقاتلة القوات الاميركية في العراق.
ونشرت “كتائب الصابرين” بياناً على موقعها في تلغرام، اليوم الجمعة (2 حزيران (2023) هذا نصه، ذكرت فيه انه “وبعدما تخاذلت الحكومة العراقية الحالية بجدولة انسحاب جيش الاحتلال الاميركي من أرض عراقنا الأبي، وتهاونت كثيراً مع الاحتلال وأصبحت في بعض الاتفاقيات عميلة له، سنقول كلمتنا لن توقف عملياتنا لا اتفاقاتكم ولا تهادنكم ولا ضغطكم على المجاهدين”.
تحليل / نزار الجليدي كاتب و محلل سياسي مقيم بباريس
في نواميس الدبلوماسية الدولية هو أن الأساس في العلاقات بين الدول يكون ثنائيا أو في شكل اتحادات و ائتلافات و أحلاف.وهذه النواميس أيضا تحدّد أنّ العلاقات الدولية مهما كان شكلها ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا لا يجب أن تحدّدها أو تتحددّ على أساسها دول أخرى أو ما يحدث فيها من خارج العلاقة نفسها .
في هذا الإطار تفهم الأزمة الأخيرة التي تفجّرت بين فرنسا و إيطاليا و التي تمّ فيها حشر اسم تونس من طرف وزير الداخلية الفرنسي الذي هاجم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قائلا أنّها“عاجزة عن حلّ مشاكل الهجرة في بلادها” التي تشهد وصول أعداد قياسية من المهاجرين عبر المتوسط بلغت أكثر من 33 ألف مهاجر وصلوا إلى سواحلها حتى منتصف أبريل الماضي.
وتابع دارمانان في تصريح لإذاعة rmc: “السيدة ميلوني، حكومة اليمين المتطرّف التي اختارها أصدقاء السيدة مارين لوبن (زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا)، عاجزة عن حلّ مشاكل الهجرة بعدما انتُخبت على هذا الأساس”.
و أضاف الوزير الفرنسي: “نعم، هناك تدفّق للمهاجرين خاصة القُصّر إلى جنوب فرنسا”، محمّلا إيطاليا مسؤولية ذلك بقوله: “الحقيقة أنّ هناك في تونس وضعا سياسيا يدفع عددا كبيرا من الأطفال إلى العبور نحو إيطاليا، والأخيرة عاجزة عن التعامل مع هذا الضغط من المهاجرين”.
هذه التصريحات ردّ عليها على الفور وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الذي ألغى زيارة له كانت مقررة ليوم الخميس 4أبفريل متهما تصريحات الوزير الفرنسي بالإجرامية والذي صرّح بالقول أنّه لن يذهب إلى باريس للاجتماع المقرر مع نظيرته كاثرين كولونا مضيفا أنّ جرائم الوزير دارمانين في حق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة، هذه ليست الروح التي يجب أن تواجه بها التحديات الأوروبية المشتركة.
هي حرب تصريحات تؤكّد أنّ العلاقات الإيطالية الفرنسية تاريخيّا لم تكن على ما يرام و أن البلدين لم يلملما جروح الحرب العالمية الثانية مثلما هو الأمر في العلاقات الفرنسية الألمانية .
والواقع أن الأزمات الديبلوماسية بين باريس و إيطاليا تشهد توترا مستمرا على الصعيد الرسمي لكن فيها ودّ لا يمكن تجاهله بين اليمين المتطرّف في البلدين وأن رئيسة الحكومة الإيطالية كانت تمنّي النفس بانتخاب صديقتها ماري لوبان رئيسة لفرنسا في الانتخابات الأخيرة وهذا ما يفسر خيبة أملها و أمل حكومتها ويفسّر البرود في التعامل مع الرئيس ماكرون وحكومته.
و الشيء الملفت للانتباه و الذي لم يحدث بين بلدين في الاتحاد الأوربي هو تكرر الأزمات الديبلوماسية بين البلدين و بنسق حثيث ومتقارب.
أزمة تجر أخرى
في السنتين الأخيرتين وقعت أزمات كثيرة بين باريس و روما وصلت ذروتها في شهر فيفري 2019 عندما سحبت باريس سفيرها من روما احتجاجا على تصريحات مسؤولين إيطاليين اعتبرتها “متجاوزة لكل الحدود”، انتقدت السياسة الفرنسية في أفريقيا وليبيا ومواقفها من قضية اللاجئين ومن حراك “السترات الصفراء” والرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي شهر جوان 2018 وبعد أيام قليلة من وصول حكومة رئيس الوزراء جوسيبي كونتي إلى السلطة، أثار الرئيس ماكرون أزمة سياسية بعد أن استنكر “وقاحة” و “لا مسؤولية” الحكومة الإيطالية، إثر رفض روما استضافة سفينة كانت تقل 630 مهاجرا غير نظامي. وما زاد الطين بلّة تصريح غابرييل أتال المتحدث باسم حزب ماكرون “النهضة”، الموقف الإيطالي بأنه “مثير للاشمئزاز”.
وعلى إثر هذا المنع، استدعت باريس سفيرها في روما.
وفي نفس الشهر عاد الرئيس ماكرون ليثير غضب الإيطاليين من جديد بعد حديثه عن “تصاعد الجذام” في أوروبا و”خيانة حق اللجوء” و”إحياء القومية” و”سياسة الحدود المغلقة التي يقترحها البعض”، في إشارة إلى الحكومة الإيطالية.ليرد وزير الداخلية الإيطالي حينها سالفيني على الرئيس الفرنسي الذي وصفه بـ”المتعجرف”، قائلا “ربما نكون شعبويين مصابين بالجذام، لكنني أنا آخذ الدروس ممن يفتح موانئه.. استقبلوا آلافا من المهاجرين غير النظاميين وبعدها نتحدث”.
وفي شهر أكتوبر من نفس العام بثت الحكومة الفرنسية مقطعا مصورا يحض المواطنين على التصويت في الانتخابات الأوروبية المقررة حينها في ماي 2019، يظهر وزير الداخلية الإيطالي ونظيره النمساوي فيكتور أوربان، مع صيغة الاستفهام التالية “أوروبا: الوحدة أم الانقسام؟”.
وظهر في المقطع مهاجرون غير شرعيين تم إنقاذهم من الغرق، ثم سالفيني وأوربان يلهبان حشودا من أنصارهما.
و بعد عرض الفيديو، رد سالفيني عبر حسابه في تويتر قائلا “تنشر الحكومة الفرنسية بفضل أموال دافعي الضرائب مقطعا رسميا بشأن الانتخابات الأوروبية، يستخدمونني فيها كفزّاعة.. يبدو أن ماكرون وأصدقاءه خائفون للغاية. في عام 2019، ينتظرهم ربيع شعوب سيقتلعهم”.
وفي السابع من جانفي 2018، نشر نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزعيم حركة “خمس نجوم” لويجي دي مايو على مدونة الحركة، رسالة مفتوحة عبر فيها عن دعمه لمتظاهري “السترات الصفراء” في فرنسا داعيا إياهم إلى عدم “التراجع”. وهي رسالة رسمية تخالف جميع الأعراف المعمول بها داخل منظومة الاتحاد الأوروبي، حيث لم يسبق لمسؤول دولة داخل الاتحاد أن دعم صراحة حركة تطالب بقلب النظام في دولة أوروبية أخرى.
بعدها بفترة وجيزة، جاء دور ماتيو سالفيني الذي أعلن هو أيضا دعمه “للمواطنين الشرفاء الذين يحتجون على رئيس يحكم ضد إرادة شعبه”.
وفي 20 جانفي، دعا دي مايو الاتحاد الأوروبي لفرض “عقوبات” على دول منها فرنسا، بتهمة “إفقار أفريقيا” ودفع المهاجرين للجوء إلى أوروبا من خلال سياساتها “الاستعمارية”. على إثرها، استدعت الخارجية الفرنسية السفيرة الإيطالية تيريزا كاستالدو، احتجاجا على هذه التصريحات التي اعتبرت “غير مقبولة”.
وكان أقوى تصريح عدّ معاديا حينما عبّر ماتيو سالفيني عن أمله في أن يتحرر الشعب الفرنسي قريبا من “رئيس سيئ للغاية”.
كما اتهم باريس بأنها لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة. وقال حينها للقناة التلفزيونية الخامسة الإيطالية “في ليبيا.. فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع، ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا”.
وزيرة الشؤون الأوروبية في فرنسا ناتالي لوازو، قالت إثرها إن باريس لن تدخل في “سباق أغبياء” مع إيطاليا، محذرة من أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه فإن “زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى إيطاليا لن تعود ضمن الأجندة”.
بعدها بأيام، وخلال زيارة إلى القاهرة، أدلى الرئيس ماكرون بتصريحات أخرى قال فيها إن “الشعب الإيطالي شعب صديق ويستحق قادة يليقون بتاريخه”.
وفي شهر فيفري 2018 بلغ التوتر حدته بين البلدين بعد أن أعلن لويجي دي مايو على مواقع التواصل الاجتماعي أنه التقى الأسبوع الماضي بضواحي باريس مسؤولين عن حراك “السترات الصفراء”.
وقررت باريس على إثر هذه “التدخلات والهجمات غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”، بحسبما وصفتها، استدعاء السفير الفرنسي لدى إيطاليا للتشاور.
صراع الديكة
هي سلسلة من التوترات لا تكاد تختفي حتى تعود للظهور وهذا يترجم أن المسؤولين في البلدين لايرغبان في علاقات سياسية طبيعية لغايات اقتصادية و اجتماعية فهما متنافسان في أكثر من مجال.
وصراعهما هو أشبه بصراع الديكة .لن يزيد الاتحاد الأوروبي سوى هوان على هوان خاصة مع المأزق الاقتصادي الذي يعيشه و مع تواصل الحرب الروسية التي أنهكته.ولابدّ أن تحلّ معضلة المهاجرين الغير شرعيين في إطار أوروبي و ليس في إطار ثنائي فرنسي إيطالي فالمسألة أكبر من الدولتين وكل أوروبا متضررة و مهدّدة من الهجرة الغير شرعية.
بقلم/دلشـير آڤـيـسـتا
ما هو مصير عفرين؟هل خسرناها إلى الأبد و صارت من الماضي ؟هل أخرجها ساستنا من أجنداتهم و من قواميسهم ولم تعد تهمهم ؟
هذه التساؤلات و إن اختلفت صيغة كل واحدة منها عن الأخرى لكنها عملياً تصب كلها في نفس المعنى و هي ما تجول على الدوام مخيلة و فكر الكثير من أبناء منطقة عفرين هنا وهناك و توخز مشاعرهم و عواطفهم و قد يتساءلونها من أقرانهم أو على الأقل يتساءل أحدهم بينه وبين نفسه في الوقت الذي لا يُرى بعد أي احتمال في الأفق ولو بشكل ضبابي بحيث يمكن للمرء أن يعتبر أن مسألة خلاصها من نير الاحتلال التركي مع هذا الاحتمال مسألة وقت لا أكثر قد يطول نسبياً.
و من جانب آخر هناك البعض يرون لسببٍ أو لآخر أن قضية عفرين و خلاصها هي قضية منفصلة و خاصة بحد ذاتها ليست هناك أية صلة أو علاقة تربطها بشؤون أخرى في الإطار السوري العام و من هذا المنطلق و بالإضافة إلى دوافع أخرى يقوم هؤلاء بتحميل كامل المسؤولية في هذا الشأن للإدارة الذاتية و كأنها مثلاً تملك عصا سحرية تحتاج فقط للتحريك حتى تعود الأمور إلى نصابها لكنها لا تحرك تلك العصا!!
هذا الموضوع بالطبع ليس لمجرد معاتبة هؤلاء بقدر ما هو توضيح لهذه المسألة الشائكة التي لا تحتاج مثلاً إلى مراكز أبحاث و دراسات معمقة لإدراكها بل فقط برأيي تحتاج إلى بعض التروي و إلقاء نظرة على المشهد السوري العام.
فقضية عفرين بالتأكيد ليست منفصلة عن بقايا الشؤون و الملفات التي أفرزتها الحرب في سوريا و إنما تتصل اتصالاً وثيقاً بأي حل شامل في سوريا و بالتالي يعتمد مصيرها على آلية هذا الحل المستقبلي و لو حاولنا أن نفصلها عن الشأن السوري العام فهي على الأقل تبقى متصلة حتماً بباقي المناطق المحتلة من قبل تركيا ابتداءً من إدلب أو أجزاء من أريافها و حتى منطقة سري كانييه (رأس العين) طالما أن المحتل هو نفسه لهذه المناطق.
ففي الإطار السوري و ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على مسألة خلاص منطقة عفرين و مجمل المناطق الأخرى المحتلة تركياً دون استثناء هو مدى التفاف مختلف السوريين المؤمنين بالمشروع السياسي الذي يتبناه مجلس سوريا الديمقراطية حوله سواء أكانوا تحت مسمى قوى سياسية أو عسكرية أو منظمات حقوقية مثلاً أو فعاليات المجتمع المدني الخ و أن يأخذ الجميع دوره كلٌ حسب إمكانياته في مواجهة التدخل التركي و المطالبة بانسحابه حيث كلما ازدادت الأصوات الرافضة للوجود التركي كلما سهَّل ذلك المهمة أكثر و أبواب الإدارة الذاتية و عبر مؤسساتها المعنية مفتوحة أمام كل من يناشد التغيير و الإصلاح بعيداً عن الذين يسعون فقط للوصول إلى المناصب و تسلم مقاليد الحكم و إرضاء رغباتهم الذاتية.
و من جانب آخر و في سياق ارتباطها أيضاً بقضايا أخرى خارجة عن الإطار السوري برمته دعونا نأخذ على سبيل المثال الحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا.
قد يقول قائل هنا و ما علاقتنا نحن بالحرب الروسية/الأوكرانية فما يهمنا هو أن تتحرر عفرين من الاحتلال التركي؟
بالطبع لا أحد أراد أن تكون هناك علاقة تربط هذه بتلك لكن شئنا أم أبينا هذا ما حصل لاحقاً فوق تعقيدات المشهد.
الجميع يعلم بأن روسيا هي التي منحت الضوء الأخضر بشكل مباشر للدولة التركية لتحتل منطقة عفرين و هي كذلك تدعم سياساتها بشكل أو بآخر في سوريا و تركيا رغم كل ترسانتها العسكرية الهائلة و أحدث الأسلحة الفتاكة و جحافل جرارة من المرتزقة كانت بحاجة إلى المواقف الدولية الداعمة لها لتستطيع احتلال المنطقة على الأقل أن تتمثل تلك المواقف بالسكوت و التغاضي و هذا ما حدث بالفعل؛؛ ما أريد قوله هنا أن أي تغير في أي موقف دولي تجاه تركيا و تدخلاتها في سوريا ولا سيما من الدول الفاعلة سواء أحدث ذلك سابقآ أو قد يحدث لاحقاً حتماً سوف يغير من قواعد اللعبة بالنسبة لتركيا و يضعف وضعها و عليه و في إطار الحرب الروسية/الأوكرانية و إلاما سوف يؤول مصير روسيا هل ستنكسر هل ستنتصر و كيف قد يصبح شكل العلاقة بينها و بين تركيا مستقبلاً كل هذا له ماله من تداعيات……
و لا بد أن نتطرق هنا أيضاً إلى مسألة عودة أو إعادة الدولة السورية إلى الجامعة العربية مؤخراً و المساعي التي تقودها المملكة العربية السعودية في هذا الصدد بالتأكيد هو أمر ملفت للنظر للغاية و الذي لم تتوضح طبعاً معالمه بعد و لا ندري كم من الوقت يحتاج الأمر حتى ينضج و تتوضح معالمه و مآلاته و بالتالي يكمن هنا التساؤل : بعد نضوج هذا الأمر مالتداعيات التي من الممكن أن تترتب عليه ؟؟ ما شكل العلاقة السياسية التي ستحكم بين سوريا و باقي البلدان العربية ؟؟هل ستكون علاقة مع حكومة تسيطر على جزء من الجغرافيا السورية؟؟ هل ستأخذ تلك العلاقة الجغرافيا السورية ككل بعين الاعتبار ؟ هل سيكون للدول العربية موقف موحد تجاه المحتل التركي و ستضغط باتجاه ضرورة انسحابه ؟
و في إطار مسألة الانسحاب التركي من تلك المناطق مستقبلاً فيما لو تم بحثها على طاولة الحوار سواء أكان ضمن مباحثات دولية أو إقليمية و بالتالي اتجهت مجمل التوازنات السياسية في ذلك الاتجاه فهذا يعني برأيي أن يكون الانسحاب من كافة تلك المناطق وليس من منطقة أو مناطق محددة بعينها بغض النظر عن آلية الانسحاب و الجدول الزمني الذي سوف يُعَدُّ له و أية منطقة سوف ينسحب منها الجيش التركي أولاً و أيهما أخيراً.
لنفرض أنه فاز في الانتخابات الرئاسية التركية مرشح المعارضة كمال كليچدار أوغلو الذي وعد أو لنقل صرَّح في أكثر من مرة أن مسألة انسحاب الجيش التركي من مناطق الشمال السوري المحتلة ستكون ضمن المسائل ذات الأهمية في السياسات التركية لاحقاً و كذلك عقد اتفاقيات مع النظام السوري و إعادة العلاقات إلى وضعها السابق قدر المستطاع هذا بالطبع لا يعني أن الانسحاب سيحصل بين عشية وضحاها بل حتماً قد يستغرق ذلك زمناً.
و بالعودة إلى الإدارة الذاتية و المسؤوليات التي تقع على عاتقها فيما يخص المناطق المحتلة من عفرين و رأس العين و تل أبيض و لو أن المسألة بتعقيداتها أكبر بكثير من إمكانيات الإدارة على مختلف المستويات لكن بالطبع و دون أدنى شك مطلوب دائماً و أبداً من الإدارة التحرك سياسياً و دبلوماسياً في هذا الصدد.
كشفت تقارير صحفية عن رقم صادم للعراق فى التريتب العالمي لجودة الرعاية الصحية.وبحسب موقع “نومبيو” الذي يعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم، يوم الأحد، سجل العراق المرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية بالعالم.
وذكر الموقع في تقريره لعام 2023 إن “العراق جاء بالمرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية بالعالم من أصل 94 دولة مدرجة بالجدول، حيث حصل على 43.46 نقطة”.
وبين أن “فنزويلا جاءت أولاً بأسوأ رعاية صحية بالعالم وبمؤشر 39.35 نقطة، تلتها بنغلاديش ثانياً بمؤشر 42.3 نقطة، ومن ثم جاء العراق ثالثاً، وجاءت مالطا رابعاً بمؤشر 45.4 نقطة، ومن ثم جاءت المغرب خامساً بمؤشر 45.8 نقطة”.
وأشار إلى أن “أفضل رعاية صحية في العالم كانت من نصيب تايوان بمؤشر 85.9 نقطة، تليها كوريا الجنوبية بمؤشر 83 نقطة، ومن ثم جاءت اليابان ثالثاً بـ80.4 نقطة، وتليها فرنسا رابعاً بـ79.4 نقطة، تليها الدنمارك خامساً بـ79.2 نقطة”.
وعربيا جاءت قطر بالمرتبة الاولى، وبالمرتبة 19 عالميا بأفضل رعاية صحية فيها بـ73.8 نقطة، تليها الإمارات العربية ثانيا وبالمرتبة 31 عالميا بـ69.6 نقطة، تليها الأردن ثالثا وبالمرتبة بـ64.9 نقطة، تليها لبنان رابعا بـ63.1 نقطة، ومن ثم جاءت السعودية خامسا بـ61.2 نقطة”.
وأوضح التقرير أن “الكثير من الدول الأفريقية لم تدرج في الجدول إضافة الى أوكرانيا في أوروبا لعدم وجود بيانات دقيقة فيها”.
تسبب قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق بالعراق فى انتشار عاصفة من الجدل والسخرية في أرض الرافدين ،بعد توجيهه الاتهام للمخابرات الإسرائيلية بقتل الإمام علي بن أبي طالب.وبحسب وسائل إعلام فقد تداول العديد من العراقيين على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية فيديو للخزعلي، يتحدث فيه خلال محاضرة حول “الفكر المهدوي”، عن “الإمام علي”، زاعماً أن “أصحاب الرايات الحمراء وهم الموساد وراء اغتياله”.
وأثارت تلك التصريحات العديد من الردود الساخرة، بين من ذكر الرجل بأن الموساد وإسرائيل برمتها لم تكن موجودة في ذلك العصر.
أصله هندي
فيما اعتبر آخرون أن الخزعلي لا يدري ما يقوله.
كما ذكر البعض الآخر بتصريحاته التي زعم فيها أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أصله هندي!
فهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الخزعلي جدلاً. إذ فجر موجة انتقادات بين العراقيين أواخر الشهر الماضي (أبريل)، حين زعم خلال خطبة صلاة عيد الفطر أن تحليل الجينات (DNA) لصدام حسين أثبت أنه من الهند.
وكانت مجلة “الشبكة” التابعة لإعلام الدولة الرسمي، نشرت عام 2017 تحقيقاً عن أصول صدام، زعمت فيه أن فحص جينات أثبت أنه ينتمي لسلالة “L” المنتشرة في جنوب آسيا، خصوصاً في باكستان والهند وطاجيكستان وبلوشستان إيران وأفغانستان، وبنسب أقل في عموم الشرق الأوسط.
إلا أن تلك الدراسة لم تذكر حينها كيف تم التوصل إلى تلك النتيجة، ولم تشر إلى مصدر علمي يؤكد تلك المزاعم.
يشار إلى أن 20 عاما مرت على سقوط نظام صدام حسين، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي حينها جورج بوش في 20 مارس 2003، انطلاق عملية سماها “عملية حرية العراق”، ونشر نحو 150 ألف جندي أميركي، و40 ألف جندي بريطاني في العراق، بحجة وجود أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها يوما. وبعد ثلاثة أسابيع أي في 9 أبريل من العام نفسه أعلن سقوط النظام البعثي. فتوارى صدام عن الأنظار لمدة ثمانية أشهر قبل أن يعثر عليه الجيش الأميركي ويحاكم ثم يُعدم في كانون الأول/ديسمبر 2006.
يبدو أن هناك من لا يريد للحرب الروسية الأوكرانية أن تضع أوزارها فكلما اقتربت نار من الخمود صب فوقها مزيدا من البنزين، لتشتعل أكثر وأكثر وهو الأمر المتوقع خلال الأيام المقبلة خاصة بعد إعلان موسكو استهداف مسيرات أوكرانية لمبني الكرملين فى محاولة لاغتيال بوتين، وهو ما نفته كييف بشدة..ويبقي السؤال من وراء محاولة اغتيال بوتين وما سيناريوهات الحرب بعد هذه العملية ؟
وأعلنت روسيا الأربعاء 3 أيار / مايو إسقاط طائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أطلقتهما أوكرانيا.
ووصف بيان للكرملين هذه العملية بأنها “عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية”.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، يوم الخميس 4 أيار إن الولايات المتحدة تدعم “بدون شك” الهجوم المزعوم، مضيفا بحسب وسائل إعلام”القرارات بشأن مثل هذه الهجمات لا تُتخذ في كييف، ولكن في واشنطن”.
تهديد روسي
ودعا الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف إلى “تصفية” الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بالمقابل،
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة 5 أيار 2023، أن بلاده تعتزم الرد بخطوات ملموسة على الهجوم الذي استهدف مبنى الرئاسة “الكرملين” بطائرات مسيرة.
وصف لافروف الهجوم على الكرملين بأنه “دنيء وعدواني”، مبيناً أن “إرهابيي كييف لا يمكنهم فعل ذلك دون علم أسيادهم”، على حد قوله، وأكد أن موسكو سترد بخطوات ملموسة على هجوم الكرملين.نفي أوكراني وأمريكي
من جانبها، نفت الرئاسة الأوكرانية أي علاقة لكييف بالهجوم الذي أعلنت عنه موسكو.
وقال الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، إن بلاده لم تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو العاصمة الروسية موسكو، مؤكدا أن الجيش يقاتل فقط على الأراضي الأوكرانية.
و خلال مؤتمر صحفي للرئيس الأوكراني مع قادة دول شمال أوروبا في العاصمة الفنلندية هلنسكي، اعتبر زيلينيكسي إن “بوتين يحتاج إلى تحفيز شعبه، لأنه لم يحقق انتصارات”.
كما فسر مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك الاتهامات الروسية على أنها مؤشر للاستعداد لـ”استفزاز واسع النطاق من قبل روسيا خلال الأيام القادمة”، بحسب وسائل إعلام.
بدورها، نفت الولايات المتحدة الادعاءات الروسية بأن واشنطن دبرت هجوما مزعوما على الكرملين بغية اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.
ووصف جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، الأمر بأنه “ادعاء سخيف”.
وبحسب مراقبون فإن اغتيال بوتين ليس بالعملية السهلة التي يمكن تنفيذها عن طريق استهداف الكرملين بطائرات مسيرة خاصة فى ظل ما تمتلكه روسيا من إمكانيات تقنية وأجهزة تشويش لحماية زعيمها وقيصرها.
سيناريوهات العملية
ويري شريف سمير الكاتب والمحلل السياسي المصري أنه ليس من السهل التخلص من رجل شديد المراس كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال لوكالتنا “بوتين شخصية سياسية ذو كاريزما زعيم وعقل رجل مخابرات بامتياز، وهذا النوع من البشر يصعب اختراق حواجزه واصطياده برصاصة اغتيال أو قصفه بطائرة مسيرة”
وتابع ” حادث الكرملين يضع أمامنا عدة سيناريوهات تتخذ مسارات قد تحدد مستقبل الحرب علي أوكرانيا ومصيرها بحلول الصيف الملتهب”.
وبحسب الباحث المصري فإن “السيناريو الأول تتجه فيه أصابع الاتهام مباشرة إلي الخصم الأوكراني باعتباره المتضرر الرئيسي من الغزو علي مدار أكثر من عام ونصف، ويسعي الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلي الحصول علي دور البطولة في مشهد نهاية أحلام القيصر الروسي .. ورغم نفي كييف لهذا الاتهام، إلا أن الشبهات تحوم دائما حول نظام زيلينسكى إذا ما تعلق الأمر بأية محاولة للإطاحة ببوتين وتحرير القارة البيضاء بأسرها من قبضته العسكرية وامتلاكه مفاتيح الطاقة والغاز” !
ونوه إلي أن “السيناريو الثاني محوره العدو الأمريكي اللدود الذي هدد الدب الروسي مصالحه وأجهض مشروعاته السياسية والاقتصادية في أوروبا ، وقد تخطط المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” بالتنسيق مع وزارة الدفاع “البنتاجون” لإنهاء حياة لاعب الشطرنج القديم ببنادق عملاء وجواسيس أوروبا، لاسيما وأن بوتين العنيد لايتخلي عن توسعاته ويستهدف الاستيلاء علي كل دول الجوار لتعويض خسائر الماضي معتمدا علي قوة الحليف الصيني من ناحية، وانقسام الكتلة الغربية وتصدع الاتحاد الأوروبي من ناحية أخري .. ولاتتردد واشنطن في فعل أي شئ لوقف الزحف الروسي بخطوة “كش مات” .. حتي وإن اقتضي الأمر إصدار التعليمات بالقتل الصريح .. من وراء الستار!!
السيناريو الأقرب
ويرجح الباحث المصري “فكرة السيناريو الثالث في قصة محاولة اغتيال بوتين وهو استخدام القيصر الروسي ذكاؤه وخبث خلفيته الاستخباراتية في تأليف واقعة محاولة الاغتيال ورسم مشهد محبوك سياسيا حول ملابساتها لدعم مبرراته في استئناف الغزو الروسي لأوكرانيا وتصعيد طبول الحرب لاستكمال ما بدأه ..معتبرا إن “إتقان التمثيلية كفيل بتغذية النزعة الانتقامية داخل بوتين ليواصل العمليات العسكرية ويستعين علي نطاق واسع بأحدث الأسلحة والذخائر بدعم صيني لحسم المعركة الكبري”.
بوتين المستفيد الأكبر
وأكد سمير أن “الانشغال بهذه الاحتمالات والإجابة عما هو أقربها إلي الصواب قد يفيدنا فقط في معرفة من أطلق الرصاص علي بوتين ولكنه لن يثني الزعيم الروسي عن المضي قدما في مخططه الساعي لتمزيق القارة العجوز، لافتا إلي أنه بغض النظر عن الفاعل الحقيقي، فإن الحادث سيجعل الأيام القادمة تحمل تصعيد كبير فى الحرب الروسية الأوكرانية خاصة مع إصرار بوتين مواصلة الحرب وتحقيق أهدافه بغض النظر عن حجم الضحايا أو الخسائر .
وشدد الباحث المصري على أن بوتين هو المستفيد الأكبر من الحادث حيث سيسعي لتعزيز موقفه ونزعته العدوانية فى الحرب واستغلال الموقف أحسن استغلال.
الصين وصناعة السلام
واستبعد فكرة حدوث سلام بين روسيا وأوكرانيا فى القريب العاجل برعاية صينية خاصة بعد الحادث الأخير مشددا على أن فرص السلام ضعيفة جدا أمام أطماع وطموحات بوتين الذى لن يتورع عن استغلال حادث الكرملين فى مواجهة أى أصوات داخلية أو خارجية تطالب بوقف الحرب.
واعتبر الباحث المصري أن ما تبديه الصين من رغبة وما تقوم به من لقيادة عملية سلام بين موسكو وكييف مجرد موقف شكلي وغير جدي غرضه اثبات الوجود الصيني فى المشهد فقط، مشددا على أن الصين فى الأساس تدعم روسيا فى مواجهة المصالح الأمريكية والغربية.
تُوج تشارلز الثالث، السبت، ملكا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر بالعاصمة لندن ضمن أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاما وفي مراسم تتسم بالأبهة والفخامة ويعود تاريخها إلى ألف عام.وببطء، وضع جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري تاج سانت إدوارد المصنوع قبل 360 عاما على رأس الملك تحت أنظار نحو 100 من رؤساء الدول وكبار الشخصيات ومنهم السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، فضلا عن ملايين المتابعين عبر شاشات التلفزيون.
وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفا لوالدته الملكة إليزابيث عقب وفاتها في سبتمبر وأصبح في سن الرابعة والسبعين أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه ذلك التاج ويجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر، كما تشمل المراسم تتويج زوجته الثانية كاميلا (75 عاما).
وعلى الرغم من أن المراسم تضرب بجذورها في التاريخ فإن القائمين عليها يحاولون تقديم صورة لنظام ملكي وأمة يتطلعان إلى المستقبل.
وتُوج تشارلز على غرار 40 من أسلافه في كنيسة وستمنستر، التي شهدت جميع مراسم التتويج بالبلاد منذ وليام الفاتح في عام 1066، وهذه هي المرة الثانية فقط التي تُبث فيها المراسم عبر التلفزيون.
https://twitter.com/kndrr11/status/1654811993331621892
وتجري المراسم على نطاق أصغر من تلك التي أقيمت لتتويج الملكة الراحلة إليزابيث في عام 1953، لكنها تهدف مع ذلك إلى أن تكون مبهرة، حيث تضم مجموعة من الرموز التاريخية من كرات ذهبية وسيوف مرصعة بالجواهر إلى صولجان يحمل أكبر قطعة ألماس مقطوعة وعديمة اللون في العالم.
واصطف المئات من الجنود بزيهم القرمزي وقبعاتهم السوداء العالية على امتداد طريق ذا مول، وهو الشارع الواسع المؤدي إلى قصر بكنغهام، حيث احتشد عشرات الآلاف لمتابعة الحدث متجاهلين المطر الخفيف.
لكن لم يكن الجميع هناك للترحيب بالملك فقد أطلق مئات من دعاة الجمهورية صيحات الاستهجان ولوحوا بلافتات كتب عليها “ليس ملكا لي”.
وانتشر أكثر من 11 ألف شرطي لإخماد على أي محاولة لعرقلة المراسم، وقالت مجموعة “جمهورية” إن الشرطة اعتقلت زعيمها غراهام سميث مع 5 متظاهرين آخرين.
ماذا حدث داخل كنيسة وستمنستر؟
داخل الكنيسة التي تزينت بالورود والأعلام، جلس ساسة وممثلون عن دول الكومنولث إلى جانب عاملين في الجمعيات الخيرية ومشاهير من بينهم الممثلات إيما تومسون وماغي سميث وجودي دنش والمغنية الأميركية كاتي بيري.
من بين المراسم التي شهدتها الكنيسة أداء نشيد “الكاهن الصادق” لهاندل كما جرت العادة في كل حفل تتويج منذ عام 1727.
كانت هناك عناصر جديدة، مثل نشيد من تأليف اندرو لويدويبر المشهور بعروضه في مسارح وست إند وبرودواي بالإضافة إلى جوقة إنجيلية.
أقيم قداس وسيلقي زعماء دينيون تحية “غير مسبوقة” في النهاية.
تولى حفيد تشارلز الأمير جورج وأحفاد كاميلا دور الوصفاء.
لم يكن هناك دور رسمي لنجل تشارلز الأصغر الأمير هاري بعد خلافه الكبير والعلني مع العائلة المالكة ولا لشقيقه الأمير أندرو الذي أُجبر على ترك الواجبات الملكية.
جلس هاري وأندرو في الصف الثالث خلف أعضاء آخرين فاعلين من العائلة المالكة.
كيف ظهر الملك تشارلز أمام الجميع؟
بدت الجدية على وجه الملك وهو يؤدي اليمين ليحكم بالعدل ويدعم كنيسة إنجلترا التي يتولى منصب رئيسها الفخري قبل الجزء الأكثر قداسة من المراسم عندما مسح رئيس أساقفة كانتربري على يديه ورأسه وصدره بالزيت المقدس الذي تمت مباركته في القدس.
بعد تقديم رموز ملكية لتشارلز، وضع ويلبي تاج سانت إدوارد على رأسه وسط صياح الحضور “حفظ الله الملك”.
بعد المراسم الكنسية، يغادر تشارلز وكاميلا في العربة الملكية الذهبية البالغ وزنها 4 أطنان والتي صممت لجورج الثالث آخر ملوك المستعمرات البريطانية في الولايات المتحدة عائدين إلى قصر بكنغهام في موكب يمتد طوله إلى ميل ويضم أربعة آلاف جندي من 39 دولة بالزي الرسمي الاحتفالي.
شارك سفير جُمهوريَّة العراق في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربيَّة د. أحمد نايف رشيد الدليميّ، في الجلسة الغير عادية على مستوى المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، التي دعت اليها مندوبية جمهورية العراق وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، في مقر جامعة الدول العربية اليوم 6 مايو بشأن تطورات الأزمة السورية.وبحسب بيان للسفارة العراقية بالقاهرة فإن الاجتماع جاء انطلاقاً من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق.
وكذلك تم التباحث في الملف السوداني وتطوراته بناءً على طلب مندوبية جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بالتنسيق مع جمهورية السودان.