أكد دبلوماسيون في مجلس الأمن أن روسيا وافقت مبدئيا على السماح بتسليم المساعدات الإنسانية عبر تركيا لنحو أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا لمدة ستة أشهر أخرى فيما حذرت الأمم المتحدة من خطورة عدم تمديد آلية إيصال المساعدات إلى النازحين السوريين.
ويلزم الحصول على إذن المجلس المكون من 15 عضوا لأن السلطات السورية لم توافق على العملية الإنسانية التي تقدم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا منذ 2014.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن يوم الاثنين على تمديد الإجراء، أي قبل يوم من انتهاء صلاحية الموافقة الحالية. ويلزم لتبني القرار تأييد تسعة أصوات له وعدم استخدام روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
واوضح دميتري بوليانسكي، نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، “ما زلنا ندرس الإيجابيات والسلبيات”، مضيفا أن تنفيذ قرار مجلس الأمن الحالي، الذي تم تبنيه في يوليو/تموز، “بعيد عن توقعاتنا”.
واكد أن روسيا ستتشاور مع سوريا وأن القرار النهائي ستتخذه موسكو يوم الاثنين.
وقال دبلوماسيون إن أعضاء مجلس الأمن وافقوا بشكل غير رسمي الأسبوع الماضي على النص الذي يمنح العملية ستة أشهر أخرى، والذي تمت صياغته والتفاوض بشأنه من قبل أيرلندا والنرويج قبل أن ينهيا فترة عضويتهما في المجلس لمدة عامين في 31 ديسمبر/كانون الأول.
وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الاربعاء إن ملايين الأشخاص سيعانون في حال لم يمدد مجلس الأمن آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
وأشار دوجاريك أن موقف الأمم المتحدة واضح في هذا الشأن، داعيا إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمجلس الأمن في تقرير الشهر الماضي إن وصول المساعدات من تركيا هو “شريان حياة للملايين” وإن تجديد الموافقة أمر بالغ الأهمية و “ضرورة أخلاقية وإنسانية”.
وحذر كبار مسؤولي المنظمة الدولية، بمن فيهم منصب منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، يوم الاثنين من أن إنهاء عملية المساعدة سيكون “كارثيا” لأولئك الذين يعتمدون عليها، و “معظمهم من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة فقط للبقاء على قيد الحياة في ذروة الشتاء. ووسط تفش خطير للكوليرا”.
ويرى مراقبون انه إذا امتنعت روسيا عن التصويت يوم الاثنين، بشأن السماح باستمرار توصيل المساعدات، يتجنب المجلس الخلاف الذي كان يحيط بالمسألة تقليديا.ففي يوليو/تموز، صوت المجلس ثلاث مرات قبل تمديد العملية بعد يومين من انتهاء التفويض.
وافاد مجلس الأمن في البداية بتسليم المساعدات في عام 2014 إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين قلصتا ذلك إلى نقطة حدودية تركية واحدة فقط.
وتقول روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، إن عملية المساعدة تنتهك سيادة سوريا، وإنه يجب تسليم المزيد من المساعدات من داخل البلاد، مما يثير مخاوف المعارضة من أن الغذاء والمساعدات الأخرى ستقع تحت سيطرة الحكومة.
وأكد غوتيريش في تقريره للمجلس ان شحنات المساعدات من داخل سوريا “لا تزال غير قادرة على استبدال حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة الضخمة عبر الحدود”.
اعتبرت تقارير صحفية أن التقارب الناشئ بين تركيا ودمشق بتشجيع من روسيا أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، انعطافة في العلاقات التركية السورية بعد سنوات من العداء والتوتر من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد في الصراع السوري.
ووفقا لمراقبون فإن هناك عقبات من بينها مصير المعارضين المسلحين الذين تدعمهم أنقرة ومصير ملايين المدنيين الذين فر الكثير منهم للحدود التركية هربا من حكم الأسد.
وهناك أسئلة ملحة يفرضها التقارب بين أنقرة ودمشق في خضم مشهد شديد التعقيد خاصة وأن تركيا ألقت بثقلها خلال السنوات العشر الماضية في تشكيل فصائل سورية مسلحة ودعمتها ماليا وعسكريا وبعضها فصائل متشددة دينيا.الوجود التركي شمال سوريا
كما هناك نقاط استفهام حول كيفية تسوية الوجود العسكري التركي في شمال سوريا وما إذا كانت تركيا تخطط لسحب قواتها وما اذا كانت أيضا ستتحالف مع النظام السوري ضد الوحدات الكردية السورية وقوات سوريا الديمقراطية هي قوة شديدة التسليح ونجحت في بناء جيش منظم ومدرب بدعم من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول تركي كبير إن المحادثات التي عقدت بين وزيري الدفاع السوري والتركي في موسكو تم خلالها مناقشة أمن الحدود وسبل التحرك المشترك مع تركيا ضد المسلحين الأكراد، في ما يمثل منعطفا في العلاقات بين الدولتين ويسلط الأضواء على تقارب بين دمشق وأنقرة بعد الخصومة.
والاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء هو الأرفع بين الجانبين منذ بدء الحرب السورية قبل أكثر من عقد. ولعبت تركيا دورا كبيرا في الصراع من خلال دعم معارضين للرئيس بشار الأسد وتوغل قواتها في الشمال السوري.
ووصف المسؤول التركي الاجتماع بأنه “إيجابي”. وكان في ذلك تأكيد لمضمون بيان صدر عن وزارة الدفاع السورية بعد الاجتماع الذي حضره أيضا وزير الدفاع الروسي ورئيسا المخابرات السورية والتركية، اللذان عقدا لقاءات متكررة في الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب رويترز قال المسؤول التركي الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث علنا عن الأمر “تمت مناقشة كيفية تحرك الجانب التركي بشكل مشترك ضد المنظمات الإرهابية مثل وحدات حماية الشعب (السورية الكردية) وتنظيم الدولة الإسلامية من أجل ضمان وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب”، مضيفا “تم التأكيد على أن أولوية تركيا هي أمن الحدود”.
مخاوف كردية
وقال بدران جيا كرد وهو مسؤول بارز في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في الشمال السوري إنه يتوقع أن تسفر الاجتماعات عن مرحلة جديدة من الاتفاقات والخطط لكنه وصفها بأنها ستكون معادية لمصالح السوريين، مضيفا أنه يخشى أن يوجه ذلك ضربة للمكاسب التي حققها الأكراد في شمال وشرق سوريا.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل في الشمال السوري كانت تستهدف بالأساس وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي أسست لحكم ذاتي في أغلب الشمال السوري مع بداية الحرب في 2011.
وتعتبر تركيا الوحدات تهديدا لأمنها القومي بسبب ما تقول إنها صلات بين الوحدات وحزب العمال الكردستاني المحظور، وهددت بتنفيذ توغل جديد بعد هجوم بقنبلة أسقط قتلى في إسطنبول الشهر الماضي.
واعترضت روسيا والولايات المتحدة على ذلك إذ اشتركت كل منهما مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى الرغم من وقوع اشتباكات عرضية، ظلت وحدات حماية الشعب ودمشق بمنأى عن بعضهما البعض خلال الحرب كما أن لهما أعداء مشتركين من ضمنهم جماعات مدعومة من تركيا.
لكن دمشق تعارض مطالب الحكم الذاتي الكردية ولم تسفر المحادثات الرامية لتسوية سياسية عن تحقيق تقدم.
ولم يكن التقارب التركي السوري واردا في وقت سابق من الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف واجتذب العديد من القوى الأجنبية ومزق سوريا.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسد من قبل بأنه إرهابي وقال إن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا بوجوده بينما وصف الأسد أردوغان بأنه لص لأنه سرق أراضي سورية.
ونقلت صحيفة الوطن المولية للحكومة السورية عن مصادر قولها إن اجتماع وزيري الدفاع لم يكن ليعقد إذا لم تكن الأمور تسير في طريق مقبول ووفقا لما تريده دمشق خلال الاجتماعات السابقة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء نقلا عن مراسلها أن الجانبين ناقشا “جهود محاربة الإرهاب والأوضاع في سوريا ومسألة اللاجئين” خلال الاجتماع.
وأضافت الوكالة الرسمية أن الوزراء الثلاثة أكدوا على “ضرورة وأهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سوريا والمنطقة”.
وقال المسؤول التركي أيضا إن الاجتماع أكد على أن “الهجرة من سوريا إلى تركيا لم تعد أمرا مرحبا به”.
وتستضيف تركيا 3.7 ملايين لاجئ سوري على الأقل في أكبر تعداد للاجئين في العالم. وأصبح الشعور العام مناهضا للاجئين إلى حد ما مع تصاعد المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.
وقال حسين بادجي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة “الهدف الأول سيكون بناء الثقة. سيبحث الجانبان عن تحقيق مكاسب” ووصف الاجتماع بأنه “خطوة مهمة صوب التطبيع”.
أوغلو يعلن نيته لقاء نظيره السوري
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس عن خطوة مقبلة بعد الاجتماع على مستوى وزراء الدفاع في موسكو، تتمثل في عقده لقاء مع نظيره السوري، مشيرا إلى عدم وجود جدول زمني محدد لاجتماع قادة البلدان الثلاثة.
وقال جاويش أوغلو خلال “اجتماع تقييم نهاية العام” الذي يتضمن فعاليات وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، “إن محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة، وتعلمون أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات كانا في موسكو أمس (الأربعاء) وسألتقي بدوري مع سيرغي لافروف (وزير الخارجية الروسي)”.
نشرت وسائل إعلام تركية اعترافات جديدة لمنفذة تفجير شارع الاستقلال وسط إسطنبول أحلام البشير، تحدثت فيها عن وجود فتاة أُخرى كانت تتجهز لتنفيذ تفجير مماثل.ونشرت وسائل إعلام تركية، أمس الثلاثاء، نسخة عن تقرير لشرطة مكافحة الإرهاب في إسطنبول، يحوي اعترافات جديدة لمنفذة تفجير إسطنبول، الذي وقع الشهر الماضي.
وحسب تقرير الشرطة، المؤلف من 13 صفحة، قالت أحلام البشير إن الشخص الذي قدمت معه من سوريا إلى تركيا، والملقب بلال الحسن، قد جلب برفقته فتاة سورية أخرى تبلغ من العمر 16 إلى 17 عاماً، من أجل تنفيذ مهمة مماثلة.
وبحسب قناة العربية أضافت أن تلك الفتاة جاءت ومعها “مواد مهمة”، وهي متفجرات، مشيرة إلى أن بلال الحسن حصل على مبلغ 400 دولار لقاء تأمين مكان إقامة للفتاة.
وجاء في اعترافاتها: “أعتقد أن هذه الفتاة المرسلة من سوريا ستُستخدم مثلي، أعلم أن بلال لديه العديد من المعارف في إسنيورت وإسنلر (في إسطنبول)”.
هجوم دامٍ
وكانت قنبلة موضوعة داخل حقيبة انفجرت في شارع “استقلال” السياحي قرب ميدان تقسيم في إسطنبول، يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 81 آخرين.
وعقب ساعات أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، القبض على منفذة التفجير واسمها، أحلام البشير، إضافة لاعتقال نحو خمسين شخصاً قالت السلطة إن لهم صلة بالهجوم.
العقل المدبر
وأسفرت التحقيقات عن ارتباط البشير بشبكة مؤلفة من ثلاثة أشخاص مسؤولين عن التفجير، منهم عمار جركس، وبلال الحسن الذي تبحث السلطات التركية عنه.
وقبض الأمن التركي على جركس وشقيقه أحمد، وقالت وسائل إعلام تركية، إنه “العقل المدبر للتفجير، وهو من أعطى القنبلة للبشير”.

كشفت وسائل إعلام أن روسيا في عقد لقاء هو الأول من نوعه بين وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والسوري علي محمود عباس بحضور نظيرهما الروسي سيرغي شويغو بعد أكثر من عشر سنوات من العداء والقطيعة.ويأتي هذا اللقاء الذي يعتبر اختراقا روسيا مهما لجدار الأزمة بين تركيا والنظام السوري.
كما يأتي وسط جهود تركية لمصالحة مع النظام السوري بوساطة روسية وهو أمر قالت تقارير متطابقة إن دمشق تقاومه وترفض أي مصالحة تمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نصرا سياسيا ودبلوماسيا بينما يستعد لخوض سباق الرئاسة بحظوظ تبدو ضعيفة.
وفي الوقت ذاته تطرح دمشق مسألة الاحتلال التركي لجزي من أراضيها في شمال البلاد وتتمسك باستعادة السيطرة على كل أراضيها بما فيها تلك التي يهيمن عليها المسلحون الأكراد وفصائل سورية مسلحة مدعومة من أنقرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “محادثات ثلاثية جرت في موسكو بين وزراء الدفاع في روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا”، تناولت خصوصا “سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين”.
وأوضحت أن المحادثات بين وزراء الدفاع الثلاثة تطرّقت إلى “سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة”، مضيفة أن “الفرقاء شددوا على الطبيعة البناءة للحوار بالشكل الذي عقد فيه وضرورة مواصلته بغية إرساء الاستقرار” في سوريا.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء ‘سانا’ أن “جلسة مباحثات ثلاثية عقدت اليوم (الأربعاء) في موسكو بين وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا تم فيها بحث سبل الحل في سوريا ومسألة اللاجئين وجهود محاربة الإرهاب”.
وأشارت الوكالة إلى أنه “تم التأكيد خلالها على أهمية وضرورة استمرار الحوار من أجل استقرار الوضع في المنطقة”، بينما قال وزير الدفاع التركي إن الاجتماع عقد في “أجواء إيجابية”.
واللقاء هو الرسمي الأول على المستوى الوزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011 وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
وكان وزيرا خارجية البلدين قد أجريا محادثة مقتضبة غير رسمية على هامش قمة إقليمية عُقدت في العام 2021، كما سبق أن أقرت أنقرة بتواصل على مستوى أجهزة الاستخبارات.
وبحسب الإعلام التركي كان مدير أجهزة الاستخبارات التركية هاكان فيدان حاضرا الأربعاء في موسكو.
ويأتي اللقاء بين أكار وعباس في وقت يهدّد فيه أردوغان منذ أسابيع بشن هجوم عسكري في شمال سوريا ضد مجموعات كردية.
والأسبوع الماضي أشار أكار إلى أن أنقرة على تواصل مع موسكو من أجل “فتح المجال الجوي” السوري أمام المقاتلات التركية.
وشهدت سوريا في مطلع العام 2011 تظاهرات ضد الحكومة سرعان ما تحوّلت إلى نزاع مسلّح وتّر بشكل كبير العلاقات بين دمشق وأنقرة.
ومع بدء النزاع عارضت تركيا بشدة نظام الرئيس السوري بشار الأشد ودعمت فصائل سورية معارضة واستقبلت نحو أربعة ملايين لاجئ سوري وألقت بثقلها عسكريا وماليا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتسبّب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
لكن تركيا التي تنشر قوات في سوريا حاليا، غيّرت في الآونة الأخيرة موقفها حيال دمشق في خضم مساع تبذلها أنقرة لتعزيز علاقاتها مع البلدان العربية.
وفي السنوات الأخيرة وصف أردوغان مرارا الأسد بأنه “قاتل”، لكنّه أشار الشهر الماضي إلى “إمكانية” عقد لقاء معه. وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول، أشار إلى إمكانية لقائه الأسد بعد اجتماعات على مستوى وزيري الدفاع والخارجية.
فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الخميس، عقوبات على رجل الأعمال التركي البارز صدقي أيان وشبكة شركاته متهمة إياه بتيسير بيع نفط وغسل أموال لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
تأتي الإجراءات الأميركية في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توترا بسبب مجموعة من القضايا تضمنت الخلاف حول النهج السياسي في سوريا وشراء أنقرة أنظمة دفاع جوي روسية.
وبحسب وكالة رويترز قالت وزارة الخزانة في بيان إن شركات أيان أبرمت عقود بيع دولية للنفط الإيراني، ورتبت شحنات وساعدت في غسل أموال العائدات وأخفت مصدر النفط الإيراني لصالح فيلق القدس.
وقال البيان إن: “أيان أبرم عقودا تجارية لبيع نفط إيراني بمئات الملايين من الدولارات لمشترين”، موضحا البيان أن رجل الأعمال التركي حول هذه العائدات فيما بعد إلى فيلق القدس.
وتستهدف العقوبات أيضا نجل أيان، بهاء الدين أيان، وشريكه قاسم أوزتاس، ومواطنين تركيين آخرين على صلة بشبكة الشركات، إلى جانب 26 شركة من بينها مجموعة شركاته (إيه.إس.بي) القابضة ومقرها جبل طارق وسفينة.
وفي رد بالبريد الإلكتروني على طلب رويترز تعليقا، قال صدقي أيان “سندافع عن حقوقنا القانونية في مواجهة الجميع”.وأضاف أنه شارك في نشاطين تجاريين مع إيران. والنشاطان هما تجارة للنفط والمنتجات البترولية انتهت بفعل العقوبات في عام 2010، وبيع الكهرباء من إيران لتركيا بين عامي 2009 و2015، والذي انسحب منه بسبب مشاكل في السداد.
وقال “لم أعمل مع أي أحد آخر غير المؤسسات الحكومية الإيرانية الرسمية في أي فترة من حياتي”.
ولم يتسن على الفور الوصول إلى ابنه بهاء الدين وأوزتاس للتعليق، في حين لم ترد مجموعة (إيه.إس.بي) التابعة لأيان ولا إدارة الاتصالات التركية على الفور على طلبات التعليق.
وتجمد إجراءات وزارة الخزانة أي أصول بالولايات المتحدة للمستهدفين وتمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم، وقد يواجه الذين يشاركون في معاملات معينة معهم فرض عقوبات عليهم أيضا.
وتواصل واشنطن فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران وتبحث عن وسائل لتعزيز الضغط مع تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 مع طهران.
وسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التفاوض كي تعود إيران إلى الاتفاق النووي بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
حذر خبراء وباحثون في شؤون الحركات الإرهابية والمتطرفة من خطورة العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال التركي على مناطق الشمال السوري نظرا لما تمثله من فرصة سانحة لتنظيم داعش من أجل إعادة تنظيم صفوفه.
ويري الخبراء أن هناك علاقة وثيقة تجمع بين نظام الاحتلال التركي وتنظيم داعش الإرهابي ووجود تنسيق بين الطرفين على أعلي مستوي لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية والانتقام منها بعد دورها فى إسقاط دولة داعش الإرهابية فى مناطق الشمال السوري واحباط المخططات التركية فى المنطقة.
وبحسب الخبراء فإن تنظيم داعش الإرهابي سيستغل الهجمات التي يشنها الاحتلالالتركي على مناطق الشمال السوري من أجل تنفيذ وصية خليفته الأول أبو بكر البغدادي فى الهجوم على السجون وتحرير عناصره الإرهابية من قبضة وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من أجل إعادة تنظيم الصوفوف والانتقال لمرحلة جديدة من الإرهاب بالمنطقة.إعادة إنتاج داعش
وأكد منير أديب الخبير المصري المتخصص فى شؤون الجماعات الإرهابية أن الحرب التركية ضد الشمال السوري سواء كانت الضربة الجوية التي استهدفت قوات حماية مخيم الهول أو الهجوم البري المتوقع ستؤثر على فكرة مواجهة الإرهاب فى هذه المنطقة الحساسة التي نجح تنظيم داعش فى إقامة دولته فى بعض أجزاءها .
وقال أديب أن قوات قسد هي من نجحت فى دحر التنظيم المتطرف وأسقطت دولته وتسيطر على السجون والمخيمات التي تآوي عشرات الالوف من الدواعش وأسر عناصر التنظيم فى المخيمات المنتشرة بالشمال السوري، لافتا إلي ان هذه القوات إذا واجهت حربا من تركيا فهذا يعطي مزيد من القوة لداعش ويعيد انتاج هذا التنظيم المتطرف خاصة أنه كانت هناك محاولات سابقة لهورب هؤلاء المتطرفين من السجون كما سبق وحدث فى سجن الصناعة شديد الحراسة بالحسكة بحسب وكالة هاوار.
الفوضي القادمة
وبحسب الخبير المصري فإن هناك مجموعات متطرفة على شكل خلايا نائمة ونشطة داخل مناطق شمال شرق سوريا، لافتا إلي الحرب التركية المرتقبة قد تفتح باب التعاون بين المتطرفون فى السجون، والمتطرفون فى المخيمات مثل الهول، والخلايا النائمة والخاملة وهو التعاون الذي قد يتسبب فى حدوث نوع من الفوضي بالمنطقة يمكن أن ثؤثر على استراتيجيات محاربة الإرهاب ومواجهة التنظيم المتطرف بشمال شرق سوريا وهروب هؤلاء المتطرفون من السجون مهما كانت التحصينات ومهما كانت قوة قوات الحماية المكلفة بهم.
وتطرق أديب إلي حالة الفوضي التي أحدثتها الضربة الجوية التي استهدفت قوات حماية مخيم الهول الذى يضم الالوف من أسر وعائلات داعش فضلا عن الاف المقاتلين المحتملين الذين كانوا أطفالا فى فترات سابقة والأن وصلوا لمرحلة عمرية تسمح لهم بالقتال، مشددا على أن الضربات الجوية التركية أحدثت حالة من الهرج والمرج داخل المخيم وهذا ما يؤثر على فكرة مواجهة هؤلاء المتطرفون أو علي الأفل الحفاظ على السجون التي يتواجد بها هؤلاء المتطرفون .
ويري أديب إن قرار قسد وقف التنسيق مع التحالف الدولي فى مواجهة داعش يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن السماح لتركيا بتوجيه ضربة جوية أو اجتياح بري لشمال شرق سوريا سيؤثر على جهود محاربة الإرهاب ومكافحة داعش.
ودعا الخبير فى الجماعات الإرهابية العالم أن يدرك أن أى عملية تركية ضد شمال شرق سوريا سيؤثر على الأمن العالمي بأسره وليس فقط على أمن شمال شرق سوريا أو أمن الأكراد.
وصية البغدادي
وكشف أديب أن هناك تغييرات نتجت عن مقتل خليفة داعش أبو الحسن الهاشمي القرشي وتعيين خليفة له أبو الحسين الحسين القرشي مشيرا إلي أن الخليفة الجديد قد يحاول تنفيذ وصية الخليفة الاول أبو بكر البغدادي التي ظهرت فى تسجيل صوتي تحت عنوان ” معركة فك الأسوار” التي كان يقصد فيها اقتحام السجون التي يتواجد فيها عناصر التنظيم أو حتى اقتحام المخيمات التي تآوي عائلات داعش ، مؤكدا أن العمليات العسكرية التركية قد تمثل فرصة جيدة لعناصر التنظيم لتنفيذ وصية البغدادي وهو هذا ما سيمثل خطرا وتهديدا على أمن العالم بأسره وليس على أمن الأكراد وحدهم.
وختم الخبير المصري فى الجماعات الإرهابية تصريحاته بدعوة العالم لدعم قوات سوريا الديمقراطية وعدم السماح لتركيا بماجهمة الشمال السوري لأن ذلك سيوفر مناخا وملاذا آمنا لعودة تنظيم داعش.
مخطط الهروب الكبير
من جانبه يري د.عمرو عبد المنعم خبير الحركات والجماعات المتطرفة أن داعش تعتبر أحد أدوات نظام أردوغان وتقوم المخابرات التركية بتحريك عناصر التنظيم لتحقيق مصالح أنقرة.
وأوضح أن الأتراك يستغلون حالة العداء والكراهية التي يحملها عناصر التنظيم الإرهابي ضد القوي الكردية بعد أن نجحت الأخيرة فى إسقاط دولتهم المزعومة وفق نظرية عدو عدوي صديقي.
وأكد خبير الحركات المتطرفة أن الحرب التركية على الشمال السوري تخدم داعش وتسهل هروبهم من السجون والمخيمات الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وكشف عن وجود مخطط لتصفية مخطط الهول بدعم من بعض دول الجوار لتهريب أكبر عدد ممكن من السجناء الدواعش الموجودين بمخيم الهول، مشيرا إلي أن هروب الدواعش من المخيم يعني وجود جيل رابع من إرهابيو التنظيم وانتشارهم بدول المنطقة تمهيدا لإعادة تموضع التنظيم فى المنطقة من جديد.
وأشار إلي أن بقاء مخيم الهول بشكله الحالي ورفض الدول استلام إرهابيها يخدم الدواعش بشكل كبير ويجعل من المنطقة ساحة حرب جديدة لأنه مكان لتربية الدواعش ويمكن اعتباره معسكر إعداد للتنظيم قبل العودة المرتقبة التي يجري الإعداد لها وتساعد فيها الحرب التركية على الشمال السوري.
https://alshamsnews.com/2022/12/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84.html
دهست مدرعة عسكرية ترفع العلم التركي اليوم الثلاثاء سيدة سورية فى العقد الرابع من عمرها أثناء محاولتها إنقاذ حفيدتها من أمام المدرعة قبل أن تقوم المدرعات التركية بدهس الإثنين.
وبحسب وسائل إعلام فقد سادت حالة من الغضب الشعبي بريف حلب على خلفية الحادث.
وذكرت مصادر محلية أن مدرعة عسكرية تابعة للقوات التركية “دهست طفلة 7 سنوات أثناء مرور رتل عسكري مؤلف من عربتين إلى إحدى قواعده في مدينة الأتارب بالريف الغربي، وأثناء محاولة جدة الطفلة 70 عاماً إنقاذها قامت مدرعة الاحتلال بدهسها أيضاً، ما أدى إلى وفاتهما على الفور”.غضب شعبي
الحادث أثار غضب الأهالي، الأمر الذي دفعهم إلى التجمهر حول المدرعتين ورشقهما بالحجارة.
بدوره، قام الأمن العام في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بحماية آليات الجيش التركي وأوصلوهم إلى أقرب مركز شرطة.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يصدر أي بيان رسمي من تركيا بشأن الحادث حتى الآن.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه ليست المرة الأولى لحوادث الدهس من قبل المدرعات التركية، حيث سبق وأن قتل طفل دهساً من عربة عسكرية تركية في مدينة رأس العين (سري كانيه) التابعة لروجآفاي كوردستان، بتاريخ الـ3 من تشرين الثاني الماضي.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/12/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84.html
https://alshamsnews.com/2022/12/%d8%a8%d9%80-8-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%83%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d9%88%d8%b4%d8%a7-%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84.html
كشفت وسائل إعلام تركية عن مشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان، مع الفنان التركي الشهير إبراهيم تاتليسيس، غناء أغنية شعبية، خلال حفل جماهيرى حاشد في مدينة شانلي أورفا، جنوبي البلاد، حيث حضر أردوغان وتاتليسيس حفلاً نظمته بلدية حليلية أمس، لافتتاح عدة مشاريع مهمة.
وتداولت مواقع التواصل، مقاطع فيديو لأردوغان وهو يغنى مع تاتليسيس الأغنية الشعبية “أنا من أورفا”.
وخاطب “إبراهيم تاتليس” أردوغان بقوله: “أنا معك حتى أنفاسي الأخيرة”. كما عبّر أردوغان عن سعادته بزيارة شانلي أورفا، التي وصفها الرئيس بأنها مدينة الأنبياء والرسل.
وصف أردوغان مدينة شانلي أورفا (المتاخمة للحدود السورية) بأنها “مدينة الحضارات التي تمتزج فيها مشاعر الأخوة. وعاش فيها الأتراك والأكراد والعرب في أخوّة لعدة قرون”. وأردف: “حوّلنا هذه الوحدة المستمرة منذ ألف عام إلى إحدى أجمل الثروات الثقافية في العالم”.
وفي الفعالية، أعلن الرئيس التركي أن حكومته تنشئ منطقة صناعية للطاقة المتجددة في شانلي أورفا، موضحاً أن الهدف من إنشائها هو جعل الولاية واحدة من أكبر مراكز الطاقة المتجددة في تركيا.
العملية العسكرية على الشمال السوري
مشاركة أردوغان فى الغناء، أعقبها تأكيده أن بلاده ستكمل حتماً الشريط الأمني الذي تقوم بإنشائه على حدودها الجنوبية.
كما شدّد على أن تركيا لم تعد دولة تخضع للآخرين كما في السابق، بل أصبحت تحدد رؤيتها السياسية والاقتصادية والعسكرية بنفسها، وتحقق الخطوات الديمقراطية والتنموية بإرادتها، وتقول كلمتها في منطقتها والعالم.
وقال إن تركيا عوّضت، خلال الأعوام العشرين الماضية، خسائرها عبر الإنجازات والخدمات الكبيرة، وأنشأت بنيتها التحتية واكتسبت ثقتها بنفسها، وأصبحت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتحقيق قفزاتها بقوتها الخاصة.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/12/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84.html
كشفت وسائل إعلام عراقية عن تعرض أحد المعسكرات التركية شمال العراق لهجوم بصواريخ الكاتيوشا.
وبحسب وكالة رووداو، أفاد مسؤول محور قوات البيشمركة في شرق دجلة، باستهداف جديد للمعسكر التركي في ناحية زيلكان بمحافظة نينوى، والذي تعرض لهجوم مساء أمس السبت بقذيفتي كاتيوشا.
وقال مسؤول محور قوات البيشمركة في شرق دجلة، سربست بابيري، اليوم الأحد انه تم استهداف المعسكر بست الى ثنماني صواريخ من نوع كاتيوشا، مساء اليوم من جديد.
وحسب بابيري فإن الصواريخ تم توجيهها من ناحية الموصل، ولم تعرف الأضرار الناجمة عن الهجوم حتى الآن.
تحليل/صالح بوزان
لقد قيل الكثير في هذا المجال. وأغلب ما قيل هو صحيح. لكن هناك هدف مخفي وراء إصرار أردوغان لاحتلال الشمال السوري، وهو إعادة إنعاش داعش لإقامة دويلة إسلامية من جديد في شمال سوريا وفي أجزاء من العراق.
تثبت كل المعطيات العلنية والسرية بأن داعش صنعة تركية بامتياز. وما كان الداعشيون قادرون على إقامة دولتهم الإسلامية المتطرفة لولا الدعم المباشر من الحكومة التركية.
https://alshamsnews.com/2022/12/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d9%85%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d9%85%d8%a7.html
صحيح أن داعش لهم أيدلوجيتهم المستقلة عن أيدلوجية أردوغان، لكنهم كانوا على قناعة بأنهم لن يستطيعوا تأسيس هذه الدولة واستمراريتها بدون التحالف مع الحكومة التركية.
الميثاق الملي
وبمعزل عن أيدولوجية الداعش كانت للحكومة التركية مخططاً أبعد من تفكير الداعشيين. أرادت الحكومة التركية إيجاد حليف قوي وشرس في سوريا والعراق وتسليطه على كل من يعارض أحلام أردوغان في إحياء “الميثاق الملي كمشروع جديد”.
لم تستطع حكومة دمشق الوقوف أمام المد الداعشي. كانت تتجنبه غالباً. وكانت تدرك أن المعارك مع داعش ستجلب لها خسائر مميتة. كما لم تستطع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان الوقوف أمام المد الداعشي. لقد ألحق الداعشيون هزيمة ماحقة بهم جميعاً.
أدرك أردوغان أن هناك حجرة عثرة واحدة أمام ” مشروعه الملي الجديد” وهي وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية. فأوعز للداعشيين بالقضاء على هذه القوات واحتلال كامل المناطق الكردية، وخاصة مدية كوباني. لكن ما حدث لم يكن في خيال أردوغان. فقد أصيب داعش في كوباني بهزيمة نكراء.
انتصار كوباني
وفتح انتصار كوباني الطريق أمام انهيار الدولة الإسلامية عندما استطاعت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من كل القوميات السورية القضاء عليها باغوز.
وهكذا انهار المخطط التركي الذي لم تستطع الحكومة العراقية والسورية إفشاله.
علينا أن نتصور ماذا كان سيحدث لو نجح داعش في كوباني. لترسخت دولة داعش الحليف القوي لأردوغان. وكان بإمكان أردوغان حينئذ أن يفرض إرادته على الحكومة السورية والعراقية وعلى إقليم كردستان العراق.
الأهم من ذلك لاستطاع فرض إرادته على الحكومات الأوروبية والأمريكية والروسية والتي كانت ستخشى عندئذ أن يستخدم أردوغان جهادي داعش ضدها في قلب بلدانها.
لماذا يكره أردوغان كرد سوريا؟
إن حقد أردوغان على قوات سوريا الديمقراطية وعلى كرد سوريا خاصة هو أضعاف وأضعاف حقده على حزب العمال الكردستاني. وبالتالي فمساعي أردوغان للقضاء على الإدارة الذاتية في شمال سوريا وعلى قوات سوريا الديمقراطية ليس لأسباب انتخابية فقط، وليس للقضاء على أمل كرد سوريا بالحصول على حقوقهم ضمن الدولة السورية فقط، ولا ضد حزب العمال الكردستاني، وإنما لأن كرد سوريا قطعوا الطريق أمام حلم أردوغان في تحقيق مشروعه “الملي الجديد”.
عندما يقول أردوغان والساسة الترك عامة أن قوات سوريا الديمقراطية تهدد الأمن القومي التركي، فهم مصيبون من ناحيتهم. لأنهم يقصدون بمصطلح “الأمن القومي التركي” مشروعهم الملي لاقتطاع أجزاء من سوريا والعراق وضمها لتركيا. أما الآخرون من بعض الكرد والعرب والحكومات الغربية، وأحياناً السورية والعراقية والإيرانية الذين يتباكون على “الأمن القومي التركي” فهم يدعمون المشروع “الملي الجديد” لأردوغان من حيث يدرون أو لا يدرون.
https://alshamsnews.com/2022/11/%d8%ad%d8%b1%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d9%82%d8%b3%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d9%84%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7.html
إن إصرار أردوغان والساسة الأتراك لاحتلال كامل الشمال السوري هدفه إعادة مشروع الدولة الداعشية بطريقة جديدة. فلو استطاع أردوغان القضاء على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من خلال تواطؤ الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا، وتواطؤ الحكومة السورية لقصر نظرها الوطني، فإن أردوغان سيعيد إنشاء دويلة إسلامية في شمال سوريا. وقد تكون جبهة النصرة هي نموذج الدولة الإسلامية الجديدة. وستتمكن الحكومة التركية حينئذ التحكم بمنطقة الشرق الأوسط وتحقيق المشروع “الملي الجديد”.
لقد فرضت الأحداث في سوريا والشرق الأوسط عامة مهمة تاريخية على عاتق قوات سوريا الديمقراطية أبعد من المهمة التي تشكلت من أجلها. وبالتالي فمن الواجب الوطني أن يقف جميع السوريين ضد الغزو التركي الجديد. كما على الحكومة السورية عدم الاصطياد في المياه العكرة على حساب الوطن. ومن واجب جميع الحكومات العربية وكذلك الغربية الوقوف ضد هذا الغز لإفشال المخطط التركي. لأنه لو تحقق سيصبح كارثة على الجميع.
ذات صلة
https://alshamsnews.com/2022/11/%d9%85%d8%b8%d9%84%d9%88%d9%85-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d9%8a-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%b3%d9%86%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%a9.html